Saturday, June 07, 2008


على الضفاف



جيمى وميرو وفضائيات البورنو وسنوات الضياع



كتب عماد النويرى


- من حق اى إنسان ان يتعرى أمام نفسه في المرأة وان يعجب بذاته ويرى انه أجمل من عمر الشريف وأقوى من هرقل وأذكى من بوتين . ومن حق اى مخلوق على وجه الأرض ان سواء كان رجلا أو امراة ان يرقص كما يحلو له وان يرى نفسه أكثر اثارة من هيفاء وهبي . المشكلة أننا لانستطيع ان نجعل شروق الشمس من الغرب وغروبها من الشرق . في برنامج احمر بالخط العريض على الفضائية اللبنانية تم استضافة جيمي وميرو . وجيمى هذا شاب اخضر في ريعان الشباب يرى ان من حقه ان يتعرى أمام النساء بغرض امتعاهن وتقديم التسلية لهن ولامانع ان يتكسب من ذلك . اما ميرو اوميرة فانه رجل يمتهن الرقص الشرقي ويتلوى بمهارة تحسده عليها روبى وفيفى عبدة . ويرى ميرو هذا ان مايفعله هوامر مشروع طالما ان الفروق مابين الرجل والمرأة الى زوال , ان لم تكن قد زالت فعلا. قدم جيمى رقصة ( لم تكتمل ) تعرى فيها امام الملاين من المشاهدين ومنهم أطفال وبنات وأمهات ورجال دنيا ورجال دين . وقبله قدم ميرو رقصة أخرى تلوى فيها مثل امراة لعوب . وتحدث جيمى باستفاضة عن مهنته التى يفخر بها وانه سعيد باختيارها وانه لايرى انه شاذ كما وصفته واحدة من الحضور . منذ عشرات السنين هناك نواد للعراة في أميركا واروبا وهناك أيضا نواد لتعرى النساء من اجل الرجال ونواد لتعرى الرجال من اجل النساء , لكن كل ذلك يدور خلف الأبواب الخلفية لمجتمعات فصلت الدين عن الدنيا وجعلت الدنيا مسؤولية شخصية لمن يرغب في تحملها وهو بالتالي حر في رأيه كما هو حر في جسده . لكن حتى مع ذلك من النادر ان تقدم الفضائيات العالمية مثل هذه القضايا وفى الأغلب يكون عرض هذه القضايا في فضائيات البورنو . او حتى يتم عرضها على الفضائيات الأخرى في أوقات مناسبة بعيدا عن أعين كل المشاهدين , وفى وجود متخصصين يحللون الظواهر بشكل علمي وليس عن طريق الاثارة الرخيصة . في برنامج ( احمر بالخط العريض ) الذي يقدمه الاعلامى مالك مكتبي وفى الحلقة الأخيرة الذي عرضت الأسبوع الماضي كان هناك تجاوز فى اختيار القضية وتجاوز في عرضها ومع الاقرار بان النماذج التى عرضت موجودة في الواقع ومع احترامنا لرغبة البرنامج في كشف المستور فلم يقل احد ان كل ماهو موجود في الواقع قابل للعرض . وعلى الفضائية اللبنانية ان تعيد حساباتها وتدرك ان هناك خطا اسود بالعريض يفصل بين دور الاعلام الثقافي والاجتماعي ودور الفضائيات الترفيهى الذى يعتمد على الاثارة وطرح موضوعات يراد بها حق وهى الباطل بعينه .

------------------------------------------------------------------------------------------

- في سهرة دموية جديدة عرضت قناة فوكس فيلم ( عودة الأموات الأحياء ) وقصة الفيلم تدور لتصور عودة لبعض الراقدين تحت التراب فى بلدة أمنة بفعل غاز يتسرب من شاحنة يساعد على عودة هؤلاء الأموات . وعندما يعود هؤلاء الأموات فأنهم يعودون بصورة مشوهة وقميئة بكامل ملابسهم ويتحركون بشكل هستيرى وهم يرددون بكلمة واحدة ( برين ) وتعنى بالعربية مخ ونعرف في المشاهد التالية أنهم يبحثون عن البشر الاحياء لالتهام أمخاخهم بطريقة بشعة ومقززة . في الفيلم الخيال تصل جرعة الخيال الى أقصاها عندما يتم مهاجمة هؤلاء الموتى بالصواعق الكهربائية , ويتم قتلهم جميعا ليعودا الى قبورهم مرة أخرى . مشاهد الفيلم هى القبح بعينه . وشخصيات الفيلم لاتقدم اى بطل يتسم بصفات البطولة , واحدى الشخصيات تظهر مع بداية الفيلم وهى تحاول سرقة الأموات قبل ان يعودوا للحياة . وهناك صبى يبدو وكأنه رئيس عصابة , وهناك طبيب فاقد للصلاحية . طبعا لم نعرف لماذا عاد هؤلاء الأموات الى الحياة ؟ ولماذا عادوا بهذه الصورة المتوحشة ؟ ولماذا هم حريصين على مهاجمة البشر الأحياء والتهام أمخاخهم ؟ وماهو وجه الحكمة في تقديم كل تلك الأحداث ؟ في نهاية الفيلم شعرت بسعادة غامرة بعد ان عاد هؤلاء الأموات الى قبورهم فقد كان من الواضح أنهم لايستحقون الحياة في الموت وكان لهم ان يموتوا في الحياة .


------------------------------------------------------------------------------------------

- أتابع منذ فترة المسلسل التركي ( سنوات الضياع ) , الذي يعرض على قناة ام بىسى , وفى الواقع لم تجذبني قصة الحب الملتهبة بين يحية ورفيف ثم يحيى ولميس انما وجدتني اتوقف عند بعض محطات التميز والتى ارى انها تمثل نقاط ضوء كثيرة فى الطريق الطويل للعرض الذى تجاوز الان 80 حلقة . جذبنى فى المسلسل الجانب التقنى الذى يظهر الصورة بكامل لياقتها التعبيرية . فهناك اضاءة صحيحة يلعب فيها الضوء والظل دورا بارزا لتكثيف التعبير وهناك اختيار موفق فى اختيار الملابس التى تتلائم وطبيعة كل شخصية وطبيع كل موقف . وهناك تصحيح دائم للالوان بشكل احترافي حتى لانرى مرة لونا باهتا او نرى زيادة نسبة اللون الأحمر أو الأخضر دون مبررات فنية لذلك .وهناك اختيار موفق لمجموعة الممثلين التي تجسد الأدوار الرئيسية وغير الرئيسية في المسلسل وعلى رأس هؤلاء الممثلة دوبا التى تلعب شخصية لميس كذلك الممثل الذى يجسد شخصية يحيى . وغير ذلك هناك قدرة على معرفة زمان الأحداث وتوقيتها هل هو في الصباح ام في المساء في الصيف أم في الشتاء . ثم أخيرا مازال يشدني التوليفة الدرامية للمسلسل ككل رغم بطْ إيقاع بعض المشاهد فهي تجمع الكثير من المتناقضات وتفرق بين الكثير من المتشابهات وتغوص فى أعمق أعماق الشخصيات وتصور صراع الحب والسلطة والنفوذ بعيدا عن الخطابة والمباشرة . وفى عصر السموات المفتوحة لاباس بان تأتينا كل الأفكار وكل الصور طالما هناك احترام للطريقة التى تقدم بها تلك الأفكار والصور .





- كلام الصورة

من مسلسل سنوات الضياع

No comments: