رقص ودلع
المخرج الراحل أحمد كامل مرسي صرح مرة في حديث معه أنه لم يعد يشاهد الأفلام المصرية, كما أنه يمنع أفراد عائلته من مشاهدتها, وانه كان يشعر بالحرج عندما يقوم بزيارة لبلد عربي ويفاجأ بذلك الانطباع الموجود في رأس الكثيرين عن المرأة المصرية بأنها لا تجيد شيئا كما تجيد الرقص. هذا الانطباع كان من نتيجته - على حد قول شيخ المخرجين الراحل _, أنه أصبح من العادي أن يطلب من إحداهن في جلسات لا تمت بصلة للأنس والطرب أن ترقص عشرة بلدي حتى لو كانت هذه الإحداهن طبيبة أو مهندسة ويتساوى في ذلك ربة البيت والوزيرة .
كان المخرج الراحل يعلل حدوث ذلك بان السينما المصرية عبر تاريخها الطويل استطاعت ان تكرس وترسخ في وجدان المشاهد - من خلال ما قدمته من نماذج, المرأة المصرية إما أن تكون زوجة مسكينة أو خائنة أو خادمة, وعندما تثور على أوضاعها فإنها تعمل راقصة أن لم تكن راقصة في الأصل. هذا إضافة إلى مجموعة الأفلام القائمة بذاتها التي قدمت السير الذاتية لبعض راقصات مصر, ملقية الضوء على كفاحهن ونضالهن من أجل حياة أفضل.! ونذكر هنا أفلام بمبة كشر وشفيقة القبطية وغيرها .
وانتهى حديث أحمد كامل مرسي إلى أنه لم يشوه صورة المرأة المصرية والمراة العربية شيء كما فعلت الأفلام المصرية, وهذا في النهاية تشويه لسمعة مصر وأثير هذا الموضوع أكثر من مرة, عندما عرضت بعض الأفلام, ونذكر منها :خمسة باب و صاحب الإدارة بواب العمارة. و البنديرة) وقبلها (المذنبون وبعدها بحب السيما ثم عمارة يعقوبيان . كل هذه الأفلام وغيرها تعرضت للهجوم الشديد لأنها تظهر الشعب المصري في صور غير لائقة, وتصور الحياة في مصر وكأنها تدور في ( الغرز , ) و( علب الليل ) و( شقق الدعارة ) !! .
إذا كانت السينما بجانب كونها صناعة وتجارة وفنا, هي فكر أيضا, يساهم في تشكيل وجدان الناس, فإن ما فعلته الأفلام المصرية من تكوين انطباعات مجافية للحقيقة وتقديم صور ليست هي كل الواقع هو شيء في منتهى الخطورة ذلك باعتبار أن السينما المصرية هي السينما الأم ( شئنا ام ابينا ) وهي السينما السائدة على امتداد الأرض العربية. سواء على الشاشات الكبيرة أو الصغيرة. طبعا رحل المخرج احمد كامل مرسى منذ سنوات طويلة ولم يتسنى له ان يشاهد ثورة الفضائيات التى حولت ربع نساء العرب الى راقصات عاريات في كليبات السموات المفتوحة .
ومن نحاسب
باستطاعتنا أن نحاسب النظم الإنتاجية التي تهدف إلى الربح في الأساس, ثم تأتي حكاية الفكر هذه في نهاية المطاف. أو نحاسب فكرا يمرض أحيانا بفعل ظروف ومتغيرات , أو نحاسب قنوات اتصال لا تسمح إلا بتوليفة معينة كي تمر الأعمال.او نحاسب إدارات رقابة نائمة في العسل والتمام ما دامت كل الامور على ما يرام ..
طبعا سمعة مصر وسمعة لبنان وسمعة تونس وسمعة كل الشعوب العربية ا بريئة تماما من كل ما يدور , ولم نسمع مرة أن شعبا تشوهت سمعته بسبب أحد الأعمال الفنية. يوجد في كل عصر الجيد والرديء من الأعمال, ولكل عصر فكره وفنه. ولسنا بصدد الدفاع عن النماذج المشرفة للمرأة العربية ومنها المرأة المصرية فعندها القدرة على الدفاع عن نفسها في كل مكان خاصة أنها أصبحت على وشك ان تحكم العالم اذا نجحت الست ( هيلارى ) . كل ما يهمنا هو حكاية السمعة والتشويه.
سمعة الشعوب ليست تاريخا لفيلم هابط أو تاريخا لسينما متقلبة. او مجرد مشهد فى فيلم هابط يتحرك فيه رجل مخمور ليطلب من امراة دلوعة ان ترقص له ( عشرة بلدي ) او ( خمسة افرنجى ) !!
سمعة الشعوب ليست ملكية خاصة تقررها راقصة لعوب وهى شى كبير وخطير ولا تحتاج وصاية من أحد .
عماد النويرى
1 comment:
استمتعت جدا بما كتبت
مررت بنفس الحالة قبل سنوات و توقفت عن مشاهدة الأفلام المصرية أو العربية
ليس لصورة المرأة فقط بل لمستوى الرداءة الفنية التي وصلت البها هذه الصناعة
الى ان توصلت الى قناعة تقوم على ان مشاهدة السيء يعلمنا كيف نتفاداه كصناع افلام
الحمد لله ان الغرب لا تصله كل هذه البلاوي و لا يعرض فيه الا ما رحم ربي
قبل أشهر وجدت اسكندرية ليه في أكبر المكتبات الجامعية في نيويورك
فرحت به رغم انني لا احب افلام شاهين
تحياتي استاذ عماد
Post a Comment