Friday, July 25, 2008




فى ( ماماميا ) ممثلة عبقرية ومعالجة موسيقية ناجحة


كتب عماد النويرى

الممثلة الأمريكية ميريل ستريب واحدة من أهم نجمات هوليود ومن خلال رحلة طويلة مع مجموعة من الافلام المميزة التى اطلقتها هوليوود ابان فترة السبعينات والثمانينات تاهلت هذة الفنانة الموهوبة للترشيح لـ14 أوسكار و16 جائزة غولدن غلوب , حصدت منهما جائزتان اوسكاريتان وثلاث جوائز ( غلوبية ) ولعلنا نذكر لها ( جوليا ) و( صائد الغزلان ) و( كريمر ضد كريمر ) و( اختيار صوفى ) وغيرها ومن المؤكد وبعد هذة الرحلة الطويلة فان التحدى في فيلمها الذى يعرض الان على الشاشات العالمية يعتبر كبيراً بل كبيرا جدا , لأنها لاتمثل فقط , وانما تغني وترقص كما لم تغن وترقص من قبل , مما يتطلب لياقة وحضوراً معيناّ.لايتوفر الا قليلا عند المبدعين من عمالقة التمثيل .

تدور قصة فيلم (ماما ميا) الماخوذ عن مسرحية موسيقية ناجحة تحمل الاسم ذاته حول أم وحيدة تدعى دونا تنجح بتحقيق جميع أحلامها وإقامة مشروعها بتشييد فندق خاص في احدى الجزر اليونانية . . ميريل ستريب بشوشة و مرحة كعادتها تلعب دور أم لفتاة على وشك الزواج. و ترغب الفتاة في دعوة والدها للحفل. غير أنها لاتعرف من هو ويكون عليها دعوة ثلاثة رجال كانوا على علاقة بامها ابان فترة الشباب ومن خلال مذكرات امها تتصور ان الاب المنتظر لابد وان يكون واحدا من هؤلاء الرجال .. من هنا تنطلق أحداث الفيلم في مواقف هزلية وعاطفية يشارك فيها الخطيب وصديقات دونا المقربين . وفى أجواء موسيقية حالمة وباعثة على الأمل والتفاؤل وأحيانا مفجرة لذكريات الأمس البعيد تتحرك أحداث الفيلم نحو نهاية سعيدة عندما يتم التعرف على الأب الحقيقي الذي يتقدم للزواج من دونا بعد فترة طويلة من الهجر والبعاد.

فى الفيلم تلعب الموسيقى دوراً رئيسياً حيث تستخدم للانتقال عبر المواقف والأحداث المختلفة في الفيلم وقد تم الاستعانة , باكثر من عشرين أغنية لفريق الأغنية السويدي الشهير ( ابا) ذلك الفريق الذى حقق نجاحا عالميا خلال فترة السبعينات والثمانينات وحتى نهاية التسعينات وقد جسد الفريق ظاهرة في عالم الموسيقى والغناء عندما أصبح من أهم الفرق العالمية والشعبية على الإطلاق وذلك بفضل أغنيتهم الشهيرة ( الملكة الراقصة ) وقد اشتهرت الفرقة ايضا من خلال الألبسة الضيقة التي تظهر تفاصيل الجسد . ويذكر انه بعد سنوات من انفصال أعضاء الفريق تسلطت الأضواء عليه من جديد عام 1999 من خلال المسرحية الموسيقية الشهيرة ( ماماميا ) التي عرضت لأول مرة على مسارح لندن و وانتقلت بعدها لتطوف العديد من البلدان والعواصم العالمية .
يلعب بطولة الفيلم العبقرية «ميريل ستريب» و«بيرس بروسنان» و«كولين فيرث» و«أماندا سيرفايد» وأنتجه «توم هانكس»، وقد تجمع الآلاف من عشاق فريق ( الابا ) حول دار عرض مسرح ستوكهولم للالتقاء بنجمات الفريق الذي باع أكثر من ٣٧٠ مليون نسخة، وهو الرقم الأكبر في تاريخ الموسيقي، بعد ما حققه فريق «البيتلز» والمطرب «إلفيس بريسلي»، وكان آخر ظهور علني للفريق عام ١٩٨٦، وتردد رفضهم العودة للغناء رغم العرض المغري الذي تلقوه.. مليار دولار لتقديم جولة غنائية.
أبطال الفيلم وكما ظهر وشاهدنا تدربوا كثيراً علي أداء اغانى الفريق الشهير بأصواتهم والرقص علي إيقاعاتها، حيث استوحيت الأغاني، لتغلف الأحداث ، وقد لاقي بطل الفيلم «بيرس بروسنان» صعوبة في التدريب علي الغناء، خاصة أنه اعتاد تقديم الأدوار الجادة وأبرزها شخصية العميل «جيمس بوند» وليس الأفلام الموسيقية، لكنه عبر عن سعادته بتقديم هذه الأغاني، وأيضاً «ميريل ستريب» التي أكدت عودتها إلي الغناء الذي كانت قد مارسته خلال تقديمها مسرحية «أوكلاهوما» في دراستها الثانوية . والفيلم الفن يقدم ميريل ستريب التى تعدت الستين فى قمة عطائها و هى تظهر فى هذا الفيلم لتعيش الحالة الإنسانية بكل أبعادها وتتملك كل أدواتها الداخلية والخارجية , وتستطيع من خلال دورها ان تجسد كل الانفعالات المطلوبة للشخصية ببراعة منقطعة النظير . وينجح بيبرس بوسنان في تغير جلده ( الجيمس بوندى ) من خلال دور مختلف . وكذلك تألق بقية الممثلين في أدوارهم مثل كولين فيرث واماند سيرفايد . ويمكن التوقف عند العديد من محطات التميز مثل التصوير والمونتاج والإضاءة والملابس وإدارة المجاميع , وكلها عناصر ساعدت كثيرا على إعطاء كثافة تعبيرية للصورة , كما ساعد أيضا على تدفق صوري ذات إيقاع متوازن لايخلوا من القدرة على إثارة السعادة في نفوسنا وتحقيق التسلية والمتعة الفنية
.

No comments: