فيلسوف الضحك الصافى
رغم كل الحروب والأمراض والكوارث , ورغم ارتفاع نسبة التلوث البيئي والأخلاقي , ورغم كل الهموم والغيوم آلتي تخيم على مناطق كثيرة في العالم , مازالت هناك فرصة للفرح والابتسام على يد بعض المضحكين القدامى والجدد ..
نجيب الريحانى ورغم قلة اعمالة المسجلة , يبقى واحدا من عتاولة المضجكين الفادرين دائما على مداعبة فرحنا الطفولى , وفى كل مرة ومع كل مشهد , ربما تكون قد رأيته مئات المرات حتما ستجد نفسك في حالة من التأمل والانتشاء .
شخصية كشكش بيك كانت بداية النجاح . وهى الشخصية الأهم والأشهر في تاريخ الريحانى , وربما فى تاريخ المسرح الكوميدى , ويروى الريحانى كيف ولدت هذة الشخصية : ( طاردنى القلق ذات ليلة وعند الفجر رأيت خيالا كالشيح يرتدى الجبة والقفطان وعلى رآسة عمامة كبيرة فقلت في نفسي ماذا لو جئنا بشخصية كهذه وجعلناها عماد رواياتنا ) أيقظ الريحانى شقيقة الأصغر أتملى علية هيكل الموضوع وكان عبارة عن : ( عمدة من الريف وفد آلي المدينة وهو يحمل الكثير من المال فألتف حول فريق من الحسان أضعن ماله وتركنه على الحديد فعاد آلي قريته يعض بنان الندم ويقسم اغلظ الإيمان أن يثوب آلي رشده فلا يعود آلي ارتكاب ما فعل )
في اختياره ا هذه الشخصية ونجاحه في تجسيدها , وضع الريحان اللبنة الأولي في توليفة النجاح , و تجسدت في هذه الشخصية بعض الملامح آلتي ستسود في ما بعد في كل الشخصيات آلتي سيلعبها الريحان في مسرحياته وافلامة.
فى ( لعبة الست ) من الممكن ان تتعرف على شخصية الموظف البسيط النبيل الخلوق الذي يأتي للمدينة بطيبة ونقائه ليتعرض الى تعالى المدينة وزيفها على يد الراقصة فاتنيتسا وامها ( جنح ) وابيها ( نفخو ) وابن خالتها ( بلاليكا )
فى ( سى عمر ) جسد الريحانى شخصية المواطن البسيط الذى يقع ضحية لتلاعب امرأة نصابة ولص محترف لكنة في النهاية يقرر آن يواجه الكذب ليعترف بالحقيقة بعد آن ينتحل شخصية أخرى , وهنا نتذكر إبداعةالتمثيلي في مشاهد كثيرة جمعته مع ميمي شكيب وعبد الفتاح القصرى .
وفى ( غزل البنات ) جسد الريحانى شخصية المدرس الفقير الذى يعلم الأجيال ويتلقى راتبا اقل كثيرا من مرتب معلم الكلاب الذي يعمل عند الباشا الكبير . في هذا الفيلم أضحكنا الريحانى كثيرا ولم ينس آن يوجع ضمائرنا ويهز أرواحنا .وهذا ما كان بفعلة دائما في اعمالة .
رغم ان ساحة الكوميديا العربية قد شهدت العشرات من نجوم الكوميديا آلا آن الريحانى يظل دوما واحد من ابرز هؤلاء المضحكين لان صناعة الضحك ارتقت عنده من كونها مجرد مهنة لتصبح عشقا حقيقيا يحرسه الفكر والرؤىويغذيه الارتباط الدائم بقضايا الإنسان .
في كتاب ( مذكرات الريحانى ) الذي نشرته دار الهلال عام 1959 , كتب بديع خيري مقدمة وضع فيها يده على أهم مفاتيح شخصية ( الريحانية ) وقال أنة لس ممثلا يكسب لقمته من مهنة التمثيل , ولكنة كان فنانا أصيلا عاش لفنه فقط , ولاقى بسبب ذلك الاضطهاد والحرمان وشظف العيش .
لم يكن الصدق وحدة الذي يجعلنا نصدق هذا الفنان, وانما هذا الأداء العبقري الذي يطالعنا في كل عمل من اعمالة ,و ربما يكمن السبب فى أن الريحانى نجح بحق فى ان يخلد اسمه كواحد من فلاسفة الضحك فى العصر الحديث
عماد النويرى