Sunday, May 11, 2008



على الضفاف



لقاء زعترى وفيلم قناة الجزيرة وذكرى استفان روستى




كتب عماد النويرى

عرضت قناة الجزيرة فى ماتعرض فيلما عن المدونات والمدونين تضمن مقاطع كثيرة اخذت من موقع ( يو تيوب ) تصور بعض حالات التعذيب التى تعرض لها افراد من الشعب المصرى فى اقسام الشرطةفى مختلف المحافظات . الفيلم الذى عرض خرج من كونه مجرد وثيقة موضوعية تسجل وتؤرخ لحالات من الواقع العربى الحافل بمثل تلك الحالات الى شكل من الادانة المباشرة التى ارتكزت على نوع من الميلودراما الفجة . باستطاعة اية فيلم التلاعب بمحتوى الصور من خلال مؤثرات كثيرة لكن يبقى فى النهاية الحكم على جهد قناة الجزيرة وهو جهد مشكور وان كان لم يلتزم بالاصول المرعية فى عرض الصور بشكل محايد .

---------------------------------------------------------------------------------------------


الفنان اللبنانى اكرم زعترى حضر الى الكويت فى زيارة خاطفة لاقامة معرض صور عن فلسطين قبل نكبة 1948 كما القى محاضرة قيمة تناولت جهود المؤسسة العربية لحفظ التراث الصورى فى الشرق الاوسط . والفنان اكرم لمن لايعرفه هو مبدع فى عالم الفيديو وله اكثر من 30 عملا سينمائيا شاركت معظمها فى مهرجانات عربية وعالمية وغير ذلك هو ناشط فى مجال حفظ الترث الصورى فى محاولة لتشكيل ذاكرة عربية مصورة . وشكرا لتلفزيون الكويت لحرصه على تسجيل لقاء مع زعترى من المؤكد انه سيكون ذا فائدة كبيرة للمشاهد , وتعريفه بجهود ثقافية تبذل بعيدا عن الاضواء لمجموعة من الافراد تقوم بعمل من المفروض ان تقوم به الحكومات . ।

--------------------------------------------------------------------




- استيفانو دى روستى أو استيفان روستى أشهر من ادى ادوار البشوات وأبناء الطبقة الارستقراطية مولود عام 1891 من أب نمساوي وأم ايطالية .بعد فترة استقرار في حى شبرا بالقاهرة اضطر الأب روستى للعودة الى فيينا وترك الأم قبل ان تضع مولودها الأول . كانت المرة الأولى التي رأى فيها استفان والده عندما بلغ سن العشرين عندما تعرف على راقصة باليه وسافر ورائها إلى النمسا . واضطر للبقاء في أوروبا وهناك عمل كصبي حانوتي , وبائعا متجولا , ثم راقصا في الملاهي الليلية . بطريق الصدفة التقى استفان بالمخرج محمد كريم الذي كان يدرس السينما في ألمانيا وقرر العودة إلى القاهرة فى عام 1917
حيث التقى الفنان عزيز عيد الذي كان على وشك تكوين فرقة مسرحية وأعجب عيد بستفان الذي يجيد ا الفرنسية والايطالية وقرر ضمه لفرقته واسند إليه دور أمير روسي في مسرحية ( خلى بالك من اميلى ) ونجح الوجه الجديد المميز آنذاك ولفت اليه الأنظار كواحد من الممثلين البشوات الصعاليك .
بجانب الإخراج كتب استفان العديد من السيناريوهات لعدد من الأفلام المشهورة ومنها فيلم ( قطار الليل ) بطولة ليلى مراد و( رقصة الوداع ) لسامية جمال , ومن الأفلام التي كتبها أيضا ( ابن عنتر ) و( ابن البلد ) و( بلدى خفة ) و( صراع الجبابرة ) . وغير الاهتمام بكتابة الأفلام وإخراجها والتمثيل فيها اهتم استفان أيضا بأناقته وأصبح في فترة قليلة دون جوان شارع عماد الدين .
استمر تقلب استيفان على نوعيات مختلفة من الأدوار طوال الثلاثينات وبداية الأربعينات وان كان أكثر ميلا للكوميديا ووصل إلى قمة أداء الشر في فيلم ( ليلة ممطرة ) إمام ليلى مراد ويوسف وهبي وإخراج توجو مزراحى , كما سعى لتقديم تنويعات على شخصية الرجل الشرير أخرجته من رتابة الأداء وكان دور رجل العصابة هو أشهر أدواره كما في أفلام ( قلبي دليلي ) و( سماره ) ولعب باقتدار دور مدبر المكائد للإيقاع بين المحبين من اجل الفوز بالثروة مثلما حدث في أفلام ( شاطىْ الغرام ) و( القلب له أحكام ) . وعندما يكون الدافع هو حب المال فانه أفضل من يؤدى دور الانتهازي أو المستغل كما في ( عفريته هانم ) و( معاش يازهر ) و ( سيدة القصر ) .

فى 26 مايو عام 1964 , رحل استفأن روستى عن دنيانا وكان اخر أفلامه ( حكاية نص الليل ) مع عماد حمدي وزيزى البدراوى . وقد وصل عددالافلام التى شارك في تمثيلها وإخراجها والتمثيل فيها إلى 380 فيلما سينمائيا على مدى اربعين عاما هي عمره الفني . لقد نجح روستى في إن يجمع بين الشر والكوميديا , وان يصبح وحده تقريبا الشرير الكوميديان بين الاخياراو لنقل أكثر الكوميديانات شرا على الشاشة أو أكثر الأشرار حضورا خفة ومرح . وهى البصمة الخاصة التى ظل يتفرد بها على شاشة السينما حتى اليوم لم ينازعه فيها احد سوى عادل ادهم .
فى شهر مايو وفى زكرى الرحيل نتذكر وجها حاضرا وتاريخا فنيا فنى لواحد من نجوم الفن الكبار .

No comments: