Saturday, July 19, 2008



على الضفاف

موضة قنوات الدراما المسلسلة وضياع براءة سندريلا


كتب عماد النويرى


القنوات الغنائية لم تعد هي موضة الفضائيات كذلك قنوات الأفلام التي تتوالى لتعيد وتزيد في عرض أفلام معينة , من سينمات معروفة ومحددة إنما الموضة هذه الأيام هي قنوات الدراما المسلسلة أو قنوات المسلسلات الدرامية . وكلنا يعرف ان اغلب المسلسلات العربية مازالت تصر على تقديم الأفكار التي تدور حول مشكلات الزواج وضياع الأبناء واكتشاف الزوجة الأولى لوجود زوجة ثانية واكتشاف الزوجة الثانية لوجود عشيقة أولى ! وطبعا أكثر من تسعين في المائة من هذه المسلسلات تنتهي بنهايات سعيدة حيث يعود الأب الضال في النهاية إلى أحضان الزوجة القديمة , او تعود الزوجة الضالة الى أحضان الزوج القديم ,أو يعود الابن الضال الى رشده بعد ان أغوته العصابة وورطته في توزيع المخدرات . واذا أراد الكاتب ان يجعل مسلسله مأساويا فان الزوجة ربما تقتل زوجها في نهاية الأحداث , وربما يقتل الزوج العشيق والزوجة أيضا على خلفية صراخ الابناء وصراخ عربات الشرطة . ومن المؤكد ان هناك استثناءات حاولت ان تقدم بعض الأفكار المختلفة . ومع تنامي وزيادة قنوات الدراما التى ستنافس قريبا القنوات الغنائية والقنوات الفيلمية , من المطلوب ان تسارع هذه القنوات في المساهمة الفعلية في تطوير الدراما العربية من حيث الأفكار والموضوعات . ومطلوب من هذه القنوات ان تعرف جيدا ان حجم الانتاج الدرامي العربي لايتلائم أبدا مع ساعات البث المفتوحة على مدى النهار والليل . وان لم تساهم هذه القنوات في البحث الجدي عن سبل لاختيار الأفضل والمساهمة في أنتاج هذا الأفضل فان المشاهد سرعان مايصيبه الملل . طبعا من المتوقع ان تزيد هذه القنوات من مساحة الانتشار بالنسبة للكثير من النجوم القدامى والجدد . ومن المتوقع أيضا ان تساعد على المنافسة لتقديم الأفضل بطريقة عصرية في نهاية المطاف ستجد هذه القنوات نفسها أمام تحديات كثيرة وعليها ان تكون مستعدة للمواجهة .


------------------------------------------------------------------------------


وجود رقص وعرى " بوسي سمير " في فيلم ( بالعربي سندريلا ) الذي عرض مؤخرا على إحدى قنوات الأفلام العربية يمثل انتهاكا لبراءة ورومانسية قصة سندريلا الأصلية خاصة في مشهد الحفل الذي تلتقي فيه سندريلا بالشاب الثرى حيث قامت " بوسي " بفاصل من الرقص بملابس ساخنة على أنغام أغنيتها والتي تقوم فيها ببهدلة من يحبها قائلة له ( أنا ما بأحبكش.. أنت ما بتفهمش ) وبالفعل كان لها حق لأنه تعذر فهمنا لوجودها أصلا في الحفلة الراقصة سوى شخصية دخيلة على الأحداث لاستثمار رغبة الجماهير في مشاهدة بوسي سمير كنوع من الجذب السياحي وليس السينمائي . ومن المنطقي ومن خلال شخصيات مرسومة باستعجال ان يضيع اغلب الممثلين , وان يفقدوا قدرتهم على إظهار موهبتهم وكان على رأس هؤلاء البطل احمد هارون , وأيضا ريهام عبد الغفور . والذي نجح في تأدية دوره في الحدود المرسومة هما حسن حسنى وهالة فاخر نظرا لخبرتهم الطويلة في تقديم شخصيات الدور الثاني مهما كانت طبيعة الحدوتة , ومهما كانت هزاله الفيلم . ومن الصعب التوقف عند محطات تميز كثيرة او قليلة في الفيلم فكاميرا سعيد شيمي كانت تقليدية , والمونتاج كان عاديا , . وبالعربي ان هذا الفيلم لم يقدم لنا الكثير ليدهشنا ويسلينا وإنما قام بنجاح بتشويه حكاية سندريلا الجميلة .

-----------------------------------------------------------------------------------
في 137 دقيقة استطاع كلينت ايستوود ان يقدم لنا رؤية إخراجية عامرة بنقاط التميز في فيلمه ( النهر الغامض ) الذي عرض مؤخرا فغير ادا الممثل والقدرة على ادارتة استطاع ايستوود ان يمسك بإيقاع فيلمه الى حد كبير , واهم مانجح فيه هو فهمة واستيعابه لنص الرواية الأصلية وأحداثها وماتهدف الية فنحن بصدد رواية ليس هدفها الأول والأخير هو تصوير حادثة مقتل صبية ذات تسعة عشر ربيعا وإنما رواية تحاول ان تغوص في أعماق شخصياتها لتربط الماضي بالحاضر لتكشف لنا كيف يؤثر الماضي الذي نحاول دائما نسيانه على واقع الحياة ويعنى ذلك ان ( النهر الغامض ) كرواية مليئة بالرموز والدلالات تناقش الحياة والموت والقدر والاختيار والحب والصداقة وفى معالجته المرئية وظف ايستوود مهاراته كمخرج الى حد كبير في تقديم صورة مقنعة وملائمة لطبيعة الرواية التأملية وكان لاى مخرج أخر ان ينشغل باستعراض عضلاته في التركيز على حادثة القتل دون سواها من التفاصيل . انه واحد من الأفلام المهمة في مسيرة الممثل المخرج العتيق والقدير كلينت ايستوود الذى امتعنا بسهرة
مميزة .

No comments: