اسد واربع قطط وافلام السينما كليب
اغانى يتم حشرها بعيدا عن السياق الدرامى
اتجاة نحو الفانتازيا وشكل ساذج لنقيب الشرطة
كتب عماد النويرى
خلال العقدين الأخيرين برزت العديد من الظواهر في السينما المصرية والتي جسدت في مابعد طبيعة التغيرات التي مر بها المجتمع المصري خلال فترة الثمانينات ومابعدها
. ومن تلك الظواهر ظهور مايسمى بالفيلم كليب ا الذي تتمحور أحداثه حول أغنية يغنيها المطرب النجم أو النجم الذى يجرى ( تطريبه ) ليصبح مطربا بغض النظر عن حلاوة صوته وصلاحيته للغناء . ومع فيلم ( اسما علية رابح جاى ) ظهر مايسمى بالأغنية الفيلمية ( الماستر ) التى سرعان ماتعرض على الفضائيات والتى تمثل دعاية مطلوبة وجاذبة للفيلم المعلن عنه . وشاهدنا خلال الفترة الماضية عشرات الاغانى التى تصنع حولها الأفلام وعشرات الأفلام التى تتمحور حول أغنية او حول مغنى وكان منها ( هو فيه ايه ) و( فيلم هندى ) و( اللمبى ) و( كركر ) و( حريم كريم ) وغيرها . والمشكلة ان هذه الأغنية ( الماستر ) زحفت وتغلغلت في جسد اغلب الأفلام التى تعرض حتى لوكانت هذه الأفلام بعيدة تماما عن موضوع وشكل الأغنية ويعنى ذلك ان الاغانى أصبحت في واقع الأمر يتم حشرها في الأفلام سواء كانت لها ضرورة درامية أو لم يكن لها أيه ضرورة .
فضائيات واجيال
وقد ساعد انتشار الفضائيات واتساع رقعة إنتاج الفيديو كليب بعد ظهور أجيال عصرية شبابية من المطربين والمطربات يخرجون بكلماتهم وأشكالهم عن كل معروف ومألوف ساعد كل ذلك على دخول السينما معترك المنافسة على جذب مشاهدي الفضائيات من الشباب بتقديم مايسمى بالفيلم كليب الذي يستضيف مطربة فيدوية شهيرة ويتم تفصيل بعض الأحداث حولها ليتم صناعة ساعة أو ساعة ونصف من التسلية ,لايهم ماهو نوع هذه التسلية , شاهدنا ذلك في فيلم ( على الطرب بالتلاته ) مع نيكول سابا وقبلها ( حاحا وتفاحة ) مع مروة . وهكذا كان الأمر مع ( أسد وأربع قطط ) مع فرقة الفور كاتس .
استعرضات مثيرة
في ( اسد وأربع قطط ) تدور الأحداث حول النقيب شبل ضرغام الذى يكلف بعملية تامين حفل كبير بأحد الفنادق يحيه احد أعضاء فريق الفوركاتس وبعد انتهاء الحفل تحث جريمة قتل ويكون الشاهد على هذه الجريمة هو هذا الفريق . يقوم شبل باصطحاب أعضاء الفريق للحياة معه في منزل عمه بمنطقة امبابة . في النهاية يتم التعرف على القاتل وبالتالي تنتهي زيارة الفريق الغنائي الى القاهرة وتنتهي أيضا أحداث الفيلم لكن تنتهي هذه الأحداث بعد المرور على كل مايمكن تقديمه من خلال توليفة تجارية استهلاكية تقدم وجبة سريعة حافة بكل أنواع المتبلات الحارقة . هناك فرقة الفوركاتس التى تضم أربع فتيات رشيقات جميلات يقدمن استعراضات ثائرة ومثيرة وهناك مواقف كوميدية تنفجر كل لحظة نتيجة المواقف التى يقع فيها نقيب الشرطة الطيب والغبي في الوقت ذاته وهناك حسن حسنى ولطفي لبيب يقدمان التعليقات الساخرة بين الحين والأخر .ثم هناك بعض التشويق والاثارة من خلال تتبع خط الجريمة التي تحدث بعد حفلة الفوركاتس . هل وجود مثل هذا النقيب بهذا الشكل الساذج في الواقع هو أمر حقيقي ويمكن تقبله ؟ ! وهل يتم نصيحة ضباط الشرطة عادة باستضافة الفرق الغنائية من الصبايا الحسان في بيوتهم لحين الانتهاء من التحقيق في جرائم القتل ؟! وهل يقيم المتهمين من المرضى والمتخلفين عقليا في غرف الضباط إقامة كاملة لحين تقديم الاعترافات اللازمة ؟!طبعا أسئلة لاتشغل بالك بها لان الفيلم وفى مشاهد كثيرة قدم لنا نفسه على انه فيلم واقعي عن زيارة فرقة موجود بالفعل اسمها الفوركاتس لكن سرعان مااتجه الفيلم وفى بعض المشاهد الى الفانتازيا عندما تحول مكتب العقيد الى لعبة صغيرة وعندما تحولت غرفته الى منتجع للمجرمين والمعتوهين !
حدود الممكن
في الفيلم الفن يستفيد هاني رمزي من تلك الأدوار التي قدمها من قبل ولعب فيها دور الغبي والابلة مثل ( غبي منه فيه ) وهو كما يبدو يجيد تقديم هذه الشخصية وحسن حسنى يلعب دورا عاديا ولطفي لبيب يتألق في دور العم وبقيه الشخصيات تلعب ادوارها فى حدود الممكن . ولم تتحرك الكاميرا كثيرا الا فى مشاهد استعراضات الفرقة . ولم نشعر ان هناك الكثير من محطات التميز التى يمكن التوقف عندها فقد كان الشغل الشاغل في الفيلم هو متابعة فرقة الفوركاتس وما تقدمه من اغانى مثيرة واثارة غنائية . وكان الهدف واضحا منذ البداية والنهاية وهو تقديم فيلم تم تفصيل أحداثه لاستضافة فرقه الفوركاتس في عمل ينتمى كما ذكرنا الى مايسمى بالسينما كليب .