Wednesday, November 14, 2007






السينما في الكويت .. من جديد المكتبة السينمائية العربية


في كتابه 'السينما في الكويت' الصادر عن هيئة ابوظبى للثقافة والتراث يقدم الناقد السينمائي الزميل عماد النويري رؤية توثيقية ونقدية للسينما في الكويت معتمدا على عرض تاريخي لبدايات النشاط السينمائي في الكويت، بالإضافة الى شهادات لبعض رواد العمل السينمائي، ويقدم الكتاب كذلك كشف حساب ومساءلة لأنشطة وفعاليات نادي السينما الكويتي منذ بداياته في العقد السابع من القرن الماضي وحتى الآن، أهمية هذا الكتاب نابعة من عمل النويري مديرا لنادي السينما في الكويت، مما جعل هذا الكتاب بمنزلة شهادة عن قرب على النشاط السينمائي الكويتي وليست رؤية شخصية عاجية بعيدة عن الواقع।النقاط الثلاثفي مقدمته المركزة والمكثفة يعرض النويري لثلاث نقاط بالغة الأهمية، تعتبر مدخلا ضروريا للقارئ العادي لتعريفه ببعض المسائل المتعلقة بالإنتاج السينمائي الحديث، كذلك تلقي هذه النقاط الضوء على الجوانب التاريخية لمرحلة بدايات السينما الكويتية।النقطة الأولى هي على الرغم من عدم وجود انتاج سينمائي بالمعنى المعروف، فإن الكتاب يتمحور حول الواقع السينمائي الكويتي المتمثل في العديد من المحاولات الفردية والرسمية التي اسفرت عن سبعة أفلام روائية طويلة، اما عن السبب في غياب الانتاج السينمائي فيشير النويري الى عدة عوامل أهمها عدم وجود قطاع عام مختص بالانتاج السينمائي، كذلك عدم وجود شركات انتاج متخصصة بإنتاج أفلام كويتية ضمن خطط منهجية، ويضاف الى ذلك غياب الدعم الحكومي المنتظم كما يحدث في المغرب وتونس।النقطة الثانية تتعلق ببداية السينما في الكويت وعلى الرغم من الاختلاف الواضح حول التأريخ لهذه البداية بفيلم 'أبناء السندباد' أو بفيلم 'النفط في الكويت'، فإن المؤلف يرى ان فيلم 'أبناء السندباد' الذي صوره الاسترالي آلن فلييرز عام 1939 هو أول فيلم سينمائي كويتي على الرغم من ان هذا الفيلم لم يعرض الا في عام ،1967 اما عن أول عرض سينمائي فكان في عام ،1954 وذلك عندما تم افتتاح أول دار عرض سينمائي وهي سينما الشرق، وكان أول فيلم عرض فيها هو 'أغلى من عينية' بطولة سمير أحمد وإخراج فطين عبدالوهاب।النقطة الثالثة تتعلق بالتطور التكنولوجي الحديث في مجال السينما الذي أدى الى تغير التقنيات التي تتعامل مع السينما ما ادى الى ظهور وسائط اخرى غير النظرية الفوتوغرافية والأرشيف الجديد الإلكتروني، مما ساعد على اعطاء صور متحركة، أدى ذلك الى هدم النظرية القديمة التي كانت تقسم السينمائيين على أساس الكاميرا التي تستخدم سواء كانت سينمائية أم رقمية، وظهر بدلا منها الفكرة التي تعتمد على الرؤية السينمائية التي تقف خلف الكاميرا।شهادات الروادفي الجزء الثاني من الكتاب يعرض النويري شهادات لأبرز اعلام ورواد العمل السينمائي في الكويت وتضمنت شهادات لمحمد قبازرد ومحمد السنعوسي وخالد الصديق وهاشم محمد وقدم هؤلاء الاعلام قراءة تاريخية ونقدية لما في واقع ومستقبل العمل السينمائي في الكويت ولعل ابرز النقاط التي فجرتها هذه الشهادة هي رؤية خالد الصديق لعلاقة الدولة بالانتاج السينمائي، حيث يقول 'أرفض تماما ان تتولى الدولة عملية الانتاج السينمائي، وقد فشلت كل المحاولات التجارية في هذا الاطار فشلا ذريعا ـ في أوروبا الشرقية، في مصر، وغيرها لكن الدولة يمكن ان تقدم المساعدات والامكانات الكافية للإنجاز الابداعي في مجال السينما'، ويوضح الصديق ذلك فيقول 'فعندما انتج فيلما لحسابي الخاص، وتكلفته على سبيل المثال 100 ألف دولار، الدولة تقول: 'مستعدة ادفع نصف المبلغ انجزوا العمل'، هذه الخطوة رائدة وجميلة اذا تمت هنا। وللأسف ان القطاع الخاص 'ليس عندهم ثقة في مجال السينما ولا حماس لخدمة الكويت اعلاميا وثقافيا من خلال السينما لماذا لا يساهمون في دعم انتاج افلام سينمائية ينجزها فنانون وفنيون كويتيون'।نادي الكويت السينمائييخصص النويري جزءا كبيرا من الكتاب لاستعراض تاريخ وأنشطة نادي الكويت للسينما هذا العرض يعتبر بمنزلة شهادة تاريخية توثيقية تفصيلية لم يسبق طرحها الى الآن بمثل هذا التفصيل الدقيق، يبدأ المؤلف بسرد تاريخ افتتاح النادي 'في يوم 14 مايو ،1977 بدأت أولى عروض نادي الكويت للسينما بقاعة غرفة التجارة والصناعة، وحضر العرض كل من محمد السنعوسي وكيل وزارة الاعلام آنذاك ورئيس مجلس الادارة، وعبدالوهاب السلطان، وعامر التميمي، اضافة الى بعض اعضاء النادي، وقد عرض الفيلم التسجيلي الكويتي (الفنون) من اخراج هاشم محمد، ومدته 27 دقيقة، ثم عرض بعده الفيلم الأميركي 'اللص الذي حضر للعشاء' بطولة رايان اونيل وجاكلين بيسيه।شركة السينما الكويتيةيستعرض المؤلف كذلك تاريخ وأنشطة شركة السينما الكويتية الوطنية منذ تأسيسها في 5 اكتوبر عام 1954।وفي نهاية الجزء المخصص عن شركة السينما الكويتية الوطنية يقدم النويري اقتراحا بإنشاء دار 'الفن والتجربة' على ان تحصر الشركة مشاهدي هذه الدار بنوعية عمرية وثقافية معينة، وان تكون المشاهدة عن طريق اشتراكات ويمكن ان تكون تكاليف ادارة مثل هذه الدار متدنية، وبذلك تستطيع الشركة ان توازن بين تكاليف عرض الفيلم وايراداته। اما عن السبب في انشاء هذه الدار فيرجع ـ في نظر المؤلف ـ الى 'دخولنا الى عصر جديد يتعولم فيه كل شيء حتى ستجد شركة السينما نفسها مطالبة بقدر ولو يسير في تحقيق عولمة المشاهدة وأرى ان انشاء هذه الدار سيلعب دورا كبيرا في ابراز دور الشركة كمؤسسة لها بصمات واضحة فيما هو مقبل من أيام ذات طبيعة مختلفة।قراءات ومواجهاتفي الجزء الأخير من الكتاب يقدم النويري مجموعة من كتاباته التي نشرت في جريدة 'القبس' منذ عام 1983 وحتى عام ،2006 وتضمنت هذه الكتابات مواجهات واشتباكات مع تجارب واحداث وأشخاص شاركوا في تشكيل الواقع السينمائي في الكويت।


محمد شعبان
جريدة القبس 15/11/2007

No comments: