Saturday, July 21, 2007

مشاهدات - طرب فاشن




في ( طرب فاشن ) النيات الطيبة لاتصنع افلاما طيبة
فوضى في التمثيل وغياب للرؤية وهجوم غير مبرر




ميساء مغربى
النيات الطيبة لتقديم أفكار عظيمة من خلال الأعمال الفنية لاتعد ولاتحصى ولايوجد كاتب يدرك المسؤولية الملقاة على عقله وقلبه الا وهو يحلم ليل نهار بان يكون العالم افضل . ولا يوجد مخرج يحترم رسالة الفن الا وهو يتحدث عن تقديم أعمال مرتبطة بمشاكل المجتمع . ولاتوجد ممثلة تحترم نفسها وتحترم جمهورها الا ووجدتها تصرح ليل نهار عن رفضها لبس البكينى وتقديم الأغراء من اجل الأغراء . والجميع بلا استثناء يؤكدون من خلال التصريحات الصحفية النارية الملتهبة انهم يرفضون الفن التافة وانهم أصحاب رسالة وانهم ضد السوقية والابتذال . لكن هذا مايظهر على السطح وواقع الحال يقول ان مايقدم من أعمال يدل في اغلب الأحوال على مايقدم من أقوال . وهذا ماشعرت به وانا أشاهد فيلم ( طرب فاشن ) وهى مشاهدة متأخرة فرضها منع الفيلم في الكويت وحصولى عليه أخيرا على قرص دى فى دى .

جمال واثارة

فى الفيلم نيات طيبة كثيرة وأفكار جميلة وعظيمة وكما يبدو فان كاتب القصة اراد ان يقول أشياء كثيرة مع المرور على اكثر من مشكلة واكثر من قضية ومن هذه المشاكل والقضايا الغيرة الفنية , والمساواة بين الرجل والمرآة , وحقوق المراة المهضومة إضافة الى قضايا الرشوة الفنية والنفاق الاجتماعي والفن الهابط المتمثل بوصول العديد من أنصاف المواهب من فنانين وفنانات الى قمة السلم الفنى عن طريق الجمال والمال الاثارة وليس عن طريق الموهبة والكفاءة . وكل هذا يستحق بالفعل ان يناقش وان يتم القاء الضوء عليه لمحاولة ايجاد الحلول اذا كانت هناك حلول .

ثقافة المال

الفيلم وكما قالت الأخبار حينها يعتبر أول فيلم إماراتي يصوّر بالكامل في الإمارات وهو يعبّر عن استجابة المؤسسات الخاصة لتحرك الدولة نحو إنشاء بنية سينمائية ويضم الفيلم عدداً من الأغنيات والاستعراضات الفنية، وتدور الأحداث عن فنان مشهور وهو «صقر»، الذي يقع في غرام «سارة»، ويتزوجها، لكن «سارة» تحاول أن تثبت لنفسها أنها متساوية مع زوجها، وبأنها قادرة على تحقيق شهرة خاصة بها تعادل شهرة زوجها الواسعة إن لم تفقها. ومن هنا تبدأ «سارة»، وهي فتاة متمردة بطبعها بخوض غمار حرب التحدي مع زوجها، وتختار نفس المجال، ليكون مضمار التحدي، فتقرر أن تغنّي، وإن لم تكن تملك صوتاً مثل زوجها ليؤهلها لكي تصبح مطربة. فاليوم لم يعد الصوت مهماً، فقد استسهلت «سارة» هذا الدرب كغيرها من مغنيات هذا العصر، وبدأت العمل فيه متسلحة بمالها وقناع جمالها ومفاتنها.يحقق «صقر» نجاحه الفني بوعيه وثقافته الفنيه، بينما «سارة» التي تنشئ فرقة غنائية مع زميلاتها وبمساعدة شقيقيها تتخبّط في تجربتها الغنائية , وتفشل عدّة مرات، وتتعرّض أثناء ذلك لمواقف كوميدية، لكن إصرارها وعنادها يدفعانها للاستمرار والإصرار لأن تصبح مطربة , وأن تصنع المجد والشهرة لنفسها في هذا المجال من دون الاكتراث لصوتها طالما أن كثيرين من فناني وفنانات اليوم لا يملكون الصوت الجميل ولا الثقافة الفنية، وتستبدل «سارة» الثقافة الفنية بثقافة المال وثقافة الجمال .

