Friday, June 22, 2007

مشاهدات


ا
على شاشات الكويت
"قراصنة الكاريبي".. وليس بالإبهار وحده تحيا الأفلام




لجزء الثاني من فيلم 'قراصنة الكاريبي' حطم الرقم القياسي في إيرادات اليوم الأول جراء ما حققه من مبيعات تذاكر قدرها 55.5 مليون دولار فقط في الولايات المتحدة. أشار احد المواقع المتخصصة في حصر إيرادات شباك التذاكر الأميركي إلى ان الفيلم حطم الرقم القياسي لإيرادات اليوم الأول الذي كان فيلم 'حرب النجوم الجزء الثالث: انتقام السيث' قد حققه عام 2005 بمبلغ قدره 50 مليون دولار. وقد وصلت إيرادات الجزء الثاني من سلسلة أفلام 'قراصنة الكاريبي' الى 993.7 مليون دولار.
يذكر أن الجزء الثاني من 'قراصنة الكاريبي' كان من بطولة جوني ديب وأورلاندو بلوم وكيرا نايتلي وإخراج غور فيربنسكي. وفي هذا الجزء تواصلت أحداث الفيلم الدرامي المغامراتي الفانتازي الكوميدي. وبعد فترة من الانتظار جاء الجزء الثالث ليحقق مكانة مرموقة في شباك التذاكر، وجاء أيضا جاك سبارو ليواصل تجسيد دور الكابتن الساخر المتأنق الحاضر بمشيته الواثقة وحركاته الرخوة. والى جانب جوني ديب حضر اورلاندو بلوم وكيرا نايتلي لاستكمال قصة مغامرات الكابتن جاك سبارو، الذي يحاول هذه المرة العودة من صندوق الموت، مرافقا لطاقمه البحري، للقضاء على القراصنة الأشرار المتعاونين مع الجيش الإنكليزي. وفي الجزء الثالث وفي واقع الآمر لن تستطيع بسهولة تتبع وتفهم مايحدث أمامك، فهناك شخصيات تظهر ولا يتم تطويرها ويمكن الاستغناء عنها، وهناك أحداث لالزوم لها سوى اضفاء نوع من الغرابة والفانتازيا على قصة هى في الأصل 'مفنتزة' بما فيها الكفاية. واحدى مشكلات هذا الجزء الاساسية هو اختلاف الاساليب الاخراجية للاقتراب من احداث الفيلم، فالمخرج يستخدم احيانا الاسلوب الواقعي في تصوير الاحداث ويلجأ مرة ثانية الى الاسلوب السيريالي ويعود مرة ثالثة الى كوميديا الموقف ثم مرة رابعة الى كوميديا الشخصية ثم مرة خامسة يستهويه التجريب، وقد يمكن تبرير ذلك بأن قماشة الدراما في الفيلم تتحمل كل ذلك، كما ان طبيعة الدراما 'الفانتازية' قادرة على فتح باب الاستعراض والتجريب على مصراعيه، لكن المشكلة، كما يبدو، هو ان المخرج قد فقد رؤيته لما يجب ان يكون عليه الفيلم ويعني فقدان الرؤية الفنية فقدان الايقاع ولأن الايقاع اهتز في اللقطة وفي المشهد فقد تواصل هذا الاهتزاز في كل انحاء الفيلم وكان من السهل إلغاء العديد من اللقطات والعديد من المشاهد من دون ان يتأثر أي شيء ومن دون ان نفقد شيئا ثمينا في المتابعة.
كما أن الفيلم افتقد لأي فكرة واضحة حول عالم القراصنة، ماذا يرغب الفيلم في ان يقول من خلال اظهاره لعالم القراصنة بهذا الشكل، وما الهدف من اظهار جاك سبارو (جونى ديب) بهذة الهيئة. هل يطلب منا الفيلم ان نتعاطف مع القراصنة و هم في الأصل رجال عصابات واشرار البحر القدماء مع احترامنا لكل مبادئهم ودساتيرهم وحفظهم للوعود والوعود؟ هل يرغب الفيلم في دعوتنا للتماهي مع البطل سبارو ذلك الحي الميت المخادع'.
في الجزء الثالث يلعب النجم اورلاند بلوم بطل فيلم 'مملكة الجنة' دور ويل تورنر ابن أحد كبار القراصنة الذي قتل على يد اعدائه وتسبب موته في حدوث لعنة على كل القراصنة في الجزء الأول من الفيلم، ويشارك في البطولة كيرا نايتلي في دور (اليزابيث سوانن) ويشارك ايضا بيل نايت و ستيلين سكاركارد. وقامت بإنتاج الجزء الثالث شركة والت ديزني وأخرجه الأميركي ـ البولندي غريغور فيربنيسكي وهو الذي اخرج الجزأين السابقين من الفيلم وقد رشح فيربنيسكي لجائزة أوسكار أحسن مخرج عن الجزء الأول من الفيلم عام .2004 وأكدت الجهة المسؤولة عن توزيع الفيلم أن الاقبال الشديد أظهر أن 'قراصنة الكاريبي' صار بحق ظاهرة ثقافية في أنحاء العالم حيث أن عوائد مكاتب الايرادات في انحاء العالم تجاوزت كل توقعاتنا واحصاءاتنا.
ومع احترامنا ايضا للايرادات والاحصاءات والظواهر الثقافية، فان الجزء الثالث من هذة الظاهرة الثقافية لم يكن سوى توليفة مبهرة لاحداث فقدت بريقها في الجزء الثاني، وكان على المخرج ان يعوض ضعف السيناريو وضحالة الافكار بتقديم رؤية بصرية تفوقت بروعتها وجمالها على جمال وروعة الافكار والشخصيات.
القبس الكويتية في 12 يونيو 2007

No comments: