Monday, February 23, 2009



قراءة في حصاد جوائز الأوسكار 81


مليونير بويل يودع التشرد ووينسلت تستبدل الشامبو بالجوائز
بن لم يتوقع الفوز وتراجى بن هنسون هى الافضل
الدوقة تستحق الجائزة وانجيلينا جولى كانت حاضرة.


كتب عماد النويرى



مليونير المخرج البريطاني داني بويل يبدو انه سيودع حياة التشرد إلى الأبد بعد فوزه الساحق في ( مسابقة من سيربح المليون ) في الفيلم وبعد فوزه الأكثر ( سحقا ) للمرة الثانية بثمان جوائز اوسكارية ( من أصل عشرة ترشيحات ) منه أفضل فيلم وأفضل إخراج وأفضل تصوير وأفضل مونتاج وافضل موسيقى وافضل مؤثرات صوتية وافضل سيناريو مقتبس عن عمل ادبى وأفضل مكساج . ويذكر أيضا انه قد حصد أربع جوائز في مسابقة الجو لدن حلوب، حيث حصل على جوائز أفضل تصوير وإخراج لمخرجه داني بويل، والسيناريو لمؤلفه: سيمون بيوفوي والتمثيل ل ديف باتيل، اضافة الى جائزة التاليف الموسيقى . .
سيناريو الفيلم صاغه "سيمون بيوفوي" ، وقد اقتبسه عن رواية "سؤال وجواب" الذائعة الصيت للروائي والدبلوماسي الهندي "فيكاس سوارب" والتي كانت الأكثر مبيعا في العديد من الدول وترجمت إلى 36 لغة، ، وقد اعتمد المخرج على آلية الاسترجاع «الفلاش باك» بوصفها الآلية التي تربط زمنياً بين حياة جمال مالك المراهق الهندي الفقير الذي تربى ونشا في حواري بومباي ليصبح فجأة محط أنظار الملايين فى الهند عندما نجح في الوصول إلى المرحلة النهائية في مسابقة برنامج ( من سيربح المليون ) وفى لحظات الانتظار للإجابة عن كل سؤال يعود البطل الصغير لتذكر حادثة معينة حدثت خلال حياته وتتراكم الأسئلة ومعها تتراكم الذكريات المؤلمة التي تجسد مراحل الحياة التي مر بها جمال منذ الطفولة المبكرة وحتى جلوسه أمام مذيع البرنامج وتدريجيا نتعرف على الكثير من طبيعة المجتمع الهندي والكثير من الصور التي تشكل إطلالة مهمة على واقع ماساوى مشحون بالظلم والقسوة
. المليونير المتشرد يمكن اعتباره واحد ا من الأفلام التي تصور العشوائيات الفقيرة في الهند من خلال معالجة مرئية متميزة , وارى انه لايفعل ذلك بغرض التشويه أو الانتقام , فقد شاهدنا من قبل الفيلم الهندى ( سلام بومباى ) للمخرجة ميرا نير وكان مفعما بتصوير كل ماهو قبيح فى الهند . ميزة ( المليونير المتشرد ) انه يحاول الانتصار للفقراء والمعدمين الذين لايفقدوا الأمل مهما كانت قسوة الحياة وكان تحفظنا عندما كتبنا عن الفيلم ان الحل لمشاكل هؤلاء الفقراء لا تاتى دائما عن طريق المسابقات. ويذكر ان ( المليونير المتشرد ) تنافس ( القارى ) و( فروست نيكسون ) و( وحالة بينجامين بوتون الغريبة ) ,و(هارفى ميلك ) . وقد سلمت الجائزة الى منتج الفيلم كريستشن كولسون الذى تحدث عن الرحلة الرائعة للفيلم الذى صور بميزانية 15 مليون دولار وحصد حتى الان ايرادات عالمية تصل الى 160 مليون دولار .
. .. وكنت اعرف ان كل ممثلة عظيمة عليها الانتظار قليلا حتى تحقق دور عمرها, كما فعلت ميريل ستريب مثلا في فيلم ( جسور مقاطعة ماديسون ) , أو كما فعلت جين فوندا في ( العودة للوطن ) وقبلهما ديانا كيتون فى ( الحمر ) .أو جودي فوستر في ( صمت الحملان ) وجاءت الفرصة أكثر من مرة لكيت وينسلت من خلال أفلام حققت شهرة متواضعة وربما شهرة كبيرة أحيانا مثل ( العطلة ) و( الحس والمعقولية ) و( هاملت ) و( الدخان المقدس ) و كان من الواضح أن وينسلت تنضج مع كل فيلم جديد رغم أن أدائها التمثيلي لم يختلف إلا قليلا من فيلم إلى أخر . وعندما تم ترشيحها عن فيلمها الأخير ( القارئ ْ ) للحصول على جائزة الأوسكار قلت لنفسي أخيرا قد جاء دور العمر ( روز ) فاتنة تايتنك الجميلة . لكن ذهبت ظنوني وتوقعاتي أدراج الرياح . هذا رغم علمي بل تاكدى أنها في طريقها للحصول على جائزة الأوسكار خلال الأيام القليلة المقبلة . ( هكذا كتبت عندما قدمت قراءتي لفيلم ( القارئ ) منذ أيام على صفحات القبس وهكذا صدقت توقعاتي ولا يعنى ذلك التقليل من جهد كيت وينسلت كممثلة قديرة كما شاهدناها في ( الطريق الثوري ) ولا يقلل ذلك أيضا من جهد انجيلاينا جولي في ( استبدال ) وميريل ستريب في ( الشك ) . في الحفل الذي أقيمت فعالياته أمس الأول قالت وينسلت أنها تمرنت على كلمة الشكر الخاصة بالأوسكار أمام مرآة الحمام وهى في سن الثامنة حاملة علبة الشاميو عوضا عن الجائزة ) وقد تحقق ماتمرنت عليه . .
