Sunday, May 11, 2008





bucket list قائمة للحياة وحضور تمثيلى مبهرفى

معانى غائبة وشخوص من لحم ودم
محطات تميز قليلة ومخرج متفهم لطبيعة الموضوع


كتب عماد النويرى


لايختلف اثنان على ان جاك نيكلسون يعتبر واحدا ومن ( غيلان ) التمثيل وانه استطاع عبر رحلته الطويلة والمميزة ان يضع بصمة واضحة في مجال الإبداع التمثيلي في عالمنا المعاصر وأية مراجعة لتاريخ هذا الممثل ستضعنا أمام مجموعة من الأدوار التى لانتسى بداية من الستينات وحتى يومنا هذا ولعلنا نذكر له ( خمس مقطوعات سهلة ) و( الحي الصيني ) و( احدهم طار فوق عش الوقاق ) و( اشراق ) و( هوفا ) وغيرها . هذا غير ثلاث جوائز اوسكارية كأفضل ممثل غير العديد من الترشيحات والتكريمات من المهرجانات والجمعيات السينمائية العالمية . ولايختلف اثنان أيضا على ان مورجان فريمان هو الاخر يعتبرا واحدا أهم ممثلي السينما العالمية منذ سنوات طويلة وسجله حافل بالأدوار الصعبة والمركبة ولعلنا نذكر له ( المجد ) و( اميستاد ) و( حبيبة بمليون دولار وغيرها ) وهو أيضا ممثل اوسكارى حصل على العديد من الجوائز والترشيحات من مهرجانات دولية وجمعيات سينمائية عالمية . كيف سيكون الامر لوان نيكلسون وفريمان هما بطلى فيلم ( the Bucket list ) .
صداقة وغرور
المليونير أدوارد ( جاك نيكلسون ) والميكانيكي كارتر ( مورجان فريمان ) لايوجد بينهما أي قاسم مشترك سوى مرضهما المميت "السرطان" . . يحدث اللقاء بينهما عندما يشتركان في غرفة واحدة في المستشفى الذي يملكه ادوارد ويطبق فيه إجراءات صارمة أولها عدم اعطاء غرفة خاصة لاى شخص مهما كان مركزة ونفوذة وللاسف يجد مالك المستشفى نفسه خاضعا في مرضه للاجراءات التى وضعها بنفسه . ادوارد وكارتر يقرران معاً أن يقاوما المرض اللعين بطريقة خاصة ويقررا ان يتركا المستشفى ا ليقوما بكل الأمور التي كانا يأملان القيام بها قبل مماتهما المحتوم بحسب قائمة أعداها. ضمن القائمة لاباس مثلا من التزلج على الجليد او السقوط بالمظلة من ارتفاع شاهق ولامانع أبدا من زيارة بلاد تقع في أقصى المعمورة . في رحلة النهاية تبدأ وتدور أحاديث مطولة بين الاثنين عن الموت وفى خضم الرحلة يكتشف الاثنان فجأة معاني جميلة كانت غائبة طوال سنوات الشقاء والكفاح , وينجح كارتر في مساعدة إدوارد على إيجاد إنسانيته مجدداً. ويفلح كل منهما في مساعدة الآخر ويصبحان صديقين ، وينجحان في النهاية في اختبار المتعة الحقيقية للحياة. يعود ادوارد الى ابنته التى هجرها كثيرا بدافع الغرور والسيطرة ويعود كارتر الى زوجته وعائلته باعتبارهما الملاذ الأخير .
اسباب وصراع
السيناريو الذى كتبه جوستين زاكهام يقدم شخوصا من لحم ودم , نشفق عليها ونشاركها أحزانها , كما نسعد معها بلحظات الاكتشاف وينجح السيناريو في تقديم ملامح الشخصيات الخارجية والداخلية وفى لحظات المعاناة نقترب كثيرا من حوارات الشخصيات مع بعضها تلك الحوارات المحملة بكل التناقضات الإنسانية التى تحكم علاقات البشر بعضها ببعض وتدفع الانسان أحيانا لاتخاذ مواقف متصلبة من الأخر دون أسباب واضحة ومنطقية . شخصية ادوارد تنتمى الى شريحة من الطبقة الارستقراطية التى تسعى الى جمع المال بكل الوسائل الممكنة وفى طريق جمع الثروة تدوس على الكثير من القيم وعادة ماتدرك فى الوقت الضائع أنها ضيعت في طريقها الكثير من المعاني النبيلة والجميلة , وكارتر ينتمى الى الطبقة الوسطى التى ترغب دائما العيش في سلام وتجد السكينة فى الارتباط بمفهوم الأسرة بما يعنيه هذا المفهوم أخلاقيا حيث يوفر لها هذا الارتباط الحماية من تقلبات الأيام لكن لايمنع ذلك من وجود تلك التطلعات في الانتماء الى الطبقات الأعلى . التباين الموجود في الفيلم بين الشخصيتين الرئيستين خلق جزءا من الصراع المطلوب للدراما والجزء الثاني كان موجودا هناك في وجهتي النظر المختلفة للحياة وكيفية التعامل معها .
حضور طاغى
مخرج الفيلم روب رينية الذى قدم العديد من الأعمال السينمائية كمخرج ومنتج استطاع بنجاح ان يدير اثنين من عمالقة التمثيل في غرفة صغيرة طوال نصف الفيلم . ويحسب للمخرج تفهمه لطبيعة الموضوع الذ يعتمد على تواجد الشخصية وحضورها أكثر من تواجد حدث متدفق يعتمد على الابهار والمؤثرات الخاصة . ولاتوجد محطات تميز كثيرة فى الفيلم يمكن التوقف عندها بل يمكن الشعور أحيانا ان الفيلم إنتاجيا كان مصابا بفقر الدم لكن وجود فريمان ونيكلسون كان كفيلا بالتوقف كثيرا عند ابداع الممثل وتألقه وحضوره الطاغي .
معاني الحياة الجميلة التى نسيناها في غربة الأيام والصداقة الحميمة ومحاولة قهر الألم بالحب والتسامح هي الإشارات والرسائل التي يقدمها فيلم ( قائمة باكت ) وهو فيلم يستحق المشاهدة .

2 comments:

the.thinker said...

شكرا لك .. استاذ عماد .. كما تعودنا منك دائما :) نقد جميل وتحليل رائع للفلم .

Anonymous said...

اشكرك على تعليقك وعلى مرورك على مدونتى على امل التواصل
خالص تقديى
عماد النويرى