المطرب الطربوش والمطرب الراقصة
فرق كبير بين المطرب 'الطربوش' والمطرب 'الراقصة' ..........
ِ كان اقصى ما يفعله الأول عندما يتجلى وينتشى هو ان يحرك 'زر' الطربوش من الخلف الى الامام، وكان اقصى ما يفعله الجمهور للتعبير عن السرور والرضابصوت المطرب هو تحسس ربطة العنق للتأكد من انها في الوضع الصحيحِ اما المطربة فقد كان اقصى ما تفعله للتعبيرعن انفعالها هو ترتيب خصلة الشعر المتدلية على جبهتها أواعتصار المنديل الذي تمسكه فى يدها .
كسر جورج وسوفالمحظورات والتعقيدات واخترع الغناء بالملابس الداخلية عندما ظهر في اغنية فيديو كليب وهو يرتدي'الفانلة'ِ وكانت مادونا قبله قد غنت بالشورت الساخن।ثم قادت هيفاء وهبى ثورة غنائية عندما تبنت امكانية الغناء والتعبير بالجسد ।في عصر المطرب 'الطربوش' كانت الاسماء لها جلال ورنين، نتذكر مثلا زكريا احمد ومحمد عبدالوهاب ومنيرةالمهديةِ اما في عصر المطرب 'الراقصة' فهناكِ سيمون وجينى ومايا وانوشكا والين هذا غير روبى وماريا وساندرا طبعا لكل عصر فنه وذوقه، ومثل الاجيال الجديدة نحن نؤمن تماما بان ايقاع العصر قد تغير وان الزمن غيرالزمن، وكما توجد ميشلين وباسكالِ هناك فيروز وماجدة الرومي وكما يوجد الشاب خالد والشاب مامي، يوجد محمد عبده وعلي عبدالستار وعبدالمجيدعبدالله،وعبداللة روشيد । يبدو اذن ان المساهم الاكبر في ايجاد ظاهرة المطرب 'الراقصة' ليس هو سعد الصغير فقط وانما هي الفضائيات التي 'همشت'حنجرة المطرب لصالح جسدهِ باعتبار انها لاتخاطب الاذن انما تخاطب العين المشكلة ان الاغنية الفضائية 'الكليباتية' فقدت كل الاصول وضيعت كل المعاني، فمهما كان كلام الاغنية سواء كان معبرا عن الهجر او الفراق او الحزن فأنت تجد الرقص على طول الطريقِ , واذا كان التعليق هو ان الناس يحبون 'الرقص' ويريدون الفرح ويعجبهم كثيرا المطرب 'الراقصة'، فاسمحوا لنا ان نترحم على ايام المطرب 'الطربوش' الذي لم يكن يجد سوى الغناءمن حنجرة قوية معبرة لا تتخفى وراء مؤثرات صوتية أو اجساد عارية
يمكن القول دون مواربة ان الاشياء كانت واضحة فى عصر المطرب الطربوش واقل هذة الاشياء وضوحا هو اننا كنا على ثقة ان المطرب يغنى بحنجرته وليس بمؤخرته .
الف رحمة على المطرب الطربوش .
عماد النويرى
No comments:
Post a Comment