طريقة ساخرة

طبعا وكما هو واضح فان النيات الطيبة كثيرة , وكل هذه القضايا تستحق النقاش لكن ماحدث في الفيلم يبدو انه جاء مخالفا للنيات والتصورات
فصورة عائلة سارة كانت مهزوزة وكان الاخان لسارة منفصلان في اغلب المشاهد عن أحداث الفيلم و صورة الأب تدل على انه رجل منافق وكاذب ولاتوحى الصورة المقدمة في بداية الفيلم عن الأب انه يخفى ذلك الجانب الفاسد من شخصيته . كذلك هناك مبالغة كبيرة في تصرفات سارة وعندما تنشى ء فرقة غنائية فهى لاتتعرف على اخويها وهذا مناف للمنطق وغير ذك فان الفيلم تعرض الى البدو بطريقة ساخرة وغليظة وليس فيها شىْ من احترام الاخر واحترام ثقافته مهما كانت بسيطة وساذجة . وغير ذلك فان كاتب القصة اراد ان يقحم العديد القضايا وان يضع كل شي في سلة واحدة , وكانت النتيجة هذا الخليط العجيب من االافكار والمشاهد .

الفيلم ( الفن ) يقدم المخرج محمد دحام الشمرى في ثانى تجربة سينمائية له وهو هنا لايبذل الجهد الكافي في تقديم رؤية فنية متماسكة وهو معذور الى حد كبير لان اى مخرج مهما اوتى من موهبة لايستطيع انقاذ نص ضعيف كتب فى عجالة ।وطالب الدوس كاتب القصة والسيناريو تعاون من قبل مع دحام فى اكثر من عمل لكن فى ( طرب فاشن ) يبدو ان كل شى تم فى بسرعة ولم تنضج الرءية بما فيه الكفاية । ونتيجة لعدم وحود تاريخ مقنع للشخصيات يوضح هويتهم الاجتماعية والنفسية والثقافية فان الكثير من الممثلين ظهروا وكانهم يمثلون فى فيلم اخر , اوبمعنى اصح كان كل ممثل يمثل بالطريقة التى تعجبة وكانت النتيجة هى عدم وجود تناسق وانسجام بين الشخصيات وبين الممثلين وبين الممثلين واحداث الفيلم من ناحية اخرى ।

جهود وتميز

طبعا هناك جهود مبذولة من مجموعة الممثلين ميساء المغربي و سعود ابو سلطان ومنى شداد و حسن البلام وعبد الناصر درويش ومحمد الصيرفي ويمكن القول ان الجميع حاول جاهدا لكى يؤدى ماهو مرسوم له , لكن كما يبدو فان الرسومات لم تكن واضحة بالقدر الكافي كى يبدع الممثلين ويقدموا افضل ماعندهم لكن يمكن الاشارة الى تميز محمد الصيرفى وعمر اليعقوب .
ونقول دائما ان النيات الطيبة لاتكفى لصناعة أفلام طيبة .

عماد النويرى

2 comments:

EXzombie said...

الافلام التلفزيونية هذه انا احب ان القبها بـ"أفلام الخلاط"

"blender movies"

فهي تحوي ابرز احداث المسلسلات في ساعة و نص فقط.....!!!؟

طراقات شهر بساعة، فناقر شهر بساعة، سباب و شتائم شهر في ساعة، بالاضافة طبعا للركاكة......!!!؟

سينما اليوم said...

exzombie
اشكرك على مداخلتك
وافلام الخلاط تعبير عن واقع الحال
والمشكلة ان هذة الافلام محسوبة على تاريخ اسماء لها اعمال متميزة

عماد النويرى