مدير نادي الكويت للسينما عماد النويرى فى لقاء لجريدة البديل المصرية

السينما في الخليج ليست من الأولويات -

نادى السينما قدم كل دعم ممكن للتجارب السينمائية الشابة -

السينما كفن وثقافة تعانى ضمن حالة عامة -

نشر الحوار بتاريخ 6/12/2008

الأندية السينمائية نشأت في أوروبا في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي وامتد تأثيرها إلي بلاد العرب وانتشرت نوادي السينما في مصر وسوريا ودول المغرب العربي ويأتي " نادي الكويت للسينما " كتجربة خليجية متفردة في منطقة الخليج العربي حققت نجاحات كثيرة خلال السنوات الماضية من خلال دعم سينما الشباب وإقامة تظاهرات للهواة، وإصدار كتب ومطبوعات مختلفة، والمشاركة في المهرجانات السينمائية العربية والدولية .إضافة إلي إقامة ورش سينمائية متخصصة حاضر فيها وأشرف عليها نخبة من الفنانين السينمائيين العرب كان منهم سعيد شيمي ومحمد خان ونور الشريف. . وهو ما دعانا للتعرف علي هذا النادي السينمائي واستقراء تجربته من خلال هذا اللقاء مع مديره الناقد السينمائي المصري المقيم في الكويت عماد النويري.

هل يمكن أن تحدثنا عن بداية تأسيس النادي والمراحل التي مر بها إلي الآن؟-

يوم 14 مايو 1977، بدأت أولي عروض نادي الكويت للسينما بقاعة غرفة التجارة والصناعة، وقد عرض الفيلم التسجيلي الكويتي (الفنون) من إخراج هاشم محمد ومدته 27 دقيقة، ثم عرض بعده الفيلم الأمريكي (اللص الذي حضر للعشاء) بطولة رايان أونيل وجاكلين بيسيه. والنادي تأسس بجهد مجموعة من مثقفي ومحبي السينما في الكويت من أجل عرض الأفلام الطليعية ذات المستوي العالمي، التي تتناول كل تجربة سينمائية رائدة. ويهتم النادي بشكل عام بعرض الأفلام الممتازة التي حصدت وتحصد جوائز المهرجانات العالمية وتعقد ندوات حول الأفلام التي تعرض، كما يتم تبادل الأفلام والخبرة والآراء بين النادي ومثيله من الأندية العربية والأجنبية، وخلال الأعوام السابقة أقام النادي أكثر من مائة أسبوع لسينمات الدول المختلفة.

ما الإنجازات التي قدمها النادي للمجتمع في الكويت بشكل عام؟

يمكن التوقف عند العديد من الإنجازات التي حققها النادي منذ نشأته وحتي الآن، ومن هذه الإنجازات علي سبيل المثال وليس الحصر إقامة ندوة (السينما العربية: إنجازات وتحديات)، وذلك ضمن مهرجان القرين الثقافي الثاني، وهي أول ندوة من نوعها تشهدها الكويت، وقد ناقشت الندوة ـ وعبر خمسة محاور ـ إنجازات السينما العربية والتحديات التي تواجهها، وقد ساعدت الندوة علي تحقيق تواجد ثقافي وإعلامي كبير للنادي علي المستوي المحلي والعربي. ومن خلال ديوانية (أصدقاء السينما)، التي تعدها وتشرف عليها أمينة السر نجاح كرم انفتح النادي علي العديد من الشخصيات الفنية والثقافية المهتمة بالسينما، ومن خلال التعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ووزارة الإعلام، ومجلة العربي، وشركة السينما الكويتية، قدم النادي العديد من التظاهرات السينمائية المهمة في الكويت مثل أسابيع للسينمات المختلفة كان منها أول أسبوع للسينما الخليجية في الكويت، وأول تظاهرة لأفلام الهواة، ومجموعة مهمة من الورش السينمائية حاضر وأشرف عليها نخبة من أهم السينمائيين العرب مثل محمد خان، وسعيد شيمي، ونور الشريف.

ماذا عن دور النادي في دفع عجلة الإنتاج السينمائي في الكويت؟

نادي الكويت للسينما، من خلال نشاطاته المختلفة ومن خلال الندوات التي أقامها حرص دائماً علي المطالبة بدعم الإنتاج السينمائي في الكويت، ومنذ إنشائه وحتي الآن قدم النادي كل الدعم الممكن لكل التجارب السينمائية الجديدة في الكويت، وتضم القائمة أسماء العديد من المخرجين الذين قدم النادي أعمالهم الأولي مثل عبد الله المخيال، ووليد العوضي، وحبيب حسين، وعامر الزهير، وعبد الرحمن المسلم، وزياد الحسيني، وجاسم يعقوب، وعبدالله بوشهري، ومن جيل الشباب مقداد الكوت، ومساعد العدواني، وأحمد حمادة، وفيصل الدويسان، وداود شعيل غيرهم.>

كيف تري حالة انفلات المهرجانات السينمائية في الخليج؟وكيف ترى مستقبل السينما فى هذة المنطقة ؟

- المهرجانات السينمائية بشكل عام هي احتفالات وتجمعات سينمائية مطلوبة لنقل وتبادل الخبرة، والتعرف علي إبداعات الآخرين، لكن من المهم ان تبعد هذه المهرجانات عن الإفراط في في الأشكال الاحتفالية والاهتمام بالنجومية علي حساب السينما، وتأخر الصناعة السينمائية في منطقة الخليج أمر طبيعي نتيجة انشغال دول الخليج بعد الاستقلال بإقامة البنية التحتية، ولم تكن السينما من الأولويات، لكن من المؤكد أن المستقبل السينمائي في منطقة الخليج يحمل الكثير من التجارب المهمة والفعاليات السينمائية المختلفة، ويجب أن نشير هنا إلي النشاطات السينمائية المتنامية في البحرين والإمارات العربية ومسقط والمملكة العربية السعودية. طبعا لاتوجد صناعة سينمائية خليجية بالمفهوم العلمي، إنما توجد محاولات فردية وتطلعات طموحة لتكريس وترسيخ السينما كفن وكاحتياج اجتماعي وثقافي يساهم في نهضة الإنسان الخليجي.

يتم الحديث عن إخفاق وتأخر السينما العربية فما أبرز الأسباب من وجهة نظرك؟

لعل أبرز الأسباب هو: أن الجهات الرسمية لا تنظر إلي السينما بطريقة جدية ولا تهتم بالسينما كأحد العناصر المهمة لثقافة الأمة. ما زالت السينما العربية بحاجة لأن تتجاوز الكثير من المعوقات والخطوط الحمراء التي تضعها أجهزة الرقابة في مختلف الدول العربية غير ذلك، فإن السينما كفن وثقافة تعاني ضمن حالة عامة من المعاناة الثقافية علي جميع الأصعدة في عموم المجتمعات العربية بشكل عام حيث تسود ثقافة الاستهلاك وثقافة الإعلان.

هل سبق لكم القيام بتجربة سينمائية من حيث الإخراج أو الكتابة أو غيره؟

صلتي بالسينما ومنذ أكثر من عشرين عاما تنحسر في مجال النقد السينمائي لكني أعمل علي سيناريو فيلم (عم شعبان)، عن قصة من مجموعتي القصصية (الرأس والجدار)، التي صدرت عام 1993، وخلال العام الماضي كتبت السيناريو لفيلم من إنتاج تليفزيون الكويت تحت عنوان (يوم في حياة مدينة)، كما أعمل علي فيلم تسجيلي يؤرخ لمسيرة نادي الكويت للسينما وخلال فترة عملي المتواصلة في الكويت أصدرت أربعة كتب كان أخرها كتاب عن (السينما في الكويت)، وتحت الطبع ثلاثة كتب هي: (سينما حول العالم)، و( أضواء علي السينما في الخليج) ومسرحية تحت عنوان (فاصل إعلاني)