Saturday, December 29, 2007



الحصاد السينمائى الكويتى لعام 2007

تظاهرة للهواة واسبوع لتشارلى تشابلن وجوائز عربية وعالمية


عرض فيلم ( شرق ) وليلة سينمائية لعبد الرحمن المسلم


حبيب وبوشهرى يحصدان الجوائز ونقلة نوعية ل .. سينسكيب


فى شهر مايو 2007 وبفيلم ( رقصات زوجية ) تم افتتاح اسبوع السينما الاسترالية الذى اقيم بالتعاون مع السفارة الاسترالية فى الكويت والجمعية الكويتية للفنون التشكيلية , وقد عرضت خلال الاسبوع خمسة افلام روائية عرضت لاول مرة فى الكويت وهى ( قصاص الاثر ) و( الرجل من نهر الثلج ) و ( سور الارانب ) و( نيد كيلى ) اضافة الى فيلم الافتتاح । وقد عرضت الافلام فى صالة سينما الشعب । وفى شهر يونية 2007 اقيمت فعاليات تظاهرة أفلام الهواء والتى نظمها نادى الكويت للسينما تحت رعاية شركة السينما الكويتية واستمرت التظاهرة لمدة يومين عرض خلالها 24 فيلما للهواة بعضها شارك في مسابقة أفلام من الإمارات التى أقيمت في ابوظبى خلال شهر مارس هذا العام . وافتتحت التظاهرة بسينما حديقة الشعب بكلمة لعامر التميمى رئيس مجلس إدارة نادى الكويت للسينما إضافة الى كلمة ترحيبية من هشام الغانم المدير العام للبرامج والعروض لشركة السينما الكويتية ونائب رئيس مجلس ادارة نادى الكويت للسينما . واعقب العروض ندوة مفتوحة مع المخرجين لمناقشة أفلامهم . جدير بالذكر انها المرة الأولى التى ينظم فيها نادى الكويت للسينما تظاهرة للهواة بهذا الحجم كما ان شركة السينما الكويتية الوطنية ومن خلال هذه التظاهرة اكدت على دعمها لسينما الشباب والتى شهدت ازدهارا في الكويت خلال الفترة الأخيرة .
وفي الفترة من 21 الى 25 يوليو وضمن أنشطة مهرجان صيفي 2007 وبالتعاون مع نادى الكويت للسينما أقام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب أسبوعا للفنان تشارلى تشابلن لمناسبة ذكرى مرور 30 عاما على وفاته , عرض من خلاله خمسة أفلام من افضل ما قدمه تشابلن للسينما العالمية وهى ( حمى الذهب ) و( ملك في نيويورك ) و( العصور الحديثة ) و( السيرك ) و( أضواء المدينة ) .
في كلمته الافتتاحية أكد بدر الرفاعى الآمين العام للمجلس على أهمية تشابلن قائلا( لا يزال تشارلى تشابلن صاحب التأثير الأكبر في المشاهدة السينمائية. فلم يستطع أحد أن يحتل موقعه كممثل ومخرج ومؤلف وموسيقي بارع، كما يذكر له دائما انه نجح في إيجاد لغة بسيطة للتواصل مع جمهور متعدد الاتجاهات والأذواق والثقافات . وخلال أفلامه لم ينس البسطاء، وبقي يقدم قصصهم وحكاياتهم عبر شخصية المتشرد الصعلوك التي تبناها ) . وفى كلمة لهشام الغانم مدير عام شركة السينما الكويتية الوطنية ونائب رئيس مجلس إدارة نادى الكويت للسينما كان هناك تأكيد على أهمية تشابلن كسينمائي وضع بصمة واضحة في عالم الكوميديا السينمائية المعاصرة . عن تشابلن ورحلته الفنية وعن شخصيته السينمائية الفذة كتب اكثر من الف كتاب ومقال ترجمت الى اكثر من 40 لغة ويقدر عدد مشاهدي كل فيلم من الأفلام التى قدمها بين العامين 1918 و1936 وهى من أفلامه الصامتة الطويلة بأكثر من 300 مليون شخص يضاف الى ذلك آلاف الملايين من الناس الذين شاهدوا أفلامه الأخرى قبل وبعد تلك الفترة .
وفى مارس 2007 فاز المخرج الكويتى عبداللة بوشهرى عن فيلمه ( فقدان احمد ) بجائزة افضل فيلم تسجيلى خليجى ضمن مسابقة افلام من الامارات التى اقيمت دورتها السادسة فى ابوظبى .
وقد واصل بوشهري تحقيق نجاحات مهمة من خلال فيلمه «فقدان أحمد»، من خلال حصوله على «جائزة أفضل فيلم تسجيلي» في مهرجان «المنبر الذهبي» في روسيا. وركز مهرجان «المنبر الذهبي» الذي أقيم في مدينة قازان خلال شهر سبتمبر في دورته الثالثة على «حوار الثقافات من خلال ثقافة الحوار» وذلك بمشاركة 46 دولة من بينها المكسيك واليابان والدانمرك والنرويج والبرازيل ودول أخري. أما المشاركات العربية فكانت من بينها مصر والبحرين والمملكة العربية السعودية والمغرب والجزائر والكويت. كما عرض الفيلم فى العديد من المهرجانات العالمية .
وفى شهر مايو 2007 حصل المخرج حبيب حسين على الجائزة الذهبية لافضل فيلم تسجيلى طويل من مهرجان القاهرة الدولى لافلام البيئة عن فيلمه ( المحميات الملاذ الاخير ) وفى شهر يونية كرم نادى الكويت للسينما المخرجين حبيب حسين وعبداللة بوشهرى وذلك لفوزهما بجوائز في مهرجانات ومسابقات عربية وعالمية . واعقب حفل التكريم الذى حضره عامر التميمى وبقية أعضاء مجلس إدارة النادى ورجال الصحافة والأعلام عرض فيلم ( المحميات .. الملاذ الاخير ) للمخرج حبيب حسين .
فعاليات ومشاركات
وفى اكتوبر 2007 قامت شركة السينما الكويتية بافتتاح مجمع دور العرض بمول ( افنيوز ) ويضم المجمع 11 صالة عرض منها صالة ( فى اى بى ) وبذلك ارتفع عدد دور العرض التى تملكها شركة السينما الى اكثر من 40 دارا للعرض وفى شهر اكتوبر ايضا وضمن فعاليات مهرجان الشرق الاوسط السينمائى الدولى الذى اقيم فى ابوظبى تم الاحتفال بمرور 35 عاما على فيلم خالد الصديق ( بس يابحر ) كما شارك المخرج عامر الزهير بفيلمه التسجيلى ( عندما تكلم الشعب ) الذى يتحدث عن الحقوق السياسية للمراة الكويتية .
وفي كتابه “السينما في الكويت” الصادر عن هيئة ابوظبي للثقافة والتراث على هامش فعاليات مهرجان الشرق الاوسط السينمائى, قدم الناقد السينمائي عماد النويري رؤية توثيقية ونقدية للسينما في الكويت معتمدا على عرض تاريخي لبدايات النشاط السينمائي حتى المحاولات التي جرت في الاعوام الثلاثة الاخيرة التي حاول من خلاها بعض المبدعين اعادة الحياة الى تلك السينما التي بدأت قوية لكن سرعان ما “تجمدت” قبل ان تتوقف تماما لمدة ثلاثة عقود. ويقدم النويري في كتابه شهادات لبعض رواد العمل السينمائي، ويتمحور الكتاب حول الواقع السينمائي الكويتي المتمثل في العديد من المحاولات الفردية والرسمية التي اسفرت عن سبعة أفلام روائية طويلة .
وفى شهر نوفمبر أقام نادي الكويت للسينما ليلة سينمائية تخليدا للمخرج الراحل عبدالرحمن المسلم حضرها حشد كبير من الفنانين والمثقفين والاعلاميين والمهتمين بالشأن السينمائي وعدد من اعضاء مجلس ادارة النادي تقدمهم نائب رئيس مجلس الادارة هشام الغانم ونجاح كرم وحبيب حسين।استهل الليلة المذيع عبدالرضا بن سالم مقدم الحفل بالترحيب بالحضور مضيفا ان المخرج الراحل كان قليل الظهور هادىء الطبع الا انه استطاع ان يبرهن على تميزه من خلال سلسلة من الاعمال التي قدمها।من جهته اكد هشام الغانم، نائب رئيس مجلس ادارة نادي الكويت للسينما، انه لم يعرف عبدالرحمن المسلم الا منذ فترة قصيرة وبالتحديد عام 2004 رغم انه كان يسمع من الاخرين عنه، مشيرا الى انه كان يتمنى بعد انتخاب مجلس ادارة النادي الحالي ان يقدمه في ندوة او لقاء ليقدم للجيل الجديد ما لديه من خبرة।وقال ان المسلم كان احد الرواد القلة للسينما في الكويت يعطي دائما دون ان ينظر الى اي امور اخرى من أجل أن يحذو الجميع حذوه.يملك رؤيةواشاد المخرج عامر الزهير في مداخلته برؤية المسلم السينمائية وقال لقد عرفته منذ سنوات طويلة في الولايات المتحدة الاميركية في السبعينات حين كان يدرس الهندسة الكيميائية واكتشفت انه يملك رؤية ادبية وقدرات غير عادية وكذلك يملك القرار الحاسم والدليل هو تضحيته بدراسته في الهندسة بعد عامين ونصف العام ويتجه لدراسة الفنون بعد ذلك، مشيرا الى انه تميز في الكتابة ولم يمهله القدر لمواصلة رحلة الابداع.يحب الاستماعوالقى الفنان عبدالعزيز المسلم كلمة بهذه المناسبة وطالب الفنان جاسم النبهان خلال الكلمة التي القاها بهذه المناسبة بضرورة دعم جيل الشباب وابراز ما يقدمه سواء في الصحافة الكويتية او على المستوى الرسمي من قبل المسؤولين.عرض في الامسية آخر مقابلة تلفزيونية للراحل عبدالرحمن المسلم وكذلك عرض فيلم الفخ الذي لعب بطولته غانم الصالح وجاسم النبهان.
وفى شهر ديسمبر عرضت شركة سينى ماجيك للانتاج الفني فيلمها الأول 'شرق' في سينما حديقة الشعب وسط حضور كثيف من الاعلاميين والمهتمين بالشأن السينمائي، الفيلم يلعب بطولته مجموعة من الشباب يظهر معظمهم لأول مرة أمام الكاميرا، بالاضافة الى الفنان مبارك سلطان وأحمد فرج، وهو من تأليف خالد الرفاعي واخراج عبدالعزيز الشرهان والأميركي مانوفل اليكس.تدور احداثه حول مجموعة من الشباب لديهم عشق غير عادي لكرة القدم يمارسونها في بر منطقة الجهراء ويفكرون بالذهاب الى داخل الديرة وبالتحديد في منطقة شرق، في الرحلة استطاع المخرج ان يبرز معالم الكويت جيدا سواء الشلالات الرملية والنحوتات الصخرية الطبيعية في الصحراء أو المناطق الشعبية في شعبيات الجهراء، وكذلك التطور العمراني الذي شهدته المدينة من مجمعات وأسواق وأبراج شاهقة، وكان منتج ومخرج الفيلم عبدالعزيز الشرهان قد عقد مؤتمرا صحفيا من قبل تحدث من خلاله عن فيلم 'شرق'. وقال انه يسعى من خلال فيلمه الى تسليط الضوء على التراث الكويتي من خلال كوكبة من المبدعين الشباب.وقال ان الكويت تملك طاقات فنية شابة لديها الكثير من الموهبة والحماس للعمل الفني، لكنها لم تستغل بشكل جيد، ومعظمها معطل، وقد جاء هذا الفيلم ليعكس قدرات الفنانين وميولهم الفنية، متمنيا ان يتم دعم هؤلاء من خلال اتاحة الفرص لهم ووضعهم في المكان المناسب.
وفى شهر ديسمبر الحالى دشنت شركة السينما الكويتية الوطنية وافتتحت رسميا أول شاشة عرض سينمائية في دولة الكويت والشر الأوسط بالنظام الرقمي ( ديجيتال Digital ) وجاء على لسان هشام فهد الغانم – المدير العام للبرامج والخدمات ان هذه الخطوة جاءت لتحقيق أحد أهم الأهداف المرسومة للشركة منذ أعوام لمواكبة التطور الهائل الحاصل عالميا لأجهزة العرض الرقمية " Digital " وقد تحقق هذا الإنجاز لمشروع مشترك بين شركة السينما الكويتية الوطنية و شركة سينماكانيكا الإيطالية " Cinemeccanica " لأجهزة العرض وشركة كيوب " Qube " لأنظمة العرض التابعة لشركة ريل إيمج " Real Image " والتي تمتلك شركة أنتل " Intel " العالمية 20% من حصتها ، وتعتبر هاتين الشركتين الأكبر والأشهر عالميًّا بالنسبة لمعدات العرض السينمائي وأنظمتها التشغيلية .
هذا ويعتبر هذا الإنجاز الأول من نوعه فى منطقة الشرق الاوسط ومن المتوقع ان يتم خلال السنوات الخمس القادمة تحديث كافة دور عرض سينسكيب بمثل هذه المعدات الرقمية واستبدال النظام القديم المعروف بـ 35مم تدريجيا .كما أكد الغانم بأن شركة السينما الكويتية الوطنية ستنقل هذه التكنولوجيا في أغلب مواقعها المستقبلية سواء داخل دولة الكويت وخارجها .
كما تم اختيار هشام فهد الغانم المدير العام للبرامج و الخدمات في شركة السينما الكويتية الوطنية كمتحدث أساسي في ندوة السينما الرقمية (الديجيتال) و مستقبلها في الشرق الأوسط و التي عقدت بتاريخ 2/12/2007 و ذلك على هامش مهرجان القاهرة السينمائي الحادي و الثلاثون الذي بدا أعمالة خلال الفترة من 27/11/2007 و لغاية 7/12/2007 وقد وجهت له الدعوة من الدكتور/ عزت أبو عوف رئيس المهرجان .



Sunday, December 23, 2007





صندوق عجب ... فى نادى الكويت للسينما

يعرض نادى الكويت للسينما يوم الاربعاء الموافق 26 ديسمبر الفيلم التونسى " صندوق عجب " للمخرج رضا الباهى من بطولة هشام رستم وعبد اللطيف كشيش ومهدي الربيعي وماريان بسلار ولطفي بوشناق. ويروي الشريط قصة سينمائي في الأربعين من عمره كان يعيش في المهجر وعاد الى مسقط رأسه في القيروان ليستعيد ذكريات الطفولة وعشقه للسينما. يذكر ان الفيلم قد حاز على جائزة لجنة التحكيم الخاصة لمهرجان قرطاج كما حاز على جائزة الصقر الذهبى من مهرجان الفيلم العربى فى روتردام , كما اختير للمشاركة الرسمية فى مهرجان فينسيا . وعرض فى العديد من المهرجانات العربية والعالمية .
المخرج التونسى رضا الباهى اخرج مجموعة من الاعمال المهمة مثل ( شمس الضباع ) و( الملائكة ) و( السنونو لاتموت فى القدس ) و( الذاكرة الموشومة ) .
يعرض الفيلم فى مقر نادى الكويت للسينما بالمدرسة القبلية الساعةالسابعة مساء ويعقب عرض الفيلم لقاء مع المخرج رضا الباهى

Sunday, December 16, 2007




حقيقة ( الملك فاروق ) والرؤية الإخراجية وفضائيات سوق الجمعة


كنت ومازلت من المعجبين بمسلسل ( الملك فاروق ) وكنت من الذين أشاروا الى أهمية المسلسل على مستوى الشكل وعلى مستوى الموضوع مع بدايات عرضه خلال شهر رمضان . واذا كان المسلسل قد نجح في تقديم صورة مختلفة من الدراميات التاريخية العربية تتميز بلغة بصرية مبهرة و معبرة لم تتعودها عين المشاهد العربي . فان أهم ما قدمه المسلسل هو حالة النقاش والجدل التى اثارها على مستوى البرامج الفضائية العربية مابين مؤيد ومعارض . مابين مؤيد للمسلسل على انه يظهر الصورة الحقيقية للملك فاروق ومعارض للعمل ككل باعتباره مجرد مؤامرة درامية مقصودة للدفاع عن ملك فاسد والدعوة للملكية باعتبارها هى افضل أشكال الحكم في الوقت الحالي . وحتى وقتنا هذا مازالت الفضائيات عامرة بالمحللين الدراميين الاستراتيجيين الذين ماانفكوا يهاجمون او يدافعون عن العمل . وفى زحمة النقاش الصحي و الصراخ العصبي نود ان نقول ان هناك عشرات الأعمال التى تناولت حتى الان بعض اشرار التاريخ مثل نابليون وهتلر وموسولينى .ولم تهدف ابدا لهدم عصور او تحسين صورة عصور اخرى . مسلسل ( الملك فاروق ) يجب ان يكون البداية وليس النهاية . البداية لتصوير تاريخنا القديم والمعاصر بعيدا عن تجارة رجال السياسة او ابتزاز كتاب التاريخ . الدراما التاريخية هى مجرد قراءة فنية وجدانية لاحداث التاريخ . التاريخ يحدد لنا متى واين ولد المغنى . والدراما تقول لنا كيف كان للغناء سحره , وكيف كان للمغنى ان يطرب فى ذاك الزمن . الدراما لاتقدم قراءة واحدة عما حدث , وانما تجتهد . وفى تصويرها لاتهدف ابدا الى قول الحقيقة .



