Saturday, November 08, 2008


يعرض على شاشات الكويت


لاتخبر أحدا .. وجريمة من نوع مختلف

روأيات استكشافية وطبيعة بكر ومخرج متفهم .
رحلة خلوية ولقطات درامية وخيبة أمل
.
كتب عماد النويرى

هارلن كوبن روائي أميركي يعتبر واحدا من أهم مؤلفي روايات الجريمة خاصة تلك التي تدور في الريف الاميركى . وتحتفي رواياته في اغلبها بالمكان الذى تدور فيه الأحداث ليس كمجرد جدران في خلفية المشهد وإنما كجزء مهم في حياة الشخصية وتاريخها يحتويها ويؤثر فيها . ولطالما دارت حوادث أعماله في القرى الصغيرة على ضفاف الأنهار أو على مشارف الغابات في أجواء يسودها الحب والكراهية ويغلفها السكون والأحزان


لغة شعرية
وغير اللغة الشعرية التي يكتب بها كوبن ومن خلال أعماله تسيطر عليه دوافع مختلطة ورائها أسرار لايتم الكشف عنها بسهولة , وعادة ما نجد الأشرار في رواياته كانوا، بشكل أو بآخر،ضحايا ذات مرة. هؤلاء الأشرار كانوا أطفالا مسالمين ذات يوم، قبل أن تدمرهم القسوة لذا فلا باس ان نظرنا إليهم أحيانا بعين العطف . إن الحزن الذي يلف ابطال كوبن ( وعلى حد قوله في مقابلة أجرتها معه صحيفة الاندبندنت ) نابع من ( الشعور بخيبة الأمل، من أدراك شخصيات الروايات أنه ينبغي لهم أن ينظروا إلى أنفسهم، ، بشكل جديد مختلف. ) . ويعنى ذلك كله ان روايات كوبن كلها رحلات استكشافية، بالنسبة للمؤلف كما هي بالنسبة لشخوصه .
( لاتخبر أحدا ) الذي يعرض الان على شاشات الكويت هو احد الاختيارات المهمة لشركة السينما الكويتية لهذا الموسم , وهو فيلم دراما وجريمة فرنسي من إخراج جوليما كانيت وبطولة فرانسوا كلوزيت وماري جوس كروز. مبني على رواية للكاتب الاميركى هارلن كوبن وتدور احداث الفيلم لتصور جريمة قتل لزوجة طبيب أطفال شاب حينما كان فى رحلة خلوية مع زوجته في بحيرة خارج أسوار باريس. في الذكرى الثامنة لوفاة الزوجة تصل الزوج رسائل إليكترونية ومقاطع مصورة مجهولة تشير إلى أن زوجته ربما لاتزال على قيد الحياة! يعاد فتح باب التحقيق فى الجريمة خاصة بعد اكتشاف جثتين فى مكان وقوع الجريمة القديم . وفى جو من الاثارة والغموض والتشويق وبالتدريج نكتشف أن الزوجة لم تمت بالفعل , وان العقل المدبر لكل ماحدث هو والد الزوجة , وان هذا الوالد متورط في عدة جرائم لصالح شخصية نافذة . .

روح الرواية
في الفيلم السيناريو هناك اهتمام كبير برسم الشخوص خاصة شخصية البطل الطبيب التي يجسدها فرانسوا كلوزيت . ولا يقتصر الاهتمام برسم الشخصيات على الشخصية الرئيسية إنما يتم أيضا الاهتمام بالشخصيات الثانوية مثل صديق الطبيب ومفتش التحقيق والمحامية وهنا نجد احد الاختلافات مابين أفلام الجريمة الاميريكية وتلك التي تصنع في أوروبا . في الفيلم الاميركى من النادر التوقف عند الشخصيات لمعرفة جذورها وتاريخها . وإنما يتم الاهتمام أكثر بحركة الكاميرا وإيقاع المونتاج . وغير الاهتمام برسم الشخصيات نجح السيناريو في التعامل مع الحبكة ببراعة من حيث التدرج في اكتشاف غموض الجريمة حتى الوصول إلى الذروة . ولم ينس السيناريو ان يتوقف كلما لزم الأمر ليقدم لنا الطبيعة البكر المتمثلة في أشجار الريف الكثيفة والطرق الوعرة والسماء التي يغلب عليها اللون البني والأحمر كتعبير وترجمة للحالة النفسية للشخصيات . وكما في روايات جوزيف كونراد ( قلب الظلام ) وباتريك زوسكند ( العطر ) وكورماك مكارثى ( لامكان للمسنين ) فان الطبيعة لها روحها التي تسرى في أعماق الشخصيات لتشكل أحيانا دوافعها وترسم تناقضاتها . في ( لاتخبر أحدا ) نجح السيناريو أيضا في توصيل الرسالة إلى حدي كبير فالبطلة التي نكتشف إنها قاتلة إنما كانت تدافع عن نفسها ضد الاعتداء الذي وقع عليها بشكل مفاجىْ من ابن صاحب العمل وابن صاحب العمل كان يعتدي على الأطفال لأنه فاقد للحب وتربى بطريقة خاطئة , ووالد البطلة الذي قام بتهريب ابنته كان متورطا في العديد من الجرائم كان يفعل كل ذلك ليس بسبب رغبة دفينة للانتقام اوبسبب طبيعة شريرة بالتوارث وإنما بسبب الرغبة في حماية ابنته وبسبب القسوة التي مورست عليه من صاحب العمل . السيناريو والى حد كبير كان أمينا إذن لروح الرواية ورسالة الكاتب التي تؤكد مرة أخرى ان الكثير من البشر جلادون وضحايا في الوقت ذاته .
حركة موضوع
وعلى مستوى اللغة السينمائية نجح المخرج في تقديم لقطات بانورامية ذكية للمكان وابتعد إلى حد كبير عن لقطات الكلوز اب المجانية التي تغرق فيها أفلام الجريمة الأميركية . ومع اختيار ( فلاتر خاصة ) استطاعت عدسة الكاميرا أن تشكل لنا لقطات درامية معبرة تجمع الشخصيات بالمكان ( وهنا نشير الى مشاهد لقاء الطبيب بزوجته في بداية الفيلم ومشهد النهاية ) . ومع مونتير متفهم لايقاع الأحداث وطبيعة الرواية نجح المخرج في الانتقال من لقطة الى لقطة ومن مشهد الى مشهد دون الوقع في عملية استعراض فارغة ويحسب للمخرج هنا إدارته ( المونتاجية ) الناجحة لمطاردة الشرطة للطبيب في الطريق السريع عندما حاول الهروب من مكان عمله بعد معرفته انه متهم بالقتل ) . وكما يبدو فان المخرج كان متفهما بشكل كبير لفلسفة الرواية التي لاتركز على حركة الشخصيات الخارجية قدر تركيزها على حركة الموضوع ككل . وغير كل هذا فهناك إشارة ضرورية إلى مجموعة الممثلين المشاركين الذين استطاعوا بنجاح تقديم عمل جماعي لاينقصة الإجادة والتميز .

فيلم ( لاتخبر أحدا ) من إنتاج عام 2006 وقد حصل على ثمان جوائز عالمية لعل أهمها جائزة السيزار الفرنسية كما رشح أيضا إلى عشرة جوائز من جمعيات وهيئات سينمائية محترمة . وهو فيلم يستحق المشاهدة .





1 comment:

qwert anime said...

اول مره اسمع عن الفيلم ده
ححاول اجيب و بعد ما اشوفة
حرجع ارد تانى هنا
ان كان لينا عمر