Sunday, December 16, 2007




حقيقة ( الملك فاروق ) والرؤية الإخراجية وفضائيات سوق الجمعة


كنت ومازلت من المعجبين بمسلسل ( الملك فاروق ) وكنت من الذين أشاروا الى أهمية المسلسل على مستوى الشكل وعلى مستوى الموضوع مع بدايات عرضه خلال شهر رمضان . واذا كان المسلسل قد نجح في تقديم صورة مختلفة من الدراميات التاريخية العربية تتميز بلغة بصرية مبهرة و معبرة لم تتعودها عين المشاهد العربي . فان أهم ما قدمه المسلسل هو حالة النقاش والجدل التى اثارها على مستوى البرامج الفضائية العربية مابين مؤيد ومعارض . مابين مؤيد للمسلسل على انه يظهر الصورة الحقيقية للملك فاروق ومعارض للعمل ككل باعتباره مجرد مؤامرة درامية مقصودة للدفاع عن ملك فاسد والدعوة للملكية باعتبارها هى افضل أشكال الحكم في الوقت الحالي . وحتى وقتنا هذا مازالت الفضائيات عامرة بالمحللين الدراميين الاستراتيجيين الذين ماانفكوا يهاجمون او يدافعون عن العمل . وفى زحمة النقاش الصحي و الصراخ العصبي نود ان نقول ان هناك عشرات الأعمال التى تناولت حتى الان بعض اشرار التاريخ مثل نابليون وهتلر وموسولينى .ولم تهدف ابدا لهدم عصور او تحسين صورة عصور اخرى . مسلسل ( الملك فاروق ) يجب ان يكون البداية وليس النهاية . البداية لتصوير تاريخنا القديم والمعاصر بعيدا عن تجارة رجال السياسة او ابتزاز كتاب التاريخ . الدراما التاريخية هى مجرد قراءة فنية وجدانية لاحداث التاريخ . التاريخ يحدد لنا متى واين ولد المغنى . والدراما تقول لنا كيف كان للغناء سحره , وكيف كان للمغنى ان يطرب فى ذاك الزمن . الدراما لاتقدم قراءة واحدة عما حدث , وانما تجتهد . وفى تصويرها لاتهدف ابدا الى قول الحقيقة .



----------------------------------------------------------
مرات كثيرة يتساءل المرء عن وجود رؤية اخراجية وراء العديد من البرامج التى تقدمها الفضائيات العربية . ومرات كثيرة يبحث المرء عن اجابات عن أسباب الخلطة اللونية في الصورة التلفزيونية الفضائية . مرات ومرات نرى وجة المذيع ابيض ويداة باللون الأحمر وشعره باللون الازرق وحواراته لالون لها ولاطعم ولا رائحة . يتخيل المشاهد أحيانا انه يشاهد احد أفلام الرعب . وبعض المشاهدين يعتقد ان مايراة امامه عبارة عن لوحات سريالية غرائبية لفضائيات تبث من كواكب بعيدة , وتنتمى الى مجرات تليفزيونية غير شمسية .

------------------------------------------


من الظلم تشبيه سوق الفضائيات العربية بسوق الجمعة لان سوق الجمعة تم تنظيمة وتحديد وتخصيص البسطات فيه . اما سوق الفضائيات العربية فحدث ولا حرج واصبح امتلاك فضائية من اسهل وارخص المشروعات الاستثمارية التى يسعى اليها رجال الأعمال ورجال الفضائيات . وفى سوق الفضائيات العربية انت لاتعرف ( راسك من بنكرياسك ) فبعض الفضائيات مازالت تبث الأفكار الاشتراكيةعلى ايقاعات الهجوم على الاستعمار والامبريالية . وبعض الفضائيات ( امبريالية ) تدعو الى حرية السوق وتتبنى الافكار الراسمالية . وبعض الفضائيات صورها تؤكد اننا نصف اشتراكيون ونصف راسماليون . وبعضالفضائيات تدعو الى 'تحجيب' المرأةِ وضرورة جلوسها فى البيت . وبعض الفضائيات تشجع المراة صراحة على الرقص والعري ولاباس من جلوسها تغنى فى الحمام او على السرير وهى بقميص النوم ( ابو حمالات ) واحيانا من غير حمالات .!! وبعض الفضائيات تدعوك صراحة الى الايمان بالمشعوذين والدجالين !! .
تم تنظيم سوق الجمعة ومطلوب تنظيم ( البسطات ) الفضائية . مع احترامنا للعولمة وحرية تداول المعلومات . وعلى كل فضائية ان تعلن عن هويتها بصراحة ووضوح .

عماد النويرى
imadnouwairy@hotmail.com






1 comment:

hanan said...

مرحبا استاذ عماد
كل عام و انت بخير

لم أقرأ هذه المقالة من قبل
شكرا على اضافتها هنا

اعجبني جدا تحليل الفضائيات رغم انني لا اشاهدها
و الرؤية الاخراجية في برامج التلفزيون معدومة منذ زمن طويل

اذكر برنامج من عشر سنوات اسمه ميشو
الرؤية الاخراجية كانت التنطيط
و قلده تلفزيون الكويت مع ناديه صقر و زاد التنطيط

اي رؤية اخراجية؟ عيب ان يكون للمخرج رؤية...عليه ان يكثر من الصدور و الافخاذ العارية و شوية قماش ملون و شوية تيلفونات و مسابقات سخيفة و أسئلة وقحة و صار برنامج

و الحديث عن المغنيات شي يكسف بصراحة
و المذيعات يسرن على نفس الطريق

نحن نعيش في زمن قبيح جدا و هذه هي ملامحه