فى ( انديانا غونز ) المشكلة ليست فى هاريسون فورد
كتب عماد النويرى
هاريسون فورد ,وبعد فترة انتظار طويلة يعود ليقدم لنا الجزء الرابع وليجسد شخصية عالم الآثار "انديانا جونز وياتى الفيلم الجديد ليحكى لنا عن مملكة الجمجمة البلوريةوكيف صارع انديانا عميلة شريرة لجهاز الاستخبارات السوفيتي "كي جي بي" سيرجى مالينخوفيف زعيم الحزب الشيوعي في سان بطرسبرج، ثاني اكبر مدينة في روسياوصف الفيلم بأنه "قمامة". وتساءل "لماذا يجب علينا أن نقبل هذه الأكاذيب وندع الغرب يخدع شبابنا". وقال " إن الشيوعيين لم يتنقلوا بجمجمة بلورية في أنحاء الولايات المتحدة عام 1957". وجاءت هذه التصريحات خلال اجتماع محلي للحزب الشيوعي وبثت على موقعه على الانترنت. واذا كنا سنختلف على وصف الفيلم باعتباره قمامه لان هذا الوصف فيه مصادرة لراى ملايين المعجبين بانديانا . فعلى الأقل فاننى اتفق على مااكده السيد سيرجى وانا على ثقة من ان الشيوعيين لم يتنقلوا بجمجمة بلورية في أنحاء الولايات المتحدة عام 1957 , وأظن أنة لااحد في هذا العالم سواء كان شيوعيا وغير شيوعي انتقل بهذه الجمجمة الى اى مكان في العالم .
لياقة بدنية
.الممثل هاريسون فورد يعود مجددا اذن بدور أستاذ علم الآثار صائد الكنوز الذي يحاول فك ألغاز تاريخية بعد أن وضع سيناريو الفيلم ديفيد كيب الذي كتب قبل ذلك سيناريو فيلم "سبايدرمان" أو "الرجل العنكبوت".والفيلم الجديد "إنديانا جونز ومملكة الجمجمة البلورية" - وبدلا من مواجهة النازيين في الثلاثية الأصلية، يجد إنديانا جونز نفسه هذه المرة في مواجهة مجموعة من الروس الشيوعيين بقيادة العالمة المسيطرة أرينا سبالكو وتدور أحداث الفيلم عام 1957 أثناء الحرب الباردة مع تبلور سباق التسلح بشكل سريع, ويتسابق إنديانا وإرينا للعثور على جمجمة غامضة تعود إلى عصور ما قبل كريستوفر كولومبوس في أحراش بيرو.وقد تردد الحديث عن أن هاريسون فورد وهو في الخامسة والستين من عمره ربما يكون كبيرا على أداء دور بطل حركة ومغامرات. وبالفعل فإن الفيلم يتخلله حوار حول عمر إنديانا جونز حيث يقول جونز في بداية الفيلم: "لم نعد صغار السن كما كنا من قبل".وقد تمسك القائمون على الفيلم" بأن مجرد رؤية إنديانا وهو يرتدي قبعته التقليدية ويحمل سوطه, سيحرك القلوب ثانية. ويذكر ان الأفلام الثلاثة الأولى من سلسلة إنديانا قد حققت إيرادات بلغ مجموعها 18.1 مليار دولار في العالم ولا يزال محبو هذه السلسلة يطالبون بفيلم رابع منذ سنوات مع خشيتهم من ألا يكون فورد في وضع يسمح له بتولي الدور الذي يتطلب لياقة بدنية.وارى ان مشكلة الفيلم ليست هى لياقة هاريسون فورد أو عدم لياقته فان هذا الأمر أصبح لايعنى خبراء المؤثرات الخاصة في شي فقد أصبح في قدرتهم ان يجعلوا هاريسون فورد يبدو وهو في العشرين من عمره , كما يمكن استخدام البدلاء في الحركات الخطرة واستطاع ستا لونى ان يقدم رامبو وقد تجاوز أيضا الستين المشكلة الرئيسية في الفيلم هى عدم وجود حبكة قوية ومقنعة – تجعلنا نتعاطف مع السيد ديانا ومايفعله .
بطل اسطورى
على الطريقة الهندية نكتشف ان الفتى الذي طلب منه المساعدة ورافقه في رحلته الى البيرو هو ابنه وان أم الفتى كانت على علاقة بإنديانا في سابق العصر والأوان , وإذا كنا سنتغاضى عن كل تلك الرصاصات التي ضلت طريقها قبل ان تصيب انديانا طوال الفيلم فقد كان من المبالغ فيه ان ينجو السيد انديانا من انفجار نووى عندما سارع بالاختباء في ثلاجة تدحرجت بعيدا عن مكان الانفجار! . وإذا تغاضينا أيضا عن حكاية خروجه سالما من الانفجار النووي باعتبار انه بطل اسطورى مثل باتمان وسوبرمان وسبايدرمان او اى مان أخر فوق العادة فان المرء شعر بصعوبة شديدة لكي يقبل ان هذا البطل وقع في نهر هادر وانزلق في هذا النهر ثلاث مرات تقذفه شلالات مرعبة ولم تتحرك أبدا قبعته من فوق راسة . ودعك من كل هذا فالحكايات الخيالية الخرافية التى تتمسح بالتاريخ لها منطقها الخاص وعليك ان تقبلها كما هى لكن إذا أمعنت النظر في طبيعة الحكاية وتركيبتها فانك لن تصل بسهولة لإجابة سؤال ربما جال بخاطرك : لماذا يفعل انديانا كل مافعله ؟ وماهى الحكمة أو الموعظة أو الهدف أو الرسالة من وراء كل تلك الأحداث الجسام التي تناثرت خلالها الجثث في كل مكان , وانهدمت فيها سلالم وسراديب ومعابد طوال مطاردات الفيلم الكوميدية ؟ وازعم مرة ثانية انك ستضيع وقتك سدى لأنك لن تعرف شيئا عن حضارة البيرو , وعن سر هذه الجمجمة البلورية الغريبة وعن تلك الهياكل العظمية التى تقبع في المعبد وفجأة ينهدم المعبد فوق رئسها ورؤسنا دون ان نعرف لماذا ؟ طبعا إذا كنت منتبه قليلا سيحشو الفيلم راسك بالقليل من الهرطقات التاريخية والمعلومات الملفقة من بعض الحضارات القديمة عن المعرفة الخالصة والخلود في عالم الحقيقة . أية معرفة ؟!وأية خلود ؟! وأية حقيقة ؟!
اسم كبير
في الفيلم الفن أنت تتعامل مع اسم كبير في عالم الاخراج والإنتاج السينمائي وسبيلبرخ كمخرج متمكن من أدواته السينمائية غنى عن التعريف والحديث عن سبيلبرج هو حديث عن مبدع حقيقي له صولاته وجولاته وأفلامه التى حققت نجاحات كثيرة وكبيرة على المستوى الجماهيري والنقدي وفى انديانا جونز يقدم سبيلبرغ دروسا في كيفية استخدام المؤثرات الخاصة وفى كيفية اختيار زوايا التصوير وفى كيفية التعبير باللون والضوء والظلال وفى كيفية تصميم الأجواء التي تجرى فيها الأحداث وايضا فى كيفية ادارة الممثل , لكن ماذا يفيد كل ذلك في بناء جميل حافل بالإيقونات البصرية المزركشة دون أعمدة خراسانية قوية تستطيع أن تحمل هذا البناء .
عموما كان على رئيس الحزب الشيوعي في سان بطرسبرج ان يتعامل مع الفيلم كمجرد فيلم تم انتاجة ضمن ماكينة تصنع مئات الأفلام كل عام لتداعب خيال مشاهد يرحب في كل وقت بأبطال يواجهون الصعاب , ويرحب أيضا بحكايات لها سحرها حتى لوكانت بعيدة عن اى منطق .
..
No comments:
Post a Comment