فضائيات الصابون .. ثقافه المطابخ وغناء الحمامات
عماد النويرى
imadnouwairy@hotmail.com
الفضائيات العربية استطاعت بنجاح فائق , وخلال العقد الأخير , ان تجذب انتباه المشاهد بشكل لم يسبق له
مثيل باعتبار انها البديل لحكايات الجده قبل النوم , كما انهاتجسد صندوق الدنيا العصرى . ومن اسباب انجذاب المشاهد المسكين هو ان اغلب الفضائيات اصبحت تبث برامجها االفضفاضه ( المفضفضه) دون رقيب او حسيبِ.
كان نجوم التلفزيون في مامضى من ازمان هم حمدي قنديل , وسلوى حجازي, وأماني ناشدوفريال صالح واحمد سمير . ويذكر ان الراحل كامل الشناوي وصف ادب سلوى حجازي بانها كانت تدق على 'الجارور' قبل فتحه، كنوع من الاستئذان
كان من البرامج الناجحة، والتي صنعت نجومها ( اقوال الصحف) لحمدي قنديل و (العلم والايمان) للدكتور مصطفى محمودِ و( النادى الدولى ) لسمير صبرى . طبعا دوام الحال من المحال ففي عصر 'الخصخصة' و'الفصفصة' لابد من عولمة الاشياء بمنطق فضائي, ولا مانع من برامج للحظ وبرامج 'فضفضة' وبرامج حوارية يتم فيها تقديم أكلات مطبوخة اثناء الحوار وكله عند المشاهد 'طبيخ'ِ. طبعا برامج الطبيخ مطلوبه وفى الغرب يصنعون مايعرف باوبرا الصابون التى تصنع لربات البيوت اثناء وجودهن فى المطبخ . لكن ماحدث فى اغلب فضائياتنا هو انها تحولت الى فضائيات صابونيه, بمعنى انها اصبحت تستهدف ربات البيوت ليس فقط بتخصيص فضائيات كامله لبث المسلسلات لتسليه الزوجات , ولكن اصبحت الفضائيات تتسابق لتقديم الطبخ فى اغلب البرامج .
لم تصور هذه الفضائيات -وبعضها متخصص في الثقافه والعلوم- عشرات الكيلومترات من سواحل عالمنا
العربي, او صحارينا الممتدة من المحيط الى الخليج , او سكاننا او ثرواتنا الطبيعية المختلفة لتشرحها
للأجيالِ.ولتشرح لهم مقومات ثرواتنا البريه والبحريه .
ولم تفكر فضائية واحدة في انتاج بعض افكارالسينمائيين والمسرحييين الشباب،فى محاوله لتغيير خارطه مايعرض على الفضائيات العربية من افلام ومسرحيات ةهابطه يتم اعادتها ليل نهار .واذا قامت فضائية ما بلفت النظر الى الموهوبين من اطفالنا او شبابنا , فإنها تفعل ذلك بكثير من الخجل والحياءِ.
في احدى المرات قرأت مذيعة اطفال في قناة فضائية متخصصة للاطفال فاكسا وصلها على الهواء وفيه يتهمها
والد طفل بانها تنشر 'الهبل' و'العبط' بما تقدمه للاطفال، وتجيب المذيعة الذكية بانه من الطبيعي ان يعتبر الكبار ما يقدم للصغار على انه( هبل) و(عبط) لان من الطبيعي ان عقول الكبار لابد وان تكون اكبرِ
ولا يعني كل ذلك اننا نفضل قنديل وحجازي على 'ميشو' و'رزان'ِ
ولا يتملكنا اي نوع من الحنين الى الماضي الا في ما ندر .ِ
كما ان لكل عصر فنه وحواراته وثقافته ونجومهِ. كما يمكن الاشاره الى الكثير من البرامج الناجحه على الفضائيات العربية مثل ( واحد من الناس ) و( العاشره مساء ) و(القاهره اليوم ) و( مصر النهارده ) .
المشكلة هي ان بعض هذه الفضائيات اصبحت فضائيات 'فلتانة' ويبدو انها فهمت العولمة باعتبار انها
القدرة على توفير اكبر قدر من 'العوالم' في برامجهاِ.
المشكلة ان بعض هذه الفضائيات لم تعد تفرق بين 'الاستديو' وغرفة النوم، وبين الغناء في 'الحمام'
والغناء في 'الصالون'ِ
في الزمانات البعيدة كان الرقص من الفنون التي ولدت في حضن المعابد، وكانت النساء يرقصن في أعياد
'ديونيسس' كتعبير عن مشاعر الولاء والفرحِ
وحتى الان لا يجد المرء اي مبرر واضح لترقيص الفضائيات العربية بهذا الشكل 'الفج'ِ
واتصور ان جرعة الرقص قابلة للتطوير لتصبح اكثر 'فجاجة'ِ
وحالة 'فلتان' الفضائيات ستستمرِ . والكرة في ملعب البيت , والمدرسة. والجامعه . ووزارات الاعلام , والمؤسسات الثقافيه والتربويه .
عماد النويرى
imadnouwairy@hotmail.com
الفضائيات العربية استطاعت بنجاح فائق , وخلال العقد الأخير , ان تجذب انتباه المشاهد بشكل لم يسبق له
مثيل باعتبار انها البديل لحكايات الجده قبل النوم , كما انهاتجسد صندوق الدنيا العصرى . ومن اسباب انجذاب المشاهد المسكين هو ان اغلب الفضائيات اصبحت تبث برامجها االفضفاضه ( المفضفضه) دون رقيب او حسيبِ.
كان نجوم التلفزيون في مامضى من ازمان هم حمدي قنديل , وسلوى حجازي, وأماني ناشدوفريال صالح واحمد سمير . ويذكر ان الراحل كامل الشناوي وصف ادب سلوى حجازي بانها كانت تدق على 'الجارور' قبل فتحه، كنوع من الاستئذان
كان من البرامج الناجحة، والتي صنعت نجومها ( اقوال الصحف) لحمدي قنديل و (العلم والايمان) للدكتور مصطفى محمودِ و( النادى الدولى ) لسمير صبرى . طبعا دوام الحال من المحال ففي عصر 'الخصخصة' و'الفصفصة' لابد من عولمة الاشياء بمنطق فضائي, ولا مانع من برامج للحظ وبرامج 'فضفضة' وبرامج حوارية يتم فيها تقديم أكلات مطبوخة اثناء الحوار وكله عند المشاهد 'طبيخ'ِ. طبعا برامج الطبيخ مطلوبه وفى الغرب يصنعون مايعرف باوبرا الصابون التى تصنع لربات البيوت اثناء وجودهن فى المطبخ . لكن ماحدث فى اغلب فضائياتنا هو انها تحولت الى فضائيات صابونيه, بمعنى انها اصبحت تستهدف ربات البيوت ليس فقط بتخصيص فضائيات كامله لبث المسلسلات لتسليه الزوجات , ولكن اصبحت الفضائيات تتسابق لتقديم الطبخ فى اغلب البرامج .
لم تصور هذه الفضائيات -وبعضها متخصص في الثقافه والعلوم- عشرات الكيلومترات من سواحل عالمنا
العربي, او صحارينا الممتدة من المحيط الى الخليج , او سكاننا او ثرواتنا الطبيعية المختلفة لتشرحها
للأجيالِ.ولتشرح لهم مقومات ثرواتنا البريه والبحريه .
ولم تفكر فضائية واحدة في انتاج بعض افكارالسينمائيين والمسرحييين الشباب،فى محاوله لتغيير خارطه مايعرض على الفضائيات العربية من افلام ومسرحيات ةهابطه يتم اعادتها ليل نهار .واذا قامت فضائية ما بلفت النظر الى الموهوبين من اطفالنا او شبابنا , فإنها تفعل ذلك بكثير من الخجل والحياءِ.
في احدى المرات قرأت مذيعة اطفال في قناة فضائية متخصصة للاطفال فاكسا وصلها على الهواء وفيه يتهمها
والد طفل بانها تنشر 'الهبل' و'العبط' بما تقدمه للاطفال، وتجيب المذيعة الذكية بانه من الطبيعي ان يعتبر الكبار ما يقدم للصغار على انه( هبل) و(عبط) لان من الطبيعي ان عقول الكبار لابد وان تكون اكبرِ
ولا يعني كل ذلك اننا نفضل قنديل وحجازي على 'ميشو' و'رزان'ِ
ولا يتملكنا اي نوع من الحنين الى الماضي الا في ما ندر .ِ
كما ان لكل عصر فنه وحواراته وثقافته ونجومهِ. كما يمكن الاشاره الى الكثير من البرامج الناجحه على الفضائيات العربية مثل ( واحد من الناس ) و( العاشره مساء ) و(القاهره اليوم ) و( مصر النهارده ) .
المشكلة هي ان بعض هذه الفضائيات اصبحت فضائيات 'فلتانة' ويبدو انها فهمت العولمة باعتبار انها
القدرة على توفير اكبر قدر من 'العوالم' في برامجهاِ.
المشكلة ان بعض هذه الفضائيات لم تعد تفرق بين 'الاستديو' وغرفة النوم، وبين الغناء في 'الحمام'
والغناء في 'الصالون'ِ
في الزمانات البعيدة كان الرقص من الفنون التي ولدت في حضن المعابد، وكانت النساء يرقصن في أعياد
'ديونيسس' كتعبير عن مشاعر الولاء والفرحِ
وحتى الان لا يجد المرء اي مبرر واضح لترقيص الفضائيات العربية بهذا الشكل 'الفج'ِ
واتصور ان جرعة الرقص قابلة للتطوير لتصبح اكثر 'فجاجة'ِ
وحالة 'فلتان' الفضائيات ستستمرِ . والكرة في ملعب البيت , والمدرسة. والجامعه . ووزارات الاعلام , والمؤسسات الثقافيه والتربويه .
1 comment:
عندك حق في كل كلمه.......الفضائيات العربيه مضيعه تامة للوقت و حتى ما يسمى بالبرامج الجاده ينقصه الكثير من الاحترافيه للأسف.....يكفي مشاهدة بعض البرامج في القنوات الغربيه الموجهة للجمهور العربي(على قلتها و محدودية مواضيعها) لنعرف الفرق الشاسع بين ما ينتجه اعلاميينا و ما ينتجه غيرهم
Post a Comment