----------------------------------------------------------
مرات كثيرة يتساءل المرء عن وجود رؤية اخراجية وراء العديد من البرامج التى تقدمها الفضائيات العربية . ومرات كثيرة يبحث المرء عن اجابات عن أسباب الخلطة اللونية في الصورة التلفزيونية الفضائية . مرات ومرات نرى وجة المذيع ابيض ويداة باللون الأحمر وشعره باللون الازرق وحواراته لالون لها ولاطعم ولا رائحة . يتخيل المشاهد أحيانا انه يشاهد احد أفلام الرعب . وبعض المشاهدين يعتقد ان مايراة امامه عبارة عن لوحات سريالية غرائبية لفضائيات تبث من كواكب بعيدة , وتنتمى الى مجرات تليفزيونية غير شمسية .

------------------------------------------


من الظلم تشبيه سوق الفضائيات العربية بسوق الجمعة لان سوق الجمعة تم تنظيمة وتحديد وتخصيص البسطات فيه . اما سوق الفضائيات العربية فحدث ولا حرج واصبح امتلاك فضائية من اسهل وارخص المشروعات الاستثمارية التى يسعى اليها رجال الأعمال ورجال الفضائيات . وفى سوق الفضائيات العربية انت لاتعرف ( راسك من بنكرياسك ) فبعض الفضائيات مازالت تبث الأفكار الاشتراكيةعلى ايقاعات الهجوم على الاستعمار والامبريالية . وبعض الفضائيات ( امبريالية ) تدعو الى حرية السوق وتتبنى الافكار الراسمالية . وبعض الفضائيات صورها تؤكد اننا نصف اشتراكيون ونصف راسماليون . وبعضالفضائيات تدعو الى 'تحجيب' المرأةِ وضرورة جلوسها فى البيت . وبعض الفضائيات تشجع المراة صراحة على الرقص والعري ولاباس من جلوسها تغنى فى الحمام او على السرير وهى بقميص النوم ( ابو حمالات ) واحيانا من غير حمالات .!! وبعض الفضائيات تدعوك صراحة الى الايمان بالمشعوذين والدجالين !! .
تم تنظيم سوق الجمعة ومطلوب تنظيم ( البسطات ) الفضائية . مع احترامنا للعولمة وحرية تداول المعلومات . وعلى كل فضائية ان تعلن عن هويتها بصراحة ووضوح .

عماد النويرى
imadnouwairy@hotmail.com






Wednesday, December 05, 2007




لمناسبة تكريمه فى مهرجان القاهرة

ملامح البطل فى سينما نور الشريف



فى عام 1967 كانت الانطلاقة السينمائية الأولى لنور الشريف من خلال فيلم ( قصر الشوق ) الذى جسد فيه دور كمال الابن الأكبر للسيد احمد عبد الجواد الشخصية المحورية في ثلاثية نجيب محفوظ ولم تنقطع علاقة نور الشريف بعالم محفوظ عند هذا الحد فبعد ان ظل يلعب دور الدنجوان لعدة سنوات بعد ( قصر الشوق ) نجح فى ان يثبت موهبته الفنية من خلال فيلم ( السراب ) عام 1970 وخلال سنوات السبعينات الأولى رسخ نور الشريف نفسه كاسم صاعد فى عالم فتيان الشاشة جنبا الى جنب أسماء اخرى مثل محمود ياسين وحسين فهمى وقدم خلال فترة السبعينات أفلاما مهمة مثل ( زوجتى والكلب ) 1971 و( الخوف) عام 1972 وهو نفس العام الذى قدم فيه شخصية كمال عبد الجواد مرة اخرى من خلال فيلم ( السكرية ) .
فى ( السراب ) لعب نور الشريف أول بطولة مطلقة حيث جسد شخصية كامل البطل الشاب الذى دللته امه كثيرا واستطاعت الام من شدة حبها وتدليلها ان تحوله – دون قصد – الى انسان بلا ارادة غير قاد ر على التصرف . وتصدم الزوجة فى ليلة زفافها فى رجوله كامل , ولكنها تكتشف بعد مضى الوقت انها ليست سوى حالة نفسية سببها الظروف غير الطبيعية التى مرت به . لكنه شيئا فشيئا يسترد ثقته فى نفسه وفى رجولته التى ظن انها ولت ولن تعود . فى الفيلم جسد نور الشريف الدور من خلال اداء صادق , ونجح باستخدام ادواته الداخلية والخارجية فى اظهار الانفعالات الصعبة , والأبعاد النفسية العميقة , والتقط نور الدور المميز بحسه الفنى وجاء الدور كنوع من التحدى , وكنوع من تنويع الأدوار , إضافة الى تقديم مشكلة شريحة موجودة فى المجتمع .
كان عام 1975 هو واحد من اغزر اعوام نورالشريف على الإطلاق وذلك من خلال قيامه ببطولة 12 فيلما من أهمها فيلم ( الكرنك ) من اخراج على بدر خان ومن بطولة نور الشريف وسعاد حسني وكمال الشناوي وفريد شوقي، والفيلم يمثل انتقادا حادا لثورة يوليو التي قبل ان تنهزم في عام 67، هزمت مثقفيها وكتابهاِ . الفيلم الذي ظهر منذ ما يقرب من 30 عاما اثار ضجة كبيرة آنذاك، وقد تناولت تلك الضجة النقد الصارخ الذي وجهه الكاتب نجيب محفوظ من خلال 'الكرنك' لثورة يوليو، وهو ما كان يجرؤ على فعل ذلك أثناء الثورةِ وكان ضمن ما أثير تلك الأيام عدد اللقطات التي منعتها الرقابة عن تخريب طلبة الجامعات وعلى رأسهم اسماعيل بطل الفيلمِ هذا عدا اللقطات التي تم حذفهالاغتصاب بطلة الفيلم سعاد حسنيِطبعا هناك أكثر من مدخل للاقتراب من 'الكرنك'، وإذا دخلنا من باب السياسة فسنجد ان الفيلم كان يمثل في حينه انقلابا على عبدالناصر وفترة حكمه، وكان له ان يمثل أيامها أكبر هجوم على انجازات ثورة 52،وما حققته من مكاسب وما ارتكبته من أخطاءِعموما من هاجموا الفيلم من الناصريين اعتبروا ان كل الثورات في بدايتها لجأت إلى الشرعية الثورية بدلا من الشرعية الدستورية، والشرعية الثورية لا تعرف القانون، وأي تجاوزات ترتكبها الثورات الوليدة تكون مبررة طالما ان الهدف الأساسي هو مصلحة الشعبِ . ورأى الناصريون ان 'الكرنك' بالغ كثيرا في مشاهد التعذيب وأظهر كل انجازات الثورة وهي متشحة بالسوادِ. الذين صفقوا للفيلم من منتقدي الثورة ومن 'الساداتيين' قالوا ان ما قدم في 'الكرنك' يعتبر وثيقة مهمة تدين بشكل قاطع تلك الجرائم التي ارتكبت أثناء الثورة، وأكدوا ان أي هزيمة عسكرية دائما ما تسبقها هزيمة المثقفين، وان ثورة يوليو أكلت أبناءها قبل ان يأكلها الأعداء والمتربصونِ . وأضاف الذين صفقوا للفيلم ان ما جاء في 'الكرنك' هو صورة مبسطة ولا تحتوي إلا على القليل مما كان يحدث بالفعل أثناء الثورةِ . الذين هاجموا الفيلم والذين صفقوا له دخلوا في سجال، كلما انتهى بدأ من جديد،وشحذ كل فريق أسلحته وتبريراته وحججه وبراهينه، وكان الفائز أيامها هو المشاهد الذي تعرف ربما للمرة الأولى على بعض ما كان يحدث أيام ثورته المجيدةِالمدخل الفني ل 'الكرنك' اعتنى بحديث النقاد عن العناصر الفنية للفيلم، وكانت هناك اشادة كبيرة بتمثيل سعاد حسني التي أبدعت في تجسيد دورها،وايضا اشادة باداء نور الشريف الذى جسد ببراعة الطالب المقهور المصدوم فى قناعاته على يد زبانية الثورة . وكانت هناك أيضا اشارات ايجابية لفريد شوقي وكمال الشناوي، كما تناولت الكتابات ملاءمة الديكور والإضاءة للتعبير عن أجواء الفيلم المكانية والزمانيةِ
وفى عام 1980 قدم نور الشريف فيلم ( ضربة شمس ) وغامر بتقديم محمد خان كمخرج جديد سيكون له شان بعد ذلك وغامر نور بماله الخاص فى سوق لايحتمل المغامرات وكانت بدايه دور سيلعبه نور فى مابعد كمنتج واع وشاب نظيف يحمل بعض القيم والمثاليات وبعض الطموحات الفنية التى لم يعد احد يجرؤ عليها . لقد كان مغزى خوض مجال الإنتاج هو ان يعمل نور مايحبه ويرتضيه ويتمناه وليكون قادرا على الاختيار اخيار ملامح البطل الذى سوف يكون بعيدا عن قوالب المنتجين واختيارات السوق التى لاتعبر فى اغلب الأحوال عن واقع الحياة .

و فى عام 1981 قدم نور الشريف فيلم ( أهل القمة ) عن قصة للكاتب نجيب محفوظ وسيناريو مصطفى محرم . و( آهل القمة ) هنا هم اللصوص الجدد الذين استفادوا من قوانين الانفتاح الاقتصادي وتحولوا الى فئة شديدة الثراء , باهرة الشكل , ترتدى احدث الثياب ., وتستخدم افخر السيارات وتتستر أحيانا وراء مظاهر التدين . والفيلم كما أراد نجيب محفوظ فى قصته يضع المواجهة بين ضابط شرطة شاب ( عزت العلايلى ) ونشال ( نور الشريف ) طالما تعقبه الضابط وقبض عليه وطالما أيضا استخدمه للإرشاد عن المسروقات . ويفاجأ الضابط ذات يوم باختفاء النشال من الوكر الذى تعود ان يجلس فيه مع زملائه من النشالين .. ويتساءل الضابط ماذا حدث ؟! وياتيه الرد من صاحب المقهى العجوز الذى اصبح وحيدا بعد ان هجره زبائنه من النشالين : ( انهم يعملون الان فى ضوء لانهار وتحت حماية الشرطة ) ويكتشف الضابط الحقيقة .. لقد تحول النشالون الى التهريب والتجارة فى المهربات واصبحوا جزءا من عصابة الرجل الكبير الذى يتمسح بالدين ( عمر الحريرى ) ويصف نجيب محفوظ هذة الماساة فى تلك العبارة : ( اصبح هؤلاء من الاغنياء اما الضابط واعوانه فيغوصون فى غمار الفقراء ) وتاتى الصدمة القاسية عندما يعرف الضابط ان ابنه شقيقته على علاقة عاطفية بهذا النشال والذى اصبح الان تاجرا كبيرا والمشكلة ان الابنة تصر عليه حتى بعد ان عرفت حقيقته . وهكذا يجد هذا الضابط نفسه داخل معركة مع جميع الاطراف . المعركة فى بيته .. وفى عمله حيث يحاول المهرب الكبير الافلات من قبضة القانون .. بل ويسعى لاستصدار قرار بنقل الضابط الى صعيد مصر عقابا له . وينتهى الفيلم .. بانتصار اهل القمة الجدد من اللصوص والمهربين والنشالين .ويمكن اعتبار ( اهل القمة ) وثيقة هامة تثبت انه فى مجال السينما مثل بقية مجالات الفن والفكر كان هناك من يقول الحقيقة حتى اذا كانت المتاعب من نصيبه . ان البطل زعتر النورى فى الفيلم بطموحاته واحلامه للتسلق واحتلال مكانة جديدة فى عالم جديد تتشكل ملامحة فى تلك الفترة كان تعبيرا عن شريحة كاملة من المجتمع تتهيا لاحتلال مكان الصدارة فى المجتمع .
وفى العام ذاته ( 1981 ) عرض فيلم ( الحب وحده لايكفى ) إخراج على عبد الخالق عن قصة احمد فريد وسيناريو وحوار مصطفى محرم حيث يتعرض الفيلم لشاب وفتاة يتخرجان من الجامعة ويصبح عليهما الانتظار لحين وصول خطابات القوى العاملة ويطول الانتظار وتضطر الفتاة ان تعمل فى محل كوافير وارتضى البطل ( نور الشريف ) ليعمل كعامل بناء . هكذا وضعا جانبا شهادتيهما الجامعية وكل أحلام العمل فى التخصص الذى درساه .. فى مقابل ان يجدا مبلغا من المال ليسدا احتياجاتهما اليومية وتلتحق الفتاة مرة اخرى كسكرتيرة فى احدى شركات الانفتاح ويلتحق خطيبها بنفس الشركة لكن سرعان مايكتشفا ان الشركة وهمية تقوم على النصب والاحتيال وتكتشف البطلة انها كسكرتيرة عليها ان تبيع جسدها مع الشقق التى تعرضها للبيع , ويكتشف البطل نور الشريف انه تورط فى عملية احتيال راح ضحيتها عشرات من العملا الذين اقنعهم بحلم السفر للعمل فى البلاد العربية باجور خيالية فذهبوا الى هناك ليفاجاْوا بان عقود العمل مزيفة .
الفيلم فى مجموعه يقدم مأساة شباب يواجه كل التحديات اللاأخلاقية والتى يفرضها أصحاب الدخول الطفيلية . فالعمل أحيانا محسوبية أحيانا ورطة يدفع ثمنها الشباب صغير السن .. ويفلت منها الكبار الدهاة الذين لا يتورعون عن فعل اى شىْ فى سبيل زيادة مكاسبهم . انها تنويعة على التيمة ذاتها تقدم البطل ذاته فى افلام الانفتاح بداية الثمانينات وتقدم الملامح التى بدات تتشكل لهذا البطل الذى يبدو انه على ابواب عصر مختلف وانه حتما سيجد نفسه فى اتون معركة شرسة لم تكن فى الحسبان . وهنا نذكر ان المجتمع المصرى كان قد شهد ومنذ نتصف السعينات تغيرا هائلا فى الاقتصاد القومى تحت اسم ( الانفتاح الاقتصادى ) وقد اثمر هذا الانفتاح من بين ما اثمر عن ظهور فئة جديدة فى المجتمع تعيش وتعمل وتكسب مكاسب خيالية من وراء الاستفادة من ثغرات هذا القانون الاقتصادى وانتشرت هذة الفئة فى اعمال السمسرة والتوكيلات ومكاتب الاستيراد والتوزيع ومكاتب التخليصات الممنتشرة بين الادارات الحكومية المختصة وبين العملاء . واتسعت رقعة هذة الفئة الجديدة لتشكل فى ما بعد طبقة خاصة من الاثرياء الذين اثروا ثراءا فاحشا بلا جهد حقيقى او نتيجة عمل انتاجى له قيمة ملموسة فى البنية الاساسية للصناعة فى هذا المجتمع واتبع ظهور هذة الطبقة الجديدة مجموعة من المتسلقين واصحاب الطموحات الخاصة تسعى للعمل فى مدارهم ولتحقق احلامهم بالثراء السريع وكان من نتيجه هذة المتغيرات الاجتماعية المفاجئة حدوث خلل وارتباك فى كثير من المفاهيم والقيم وبدات تظهر فى محيط الافراد تساؤلات تعكس مدى الصدمة التى يعانون منها .. تلك الصدمة التى جعلتهم يتشككون فى قيمة العمل الدوؤب وهل يحقق لهم هذا العمل الدؤوب قدرا من الامان الاقتصادى للمستقبل . لقد كانت سرعة المتغيرات الاجتماعية نتيجة الهزة الاقتصادية اقوى من قدرة البعض على التمعن والتفكير السليم فحدثت حالات الانهيار والسقوط والانحراف وكان نصيب الطبقة المتوسطة من تاثير هذة الهزة الاقتصادية اقوى واوضح باعتبار ان التركيب النفسى للطبقة المتوسطة يجنح دائما للحصول على مزيد من الضمانات المادية خوفا من الهبوط الى المستويات الادنى فى المعيشة . ويستطيع من يؤرخ للسينما المصرية ان يكتشف بسهولة ان بعض الافلام تناولت هذة القضية الاجتماعية كان صانعوها هم انفسهم من تجار الانفتاح والذين استغلوا الاقبال الجماهيرى على هذة النوعية من الافلام فوظفوا نقودهم فى صنع افلام تساير الموجة ولكن بلا وعى حقيقى وفى المقابل كانت هناك افلام حاولت ان تنبه وتحذر وان تقول كلمة جادة فى زمن كان من العسير فيه ان يرتفع الصوت بالاعتراض . ولكن شجاعة صانعى هذة الافلام وشجاعة ابطال هذة الافلام وشجاعة من جسدوا هؤلاء الابطال انهم دخلوا المنطقة المحظورة ونجحوا الى حد كبير ان يقولوا كلمتهم .

وفى فيلم ( العار ) عام 1982 لم تأت النهاية من خلال رجال الحكم آو القانون لقد جن الاخوة الثلاثة وسط علام من الماء والملح و عالم الطهارة الطبيعي حين التف حولهم الموت ولم يكن الا الموت خلاصا لخطايا ازدادت تفاقما عندما غاب الضميروغاب الحرص الخاص والعام على قدسية الوظيفة العامة سواء كانت قضائية أو وطنية . ان الضابط محمد فوزى فى فيلم ( أهل القمة ) لم ينحرف بوظيفته رغم كل الاغراءات عكس رجل النيابة فى ( العار ) الذى كانت نهايته على يديه عارا وادانة لبعض التغييرات التى شوهت البنية الأخلاقية لمجتمع الثمانينات ومثل رجل البوليس ذلك الأخ الطبيب الذى فقد توازنه العقلى واصبح فى حاجة الى طبيب نفسى حقيقى يستطيع معالجته . فى هذا الفيلم يبدو ان البطل كمال عبد التواب وكأنه تنويعة متقدمة من كمال عبد الجواد ( قصر الشوق ) ولكن بملامح عصرية تتلائم وحاله البطل المعاصر الذى بدا يفيق من رومانسية الستينات والسبعينات لينشب أظافره فى لحم من خدعوه ومن تكالبوا على اغتصاب براءته .
وفى ( حدوته مصرية )1982 , يذهب يوسف شاهين ابعد مما ذهب فى ( اسكندرية ليه ) فالفيلم الجديدهو أيضا فيلم اعترافات تقال للمرة الأولى على شاشة ناطقة بالعربية . والاعتراف فى صورته البسيطة قول مالايقال عادة بحكم التقاليد . فى ( حدوته مصرية ) يقول يوسف شاهين الكثير مما لايقال عن نفسه وعن عائلته فى محاولة صادقة للتعبير عن المجتمع المصرى بعد ثورة يوليو . وكما كانت السيرة الذاتية للدكتور طه حسين هى سيرة مجتمعه فى الزمن الذى عاش فيه . فان ( حدوته مصرية ) , وسيرة يوسف شاهين , هى رؤية لتاريخ الذى عاشه منذ بداية الأربعينات حتى منتصف الستينيات. ان الفيلم عبارة عن حلقة لمجتمع تختلف فيه الاتجاهات , وهو محاكمة لشخوص ينتمون اسريا الى واقع مصر فى مراحل مختلفة يتزامل فيها النمو الفكرى بالنمو الاجتماعى عبر متغيرات سياسية واجتماعية عدة . والى حد كبير اقتربت هذه المحاكمة من محاكمة ويلز فى رواية كافكا غير ان الاختلاف هنا يحدث من حيث دور التعرية الذاتية والموضوعية التى تبدا بالأسرة ثم الدولة ثم العالم .و كان بطل الفيلم يحيى يوظف نفسه كأداة لتعرية الواقع .
وفى عام 1983 عرض فيلم ( سواق الأتوبيس ) قصة محمد خان وسيناريو بشير الديك واخراج عاطف الطيب . ويقدم الفيلم رحلة الابن حسن سلطان ( نور الشريف ) لانقاذ ورشة الأخشاب التى يملكها الاب ( عماد حمدى ) , والتى تمثل له حياة الأب وكفاحه واصراره . ولكن لتراكم الديون هاهى الورشة الان معروضة للبيع فى المزاد العلنى لتسديد ديون الضرائب . وتبدا رحلة الابن الذى يعمل سائقا لاحد اتوبيسات النقل العام فى محاولة لاقناع اخوته البنات وازواجهن بالوقوف معه .ولكنه يفاجأ بردودهم السلبية رغم ان كلا منهم يعمل فى مشاريع الانفتاح , ويحقق مكاسب كبيرة . ولكن يبدو ان النقود قد غيرتهم فلم يعد احد يسعى الا وراء مصلحته الخاصة .. تمزقت الاوصال الحقيقية للاسرة .. ولم يبق غير الهيكل الاسمى فقط .. ابناء واقارب فى شهادات الميلاد فقط .. ويموت الاب على انقاض كل شىْ .. يموت بحسرته وكل الوجوة من حوله قد تحولت الى تماثيل من الشمع . فى الفيلم كانت هناك اشارة واضحة الى ازمة الشباب الذى خاض عدة حروب من اجل سلامة الوطن وحمايته من الاعداء .وعندما احتاج الى المساندة لم يجد من يسانده . لكن فى نهاية الفيلم كان هناك الشاطر حسن الذى عرفته حكايتنا الشعبية مهما كانت العواقب قاوم الخطر وطوح بزراع النشال فى فراغ وعمق المشهد وهو يضربه بعنف .
حسن سلطان البطل مازال يقاوم . فى ( سواق الأتوبيس ) الذى يتسم برحابة الرؤية ودقة تحليل الواقع يتابع عاطف الطيب رحلة الوعى عند بطله ويرصد الفيلم مراحل التغير والتحول من المراقبة والتأمل وحتى لحظة المواجهة والكشف عن تلك التغيرات التى حدثت فى بنية المجتمع المصري ى السبعينات وماصاحبها من اهتزاز لسلم القيم واستشراء للفساد وسيادة القيم المادية وطغيان الجشع والطمع بالإضافة الى شراسة الواقع الجديد الذى أدى الى انعدام الدفْ فى العلاقات العائلية والإنسانية . الورشة فى ( سواق الاتوبيس ) هى المرادف للحياة / الوطن ومعادل موضوعى للقيم النبيلة التى يدافع عنها حسن بطل الفيلم . وبطل الفيلم معادل لكل الأبطال الشرفاء الذين انتقلوا من تامل الواقع الى مواجهته مهما كان الثمن . ويمكن القول ان صناع ( سواق الأتوبيس ) قد استطاعوا ان يعبروا بصدق عن اللحظة التاريخية وان يضعوا ( على المستوى السينمائي ) لبنه قوية وأساسية فى صرح الواقعية الجديدة .
وفى ( الصعاليك ) عام 1985 ومن خلال متابعة اثنين من الصعاليك الى القمة تم تفنيد أكذوبة رجال الأعمال العصاميين وحاول الفيلم من خلال أبطاله الصعاليك ان يقدم تحليلا لاساليب الصعود غير المشروع بوعى فنى واجتماعى واقتصادى وسياسى .
وفى زمن ( حاتم زهران ) 1988 جسد نور الشريف شخصية الشاب الانتهازي الذى يهرب من أداء الخدمة العسكرية ويسافر الى اميركا وهو على النقيض من اخيه يحيى الشهم الوطنى الذى يستشهد فى حرب 73 . فى الفيلم كنت هناك صيحة مبطنة ثم صرخة عالية عن الوضاعة التى وصل اليها الانفتاحيون الجدد بمحاولة ضربهم لكل القيم الأصيلة بحثا عن الثروة والمجد .

وفى ( البحث عن سيد مرزوق ) عام 1991 خاض نور الشريف تجربة مختلفة وفريدة عندما تجاوز داود عبد السيد مؤلف ومخرج الفيلم حدود الواقعية الصارمة وقرر ان يقفز فوق التفاصيل والعلاقات المرتبطة بالواقع ليخلق عالما مختلفا يرتكز على معطيات الواقع لكنه يقوم على منطق خاص يمزج بين الحلم والواقع من دون تحديد لما بينهما من حدود حيث ان الواقع هنا مجرد جسر يعبر عليه الفنان لينفذ الى جوهره محققا نوعا من الواقعية الجسورة التى تقترب الى حد ما من السريالية . لماذا لانقول ان البحث عن سيد مرزوق كان فى واقع الامر نوع من البحث عن البطل المعاصر فى ظل متغيرات كثيرة تداخلت فيها المصالح وتشابكت الحدود واختلطت المفاهيم وضاعت المناهج والرؤى . بحسه الوطنى والقومى اختار نور الشريف ان يكون هناك مضيفا الى ملامح البطل ملمحا اخر يؤكد صعوبة السير فى طريق شائك بدات فيه العولمة تنشب مخالبها فى حياة الشعوب .

وفى عام 1992 جسد نورفى فيلم ( دماء عل الاسفلت ) شخصية الدكتور ثناء الذى يعمل فى احدى المنظمات الدولية وعندما يعود بعد غياب يفاجأ بان الانحلال قد أصاب اسرته وينتهى الفيلم بدماء ابنة باشكاتب وزارة العدل وهى تلطخ اسفلت الطريق لتدق بموتها المتوحش أجراس الخطر . لقد مثل ( دماء على الاسفلت افتتاحية لسينما التسعينات التى كانت تبدو غاضبة متمردة لاتبحث عن حق ضائع بل تغتصب ماتيسر من حقوق ويمكن القول ان الغضب كان هو السمة الأساسية فى سينما التسعينات ولكنه لم يكن ( شخط ونطر ) كما فى افلام البشاوات وانما كان من لحم ودم وجنس وقتل ومخدرات . . كانت هناك حالة انفلات فى العلاقات الانسانية والاجتماعية وكان ظهور الطفرات فى مابعد امرا طبيعيا . كان الغضب السينمائى اذن فى جزء منه رد فعل طبيعى على سلام لم يفعل فعله . بحركة الصواب التاريخى . يظل التاريخ يحاصر الانسان حتى يخرج منه او يذهب اليه لمواجهته مهما كانت الخسائر وكان نور الشريف قادرا رغم الاختيارات المحدود على الاختيار بوعى ليقول كلمته من خلال ابطاله .حتى لوادى ذلك الى المواجهة مهما كانت الخسائر .
وفى عام 1992 قدم نور الشريف فيلم ( ناجى العلى ) عن شخصية رسام الكاريكاتير الفلسطينى ناجى العلى صاحب الشخصية الشهيرة ( حنظلة ) وقد اثار الفيلم ضجة كبيرة. وفى واقع الامر لم يكن الفيلم عن ناجى العلى فقط ولكن كان يرسم صورة للوطن العربى الكبير بداية من النكبة عام 1948 . لقد أضاف ناجى العلى الى تاريخ الشخصيات التى تمثل علامة بحد ذاتها شخصية جديدة هى حنظلة الذى يقف على قدم المساواة مع شخصية المواطن الصغير التى خلقها شارلى شابلن وغير ذلك من الشخصيات التى اصبحت تجسد بحد ذاتها نموذجا دالا وعاما . لقد ولد حنظلة من رحم الطفولة الجائعة والمطاردة , وقضى اغلب وقته داخل الزنزانة يرسم على جدرانها . كان متبرما لايثق فى احد ولا يحول قلبه عن فلسطين . فى ( ناجى العلى ) قدم نور الشريف تنويعة جديدة لملامح البطل الذى يحمل فى قلبه الهم العربى ويرغب فى تجاوز الواقع المهزوم ويحلم بالوطن الذى لايدوس اقدامه الغرباء

وفى عام 1996 قدم نور الشريف ( ليلة ساخنة ) ومع عاطف الطيب قاما باستخراج احشاء القاهرة فى ليلة راس السنة واشار البطل الى امراض المدينه وتوحشها وكان الفيلم بمثابة تقرير بصرى شديد السخونة عن افتقاد الدفْ وتتنامى تجارة التعصب والتشدد وغياب الوعى والانغماس فى الملذات الصغيرة . كان ليلة ساخنة تنويعه جديدة على ( سواق الأتوبيس ) لكن من خلال سائق تاكسى هذه المرة يستكشف ويكشف عن قاهرة التسعينات الشرسة التى لاترحم مواطنيها المفعمة بالحب الذابل والكراهية البغيضة المحتشدة بالأوغاد والسفلة بالغلابة والمقهورين المزدحمة بالجلادين والضحايا .
كل عمل فنى فى العالم , وفى تاريخ كل الفنون هو تعبير عن ذات الفنان الذى يصنعه , يستوى فى هذا الفنان الذى يعبر عن قضايا المجتمع اليومية , مع الفنان الذى يعبر عن اكثر الأفكار التجريدية . بل ان الفن يكون أصيلا بقدر مايكون ذاتيا . والفنان نور الشريف مثل كل الفنانين الكبار كان دائما وعبر 169 فيلما غالبا مايعبر عن ذاته والى حد كبير كانت ملامح البطل تتشكل فى سينما نور الشريف عبر التنوع والاختيارات . آلي حد كبير حاول نور الشريف دائما آن يعبر عن نفسه من خلال هذا الفن المحاصر بقوانين السوق التجارية من ناحية وقوانين الرقابة من ناحية اخرى فنجح أحيانا ولم يوفق أحيانا مثله في ذلك مثل عشرات الفنانين العاملين في السينما في مصر وفى العالم كله وهم قله نادرة وسط كثرة طاغية من الفنانين الحرفيين الذين يقدمون الأفلام بقوانين السوق وبقوانين الرقابة . وعندما نقول حاول ان يعبر عن نفسه لانقصد التعبير عن عالمه الداخلى فقط . بل وعن علاقته بالعالم والحياة والمجتمع من حوله أيضا . وكما لاينفصل الشكل عن المضمون , لاينفصل التعبير الذاتى عن التعبير الاجتماعي . فى هذة الدراسة الموجزة لم نمر على كل الافلام التى قدمها نور الشريف وانما كاننت مجرد اطلالة اردنا ان نصل من خلالها الى ان ايه مراجعة فنية لسينما نور الشريف واى مرور على ملامح البطل الذى قدمه فى افلامه التى تقارب ال 170 فيلما , انما هى مراجعةايضا للتاريخ الاجتماعى والسياسى والاقتصادى للمجتمع المصرى خلال اربعة عقود . وهى فى جزء كبير منها مراجعة ايضا للتاريخ السياسى والاجتماعى للحياة العربية بشكل عام .

المادة فصل من كتاب ( نور الشريف الانسان والفنان ) بقلم عماد النويرى


2006 كلام الصورة تكريم نور الشريف فى الكويت اثناء ورشة التمثيل عام



مصادر :

- اتجاهات السينما المصرية – الكاتب على ابوشادى
- سينما التحولات – الكاتب احمد جمعة
- نور الشريف ومشوار فى طريق الفن والفكر والسياسة – الكاتب دسوقى سعيد
- عالم السينما والنجوم – الكاتب محمد الصاوى
- الانسان المصرى على الشاشة – تقديم هاشم النحاس
- اضواء على سينما يوسف شاهين – سمير فريد
- اوراق سينمائية – جماعة الفن السابع – الاسكندرية

Tuesday, December 04, 2007


وطن االشجاعة من فيتنام الى العراق وصور الحرب المؤلمة
البحث عن جماليات ودور كبير فى تشكيل الذاكرة
مقدمة مثيرة ونقطة تحول وتجارب واعدة



الحرب في العراق ومايحدث للجنود الأميركيين بسبب هذه الحرب وتأثيرات هذه الحرب على الجندي الانسان وكل من حوله عندما يعود الى ارض الوطن هو موضوع فيلم ( وطن الشجاعة ) من بطولة صامويل جاكسون وجيسكا بييل ومن اخراج اروين وينكلر . وتدور الأحداث لتصور حكايات بعض الجنود الأمريكيين بعد عودتهم الى الديار ومع العودة تتنوع القصص ونشاهد الجراح الذي عالج الكثير من الإصابات الخطرة أثناء الحرب ، والأم التي تعمل مدرسة حيث فقدت ذراعها أثناء إطلاق النار ، والمقاتل الذي فقد اعز أصحابه في المعارك، والمجند الذي يقتل امرأة عن غير قصد. ويجد العائدون انهم فى مواجهة واقع جديد تتغير فيه المفاهيم والعلاقات . لقد كانت الحرب تجربة سيئة وغير إنسانية لذلك فانهم غاضبون وبداخلهم احساس كبير بالمهانة . وفى لحظات مواجهة النفس كان لابد من الخوض في دائرة الأسئلة الصعبة عن الحرب ومشروعيتها وجدواها .

تعتيم
وضمن الأفلام التى عرضت في مهرجان الشرق الأوسط في ابوظبى كان لنا ان نشاهد ( 'صور مطموسة) من بطولة ايزي دياز ودانيل شيرمان ومن اخراج بريان دي بالما وقصة الفيلم تدور أيضا حول بعض ما يحدث في العراق، وقد صورها المخرج بكاميرات الديجتال في شكل فني يحاكي السينما التسجيلية، حيث يعيد سرد وقائع تعرف عليها من خلال الانترنت وتتجاهلها السلطات الاميركيةوتعتم عليها كل وسائل الأعلام. والحادثة الاساسية في الفيلم هي قيام جنديين اميركيين في يوليو 2006 باقتحام منزل اسرة عراقية في سامراء، وقتل الام والجد والابنة بعد اغتصابها، مستغلين غياب الأب. عن الفيلم قال دي بالما انه محاولة لتعريف الجمهور العريض بحقيقة ما يحدث في العراق، واضاف :( في فيتنام كانت هناك مذابح، ولكن لم يكن ذلك عاديا ويحدث يوميا مثلما يحدث الآن في العراق، واميركا كانت تعلم، ورغم أن الافلام التي انتجت عن فيتنام كانت بعد الحرب فان الصحافة كانت حرة وتحكي الحقيقة، وكان هناك حركة قوية للرأي العام. يستخدم ( صور مطموسة ) الشكل التسجيلي من خلال مجموعة متنوعة من مواد مصادر المعلومات، منها مشاهد من اشرطة المراقبة، وشهادات متوافرة على الانترنت ومواد اخبارية ، وكان دي بالما قد تناول حادثة مشابهة حدثت في فيتنام في فيلمه 'ضحايا الحرب' عام ،1989 ولكنه ينتقد ان ما كان يعرفه الاميركيون عن فيتنام كان أكثر بكثير لوجود مجلات صور مثل 'لايف' التي أثرت على الرأي العام الاميركي، أما الآن فإن القائمين على حرب العراق ومعظمهم ممن شهدوا حرب فيتنام قد تعلموا درسا واحدا وهو عمل تعتيم اعلامي للتحكم في الرأي العام. ونختلف مع مايطرحه بالما لان وسائل التعبير والايضاح تفوق بمراحل كثيرة تلك التى كانت موجودة فى الامس القريب .


ومع حلول الذكرى السابعة لهجمات 11 سبتمبر عرضت العديد من صالات السينما بالولايات المتحدة فيلم "في وادي إيلا" وكان لنا ان نشاهدة ايضا فى ختام مهرجان الشرق الاوسط . والفيلم يروي قصة مقتل جندي أميركي عاد من العراق.وقد حمل الفيلم توقيع المخرج الكندي بول هاغيس الحائز على جائزتي أوسكار عن فيلم ( كراش ) عام 2006.وهناك أيضا فيلم يبرز مأساة الحرب على العراق بعنوان (وفاة غريس) الذي قوبل بترحاب منقطع النظير بمهرجان ساندانس.
ونذكر ايضا ( اسود مقابل حملان ) الذى يعرض الان على شاشات الكويت وتصور احداثه تنويعةربما سادسة اوسابعة لموضوع الحرب فى العراق , والفيلم من بطولة توم كروز وميريل ستريب .

مواجهة

الشاشة الكبيرة بالطبع لها دور كبير ومهم ومؤثر في تشكيل الذاكرة و المخيلة , خصوصاً فيما يتعلق بتجارب الحروب التي خاضها الإنسان في القرن الأخير في بقاع مختلفة من العالم. و. قد تاثرت السينما بالحروب وحاولت رصدها و تأريخها. و كان على صناع الأفلام أن يطوروا دائماً لغة سينمائية قادرة على معالجة التجربة و تجاوز اللغة البصرية السائدة في التعامل مع الحروب، خصوصاً تلك التي تنتجها وسائل الإعلام التي تخضع بطرق و درجات مختلفة للرقابة السياسية من قبل صناع الحروب أنفسهم.‏ و لكن هل يمكن القول إن السينما اليوم تواجه وضعاً جديداً لم تعرفه من قبل في علاقتها الطويلة مع تجارب الحروب الكبرى؟ لقد واجه هذا الفن حالة الحرب في العراق منذ أكثر من أربع سنوات ليكتشف أنه يعيش تجربة جديدة في عصر اختلفت فيه علاقة الناس مع المعلومات بشكل عام، و مع الصورة بشكل خاص. و هناك اعتقاد سائد حالياً في أوساط صناع الأفلام أن هناك حاجة جديدة للغة سينمائية تستطيع التعبير عن تناقضات عصر أصبحت فيه الصورة التي تنقل مباشرة من جبهات الحروب جزءاً من حياة الإنسان اليومية بكل فعالياتها و فضاءاتها فالاجيال الشابة التي لم تعش تجربة حرب فييتنام تبدو محكومة في فهمها للحرب بذاكرة السينما و ما أنتجته من صور و أيقونات و أصوات في أفلام تحولت إلى أفق في المخيلة الجمعية حول هذه الحرب. أفلام عديدة مثل ( الرؤية الان ) و ( صائد الغزلان ) و( العودة الى الوطن ) . و في أفلام أخرى أقل جدية من حيث جمالياتها السينمائية و أكثر حضوراً من حيث طبيعتها التجارية لا تغيب صورة الحرب السينمائية التي صنعت مخيلة الأجيال الشابة حول تجربة فييتنام المريرة. ربما كانت هناك بعض الأسباب التي تدفع إلى مقارنة المعالجة السينمائية لحرب فييتنام مع معالجة ما ظهر من أفلام خلال السنوات الأربع الماضية للحرب الأمريكية على العراق.‏

مقارنة
ويرى راين غيلبى الناقد السينمائى البريطانى فى مجلة نيو ستاتمنت ونرى معه إن المقارنة ضرورية من وجهة نظر تقنية، لكن الفوارق كبيرة و شاسعة بين التجربة السينمائية في كل من الحالتين. إن مقاربة السينما العالمية للمأساة العراقية منذ بدء الحرب الأخيرة مرت بمراحل متعددة بدأت بإنجازات وثائقية متواضعة إنتاجياً ثم وصلت أخيراً إلى استوديوهات هوليود الكبرى. و في نظرة عامة إلى ما قدمه الفن السينمائي في إنتاج معرفة مغايرة للحرب الأمريكية على العراق نرى أن هناك تغيراً نوعياً في علاقة الفيلم بالواقع. ففي أيام حرب فيتنام كان من الصعب بالنسبة للمشاهد المهتم العثور على فيلم يتناول موضوع الحرب كحدث معاصر بلغة مغايرة للإعلام السائد الذي كانت تحكمه رقابة سياسية مشددة. و في أحسن الأحوال كانت بعض الأفلام تستخدم صوراً تقارن علاقة الولايات المتحدة المعاصرة مع العالم بصراعات ماضية مثل الحرب الكورية أو الإبادة الجماعية للهنود الحمر كما في فيلم "الجندي الازرق". أما في حالة الحرب على العراق، فإن الجمهور المعاصر يعيش في فضاء عامر بالصور و الأصوات الحية عن تلك الحرب. إن ثورة الاتصالات الرقمية قد وفرت أيضاً إمكانية كبيرة لتجاوز سلطة الرقابة السياسية التقليدية ، و وفرت أيضاً إمكانية لتجاوز سلطة الرقابة الثقافية و الذاتية التي تفرضها حدود الاختلاف بين المجتمعات و الثقافات. و هكذا وجدت السينما نفسها في واقع يحتم البحث عن جماليات و لغة جديدة يمكن لها أن تقنع المشاهد بدفع ثمن التذكرة بحثاً عن شيء جديد لم يجده على شبكة الإنترنت التي تضج بأصداء الفاجعة العراقية. كانت بداية هذه المغامرة السينمائية الجديدة في مجاهل الفاجعة العراقية بطيئة مع أفلام مثل "شظايا العراق" و الإنتاج الهوليودي المشوق "مملكة و استسلام". ثم تتالت أفلام عديدة. كما ذكرنا .و هناك نماذج أخرى عديدة من الأفلام التي تصدت إلى المغامرة الكبيرة في إنتاج صورة فنية عميقة للمأساة العراقية. بعض هذه الأفلام لم يقارب موضوع الحرب كمادة مباشرة، بل حاول رصد الآثار العميقة و الطويلة المدى على الواقع الإنساني الكوني بشكل عام، و على المخيلة الأمريكية بشكل خاص. و يتميز فيلم المخرج روبرت ريدفورد كنموذج على هذا الاتجاه. أما في الجانب الوثائقي فكانت هناك أفلام متميزة و هامة جداً نذكر منها: (لا نهاية في الرؤية) الذي يفضح الأداء الرديء للسياسة الأمريكية في مرحلة ما بعد احتلال العراق، و فيلم "جبهة من أجل الحديثة" للمخرج نايك برومفيلد و هو عبارة عن إعادة بناء لقصة المذبحة التي نفذها الجنود الأمريكيون بحق أربعة و عشرين من المدنيين العراقيين. لأجيال قادمة.
قال بعض قدامى المحاربين في القوات المسلحة الأميركية والخبراء العسكريين إنهم يشعرون بخيبة أمل نتيجة الأمور السيئة التي سجلتها عائدات شبابيك التذاكر للأفلام المبينة على سيناريوهات الحرب على العراق.
وذكرت صحيفة «سان فرانسيسكو» كرونيكل أنه على الرغم من مشاركة نجوم الصف الأول في هوليوود والآراء الجيدة للنقاد في غالبية الأحيان، فإن الأفلام الحربية مثل «أسود لحملان» و«في وادي ايلا» لا تستقطب محبي الأفلام السينمائية.وقال الرقيب أول في الحرس الوطني الأميركي جبار ماغرودر الذي خدم لمدة 11 شهراً في العراق «اعتقدت أنه مع هذا الحشد من النجوم، فإن جزءاً من أميركا على الأقل سيتوجه لمشاهدة الأفلام».
بالطبع كل هذه التجارب السينمائية هامة و تبدو للكثيرين واعدة، لكنها قليلة إذا أخذنا بعين الاعتبار أن الحرب بدأت منذ أربع سنوات و أنها تركت آثاراً عميقة و هائلة في الواقع العالمي و في حياة الناس في كل مكان. لقد كانت نقطة التحول بالنسبة للصناعة السينمائية التي كانت تتبنى شعار "لا تذكر الحرب" هو ما فعله مايكل مور في احتفالية توزيع جوائز الأوسكار عام 2003. لقد كان خطاب مايكل مور الجريء في تلك الاحتفالية مقدمة مثيرة سينمائياً لمرحلة التخلي عن شعار "لا تذكر الحرب»: و بداية من هذه النقطة وجدت الصناعة السينمائية نفسها متحررة مما قيدها لبعض الوقت في اكتشاف أن الحرب على العراق مادة سينمائية غنية يمكن من خلالها كتابة تاريخ الذاكرة الإنسانية التي ستشغلها هذه الحرب

عماد النويرى


Wednesday, November 28, 2007



لمناسبة احتفالات العربى بيوبيلها الذهبى
اسبوع افلام من الخليج

ضمن احتفالات مجلة العربى بيوبيلها الذهبى يقيم نادى الكويت للسينما اسبوع - افلام من الخليج- فى الفترة من 3 الى 7 فبراير 2008, ويتضمن الاسبوع عرض افلام مختارة روائية وتسجيلية من دول مجلس التعاون الخليجى, كما يستضيف الاسبوع نخبة من السينمائيين الخليجيين.من الافلام التى ستعرض خلال الاسبوع الفيلم العمانى – البوم- من اخراج خالد الزدجالى وفيلم -حكاية بحرينية- من اخراج بسام الزوادى, والفيلم الاماراتى - مرايا الصمت- للمخرج نواف الجناحى, والافلام السعودية - 500 كيلو سينما- و- طفلة السماء- و- نساء بلاظل- . ويستضيف الاسبوع بسام الزوادى وحسن حداد وفاطمة عبد الرحيم ومريم زيمان من البحرين , وخالد الزدجالى من عمان, ومسعود امراللة ونواف الجناحى من الامارات, وعبداللة العياف وهيفاء المنصور من السعودية. وعلى هامش الاسبوع تقام عدة ندوات لمناقشة الافلام المعروضة والحديث عن سينمات دول مجلس التعاون الخليجى المختلفة. وضمن نشاطات الاسبوع يشارك الناقد البحرينى حسن حداد كمتحدث رئيسى فى ندوة عن السينما فى البحرين, كما يشارك المخرج السعودى عبداللة العياف كمتحدث رئيسى عن السينما فى السعودية.

Sunday, November 25, 2007


مشاهدات

فى ( بيوولف ) زيميكس يضيع الاسطورة وام غريندل
تفتن الملوك والابطال

مخلوقات مشوهة وصور سينمائية بديلة
بطل مغرور وزير نساء يدافع عن مملكة بلاشعب
مقدرة كبيرة ومتفردة فى صناعة الصورة السينمائية
مخرج عبقرى وفتوحات عظيمة فى ( الكمبيو سينما ) !



كان لى ان اختار بين مشاهدة عدة أفلام من تلك التى تعرض على شاشات الكويت في الوقت الحالي للكتابة عنها لصفحة السينما هذا الأسبوع , وبمجرد متابعة سريعة لما يعرض كان من الطبيعي ان تميل كفة الاختيار لفيلم ( بيوولف ) . والسبب الأول لهذا الاختيار ان مخرج الفيلم الفيلم هو روبرت زيميكس الذى قدم للسينما العالمية كمنتج وكاتب وممثل ومخرج قدير مجموعة من الأفلام المهمة التى حازت على الكثير من التقدير النقدي والجماهيري إضافة الى حصولها على العديد من جوائز الأوسكار مثل ( فورست غامب ) و( اتصال ) و( كاستا اواى ) والسبب الثاني هو الاطلاع على فصل آخر من فصول تجربة تقنية سينمائية جديدة وهى تقديم أفلام رسوم متحركة بالبعد الثالث تماثل الى حد مذهل تجربة تقديم ممثليين طبيعين . والسبب الثالث هو وجود اسماء كبيرة مرتبطة بالفيلم , حتى وان ولم يظهروا فيه مثل جون مالكوفيتش وانتونى هوبكنز وانجلينا جولى . و السبب الرابع هو وجود أسطورة البطل الشعبي ( بيوولف )في ترجمة مرئية ومسموعة وكان من المهم معرفة كيف تلعب السينما دورها في استحضار الأساطير وتحويلها الى شى ساحر بقدرته ان يفتن المشاهد ويجعله مبهورا ومسحورا بحكايات وخيالات الأولين . لكن هل يكفى كل ذلك ليصنع فيلما ناجحا . وكان لابد من المرور اولا على معنى الأسطورة مع إطلالة على بطل الأسطورة للتعرف على حكايته الأصلية .
علاقات والهام
الأسطورة هي الجزء الكلامي المصاحب للطقوس البدائية حسب رأي كثير من الباحثين ، وبعضهم يؤكدون أن الطقس أسبق من الأسطورة ، وقد احتفظ التراث الشعبي بكثير من العناصر الأسطورية والطقوسية ، ، وتعتبر الأساطير أقدم مصدر لجميع المعارف الإنسانية .
و الأساطير هي الأحاديث التي تفتقر إلى النظام ، وهي جمع الجمع للسطر الذي كتبه الأولون من الأباطيل والأحاديث العجيبة ، وسطر تسطيرا تعني أنه ألف وأتى بالأساطير . والأسطورة هي الأقوال المزخرفة المنمقة . وكانت الأسطورة عند القدماء تمثل علاقتهم بالكائنات ، وآراءهم في الحياة ، ومشاهداتهم ، وكانت مصدر أفكارهم ، ألهمتهم الشعر والأدب ، وكانت الدين والفلسفة معا .
قاسم مشترك
وتشكّل الأسطورة الشعبية والتراثية التاريخية كما يرى الدكتور عبد المعطى شعرواى في كتابه (أساطير إغريقية ) , حيزاً زمانياً ومكانياً مهماً في تاريخ الحضارات الإنسانية المتعاقبة والمتزامنة, وبالتالي في تاريخ الفكر البشري منذ تشكلاته الأولى حتى الوقت الراهن، فما من شعب من الشعوب او امة من الامم الا ولها أساطيرها وخرافاتها الخاصة بها، ومن الملاحظ ان ثمة تداخلا واضحا بين هذه الأساطير، فالأسطورة الواحدة تنمو وتتشعب لتنتقل من حضارة الى اخرى ، فعلى سبيل المثال يلاحظ ان اسطورة «تموز وعشتروت» او ادونيس وعشتار هي بابلية ويونانية ورومانية وفينيقية وان اختلفت التسميات الأسطورية للشخصيتين الأسطوريتين «عشتار» وادونيس، فان قاسما مشتركا بين ملامحها وخصائصها وابعادها الأسطورية ومدلولات رموزها.وكذلك أسطورة «شهرزاد وشهريار» فان لها بعدا اجتماعيا وسياسيا وفكريا في التاريخ، هذا التاريخ الذي يمتد الى الحضارات الهندية والفارسية والعربية التي شكلت الف ليلة وليلة، فالأسطورة هي نتاج معرفي جماعي يجسد وضعا معرفيا انثروبولوجيا، بوساطته يمكننا دراسة المكونات الثقافية والفكرية لدى امة من الامم، او شعب من الشعوب، وهي بنية مركبة من تاريخ وفكر وفن وحضارة، وبالتالي فان لها قدرة على الامتداد ماضيا وحاضرا ومستقبلا، ويمكن اعتبارها مرجعا ثقافيا متميزا تنهل منه الكثير من الدراسات الاجتماعية والفكرية والتاريخية والفلكلورية، انها مكوّن أساسي من مكوّنات الفكر الإنساني، وقد رافقت الانسان في كفاحه المتواصل مع الطبيعة وتبدلاتها وقسوة الحياة وشظفها، وهي المعادل لخيبات هذا الانسان، والبؤرة التي يرى منها النور والفرح واشراقات المستقبل. انها تجسد حلم الانسان في مستقبل اكثر نقاء، وفي علاقات اكثر تكافؤا وعدالة.ولم يقتصر تأثير الفكر الأسطوري على الدراسات الانثروبولوجية والاجتماعية فحسب، بل تعداها الى انواع الفنون كافة: الرسم والموسيقى والنحت والشعر والرقص، بالإضافة الى معظم الاجناس الأدبية التي استفادت منه - اي الفكر الأسطوري – فالاسطورة موجودة في القصة والرواية والمسرح، وقد اثرت حديثا في الأعمال الدرامية التلفزيونية والسينمائية ، وهي في بنيتها العميقة رؤية شعرية مركبة تجمع بين التاريخ والفكر والفن . وسنكتفى بذلك القدر من تعريف الأسطورة التى هى فى بنيتها العميقة مرة ثانية ( رؤية شعرية مركبة تجمع بين التاريخ والفكر والفن ) .
اشارات ضمنية
واذا كان الادب الانكليزي القديم يعود بالدرجة الأولى إلى الثقافة العالمية للمملكة الإنجلوسكسونية، التي كانت موجودة في القرن الخامس الميلادي وانتهت على يد الغزو الروماني. ولعل المصطلح الأكثرُ دقة لوصف تلك الحقبة هو الأدب "الإنجلوسكسوني"فان من اشهر ما كُتب في تلك الحقبة هو ملحمة بيوولف، التي تحلق بنا إلى عصر اشتهر بمحاربة الوحوش وقتلها في الدول الاسكندنافية , إلا أنها تتضمن في الوقت ذاته صراعاً بين الخير والشر، بين ما هو إنساني وما هو وحشي، إذ يظهر الوحش الرئيسي في الملحمة، غريندل، على انه عدوُ الإله، وكان يتطلب من قارىء هذه الملحمة أن يستشف ليس الإشارات التي تُنَوَّهُ إلى عالم الأسلاف فحسب، بل عليه أن يميّز الإشارات الضمنية للجانب البطولي في المجتمع المسيحي أيضاً. وإن الأفعال المسيحية والبعثات والاستشهاد لتخليص العالم مما هو عليه من آثام يمكن تفسيره حسب مفاهيم البطل المتعلقة بالكتاب المقدس في هذه الملحمة، بمعنى آخر أن البطل في هذه الملحمة، بيوولف، يوَّفِقُ ما بين مَن ينعمُ في مجتمع زراعي يسوده النظام والاستقرار، ومَن ينعَمُ في مجتمع لا يسوده الاستقرار بل يشهد تجوال بطله المحارب. فنلاحظ بطل الملحمة، بيوولف، يقفزُ من ثقافة دينية ينظر إليها كسرّ من أسرار الديانة النصرانية ولا يمكنه فكّ لغزها ببساطة وكأنها تُحجب نفسها عن الآخرين بحجاب، ويرى في الطبيعة علامات ومعاني لا يمكن فكّ طلاسمها، ورعبا وإعجازا يجسده الوحش الرئيسى في الملحمة، غريندل، وأعوانه وأقاربه وكذلك التنيين، وكل ذلك يدّل على تعدد الأغراض الدينية التي تحملها الملحمة، حيثُ أنه كلـَّما تمّ فهم معجزة الإله فهما صحيحا يمكن عندئذ استيعاب إرادته ومشيئته، وكذلك كلـّما تمّ فهم الصراع القائم بين الخير، المتمثل بالإنسان، والشر، المتمثل بالشيطان، فإنه يمكن وقتئذ فهم الغرض من وراء ذلك الصراع. وعندما تصل الملحمة إلى الحل ويوشك البطل بووليف أن يقضي على آخر تنيين، يظهر بووليف بمظهر الرجل المتعب الذي ما إنفك يفكر بمصيره المحتوم، وتأتي الخاتمة بموت البطل وأجواء الحزن والتشييع الفخم الذي يليق بمقامه، فموت بيوولف يترك فراغا سياسيا يحاول أمراء المقاطعات المتاخمة استغلاله.
وكل هذه المقدمة الطويلة عن تعريف الأسطورة وعن حكاية ( بيوولف ) لنقترب اكثر من الفيلم الذى يعرض الان على شاشات العرض العالمية كما يعرض فى الكويت فى الوقت ذاته .
خلل اساسى
ازعم ان الفيلم على مستوى السيناريو لم يحاول ان يتفهم بشكل عميق المغزى الأخلاقي لاسطورة ( بيوولف ) . ولم تكن العلاقات واضحة بما فيه الكفاية بين الملك هروثغار والوحش ( غريندل ) كما لم تكن العلاقة واضحة بين بيوولف وام غريندل ويمكن استنتاج العلاقات من تطور الاحداث فكما يبدو فان غريندل هو ابن الملك هروثغار كما ان التنين الذى اخذ يصارع ( بيوولف ) هو ابن ( بيوولف ) من ام (غريندل ) التى يبدو انها اغوته عندما ذهب لقتلها فى البحيرة المظلمة . وللآسف لم نتعرف اكثر على ام (غريندل ) الفاتنة الساحرة المتوحشة المغرمة بإغواء الملوك والأبطال حتى تلد منهم مخلوقات مشوهة ومتوحشة . ثم لم نتعرف كثيرا على تاريخ الوحش ( غريندل ) الذى اتانا كمسخ مقرف يقطع راس واحد من مهاجميه ثم يقوم امامنا بقرمشتها ثم مضغها بطريقة مقرفة ومقززة . وعندما يقطع ( بيوولف ) يده يذهب هذا ( الجرندل ) الى امه باكيا مثل طفل صغير . وهو فى الواقع لايثير شفقتنا ولايستحوز على تعاطفنا .
وبالنسبة للملك هروثغار لم يقدم لنا السيناريو اى دلائل تشير لنا عن طبيعة هذه المملكة التى يحكمها هذا الملك كل ماشاهدناه عبارة عن مجموعة من علية القوم وبعض الحرس فى قاعة خاصة بالسكر والعربدة , ولم نجد ابدا مملكة لها تاريخ وشعب يستحق الحياة . ( يمكن هنا نتذكر فيلم ( قلب شجاع ) لميل غبسون وكيف تم التعاطف مع البطل الأسطوري لانه كان يحمل قضيةواضحة وكانت دوافع مبررة .) . هل نستطيع ان نقول ان بيولف بطل يستحق ان نتعاطف معه وقد رسمه السيناريو كبطل مغرور وزير نساء جاء من أعماق البحر ليدافع عن مملكة بلا شعب وملك فاقد للوعى من طول معاقرة الشراب . اذن وكما يبدو فان الخلل الأساسي الذى وقع فيه السيناريو انه فرغ الأسطورة من محتواها الأخلاقي وخلط بين المفاهيم والقيم , ومزج بين الخير والشر في توليفة شيطانية ثم قدم لنا تسلية قليلة الدسم بعيدة عن اى عمق فكرى من تلك الأعماق التى تهدف الاساطير لسبر اغوارها .
فتوحات عظيمة
على مستوى الفيلم ( الفن ) يمكن الحديث عن فتوحات عظيمة فى عالم التقنية السينمائية ويمكن الحديث على مقدرة كبيرة ومتفردة فى صناعة الصورة السينمائية بالطرق الحديثة . كما يمكن الإشارة الى عبقرية المخرج روبرت زيمكيس , واعتباره واحدا من اهم المخرجين المعاصرين الذين يقومون بتسخير الكمبيوجرافيك لصناعة صورسينمائية بديلة تختصر الوقت , وتلغى الممثل وتمثل صفحة جديدة فى الوقت ذاته فى تاريخ التمثيل .وبلا شك ومع هذا الفيلم يمكن القول ان السينما قريبا ستتحول بالكثير من عناصرها الاساسية الى فعل كمبيوترى . طبعا هذا يحدث منذعقود لكن ماسوف يحدث قريبا هو اننا بحق على عتبات مايمكن تسميته ب ( الكمبيوسينما ) لكن فى زحمة كل ذلك يبدو ان زيميكس نسى او ربما تناسى اهمية ان يقدم لنا ماوراء الصور . وكل ماقدمه لنا عبارة عن اباطيل واحاديث عجيبة .
عماد النويرى

Saturday, November 24, 2007









على هامش مهرجان القاهرة
هشام الغانم فى ندوة السينما الرقمية


تم اختيار هشام فهد الغانم المدير العام للبرامج و الخدمات في شركة السينما الكويتية الوطنية كمتحدث أساسي في ندوة السينما الرقمية (الديجيتال) و مستقبلها في الشرق الأوسط و التي ستعقد بتاريخ 2/12/2007 و ذلك على هامش مهرجان القاهرة السينمائي الحادي و الثلاثون الذي سيبدأ أعمالة خلال الفترة من 27/11/2007 و لغاية 7/12/2007 وقد وجهت له الدعوة من الدكتور/ عزت أبو عوف رئيس المهرجان ।




كلام الصورة : هشام الغانم

Thursday, November 22, 2007


سينما الشباب ........ على الفضائية الكويتية


يعرض تلفزيون الكويت على القناة الاولى والفضائية البرنامج الوثائقى ( سينما الشباب ) وذلك يوم الاحد المواق 25 نوفمبر 2007 الساعة العاشرة مساء والبرنامج عبارة عن ثلاث سهرات سينمائية ستعرض على التوالى كل يوم احد فى نفس التوقيت . وتتضمن السهرات لقاءات مع عدد من المخرجين الجدد الذين شاركوا بأفلامهم في تظاهرة أفلام الهواة التى اقامها نادى الكويت للسينما بالتعاون مع شركة السينما الكويتية خلال شهر يونية 2007 , وشارك فيها اكثر من 25 فيلما لاكثر من عشرين مخرجا كويتيا من الهواة .. يشارك حبيب حسين في الاخراج المخرج محمد بولند والسهرات من إعداد عماد النويرى .

Wednesday, November 21, 2007



اسماعيل يس ...... الف مونولوج و500 فيلم
والدنيا لما تضحك




أفلام إسماعيل يس الكوميدية مازالت هي المفضلة عند الكثيرين من الصغار والكبار حتى وقتنا هذا , وهو أول فنان تصنع له أفلام تسمى باسمه بجانب الفنانة الراحلة ليلى مراد . فهناك سلسلة أفلام مغامرات إسماعيل يس , واسماعيل يس في البوليس , وفي الأسطول , وفي الجيش , وفي الطيران وفي متحف الشمع , وفي حديقة الحيوان , وفي مستشفى المجانين , وعفريتة إسماعيل يس, وإسماعيل يس يقابل ريا وسكينة وغيرها .
ولد إسماعيل يس في العام 1912 بمدينة السويس الساحلية وكان والده يمتلك محلاً لصياغة الذهب وكان مسرفاً للغاية لدرجة سببت له العديد من المشاكل مع والدة ، . وكان إسماعيل وقتها في السادسة من عمره وعندما توفت امه لم يستطع الوالد أن يعيش بلا زوجة فتزوج مرة أخرى إلا أن زوجة أبيه كانت لا تعتني به ، ومن ثم أعطاه لجدته لأمه لكي تربيه ولكنها أيضاً لم تكن تحب الطفل إسماعيل لأنها كانت تكره والده وتعتقد أنه سبب وفاة ابنتها . لم يتحمل إسماعيل المعاملة السيئة من جدته وهرب من المنزل وعمل منادياً للسيارات على ناصية محل به فونوغراف يذيع باستمرار أغاني محمد عبد الوهاب . وكان لهذه الأغاني دور مهم في تكوين وتشكيل وجدانه بل ومشواره الفني أيضاً لدرجة أنه تمنى لو أصبح مطرباً . وبالفعل كون فرقة من أصدقائه وبات يغني لهم وعاش يحلم بمنافسة محمد عبد الوهاب بعد أن أقنعه رفاقه بأن صوته جميل وقرر أن يسافر الى القاهرة لتحقيق حلمه هذا ، فأخذ من جدته ستة جنيهات وسافر للقاهرة وتوجه فور وصوله الى مقهى التجارة بشارع محمد علي وهو المقهى الذي يتخرج منه الفنانون دائماً وكأنه مدرسة أو معمل تفريخ لهم ولكنه فشل في العثور على فرصة مناسبة ولم يتحمل الجوع والتشرد فعاد الى السويس على أمل أن يعود ثانية للقاهرة بعد أن يوفر مبلغاً من المال . وبالفعل عاد بعد أن جمع له أصدقاؤه مبلغ ستة جنيهات ونزل الى القاهرة بعدما أفلس والده ودخل السجن .
في العام 1930 وجد عملاً في مكتب المحامي خليل حمدي ككاتب واستطاع بخفة دمه وسرعة حركته في كسب ثقة العملاء وفي كسب بعض المال واستأجر حجرة في حي السيدة زينب ولم يكن فيها أي قطع أثاث سوى ورق الجرائد الذي كان يفترشه وينام عليه يتغطى به . ولكنه مع هذا لم ينس حلمه بأن يصبح مطرباً وانتهز فرصة دعوته لحضور إحدى الحفلات واخذ معه فرقة موسيقية وشرع في غناء أغنية ( يا وردة الحب الصافي ) لعبد الوهاب ولكنه لم يجد أي تجاوب من الحاضرين بل بالعكس طلبوا منه أن يكف عن الغناء ، فتدارك الموقف وأخذ يلقي بعض النكات ونجح في شد انتباههم مرة أخرى . وكان من ضمن الحاضرين رجل يدعى محمد عبد المنعم فنصحه بأن يصبح منولوجستاً بدلاً من أن يكون مطرباً وأن يغير في كلام أغاني عبد الوهاب لتناسب طريقة غنائه الجديدة . وسمع إسماعيل النصيحة وعمل بها فعلاً وبعد ذلك اشترى أول مونولوج غنائي من الملحن اللبناني عبد الغني الشيخ وكان اسمه ( مات مات وعينه بتغمز للستات ) . واستطاع أن يلتحق بفرقة بديعة مصابني وأصبح منولوجستا ( نظير أجر قدره عشرون قرشاً ) في الليلة ثم استقال من مكتب المحامي وخطر له أن يعمل في السينما فذهب للمخرج توجو مزراحي الذي رفض أن يشغله وقال له ( روح اعمل عملية تجميل تضيق بها بقك شويه لان وشك كله بق ) . وبالفعل خرج إسماعيل يس يبحث عن جراح تجميل ولكنه لم يستطع أن يتحمل تكاليف العملية لأنها تكلف ثلاثين جنيهاً وهو لا يمتلك هذا المبلغ الخرافي وقتها .
ظل إسماعيل يس طوال فترة الثلاثينات يعمل منولوجستاً وأصبح مشهوراً وتفوق على زملائه حسن المليجي وسيد سليمان وأصبحت الإذاعات الأهلية تتهافت عليه الى أن التقطه المخرج فؤاد الجزايرلي في العام 1939 وقدمه للسينما في دور صغير في فيلم ( خلف الحبايب ) أمام عقلية راتب ، ثم تلقفه على الكسار وضمه الى فرقته التي كانت وقتها تنافس فرقة نجيب الريحاني واشترك بالفعل مع الكسار في بطولة أفلام ( علي بابا والأربعين حرامي ) في العام 1942 و( نور الدين والبحارة الثلاثة ) في العام 1944 من إخراج توجو مزراحي وهما بالفعل بدايته الحقيقة في السينما . وتعتبر فترة الأربعينات وحتى منتصف الخمسينات فترة ازدهاره الفني فقد كان يمثل كل عام في ما يقرب من 15 فيلماً ومن أبرزها أفلام ( القلب له واحد ) و( ليلة الجمعة ) و( ليلة الحظ ) و( أحب الغلط ) و( عقبال البكاري ) و( محسوب العيلة ) . وكان إسماعيل يس دائماً صديق البطل الذي يتمتع بخفة الدم والطيبة وخاصة في أفلام فريد الأطرش ومحمد فوزي وأنور وجدي وكمال الشناوي .
في منتصف العام 1944 شعر بحاجته لتكوين أسرة وعائلة فتزوج من المنولوجست سعاد وجدي ولكن هذا الزواج لم يستمر سوى شهرين فتزوج مرة أخرى من الراقصة ثريا حلمي ولكن هذا الزواج أيضاً لم يستمر سوى أسبوعاً واحداً فقط ، فتزوج للمرة الثالثة من أم ولده يس في العام 1945 وكانت فاتحة خير عليه .
وبعد رحيل نجيب الريحاني في العام 1949 وتوقف علي الكسار ارتفعت اسهم إسماعيل يس وأصبح يأخذ بطولة العديد من الأفلام منها فيلم ( المليونير ) مع كاميليا في العام 1950 وفيلم ( الدم يحن ) مع دريه احمد وحسين رياض في العام 1952 ، ولكنه لم يحقق أي نجاح من خلالهما فعاد مجدداً لتمثيل الأدوار الثانوية في فيلم ( بيت الأشباح ) مع كمال الشناوي و( الحموات الفاتنات ) مع كريمان و( دهب ) مع أنور وجدي وفيروز و( الدنيا لما تضحك ) مع شكري سرحان ونجاح سلام .
في العام 1954 التقى بالمخرج فطين عبد الوهاب وقام ببطولة فيلم ( الآنسة حنفي) الذي يعتبر بكل المقاييس نقطة انطلاق بالنسبة لإسماعيل يس وأيضاً بالنسبة لفطين عبد الوهاب ولمسيرة الفيلم الكوميدي في مصر . ومن ثم أسند إليه المخرج بطولة فيلمه ( إنسان غلبان ) أمام محمود المليجي ونجح أيضاً . وهذا ما جعل إسماعيل يس يثق في نفسه أكثر وجعل المنتجين والمخرجين يستثمرون هذا النجاح فأسندوا إليه بطولة 17 فيلماً وتناوب عليه جميع المخرجين تقريباً ، إلا أن السلسلة التي أخرجها له فطين عبد الوهاب تعتبر من أقوى أفلامه السينمائية وكذلك الأفلام الأخرى التي أخرجها له وهي ( ابن حميدو ) و( العتبة الخضراء ) و( امسك حرمي ) و( حلاق السيدات ) و( الفانوس السحري ) .
لم يكن العام 1954 انطلاقه في السينما فقط بل في المسرح أيضاً . فقد كون فرقة تحمل اسمه مع صديقه المؤلف أبو السعود الابياري وبدأت أول عروضها بمسرحية ( حبيبي كوكو ) التي عرضت على مسرح ميامي ، ثم تبعها بـ 61 مسرحية من تأليف وتمصير أبو السعود الابياري . وكان من ضمن نجوم الفرقة وقتها السيد بدير ومحمود المليجي وشكري سرحان وتحية كاريوكا وعقيلة راتب وسناء جميل وزينات صدقي وعبد الفتاح القصري ، وانضم إليهم لاحقاً يوسف شعبان وبدر الدين جمجوم . وكانت آخر مسرحية قدمتها الفرقة ( حكاية جوز ) في نوفمبر 1966 ، ثم سافر إسماعيل يس الى بيروت وعاش فيها سنتين وعمل في عدة أدوار لا تذكر أيضاً . وعندما أصيب إسماعيل يس بالتهاب رئوي لم يستطع متابعة العمل وحاصرته الضرائب وكأنما أحس بنهاية أجله ، فقد كان آخر أفلامه ( وصية المرحوم ) وهو فيلم تلفزيوني عرضه التلفزيون قبل رحيله بأيام قليلة وتوفى إسماعيل يس في 24 مايو على اثر أزمة قلبية حادة 1972 عن عمر يناهز الستين عاماً تاركاً رصيده الفني الذي يبلغ 73 مسرحية كوميدية 1000 مونولوج وحوالي 500 فيلم كوميدي منها 42 فيلماً تحمل اسمه ومازال الإقبال على مشاهدتها مستمراً .


اعداد عماد النويرى

Friday, November 16, 2007


















تضمنت فيلما وشهادات فنية
أمسية سينمائية عن الراحل عبدالرحمن المسلم


أقام نادي الكويت للسينما ليلة سينمائية تخليدا للمخرج الراحل عبدالرحمن المسلم حضرها حشد كبير من الفنانين والمثقفين والاعلاميين والمهتمين بالشأن السينمائي وعدد من اعضاء مجلس ادارة النادي تقدمهم نائب رئيس مجلس الادارة هشام الغانم ونجاح كرم امينة سر النادى والمخرج عامر الزهير عضو مجلس ادارة النادى , وعماد النويرى مدير النادى كما حضر الامسية الكاتبة ليلى العثمان والكاتبة عواطف البدر والفنان جاسم النبهان والفنان جمال الردهان واحمد ايراج والفنانة باسمة حمادة وحضر ايضا المخرج حبيب حسيناستهل الليلة المذيع عبدالرضا بن سالم مقدم الحفل بالترحيب بالحضور مضيفا ان المخرج الراحل كان قليل الظهور هادىء الطبع الا انه استطاع ان يبرهن على تميزه من خلال سلسلة من الاعمال التي قدمها.من جهته اكد هشام الغانم، نائب رئيس مجلس ادارة نادي الكويت للسينما، انه لم يعرف عبدالرحمن المسلم الا منذ فترة قصيرة وبالتحديد عام 2004 رغم انه كان يسمع من الاخرين عنه، مشيرا الى انه كان يتمنى بعد انتخاب مجلس ادارة النادي الحالي ان يقدمه في ندوة او لقاء ليقدم للجيل الجديد ما لديه من خبرة.وقال ان المسلم كان احد الرواد القلة للسينما في الكويت يعطي دائما دون ان ينظر الى اي امور اخرى من أجل أن يحذو الجميع حذوه.يملك رؤيةواشاد المخرج عامر الزهير في مداخلته برؤية المسلم السينمائية وقال لقد عرفته منذ سنوات طويلة في الولايات المتحدة الاميركية في السبعينات حين كان يدرس الهندسة الكيميائية واكتشفت انه يملك رؤية ادبية وقدرات غير عادية وكذلك يملك القرار الحاسم والدليل هو تضحيته بدراسته في الهندسة بعد عامين ونصف العام ويتجه لدراسة الفنون بعد ذلك، مشيرا الى انه تميز في الكتابة ولم يمهله القدر لمواصلة رحلة الابداع.يحب الاستماعوالقى الفنان عبدالعزيز المسلم كلمة بهذه المناسبة قال فيها ان جزءا كبيرا من حياتي تأثر بهذا الرجل، لاسيما بمسرح الرعب، مشيرا الى انه كان اصغر كويتي يدرس في اميركا.وطالب الفنان جاسم النبهان خلال الكلمة التي القاها بهذه المناسبة بضرورة دعم جيل الشباب وابراز ما يقدمه سواء في الصحافة الكويتية او على المستوى الرسمي من قبل المسؤولين.عرض في الامسية آخر مقابلة تلفزيونية للراحل عبدالرحمن المسلم وكذلك عرض فيلم الفخ الذي لعب بطولته غانم الصالح

وجاسم النبهان।



مفرح حجاب
جريدة القبس 16/10/2007

Wednesday, November 14, 2007






السينما في الكويت .. من جديد المكتبة السينمائية العربية


في كتابه 'السينما في الكويت' الصادر عن هيئة ابوظبى للثقافة والتراث يقدم الناقد السينمائي الزميل عماد النويري رؤية توثيقية ونقدية للسينما في الكويت معتمدا على عرض تاريخي لبدايات النشاط السينمائي في الكويت، بالإضافة الى شهادات لبعض رواد العمل السينمائي، ويقدم الكتاب كذلك كشف حساب ومساءلة لأنشطة وفعاليات نادي السينما الكويتي منذ بداياته في العقد السابع من القرن الماضي وحتى الآن، أهمية هذا الكتاب نابعة من عمل النويري مديرا لنادي السينما في الكويت، مما جعل هذا الكتاب بمنزلة شهادة عن قرب على النشاط السينمائي الكويتي وليست رؤية شخصية عاجية بعيدة عن الواقع।النقاط الثلاثفي مقدمته المركزة والمكثفة يعرض النويري لثلاث نقاط بالغة الأهمية، تعتبر مدخلا ضروريا للقارئ العادي لتعريفه ببعض المسائل المتعلقة بالإنتاج السينمائي الحديث، كذلك تلقي هذه النقاط الضوء على الجوانب التاريخية لمرحلة بدايات السينما الكويتية।النقطة الأولى هي على الرغم من عدم وجود انتاج سينمائي بالمعنى المعروف، فإن الكتاب يتمحور حول الواقع السينمائي الكويتي المتمثل في العديد من المحاولات الفردية والرسمية التي اسفرت عن سبعة أفلام روائية طويلة، اما عن السبب في غياب الانتاج السينمائي فيشير النويري الى عدة عوامل أهمها عدم وجود قطاع عام مختص بالانتاج السينمائي، كذلك عدم وجود شركات انتاج متخصصة بإنتاج أفلام كويتية ضمن خطط منهجية، ويضاف الى ذلك غياب الدعم الحكومي المنتظم كما يحدث في المغرب وتونس।النقطة الثانية تتعلق ببداية السينما في الكويت وعلى الرغم من الاختلاف الواضح حول التأريخ لهذه البداية بفيلم 'أبناء السندباد' أو بفيلم 'النفط في الكويت'، فإن المؤلف يرى ان فيلم 'أبناء السندباد' الذي صوره الاسترالي آلن فلييرز عام 1939 هو أول فيلم سينمائي كويتي على الرغم من ان هذا الفيلم لم يعرض الا في عام ،1967 اما عن أول عرض سينمائي فكان في عام ،1954 وذلك عندما تم افتتاح أول دار عرض سينمائي وهي سينما الشرق، وكان أول فيلم عرض فيها هو 'أغلى من عينية' بطولة سمير أحمد وإخراج فطين عبدالوهاب।النقطة الثالثة تتعلق بالتطور التكنولوجي الحديث في مجال السينما الذي أدى الى تغير التقنيات التي تتعامل مع السينما ما ادى الى ظهور وسائط اخرى غير النظرية الفوتوغرافية والأرشيف الجديد الإلكتروني، مما ساعد على اعطاء صور متحركة، أدى ذلك الى هدم النظرية القديمة التي كانت تقسم السينمائيين على أساس الكاميرا التي تستخدم سواء كانت سينمائية أم رقمية، وظهر بدلا منها الفكرة التي تعتمد على الرؤية السينمائية التي تقف خلف الكاميرا।شهادات الروادفي الجزء الثاني من الكتاب يعرض النويري شهادات لأبرز اعلام ورواد العمل السينمائي في الكويت وتضمنت شهادات لمحمد قبازرد ومحمد السنعوسي وخالد الصديق وهاشم محمد وقدم هؤلاء الاعلام قراءة تاريخية ونقدية لما في واقع ومستقبل العمل السينمائي في الكويت ولعل ابرز النقاط التي فجرتها هذه الشهادة هي رؤية خالد الصديق لعلاقة الدولة بالانتاج السينمائي، حيث يقول 'أرفض تماما ان تتولى الدولة عملية الانتاج السينمائي، وقد فشلت كل المحاولات التجارية في هذا الاطار فشلا ذريعا ـ في أوروبا الشرقية، في مصر، وغيرها لكن الدولة يمكن ان تقدم المساعدات والامكانات الكافية للإنجاز الابداعي في مجال السينما'، ويوضح الصديق ذلك فيقول 'فعندما انتج فيلما لحسابي الخاص، وتكلفته على سبيل المثال 100 ألف دولار، الدولة تقول: 'مستعدة ادفع نصف المبلغ انجزوا العمل'، هذه الخطوة رائدة وجميلة اذا تمت هنا। وللأسف ان القطاع الخاص 'ليس عندهم ثقة في مجال السينما ولا حماس لخدمة الكويت اعلاميا وثقافيا من خلال السينما لماذا لا يساهمون في دعم انتاج افلام سينمائية ينجزها فنانون وفنيون كويتيون'।نادي الكويت السينمائييخصص النويري جزءا كبيرا من الكتاب لاستعراض تاريخ وأنشطة نادي الكويت للسينما هذا العرض يعتبر بمنزلة شهادة تاريخية توثيقية تفصيلية لم يسبق طرحها الى الآن بمثل هذا التفصيل الدقيق، يبدأ المؤلف بسرد تاريخ افتتاح النادي 'في يوم 14 مايو ،1977 بدأت أولى عروض نادي الكويت للسينما بقاعة غرفة التجارة والصناعة، وحضر العرض كل من محمد السنعوسي وكيل وزارة الاعلام آنذاك ورئيس مجلس الادارة، وعبدالوهاب السلطان، وعامر التميمي، اضافة الى بعض اعضاء النادي، وقد عرض الفيلم التسجيلي الكويتي (الفنون) من اخراج هاشم محمد، ومدته 27 دقيقة، ثم عرض بعده الفيلم الأميركي 'اللص الذي حضر للعشاء' بطولة رايان اونيل وجاكلين بيسيه।شركة السينما الكويتيةيستعرض المؤلف كذلك تاريخ وأنشطة شركة السينما الكويتية الوطنية منذ تأسيسها في 5 اكتوبر عام 1954।وفي نهاية الجزء المخصص عن شركة السينما الكويتية الوطنية يقدم النويري اقتراحا بإنشاء دار 'الفن والتجربة' على ان تحصر الشركة مشاهدي هذه الدار بنوعية عمرية وثقافية معينة، وان تكون المشاهدة عن طريق اشتراكات ويمكن ان تكون تكاليف ادارة مثل هذه الدار متدنية، وبذلك تستطيع الشركة ان توازن بين تكاليف عرض الفيلم وايراداته। اما عن السبب في انشاء هذه الدار فيرجع ـ في نظر المؤلف ـ الى 'دخولنا الى عصر جديد يتعولم فيه كل شيء حتى ستجد شركة السينما نفسها مطالبة بقدر ولو يسير في تحقيق عولمة المشاهدة وأرى ان انشاء هذه الدار سيلعب دورا كبيرا في ابراز دور الشركة كمؤسسة لها بصمات واضحة فيما هو مقبل من أيام ذات طبيعة مختلفة।قراءات ومواجهاتفي الجزء الأخير من الكتاب يقدم النويري مجموعة من كتاباته التي نشرت في جريدة 'القبس' منذ عام 1983 وحتى عام ،2006 وتضمنت هذه الكتابات مواجهات واشتباكات مع تجارب واحداث وأشخاص شاركوا في تشكيل الواقع السينمائي في الكويت।


محمد شعبان
جريدة القبس 15/11/2007

Monday, November 12, 2007









همس الفراشة

السينما فى الكويت

بقلم ليلى العثمان

قد لا تكون لدينا حركة سينمائية واسعة لكن هذا لا يعني أننا لم نحاول اقتحام هذا الفن الجميل الذي بدأ منذ عام 1939 وسنجد أن البدايات على رغم تواضعها إلا أنها أسست لحركة سينمائية جيدة. وفي مبادرة طيبة من الكاتب والناقد القدير عماد النويري قدم لنا كتابا عن الحركة السينمائية في الكويت. ولا أستغرب منه ذلك فعماد واحد من كثيرين من الأخوة العرب الذين عاشوا في الكويت وأحبوها واهتموا بتأليف الكتب عن حركة الصحافة والثقافة والأدب والفنون فيها فأصبحت كتبهم مراجع يستند إليها الدارسون والباحثون.في هذا الكتاب استعراض تاريخي لفن السينما في الكويت منذ بدأه الرحالة الأسترالي ألن فليبرز حين أنتج أول فيلم تسجيلي عن الغوص وصيد اللؤلؤ. ثم استعرض في المقدمة لبدايات الكويتيين الأوائل مثل محمد قبزارد. وعن بداية التأسيس للحركة السينمائية كتب أن أول تأسيس لقسم السينما والتصوير كان في وزارة التربية عام1950 حيث أنتج في تلك الفترة 60 فيلما وثائقيا تعليميا وفي عام 1954 تأسست شركة السينما ومعها أنشئت دور العرض وبدأ استيراد الأفلام. في عام 1964 انتقل النشاط السينمائي إلى وزارة الإعلام وتم افتتاح قسم السينما في تلفزيون الكويت فكانت فرصة للمخرجين الشباب أن يزاولوا العمل السينمائي فكان أول إنتاج هو فيلم 'العاصفة' لمحمد السنعوسي ثم فيلم 'الصقر' لخالد الصديق ومجموعات من الأفلام التسجيلية ثم الروائية مثل 'بس يا بحر' و'عرس الزين' و'شاهين'. وأشار الكاتب الى أن هذا الكتاب هو حصاد بحث لم يعتمد على وثائق ثابتة أو إحصاءات جاهزة بل نتيجة جهده الخاص لجمع ما يستطيع به أن يقدم تاريخا شاملا للحركة السينمائية. وقد ضم الكتاب شهادات لأربعة مخرجين كبار: محمد السنعوسي، محمد قبازرد ، خالد الصديق، وهاشم محمد. وهي شهادات عن تجربتهم والعوائق التي صادفتهم لكنهم رغمها حققوا بعض أحلامهم. ثم أسقط الضوء على ما قام ويقوم به نادي السينما في الكويت من أنشطة ومشاركات في المهرجانات.هذا الكتاب الذي أنجزه الكاتب مدفوعا بحبه ووفائه للكويت، والذي يعتبر أول وثيقة تؤرخ للحركة السينمائية في الكويت جعلني أستغرب لماذا لم تتم طباعته على حساب نادي السينما أو المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب مثلا، بل قامت بطباعته مشكورة الهيئة العامة للتراث والثقافة في أبو ظبي. يستحق الكاتب منا تحية كبيرة لكتابه ولوفائه أيضا.

عن جريدة القبس 13/11/2007

Wednesday, November 07, 2007




لمناسبة الذكرى ال 30 لرحيلة
تشارلى تشابلن: لغة بسيطة للتواصل مع جمهور متعدد الاتجاهات.

......إنه رجل ذو جوانب متعددة، فهو صعلوك ومهذب وشاعر وحالم ووحيد في الحياة، ولكنه يأمل في أن يحب ويغامر، وهو يستطيع أن يوهمك بأنه عالم، أو دوق أو لاعب بولو. ومع ذلك لا يمتنع عن التقاط أعقاب السجائر أو خطف الحلوى من الأطفال...


بلا تردد يمكن القول ان أفضل حركات إيمائية , و أعمق مشاعر , و أغنى روح شاعرية تتواجد في أعمال الممثل والمخرج وكاتب السيناريو والموسيقى والمنتج تشارلى تشابلن ( 1889- 1977 ). هو بلا مبالغة على راس قائمة أهم فناني السينما، و حتما من أفضل المؤدين على الشاشة، و ربما يظل إلى الآن العلامة الأبرز في تاريخها . يصف المؤرخ والناقد السينمائي ديفيد تومسون تشارلى تشابلن بأنه صاحب اشهر صورة في القرن العشرين . وغير ذلك فقد استخدم الفنانون والنقاد من عبارات الثناء والتبجيل في وصفه مالم يستخدم في وصف اى فنان اخر . برنارد شو قال بأنه العبقري الوحيد الذى نشأ في السينما و المخرج والممثل ماك سينت الذى عاصره أكد انه اعظم فنان في التاريخ ¸ ووصفه المخرج الإنجليزي الشهير ريتشارد اتينبورو بأنه اعظم رجل في تاريخ السينما .
عانى تشابلن في طفولته البائسة من الفقر، الجوع، القسوة و الوحدة و هي ما أصبحت مواضيع هامة في كوميدياه الصامتة والناطقة على حد سواء . و خلال مراهقته شهد وفاة والده من جراء ادمانه على الكحول كما شهد أيضا دخول امه إلى مصحة عقلية، عندها اضطر و أخيه سيدني إلى الدخول إلى عدة إصلاحيات للأحداث. وفي سن ال16 بدا بلعب شخصية بيلي في مسرحية ويليام جيليت "شيرلوك هولمز" (1905). كما أن عمل أخيه في مجال التلقين ساعده في الحصول على أدوار في مسرحيات فريد كارنو مثل شخصية الثمل في( ليلة في قاعة الموسيقى الإنجليزية ) و اسكتشات ( مهرج بالأبيض و الأسود. ) و من خلال جولة فرقة كارنو في الولايات المتحدة وقعت عين منتج الأفلام الأمريكي ماك سينيت على تشابلن ووقع معه عقدا لشركته كيستون. ، ولم يظهر شابلن في دور المتسكع الصعلوك إلا في العام 1915. ففي يوم ما طلب منه المخرج الأمريكي "ماك سينت" بعد إشراكه في أحد الأفلام، بأن يضع ماكياجًا مضحكًا، فلم يجد تشابلن إلا أن يرتدي بنطلونًا منفوخًا، سترة ضيقة، حذاءً ضخمًا، قبعة صغيرة، عصا وشارب قصير، ثم ارتجل مشية لهذه الشخصية. ولما أبدى المخرج إعجابه بالملابس و "إنه رجل ذو جوانب متعددة، فهو صعلوك ومهذب وشاعر وحالم ووحيد في الحياة، ولكنه يأمل في أن يحب ويغامر، وهو يستطيع أن يوهمك بأنه عالم، أو دوق أو لاعب بولو. ومع ذلك لا يمتنع عن التقاط أعقاب السجائر أو خطف الحلوى من الأطفال...." بقي تشابلن يتحدث لمدة عشر دقائق عن الشخصية التي ابتكرها وسينت المخرج يضحك. ولما دخل تشابلن الأستوديو، تعثر بقدم أحد العمال فوقع أرضًا، ثم وقف لكنّه تعثر مرة أخرى بقطعة من الأثاث ووقع على الأرض، فقام ورفع قبعته لقطعة الأثاث وكأنه يحييها، فضحك جميع من في الأستديو، وهكذا خرجت للنور شخصية المتسكع الصعلوك.ومع ميلاد الشخصية استوحى تشابلن أسلوبه من تقاليد الايماء الفرنسية , و أساليب الأداء في المسرح الانجليزى , و هو ما تم اعتماده في نتاجات ماك سينيت الذي كان يدير شركته باقتدار منتجا فيلمين أسبوعيا
في فيلمه الأول لسيننيت ( التكسب) (1914) ، لعب تشابلن دور المتشرد على طريقة ماكس برت . لكن في فيلم "( سباق السيارات للأطفال في فينسيا ) ظهر في ملابسه التى اشتهر بها , وأظهر هذا الفيلم مهارة تشابلن في التواصل مع الجمهور.. و بعرض فيلمه الثالث عشر "( عالق تحت المطر ) ” بدأ تشابلن إخراج أفلامه بنفسه ويذكر انه فى هذا العام قدم 35 فيلما ، و بدأت ظهور الاختلافات بينه و سينيت لاختلاف الاساليب، حيث أصبح تشابلن أقرب للكاميرا بأكثر مما سمح له. تشابلن قدم إلى عالم شركة كيستون كوميديا عاطفية جديدة و قدرة على نقل الافكار والمشاعر بطريقة أكثر اتساقا . و في سنة واحدة أحدث تشابلن ثورة في عالم أفلام الكوميديا، و حولها من الكوميديا الهزلية إلى فن بإضافة ملامح للشخصية، بالاضافة إلى الايماء. أما كمخرج فقد تمرد على أسلوب المخرج المعروف غريفيث في مونتاج

الافلام. فقدم على حد قول أندريه بازان "كوميديا المساحة” حيث أصبحت شخصية الصعلوك تتفاعل مع كل ما تراه على الشاشة مع اعادة بناءها من خلال حضوره. كما أن الاسلوب الذي أدى فيه تشابلن أدواره أحدث تغيرا مهما مهد فيه الطريق لظهور باستر كيتون، هارولد لويد، هاري لاندغون و ستان لوريل. هذا الاسلوب كان يجعل الاحداث تتولد من خلال تفاعل الشخصية مع محيطها. و واصبح هناك تركيز على الشخصية و المواقف التي تنتج من تصرفاتها. .واستطاع شابلن أن يصبح في أقل من سنتين الممثل الأكثر شهرة في الولايات المتحدة، ولم يكن يُكتب قبل ظهوره اسم الممثل على لافتات السينما، فكان شابلن هو أول ممثل تعلن الشركات ودور العرض عن اسمه؛ "شابلن هنا..." وبذلك يكون نظام النجومية قد بدأ العمل به مع ظهور هذا الممثل العبقرى .
و لكن تحول تشابلن من النجومية إلى أن يكون أسطورة لم يأت عن طريق شركات الإنتاج أو وسائل الأعلام , و لكن عن طريق العامة الذين كانوا يتابعون أفلامه. و في عام 1915 أصبح تشابلن أيقونة مميزة فظهرت باسمه قصائد و رسومات كارتونية و كاركتيرات في الصحف اليومية. كما ظهرت دمى على هيئة تشابلن و كتبت عنه بعض الكتب و ظهرت العديد من الألعاب المتعلقة بشخصية الصعلوك.
كانت المدة بين عامي 1915 إلى 1925 هى الفترة التي شهدت استقلال تشابلن كصانع أفلام خصوصا بعد ظهور نظام الأستوديو الجديد. و بين ارتفاع أجره عن شعبيته الكبيرة و حريته الفنية. فبعد تركه شركة سينيت وقع عقدا مع شركة إيسساني تدفع عن طريقه الشركة 1250 دولار أسبوعيا , و بحلول عام 1918 أدت شهرة تشابلن إلى توقيعه عقدا مع شركة فيرست ناشيونال بقيمة مليون دولار. كما وافقت الشركة ببناء استوديو خاص به.
و في ايسساني بدأ تشابلن بجمع فريق عمله و أصبح ظهور إيدنا بورفيانس كممثلة رئيسية في أعماله من العلامات المميزة التى تدعو الى الاحترام . وفي أفلام (المصرف) 1915 و ( الصعلوك) , 1915 قدم تشابلن عنصرا جديدا لأفلامه النهاية الغير سعيدة. فلأول مرة ينتهي أحد أفلامه بخروج الصعلوك وحيدا يتبختر حاملا عصاه متجها نحو طريق مهجور.
و تعتبر الأفلام ال12 التي جاءت بين العامين 1916 و 1917 أفضل إنجاز أته. و منها ( الواحدة صباحا ) (1916) ، ( محل الرهونات ) (1916) ، ( خلف الشاشه ) (1916) ، ( ساحة التزحلق ) (1916) ، ( الشارع السهل ) (1917) ، و ( العلاج ) (1917) ، ( المهاجر ) (1917) و ( والمغامر ) (1917) كلها أظهرت أستاذا أثناء أداءه لعمله ممسكا بجميع خيوط الكوميديا.

وفي أفلام لشركة فيرست ناشيونال مثل : ( حياة كلبة ) 1918 و( كتفا سلاح ) 1918 و ( الحاج 1923 ) اخذ تشابلن أولى خطواته نحو الفيلم الكوميدي الروائي الطويل. واثبت فيلم ( الصبى ) 1921 الذي تحول إلى فيلم طويل بعد أن كان مقررا أن يعرض كثلاثة أجزاء أن باستطاعة تشابلن الحفاظ على طابعه الفكاهي لمدة طويلة. و في عام 1919 قام تشابلن (إلى جانب النجوم دوغلاس فيربانكس و ماري بيكفورد و المخرج د.و. غريفيث ) بإنشاء "يونايتد آرتيستس : اتحاد الفنانين" كوسيلة لنشر أفلامهم من دون تدخل الاستوديوهات الكبيرة. و كان اول إنتاج لتشابلن عن طريق ( يونايتيد آرتسيتس ) هو انتاج فيلم ( امراءة في باريس) 1923 و هو كوميديا على غير نمطية تشابلن السابقة. و كان الفيلم من بطولة المدللة إدنا بورفيانس. و ظهر تشابلن في الفيلم بلقطة سريعة فقط. و كان هذا الفيلم أول خسارة انتاجية لتشابلن و في فيلم "حمى الذهب ”1925 وجد تشابلن صدى طيبا لدى الجمهور و حاز على إعجابهم. و لكن في هذه الاثناء كان تشابلن يعيد اكتشاف فنه من جديد , و يسلط الأضواء على تفاصيل دقيقة في شخصيته الكوميدية. في فيلم " السيرك”1928 يبحث تشابلن عن طبيعة العلاقة بين الكوميديا و تلقي الجمهور لها. وفي فيلم ( أضواء المدينة) 1931 شهد الجمهور قمة أداء تشابلن في أداء شخصية الصعلوك، أضف إلى ذلك الخط الرفيع بين الكوميديا و التراجيديا في هذا الفيلم. أما في فيلم ( العصور الحديثة ) , 1936 فقد ودع تشابلن شخصية الصعلوك تاركا المجتمع في انهيار , و يرحل باتجاه شروق الشمس ممسكا بيد الفتاة المتسولة .
ويلاحظ أن ملامح أفلام تشابلن قد تغيرت خلال هذه الفترة، نظرا لسلسلة من المشاكل العاطفية التي مر بها. و قام بحصر جميع أعماله داخل الأستوديو. كما ارتبطت عاطفته أكثر بالسخرية و فقدان الأمل. حيث قال في أحد المرات أن الصعلوك الكبير في العمر ليس مضحكا أبدا.
ومع فيلم "مسيو فيردو" 1947 انقلب جمهوره الذي يحبه عليه. و في عام 1952 وجد تشابلن الذي لم يحصل على الجنسية الأمريكية نفسه ممنوعا من دخول الولايات المتحدة. و كانت ردة فعل الجمهور عنيفة جدا حتى أن فيلم "ملك في نيو يورك” 1957 و هو فيلم ساخر من العادات الاستهلاكية الأمريكية ظل ممنوعا من العرض حتى عام 1976 .
عن تشابلن ورحلته الفنية وعن شخصيته السينمائية الفذة كتب اكثر من الف كتاب ومقال ترجمت الى اكثر من 40 لغة ويقدر عدد مشاهدي كل فيلم من الأفلام التى قدمها بين العامين 1918 و1936 وهى من أفلامه الصامتة الطويلة بأكثر من 300 مليون شخص يضاف الى ذلك آلاف الملايين من الناس الذين شاهدوا أفلامه الأخرى قبل وبعد تلك الفترة .
لقد اقترنت شخصية المتشرد السينمائية بشخصية تشارلى تشابلن في أذهان وخيال أجيال عديدة من رواد السينما في جميع أنحاء العالم واستحوذ شارلو على حب الناس بتقيم أعمال سينمائية رفيعة في مستواها الفني وذات مضمون اجتماعى وانسانى حرك مشاعر ووجدان الناس . لقد أسهمت أفلام تشارلى تشابلن بفصل رئيسى وبالغ الأهمية
في تاريخ السينما الأميركية , ولعبت هذه الأفلام دورا في التطور الفنى للفيلم الأميركي
وتمثل روائعه السينمائية مثل ( البحث عن الذهب ) و( العصور الحديثة ) و ( أضواء المدينة ) وغيرها علامات مضيئة في قائمة كلاسيكيات السينما العالمية . وكان للأكاديمية الأميركية لفنون وعلوم السينما ان تمنحه جائزة أوسكار فخرية عام 1972 تقديرا ل ( الدور الذى يفوق الوصف الذى لعبه في تحويل صنع الأفلام السينمائية الى النمط الفنى المميز للقرن العشرين
) .

Tuesday, November 06, 2007




خفة دم

عبد الفتاح القصرى واجهة بارزة فى عالم الكوميديا العربية .
- بداية مع ( بحبح ) وتألق مع ( جنجل ) ويبقى نجما لكل العصور





ياصفايح الزبدة السايحة .. يابراميل القشطة النايحة .
لايسلم الشرف الرفيع من الاذى حتى تراق على جوانبه الدم .
وكلمتى ماتنزلش الارض ابدا .
طبعا كلما سمعنا تلك الافيهات تذكرنا على الفور صاحبها عبد الفتاح القصرى بطل العديد من الافلام التى تعرض على الفضائيات الفيلمية هذة الايام وهو يمثل واجهة بارزة في عالم الكوميديا السينمائية العربية . كان الغضنفر على صبيانه لكن دائما هو طيب القلب وشهم واذا تصرف أحيانا بغباء فانه يسبب الإرباك والإضحاك معا .. هو شديد البأس وشجاع ويتشبث برجولته لكن ليست مشكلة إذا تنازل مرة أو مرتين لإرضاء أم العيال على شرط ان يكون هذا هو التنازل الاخير كما حدث في فيلمه الشهير ( ابن حميدو ) الذى عرض مؤخرا على قناة ميلودى افلام .
عبد الفتاح القصرى من مواليد حي الجمالية بالقاهرة لأب كان يعمل في زخرفة الذهب , وتمتد جذور العائلة الى العصر الفاطمى استنادا الى ان لقب ( القصرى ) كان يطلق فى ذلك الوقت على كل من يعمل فى بلاط وقصور الحكام , وانتقل اسم المهنة الى لقب العائلة . تقول اغلب المصادر ان تاريخ ميلاد عبد الفتاح القصرى هو , 1906 , ورغم مولده فى بيئة شعبية بمنطقة الجمالية الا ان والده كان يطمح الى ان يصبح ابنه من كبار موظفي الدولة , ولذلك ألحقه بمدرسة الفرير الفرنسية , وكان عليه ان يزامل أبناء الطبقة الراقية والأجانب في الفترة الصباحية وأبناء المعلمين وأبناء الشوارع في الفترة المسائية . بعد سنوات قليلة أخرجه أبوه من المدرسة واقتنع بان يورثه أصول مهنة زخرفة الذهب وألحقه معه للعمل في صناعة المجوهرات .. ولم يكن الابن مشغولا بالدراسة ولا بالذهب وإنما كان مشغولا بالفن منذ إن شاهد عروض فرقة فوزي الجزايرلى . وفى عام 1917 انضم إلى فرقة عبد الرحمن رشدي المسرحية وبعدها الى فرقة جورج ابيض .لكنه لم يستمر طويلا حيث اثبت فشلا ذريعا في لعب الأدوار التراجيدية .
بعد ان ترك فرقة جورج ابيض تنقل القصرى بين عدة فرق أبرزها فرقة عزيز عيد ثم فرقة فاطمة رشدي وكان حلم عبد الفتاح في تلك الفترة هو الانضمام إلى فرقة الريحاني باعتبارها مدرسة الكوميديا الحقيقية , وبالفعل تحقق الحلم عام 1926 . وحقق القصرى نقلة نوعية مهمة بالتحاقه بفرقة الريحاني ويكفى أن الريحاني هو الذي دفعه إلى الاحتراف الكامل حين طلب منه ترك مهنة صناعة الذهب والتفرغ التام للفن . كما إن الريحاني هو الذي وضع يده على شخصية المعلم ابن البلد التي بدا ينميها من مسرحية إلى أخرى وانتقل بها إلى السينما بعد ذلك وحقق من خلالها أقصى درجات النجاح الجماهيري .

يدين عبد الفتاح القصرى بظهوره السينمائي الأول إلى المخرج شكري ماضي الذي اسند إليه عام 1935 دورا في فيلم ( المعلم بحبح ) أمام فوزي الجزايرلى واحسان الجزايرلى لينطلق بعدها على الشاشة الكبيرة . ويعتبر فيلم ( سى عمر ) الذي أخرجه نيازى مصطفى لنجيب الريحانى عام 1941 اول علامة مهمة في حياة القصرى السينمائية واللافت للأمر ان القصرى لم يقدم في هذا الفيلم دورا كوميديا خالصا وإنما قدم الشر ممزوجا بالكوميديا التي فرضها وجود الريحاني في معظم المشاهد التي ظهر فيها القصرى الذي جسد شخصية زعيم العصابة ( جنجل أبو شفتورة ), ومع توالى سنوات الأربعينات كان القصرى قد برهن لصناع السينما على قدراته الكوميدية الخاصة حتى إذا مابدا عقد الخمسينات اخذت ملامح الشخصية التى اشتهر بها في التبلور والوضوح لاسيما مع انتشاره في تلك السنوات , ويكفى انه فى عامي 50 و51 قدم 19 فيلما محققا رقما قياسيا بين ممثلي هذه الفترة , ولم يزاحمه سوى زميله إسماعيل ياسين .ومن أهم الأفلام التي قدمها القصرى خلال فترة الخمسينات ( معلش يازهر) من إخراج بركات و( قمر 14 ) , من اخراج نيازى مصطفى ) و( حماتي قنبلة ذرية ) , من إخراج حلمى رفله و( بيت الأشباح ) و ( الأستاذة فاطمة ) ( الآنسة حنفي ) و( ابن حميدو )من إخراج فطين عبد الوهاب
لم يكن القصرى كوميديانا متحذلقا يشعرنا بالصنعة والتكلف وإنما كان بسيطا للدرجة التي تجعلنا نشعر انه لايمثل . اعتمد القصرى على قدراته الخاصة وتميزه في استخدام أدواته التمثيلية مثل التلوين الصوتي وتعبيرات الوجه ونظرات العين إضافة إلى المشية الخاصة وحركة الجسد المترهله التي كانت لوحدها كفيلة بانتزاع الضحك . كثيرون اتهموا عبد الفتاح القصرى بالنمطية لأنه لم يسع إلى تطوير أدوارة أو لنقل دوره النمطي في شخصية ابن البلد لكن لم يكن مطلوبا من القصرى أكثر مما قدم ليحفر هذه الشخصية في عقول وقلوب كل الذين شاهدوه وأحبوه واعتبروا انه كان إذا كان قد احتكر شخصية ابن البلد فانه كان في كل مرة يجدد في هذه الشخصية ليضيف إليها موهبته وروحه . لقد صنع عبد الفتاح القصرى نجاحه بنفسه وكان ناجحا فى المسرح مع كشكش بيه وكان ناجحا في السينما مع المعلم بحبح وكل المعلمين الاخرين , وكان ناجحا إثناء صعود نخبة الطبقة المتوسطة فى الأربعينات وكان كذلك في الخمسينات مع تنامي دور العمال والفلاحين . يمكن القول انه كان قابلا للنجاح في اى ظرف تاريخى واجتماعي ومع اى فريق عمل صحيح ان ذلك كان بدرجات متفاوتة لكنه على اى حال لم يفشل مع احد .

في صيف عام 1962 فقد القصرى بصرة بسبب مرض السكر وبعدها بشهور أجبرته زوجته على الطلاق وتزوجت من صبى بقال كان القصرى يتبناه ويراعاه , واكتملت ماساته عندما أصيب بتصلب الشرايين وفقد جزءا من ذاكرته وتحولت نهايته الى مأساة كبيرة عندما مات فقيرا معدما لايجد ثمن الدواء والغذاء . ورغم مرور أكثر من أربعين عاما على رحيله سيبقى عبد الفتاح القصرى واحدا منم أهم نجوم الكوميديا فى فترة الأربعينات والخمسينات ونجما فوق العادة في العقد الأول من الألفية الثانية وبلا مبالغة سيبقى القصرى نجما كوميديا مميزا ومتفردا لكل العصور .

اعداد عماد النويرى



Tuesday, October 23, 2007

قراء متأنية لفعاليات مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي.

تساؤلات حول تطبيع السينما العربية و ( تسييس ) الثقافة الخليجية


تنويعات مختلفة للواقع الاجتماعى والسياسى
ترويج كلمة الشرق أوسطية باعتبارها آمر واقع
عاصمة الفرس ..يستحق ان يكون من الأفلام المهمة
سلطة بلدي ..خطوة مهمة نحو حوار حضاري



أية قراءة موضوعية متأنية لفعاليات مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الأول قد تضعنا أمام العديد من التساؤلات ولابد وان تضطرنا هذه القراءة للتوقف عند بعض المحطات , وكل ذلك من اجل بعض كشف الغموض عن طبيعة هذا المهرجان وظهوره المفاجىْ على خارطة المهرجانات السينمائية العربية خلال السنوات القليلة الماضية .
بداية لابد من الاعتراف والإقرار بان ظهور اى مهرجان سينمائي عربي هو امر مطلوب وبدلا من وجود عشرة مهرجانات سينمائية دولية على ارض العرب من المطلوب وجود مهرجان سينمائي في كل بلد عربي سواء للفيلم الروائي واو الفيلم القصيراوفيلم التحريك سواء اتصف بالدولية او اقتصر على الأفلام العربية , لان هذه المهرجانات من المؤكد انها تساهم في في ترسيخ السينما كفن راقي ومهم يدخل في تنمية الانسان العربي فكريا ووجدانيا وهنا لانريد ان نعيد اونزيد فى أهمية السينما كعنصر هام ومؤثر في ثقافة أية امة , كما لانريد ان نعيد اونزيد على أهمية الصورة في عالمنا المعاصر ودورها المؤثر فى اظهار هوية الشعوب , وفى توفير سلاح مهم لهذه الشعوب كى تخوض حروب المستقبل في عصر تتعولم فيه كل الأشياء . لكن مانريد التأكيد عليه ان المشكلة ليست وجود المهرجانات فى حد ذاتها كشكل سينمائي احتفالي يتم فيه حشد بعض النجوم وتوفير بعض الأفلام , وانما الموضوع اكبر من ذلك بكثير .
سمعنا مثلا ان مهرجان الشرق الأوسط السينما ئى أقيم ليجسد حلقة ثقافية ضمن سلسلة من المشاريع الثقافية لترسيخ مشروع اقامة الشرق الأوسط الكبير الذى يهدف الى تذويب المشاريع القومية العربية في المنطقة , ويهدف لتحويل المنطقة الى ساحة اقتصادية كبيرة تلعب فيها اسرائيل الدور الأكبر كقوة عظمى لها الكلمة الأولى والأخيرة من الناحية الاقتصادية والسياسية , واطلاق اسم الشرق الأوسط على المهرجان وليس مهرجان ابوظبى السينمائي انما يقصد منه هو ترويج كلمة الشرق الأوسط وتسهيل اطلاقها على كل لسان باعتبارها امر واقع يجرى العمل من اجل تكريسه وترسيخة في الاعلام العربي .
وسمعنا ان عرض فيلم ( سلطة بلدى ) باعتباره يدعو للحوار الانسانى بين الأديان المختلفة بعيدا عن السياسة انما هى خطوة تطبيعية تهدف لدخول اسرائيل فى ذاكرة السينما العربية كآمر واقع يجب التعامل معه بأساليب مختلفة غير أسلوبي الرفض والإدانة .
وسمعنا ان نتائج المهرجان بفوز فيلم ( عاصمة الفرس ) وهو فيلم ينتقد السياسة الإيرانية بجرأة شديدة انما هو تسيس للمهرجان ودعم للاتجاهات االراديكالية الايرانية المعارضة .
وسمعنا ان ميزانية المهرجان الضخة والتى قدرت ب 8 مليون دولار تم صرفها فى مظاهر احتفالية بعيدة عن تقديم ثقافة سينمائية جادة , كما ان هذه الميزانية راح اغلبها في دفع مصروفات إدارية لمدير المهرجان الأميركي اليهودي ومجموعة الادارين الذين تم استدعائهم من مختلف دول العالم دون حاجة ضرورية وكان يمكن الاستغناء عنهم واستبدالهم ببعض الكوادر المحلية من الشباب الإماراتي الذى يطمح للحصول على فرصته لاثبات جدارته فى ادارة المشاريع الثقافية في منطقة الخليج العربي . ومن واقع حضور المهرجا ن ومتابعة نشاطاته المختلفة يمكن القول ان بعض ماسمعناة كان يستحق الاشارة , ويستحق ايضا مناقشةصريحة من اجل الوصول الى الحقيقة .
ضمن الأفلام التى عرضت في المهرجان كان يمكن التعرف على بعض الأعمال المهمة التى عرضت من قبل فى مهرجانات عالمية وحصدت بعض الجوائز واذا كان فيلم ( التملص ) لا يقدم صورة حقيقية تفسر أسباب الارهاب وانما اعتمد التقليدية في النظر الى هذا الموضوع، باعتبار ان الارهاب امر واقع ومصدره الجماعات الاسلامية التي ترغب في هدم الحضارة الغربية. واذا كان الفيلم يحاول تحسين صورة السياسة الأميركية من خلال صحوة ضمير ضابط المخابرات دوغلاس فريمان الذي يساعد بطل الفيلم انور على العودة الى اميركا بعد اقتناعه ببراءته.فان المهرجان
قد عرض بعض الأعمال الجديدة التى من المتوقع ان تظهر عل الشاشات العالمية خلال الأيام القليلة المقبلة ومنها نذكر ( التعويض ) و( سكر بنات ) و( صور مطموسة ) و( تقاطع طرق ) وغيرها ويمكن القول ان اختيار هذه الأفلام جاء موفقا لانه قدم تنويعات مختلفة لموضوعات حاضرة في الواقع الاجتماعى والسياسى لمختلف المجتمعات العالمية والعربية , ولعل أهم هذه الأفلام هو فيلم برايان دى بالما الذى يقدم صورة مختلفة لما يبثه الأعلام الغربي لما يحدث فى العراق الان , كما يقدم صورة تدين تصرفات الجنود الاميركيين فى تعاملهم مع العراقيين بشكل عام . ويعنى ذلك ان المهرجان حاول جاهدا تقديم صورة بانورامية للسينما المعاصرة لكن كان من الملاحظ شبة غياب لبعض السينمات المهمة مثل السينما الصينية وتمثيل ضعيف للسينما اليابانية وسينما اميركا اللاتينية . ولايقدم احدا تفسيرا مهما لهذا الغياب . واذا كانت هناك ايه شبهة سياسية في عرض الفيلم الإيراني ( عاصمة الفرس ) اوفوزة بإحدى جوائز المهرجان المهمة فان هناك شبهات سياسية تلف 90 بالمائة من المهرجانات السينمائية العربية والأجنبية , حتى جائزة الأوسكار وهى أهم جائزة عا لمية لايخلو الامر من تسيسها كلما دعت الضرورة , ولايعنى ذلك انه امر محمود وانما هو امر لابد من ادانته ومحاربته , لكن سيبقى طالما ان رجال السياسة والعسكر مازالوا يتحكمون الى حد كبير فى رجال السينما والابداع فى كل مكان فى العالم واتصور ان المكسب الذى يجنيه الفيلم سواء عرض فى مهرجانات مسيسة اوغير مسيسة هو وصوله الى اكبر قدر من المشاهدين نظرا لمنعة فى بلده الأصلي . وبغض النظر عن الشبهات السياسية للمهرجان على المهتم ان يقول رايه بصراحة فى الفيلم وهل يستحق الجائزة ام لا؟ وازعم ان الفيلم على المستوى الفني وعلى مستوى الفكرة يستحق ان يكون من الأفلام المهمة التى تؤكد دور السينما في نقد الحياة والدعوة لاعادة تشكيلها بصورة افضل .

اسئلة صعبة


وبالنسبة لفيلم ( سلطة بلدى ) للمخرجة نادية كامل وهو احد الأفلام المثيرة للجدل التى عرضت في المهرجان نتيجة وجود اسرائيل في الفيلم ونتيجة وجود امراة من أصول يهودية تعيش في مصر وترغب فى زيارة أهلها في اسرائيل وكما يبدو فقد تمم التعامل مع الفيلم باعتبارة احد الأفلام التى تدعو للتطبيع مع اسرائيل وقد نعتبر الفيلم لكن خارج اطار الفيلم يجب ان نسال أنفسنا بعض الأسئلة التى نخشى ان نسألها نتيجة الموروث التراكمي للثقافة السياسية التى تربينا عليها والتى تجعلنا أحيانا ندفن رؤوسنا فى الرمال . هل اسرائيل دولة معترف بها رسميا من خلال الامم المتحدة منذ 60 عاما ام لا ؟ وهل علم اسرائيل مرفوع فى اكبر واقوى دولةة عربية منذ 30 عاما ام لا ؟! وهل الحكومات العربية تسعى الى عقد صلح من خلال المشروع العربى للسلام منذ 10 سنوات او اكثر ام لا ؟! وهل الحكومة الفلسطينية نفسها تحاول جاهدة ومنذ سنوات طويلة الوصول الى اتفاقية سلام مع اسرائيل ام لا ؟! وهل الديانة اليهودية من الديانات التى يعترف بها الاسلام وتعترف بها المسيحية ام لا ؟! وهل اليهود قبل ان يكون بعضهم متطرفين وعنصريين هل هم من البشر فيهم الاخيار والاشرار مثل كل البشر ام لا ؟! وهل اليهود يسيطرون على اكثر من 80بالمائة من الصناعة السينمائية الأميركية ام لا ؟! وهل سمحنا بان تقوم صناعة السينما في مصر على أكتاف الكثير من اليهود الذين كانوا يعيشون فى مصر ام لا ؟1 وهل سمحنا بفرش السجاجيد الحمراء لاكثر من مسؤول اسرائيلى فى اكثر من عاصمة عربية ام لا ؟ وهل اجتمع وزراء الخارجية العرب فى بيروت ابان الحرب الأخيرة على لبنان بموافقة إسرائيلية سمحت للطائرات العربية عبور الأجواء اللبنانية ام لا ؟1 ستقول لى ان الاسرائيلى العنصرى غير اليهودى المسالم الذى يعيش خارج اسرائيل , وستقول لى ان اليهودى داخل اسرائيل عنصرى وغير مسالم لانه يصوت لاختيار نائبه فى الكنيست لاتخاذ قرارات بقتل الفلسطيني وتشريدة وتعذيبه وطردة خارج ارضة . وساقول لك ان عدد الفلسطينين الذين قتلوا بسبب المؤامرات العربية وبسبب التناحر الداخلي بين الفلسطينين انفسهم اكثر بكثير من الفلسطينين الذين قتلوا على يد اسرائيل ؟ 1 وستقول لى ان الأوراق بهذا الشكل ستصبح مخلوطة لان الفلسطيني في نهاية المطاف هو صاحب حق وسأقول لك أيضا ان الإسرائيلي أيضا صاحب حق اعترف به الفلسطيني قبل اى احد اخر عندما اعترف هذا الفلسطيني بحق الاسرائيلى فى دولة مع قبول التقسيم فى الأيام الغابرة . ولايعنى ذلك ابدا الموافقة مع على سياسات اسرائيل العدوانية المستمرة , ولا يعنى ذلك أبدا التقليل من خطورة المشروعات الاسرائيلية البعيدة المدى للاستيلاء على ثروات المنطقة والتحكم في أسواقها , وانما يعنى كل ذلك ان علينا ان نناقش موضوع التطبيع السينمائي بعيدا عن اطلاق الشعارات ومن المهم وجود أفلام مثل ( سلطة بلدى ) حتى نظهر صورتنا كبشر حضاريين ليس كل همهم هو قتل الآخر وقطع رقبته لانه يختلف معنا في الفكر والديانة . وازعم اننى قد شعرت بان فيلم ( سلطة بلدى ) هو بالفعل فيلم تطبيعى بالمفهوم الذى اعرفة وهو اقامة حوار مهما كانت خطورته وحساسيته لابد منه لانه سيثبت انه الطريق الوحيد للوصول الى الحقوق بدلا من اعتماد نظرية المؤامرة والهجوم الغوغائى الذى لا يستند الى قوة العقل والمنطق . ويعنى كل ذلك انه علينا ان نثق فى انفسنا بدلا من حالة الارتباك التى نواجهها كلما سمعنا لفظى اسرائيلى او لفظة تطبيعى .

انجازات حقيقية

وضمن الفعاليات المختلفة للمهرجان والتى يشار اليها كإنجازات حقيقية تم تقديم بانوراما مهمة لسينما دول مجلس التعاون الخليجي عرض خلالها
"بس يا بحر" إخراج خالد الصديق بمناسبة مرور 35 عاماً على ظهور الفيلم الذي كان أول فيلم روائي طويل في الخليج عام 1972، وضمن برنامج أضواء على الشرق الأوسط عرض فيلم "ظلال الصمت" إخراج عبدالله المحيسن، وهو أول فيلم سعودي روائي طويل وتم إنتاجه العام الماضي. كما عرض ضمن التظاهرة فيلم عامر الزهير ( عندما تكلم الشعب ) الجزء الأول عن الحقوق السياسية للمرآة .وعرض فيلم ( البوم ) لخالد الزدجالى ) كما عرض ايضا مجموعة من الأفلام الخليجية القصيرة من الامارات وعمان والممكلة العربية السعودية . وهناك اشارة الى مسابقة ( حياة ) لطلبة وطالبات الامارات المخصصة للأفلام القصيرة وهناك اشارة ثانية الى تكريم اثنين من المخرجين الكبار هما كارلوس ساورا وعثمان سامبين .
وضمن نشاطات المهرجان الأساسية تم استضافة المؤتمر الدولي لتمويل الانتاج السينمائي والذى من ضمن أهدافه التفاعل ومع صناعة السينما في العالم وتشجيع صناعة السينما فى الامارات مع تدعيم العلاقات مع كبار الممولين والمنتجين وصناع الأفلام واتاحة فرص جديدة للسينمائين في الامارات والخليج وذلك في إطار السياسة الثقافية الجديدة فى ابوظبى والتى تطمح الى تحويل هذا البلد لاحدى البؤر الثقافية العربية والدولية . وناقش المؤتمر ست مشروعات قدم لها الدعم صندوق ابوظبى لدعم السينما , وقد تم اختيار هذه المشروعات الستة من خلال لجنة تحكيم قامت بفحص جميع المشروعات. التى تقدمت وعددها 135مشروعا من جميع انحاء العالم . ثم اخيرا نجح المهرجان فى توجية الانظار العالمية الى السينما فى الخليج والى الرغبة الصادقة في وجود انتاج سينمائي في هذه المنطقة يصاحب التحولات والمتغيرات المتلاحقة لايقاع الحياة ونبض الانسان الذى يعيش على هذه الأرض .

ملاحظات
لكن رغم كل الإنجازات وهى كبيرة حقا خرجنا ببعض الملاحظات التى نتمنى ان يؤخذ بها في الدورات المقبلة .

كان من المهم توجية الدعوات للضيوف قبل افتتاح المهرجان بفترة كافية فقد وصلت الدعوات للبعض قبل الافتتاح بيوم اويمين , وقد ادى ذلك الى اعتذار بعض الضيوف نظرا لارتباطهم بمواعيد مسبقة , وكان من الصعب عليهم الانتظار الى اللحظة الأخيرة .
2-
شهد المؤتمر الدولي لتمويل الانتاج السينمائي شبة غياب للمنتجين والمستثمرين العرب في مجال السينما . ربما تم ارسال دعوات للبعض واعتذر وربما لم يهتم البعض الآخر , وكان من المهم ظهور القليل منهم حتى نعرف ان السينما تدخل ضمن الاستثمارات العربية , لكن للآسف فان ذلك واقع الحال . وكنا نتمنى ان يعقد المؤتمر فى توقيت منفصل عن المهرجان حتى يأخذ حقة في الحضور والمتابعة فقد كان من الملاحظ انه مؤتمرمغلق رغم اهميتة الكبيرة , واقتصر الحضور على الضيوف وبعض رجال الاعلام واتمنى ان يكون قدتم تسجيل وقائعه وان تعرض هذه الوقائع على شاشة تلفزيون ابوظبى حتى يتعلم بعض مستثمرينا كيف يستمرون فى المشاريع السينمائية .

لسنا ضد الخبرات الأجنبية فى ادارة المشاريع الثقافية العربية طالما تملك الخبرة الكافية لكن كان من المهم تدعيم هذه الخبرات ببعض الكوادر الوطنية والتى اثبتت قدرتها على التنظيم والادارة ومازال السؤال قائم لماذا تم مثلا استبعاد السينمائي مسعود امراللة وهو من أبناء ابوظبى , وهو كفاءة وطنية كبيرة فى مجال ادارة المهرجانات , ومع احترامنا لاختيارات هيئة التراث والثقافة فان مسعود هو احد ابناء هذه الهيئة وكان من المهم الاستفادة بخبرته التى نجحت في ادارة مهرجان دبى السينمائي الدولي لعدة سنوات وقد اصبح الان المدير الفنى لمهرجان دبى , وقبلها نجح مسعود أيضا فى اقامة نهضة سينمائية في ابوظبى من خلال تاسيسة لمسابقة أفلام من الامارات والتى شهدت نجاحا كبيرا خلال السنوات الماضية . لايحق لنا التدخل فى شؤون الهيئة ولمسؤولى الهيئة الحق فى اختيار من يشاؤوا وليس لنا سوى الملاحظة .

5- فى الكثير من العروض كانت الصالات شبة خالية والموضوع متعلق عموما بثقافة المهرجا نات التى تقام فى البلاد ا العربية فحتى هذه اللحظة نرى قصورا شديدا في تسويق المهرجانات السينمائية على المستوى الشعبي فمن المهم للجمهور العادي المهتم ان يحضر عروض المهرجان بدلا ان يقتصر الحضور على الضيوف والسينمائين والنقاد ورجال الأعلام , وبدلا من تركيز برامج التلفزيون السينمائية على مقابلة النجوم وعرض فعاليات هذة المهرجانات بطريقة سطحية من الممكن إضافة فقرات الى هذه البرامج تعرف بالأفلام وتلقى الضوء على أهميتها حتى يتفاعل المشاهد معها ويتشجع لحضورها .

افتقد المهرجان الى وجود ندوات سينمائية تصاحب الفعاليات المختلفة مثلا تظاهرة سينما مجلس التعاون كان من المهم إقامة ندوة تعريفية بهذه السينما مع تقديم الأفلام والمخرجين وفى تظاهرة كارلوس ساورا كان من المهم وجود ندوة تعريفية بهذا المخرج الكبير وأهميته يشارك فيها احد النقاد المتخصصين , كذلك الامر بالنسبة لعثمان سامبين وبالنسبة لتظاهرة بوليوود . وكان من المهم أيضا إعطاء مساحة اكبر للمخرجين الذين حضروا من اجل ان يناقشوا أفلامهم مع الحضور بدلا من الاكتفاء بدقائق قليلة لاتكفى .للاجابة على سؤال واحد .

هذه بعض الملاحظات السريعة والتى لاتقلل من الجهود المبذولة والرغبة فى اقامة تظاهرة سينمائية دولية ناجحة ويبقى حكاية المهرجان والشرق اوسطية وهو كلام كبير و موضوع لايمكننا الخوض فيه فلم تتجمع لنا الأدلة الكافية , ولايجب ان ناخذ المهرجانات بالشبهات والمهرجان برىْحتى تثبت ادانته