Thursday, October 02, 2008



فوانيس
اسمهان........ والماجرية


شوقي الماجرى في مسلسل أسمهان يعطى درسا مهما في كيفية صناعة الصورة وفى طريقة إعداد الممثل . في صورة الماجرى هناك حركة ممثل لايكتفى بالجلوس على المقاعد ليقول حواراته وانما هناك حركة فعل ورد فعل بين الممثلين تعبر عن الأفكار والعواطف وفى أكثر المشاهد من النادر ان نجد حوارات الصالونات وإنما يحرك الماجرى كاميرته باستمرار مع وجود لقطة استهلالية تعبر عن وجهة نظر المخرج في طبيعة المشهد ككل وهى في اغلب تكون لقطة بانورامية عامة للمكان. وفى الصورة ( الماجرية ) هناك اهتمام بالتفاصيل لمحاولة خلق أجواء الزمان والمكان مع اختيار الزى المناسب واللون المناسب وزاوية التصوير المناسبة .هذا غير إضاءة معبرة توحي بالحالة النفسية للشخصية وتساعد على تكثيف التعبير الدرامي المطلوب تكثيفه وهنا يمكن الاشارة إلى مشاهد الأمير حسن مع الأميرة أمال ( اسمهان ) ومشهد لقاء الأمير فؤاد بوالده .كما يمكن الاشارة أيضا إلى اختيار عدسات مفلتة للتصوير أعطت وتعطى الانطباع بزمن الأحداث وهو مايدل على مخرج يعرف أدواته جيدا .
واذاكانت حركة الشخصيات الخارجية المتدفقة في اللقطة الواحدة إنما هي اصدق تعبير عن حالة الشخصية الداخلية , فهناك أيضا حركة الطبيعة المجسدة في الأمطار ونيران الشموع والمشاعل وتساعد حركة الطبيعة هذه على زيادة جرعة التأمل عند المشاهد لكي يستوعب الحكاية بطريقة أفضل .
في مسلسل ( اسمهان ) لسنا بصدد حكاية من حكايات السيرة الذاتية فقط عن فنانة موهوبة عاشت وماتت في ظروف غامضة , وإنما نحن بصدد رؤية فنية تسود أجواء المسلسل ككل لتعطينا في النهاية مشهديه بصرية تحتفي بتشكيلية اللقطة تماما كما تحتفي بالأداء التمثيلي والأداء الصوتي . قد نلوم المخرج قليلا على عدم إعطاء فترة استراحة للعين والأذن من جماليات الصورة والصوت لكن هذا يحسب للمخرج ولا يحسب عليه .
اضافة الى ( عمر الخيام ) و(تاج من شوك ) و( الارواح المهاجرة ) و( اخوة التراب ) وغيرها ينضم مسلسل ( اسمهان ) الى اعمال المخرج شوقى الماجرىالمتميزة و لتمثل كل تلك المسلسلات مدرسة لها بصمتها الخاصة فى مجال الاخراج التلفزيونى فى بلاد العرب . وتحية لمخرج يحاول اسعادنا بمشهدية بصرية مختلفة فى ظل واقع صورى لايحتفى كثيرا بالصورة .
عماد النويرى

No comments: