Wednesday, October 08, 2008



فضائيات



تحدىسعاد وارهاب الدراما ونجاح ابوجعفر المنصور




ستانسلافسكى الذي وضع قواعد التمثيل في العصر الحديث , أكد على ضرورة ان يرتبط التمثيل بقيمة أخلاقية وان يكون النص الذي يتم تجسيده على تماس مع الواقع الاجتماعي والسياسي . وكلما اقترب الممثل من اختيار النص االانسانى كلما نجح في تجسيد الشخصيات القريبة من الواقع , والمعبرة عن قطاعات كبيرة من البشر , فانه يصعد درجة في سلم النجومية .
و غنى عن القول ان نجومية الفنان يحيى الفخرانى تأتى وتتأكد كل يوم من جدية اختياراته للأدوار آلتي يقوم بأدائها ومن الارتباط الدائم بالموضوع الإنساني .ومن محاولته الدائمة لتطويرنفسه وتطوير أدواته الفنية بالعلم والمعرفة .
تحية الىنجم كبير قادر دائما على إمتاعنا بفنه الراقي .

---------------------------------------------------------------------------------

ماهو الإرهاب ؟ ومن هو الارهابى ؟ وماهى أسباب الإرهاب ؟ أسئلة حاولت بعض الأعمال التلفزوينة والسينمائية البحث عن إجابات لها , ورغم الاجتهادات فان اغلب الإجابات لم تكن شافية فبعض الأعمال اكتفى بالتصوير السطحي لرجل الدين وهو يطلق لحيته ويرتدى الجلباب القصير ثم يفجر القنابل في مكان ما ومن ثم يلوذ بالفرار . وبعض الأعمال أرجعت الإرهاب آلي البنية العقلية والفكرية للمواطن العربي باعتبار آن الفكر الديني يربى في كل بيت عربي إرهابي صغير . وبعض الأعمال الثالثة خاضت في هذا الموضوع بغرض الإثارة وتقديم موضوع يشغل الناس ويقيم الدنيا ولإيقادها .
فرانسيس فوكوياما المفكر السياسي الشهير صاحب فكرة ( نهاية التاريخ ) يرى ان الموضوع معقد للغاية , وحتى نضع أيدينا على السبب فالمسؤولية تقع جزئيا على عاتق المجتمعات الإسلامية التي سمحت للأيدلوجيات المتطرفة بالخروج عن السيطرة ,وهناك مسؤولية أخرى تتحملها المجتمعات الأوروبية التي فشلت في امتصاص المسلمين باعتبارهم شركاء حقيقيين في المجتمعات الغربية .
يرى فوكوياما أيضا انه لوحدث تقدم في حياة الأفراد , وتعاظمت الفرص أمام المواطنين فان الأيدلوجيات المتشددة لن تجدا لها مكانا . والآمر الأخير كما يرى فوكوياما آن هناك مشكلة عالمية تتمثل في وجود شبكة دولية من المنظمات آلتي تروج لللارهاب وتسمح له بالازدهار ولذلك لايوجد سبب واحد يتحمل المسؤولية .
تقوم نظرية ( نهاية التاريخ ) على الاعتقاد بان الديمقراطية الحقيقية هى الشرعية الأساسية المؤتمنة آلتي تنال ثقة المواطن وكثير من أزمات الشرق الأوسط تعود في الأصل آلي قصور في تطبيق الديمقراطية السليمة . ومن دون تغيير على مستوى الأفكار فلن تحدث المصالحة بين الإسلام والديمقراطية
المطلوب من الدراما العربية آن تواصل بحثها وتصويرها لموضوع الإرهاب . لكن مانتمناة ان يتم طرح هذا الموضوع في المستقيل دون استسهال ودون إغفال للأسباب الكثيرة والمقنعة آلتي تحدث عنها فوكوياما وغيرة من المفكرين والباحثين الذين يشغلهم هذا الموضوع في بقاع الأرض المختلفة .

--------------------------------------------------------------------------------


مهما قدم من ادوار ومهما حقق من نجاحات يبقى الممثل في حالة تحدى دائمة لكسر الشخصية السينمائية والشخصية التلفزيونية التي تعلق بها وتعلقت به على مر السنين . ويحدث ذلك كنوع من التغيير حتى لايمل الجمهور وكنوع من إثبات الذات والقدرة على التنوع وتقديم كل الشخصيات مهما كانت صعوبتها . ونذكر هنا الراحل احمد ذكى عندما نجح في تقديم شخصية الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وأصر في مابعد على تحدى نفسه وتقديم شخصية الرئيس الراحل أنور السادات .
وعلى سيل الإشارة وليس الحصر نور الشريف فعل ذلك في فيلم ( الصرخة ) عندما قدم شخصية الأبكم , ونبيلة عبيد فعلت ذلك عندما قدمت شخصية المعاقة عقليا في ( ديك البرابر ) , ويحيى الفخرانى فعل ذلك في ( مبروك وبلبل ) وحنان ترك فعلت ذلك في مسلسل ( سارة ) وحتى النجوم العالميين يحاولون دائما الخوض في هذا التحدي ونذكر هنا راسل كرو في ( العقل الجميل ) وداستن هوفمان في ( رجل المطر ) وجيمى فوكس في ( راى ) ثم أخيرا سعاد عبداللة في ( فضة قلبها ابيض ) .
يرى السير بيتر هول الذي يعد واحدا من أهم وأشهر مخرجي المسرح البريطاني ان الممثل الهوليودي يتميز بشخصية تمثيلية خاصة كأنه يبرع في أداء أدوار معينة ,أما في بريطانيا فالممثل يطمس أي تمايز في شخصيته فكلينت أيستود ,وجاك يكلسون , وأمثالهما, عادة يمثلون الأدوار التى اشتهروا بها نفسها , في حين أن الممثلين البريطانيين مثل دانيال داى لويس وبوب هوسكينز هم كالحرباء, يستطيعون تقمص مجموعة من الشخصيات في الأدوار التي يلعبونها, وداى لويس الذي حاز على الأوسكار في فيلم (قدمي اليسرى ,(استطاع بسهولة أن يتحول من دور الكسيح كريستي مور إلى دور شاب قوي في فيلم )آخر الموهيكان, ( أو أن يعمر ويصبح متحجرا عاطفيا كما فعل في فيلم)زمن البراءة( .
دافيد سوشيه الذي انتزع الإعجاب في دور البروفيسور الأميركي العنيف في فيلم )أوليانا (يقول إنه ما من أحد يكره نظام النجومية الذي يحتاج إلى أبطال يعشقهم , ولكن هذه ليست طريقة طبيعية لأي ممثل لكي يتقدم في عمله.
في مسلسلها الاخير ( فضة قلبها ابيض ) دخلت سعاد عبداللة منطقة شائكة ,واختارت شخصية صعبة ونجحت فى التحدى .


----------------------------------------------------------------------

كما تذكر صفحات التاريخ , يعد أبو جعفر المنصور المؤسس الحقيقي للدولة العباسية. نهض إلى الخلافة بعد أن صقلته التجارب وأنضجته المحن، وخَبِر الناس وعاشرهم ووقف على دواخلهم وخلائقهم، وما إن أمسك بزمام الأمور حتى نجح في التغلب على مواجهة صعاب وعقبات توهن عزائم الرجال وتضعف ثبات الأبطال، وتبعث اليأس والقنوط في النفوس. وكانت مصلحة الدولة شغله الشاغل، فأحكمت خطوه وأحسنت تدبيره، وفجرت في نفسه طاقات هائلة من التحدي، فأقام دولته باليقظة الدائمة والمثابرة الدائبة والسياسة الحكيمة.
ومن الأعمال الجليلة التي تُذكر للمنصور كما جاءت في الكتب التي تعرضت لسيرته مثل ( تاريخ بغداد ) و( دولة بنى عباس ) عنايته بنشر العلوم المختلفة، ورعايته للعلماء من المسلمين وغيرهم، وقيامه بإنشاء "بيت الحكمة" في قصر الخلافة ببغداد، وإشرافه عليه بنفسه، ليكون مركزا للترجمة إلى اللغة العربية. وقد أرسل أبو جعفر إلى إمبراطور الروم يطلب منه بعض كتب اليونان فبعث إليه بكتب في الطب والهندسة والحساب والفلك، فقام نفر من المترجمين بنقلها إلى العربية.
كان الخليفة أبو جعفر المنصور رجل عمل وجد، لم يتخذ من منصبه وسيلة للعيشة المرفهة والانغماس في اللهو والاستمتاع بمباهج السلطة والنفوذ، يستغرق وقته النظر في شئون الدولة، ويستأثر بمعظم وقته أعباء الحكم.
نحن إذن أمام سيرة مرئية غنية وعامرة بكل المواقف والأعمال التي تستحق أن تترجم مرئيا لكي يقترب منها المشاهد والمحب للدراما التاريخية وأتصور أن مسلسل ( ابوجعفر المنصور ) عن نص وسيناريو للكاتب محمد البطوش واخراج شوقى الماجرى , كان واحدا من الأعمال المميزة على الشاشة الفضائية لما توفر له من عناصر كثيرة للنجاح من ناحية الانتاج ومن الناحية الفنية .

كلام الصورة

من مسلسل ابوجعفر المنصور

Saturday, October 04, 2008



دعوة اوربتية

الدراما الرمضانية مالها وماعليها ) كان موضوع الحلقة الاخيرة من برنامج ( اوراق خليجية ) الذى يعده ويقدمه الاعلامى المتميز محمد القحطانى على قناة الصفوة ( اوربت ) وكان لى شرف المشاركة فى الحلقة مع الفنان الكويتى القدير سعد الفرج .
ثقافة المنع كانت المحطة الأولى التي توقفنا عندها بعد ان شهدت الأعوام القلية الماضية العديد من حوادث بعض المسلسلات مثل ( الطريق إلى كابول ) و( أسد الجزيرة ) و( فنجان الدم ) و( سعدون العواجى ) وغيرها وكان من المهم الاشارة الى ان ثقافة المنع يجب ان تواجهها ثقافة التحصين , لانه في عصر السموات المفتوحة , ومع التقدم التقني في وسائل الاتصال , ومع حرية تداول المعلومات الرقمية والصورية أصبح من الصعب إخفاء المعلومات والصور , ومن المهم تحصين المشاهد العربي وإعطائه الثقة ليكون قادرا على الاختيار بوعي . ونسيت ان أقول في المقابلة انه في القريب العاجل سيصبح من السهل ان يصنع اى شخص فضائيته الخاصة على الانترنت وهذا يمثل حقيقة لاخيال .
وضمن اللقاء تحدثنا عن منافسة الدراما الخليجية للدراما المصرية والدراما السورية وارى ان هذا الموضوع تصنعه مبالغات كثيرة, لبعض الذين تربوا في أحضان الاثارة الصحفية لان هناك خطوات كثيرة للدراما الخليجية يجب عليها ان تقطعها لتحقق قدرا مطلوبا من التميز على مستوى المضمون والشكل . ولا يقلل ذلك أبدا من وجود أعمال متميزة يمكن الاشارة إليها على أنها حققت الكثير من النجاح على مستوى المشاهدة, وعلى مستوى التقدير النقدي . .
وكانت هناك إطلالة على ظاهرة نجاح المسلسل التركي على الشاشات العربية وكان لنا ان نحاول تفسير الظاهرة بالقول ان المسلسل التركي قدم العديد من الأشياء التي يفتقدها المسلسل العربي منها مشهديه الجمال , وإنسانية الموضوع , ورقى العلاقات الإنسانية , وتقنية فنية متطورة تحتفي بتشكيل اللقطة .
تناول اللقاء أيضا قرارات النقيب اشرف زكى وتأثيرها على العلاقات الفنية العربية
شكرا للصديق العزيز محمد القحطانى على دعوته ( الاوربتية ) وكان اللقاء بحق ( غبقة ) حوارية صريحة من اجل واقع درامي رمضاني أفضل .

عماد النويرى
كلام الصورة
لميس بطلة المسلسل التركى سنوات الضياع

Friday, October 03, 2008




فوانيس



بطل لكل مشاهد

في سالف العصر والأوان عندما كان التلفزيون في بداياته الأولى و كانت القنوات تقتصر على واحدة اواثنتين وكانت الفضائيات أيامها في علم الغيب قبل ان تتوالد بالشكل الجنوني الذي نراه ألان . في ذاك الوقت كانت القضايا واضحة وكان الأبطال أيضا معروفون فالكل يعرف من هو صلاح الدين الايوبى تماما كما يعرف سيف ابن ذى يزن وعنترة ابن شداد. و كانت هناك مواصفات وملامح يتم الاتفاق عليها بالنسبة لاى بطل يتم اختيارة .
مع تحول الشاشة الصغيرة والكبيرة من الأبيض والأسود إلى الملون ومع ظهور الشاشات (البلازمية ) والفضائيات التي تنتشر مثل انتشار النار في الهشيم , ومع وجود الوفرة الإنتاجية , ومع تناقص تكلفة إنشاء قنوات السماء المفتوحة لمن يدفع أصبح من العادي ان يستثمر رجال الأعمال في ( بيزنس ) الفضائيات المربح على كافة الأصعدة ومن تلك الأصعدة إنتاج الأعمال التاريخية وإعمال السيرة الذاتية . ومع حالة الانكفاء القومي التي يعيشها التاريخ العربي في الوقت الحالي كان لابد من ظهور أبطال جدد و هو ( بيزنس ) أخر تقوم به بعض الفئات ربما لتوسيع الهوة الموجودة أصلا بين الشعوب والقبائل ربما بهدف إثارة النعرات الطائفية وربما بهدف التفاخر وصنع تاريخ جديد تتحدث به الأجيال المقبلة حتى لوكان تاريخا مبالغا فيه .وليس مستغربا ان تحل ميريام فارس بدلا من ام كلثوم وان يحل نمر ابن عدوان بدلا من صلاح الدين مع احترامنا لكل الأسماء والشخصيات .
مع بداية شهر رمضان تم إيقاف بث مسلسل ( فنجان الدم ) من بطولة جمال سليمان الذي قيل انه يثير النعرات الطائفية , وبالأمس القريب تم إيقاف بث مسلسل ( سعدون العواجى ) من بطولة رشيد عساف استجابة لمناشدات تقدمت بها العديد من القبائل العربية التي يحكى المسلسل حقبة من تاريخها . ومازلنا نرى ان المنع لن يمنع المشكلة من التفاقم بل سيساعد على انتشار هذه المسلسلات , ولن يستطيع احد ان يمنع احد من رغبته في إضفاء صفات البطولة على اى احد . وإذا كانت الجغرافيا قد تم ويتم تغييرها فانه من المهم قبل تغيير التاريخ ان تقوم الحكومات والمؤسسات المسئولة بإنشاء لجان تكون مسؤوليتها مراجعة السير الذاتية لابطال التاريخ
. بعد ان اصبح لكل مواطن فضائية ومفتى ومحلل استراتيجى وبرنامج كروي وبرنامج طبيخ نخشى ان ياتى اليوم الذي يصبح فيه لكل مواطن بطل تاريخي !!

عماد النويرى
كلام الصورة : من مسلسل فنجان الدم

Thursday, October 02, 2008



فوانيس
اسمهان........ والماجرية


شوقي الماجرى في مسلسل أسمهان يعطى درسا مهما في كيفية صناعة الصورة وفى طريقة إعداد الممثل . في صورة الماجرى هناك حركة ممثل لايكتفى بالجلوس على المقاعد ليقول حواراته وانما هناك حركة فعل ورد فعل بين الممثلين تعبر عن الأفكار والعواطف وفى أكثر المشاهد من النادر ان نجد حوارات الصالونات وإنما يحرك الماجرى كاميرته باستمرار مع وجود لقطة استهلالية تعبر عن وجهة نظر المخرج في طبيعة المشهد ككل وهى في اغلب تكون لقطة بانورامية عامة للمكان. وفى الصورة ( الماجرية ) هناك اهتمام بالتفاصيل لمحاولة خلق أجواء الزمان والمكان مع اختيار الزى المناسب واللون المناسب وزاوية التصوير المناسبة .هذا غير إضاءة معبرة توحي بالحالة النفسية للشخصية وتساعد على تكثيف التعبير الدرامي المطلوب تكثيفه وهنا يمكن الاشارة إلى مشاهد الأمير حسن مع الأميرة أمال ( اسمهان ) ومشهد لقاء الأمير فؤاد بوالده .كما يمكن الاشارة أيضا إلى اختيار عدسات مفلتة للتصوير أعطت وتعطى الانطباع بزمن الأحداث وهو مايدل على مخرج يعرف أدواته جيدا .
واذاكانت حركة الشخصيات الخارجية المتدفقة في اللقطة الواحدة إنما هي اصدق تعبير عن حالة الشخصية الداخلية , فهناك أيضا حركة الطبيعة المجسدة في الأمطار ونيران الشموع والمشاعل وتساعد حركة الطبيعة هذه على زيادة جرعة التأمل عند المشاهد لكي يستوعب الحكاية بطريقة أفضل .
في مسلسل ( اسمهان ) لسنا بصدد حكاية من حكايات السيرة الذاتية فقط عن فنانة موهوبة عاشت وماتت في ظروف غامضة , وإنما نحن بصدد رؤية فنية تسود أجواء المسلسل ككل لتعطينا في النهاية مشهديه بصرية تحتفي بتشكيلية اللقطة تماما كما تحتفي بالأداء التمثيلي والأداء الصوتي . قد نلوم المخرج قليلا على عدم إعطاء فترة استراحة للعين والأذن من جماليات الصورة والصوت لكن هذا يحسب للمخرج ولا يحسب عليه .
اضافة الى ( عمر الخيام ) و(تاج من شوك ) و( الارواح المهاجرة ) و( اخوة التراب ) وغيرها ينضم مسلسل ( اسمهان ) الى اعمال المخرج شوقى الماجرىالمتميزة و لتمثل كل تلك المسلسلات مدرسة لها بصمتها الخاصة فى مجال الاخراج التلفزيونى فى بلاد العرب . وتحية لمخرج يحاول اسعادنا بمشهدية بصرية مختلفة فى ظل واقع صورى لايحتفى كثيرا بالصورة .
عماد النويرى