شون بن (48 عاما) تفوق على ريتشارد جينكنز في (الزائر) وفرانك لانغيلا في "فروست/نيكسون" وميكي رورك "(المصارع) وبراد بيت (الحالة الغريبة لبنجامين بوتن ) وقال لدى تسلمه الجائزة "اشكركم يا عشاق مثليي الجنس المؤيدين للشيوعية. لم أكن أتوقع هذا الفوز".
وأضاف "اعتقد ان الوقت قد حان لأولئك الذين صوتوا لمنع زواج مثليي الجنس (في كاليفورنيا) أن يفكروا بالعار الكبير إذا ما استمروا في التصرف على هذا النحو. يجب ان نمنح الجميع حقوقا متساوية". وأوضح "أنني فخور لأنني أعيش في بلد ينتخب رجلا أنيقا رئيسا وبلد ينتج فنانين شجعان . هل يستحق بن الجائزة نقول نعم ولا . نعم نقولها لان شون بن من الممثلين الأميركيين العباقرة الذين أكدوا موهبتهم خلال العقد الأخير ونذكر له حصولة على جائزة الاوسكار كافضل ممثل منذ خمس سنوات عن ( النهر الغامض ) للمخرج كلينت ايستوود . ونقول لا لان هناك شبهة أخلاقية اجتماعية سياسية مدنية في حصوله على الجائزة لتأكيد وجهات نظر أقليات تطالب بحقوقها مثل جمعيات الدفاع عن مثلى الجنس المنتشرة فى أميركا وأوروبا . طبعا موضوع ماتطرحه هذه الجمعيات يستحق المناقشة , ولا يقلل ذلك من الإشارة إلى جهد بعض من تنافسوا معه على الجائزة مثل براد بت في ( الحالة الغريبة لبنجامين بوتن ) وميكى رورك في ( ميلك ) .
وعن دورها في فيلم ( فبكى كريستينا برشلونة ) حصدت بينلوب كروز جائزة أفضل ممثلة مساعدة بعد منافسة مع ايمى ادامز وفيولا ديفيز ( الشك ) وتارجاجى بن هنسون ( الحالة الغريبة لبنجامين بوتون ) وماريسا تومى ( المصارع ) وكنت أفضل ان تذهب الجائزة إلى تراجى بن هنسون فقد أبدعت في ( الحالة الغريبة لبنجامين بوتون ) كما منح الممثل الاسترالي الراحل هيث ليدجرحصد جائزة أفضل ممثل مساعد عن دورة في فيلم ( باتمان – فارس الظلام ) الذي حقق ثانى اكبر الايرادات في تاريخ السينما في أميركا الشمالية .وكان الممثل الاسترالى اليدجر قد توفى العام الماضى عن عمر ناهز 28 عاما بعد اخذ جرعة زائدة من خليط من ستة ادوية من المسكنات والمهدئات ويعتبر ليدجر هو ثان شخص يفوز بجائزة الاوسكار بعد وفاته .
ولايقلل ذلك ايضا من موهبة واجادة مايكل شانون فى ف( الطريق الثورى ) .
وعندما شاهدنا ( حالة بينجامين بوتون الغريبة ) كتبنا اننا أمام تحفة سينمائية توفرت لها العديد من عناصر على صعيد المؤثرات الخاصة البصرية والصوتية بعد ان نجح المخرج ديفيد فينشر تكريس خبرته التي تعرفنا عليها من قبل في أفلامه مثل ( اللعبة ) و(غرفة الرعب ) و( نادي القتال ) و( سبعة ) و( زودياك ) في ان يقنعنا الى حد كبير بما فعله بديزى وبينجامين في مراحل العمر المختلفة ويمكن القول ان هذا الفيلم يمثل خطوة متقدمة في عالم السينما الرقمية والتي قدمت تجارب ناجحة من قبل على يد مجموعة من رواد الإخراج من أمثال ستيفن سبيلبيرغ وبيتر جاكسون وروبيرت زيميكيس،. وبالرغم من تميز المؤثرات الخاصة فان إبداع فينشر يتجلى أيضا من خلال تركيزه على المكان والشخصيات، وزوايا التصوير والقدرة على توظيف الإضاءة واختيار موسيقى تصويره مؤثرة ومعبرة وقد نجح الفيلم فى ان يحصد جوائز أفضل إخراج فني وأفضل ماكياج وأفضل مؤثرات بصرية والفيلم يستحق عن جدارة هذه الجوائز .
وفى فيلم ( الدوقة ) استطاع المخرج بنجاح استعادة الأجواء الخاصة بالفترة الزمنية ونجح في تقديم سيمفونية بصرية تلعب فيها عناصر الفيلم المختلفة أدوارها بنجاح كبير . ملابس مناسبة تماما للعصر وإضاءة توحي بالمكان وبالفعل يستحق فيلم ( الدوقة ) جائزة أفضل تصميم أزياء . وان كنا لانقلل من الجهد المبذول في هذا المجال في أفلام مثل ( ( حالة بنجامين بروتون الغريبة ) و(استبدال ) و( الطريق الثوري ) .
في حفل ينقصه الكثير من بهجة والق الحفلات السابقة أعلنت أمس الأول جوائز الأوسكار 81 لتنتهي فعاليات أهم حدث سينمائي في العالم ينتظره عشاق ومحبي السينما في كل مكان . ومازلنا نعتبر ان جوائز الأوسكار رغم أهميتها لاتخلو أبدا من شبهة التحيز السياسي والثقافي .

Saturday, February 21, 2009



من افلام الاوسكار

فى ( الطريق الثورى ) زواج عصرى واحلام مجهضة


- اسقاط وتوتر ورغبة فى الترحال
نماذج وجذور فى اعمال فلوبير وابسن

كتب عماد النويرى
الحياة الزوجية بكل مافيها من سعادة وشقاء , وهيام وغرام وانتقام , وطموح وأمل ورتابة وملل , هي موضوع فيلم ( الطريق الثوري ) من بطولة كيت وينسلت وليوناردو دى كابريو ومن اخراج سام مينديز .. ووجود أسماء مثل وينسلت وكابريو ومينديز يعنى أننا بصدد فيلم مختلف خاصة ان قصة الفيلم مأخوذة عن رواية تحمل الاسم ذاته للكاتب الاميركى الراحل ريتشارد ياتس يعود تاريخها لعام 1961. وقد صنفت الرواية في فترة الستينات ضمن أهم مائة رواية صدرت بالغة الانجليزية . ومن أهم روايات الكاتب : (بكاء القلوب الصغيرة 1984)، (موكب عيد الفصح 1976) إضافة لمجموعته القصصية (أحد عشر نوعاً للوحدة 1962)... ويذكر ان كيت وينسلت قد فازت بجائزة الجو لدن حلوب كأفضل ممثلة عن دورها في هذا الفيلم كما ان مايكل شانون احد أبطال الفيلم مرشح لجائز ة الأوسكار لأفضل ممثل مساعد .

حالة روحية
الأحداث تدور في فترة الخمسينات حيث نتعرف على فرانك (
ليوناردو ديكا بريو)وهو متزوج من أبريل (كيت وينسلت)؛بعد تعارف قصير في أحدى الحفلات . تعمل أبريل كممثلة هاوية بينما يعمل فرانك كرجل مبيعات في شركة لتصنيع الأجهزة الكهربائية وينتقلان للعيش في بيت جميل يقع على شارع عريض يعرف بالطريق الثوري ربما كنوع من الإسقاط على الحالة الروحية والنفسية للزوجين . ابريل يمارس عمله بشكل روتنيى مثل الاف الموظفين الدائرين في حلقة البيروقراطية اللعينة وهو يرغب في التحرر والانطلاق لكنه بمرور الأيام يفقد الأمل في ذلك وفى الليلة التى يخون فيها زوجته ويعود إلى البيت يجد في انتظاره مفاجأة حيث تخبره زوجته أنها قررت السفر إلى باريس للعمل هناك في احدى المنظمات الحكومية الدولية براتب كبير . أخيرا تحقق حلم فرانك لكن تظهر العقبات في تحقيق الحلم فالزوجة تكتشف أنها حامل والزوج تأتيه ترقية من العيار الثقيل تغريه للبقاء . تتوتر العلاقة بين الزوجين وتندفع الزوجة ابريل وهى في حالة إحباط شديد لخيانة زوجها مع الجار القريب الذي طالما عبر عن إعجابه بها في الخفاء . من الطبيعي أن يتحطم الحلم وتنهار العلاقة الروحية بين فرانك وابريل وتقرر ابريل ان تجهض نفسها للتخلص من الجنين .. تهبط بعد زمن إلى غرفة الجلوس ؛ تقف أمام النافذة العريضة لتنظر إلى الطريق العريض؛ طريق الأحلام؛ الطريق الثوري؛ بعد برهة يبدأ الدم في التساقط منها؛ تلاحظه قليلا في صدمة ثم تطلب الإسعاف زفي المستشفى يهرع الجار –الذي خانت زوجها معه- ليجد فرانك منهارا في حالة يرثى لها؛ يقول له كلاما كثيرا عن زوجته التي وجدوا الجنين خارج بطنها؛ ونزفت كثيرا مما أدى إلى دخولها في غيبوبة؛ ويصارحه بأنها قد فعلت ذلك بنفسها يذهب الجار ليأتيه بكوب من القهوة؛ و يعود ليجد فرانك خارجا من غرفة العمليات باكيا ومذهولا؛ لقد رحلت أبريل

صمت وطموحات
يسكن المنزل زوجان جديدان تحكي لهما زوجة الجار قصة آل ويلر؛ وأن فرانك الآن يعمل الآن في شركة للحواسيب؛ لم يتزوج وكرس نفسه للأولاد؛ تضيف زوجة الجار القديم بأن آل ويلر كانا "غريبي الطباع" ؛ يتركهم الزوج وحين تتبعه زوجته؛ليطلب منها أن لا تأتي على ذكر آل ويلر مجددا وهو يتأمل منزلهما السابق؛ تبتسم الزوجة في سعادة؛ فهي تدرك منذ زمن إعجاب زوجها بالزوجة ويلر . في المسهد الختامي سنقترب من السيدة جيفينجز –وكيلة العقارات - وهي تتحدث لزوجها عن أن السكان الجدد هم أنسب من سكن المنزل؛ فهم أناس طبيعيون؛ زوجها العجوز الذي يستخدم سماعة أذن يذكرها برأيها السابق في أن آل ويلر كانوا هم الأنسب؛ وبمقدار حبها لهم؛ تصارحه بأنهم "كانوا غريبين" ولم يكونوا مناسبين أبدا ؛ كما أنهم أهملوا العناية بالمنزل مما حط من قيمته المادية وتبدأ في سرد مظاهر الإهمال؛ الدهان؛ المقابض النوافذ و .. ؛ يخفض الرجل العجوز من صوت السماعة شيئا فشيئا ؛ حتى يختفي صوت زوجته تماما وهي ما زالت مستمرة في الانتقاص من آل ويلر؛ وينتهي الفيلم في صمت؛ ربما يعترض على كلام زوجته وربما يقول ان الحياة الروتينية لا تتحمل التغيير وان طموحات سكان الطريق الثوري انتهت الى لاشىْ .

رغبة فى الهرب
الفيلم السيناريو يرسم شخصياته بدقه ففرانك يجسد صورة الرجل الاميركى في فترة الخمسينات والستينات الذي يحلم بتحقيق ذاته بعيدا عن التكرار والنمطية ويرغب في الترحال معتمدا على طبيعة مجتمع متجدد . والزوجة ابريل تجسد أيضا نموذجا للمرأة الأميركية المنطلقة التي تبحث عن تحقيق وجودها ولا يعنى ذلك أننا بصدد نماذج سوية طبيعية فنموذج الرجل والمرأة عموما في كتابات ريتشارد ياتس هي نماذج تشعر بالخواء الروحي ورغم قوتها الظاهرة فهي قابلة للكسر في اى لحظة ويمكن العودة إلى بعض جذور كتابات ياتس في أعمال جوستاف فلوبير مثل ( مدام بوفارى ) وأيضا بعض كتابات ( ابسن ) مثل ( بيت الدمية ) ويمكن الإشارة إلى الشخصيات الثانوية التي أجاد كاتب السيناريو رسمها لتلقى بحواراتها وأفكارها ضمن الحكاية ككل وهنا يمكن الإشارة إلى شخصية جون جيفينغز ؛ ابن وكيلة العقارات المختل؛فهو يبدو المدرك لمأساة الزوجين الخارجين عن طوع وأعراف مجتمعهما –؛ في زيارته الأولى يصارحهما بأنه يتفهم تماما رغبتهما بالهرب من كل هذا الهراء؛ يتقبل فرانك ذلك جيدا؛أما في الزيارة الثانية؛ التي يبلغان فيها آل جيفينغز بعدولهما عن الانتقال إلى باريس؛ يبدأ في الصراخ واتهام فرانك بأنه هو السبب؛ انه قد أوقع بأبريل لتحمل ومن ثم لتتوقف عن الحلم؛ ثم يواجهه بحقيقة أنه قد خسر زوجته إلى الأبد . ولأننا نتعامل مع دراما شخصيات صعبة كان من المهم وجود مثل هذه الشخصيات الثانوية لتساعد على فهم مواقف الشخصيات وتناقضاتها . ويمكن القول ان كاتب السيناريو نجح إلى حد كبير في توصيل الرسائل التي اراد كاتب الرواية توصيلها وهى رسائل تصور الحياة الأميركية التي تخفى تحت مظهرها البراق الكير من العذابات الإنسانية والكثير من الأحلام المتكسرة على صخرة واقع يحفل أحيانا بالكذب والنفاق والرياء .
اشارات
الفيلم ( الفن ) يقدم المخرج سام مينديز الذي يبدو إعجابه بمعالجة مظاهر الحياة الأميركية والخوض في أعماقها ويحسب له فيلمه ( الجمال الاميركى ) الذي حاز على العديد من الجوائز الاوسكارية ونجح في تقديم معالجة مرئية رائعة عن حياة أسرة أميركية أيضا تعانى من بعض الأمراض المزمنة للزواج العصري . في ( الطريق الثورى ) يركز مينديز على أداء الممثل باعتباره الحاضر دائما وينجح في استخلاص أقصى مايمكن من طاقه دى كابريو التمثيلية وينجح أيضا في إدارة زوجته كيت وينسلت لتقدم احد أدوارها المميزة . وإذا كان يحسب على الفيلم في بعض مشاهده بطْ الإيقاع فان ذلك كان مقصودا لضرورات درامية . وتغلب اللقطات المتوسطة والقريبة على الفيلم نظرا لأننا نتعامل مع شخصيات كثيرة الانفعال ومن المطلوب إبراز ملامحها لنسبر أغوارها الداخلية طوال الوقت . وهناك إشارة إلى مجموعة الممثلين الذين جسدوا الأدوار الثانوية خاصة مايكل شانون في دور جون جيفينغز وإشارة أيضا إلى القدرة على خلق أجواء الخمسينات من خلال مونتاج متوازن لايلهث لتقديم اللقطة أو تقديم المشهد ككل .