Tuesday, August 30, 2011



السينما في سلطنة عمان

تجربة مختلفة ... وطموح كبير


إلى حد كبير تختلف تجربة سلطنة عمان الحضارية، والثقافية، والاقتصادية، عن نظيراتها من دول مجلس التعاون الخليجي، الأمر الذي كان من الضروري أن ينعكس على تجربتها وعلاقتها بالسينما. فمن الناحية الاقتصادية لم تعتمد سلطنة عمان كغيرها من دول المنطقة على ثروات البترول، ولم يحدث هذا الاحتكاك المبكر للسكان بالسينما عن طريق العروض التي كانت شركات البترول الأجنبية تقدمها لعمالها.

ومن ناحية أخرى تتوزع أرض سلطنة عمان على عدد من المدن والتجمعات الريفية وتضم العاصمة مسقط أقل من ربع السكان في حين أن معظم دول الخليج الأخرى تتمركز النسبة الأكبر من السكان في العواصم. وكان من نتيجة ذلك أن ظلت مسقط العاصمة العمانية حتى بداية التسعينيات لاتضم إلا داري عرض سينمائي فقط. ولا تتوفر للباحث عن بدايات النشاط الفيلمي والسينمائي في عمان أي مصادر أو معلومات عن محاولات لتصوير بعض الأفلام والمشاهد التسجيلية سواء من قبل المواطنين أو الأجانب فيما قبل تأسيس تلفزيون عمان الذي أوفد من السبعينيات من القرن الماضي عددا من العاملين به لدراسة الإخراج وقام معظمهم في هذه الأثناء بإخراج أول أفلامهم كمشاريع للتخرج مثل المخرج حاتم الطائي الذي أخرج فيلم (السقوط) وبعد عودته أنجز الفيلم الروائي القصير (الوردة الأخيرة) العام 1989 ثم أعقبه بفيلم (شجرة الحداد الخضراء) الذي لم يكتمل، وقام المخرج محبوب موسى بإخراج عدد من الأفلام القصيرة أثناء متابعته لدورات سينمائية في أحد المعاهد الأمريكية المتخصصة، كما أخرج الشاعر الناقد عبدالله حبيب في بداية التسعينيات عددا من الأفلام الروائية القصيرة. ويمكن اعتبار خالدعبد الرحيم الزدجالي هو صاحب أول فيلم روائي طويل. في تاريخ السينما العمانية حيث قدم فيلم (البوم) العام 2006 من خلال الجمعية العمانية للسينما وبدعم من وزارة التراث والثقافة. وبهذا الفيلم خاض ممثلون عمانيون أولى تجاربهم السينمائية وهم: صالح زعل وسعود الدرمكي وسالم بهوان وزهي قادر وزكريا يحيى وعصام الزدجالي وفريدة نور وأمينة عبد الرسول بمشاركة الممثل المصري سعيد صالح كضيف شرف مع آخرين من دول خليجية حيث يقتضي مسار الأحداث وجود أجانب وعرب من جنسيات مختلفة وتدور أحداث الفيلم في بيئة عمانية معاصرة حول حياة مجموعة من الصيادين يعيشون في قرية تشتهر بصناعة سفن (البوم). ويواجه هؤلاء الصيادون عددا من المشاكل التي كانوا يظنون أنها قدرية لكنهم يكتشفون بمرورالوقت وجود أياد خفية وراء ما يواجههم من عقبات. ويذكر أن الزدجالي عمل في بداياته في التلفزيون العماني وأخرج فيلمين بنظام الديجتال هما (العرس) و(المناطحة) كما أخرج عدة مسلسلات تلفزيونية، وشارك في إخراج عدة أفلام تسجيلية بالتعاون مع مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك. وهو حاصل على الدكتوراه في (نظريات وجمال الفيلم) من رومانيا ثم دكتواره ثانية في (دراما الطفل في المسرح والسينما والتلفزيون) من بريطانيا.

كما ساهم الزدجالي مع مجموعة من المهتمين بالفن السابع بتأسيس الجمعية العمانية للسينما العام 2002 وقبلها مهرجان مسقط السينمائي العام ١٠٠٢.

وتهدف جمعية السينما العمانية ـ كما ورد في المادة التاسعة من المبادئ الأساسية التي وضعتها الجمعية عند إنشائها ـ إلى جمع شمل المشتغلين بصناعة السينما تحت مظلة واحدة وتحقيق التعارف بينهم ورعاية مصالحهم وحقوقهم المادية والأدبية وتدعيم الجهود المشتركة في إقامة صناعة سينمائية فاعلة ومتسقة مع أهداف الجمعية والتعريف بالسينمائيين العمانيين ونشر إنتاجهم في المحافل العربية والدولية. وتمثيل السينمائيين العمانيين في المؤتمرات والمهرجانات والتجمعات السينمائية خليجيا وعربيا وعالميا. وتقديم الرعاية الإنسانية لمن يحتاجها من أعضاء الجمعية وتشترط الجمعية أن يكون العضو أحد المؤهلين أكاديميا في مجال السينما. أو أن يكون أحد العاملين المتمرسين عمليا في مجال الإنتاج والإخراج والتمثيل والتقنيات السينمـائية أو التلفزيونية أو المسرحية وأن يكون قد اشتغل في عملين على الأقل. وكذلك الكتاب والنقاد الذين لهم اهتمامات سينمائية. بالإضافة إلى الشركات والمؤسسات العاملة في مجال ذات علاقة بالسينما. ورغم وجود عدد من الوافدين في السلطنة من العاملين في السينما، إلا أنه من الشروط الأساسية أن يكون العضو عماني الجنسية. وتمنح الجمعية عضوية شرفية وعضوا منتسبا غير أساسي وتتكون الجمعية العمومية من جميع الأعضاء العاملين الذين مضت على عضويتهم العاملة ستة أشهر فيما عدا الاجتماع الأول وتعقد الجمعية العمومية دورتها العادية مرة كل سنة في مقر الجمعية أو أي مكان يحدده مجلس إدارتها بعد موافقة الجهة المختصة وذلك خلال ثلاثة أشهر من تاريخ انتهاء السنة المالية.

وتقيم الجمعية مهرجانا للأفلام التسجيلية والقصيرة وهو مهرجان محلي يعمل على تقديم المخرجين الشباب من أبناء سلطنة عمان. كما تنظم الجمعية ورش تدريب متخصصة في مجالات الإخراج وكتابة السيناريو وغيرها من عناصر الفيلم المختلفة كما تقوم الجمعية بتمويل إنتاج بعض الأفلام القصيرة.

ومن المهم مع ذكر الواقع السينمائي في عمان الإشارة إلى تجربة المخرج العماني أحمد الحضري الذي أخرج عددا من الأفلام التسجيلية التي تناولت البيئة والطبيعة والتراث في سلطنة عمان وقدم فيلمه التسجيلي الأول (عمان أرض الفرص) العام 1997 وأعقبه بعدد من الأفلام وهي (عمان تستشرف المستقبل) العام 1998 و(ثلاثون العاما من العطاء) العام 2000 و(عمان) العام 2001 و(البيئة والتنمية ) العام 2002 و(عمان نمو متجدد) العام 2002 و( تنوع في التضاريس وأصالة في التقاليد) العام 2003 و(التنمية البشرية في عمان) العام 2002 و(بهجة الزائر) العام 2004.

وقدم (نحو القمة ) العام 2004 و(السياحة تثري) العام 2005 و(حاضر مجيد ) العام 2006 و( درع الجزيرة) العام 2005 و (الحياة في الجبال) العام 2007 و( الصياد والبحر) العام 2008.

ومن المهم الإشارة أيضا إلى تجربة المخرج مال الله درويش الذي درس في المعهد العالي للسينما في القاهرة وأنجز مايقرب من 25 فيلما تسجيليا من بينها أفلام فازت في عدة مهرجانات ومن هذه الأفلام (الأشخرة) العام 1998 و(الثروة السمكية) العام 1997 و(وادي شاب) العام 2004 و(التمور في عمان) العام 1998 و(مزارع الشمس) العام1991 و(الصناعة في عمان) العام١٩٩١.

والحديث الموضوعي عن البدايات السينمائية في السلطنة يفترض الوقوف على تجربة إنتاج الأفلام التسجيلية والوثائقية التي قام تلفزيون سلطنة عمان بإنتاجها منذ العام 1974 حين أنجز فيلما بعنوان (البث الخارجي )। وكانت هذه البداية تأسيسا متميزا لادارة الأفلام التسجيلية في التلفزيون والتي تشير جميع الوقائع إلى أن عملها في هذا المجال بدأ بالاعتماد على أجهزة تصوير وإنتاج سينمائية مائة بالمئة. وكان هناك فريق تصوير ألماني قدم مشورات فنية مهمة في هذا المجال وقام بتصوير العديد من الأفلام بطريقة السينما. وفي جعبة دائرة الأفلام التسجيلية في تلفزيون عمان الآن أكثر من ثلاثمائة وخمسين فيلما تسجيليا ووثائقيا غطت جميع مجالات التنمية من اقتصادية وسياحية وتعليمية وتراثية.

وتشير قائمة الإنتاج إلى تصنيف متعدد المرامي. فبعض الأفلام صنفت تحت خانة تنموي اقتصادي ووصل عددها حوالي أربعين فيلما وكان أولها بعنوان (مطار السيب الدولي) وأنتج العام 1976وهناك تصنيف آخر تحت خانة تنموي اجتماعي بلغ خمسة أفلام أولها بعنوان التقدم الاجتماعي في نزوى إنتاج العام 1977 وبعضها الآخر صنف تحت مسمى العام وبلغ حوالى ثلاثة وستين فيلما وأول أفلامها فيلم بعنوان (وعد ووفاء) وأنتج العام 1978 . أما أقدم فيلم صور عن البيئة فكان بعنوان (صلصلة) العام 1975 من مجموع أفلام عن البيئة بلغت أربعة وستين فيلما. وتحت مسمى التراث تم إنتاج حوالي ثلاثين فيلما. أولها في العام 1977 بعنوان (وطنك العربي عمان) وتحت مسمى تنموي تعليمي أنتجت سبعة أفلام أولها العام 1978 بعنوان التعليم التجاري في السلطنة. وهناك تنموي صحي يحوي فيلما واحدا بعنوان (التمريض في عمان) أنتج العام 1978 أما الأفلام التنموية الثقافية فقد بلغت سبعة أفلام أولها في العام 1977 بعنوان (التطور الثقافي في السلطنة). وفي مجال السياحة تم إنتاج حوالي ثلاثين فيلما أولها في العام 1979 بعنوان (الصقر الأدهم). وتحت مسمى تنموي عمراني أنتج فيلم واحد بعنوان (مدينة تنمو.مسقط) العام 1982 وتحت مسمى تنموي صناعي تم إنتاج (مطاحن دقيق عمان) العام 1982.

ونال قطاع الشباب اهتماما خاصا فتم إنتاج حوالي ستة أفلام أولها (شباب عمان) العام 1982. كما نال التاريخ حصته فتم إنتاج حوالي خمسة عشر فيلما أولها العام 1982 بعنوان (رحلة السندباد). وتحت مسمى (وزارات) تم إنتاج سلسلة من الأفلام شملت أغلب وزارات الدولة أولها بعنوان (عن الإعلام) في العام 1990. وأنتجت بعض الأفلام تحت مسمى تنموي عسكري بلغت ثلاثة أفلام أولها (معرض الأسلحة في عمان) العام 1974 وتم إنتاج حوالى ستة أفلام عن الأفلاج أولها بعنوان (أفلاج نزوى ) وتحت مسمى (مدن) تم إنتاج حوالي عشرين فيلما أولها (صلصلة) العام 1992. والأودية العمانية أيضا نالت حظا وافرا من حضور الكاميرا وضمت هذه السلسلة 12 فيلما أولها عن وادي فدا العام 1992. وعن المرأة قدمت دائرة الأفلام التسجيلية فيلما من جزءين بعنوان (المرأة العمانية) ودورها في تنمية المجتمع الأول العام 1989 والثاني في العام 1990. كما تم إنتاج عشرة أفلام عن الصناعات الحرفية والتقليدية أولها بعنوان (صناعة البارود والرصاص ) العام 1994 كما تم إنتاج أربعة أفلام بداية من العام 1998 وتباعا عن الأسواق العمانية التقليدية أولها (سوق النساء - إبراء) وقد حصدت السلطنة عن بعض هذه الأفلام عشرات الجوائز من مهرجانات خليجية وعربية ودولية للتلفزيون وللسينما.

وكانت أيام مجان السينمائية الثانية التي أقيمت العام 2005 أول مناسبة فعلية لظهور الفيلم التسجيلي العماني ضمن تظاهرة سينمائية ولقي حضور هذه الأفلام ردودا إيجابية كثيرة الأمر الذي دفع بالمعنيين إلى إقامة أسبوع للأفلام الوثائقية العمانية الذي نظمته دائرة البرامج التسجيلية بتلفزيون سلطنة عمان واحتضنت فعاليات الأسبوع جامعة السلطان قابوس. واشتمل الأسبوع على ستة أفلام وثائقية تقدم مشاهد ثقافية وبيئية وسياحية في شتى أرجاء السلطنة.

وبشكل عام يعتبر المخرج العماني أحمد الحضري في مقال له بمجلة سيني عمان تحت عنوان (التلفزيون رائدها.. والبدايات سينمائية بامتياز)، إن الأفلام التسجيلية في تليفزيون سلطنة عمان تعتبر من أهم ماينتجه التلفزيون على مدى مسيرته ففي كل العام يسعى من خلال الخطط التي توضع إلى إنتاج عدد من الأفلام التسجيلية التي تتناول مختلف المواضيع التنموية والبيئية والثقافية والسياحية.

وقد حقق الفيلم القصير "بياض" للمخرج العماني خالد الكلباني جائزتين في مسابقة أفلام من الإمارات ضمن مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي في (أبوظبي) العام 2008، حيث حصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة للمسابقة الخليجية للأفلام القصيرة وجائزة أفضل موسيقى تصويرية "مؤلف موسيقى" وذلك بعد تنافس محتدم مع الأفلام المشاركة من الكويت والبحرين والسعودية وقد أجمع نقاد المهرجان على أن الفيلم العماني: (قدم نمطا مختلفا عن الأفلام الأخرى المشاركة ليرسم بذلك منعطفا جديدا للسينما العمانية حيث تخطى التابوه الدارج والمتمثل بتقديم السينما بالشكل الدرامي التقليدي وذلك من حيث البحث والتجريب لترجمة هواجس النص المكتوب ومنح الفرصة للخيارات والرؤى الشخصية للمخرج، وقد اعتمد الفيلم على اللغة البصرية المكثفة التي صاغها كاتب السيناريو قيصر الهنائي كبديل للإقصاء السردي الذي يمارسه الصمت ويتغلغل من خلاله إلى فضاء مفعم بالتأويل والإشارة وهو الفضاء الذي جذب معه الشخصية الرئيسة في الفيلم إلى متاهة روحية معذبة) وبالإضافة إلى ذلك فقد نجح الفيلم في توظيف الإنشاد الشعبي الحزين المتناغم مع طقوس الفيلم والبيئة التي صورت فيها أحداثه حيث لونت أجواء الفيلم بسحر الموروث وترانيمه الحزينة رغم قساوة الحدث.

والفيلم من سيناريو قيصر الهنائي ومن بطولة يونس المعمري وهديل المعشري وخلفان الشرجي والمعتصم بالله الكلباني وبمشاركة عدد من الممثلين الشباب في فرقة المستقبل المسرحية، في حين شمل طاقم الإنتاج سليمان الخليلي كمدير للإنتاج وصالح البحراني في التصويروتقنيات المونتاج لموسى الرواحي، والمخرج خالد الكلباني له العديد من المشاركات الفنية في أكثر من عمل مسرحي عماني كما قدم كمخرج بعض الأفلام الروائية القصيرة منها (الحافلة) و(الحارس) ويعتبر الشاعر والباحث والسينمائي العماني الدكتور عبدالله حبيب من الأشخاص المهمومين بتطوير الحراك السينمائي في سلطنة عمان وفي المنطقة، وهو في بحوثه وتنظيراته السينمائية أشبه بـ''الأركيولوجي'' الذي ينقب في الثقافة البصرية الخليجية من جوانبها المختلفة والتي تتماوج فيها الظواهر القديمة المتأصلة في المكان مع قيم الحداثة وأنماطها التعبيرية الهائجة.. حصل حبيب على الدكتوراه في الدراسات النقدية للأفلام من جامعة كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأميريكية، وسبق له الحصول على بكالوريوس في الفلسفة من جامعة سانت دييجو، وماجستير في الأفلام والدراسات الثقافية من جامعة تكساس، وهو عضو في اللجنة التأسيسية للسينما في دول مجلس التعاون الخليجي، وأخرج عدة أفلام قصيرة منها: ''الحلم''، و''الرؤية''، و''التمثال''، و''الشاعر؛، وترجم عدة بحوث وكتابات عن السينما مثل كتاب: ''ملاحظات على صناعة السينما'' لروبرت بريسون وله العديد من الدراسات والإصدارات الشعرية والأدبية.

ويذكر أن مشاركة سلطنة عمان بسبعة أفلام متميزة، ضمن فعاليات الدورة الرابعة في "مهرجان الخليج السينمائي" شكلت هذه الأفلام جزءاً من 153 فيلماً معاصراً عرضت في المهرجان من 31 دولة تضمنت 114 فيلماً من شبه الجزيرة العربية. ثلاثة من هذه الأفلام نافست في المسابقة الخليجية للأفلام القصيرة في المهرجان ومنها "بهارات" للمخرج العامر الرواس في عرضه العالمي الأول، حيث يصور حياة أشخاص: إمرأة عاقر تبحث عن حل لمشكلتها، ورجل في التسعين من عمره ينتظر حدوث شيء ما، وطفل يستعد لتغيير أمر حتمي لا مفر منه، وفيلم "ملائكة الصحراء" للمخرج خالد الكلباني في عرضه الدولي الأول، الذي تدور أحداثه حول إنسان يسعى دوماً لإلغاء فكرة التمييز العنصري من حياته حتى يتمكن أطفاله من العيش بسلام؛ غير أن حلمه هذا يتبدد عندما يجد نفسه مخيراً بين ترك ابنته في الصحراء أو الموت. وشارك المخرجان العماني جاسم النوفلي والكويتي مشعل الحليل في المهرجان عبر العرض العالمي الأول لفيلم "بقايا بشر"، وهو إنتاج كويتي عماني مشترك، ويستعرض قصة سجين كويتي سابق في معتقل غوانتانامو، وجندي أمريكي هارب من أداء الخدمة العسكرية وصراعهما النفسي مع المجتمع؛ وتأخذ القصة منعطفاً مدهشاً لدى لقاء هاتين الشخصيتين.


مصادر :

- كتاب ( حوارات مع صناع الافلام فى الخليج ) للكاتب عماد عبد المحسن من اصدار هيئة ابوظبى للثقافة والتراث – مهرجان الشرق الاوسط السينمائى 2007 .

- ورقة بحث عن ( الواقع السينمائى فى دول الخليج العربى ) لبسام الزوادى قدمت فى مهرجان القرين الثقافى الثانى – الكويت 1995 .

- بحث حول ( السينما فى الخليج العربى ) من اعداد عبد الرحمن محسن المقدم ل - مهرجان الشرق الاوسط السينمائى – 2008 .

- كتاب ( تحت الضوء 2010 – مستجدات سوق السينما العالمية ) – مهرجان دبى السينمائى

- كتاب ( تاريخ السينما فى البحرين ) بقلم الدكتور منصور محمد سرحان – من اصدار مؤسسة اليام للنشر .2005

- مجلة ( سنى عمان ) من اصدار الجمعية العمانية للسينما 2006

- كتاب ( السينما العربية وافاق المستقبل ) بقلم جان الكسان - من اصدار المؤسسة العامة للسينما 2006 .

- كتاب ( السينما فى الكويت ) للناقد السينمائى عماد النويرى من اصدار هيئة ابوظبى للثقافة والتراث - مهرجان الشرق الاوسط السينمائى 2007.

- ( تحت الضوء – مستجدات سوق السينما العالمية ) من اصدارات مهرجان دبى السينمائى الدورة السابعة .

- ورقة بحث عن اشكاليات الانتاج السينمائى فى الخليج مقدمة الى مهرجان السينما العربية فى البحرين الدورة الاولى عام 2000 من اعداد عماد النويرى .

- كتيب المركزالاعلامى لمهرجان الخليج .( الدورات الاربع)

- موقع سينماتيك للناقد السينمائى البحرينى حسن حداد

- من ورقة عمل مقدمة من المخرج السعودي عبدالله المحيسن إلى المنتدى الإعلامي السنوي الأول تحت عنوان "الاعلام السعودى .. سمات الواقع واتجاهات المستقبل"المنعقد في جامعـة الملك سعود الجمعيـة السعـودية للإعـلام الاتصـال في محرم 1424 هـ الموافق مارس 2003 م.




Saturday, August 27, 2011


السينما فى البحرين
ريادة فى العروض واحتفاء بالفيلم القصير
فصل من كتاب ( السينما فى دول مجلس التعاون الخليجى
عماد النويرى





يرجع تاريخ المحاولات الأولى لفتح دار سينما في‮ ‬البحرين إلى عقد العشرينيات‮ ‬على‮ ‬يدي،‮ ‬محمود الساعاتي،‮ ‬الذي‮ ‬يعتبر من أبرز المساهمين في‮ ‬تشجيع الحركة الفنية والترفيهية في‮ ‬البحرين‮. ‬ففي‮ ‬العام‮ ‬1922م استقبل أهالي‮ ‬المنامة نبأ تواجد سينما في‮ ‬كوخ‮ ‬يقع على ساحل البحر إلى الغرب من موقع محاكم البحرين القديمة‮.‬
‭ ‬ويبدو أن الساعاتي‮ ‬اختار هذه المنطقة لكونها منطقة‮ ‬تنتشر فيها المقاهي‮ ‬الشعبية حينذاك،‮ ‬‭ ‬والمبنية من سعف النخل.وكان الطواشون والأهالي‮ ‬يترددون على هذه المقاهي‮ ‬في‮ ‬انتظار عودة سفن الغوص لاستقبال الأقرباء‮ ‬والأعزاء،‮ ‬ولمعرفة ماتم جنيه من اللؤلؤ‮. ‬
صُفّ‮ ‬بالكوخ الذي‮ ‬هيىء كمقر للسينما ثلاثون كرسياً،ووضعت لوحة خشبية كبيرة عبارة عن شاشة‮. ‬وحدد سعر التذكرة بأنتين وتعطى للمشاهد قصاصة ورق صغيرة‮ ‬بمثابة تذكرة . ورغم بدائية هذه التجربة إلا أن أثرها أخذ‮ ‬يزداد‮ ‬يوماً‮ ‬بعد‮ ‬يوم،‮ ‬وأخذ الحديث بين الناس عما‮ ‬يشاهدونه من أفلام‮ ‬يثير إعجاب واستغراب الجميع،وقد كان هناك العديد من العوامل التي‮ ‬ساعدت في‮ ‬تقبل هذا النوع من الفن‮ ‬نتيجة‮ ‬الدور التثقيفي‮ ‬والتعليمي‮ ‬الذي‮ ‬قام به المسرح الشعبي‮ ‬الذي‭ ‬بدأت انطلاقته‮ ‬من المدارس الحكومية والأهلية ومن هذه المدارس الهداية الخليفية و المدرسة الجعفرية أبو بكر الصديق،‮ ‬ومدرسة إبراهيم‮ ‬العريض الخاصة،‮ ‬ومدرسة عبدالرحمن المعاودة الخاصة،‮ ‬إضافة إلى الدور التنويري‮ ‬والتثقيفي‮ ‬الذي‮ ‬قامت به المكتبات العامة التابعة لدائرة المعارف مع المكتبات التجارية‮. ‬
ومن تلك المكتبات،‮ ‬‭ ‬مكتبة محمد علي‮ ‬التاجر،‭ ‬والمكتبة الكمالية،والمكتبة الوطنية وغيرها،‮ ‬إضافة الى الدور التوعوي‮ ‬الذي‮ ‬قامت به الصحافة المحلية مثل‮ (‬القافلة‮) ‬و(الميزان‮ ) ‬و(هنا البحرين‮). ‬كل هذه العوامل وغيرها شجعت مجموعة من الشباب‮ - ‬يمكن أن نطلق عليهم الرعيل الثاني‮ ‬من رواد السينما‮ ‬منهم الشيخ علي‮ ‬بن عبدالله آل خليفة نجل وزير المعارف آنذاك‮ ‬،‭ ‬والأديب والصحفي‮ ‬عبدالله الزايد،‭ ‬وحسين‮ ‬يتيم،‮ - ‬على القيام بتكوين شركة لتأسيس أول دار سينما تشهدها البحرين العام‮ ‬1937م حملت اسم‮ (‬مرسح البحرين‮) ‬وكان مقرها مقر سينما الحمراء الحالي،حيث عرضت على الجمهور أول فيلم لها بعنوان‮ (‬وداد‮) ‬من بطولة كوكب الشرق أم كلثوم قبل أن تتربع على عرش الغناء العربي،‮ ‬وقد عرفت هذه السينما فيما بعد باسم‮ (‬سينما الوطني‮) ‬أما الأرض التي‮ ‬قام عليها مبنى الدار فهي‮ ‬إيجار من الحكومة مدة‮ ‬99‮ ‬سنة،‮ ‬إيجار كل سنة‮ ‬200‮ ‬روبية،‮ ‬وقد تمكنت هذه الشركة بما حصلت عليه من حصانة قانونية وتشجيع جماهيري‮ ‬من جلب العديد من الأفلام العربية التي‮ ‬تنتجها مصر،‮ ‬وكان المسؤول عن ادارة السينما والمحافظة عليها المرحوم أحمد الشيراوي‮. ‬
وقد‮ ‬‭ ‬تم جلب الأفلام العربية من مصر وعرضها للجماهير،‮ ‬وزاد الإقبال على سينما الوطني‮ ‬بشكل ملفت للنظر باعتبارها السينما الوحيدة في‮ ‬البحرين‮. ‬وأقبل الناس على مشاهدة العروض بشكل مستمر‮.‬
ومن الصعوبات التي‮ ‬واجهت السينما ظروف المناخ،‮ ‬فلم تعرف البحرين حينها المكيفات‭ ‬وأجهزة التدفئة،‮ ‬مما حدا بأصحاب المشروع إلى تأسيس مبنيين أحدهما صيفي،‮ ‬والآخر شتوي‮..‬
‭ ‬المبنى الصيفي‮ ‬كان عبارة عن مساحة كبيرة مكشوفة محاطة بأربعة جدران استخدم أحدها كشاشة عرض،‮ ‬وأما الشتوي‮ ‬فكان مسقوفاً،‮ ‬إلا أن ذلك لم‮ ‬يمنع من تسرب الهواء البارد ومياه الأمطار في‮ ‬بعض الأحيان‮..‬
واستخدمت كراسي‮ ‬المقاهي‮ ‬القديمة في‮ ‬المبنيين ووزعت وفق ثلاثة مستويات،‮ ‬الأول قيمة التذكرة روبية،‮ ‬والثاني‮ ‬12‮ ‬أنه والثالث‮ ‬6‮ ‬آنات‮. ‬وزاد الإقبال‮ ‬على هذه السينما بصورة أكبر منذ العام‮ ‬1939‮ ‬وهو العام الذي‮ ‬أصدر فيه عبدالله الزايد‮ (‬جريدة البحرين‮) ‬وأخذ‮ ‬ينشر من خلالها الإعلانات والدعايات المروجة للسينما،‮ ‬والأفلام التي‮ ‬تقدمها وكما لعبت سينما الوطني‮ ‬دوراً‮ ‬ترفيهياً‮ ‬وتوعوياً‮ ‬مبهراً،فقد قامت بهذا الدور أيضاً‮ ‬سينما أنشأها مكتب الاستعلامات البريطاني‮ ‬في‮ ‬الأربعينيات على وقع أحداث الحرب العالمية الثانية،‮ ‬وكان الهدف‮ ‬الدعاية للحلفاء وانتصاراتهم ضمن الحرب النفسية،‮ ‬وكانت هذه السينما متنقلة‮ ‬غير ثابتة وذلك لعرض الأفلام الوثائقية التي‮ ‬تنقل وقائع ما‮ ‬يحدث في‮ ‬ساحات القتال وأروقة الحكومات على أكبر شريحة ممكنة،‮ ‬و خصوصاً‮ ‬الناشئة وطلاب المدارس،‮ ‬وكانت هذه السينما تعرض بالإضافة إلى الأفلام الوثائقية،‮ ‬أفلاماً‮ ‬كارتونية من أجل تسلية الأطفال،‮ ‬هؤلاء الذين أخذوا‮ ‬يتهافتون على ارتياد هذه السينما العجيبة إلى حد الإدهاش‮. ‬
وفي‮ ‬فترة الأربعينيات ايضا قام‮ ‬المرحوم إبراهيم محمد الزياني‮ ‬بافتتاح دار سينما عرفت
لدى الجمهور باسمه أي‮ ( ‬سينما الزياني‮) ‬وهي‮ ‬التي‮ ‬تخصصت بتقديم الأفلام العربية التي‮ ‬تعالج التراث العربي‮ ‬القديم مثل فيلم‮ ( ‬وهيبة ملكة الغجر‮ ) ‬و‮ (‬عنتر وعبلة‮) ‬و(أمير الانتقام‮) ‬وكوكا بنت الصحراء‮) ‬وغيرها‮. ‬وفي‮ ‬العام‮ ‬1954م أنشئت دار عرض ثالثة أطلق عليها الأهالي‮ ‬سينما القصيبي‮ ‬نسبة الى الذي‮ ‬أنشأها وهو المرحوم السيد الوجيه محمد القصيبي،‮ ‬هذه السينما التي‮ ‬حضر افتتاحها الممثل الكوميدي‮ ‬الشهير حسن فائق،‮ ‬وكانت هذه السينما تعرض في‮ ‬مكانين شتوي‭ ‬مسقوف وصيفي‮ ‬مكشوف وفي‮ ‬العام‮ ‬1963م‮ ‬وتباعا تم فتح ست دور عرض إضافية وهي‮: ‬الوطني‮-‬الأهلي‮- ‬اللؤلؤ‮ (‬القصيبى سابقا‮) - ‬البحرين-أوال-والمحرق ودور أخرى تتبع شركات أجنبية،وكلها تعرض أفلاما‮ ‬عربية وأمريكية وأوروبية وهندية‮.
‬ومن المهم الإشارة إلى شركة نفط البحرين المحدودة‮ (‬بابكو‮)‬،‮ ‬وجهودها الخاصة في‮ ‬مجال العرض السينمائي،‮ ‬فقد قامت الشركة بفتح دارين للسينما الأولى‮ ‬في‮ ‬العوالي‮ ‬وسميت‮ (‬بوابة سترة‮) ‬والثانية في‮ ‬مخيم الرفاع جنوب الرفاع الشرقي‮ ‬وسميت بسينما بوابة الرفاع،‮ ‬‭ ‬كما‭ ‬وفرت الشركة سينما متنقلة كانت تقوم بعرض الأفلام التثقيفية والتربوية في‮ ‬قرى ومدن البحرين في‮ ‬أواخر الخمسينيات وبداية الستينيات،‮ ‬وكانت تقام العروض في‮ ‬مباني‮ ‬الأندية أو الباحات العامة في‮ ‬القرى والمدن وكان المشرف على تشغيل العروض‮ ‬خليفة شاهين الذي‮ ‬سنتعرف عليه لاحقا كواحد من أهم رواد السينما في‮ ‬البحرين،‮ ‬وهو الذي‮ ‬أشرف أيضا على تصوير وإخراج‮ ‬شريط انباء البحرين‮ ‬الذي‮ ‬كان‮ ‬يعرض كجريدة سينمائية‮ ‬في‮ ‬دور العرض قبل عرض الفيلم الروائي‮. ‬وقد بدأت شركة بابكو في‮ ‬إنتاج شريط أنباء البحرين اعتبارا من العام‮ ‬1960‮ ‬حتى العام‮ ‬1971‮ ‬وفي‮ ‬مجال العرض أيضا شهدت البحرين في‮ ‬29‮ ‬فبراير‮ ‬1968م تأسيس شركة البحرين للسينما وتوزيع الأفلام‮. ‬ومقابل الحقوق الممنوحة للشركة مثل الامتياز لبناء وتشغيل دور جديدة للسينما،‮ ‬وحق الاحتكار في‮ ‬توريد وتوزيع الأفلام،‮ ‬فقد تمت مطالبة الشركة‮ - ‬وفق ما جاء في‮ ‬العقد‮ - ‬ببذل المزيد من الجهود لتزويد الجمهور بأحسن الخدمات السينمائية‮.‬
وتغير اسم الشركة من شركة البحرين للسينما وتوزيع الأفلام إلى شركة البحرين للسينما فقط اعتباراً‮ ‬من‮ ‬1976م وفي‮ ‬العام‮ ‬1984م‮ ‬تشكلت إدارة جديدة‮ ‬للشركة متمثلة في‮ ‬الدكتور عصام عبدلله فخرو عضواً‮ ‬منتدباً،‮ ‬وأحمد عبدالرحمن راشد مديراً‮ ‬عاماً‮ ‬وفي‮ ‬3‮ ‬أكتوبر‮ ‬1996م تم افتتاح سينما دلمون الأولى والثانية بمبنى التأمينات الاجتماعية بالمنامة‮.‬
كما تم في‮ ‬14‮ ‬يوليو‮ ‬1998م افتتاح مجموعة سينما السيف التي‮ ‬تحتوي‮ ‬على ست صالات عرض‮. ‬كما تم افتتاح صالتي‮ ‬دار سينما الجزية بالمحرق في‮ ‬يونيو‮ ‬2000م،‮ ‬وافتتاح دار سينما‮ (‬سار‮ ) ‬ذات أربع صالات في‮ ‬منطقة سار في‮ ‬ديسمبر‮ ‬2000م،‮ ‬
وإعادة افتتاح سينما الحمراء بعد الصيانة والترميم في‮ ‬السابع من فبراير‮ ‬2001م‮. ‬وفي‮ ‬19‮ ‬سبتمبر‮ ‬2001م تم افتتاح المجمع السينمائي‮ ‬الثاني‮ ‬ذي‮ ‬عشر شاشات بمجمع السيف التجاري‮ ‬
في‮ ‬15‮ ‬مايو‮ ‬2002م تم فتح‮ ‬11‮ ‬صالة عرض حديثة بمجمع الدانة،‮ ‬ويعد هذا من المشاريع الكبيرة التي‮ ‬شهدتها مملكة البحرين في‮ ‬مجال‮ ‬فتح صالات عرض حديثة ومتطورة ومن الجدير ذكره أن شركة البحرين للسينما افتتحت في‮ ‬29‮ ‬أبريل من العام‮ ‬2004م مجمعا سينمائيا‮ ‬يضم‮ ‬14‮ ‬شاشة في‮ ‬مجمع السيتي‮ ‬سنتر بالدوحة‮. ‬وفي‮ ‬الرابع من‮ ‬يناير‮ ‬2005م تم التوقيع على إنشاء مجمع سينمائي‮ ‬يضم‮ ‬20‮ ‬شاشة في‮ ‬البحرين سيتي‮ ‬سنتر‮.‬
وبلغة الأرقام‮ ‬يشكل السعوديون‮ ‬70٪‮ ‬من زبائن السينما في‮ ‬البحرين،‮ ‬‭ ‬ويقبل هؤلاء على الأفلام العربية والكوميدية الأجنبية بالدرجة الأولى‮.‬
وفي‮ ‬العام‮ ‬1980تأسس نادي‮ ‬البحرين للسينما‮. ‬ويعتبر ثاني‮ ‬ناد تأسس في‮ ‬دول مجلس التعاون الخليجي‮ ‬بعد نادي‮ ‬الكويت‮ ‬للسينما‮. ‬وقد ساهم في‮ ‬التأسيس مجموعة مكونة من أربعين عضوا من بينهم‮: ‬
أمين صالح،‮ ‬وخليل‮ ‬يوسف،‮ ‬وعبدالمنعم إبراهيم،‮ ‬ومحمد فاضل،‮ ‬ونادر المسقطي،‮ ‬ورشيد المعراج،‮ ‬وعبدالقادر عقيل،‮ ‬ويوسف فولاذ‮ ‬‭, ‬وبسام الزوادي‮. ‬ويعد النادي‮ ‬مؤسسة أهلية تطوعية تجمع فى اطارها مجموعة من منتجي‮ ‬فن السينما في‮ ‬البحرين‮. ‬وقد عرف النادي‮ ‬بنشاطه المتمثل في‮ ‬عرض الأفلام السينمائية ومايتبعها من حوار ونقاش،‮ ‬وقد نجح النادي‮ ‬في‮ ‬تحقيق نجاحات بارزة لعل أهمها إقامة وتنظيم‮ (‬أيام السينما المصرية الجديدة‮) ‬العام‮ ‬1993‮ ‬ثم تنظيم الدورة الأولى لمهرجان البحرين السينمائي‮ ‬العام‮ ‬2000‮ ‬هذا‮ ‬غير إقامة العديد من الأسابيع السينمائية العربية والأجنبية مثل أسبوع السينما التونسية العام‮ ‬1986وأسبوع لأفلام المخرج شادي‮ ‬عبد السلام‮. ‬وأسبوع للسينما الجزائرية العام‮ ‬1988‮ ‬وآخر للهندية العام‮ ‬1989‮.‬
كما شارك النادي‮ ‬في‮ ‬العديد من المهرجانات السينمائية العالمية في‮ ‬القاهرة وقرطاج وكان‮. ‬وقد عمل النادي‮ ‬وما زال‮ ‬يعمل‮ ‬على إبراز التجارب السينمائية المحلية والتعرف على مجموعات عديدة من الهواة وتمكن نادي‮ ‬البحرين من إصدار مجلة‮ ( ‬أوراق سينمائية‮) ‬صدر منها ثمانية أعداد من العام‮ ‬1981‮ ‬إلى العام ‮٧٨٩١.‬
‮ والحديث عن تاريخ السينما في‮ ‬البحرين‮ ‬يعدّ‮ ‬منقوصا ما لم‮ ‬يشر إلى الجهود التي‮ ‬تمّ‮ ‬بذلها في‮ ‬سبيل تصوير وإخراج وإنتاج الأفلام السينمائيّة‮. ‬فقد بدأت أوّل مُحاولة للتصوير السينمائي‮ ‬في‮ ‬البلاد أواخر ثلاثينيّات القرن العشرين على‮ ‬يد‮ (‬نارايانان‮) ‬سكرتير مستشار حكومة البحرين بلغريف‮. ‬فقد استخدم كاميرا‮ ‬8‮ ‬ملّم صورت من خلالها المناسبات الرّسميّة الخاصّة بالشيخ حمد بن عيسى بن علي‮ ‬آل خليفة،‮ ‬وجزء من المُناسبات في‮ ‬عهد الشيخ
سلمان بن حمد آل خليفة‮. ‬وبدأت جهود أبناء البحرين في‮ ‬التصوير السينمائي‮ ‬تبرز في‮ ‬نهاية عقد الخمسينيّات وبداية عقد الستينيات من القرن العشرين،‮ ‬واشتعلت جذوتها في‮ ‬عقد‭ ‬السبعينيات الذي‮ ‬تمّ‮ ‬فيه إنتاج الكثير من الأفلام المتنوّعة‮. ‬
ويرجع الفضل في‮ ‬بدء حركة التصوير السينمائي‮ ‬في‮ ‬مملكة البحرين إلى شركة نفط البحرين المحدودة‮ (‬بابكو‮). ‬فقد بدأت بتصوير بعض الأفلام الإخباريّة القصيرة في‮ ‬الفترة من العام‮ ‬1965م إلى العام‮ ‬1971م،‮ ‬‭ ‬على‮ ‬يدي‮ ‬الفنّان البحريني‮ ‬المعروف خليفة شاهين‮. ‬
وأنتجت شركة‮ (‬بابكو‮) ‬في‮ ‬نهاية عقد خمسينيّات القرن العشرين فيلما قصيرا ركّز على النظافة،‮ ‬صوّرت مناظره في‮ ‬قرية النّويدرات،‮ ‬ومثّل الأدوار مجموعة من شباب تلك القرية حينذاك،‮ ‬وتمّ‮ ‬عرضه للجمهور في‮ ‬قُرى البحرين ومدنها التي‮ ‬كانت تزورها سينما‮ (‬بابكو‮) ‬المتنقّلة تحت إشراف خليفة شاهين‮ ‬الذي‮ ‬يعدّ‮ ‬من أوائل العاملين في‮ ‬المجال السينمائي،‮ ‬والذي‮ ‬امتلك خبرة في‮ ‬التصوير والإخراج السينمائي‮ ‬خلال عمله في‮ ‬شركة نفط البحرين المحدودة،‮ ‬وخلال دراسته فن التصوير السينمائي‮ ‬في‮ ‬هوليوود سنة‮ ‬1969م،‮ ‬فأسس في‮ ‬العام1971م‮ (‬مؤسسة الصقر للتصوير‮). ‬وقدم عددا من الأفلام التسجيليّة التي‮ ‬عرضت في‮ ‬مهرجانات عالميّة،‮ ‬وفازت بعدّة جوائز منها‮: (‬صور من الجزيرة‮)‬،‮ ‬و‮( ‬ناس في‮ ‬الأفق‮) ‬و‮( ‬الموجة السّوداء‮). ‬وقد نال خليفة شاهين شهرة على المستوى العالمي،‮ ‬وشارك فريق شركة‮ (‬والت ديزني‮) ‬العالميّة المعروفة في‮ ‬تصوير وإخراج فيلم‮ (‬حمد والقراصنة‮) ‬الذي‮ ‬استغرق العمل به‮ ‬18‮ ‬شهرا،‮ ‬أي‮ ‬في‮ ‬الفترة من مايو‮ ‬1969م وحتى أكتوبر‮ ‬1970م،‮ ‬وعرض للمرة الأولى في‮ ‬الولايات المتحدة الأميركيّة في‮ ‬السابع من مارس‮ ‬1971م،‮ ‬وتم توزيعه فيما بعد على دول العالم‮. ‬والفيلم شبه روائي‮ ‬يعرض تاريخ وتراث البحرين ابتداء من العصر الدلموني‮. ‬والتقطت مناظر الفيلم في‮ ‬البحرين،‮ ‬والربع الخالي‮ ‬بالمملكة العربية السعودية،‮ ‬وإمارة دبي‮.‬
ومن بين المحاولات الجديرة بالذكر في‮ ‬العمل السينمائي،‮ ‬محاولات كل من الشابين علي‮ ‬عباس ومجيد شمس،‮ ‬فقد حققا أربعة أفلام قصيرة وفيلما تسجيليا واحدا،‮ ‬تتراوح مدة كلّ‮ ‬منها بين عشر دقائق ونصف ساعة،‮ ‬وذلك في‮ ‬الفترة من العام‮ ‬1972م إلى العام‮ ‬1978م‮. ‬وتتمثل تلك الأفلام في‮: (‬الغريب‮)‬،‮ ‬و(انتقام‮) ‬و(الرجال الثلاثة‮) ‬و‮(‬غدار‮ ‬يا زمن‮) ‬و(ذكريات‮)‬،‮ ‬والفيلم الأخير‮ ‬فاز بالجائزة الثالثة في‮ ‬مهرجان‮ (‬المحاولات السينمائية الشابة‮) ‬في‮ ‬طهران العام‮ ‬1979م‮. ‬إذ شاركت به وزارة الإعلام‮. ‬ويذكر أن جميع تلك الأفلام من قياس‮ ‬8‮ ‬ملم‮. ‬
وشهد منتصف عقد السبعينيات بزوغ‮ ‬نجم الفنان بسام الذوادي‮ ‬الذي‮ ‬قدم العام‮ ‬1975م أول أفلامه‮ (‬الوفاء‮)‬،‮ ‬وهو صامت من قياس‮ ‬8‮ ‬ملّم ومدته‮ ‬12‮ ‬دقيقة،‮ ‬تناول فيه بشكل مركز المخدرات ومضارها‮.‬
‬واتجه بعد ذلك إلى تقديم الأفلام الروائية‮ ‬القصيرة وهي‮ ‬أفلام ناطقة تتمثل في‮: (‬الأعمى‮) ‬في‮ ‬العام،‮ ‬‭ ‬‮٦٧٩١ ‬و(الأخوين‮) ‬في‮ ‬العام‮ ‬1977،‮ ‬و(الأجيال‮) ‬العام‮ ‬1977‮ ‬واتجة الزوادي‮ ‬إلى دراسة السينما بالقاهرة في‮ ‬الفترة من العام‮ ‬1978‮ ‬إلى العام‮ ‬1983،‮ ‬وحقق خلال تلك الفترة فيلم‮ (‬القناع‮) ‬في‮ ‬العام‮ ‬1981م وهو فيلم صامت من قياس‮ ‬16‮ ‬ملم ومدته دقيقتان ونصف،‮ ‬تناول فيه معاهدة‮ (‬كامب ديفيد‮). ‬
وفي‮ ‬العام‮ ‬1983م قدم الذوادي‮ ‬فيلم‮ (‬ملائكة الأرض‮) ‬وهو فيلم ناطق قياس‮ ‬16‮ ‬ملم،‮ ‬تناول فيه مذابح‮ (‬صبرا وشاتيلا‮) ‬بشكل رمزي‮. ‬وفي‮ ‬العام‮ ‬1990‮ ‬تمكّن من تحقيق فيلم‮ (‬الحاجز‮) ‬وهو فيلم روائي‮ ‬طويل قام بإنتاجه بالتعاون مع إذاعة وتلفزيون البحرين،‮ ‬ويعدّ‮ ‬أوّل فيلم روائي‮ ‬بحريني،‮ ‬إذ عرض الفيلم في‮ ‬الكثير من المهرجانات ممثلا مملكة البحرين،‮ ‬ويتناول الفيلم الحواجز الاجتماعية والنفسية المفروضة بين الفرد والمجتمع،‮ ‬وبين الفرد وذاته أيضا‮.. ‬‭ ‬ويهتم الفيلم بسبر العلاقات المركبة بين الشخصيات في‮ ‬إطار درامي،‮ ‬ويعالجها على الصعيدين الاجتماعي‮ ‬والنفسي‮. ‬وقدم الذوادي‮ ‬فيلم‮ (‬زائر‮) ‬العام‮ ‬2003م،‮ ‬بالتعاون مع شركة‮ (‬البحرين للسينما‮).‬
وتدور أحداث الفيلم حول شخصية‮ (‬فاطمة‮) ‬التي‮ ‬يتراءى لها شخص‮ ‬غامض منذ أن كانت طفلة،‮ ‬مما‮ ‬يسبب لها حالة نفسية شديدة الألم خاصة حين تبدأ في‮ ‬مشروعها الخاص بعمل فيلم وثائقي‮ ‬عن مقابر عالي‮ ‬الأثرية،‮ ‬حيث تتجسد لها هذه الشخصية الغامضة في‮ ‬أكثر من مكان،‮ ‬وتشعر بأنها محاصرة بها،‮ ‬وتكتشف وجود رابط خفي‮ ‬بين هذه القبور وبين الشخصية الغامضة‮.‬
ثم قدم الزوادي‮ ‬فيلم‮ (‬حكاية بحرينية‮) ‬العام‮ ‬2006‮ ‬من بطولة نخبة متميزة من الممثلين البحرينيين أمثال جمعان الرويعي،‭ ‬فاطمة عبد الرحيم،‮ ‬مريم زيمان،‮ ‬مبارك خميس،‭ ‬يوسف بوهلول،‮ ‬شذى سبت،‮ ‬نديم زيمان،‮ ‬شيماء جناحي‮ ‬والكثير من الممثلين،‮ ‬ويحكي‮ ‬الفيلم عن جانب من جوانب البحرين قديما و بالتحديد من‮ ‬المحرق سنة‮ ‬1967‮ ‬إلى سنة ‮٠٧٩١ ‬ويعرض جوانب من الواقع البحريني‮ ‬حاليا مثل الحرية،‮ ‬قضايا المرأة،‭ ‬العنف،التفرقة والطائفية،‭ ‬والتصديق بالخرافات‮.‬
وغير خليفه شاهين وبسام الزوادي‮ ‬يمكن الإشارة إلى بعض الأسماء التي‮ ‬شاركت في‮ ‬تشكيل الواقع السينمائى في‮ ‬مملكة البحرين منها خالد التميمي‮ ‬وحمد علي‮ ‬الشهابي‮ ‬ويعقوب المحروقي‮ ‬وكلثوم محمد أمين وضمن المهرجانات التي‮ ‬تعنى بالفيلم القصير في‮ ‬مملكة البحرين‮ ‬مهرجان الريف للأفلام الروائية القصيرة الذي‮ ‬أقيمت دورته الأولى العام‮ ٧٠٠٢.‬
وأقيمت دورته الثانية‮ ‬العام‮ ‬2008،‮ ‬برعاية الوكيل المساعد لقطاع الثقافة والتراث الوطني‮ ‬الشيخ راشد بن عبدالرحمن آل خليفة‮. ‬وكرمت اللجنة المنظمة للمهرجان الفنانين خليفة شاهين بسام الذوادي‮ ‬عبدالله الحمد ضمن سعيها لتكريم الكوادر السينمائية البحرينية التي‮ ‬أسهمت في‮ ‬رفد العمل السينمائي‮ ‬البحريني‮ ‬وتعزيز حضوره الخليجي‮ ‬والعربي‮. ‬كما كرمت اللجنة عددا من الأسماء السينمائية البحرينية التي‮ ‬حصدت جوائز عن أعمالها السينمائية في‮ ‬مسابقات خارجية ومنهم الفنان عبدالله السعداوي‮ ‬ومحمد جناحي‮ ‬وعواطف مرزوق‮.‬
وعرض خلال حفل الافتتاح،‮ ‬الفيلم السينمائي‮ ‬العماني‮ ‬الأول‮ (‬البوم‮) ‬للمخرج والكاتب خالد الزدجالي،‮ ‬أنتجته الجمعية العمانية للسينما بتمويل من وزارة التراث والثقافة وبالتعاون مع وزارة الإعلام في‮ ‬السلطنة‮.‬
وشارك‮ ‬في‮ ‬الدورة الثانية للمهرجان ما‮ ‬يزيد على‮ ‬40‮ ‬فيلما روائيا قصيرا،‮ ‬منها‮ ‬32فيلماً‮ ‬من البحرين،‮ ‬و4‭ ‬من الإمارات و6من السعودية ودول الخليج بالإضافة إلى فيلم مصري‮ ‬وحيد‮. ‬وتنقسم المسابقة إلى فرعين‮: (‬المسابقة البحرينية‮) ‬وتختص بتقديم‮ ‬الأفلام البحرينية فقط،‮ ‬و(المسابقة الخليجية العربية‮) ‬وتشمل بقية الأفلام‮.‬
وهناك أيضا مهرجان الصواري‮ ‬الدولي‮ ‬للأفلام،‮ ‬بدعم ورعاية مسرح الصواري‮ ( ‬لا‮ ‬يقام بشكل دوري‮) ‬ويهدف المهرجان إلى تقديم التجارب الفيلمية‮ ‬بالوسائط المتعددة‮ (‬سينما‮ - ‬فيديو‮ - ‬كمبيوتر‮)‬،‮ ‬والمهرجان‮ ‬يهتم بصانعي‮ ‬الأفلام،‮ ‬‭ ‬و‮ ‬يركز على إظهار أفلام بحرينية الصنع‮. ‬كما أن المهرجان أريد له أن‮ ‬يكون تجربة تعليمية تعطي‮ ‬الشباب البحرينى‮ ‬من صناع الأفلام دفعة نحو المستقبل‮.‬
وقد أقيمت الدورة الأولى‮ ‬من المهرجان في‮ ‬العام‮ ‬2005‮ ‬بإدارة الفنان حسين الرفاعي‮ ‬بمشاركة كل من الفنان خالد الرويعي‮ ‬والفنان محمد الصفار ومحمود الصفار كأعضاء في‮ ‬لجنة إدارة المهرجان في‮ ‬الفترة من‮ ‬8‮ ‬مايو‮ - ‬12‮ ‬منه‮. ‬حيث تقدم للمشاركة فيه‮ ‬20‮ ‬فيلما محليا و28‮ ‬فيلما من خارج البحرين،‮ ‬وقد وصل عدد الأفلام إجمالا التي‮ ‬عرضت في‮ ‬المهرجان بعد فرزها من قبل لجنة المشاهدة والعروض‮ ‬15‮ ‬فيلما محليا و21‮ ‬فيلما خارجيا وقد تنوعت تلك الأفلام بين التسجيلة والدرامية والعلمية والرسوم المتحركة‮. ‬وهذا التقليص للأفلام جاء‭ ‬لضمان جودة عروض المهرجان وما‮ ‬يقدمه للجمهور من مادة ذات مستوى راقٍ‮ ‬وقابل للتفاعل وقد تحقق ما هو مرجو من أهداف المهرجان‮. ‬
وقد سعى مهرجان الصواري‮ ‬في‮ ‬دورته الثانية العام‮ ‬2007‮ ‬إلى توفير فرص للعاملين في‮ ‬مجال الأفلام بالوسائط المتعددة وتحفيز الطاقات الإبداعية والفنية والتقنية المرتبطة بها‮. ‬ويشارك في‮ ‬المهرجان‮ ‬28‮ ‬فيلماً‮ ‬بعد أن كان العدد‮ ‬49‮ ‬فيلماً،‮ ‬وتقليص العدد بسبب إخلال بعض الأفلام بشروط المهرجان‮.‬
وتنوعت الأفلام ما بين أكثر من دولة،‮ ‬البحرين،‮ ‬شاركت‮ ‬بتسعة أفلام،‮ ‬أما بقية الأفلام فقد جاءت من‮ ‬عدة دول،‮ ‬منها الأردن ولبنان ومصر وسوريا وفلسطين،‮ ‬والولايات المتحدة الأميركية التي‮ ‬شاركت‮ ‬بفيلمين هما‮ (‬المحطة الأخيرة‮) ‬و(الحرب العالمية الرابعة‮)‬‭.‬
وقد تميزت الدورة الثانية بعروض لعدد من الأفلام التي‮ ‬أنتجها مسرح الصواري‮ ‬ومثل الفيلم الروائي‮ (‬خافقان‮)‬،‮ ‬من تأليف محمد الصفار وإخراج محمد جناحي،‮ ‬وتشارك في‮ ‬تمثيله مجموعة من أعضاء المسرح‮. ‬كذلك تم عرض الفيلم التسجيلي‮ ‬الذي‮ ‬يرصد تجربة مسرح الصواري‮ (‬سرد الصواري‮)‬،‮ ‬وهو من إخراج أحمد الفردان‮. ‬
‭ ‬ومن التجارب السينمائية البحرينية اللافتة للنظر تقديم مؤسسة المسرح الأهلي‮ ‬للإنتاج الفني‮ ‬والتوزيع أول فيلم روائي‮ ‬طويل للأطفال في‮ ‬منطقة الخليج وهو فيلم‮ (‬حباب وكلاب الساحر‮) ‬الذي‮ ‬عرض في‮ ‬دور العرض في‮ ‬معظم دول الخليج في‮ ‬صيف العام‮ ‬2006‮ ‬والفيلم كتابة وإخراج حمد الشهابي‮ ‬عن قصة مترجمة تدور أحداثها في‮ ‬جو من المغامرات الأسطورية‮ .‬
ومن الأفلام البحرينية التي‮ ‬يمكن الإشارة إليها لتميزها ولمشاركة البعض منها في‮ ‬مهرجانات خليجية وعربية وعالمية والبعض الآخر حقق نجاحات على مستوى العرض التجاري،‮ ‬وهي‮ ‬تتنوع مابين الروائية القصيرة والروائية الطويلة والتسجيلية الطويلة،‮ ‬وتم انتاجها خلال السنوات الخمس الأخيرة‮। ‬الأفلام‮: (‬مريمي‮) ‬من‭ ‬إخراج علي‮ ‬العلي‮ - ‬و(أربع بنات‮) ‬من إخراج حسين الحليبي‮ - ‬و(باسم الحسين‮) ‬من إخراج محمد سديف‮ - ‬و(زهور تحترق‮) ‬من إخراج محمد إبراهيم محمد‮ - ‬و(كاميرا‮) ‬من إخراج محمد جناحي‮ ‬و‮( ‬غياب‮ ) ‬من إخراج محمد راشد أبوعلي‮. ‬
وبذكر الواقع السينمائى فى مملكة البحرين من المهم الاشارة الى جهود الناقد السينمائى البحرينى حسن حداد فى ترسيخ الثقافة السينمائية فى البحرين من خلال جهودة فى نشر المقالات السينمائة ىف الصحف والمجلات البحرينية اضافه الى جهوده الدؤوبة فى متابعة السينما فى البحرين وبقية دول مجلس التعاون الخليجى بل والسينما فى كل دول العالم من خلال موقعه المتميز على شبكة الانترنت ( سينماتك ) )









Friday, August 26, 2011


السينما فى قطر.

تجارب قليلة .. ودعم حكومى كبير .

فصل من كتاب ( اضواء على السينما فى دول مجلس التعاون الخليجى )

عماد النويرى

تعرف الجمهور في قطر علي فن السينما في الخمسينيات من القرن الماضي وذلك من خلال العروض التي كانت تنظمها شركات البترول العاملة في الدولة مثل شركة شل في مناطق استخراج وتصدير البترول مثل دخان ومسيعيد , وانتقلت هذة العروض بعد ذلك الى العاصمة الدوحة من خلال النوادى الخاصة بالعاملين فى صناعة البترول , وكان عدد من اهل قطر قد تعرفوا على العروض السينمائية الجماهيرية للافلام العربية والهندية والاميركية فى رحلاتهم الى الخارج خصوصا البحرين ومصر , ومن الأفلام التي كانت تعرض في ذلك الوقت (عنتر وعبلة) وأفلام إسماعيل ياسين وغيرها..

وكان من الملاحظ انتشار آلات العرض المنزلية من مقاس 8 مم و16مم في مجالس الوجهاء،وراجت فى تلك الفترة تجارة وتوزيع هذة الاشرطة فى قكر وكان معظمها يصل عن طريق وسطاء ايرانيين وهنود ولبنانيين . ثم ظهرت أماكن شبه تجارية لعرض الأفلام في الحوطات والجراجات والنوادي قبل أن يبادر البعض ببناء دور عرض مكشوفة مثل سينما الأهلي وسينما الأندلس وسينما أمير ,

وفى عام 1970 تم انشاء شركة قطر للسينما وتوزيع الأفلام.كشركة مساهمة قطرية ووقد صدر مرسوم اميرى يعطى الشركة الحق فى استيراد وتوزيع الافلام واقامة وادارة دور العرض وقامت الشركة بناء على ذلك بشراء كل دور العرض الموجودة فى الدولة وشرعت فى عام 1976 فى انشاء اول دارى عرض مكيفيتين ومجهزتين باحدث الاجهزة هما دارا عرض الخليج والدوحة وتولت سينما الخليج عرض الالافلام الاميركية والعربية فى حين تخصصت كل من سينما الدوحة وسينما امير فى عرض الافلام الهندية . .

.. وكانت هناك فترة ركود مرت بها عروض الأفلام في فترة انتشار أجهزة العرض المنزلية الفيديو كاسيت . وفى عام 1982 تم افتتاح سينما فخمة فى ميناء ميسعيد المخصص لتصدير البترول وقد تعرضت هذة السينما الى الحرق عام 1990 الامر الى ادى الى اغلاقها ثم هدمها مؤخرا . ومنذ عام 1988 ومع ظهور اول مجمع تجارى كبير فى مدينة الدوحة وهو مجمع المول قامت الشركة بانشاء اول مجمع دور عرض سينمائى ( سينى بليكس ) والذى يضم ثلاث صالات وتضم كل واحدة 126 مقعدا وهى دور عرض مجهزة باحدث التجهيزات , وبعد ذلك ببضع سنوات تم افتتاح المجمع الثانى لدور العرض فى مجمع لاندمارك التجاري والذى ضم ايضا ثلاث شاشات زلااقت هذة المجمعات رواجا واقبالا كبيرا من الجمهور القطرى والعربي والاجنبى .

وفى عام 2005 قامت شركة البحرين للسينما بتجهيز مجمع لدور العرض فى احدث المجمعات التجارية فى قطر وهو مجمع اليستى سنتر ويضم هذا المجمع 14 شاشة عرض بسعة اجمالية 2200 كقعد ثم قامت شركة للسينما بافتتاح مجمع سينمائى حديث تحت اسم سينما بلاس يضم ثلاث شاشات .

وكان هذا عن تارخ المشاهدة والعرض , وبالنسبة لتعرف قطر على السينما من الناحية الانتاجية فيمكن الاشارة الى محاولة الانجليزى رود باكستر انجاز فيلم تسجيلى بعنوان ( قطر ) عام , 1960ويصور الفيلم الغوص وصيداللؤلؤ و وبدايات نهضة قطر بعد اكتشاف النفط , ويعتبر فيلم ( الشراع الحزين ) الذى انتجه تلفزيون قطر عام 1967 ومدته 62 دقيقة اول محاولة حقيقية لانتاج فيلم روائى من اخراج المصرى محمد نبيه ومن بطولة على حسن وامينة محمد . وبعد ان اسس مجلس التعاون الخليجى مركز التدريب الاذاعى والتلفزيونى لدول الخليج العربية , قام عدد من الدارسين فى المعهد بانتاج فيلم ( حارس الفنار ) تحت اشراف كمال ابو العلا وفهمى عبد الحميد . وقد اشترك فيه عدد من الفنانين الخليجين منهم غافل فاضل وعامر الزهير وعبد الحسن مصطفى وحسن البريك واحمد الشيبانى وعلى الحاوى وخليفة المناعى وعبداللة ميرزا .

وفى عام 1981 تم انشاء وحدة للافلام التسجيلية والقصيرة تابعة لتلفزيون قطر واشرف عليها المخرج الراحل اسماعيل خالد , وهو اول خريج قطرى درس السينما فى معهد السينما بجمهورية مصر العربية وتخرج منه عام 1978 وقد قامت هذة الوحدة بانتاج عدد من الافلام التسجيلية مثل فيلم ( الغوص ) من اخراج ابراهيم الصباغ , كما قام تلفزيون قطر بانتاج فيلم تلفزيونى روائى طويل وهو فيلم ( دانة ) من اخراج ابراهيم الصباغ وبطولة وداد عبد اللطيف وسعد بورشيد , وقد فاز هذا الفيلم بجائزة افضل فى مهرجان قرطاج للتلفزيون عام 1982 . كما قام تلفزيون قطر بانتاج فيلم تلفزيونى تسجيلى بعنوان ( طعم السنين ) , من اخراج عبد اللطيف زكى . وقد شهدت قطر فى السنوات الاخيرة عودة النشاط لانتاج الافلام الوثائقية الروائية القصيرة , وقد انجز خليفة المريحى فيلمين روائيين قصيرين هما ( البالونات البيضاء ) و( الموعد ) عام , 1998 ثم الفيلم الروائى القصير ( الارض ) كفيلم تخرج من معهد السينما فى الولايات المتحدة الاميركيةعام 2000. كما انجز حافظ على الفيلم الروائى القصير ( سائق الاجرة ) والذى تدور احداثه عن احوال العرب المغتربين بعد احداث 11 سبتمبر . وكيفية تعاملهم مع الاحداث . وقد عرض الفيلم فى العديد من المهرجانات السينائة العالمية . وبعدعودة الدارسيين

للسينما من ابناء قطر من الخارج نجحوا الى حد كبير فى خلق بداية جديدة لحركة انتاج افلام نشطة فقدم خليفة المريحى افلاما تسجيلية مثل ( نقطة قوة ) و( النهاية ) و ( خيوط تحت الرمال ) و( سوق واجف ) وقدم حافظ على ( عودة المها ) و( عبق

الظلال ) والفيلم الاخير تدور احداثه عن كيفية تعرف المجتمع القطرى على السينما وتسلسل تطورها وبيان علاقة المواطن القطرى بالسينما . وقدم مشعل الكبيسى ( الجساسية ) ومحمد البدر ( العرس القطري ) وقد شاركت معظم هذة الافلام فى عدد من المهرجانات السينمائية الاقليمية والعربية والعاليمة , وفاز بعضها بجوائز وقد

اتاح المنتدى القطري للسينما الذى قدم عروضه عام 2006 قبل ان يتوقف لصناع هذة الافلام فرصة عرضها على الجمهور ومناقشتها مع بعض النقاد والمهتمين .

وبجانب هذة الحركة الفيلمية النشطة , تقوم اكثر من جهة وهيئة فى قطر بانتاج افلام وثائقية وروائية قصيرة مثل قناة الحزيرة الوثائقية .

وتنفذ قناة الجزيرة للاطفال حاليا مشروعا فيلميا طموحا حيث تعاقدت مع سبعة مخرجين عرب على انتاج سبعة افلام تتناول الطفولة فى بلد المخرج , والمخرجون هم . السورى محمد ملص الكندى من اصل فلسطينى ايزادور مسلم وبرهان علوية من لبنان واحمد راشدى من الجزائر ونورى بوزيد من تونس ومحمد بن اسماعيل من المغرب واسامة فوزى من مصر , كما قامت قناة الجزيرة للاطفال ايضا بانتاج فيلم ( الكر نكعوة ) من اخراج حافظ على , عن العادات الشعبية والعاب الاطفال فى شهر رمضان .

ويعتبر فيلم ( عقارب الساعة) علامة فارقة في تاريخ السينما القطرية , وهو أول فيلم سينمائي روائي طويل بتوقيع قطري 100%

ويمثل هذا الفيلم باكورة إنتاج وزارة الثقافة والفنون والتراث، حيث يقوم ببطولته عدد من الفنانين القطريين منهم علي حسن، علي ميرزا، عبدالله حامد، ميساء مغربي، ناصر المؤمن، وضيف الشرف عبدالله غيفان، وآخرين والإخراج للفنان القطري خليفة المريخي والسيناريو والحوار للمخرج المريخي والكاتب البحريني عبدالله السعداوي، كما تم الاستعانة بخبراء من هوليوود وكندا والهند في مجال المؤثرات ومشاهد العاصفة التي تم تصويرها في تايلاند , إلا أن كل مشاهد الفيلم صُورت في الدوحة منها سوق واقف , ومدينة الوكرة , ومنطقة الجميل بالشمال حيث تم ترميم البيوت القديمة في هذه المنطقة لتتناسب مع الواقع التاريخي للمرحلة التي

يتحدث عنها الفيلم والتي تجمع ما بين الأسطورةوالتراث لفترة تعود إلى مائة عام مضت , و يستقي الفيلم أحداثه من التراث القطري والخليجي بشكل عام ويحتوي على الكثير من الأساطير والحكايات الشعبية التي يدور معظمها حول عالم البحر وتراثه وفنونه، وهو انعكاس لحقبة غنية من التاريخ اعتمد فيها سكان هذه المناطق على الغوص وتجارة اللؤلؤ، وأنتجت هذه التجارب تراثاً إبداعياً ساحراً انعكس أيضاً في الفنون الغنائية والموسيقية التي تنتمي إلى ما تعارف على تسميته بأغاني العمل ومن بين هذه الفنون "النهمة" و"الفجري" .

يمكن القول ان ( عقارب الساعة ) كان فرصة اكتشف خلالها المتفرج جانبا من الحياة في منطقة الخليج، وجانبا من تراثها، سيما من خلال اللباس والموسيقى، تلك الموسيقى التي كان لها الدور البالغ في إعجاب الجمهور بالفيلم، على اعتبار أنها أضفت لمسة امتزجت باللوحات البصرية التي عرف المخرج كيف يقدمها وعرف كيف يوظف كل عناصر الفيلم ليوصل رسالته ، إذ جاء الفيلم بمثابة الدعوة للاحتفاء بالذاكرة الجماعية عبر الزمن، وهي دعوة صريحة من المخرج للحفاظ على التراث والتشبث به، لأنه في نهاية المطاف خلاصة تجارب وسنين وحكمة الآباء·

ويعتبر فيلم "الطرد" من اخراج احمد الباكر أول عمل سينمائي قطري خليجي بنظام الأبعاد الثلاثية، أتاحت له مؤسسة الدوحة للأفلام ان يكون من بين مجموعة من كبار الفنانين وصناع السينما مع مبادرة تيد اكس التي قدمت مجموعة من المناقشات والحوارات ضمن فعاليات مهرجان الدوحة ترايبيكا في نسخته الثانية، ، ويؤكد الباكر أن الدوحة ترايبيكا ومؤسسة الدوحة للأفلام من شأنهما أن يدعما المجال السينمائي في قطر وأن يسهما في جلب أكبر عدد ممكن من الأعمال الفنية والفنانين وصناع السينما حول العالم،و يوصى الشباب القطريين ممن يمتلكون الموهبة والإبداع والقدرة الجادة على العمل السينمائي ان يتواصلوا مع مؤسسة

الدوحة للأفلام التي لن تدخر جهدا في توفير الدعم المطلوب لهم ومساعدتهم بتبني أعمالهم أو توفير التدريب الكافي له .

وتسعى مؤسسة الدوحة للأفلام الى مد يد العون والمساعدة للشباب القطري الموهوب والراغب في دخول المجال الفني بشكل أكاديمى متخصص خاصة من هم بعيدون عن الشركات المتخصصة في الإنتاج , وفى نفس الوقت لديهم اهتمام كبير بتدريب الراغبين في العمل السينمائي والعمل على تقديم أعمالهم للنوروقرار مهرجان ترايبكا عرض ثمانية أفلام مدة كل منها عشر دقائق لطلاب المؤسسة يشكل لهم دافعا قويا وعونا هاما على طريق العمل السينمائي.

وتوفر مؤسسة الدوحة للافلام للراغبين في العمل جميع المعدات وتمويل كامل على مدار العام للأفكار وبشرط أن تكون هذه الأعمال صالحة لتنفيذ فكرتها ليتم ترجمتها الى عمل فني كما توفر المؤسسة تعليم الراغبين في التخصص في فن أو لون معين من الألوان أو الفنون السينمائية وتقوم بعمل أفلام قصيرة يمكن عرضها في أحد أنواع العروض التي تقدم خلال مهرجان ترايبكا وهم لا يرتبطون بسن معينة متى توافر في المتقدم شرط الموهبة الحقيقية والرغبة الجادة في مواصلة العمل.



السينما فى المملكة العربية السعودية

خطوة الى الخلف . خطوة الى الامام .

فصل من كتاب ( اضواء على السينما فى دول مجلس التعاون الخليجي )

السفارات الأجنبية في المملكة كانت أول من فتح أبوابها لمشاهدة الأفلام السينمائية لمحبي السينما من أبناء الشعب السعودي، ومن تلك السفارات النيجيرية والإيطالية.

وكان من ضمن دور السينما البدائية في مدينة جدة سينما (باب شريف)، وسينما (أبو صفية) في حي الهنداوية. وقد بينت إحصائية تقديرية وجود ما يزيد على (50) دار عرض منتشرة في المدن السعودبة فترة الستينيات، وكان لمدينة جدة 25 دار عرض سينمائي في أحياء متعددة في العمارية والصحيفة (7 دور عرض) فيما توزعت بقية دور العرض على أحياء الكندرة والبغدادية والرويس والثعالبة وكيلو 2 وغيرها من أحياء جدة القديمة.

وفي مدينة الطائف: اشتهرت (سينما عكاظ) التي كانت تتوسط الشارع الفرعي من شارع أبي بكر الصديق، و (سينما المنجب) في حي شهار، و (سينما المسبح) في حي البخارية، وكانت تعرض أفلاماً عربية وأجنبية بتذكرة لا تتجاوز قيمتها آنذاك ريالين.

وكان في مدينة الطائف أيضا دار سينما حقيقية ومتكاملة تابعة للنادي العسكري في المدينة ولكن لم يكتب لهذه الدار أن تعيش طويلاً، فقد تم حرقها بعد أن قدمت التسلية لأبناء المدينة مدة أربع سنوات. ولا يعلم أحد إلى اليوم ما السبب الحقيقي وراء حرقها بحسب ما قاله خالد ربيع أحد أهم مؤرخي وراصدي السينما في المملكة العربية السعودية.

وفي الرياض كانت الأندية الرياضية في العاصمة تحتضن دور سينما مخصصة للشباب، وكانت تعرض أفلاماً عربية وأجنبية فيما كان حي المربع الشهير يضم أكبر مجمع لتأجير ماكينات العروض السينمائية مع أحدث الأفلام، وكان الناس يستأجرون هذه الماكينات لمشاهدة الأفلام في منازلهم.

أما في المنطقة الشرقية فقد حرصت شركة أرامكو على تخصيص صالات عرض سينمائية لموظفيها الغربيين وذلك لتعرض لهم آخر إنتاجات هوليوود، وعملت على إنشاء أستوديو سينمائي في المنطقة لتنتج عددا من الأفلام السينمائية ذات 8 ملم

بطاقم هوليودي محترف وقد أنتجت في ذلك الوقت العديد من الأفلام التوعوية والوثائقية وبرعاية ملكية كريمه من الملك عبد العزيز وابنه الملك سعود.

وقد شهدت الستينيات والسبعينيات عموما عروض أفلام سينمائية في بعض النوادي الرياضية والصالات الخاصة في الرياض وجدة والظهران.

وكان نادي "الهلال الرياضي" يعرض فيلماً كل أسبوع. وعند الحديث عن بدايات العروض السينمائية في المملكة من المهم الإشارة إلى جهود عائلة جمجوم في هذا المجال ففي لقاء أجراه صالح العمودي في جريدة المدينة السعودية مع الشيخ عبدالعزيز جمجوم قال: (عائلة الجمجوم هي أول من أدخل السينما إلى المملكة منذ الستينيات في القرن الميلادي الماضي، وقد تعرضت العائلة في سبيل ذلك إلى صعوبات عديدة في هذا الوقت المبكر وصلت إلى حد التوقيف في السجن، كما وجدت معارضة شديدة أيضا من داخلها بسبب هذا النشاط لاسيما من الشيخ أحمد صلاح جمجوم.. وفي 1962م، دخلت المجال التجاري فأسست مع أخي فؤاد جمجوم دار سينما الجمجوم بحارة الجماجمة في البغدادية بهدف تثقيف المجتمع وخاصة الشباب من خلال ما يشاهدونه من أفلام عربية وأجنبية وليس الربح المالي فكنا نستورد الأفلام الهادفة ونقدمها للإذاعة والتليفزيون لمراقبتها أولا قبل عرضها. وكنت أقوم بالأعمال التفاوضية والمحاسبية الخاصة بنشاط (سينما الجمجوم) سواء مع منتجي وموزعي الأفلام أو بالنسبة لتحصيل إيرادات العرض اليومي.. وكنت حينها موظفاً في مصلحة الزكاة والدخل وأملك خبرة محاسبية جيدة. وتعتبر سينما الجمجوم أول دار سينما في المملكة ومن بعدها تم افتتاح أحواش أخرى للسينما، وقمنا بفتح فروع لنا في بعض أحياء جدة حيث كنا نستأجر الموقع للشخص ونقدم له الأفلام لعرضها تحت إشرافه ومتابعته ونأخذ حصتنا من الإيرادات , وتختلف أسعار التذاكر بين حوش وآخر فتذكرة سينما الجمجوم في البغدادية بمبلغ عشرة ريالات، بينما سعر تذكرة حوش في باب شريف أو البخارية ثلاثة ريالات وذلك حسب تفاوت مستوى المعيشة في كل حارة. وفي بعض الأحيان يأتي رجال الهيئة للوقوف على ما يتم عرضه في أحواش السينما في حالة قيام شخص ما بالوشاية أو تقديم بلاغ كيدي يفيد بوجود أفلام إباحية.. وعندما يجدون أن الأفلام المعروضة هي التي تم فحصها رقابياً ينتهي الأمر عند هذا الحد ونواصل العرض. والحقيقة أنني أستغرب ما تنشره وسائل الإعلام الحالية عندما تذكر أن سمو الأمير الوليد بن طلال هو أول من أدخل السينما إلى المملكة والحقيقة أننا نحن آل جمجوم أول من أدخل هذا النشاط قبل أكثر من أربعين عاماً. ويواصل الشيخ عبدالعزيز جمجوم: نحن من جانبنا كنا نؤمن بأن

في السينما جوانب إيجابية وأخرى سلبية وكنا نحاول توضيح وجهة نظرنا لأفراد الأسرة. وكنا نشعر من خلال نشاطنا في عروض السينما أننا نقوم بدور ترفيهي في المجتمع ونساهم في معالجة بعض الظواهر السلبية التي كانت تسيطر على بعض الشباب كإدمان المخدرات وغيرها.. بل كنا نحاول توسيع قاعدة الإفادة من الثقافة المكتسبة عبر الأفلام بأن خصصنا في دار العرض يوما للعائلات كل أسبوع داخل صالة مغلقة ومكيفة الهواء، وأقسم بالله العظيم أننا لم نشاهد أو نقف على أية مشكلة طوال تلك العروض العائلية فالجميع منضبط ويشاهد الأفلام بهدوء ويغادر الصالة دون مشاكل وكنا نخفض أسعار تذكرة الدخول في يوم العائلات ليصبح خمسة ريالات بدلا من عشرة وكانت العروض تبدأ في الساعة السابعة مساء ثم جعلناها بناء على طلب العائلات الساعة التاسعة ليلا).

لكن في حديثه يبدو أن الشيخ عبدالعزيز لم يتعرض لبعض جوانب المشهد السينمائي خلال فترة الخمسينيات والستينيات والسبعينيات فلم تكن تحظى جميع العروض وصالاتها بتأييد رسمي، ولم تقدم وزارة الإعلام الصفة الرسمية لتلك الصالات والعروض السينمائية، وكان رجال الحسبة يطاردون صالات العرض السينمائي ويعملون على إغلاقها واعتقال أصحابها؛ لذا كان القائمون على العرض السينمائي يكلفون أحد الصبية لمراقبة الطريق المؤدي إلى السينما لحماية قاعات العرض من مداهمات رجال الحسبة والتحذير قبيل قدومهم، كما كان القائمون على العروض يقومون بنصب أجهزتهم في منزل وإعلاء الشاشات في فناء منزل آخر استعدادا لمداهمات رجال الحسبة وعدم تمكينهم من مصادرة الأجهزة أو اكتشاف مواقعها حيث تمكنوا من إغلاقها تماما في أواخر القرن الهجري الماضي.

وعلى مستوى الإنتاج يمكن القول إن السينما السعودية بدأت أولى خطواتها في 1976 عندما تم إنجاز أول فيلم سعودي بعنوان (تطوير مدينة الرياض) من إخراج عبدالله المحيسن الذي أعقبه بـ "اغتيال مدينة" ٧٧٩١ والذي تناول فيه قصة اغتيال مدينة بيروت والدمار الذي لحقها جراء الحرب الأهلية.

وفي السنوات اللاحقة، تم إقفال دور العرض السينمائية في كل مدن المملكة، وأقفلت السفارات أبوابها وأصبحت فكرة تصوير فيلم في نظر العديد من المتدينين في المجتمع، "جريمة أخلاقية" لا يسامح عليها الإسلام.

وفي فترة الثمانينيات تم إنتاج بعض الأفلام لعبدالله المحيسن. وشهدت نهاية الثمانينيات إنتاج فيلم فيديو تليفزيوني يرى خالد ربيع أنه علامة بارزة في الإعلام السعودي، ألا وهو فيلم "حمود ومحيميد" الذي قام ببطولته كل من عبدالله السدحان وناصر القصبي وكان نقطة الانطلاق لهذين الشابين نحو النجومية.

وفي العام 2003 أخرجت السعودية هيفاء المنصورالفيلم القصير "من؟" الذي يعتبر إلى حد كبير بداية الموجة الشبابية للسينما في السعودية. تلك الموجة التي قدمت للسينما السعودية أكثر من 50 فيلما حتى العام 2007 كما يذكر خالد ربيع في كتابه الثاني (فيلموغرافيا السينما السعودية من 2003 حتى 2007).

وفي 2006 م أسس المخرج السينمائي ممدوح سالم أول مهرجان سينمائي في السعودية وذلك بمسمى (مهرجان جدة للعروض المرئية) والذي تغير مسماه إلى (مهرجان جدة للأفلام) وقدم من خلاله مجموعة من الأفلام السعودية والخليجية والعالمية.ذات فكر ثقافي ورؤية فنية راقية تتناسب مع العادات والتقاليد الإسلامية، ويقدم المهرجان بشكل سنوي، وقد سجل المهرجان تاريخيا كأبرز حدث ثقافي على الساحة العربية استنادا إلى المرصد الذي قدمه تقرير مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء المصري في رصده لأبرز الأحداث التي شهدها الإقليم العربي، حيث اعتبر التقرير أن إقامة أول مهرجان سينمائي بالمملكة تحت عنوان (مهرجان جدة الأول للعروض المرئية) من أبرز الأحداث الثقافية والاجتماعية للعام٦٠٠٢، ويُقام المهرجان بشكل سنوي في شهر يوليو حيث يُعنى المهرجان بالاحتفال والاحتفاء بالأعمال الإبداعية المتميزة على مستوى الأفلام السعودية والخليجية لتصبح مدينة جدة محطّة يتجه إليها المجتمع الخليجي , وذلك لتطوير وترسيخ الثقافة المحلية والخليجية، ومنح الفرص أمام المبدعين الشباب لعرض أفلامهم، وتطوير مشاريعهم المستقبلية.

وفي 2007م تم تقديم الدورة الثانية للمهرجان وقد شملت مسابقة لعروض الأفلام السعودية بعنوان (مسابقة الأفلام السعودية)، وفي عامه الثالث 2008 م تحولت المسابقة لمسماها الحقيقي (مهرجان جدة للأفلام) وقد بلغ عدد الأفلام المعروضة 70فيلما، مابين روائي قصير ووثائقي وتحريك من السعودية والخليج واليابان وبعض الدول الأوروبية، وشهد المهرجان حضورا جماهيريا كبيراً تفاعل مع العروض بشكل إيجابي، وذهبت جائزة أفضل فيلم روائي لـ »بقايا طعام« فيما ذهبت جائزة أفضل إخراج ومونتاج لماجد الربيعان عن فيلميه (توهان) و( حالة لمس).

ويعد فيلم موسى آل ثنيان (بقايا طعام) بعد حصوله على جميع جوائز المهرجانات التي شارك فيها أكثر فيلم سعودي نيلا للجوائز، كما أن فيلم عبدالله آل عياف »مطر« يعد أكثر فيلم سعودي شارك في مهرجانات سينمائية خارجية كبيرة مثل مهرجاني بيروت ودبي.

وفي 2009 م توقف المهرجان من قبل وزارة الداخلية السعودية قبل افتتاحه بيوم واحد وذلك نتيجة ضغوطات من علماء الدين الذين أوصوا مفتي السعودية بإصدار فتوى شرعية تقضي بتحريم السينما والمهرجانات السينمائية.

