النويرى تحدث عنها فى صالون اليرموك الثقافى
السينما الكويتية بين الواقع والطموح
كتب - بندر سليمان:
هموم السينما الكويتية وابرز ما يعوق حضورها الانتاجي والكمي, كان محور نقاش ثقافي جاد, نظمه صالون اليرموك الثقافي الاسبوعي.
جلسة الاسبوع من "صالون اليرموك" تناولت السينما الكويتية المتعثرة منذ نشأتها وحتى يومنا هذا وفشلها في البروز والتواجد على المستويين الكمي والفكري, من خلال حلقة نقاشية تحدث فيها الناقد السينمائي ومدير نادي الكويت للسينما عماد النويري بحضور نخبة من المثقفين والاكاديميين والمتخصصين في مجال النقد السينمائي.
الصالون الذي تنظمه الشيخة فضيلة الدعيج الصباح اسبوعياً في منزلها بمنطقة اليرموك, بدأ بعرض مجموعة من الافلام السينمائية الكويتية القصيرة, كنماذج من المحاولات الجديدة التي يقوم بها السينمائيون الشبان كنوع من السباحة ضد تيار الاعاقة الذي تعانيه.
وقدم المحاضر عماد النويري نماذج من تلك الافلام القصيرة المصورة بكاميرا ديجيتال, تناولت مواضيع مختلفة, ومثلت انماطاً سينمائية شغلت بال صناعها من السينمائيين الشبان.
وبعد عرض الافلام واعطاء نبذة عنها وعن صناعها, قدم الدكتور اسامة أبوطالب السيرة الذاتية للمحاضر النويري وابرز انجازاته والادوار التي لعبها فيما يخص السينما.
وتناول المحاضر النويري تقديم نبذة موجزة عن تاريخ نشأة السينما في الكويت بمختلف انماطها الوثائقية والتسجيلية والروائية, مقدما سرداً سريعاً لبدايات السينما في الكويت, وابرز مؤسسيها وصولاً الى الواقع الذي تعيشه.
وعرج النويري في حديثه الى تقديم نظرته الخاصة لسينما خالد الصديق اشهر سينمائي كويتي على الاطلاق, والعوائق التي اعترضت ومازالت تعترض طريقه, كمثال للمرارة التي تعيشها السينما منذ نشأتها حتى يومنا هذا.
كما تطرق النويري في حديثه الى ابرز العوائق التي تعترض تأسيس صناعة سينمائية كويتية, واسباب غياب الكويت كدولة عن المهرجانات السينمائية التي باتت ظاهرة في منطقة الخليج متسائلاً وداعياً في الوقت نفسه لتأسيس مهرجان سينمائي كويتي سنوي اسوة بمهرجانات مماثلة تنظم في ابوظبي ودبي وقطر.
ومع نهاية حديث النويري عن هموم السينما الكويتية وواقع صناعها المؤلم, واسباب فشل التجربة الكويتية في التقدم والتطور والتنامي كما هو الحال مع المسرح والدراما التلفزيونية, تبادل الحضور الحديث ووجهات النظر عن واقع السينما الكويتية, وتباينت الآراء حول اسباب عدم تطور السينما في الكويت وفشلها حتى الآن في البروز على المشهد الثقافي المحلي والعربي والعالمي, البعض حملها للتيارات الدينية التي ترفض السينما, وآخرون حملوها الى غياب الديمقراطية وهيمنة التيارات المتشددة في البلدان العربية, وتناولت آراء اخرى الجدوى الاقتصادية وعدم وجود مردود حقيقي على الصعيد المالي للسينما الكويتية او الخليجية.
كما تناول اخرون غياب الايمان الحقيقي لدى الدولة والقطاع الخاص بأهمية وقيمة السينما في تقديم صورة الكويت الى العالم.
ومثل الحديث الذي تخلل صالون "اليرموك" الثقافي حول الشأن السينمائي الكويتي نموذجاً للطرح الراقي والتبادل الفكري المجاني وتبادلاً للمعلومات والمعرفة الشخصية محققاً بذلك الهدف من وراء اقامة الصالون الذي يتناول اسبوعياً مواضيع وقضايا ثقافية وادبية وعلمية وفكرية وفنية للحديث والنقاش بأسلوب حضاري مميز.
No comments:
Post a Comment