في ( المخطوف ) حكاية ( محبوكة ) وأشياء مضحكة .

قدرات قتالية عالية وشخصيات مقولبة
تكريس قانون الغاب وأسئلة عن دور الأثرياء العرب



كتب عماد النويرى

وجود اسم سينمائي كبير مثل لوك بيسون كان كفيلا باتخاذ قرار لمشاهدة هذا الفيلم فهو الذي قدم للسينما العالمية مجموعة من أفضل أفلام الاكشن الفرنسية ممثلة ى فيلم ( تاكسي ) بأجزائه المختلفة إضافة إلى فيلمه الشهير العنصر الخامس وغير ذلك فان لوك بيسون يمكن اعتباره واحدا من أهم السينمائيين المعاصرين فهو لايكتفى بالاخراج وإنما يحب ان يكتب أفلامه بنفسه وينتجها أحيانا وإذا أعجبه دورا ما فلامانع من المشاركة كممثل . وفى فيلم المأخوذ .. والأصح (المخطوف)( الكلمة تحتمل المذكر والمؤنث ) لايخرج بيسون وانما يترك الإخراج لصديقه الحميم يير موريل ويكتفي بالمشاركة في كتابة السيناريو .

في فيلم ( المخطوف ) نحن بصدد حكاية أب يجد نفسه فجأة أمام عملية اختطاف لابنته الوحيدة في باريس فيسارع لإنقاذها ويواجه في سبيل ذلك الكثير من الصعاب . طبعا إذا تأملت كثيرا في الحكاية ستجد الكثير من الأشياء المضحكة التي لايمكن تصديقها , هذا رغم ان الحكاية تم ( حبكها ) في سيناريو يعتبر من أفضل سيناريوهات أفلام ( الاكشن ) التي قدمت في الفترة الأخيرة .

مسلسل القتل
بطريق الصدفة سيمتلك الأب قدرات قتالية عالية اكتسبها قبل تقاعده كرجل امن وحتما ستؤهله هذه القدرات لان يتغلب على كل القتلة السفلة الذين قاموا باختطاف ابنته ( كيم ) حتى لوكان هؤلاء المختطفين من أقوى رجال العصابات التي تعمل في أوروبا . وبمجرد وصوله إلى باريس سينجح الأب بسرعة في اكتشاف الخاطفين , وبسرعة سيبدأ مسلسل القتل دون أدنى تدخل من الشرطة الفرنسية ودون ان يصاب الأب بخدش صغير ( تم تأجيل هذا الخدش الى المعركة الأخيرة )
وبطريق الصدفة سنعرف ان الأب له صديق قديم يعمل في باريس وأصبح الان من رجال الأمن الكبار في باريس وسرعان ما نعرف ان هذا الصديق على صلة برجال العصابات الألبان الذين قاموا باختطاف ( كيم ) وصديقتها تمهيدا للدفع بهم للعمل كعاهرات في شبكة كبيرة وخطيرة تقوم بتهربيهم الى مختلف الدول الأوربية ولاحقا سنعرف ان ( كيم ) لأنها عذراء فقد تم الدفع بها إلى احد المزادات التي تتاجر في اللحم الأبيض ,
ويرسو المزاد على احد الأثرياء العرب .
في اللحظة الأخيرة سينجح الأب في تخليص الابنة ( كيم ) من براثن الثرى العربي بعد ان ينجح في قتل كل حراس الأمن على اليخت الفاخر الذي كان يرسو في احد الشواطئ الفرنسية .

النوايا والاهداف
طبعا هناك أهداف نبيلة ونوايا طيبة وراء دوافع الأب لقتل جميع الأشرار إذا استدعى الأمر من اجل إنقاذ الابنة ( كيم ) , وليس مهما باى شكل من الأشكال معالجة الأمر عن طريق الشرطة التي نجدها متواطئة مع المجرمين لكن وراء الأهداف الطيبة والنوايا الحسنه هناك مايمكن مناقشته.
بالنسبة للشخصيات ومنذ البداية قسم الفيلم هذه الشخصيات وقولبها في قسمين الناس الأشرار والناس الأخيار . وقد جعلنا ذلك نتنبا بالأحداث قبل وقوعها فحتما لابد ان ينتصر الأب في النهاية , ولابد ان ينقذ ابنته , فقد وعد زوجته السابقة أم كيم بذلك .

بطولة فردية

يكرس الفيلم للبطولة الفردية في معالجة الأمور فالأب رفض منذ البداية ان يبلغ الشرطة وفى باريس تعدى كل القوانين , وارتكب الكثير من عمليات القتل ولا نعرف إذا كانت شرطة باريس ستتولى الأمر مع عصابة خطف الفتيات أم لا . ولو تركنا الأمر لكل أب يريد تخليص ابنته من يد اى عصابة فمعنى ذلك أننا سنعود إلى قانون الغاب , وسينفذ كل فرد قانونه الخاص طبقا لقوته واجتهاداته ولوا فترضنا ان بطل فيلم ( المخطوف ) لم يكن يملك كل تلك القدرات القتالية فمن المؤكد انه لن يستطيع الصمود للحظة واحدة في اى معركة من تلك المعارك التي خاضها والد ( كيم ) .
فى نهاية الفيلم سنكتشف ان مزاد بيع كيم تم إرسائه على ثرى عربي وكان الفيلم يلمح من طرف خفي بان الأثرياء العرب وفى سبيل ملذاتهم ونزواتهم على استعداد ان يدفعوا الغالي والرخيص وتكفى هذه الإشارة في الفيلم لمعرفه كيف يرى الغرب صورة العربي بشكل عام وهذا موضوع يطول الحديث عنه لكن إلا يوجد في الصورة العربية مثل هؤلاء الأثرياء . وإذا كان الثرى العربي في الفيلم كان على استعداد لدفع نصف مليون دولار لشراء الفتاة ( كيم ) الم تشهد حوادث الواقع في الفترة الأخيرة عن هؤلاء الأثرياء العرب الذين دفعوا بالفعل الملايين للحصول النساء وقتلهن في مابعد ؟!
طريقة اميركية
في الفيلم ( الفن ) يمكن طبعا التوقف عند أكثر من محطة تميز. إلى حد كبير نجح الممثل ليام نيسون في تجسيد شخصية الأب ونجح أيضا ان يخرج من عباءة رامبو المتوحش الذى تربى على العنف المجاني ليقدم صورة ( رامبوية ) معاصرة . ونجحت ماجى جريس في تقديم شخصية الابنة كيم . ويمن التوقف عند قدرة المخرج على إدارة عمليات المونتاج والتصوير وخلق إيقاع متناسق مع طبيعة الفيلم ( الاكشنية ) .
من الممكن ان تشعر ان لوك بيسون قد خيب ظنك عندما شارك فى كتابة حكاية اكشنية على الطريقة الأميركية لكن لن يقلل ذلك أبدا من استمتاعك بالفيلم وقضاء وقت مسلى إلى حد كبير .