ويذكر لممدوح سالم من خلال شركته المهتمة بالإنتاج والتوزيع الصوتي والمرئي إنشاء مكتبة مرئية تحتضن ما يزيد على (100) فيلم سعودي وتضم المكتبة (60) فيلما روائيا، و(30) فيلما وثائقيا، و(12) فيلما كرتونيا، كما تحتضن المكتبة التي تعد الأولى من نوعها في السعودية إنتاج الأفلام السعودية على مدار عدة أعوام وركزت الشركة في احتضانها للمكتبة المرئية على الأفلام السعودية بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الأفلام الخليجية والأجنبية حيث أخذت الشركة على عاتقها هذا المشروع الثقافي الحضاري بعد أن أنهت مهرجان جدة الثالث للأفلام 2008 والذي حظي بنجاح كبير ومتابعة إعلامية محلية وعربية وعالمية بصفته أول مهرجان سينمائي في السعودية.

وتهدف المكتبة المرئية إلى حفظ وأرشفة الإنتاج السينمائي السعودي كمهمة وطنية ثقافية ومشروع حضاري من شأنه أن يسهم في توثيق البيئة السعودية والموروث المحلي، وحفظ الأرشيف السينمائي الوطني من خلال تصنيف وتبويب الأفلام كوثائق تسجيلية تلقي الضوء على حياة الإنسان السعودي بقيمه وتقاليده من منطلق حفظ التراث وسهولة تداوله والاستعانة به عند الحاجة. ومن المهم الإشارة إلى أن العام ٨٠٠٢، شهد طفرة سينمائية سعودية نظرا لحجم الأفلام المنتجة التي بلغت 27 فيلما.

إضافة إلى إقامة مسابقة (أفلام سعودية 2008) في الدمام، بتنظيم من جمعية الثقافة والفنون، ونادي الشرقية الأدبي، والمسابقة من الفعاليات السينمائية التي حظيت بدعم رسمي، وافتتحها وزير الثقافة والإعلام السابق إياد مدني، وعرض خلالها 34 فيلماً، من إنتاج مخرجين سعوديين. كما شهدت تكريم الدكتور حسن الغانم، كأول ممثل سعودي، ظهر في فيلم سينمائي من إنتاج شركة »أرامكو« 1950، وحمل عنوان »الذباب عدو الإنسان«.

وجاءت جوائز المسابقة كالتالي: النخلة الذهبية من نصيب موسى آل ثنيان عن فيلمه »بقايا طعام« والفضية لعبدالله آل عياف عن »مطر« والبرونزية لبدر الحمود عن »بلا غمد«، وبلغ عدد الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية أربعة وثلاثين فيلما. وانعقدت الدورة الأولى من المهرجان في الفترة من 20مايو إلى 24منه ٨٠٠٢، ومن بين تلك الأفلام التي أنتجت 2008 "الحصن" للمخرج فيصل العتيبي، وفيلم "الصمت" للمخرج توفيق الزايدي، وفيلم "أصيل" للمخرج فيصل الحربي، وفيلم "مجرد كلمة" للمخرج سمير عارف، وفيلم "مطر" للمخرج عبد الله العياف، والفيلم الكارتوني »مغامرات نمول« للمخرج محمد العبيد، إضافة لعشرات الأفلام القصيرة التي جذبت عددا كبيرا من المخرجين.

ومنذ فترة طويلة والشباب السعوديون المعنيون بصناعة الأفلام قد وجدوا في المهرجانات والمسابقات السينمائية التي تقام في دولة الإمارات العربية المتحدة فرصة مهمة لعرض أعمالهم والتواصل مع نظرائهم في الخليج العربي، والإفادة من مثل هذه التجمعات والفعاليات السينمائية. بداية مع مسابقة أفلام الإمارات التي تقام في أبوظبي وانتهاء بالمهرجان الأهم من نوعه وهو مهرجان الخليج السينمائي في دبي.

إلا أن مهرجان الخليج في دورته الثانية،، شهد المشاركة الأفضل للأفلام السعودية على مستوى الكم والكيف، حيث حققت السينما السعودية تفوقا ملحوظا حينما حصدت خمس جوائز متنوعة، حين فاز فيلم "الانتقام" لوليد عثمان بالجائزة الثانية في فرع الأفلام الروائية الطويلة. كما نال فيلم "شروق/غروب" لمحمد الظاهري الجائزة الثالثة في فرع الأفلام الروائية القصيرة. فضلا عن إشادة خاصة خاص من مهرجان الفيلم العربي في روتردام لجرأته في الكشف عن التابوهات في العالم العربي ثم الجائزة الفضية "الثانية" في مهرجان بيروت السينمائي وكما حصل في ديسمبر 2009 على تنويه خاص من مسابقة المهر العربي للأفلام القصيرة.

ونال فيلم »الحصن« لفيصل العتيبي الجائزة الثالثة في فرع الأفلام الوثائقية. كما فاز في قسم أفلام الطلبة فيلم "بدري " لأنجي مكي بالجائزة الثالثة، وحاز فيلم الرسوم "بي جي" لمحمد التميمي جائزة لجنة التحكيم الخاصة عن فرع الطلبة.

فضلا عن حصول مجموعة تلاشي السينمائية على شهادة تقدير من لجنة التحكيم في المهرجان لدورها في إنشاء سينما مستقلة.

وقد شاركت السعودية في هذه الدورة من مهرجان الخليج بعشرين فيلما، كثاني أعلى مشاركة في المهرجان، من بينها فيلمان روائيان طويلان، هما (القرية المنسية) و(صباح الليل).

وفي شهر مايو أيضا، استحدثت جمعية الثقافة والفنون بالأحساء، من خلال اللجنة المسرحية في الجمعية مسابقة سينمائية تحت مسمى (مهرجان الأفلام القصيرة للهواة) وانتزع الجائزة الأولى فيه، والتي كانت تحت اسم (العرض المتكامل) فيلم (بقايا طعام).

ولم تكن كثرة المهرجانات السينمائية هي السمة الوحيدة للعام 2008، بل شملت أيضا إنتاج أربعة أفلام سعودية طويلة، (وادي الأرواح) و(القرية المنسية) المرعبين، و(صباح الليل) و(مناحي) الكوميديين، والأخيران تم عرضهما تجارياً في أكثر من مناسبة.

وكانت روتانا للصوتيات والمرئيات، بالتعاون مع شركتي "رواد ميديا" و"الكوثر"، أطلقت عروضها السينمائية في جدة والطائف، لفيلم "مناحي" العام 2009، بحفل افتتاح رسمي ثاني أيام عيد الأضحى (9 من ديسمبر)، على مسرح مركز الملك عبدالعزيز الثقافي في أبرق الرغامة - جدة، في سابقة هي الأولى من نوعها في السعودية، إذ إن الفيلم عُرض لتسعة أيام متتالية , بواقع ثمانية عروض يومية، كحد أقصى، موزعة بين جدة والطائف. ويأتي هذا الحدث بعد غياب للسينما في السعودية دام أكثر من 35 عاماً. هذا إضافة إلى عرضه في بعض دول الخليج، وفي القاهرة والإسكندرية كسابقة أيضاً تتمثل في عرض فيلم خليجي في مصر.

وتجاوز عدد الجمهور الذي حضر العروض في جدة والطائف25 ألف مشاهد، بلغ عدد النساء منهم نحو 9 آلاف مشاهدة. وبرغم الزحام الشديد وتراوح أعمار معظم المشاهدين بين الـ 18 والـ 28 عاماً، فإن أيام العروض الـ 10 لم تسجل أية حالة غير حضارية.

ويذكر أن الأمير الوليد قدم لضيوفه التهنئة على النجاح الكبير الذي حظي به الفيلم، وعبر عن فخره بالمساهمة في كتابة "تاريخ السينما السعودي"، وتحديداً بعد عرض الفيلم في السعودية في سابقة هي الأولى من نوعها، بعد غياب للسينما في المملكة دام أكثر من 35 عاماً. وقال الأمير الوليد: "سندعم السينما السعودية على كل المستويات، وسنوفر العناصر اللازمة لنجاحها واستمراريتها، في حدود الضوابط الشرعية والقانونية المتبعة في المملكة، وفي ظل الشريعة الإسلامية السمحة". وأضاف الأمير الوليد: "إن إطلاق عروض سينمائية رسمية في المملكة العربية السعودية، هو امتداد لخطواتنا في تبني إنتاج الأفلام المحلية ورعاية مهرجان جدة السينمائي.

وشدد الأمير الوليد على: (ضرورة الإفادة من الكوادر السعودية وتدريبها، حتى نعتمد عليها في المستقبل القريب لإنتاج فيلم سعودي مائة في المائة).

ولم يجد المصورون والمخرجون السينمائيون السعوديون صعوبة في توقف نشاطهم لتصوير وإنتاج أفلام سينمائية عالية الجودة وباحترافية عالية، في ظل عدم تواجد دور عرض بالسعودية، فتواجد الشبكات الاجتماعية والثورة التقنية الحديثة في تقنيات عرض الوسائط المتعددة على الإنترنت، وبجودة عالية وبتكلفة أقل، جعلت الغالبية تفضل إنتاج مثل هذه الأفلام، وعرضها عليها، فضلا عن ارتفاع سقف الحرية فيما يطرح.

وتنوعت المجالات التي تعرضها الأفلام السعودية القصيرة على القنوات الشخصية لأصحابها على الـ(يوتيوب) والـ(فيميو)، من أفلام وثائقية تلخص حياة البعض ومواقفهم، وأفلام سينمائية لها أبعاد اجتماعية، وكذلك كوميدية، وأفلام ذات طابع خاص، كالمختصة بمطالب معينة، كالتي كان لها الصدى الأوسع في المجتمع السعودي على الإنترنت.

وتصنف الأفلام السعودية للعام 2009 م على النحو التالي:

عدد الأفلام الروائية الطويلة (3) وهي: فيلم (الانتقام) للمخرج الشاب وليد عثمان، وفيلم (عيون بلا نوم) لقناة المجد الفضائية، وفيلم (شجون) للمخرج أحمد الحسن، فيما بلغ عدد الأفلام الروائية القصيرة (45) فيلما، و(7) أفلام وثائقية، وبلغ عدد أفلام التحريك فيلمين، فيما بلغ عدد الأفلام الإعلانية التوعوية (5) أفلام.

المهرجانات والمناسبات السينمائية الدولية لسنة 2009:

شارك (46) فيلما سعوديا في (19) مهرجانا ومحفلا دوليا وعالميا منها (9) مهرجانات ومحافل عالميه في حين تمت المشاركة في (10) مهرجانات عربية، وكانت الأفلام المشاركة مع تنوع في الإنتاج منها (28) فيلما من إنتاج 2009 م في حين أن (18) فيلما من إنتاج سنوات سابقة.

وقد شاركت مجموعة من الأفلام السعودية فى العديد من المهرجانات السينمائية خلال 2009 هذه المشاركات في:

مهرجان الساقية السادس للأفلام الروائية القصيرة، الأيام الثقافية السعودية (اليمن)، مهرجان الأفلام الآسيوية الثاني بجدة، مهرجان الخليج السينمائي، مهرجان الدار البيضاء للفيلم القصير والوثائقي، مهرجان كان السينمائي، مهرجان الأفلام العربي بروتردام، مهرجان العالم للأفلام القصيرة بتورنتو (كندا)، مهرجان أحمد أباد السينمائي الدولي بالهند، مهرجان المنبر الذهبي السينمائي بروسيا، مهرجان بيروت السينمائي، مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي، مهرجان سيدات صناعة الأفلام بلوس أنجلوس (أمريكا)، مهرجان آمال السينمائي ببرشلونة (أسبانيا)، برنامج الأفلام السعودية بمكتبه الإسكندرية، مهرجان الأردن للأفلام القصيرة، مهرجان دبي السينمائي، أسبوع الفيلم الإسلامي بكوالالمبور (ماليزيا)، مهرجان القدس السينمائي الدولي.

وقد نال السينمائيون السعوديون العديد من الجوائز العام 2009 على النحو التالي:

- فاز فيلم (الانتقام) لوليد عثمان بالجائزة الثانية في فرع الأفلام الروائية الطويلة بمهرجان الخليج السينمائي الثاني.

- حقق فيلم (شروق وغروب) لمحمد الظاهري الجائزة الثالثة في فرع الأفلام الروائية القصيرة بمهرجان الخليج السينمائي الثاني.

- نال فيلم (الحصن) لفيصل العتيبي الجائزة الثالثة في فرع الأفلام الوثائقية بمهرجان الخليج السينمائي الثاني.

- فاز فيلم (بدري) لأنجي مكي بالجائزة الثالثة في قسم أفلام الطلبة بمهرجان الخليج السينمائي الثاني.

- فاز فيلم الرسوم المتحركة (بي جي) لمحمد التميمي بجائزة لجنة التحكيم الخاصة عن فرع الطلبة بمهرجان الخليج السينمائي الثاني.

- نالت (مجموعة تلاشي السينمائية) شهادة تقدير من لجنة التحكيم بمهرجان الخليج السينمائي الثاني لدورها في إنشاء سينما مستقلة.

- حصول فيلم (شروق وغروب) على تنويه خاص في مهرجان الأفلام العربية بروتردام (هولندا) لشجاعة الفيلم في الكشف عن التابوهات في العالم العربي.

- فوز الفيلم الوثائقي (الحقيقة) للمخرج أسامة الخريجي بجائزة أفضل فيلم في خدمة الإسلام في مهرجان المنبر الذهبي لسينما الدول المسلمة (روسيا).

- حقق فيلم (شروق وغروب) لمحمد الظاهري الجائزة الفضية لأفضل فيلم قصير بمهرجان بيروت السينمائي الدولي.

- منح المجلس الثقافي البريطاني المخرج السينمائي ممدوح سالم جائزة أفضل قيادي سعودي للعام 2009 م إثر دورة القيادي في دعم الثقافة السعودية محليا ودوليا.

- منح مهرجان الشرق الأوسط السينمائي (أبو ظبي) جائزة الشاشة للمخرجة السعودية هيفاء المنصور وذلك لتمويل سيناريو الفيلم الروائي الطويل (وجده).

- نال فيلم (شروق وغروب) للمخرج محمد الظاهري جائزة فيريسكي (الاتحاد الدولي للنقاد السينمائيين) لأفضل فيلم قصير في قسم المهر العربي بمهرجان دبي السينمائي وذلك لبساطة ومتانة شكل الفيلم وشجاعته في ملامسة المشاكل الخفية التي يواجهها طفل في المجتمع، بالإضافة لحصوله على تنويه خاص من مسابقة المهر العربي للأفلام القصيرة.

- نال فيلم (ظلال الصمت) للمخرج عبد الله المحيسن جائزة الزيتونة الذهبية للجنة التحكيم بمهرجان القدس السينمائي.

المخرج السعودي عبدالله آل عياف الفائز بالمركز الأول لأفضل فيلم قصير (عايش) في مهرجان (أبو ظبي السينمائي 2010)وعن تقييمه للتجارب الفيلمية السعودية التي تعرض على الأنترنت، يقول : ( لا أعتقد أن الأمر مربوط بدور عرض سينمائية، فغالب المحتوى الموجود من تلك التجارب التي توضع على الإنترنت ليس سينمائيا أصلا، ولم يصنع ليناسب صالات سينما، بل هو تجارب إبداعية وإسكتشات بعضها مميز جدا، لكنها لا تصلح لأن تشاهد في قاعات خاصة يدفع الجمهور المال لمشاهدتها، بل صنعت لأجل المشاهدة السريعة للتعبير عن فكرة خاطفة أو مشهد ظريف أو رؤية ما، كما أن وجود صالات سينما في معظم دول العالم، لم يقلل من ظهور هذه النوعية من الأعمال في تلك الدول، أي أن الأمر ليس مرتبطا مباشرة بغياب الدور..)

وجدير بالذكر أن عبدالله آل عياف مهندس، وكاتب، ومخرج سينمائي سعودي. أخرج أربعة أفلام حتى الآن هي التسجيلي (السينما 500 كم) 2006 وهو الحائز على النخلة الذهبية لأفضل فيلم تسجيلي بمسابقة أفلام السعودية 2008، ويتناول قضية منع صالات السينما في المملكة العربية السعودية، وفيلم روائي قصير مدته 19 دقيقة بعنوان (إطار) وحصل فيه على جائزة لجنة التحكيم الخاصة لمسابقة أفلام من الإمارات العام 2007، و فيلم (مطر) ومدته 23دقيقة الحائز على النخلة الفضية بمسابقة أفلام السعودية. وأخيرا فيلم (عايش ) العام 2010. وهذه الأفلام عرضت في العديد من المهرجانات والتظاهرات السينمائية في الإمارات ومصر وفرنسا ولبنان وهولندا والولايات المتحدة الأمريكية والهند وإيران.

لكن عبدالمجيد الكناني الممثل والسنياريست له رأي آخرغير رأي العياف فهو يرى الأفلام السعودية القصيرة، لم تتعد مرحلة التجارب، لكنها ارتقت للاحترافية، وأصبحت رقما صعبا في المهرجانات السينمائية الخليجية والعربية، كون الفيلم القصير صناعة وفنا قائما بذاته، تكمن فيه المتعة في تكثيف الفكرة عبر وقت قصير.

ومع ذكر الواقع السينمائى فى المملكة العربية السعودية لابد من الإشارة إلى مجموعة (تلاشي) السينمائية كإحدى أهم المجموعات السينمائية الملفتة للنظر في السعودية والخليج، حينما تقدمت للمسابقة في مهرجان الخليج في دورته الثانية بسبعةأفلام، خمسة منها ضمن المسابقة الرسمية وهو مايشكل نصف الأفلام السعودية المشاركة رسميا في المهرجان.

إلا أن الأمر لم يكن يتعلق بحجم المشاركة بقدر حجم الأثر الذي خلفته هذه الأفلام والتي وصفها البعض بالجريئة في تناول القضايا والأفكار، والتجديد في طريقة طرحها ولاقت استحسان الكثير والإشادة ممن حضروا المهرجان مع ما أثارت الجدل وانتقاد الآخرين في نفس الوقت، كما يصفها فنان معروف هو السعودي عبد المحسن النمر بأنه شاهد (وقاحة في الجرأة) بحسب لقائه مع مجلة (سيدتي) ، أو ما يعبر عنها المخرج والمنتج السعودي صالح الفوزان بكونها أفلام مصادمة لا تعبر عن رؤية سينمائية بحسب لقائه في برنامج (نقطة تحول) .

لكنها في النهاية كانت عاملا مهما لإعادة الاعتبار إلى قيمة الفيلم السعودي وما يمكن أن يصنعه ويثيره وربما النجاح الكبير الذي حققه أحد أفلام المجموعة وهو (شروق/ غروب) يؤكد هذا الأمر.

وبالنسبة لواقع السينما في المملكة العربية السعودية لايرغب الكاتب السعودي رجا ساير المطيري أن يكون متشائما.. فهو يرى: (أننا مثل الطفل الصغير الذي لم ينطق بكلمته الأولى ومع ذلك يرغب في مناطحة الفلاسفة، وهذا مستحيل، ويلزمنا لكي نتجاوز مرحلة الطفولة السينمائية، أن نطّلع على مجمل السينما العالمية، وأن نتشرب تاريخ الفنون بكل أنواعها، ثم نوفر البيئة الصالحة لممارسة الصناعة السينمائية، من شركات إنتاجية داعمة، وصالات سينما، وجمهور يحرّك دورة المال. وكل هذه العوامل غير متاحة الآن ولن نتمكن من توفيرها وتأسيسها في المجتمع إلا بعد سنوات طويلة.. طويلة.

السينما الغربية لم تتفوق فجأة بل كانت ثمرة تراكمات عقود من الممارسة الفنية والعلمية والصناعية في الرسم والأدب والمسرح والموسيقى وفي العلوم الطبيعية. ولن نتمكن من اللحاق بهم إلا بعد أن نعيش نفس المراحل ونتشربها بهدوء دون قفز عليها. أي أننا بحاجة إلى عدة عقود كي نمتلك الوعي المناسب لصناعة فيلم يمكن أن يهضمه العقل العالمي.

وما دامت الأفلام السعودية تنتج حتى الآن بجهود فردية، وما دامت وزارة الثقافة والإعلام غائبة عن دعم الشباب المهتمين بالسينما، ولا تبتعثُ أحداً لدراستها بشكل أكاديمي، وما دمنا لا نمتلك صالة سينما واحدة.. فإن فكرة(سينما سعودية) ستبقى مستحيلة التحقيق. هذه الاستحالة يحولها الكاتب محمد صادق دياب إلى أمل كبير شعر به عند عرض فيلم (مناحي) وتحت عنوان (إشراقة السينما السعودية) يكتب: (لم أصدق حالي وأنا أصطحب بعض أقاربي إلى مركز الملك عبد العزيز الثقافي بجدة لمشاهدة الفيلم السينمائي السعودي (مناحي)، بعد أن ظللت أحلم بمثل هذه الخطوة سنوات طويلة، فالسينما كفن جميل بقيت غائبة عن حياتنا الثقافية عبر مجموعة من الذرائع تمكنت من إبقاء هذه النافذة الثقافية مغلقة.. كانت قاعة العرض تعج بأكثر من ألف مشاهد، وضعف هذا العدد ظل ينتظر دوره في الخارج، وفايز المالكي (مناحي) نجم الفيلم وسط إعجاب الجمهور يحتفل بنجاحه.

هؤلاء الناس الذين جاءوا من مختلف أنحاء المدينة، ومن مدن مجاورة على مدى عشرة أيام ليشهدوا الولادات الأولى للسينما السعودية عبروا بحضورهم الكثيف عن التوق لهذا الفن العظيم.. ولو رأى الذين يتحفظون على إقامة دور سينمائية في بلادنا فرحة الناس، وعفويتهم، وتلقائيتهم، وهم يتابعون أحداث الفيلم لأدركوا كيف يمكن أن نفيد من السينما هذه الأداة السحرية لإيصال الكثير من المفاهيم الثقافية والقيم الاجتماعية إلى الأجيال الشابة، فالسينما أداة من الأدوات يمكن تكييفها لخدمة مختلف غاياتنا) .

لكن ماذا تحتاج السينما في السعودية لكي تنهض؟! يجيب الكاتب خالد ربيع : ( باختصار شديد تحتاج إلى قرارات رسمية تشجع القطاع الخاص لخوض الإنتاج السينمائي بشكل احترافي، وإلى جهة رسمية داعمة في عدة نواح مثل إنشاء معاهد وأكاديميات تدرب وتعلم الشباب فنون السينما، وقبل ذلك تحتاج إلى إنشاء دور عرض مخصصة للسينما ومنح تصريحات للمستثمرين الراغبين في افتتاح دور للسينما. أيضاً تحتاج إلى إطلاق جوائز تهتم بمكونات السينما: كتابة السيناريو والإخراج، والإنتاج، والممثلين.. إلى آخره. للأسف التجارب الحالية تمثل بدايات متعثرة في نواح وجيدة في نواح أخرى، لاسيما وأنها تجارب مبتدئين وهواة تنقصهم الخبرة العملية والدراسة الأكاديمية وكل ما لديهم أنهم شاهدوا أفلاما وافتتنوا بهذا الفن الذي يعد الأهم في حياتنا المعاصرة، ولكن دائماً أقول : كثَّر الله خيرهم، وبالفعل هؤلاء الشباب ما قصروا (وعلى قد ألحفتهم مدوا أرجلهم بمجهوداتهم الذاتية)

أما المخرجة هيفاء المنصور فتقول: (تطالعنا الصحف بين الحين والآخر بخبر عن عرض لفيلم سعودي قصير في أحد الأندية الأدبية والانتقادات لهذا الفيلم أو ذاك تتلخص بأن الفيلم ركيك الصنع من حيث صياغة المفاهيم أو سذاجة الطرح واللغة السينمائية المستخدمة مفككة. في الحقيقة لا أدري إن كان علينا أن نلوم المخرجين والعاملين في تلك الأفلام أو أن نلوم الموقف الثقافي السعودي بشكل عام عندما نتحدث عن السينما. فهؤلاء المخرجون الشباب يدفعهم حبهم للدراما لإنتاج أفلام قصيرة كونها قليلة التكلفة وسهلة الصنع , ولكنهم عاجزون عن فك ألغاز التراكيب السينمائية ليصنعوا فيلما ذا قيمة حقة. وذلك عائد بالدرجة الأولى لغياب المعاهد الأكاديمية والمناخ الثقافي المشجع للفنون والافتقار للفكر الحر الناقد للحياة وتجاربها ومعانيها ودلالاتها الاجتماعية. وهؤلاء الشباب هم أبناء تلك البيئة القاحلة سينمائيا وبالتالي لن يتمكنوا بسهولة من صنع أفلام متفوقة فلا شيء يأتي من فراغ. فهل نلومهم؟! وتواصل هيفاء المنصور: (رغم الاحتفاء الجميل الذي يلف عرض تلك الأفلام من قبل المثقفين وقادة الرأي على المستوى المحلي، إلا أنه ليست هناك خطة واضحة لدعم السينما وتمكينها لكي تكون منبراً لتمثيلنا ثقافيا وحضاريا على المستوى الدولي. فنظل بانتظار ذلك المخرج الفذ الذي يستطيع قهر تصحرنا السينمائي بفيلم ناضج دون أن ندرك أن السينما تحتاج إلى رعاية وإلى بنية تحتية كي يصبح حلمنا بوجود مخرجين مؤهلين واقعا ملموسا.

لذلك ستظل السينما السعودية حلما يراود الكثيرين ولكنها لن تتمكن من المنافسة دون تكوين وعي وثقافة سينمائية ناضجة لدى الشباب المهتمين بها. ولكي نكون واقعيين وعادلين علينا أن نترفق بهؤلاء السينمائيين فهم يحاولون صنع أفلام من خلال بيئتهم ومن خلال ما مكنهم مجتمعهم من معرفة عن السينما).

وهيفاء المنصور كمخرجة سينمائية سعودية ومذيعة لها أفلام تسلط الضوء على الداخل السعودي. ولدت العام 1974 في المنطقة الشرقية، والدها الشاعر السعودي المعروف عبدالرحمن المنصور. درست الأدب الإنجليزي المقارن في الجامعة الأمريكية بالقاهرة وتخرجت 1997 لتلتحق بالعمل الوظيفي وقد كانت السينما دائما شغفاً كبيراً بالنسبة لها.. وقامت بإخراج عدة أفلام منها: من ؟ - الرحيل المر – نساء بلا ظل ) وفازت بجوائز عدة منها الخنجر الذهبي لأفضل فيلم وثائقي في مهرجان مسقط السينمائي، وتعتبر تلك الجائزة أول ذهبية في تاريخ السينما السعودية كما شاركت في العديد من المهرجانات والمؤتمرات المحلية والدولية المتعلقة بالسينما.

وغير رؤية المخرجة هيفاء المنصور عن الواقع السينمائى السعودى يرى المنتج والكاتب السعودى صالح فوزان أن المتداخلين بالنسبة لموضوع السينما السعودية ينقسمون إلى ثلاثة أقسام: الحالمون بالسينما ومميزاتها، والمعترضون عليها، وطرف ثالث متأمل متلهف لوجود سينما سعودية لكنه معترض على بعض مضامينها. وهو من سأسميه كما قال إميل حبيبي "المتشائل" وهذا الطرف المتشائل إما بحسن نية أو لا، يحاسب التجارب والولادات المتعثرة والمتعسرة للسينما والدراما السعودية، ويقارنها مع السينما والدراما العالمية، مع بعض الأفلام والدراما المتميزة من محيطنا!.

ويتابع - كسينمائي- أؤكد أنه يمكن إيجاد النموذج السينمائي الذي يجعل السينما السعودية والدراما السعودية حقيقة وغير متجنية أو مضادة لأطروحات المتفائلين والرافضين والمتشائلين والمتسائلين.

ولهذا لن تنجو السينما السعودية من هذه الثنائية التضادية، إلا بالواقعية التي تجبرها على أن تكون مرآة صادقةً لمجتمعها، وهنا سيكون المشكك بقيم أو قيام سينما سعودية مستقبلية هو مشكك بنفسه وبمجتمعه. أما أنا فكلي ثقة أنه يمكننا أن نؤسس لسينما سعودية نابعة من قيمنا وعاداتنا وتراثنا. سينما سعودية تكون ثنائيتها وتضادها داخل إطار التضاد الإيجابي).