Friday, June 20, 2008




على الضفاف




نجومية شوبير والارهابى , وتحية الى الطيار


كتب عماد النويرى


العرب وجدوا ويجدون أنفسهم الان أمام شكل جديد يسمى ( وسائل الأعلام العابرة للحدود ) والتى يصعب وسيصعب أكثر التدخل الحكومي فيها , والى حد كبير أصبح المشاهد العربي هو صاحب الحق في الاختيار والمشاهدة . ويعرف الكثيرون ان ملامح النظام الإعلامي والفضائي الجديد ستعتمد على التفاعلية والتزاوج بين الكمبيوتر والتلفزيون , وهناك محاولات مستمرة ومتنامية ( نجح الكثير منها ) لتغيير شكل التلفزيون الحالي لتحويله آلي جهاز اتصال تفاعلي مثل الكمبيوتر ويتنافس في هذا الآمر كل من شركتي ميكروسفت واوراكل .
وفى هذا الإطار يتنبأ العالم الياباني ( ياشمو اوتوا ) رئيس قسم البحوث في شبكة ان اتش ك اليابانية ان مباريات كرة القدم في النظام الاعلامى الجديد لن تنقل بالعدد المحدود من الكاميرات كما يحدث الان , ولكن سيكون لكل لاعب من لاعبي الفريقين كاميرا خاصة به وكذلك عدد لاباس به من الكاميرات لزوم تصوير المشاهدين .
يعنى ذلك ان اى مشاهد ومن خلال الكمبيوتر الخاص به سيكون باستطاعته مشاهدة مايريد فقط , وسيكون باستطاعته وعن طريق االازرار المختلفة تركيز المشاهدة على الزوايا المختلفة مع متابعة آي لاعب مفضل طوال المباراة ويعنى ذلك آن المشاهدة بهذه الطريقة ستصل بنجومية لاعبي كرة القدم آلي درجةاعلى بكثير من نجومية نجوم السينما ونجوم المسلسلات .وهذا قد بدا يحدث بالفعل من خلال اهتمام الفضائيات المفرط ببرامج كرة القدم وشوبير ومصطفى عبده وماحدث لعصام الحضري خير أمثلة على ذلك . التفاعلية اذن هى إحدى سمات النظام الإعلامي الجديد , وخلال العقد الأخير ونتيجة التطور التقني الهائل في وسائل الاتصال أصبح من السهل ( وسيصبح من السهل أكثر ) آن يصنع كل مشاهد تسليته المحببة بالطريقة آلتي يرغب فيها دون تدخل من احد , ومازلنا نؤكد ان هناك الكثير مما يجب فعله لحماية منظومة القيم من الآثار الجانبية للمشهد الإعلامي الجديد .

--------------------------------------------------------------------------------


فن التمثيل ليس في واقع الآمر مجرد استنساخ لصورة شخصية ما وإعادة بثها في الحياة للدرجة آلتي تجعلنا نصدق الشخصية المقلدة على أنها حقيقية . وليس فن التمثيل هو القدرة على التقمص آو تقليد الآخرين . وما يفعله الممثل العادي هو ان ينقل لنا شخصية ما كما هى اما الممثل النجم فهو من يقدم لنا قراءته الثانية للشخصية التى يلعبها ,
ستانسلافسكى الذى وضع قواعد التمثيل فى العصر الحديث أكد على ضرورة ان يرتبط التمثيل بقيمة أخلاقية وان يكون النص الذي يتم تجسيده على تماس مع الواقع الاجتماعي والسياسي . وكلما اقترب الممثل من اختيار النص االانسانى كلما نجح في تجسيد الشخصيات القريبة من الواقع والمعبرة عن قطاعات كبيرة من البشر فانه يصعد درجة في سلم النجومية . كتبت هذه العبارات عندما تحدثت عن الفنان جيمي فوكس عندما أجاد في تقمص شخصية فنان الغناء والموسيقى الاميركى راى تشارلز وحصد عن دورة فى هذا الفيلم جائزة الأوسكار كأفضل ممثل . تذكرت تلك الكلمات وانا أشاهد فيلم ( الطيار ) الذى عرض على قناة تو منذ ايام وشاهدت ليوناردو دى كابريو وهو يجسد شخصية الاميركى هيوارد هيوز احد رواد الطيران الكبار في تاريخ الطيران الاميركى المعاصر . دى كابريو وتحت ادارة المخرج القدير مارتن سكورسيزى صعد بالفعل درجة في سلم النجومية . واستطاع ببراعة ومن خلال نص يتعامل مع شخصية قريبة من الواقع ان يقدم درسا في كيفية تقمص الشخصيات التاريخية , واستطاع بنجاح ان ينتقل بين المراحل المختلفة للشخصية مستخدما كل أدواته الداخلية والخارجية مع الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة . تحبه الى كابريو الذى أمتعنا بأدائه في فيلم ( الطيار ) .




--------------------------------------------------------------------------------------
.
. فرانسيس فوكوياما المفكر السياسي الشهير صاحب فكرة ( نهاية التاريخ ) يرى أن موضوع الارهاب معقد للغاية , وحتى نضع أيدينا على السبب فالمسؤولية تقع جزئيا على عاتق المجتمعات الاسلامية التى سمحت للأيدلوجيات المتطرفة بالخروج عن السيطرة ,وهناك مسؤؤلية أخرى تتحملها المجتمعات الأوروبية التي فشلت في امتصاص المسلمين باعتبارهم شركاء حقيقيين في المجتمعات الغربية .
فوكوياما يرى أيضا انه لوحدث تقدم فى حياة الأفراد وتعاظمت الفرص أمام المواطنين فان الأيدلوجيات المتشددة لن تجدا لها مكانا . كما يرى أيضا آن هناك مشكلة عالمية تتمثل في وجود شبكة دولية من المنظمات آلتي تروج للإرهاب وتسمح له بالازدهار ولذلك لايوجد سبب واحد يتحمل المسؤولية .
الديمقراطية الحقيقية هى الشرعية الأساسية المؤتمنة آلتي تنال ثقة المواطن وكثير من أزمات الشرق الأوسط تعود في الأصل آلي قصور في تطبيق الديمقراطية السليمة . ومن دون تغيير على مستوى الأفكار فلن تحدث المصالحة بين الإسلام والديمقراطية
المطلوب من الدراما العربية آن تواصل بحثها وتصويرها لموضوع الإرهاب بكل جوانبه وأشكاله وأسبابه . ونتمنى ان يتم طرح هذا الموضوع فى المستقيل دون استسهال ودون إغفال للأسباب الكثيرة والمقنعة آلتي تحدث عنها فوكوياما وغيرة من المفكرين والباحثين الذين يشغلهم هذا الموضوع في بقاع الأرض المختلفة . ودون ان نشعر دائما بنوع من جلد الذات نتيجة الاحساس بالذنب من الشكل الذى أصبحت المجتمعات الغربية تحصرنا فيه . العربي والمسلم لم ولن يكون إرهابيا بالفطرة واذا كان الغربي يصر على وضعنا في هذه الصورة المقيتة علينا أيضا ان نواجهه بصورته كمحتل قديم جاء الينا على مر التاريخ كناهب لثرواتنا وكمحطم لطموحات شعوبنا وكمستعمر بغيض . علينا الا نشعر بكل ذلك الخجل من صورتنا ولعلنا نعيد التوازن لهذه الصورة قبل ان نفقد كل ملامحها بسبب بعض الأعمال الدرامية التى لاتقول كل الحقيقة .









No comments: