قراءة في حصاد جوائز الأوسكار 81
مليونير بويل يودع التشرد ووينسلت تستبدل الشامبو بالجوائز
بن لم يتوقع الفوز وتراجى بن هنسون هى الافضل
الدوقة تستحق الجائزة وانجيلينا جولى كانت حاضرة.
كتب عماد النويرى
مليونير المخرج البريطاني داني بويل يبدو انه سيودع حياة التشرد إلى الأبد بعد فوزه الساحق في ( مسابقة من سيربح المليون ) في الفيلم وبعد فوزه الأكثر ( سحقا ) للمرة الثانية بثمان جوائز اوسكارية ( من أصل عشرة ترشيحات ) منه أفضل فيلم وأفضل إخراج وأفضل تصوير وأفضل مونتاج وافضل موسيقى وافضل مؤثرات صوتية وافضل سيناريو مقتبس عن عمل ادبى وأفضل مكساج . ويذكر أيضا انه قد حصد أربع جوائز في مسابقة الجو لدن حلوب، حيث حصل على جوائز أفضل تصوير وإخراج لمخرجه داني بويل، والسيناريو لمؤلفه: سيمون بيوفوي والتمثيل ل ديف باتيل، اضافة الى جائزة التاليف الموسيقى . .
سيناريو الفيلم صاغه "سيمون بيوفوي" ، وقد اقتبسه عن رواية "سؤال وجواب" الذائعة الصيت للروائي والدبلوماسي الهندي "فيكاس سوارب" والتي كانت الأكثر مبيعا في العديد من الدول وترجمت إلى 36 لغة، ، وقد اعتمد المخرج على آلية الاسترجاع «الفلاش باك» بوصفها الآلية التي تربط زمنياً بين حياة جمال مالك المراهق الهندي الفقير الذي تربى ونشا في حواري بومباي ليصبح فجأة محط أنظار الملايين فى الهند عندما نجح في الوصول إلى المرحلة النهائية في مسابقة برنامج ( من سيربح المليون ) وفى لحظات الانتظار للإجابة عن كل سؤال يعود البطل الصغير لتذكر حادثة معينة حدثت خلال حياته وتتراكم الأسئلة ومعها تتراكم الذكريات المؤلمة التي تجسد مراحل الحياة التي مر بها جمال منذ الطفولة المبكرة وحتى جلوسه أمام مذيع البرنامج وتدريجيا نتعرف على الكثير من طبيعة المجتمع الهندي والكثير من الصور التي تشكل إطلالة مهمة على واقع ماساوى مشحون بالظلم والقسوة
. المليونير المتشرد يمكن اعتباره واحد ا من الأفلام التي تصور العشوائيات الفقيرة في الهند من خلال معالجة مرئية متميزة , وارى انه لايفعل ذلك بغرض التشويه أو الانتقام , فقد شاهدنا من قبل الفيلم الهندى ( سلام بومباى ) للمخرجة ميرا نير وكان مفعما بتصوير كل ماهو قبيح فى الهند . ميزة ( المليونير المتشرد ) انه يحاول الانتصار للفقراء والمعدمين الذين لايفقدوا الأمل مهما كانت قسوة الحياة وكان تحفظنا عندما كتبنا عن الفيلم ان الحل لمشاكل هؤلاء الفقراء لا تاتى دائما عن طريق المسابقات. ويذكر ان ( المليونير المتشرد ) تنافس ( القارى ) و( فروست نيكسون ) و( وحالة بينجامين بوتون الغريبة ) ,و(هارفى ميلك ) . وقد سلمت الجائزة الى منتج الفيلم كريستشن كولسون الذى تحدث عن الرحلة الرائعة للفيلم الذى صور بميزانية 15 مليون دولار وحصد حتى الان ايرادات عالمية تصل الى 160 مليون دولار .
. .. وكنت اعرف ان كل ممثلة عظيمة عليها الانتظار قليلا حتى تحقق دور عمرها, كما فعلت ميريل ستريب مثلا في فيلم ( جسور مقاطعة ماديسون ) , أو كما فعلت جين فوندا في ( العودة للوطن ) وقبلهما ديانا كيتون فى ( الحمر ) .أو جودي فوستر في ( صمت الحملان ) وجاءت الفرصة أكثر من مرة لكيت وينسلت من خلال أفلام حققت شهرة متواضعة وربما شهرة كبيرة أحيانا مثل ( العطلة ) و( الحس والمعقولية ) و( هاملت ) و( الدخان المقدس ) و كان من الواضح أن وينسلت تنضج مع كل فيلم جديد رغم أن أدائها التمثيلي لم يختلف إلا قليلا من فيلم إلى أخر . وعندما تم ترشيحها عن فيلمها الأخير ( القارئ ْ ) للحصول على جائزة الأوسكار قلت لنفسي أخيرا قد جاء دور العمر ( روز ) فاتنة تايتنك الجميلة . لكن ذهبت ظنوني وتوقعاتي أدراج الرياح . هذا رغم علمي بل تاكدى أنها في طريقها للحصول على جائزة الأوسكار خلال الأيام القليلة المقبلة . ( هكذا كتبت عندما قدمت قراءتي لفيلم ( القارئ ) منذ أيام على صفحات القبس وهكذا صدقت توقعاتي ولا يعنى ذلك التقليل من جهد كيت وينسلت كممثلة قديرة كما شاهدناها في ( الطريق الثوري ) ولا يقلل ذلك أيضا من جهد انجيلاينا جولي في ( استبدال ) وميريل ستريب في ( الشك ) . في الحفل الذي أقيمت فعالياته أمس الأول قالت وينسلت أنها تمرنت على كلمة الشكر الخاصة بالأوسكار أمام مرآة الحمام وهى في سن الثامنة حاملة علبة الشاميو عوضا عن الجائزة ) وقد تحقق ماتمرنت عليه . .
شون بن (48 عاما) تفوق على ريتشارد جينكنز في (الزائر) وفرانك لانغيلا في "فروست/نيكسون" وميكي رورك "(المصارع) وبراد بيت (الحالة الغريبة لبنجامين بوتن ) وقال لدى تسلمه الجائزة "اشكركم يا عشاق مثليي الجنس المؤيدين للشيوعية. لم أكن أتوقع هذا الفوز".
وأضاف "اعتقد ان الوقت قد حان لأولئك الذين صوتوا لمنع زواج مثليي الجنس (في كاليفورنيا) أن يفكروا بالعار الكبير إذا ما استمروا في التصرف على هذا النحو. يجب ان نمنح الجميع حقوقا متساوية". وأوضح "أنني فخور لأنني أعيش في بلد ينتخب رجلا أنيقا رئيسا وبلد ينتج فنانين شجعان . هل يستحق بن الجائزة نقول نعم ولا . نعم نقولها لان شون بن من الممثلين الأميركيين العباقرة الذين أكدوا موهبتهم خلال العقد الأخير ونذكر له حصولة على جائزة الاوسكار كافضل ممثل منذ خمس سنوات عن ( النهر الغامض ) للمخرج كلينت ايستوود . ونقول لا لان هناك شبهة أخلاقية اجتماعية سياسية مدنية في حصوله على الجائزة لتأكيد وجهات نظر أقليات تطالب بحقوقها مثل جمعيات الدفاع عن مثلى الجنس المنتشرة فى أميركا وأوروبا . طبعا موضوع ماتطرحه هذه الجمعيات يستحق المناقشة , ولا يقلل ذلك من الإشارة إلى جهد بعض من تنافسوا معه على الجائزة مثل براد بت في ( الحالة الغريبة لبنجامين بوتن ) وميكى رورك في ( ميلك ) .
وعن دورها في فيلم ( فبكى كريستينا برشلونة ) حصدت بينلوب كروز جائزة أفضل ممثلة مساعدة بعد منافسة مع ايمى ادامز وفيولا ديفيز ( الشك ) وتارجاجى بن هنسون ( الحالة الغريبة لبنجامين بوتون ) وماريسا تومى ( المصارع ) وكنت أفضل ان تذهب الجائزة إلى تراجى بن هنسون فقد أبدعت في ( الحالة الغريبة لبنجامين بوتون ) كما منح الممثل الاسترالي الراحل هيث ليدجرحصد جائزة أفضل ممثل مساعد عن دورة في فيلم ( باتمان – فارس الظلام ) الذي حقق ثانى اكبر الايرادات في تاريخ السينما في أميركا الشمالية .وكان الممثل الاسترالى اليدجر قد توفى العام الماضى عن عمر ناهز 28 عاما بعد اخذ جرعة زائدة من خليط من ستة ادوية من المسكنات والمهدئات ويعتبر ليدجر هو ثان شخص يفوز بجائزة الاوسكار بعد وفاته .
ولايقلل ذلك ايضا من موهبة واجادة مايكل شانون فى ف( الطريق الثورى ) .
وعندما شاهدنا ( حالة بينجامين بوتون الغريبة ) كتبنا اننا أمام تحفة سينمائية توفرت لها العديد من عناصر على صعيد المؤثرات الخاصة البصرية والصوتية بعد ان نجح المخرج ديفيد فينشر تكريس خبرته التي تعرفنا عليها من قبل في أفلامه مثل ( اللعبة ) و(غرفة الرعب ) و( نادي القتال ) و( سبعة ) و( زودياك ) في ان يقنعنا الى حد كبير بما فعله بديزى وبينجامين في مراحل العمر المختلفة ويمكن القول ان هذا الفيلم يمثل خطوة متقدمة في عالم السينما الرقمية والتي قدمت تجارب ناجحة من قبل على يد مجموعة من رواد الإخراج من أمثال ستيفن سبيلبيرغ وبيتر جاكسون وروبيرت زيميكيس،. وبالرغم من تميز المؤثرات الخاصة فان إبداع فينشر يتجلى أيضا من خلال تركيزه على المكان والشخصيات، وزوايا التصوير والقدرة على توظيف الإضاءة واختيار موسيقى تصويره مؤثرة ومعبرة وقد نجح الفيلم فى ان يحصد جوائز أفضل إخراج فني وأفضل ماكياج وأفضل مؤثرات بصرية والفيلم يستحق عن جدارة هذه الجوائز .
وفى فيلم ( الدوقة ) استطاع المخرج بنجاح استعادة الأجواء الخاصة بالفترة الزمنية ونجح في تقديم سيمفونية بصرية تلعب فيها عناصر الفيلم المختلفة أدوارها بنجاح كبير . ملابس مناسبة تماما للعصر وإضاءة توحي بالمكان وبالفعل يستحق فيلم ( الدوقة ) جائزة أفضل تصميم أزياء . وان كنا لانقلل من الجهد المبذول في هذا المجال في أفلام مثل ( ( حالة بنجامين بروتون الغريبة ) و(استبدال ) و( الطريق الثوري ) .
في حفل ينقصه الكثير من بهجة والق الحفلات السابقة أعلنت أمس الأول جوائز الأوسكار 81 لتنتهي فعاليات أهم حدث سينمائي في العالم ينتظره عشاق ومحبي السينما في كل مكان . ومازلنا نعتبر ان جوائز الأوسكار رغم أهميتها لاتخلو أبدا من شبهة التحيز السياسي والثقافي .
No comments:
Post a Comment