بحر النجوم و الفيلم الغنائى .
لقطات باردة وشخصيات تتحرك فى جزيرة منعزلة
غنى النجوم وجاء التمثيل فى المرتبة الثانية
كتب عماد النويرى
اى متابع لتاريخ السينما فى بلاد العرب سيكتشف على الفور ان هناك تراجعا كبيرا فى مجال نتاج الأفلام الأفلام الغنائية الحافلة بالاستعراض والأفلام الموسيقية الحافلة بالغناء والأفلام الاستعراضية الحافلة بالموسيقى والغناء . وأسباب انحسار هذه النوعية من الأفلام كثيرة لعل أهمها ( وكان هذا في الماضي القريب) عدم وجود ميزانيات إنتاجية ضخمة لزوم التكلفة العالية وعدم وجود المنتج المغامر الذى يضحى بالكثير من الملايين من اجل مغامرة سينمائية ربما لاتكون محسوبة . ويمكن القول أيضا ان التقنية الفيلمية لم تساعد كثيرا في ما مضى على تقديم صورة مبهرة عامرة بعناصر التشكيل التعبيري والجمالي . وإضافة الى هذه الأسباب كان هناك سبب رئيسي اخر وهو ندرة وجود العناصر التمثيلية المدربة والقادرة على تقديم الاستعراض والقادرة أيضا على الحركة بمرونة . طبعا لم نكن ننتظر أبدا أسماء مثل جين كيلي وليزا مانيللى وكاثرين زيتا جونز . وإذا كانت فترة الأربعينات والخمسينات والستينات هي العصر الذهبي للسينما الغنائية بسبب وجود أصوات موهوبة وقادرة على تقيم هذه النوعية من الأفلام مثل ام كلثوم ومحمد عبد الوهاب وفايزة احمد وفريد الأطرش وعبد الحليم حافظ وغيرهم فان السينما العربية وخلال فترة الثمانينات والتسعينات لم تقدم الا مجموعة من الأفلام تعد على أصابع اليد الواحدة . وحتى هذه الأفلام لم ترق الى مستوى الأفلام القديمة ربما بسبب فقر بعضها الانتاجى مثل ( مولد يادنيا ) وغرق البعض الأخر في معالجات درامية فانتازية غير شعبية مثل ( يامهلبية يا ) و( سمع هس ) . وكنا ننتظر ( بحر النجوم ) ربما يعيد لنا الفيلم المفقود بعد طول وغياب
في ( بحر النجوم ) توجد قصة بسيطة كتبها ديكلان أوبريان عن مطعم اقترب موعد تسديد ديون تجديده للبنك . ولان الموارد قليلة يفكر الابن في إعادة تقديم مهرجان ( بحر النجوم ) الذي كان الجد واحدا من منظميه في ما مضى من أيام على أمل ان ينشط هذا المهرجان الأمور الراكدة وجلب بعض الموارد لتسديد الديون . ينجح الابن في انتحال صفة حفيد المنظم الرئيسي الذي كان يشارك الجد في تنظيم المهرجان , وينجح أيضا في جذب النجوم للمشاركة في المهرجان . لكن وبعد اكتشاف كذب الحفيد , يشترط الراعي الرئيسي وهو شركة مياه غازية معروفة ان يحضر شريك الجد حفل افتتاح المهرجان . يتم البحث عن هذا الشريك المختفي منذ عشرين عاما , ويتم العثور عليه ومن ثم يتم إقامة المهرجان .
الفيلم السيناريو كما يقدم قصة بسيطة يقدم شخصيات بسيطة تتحرك وتنفعل وتحزن وتشعر بالسعادة دون تعقيد . وهى تحلم أحلاما مشروعة , وتكون قادرة بالإصرار على تحقيق الحلم . وفى مثل هذه السيناريوهات يتم تقديم توليفة لاتركز على الشخصية وتحولاتها , ولا تركز على قصص الحب الساخنة , وإنما يتم التركيز على حضور النجم الغنائي أو النجم الاستعراضي أكثر من اى شي أخر . والمشكلة في سيناريو ( بحر النجوم ) انه أهمل بعض التفصيلات الإنسانية التي كانت باستطاعتها تعميق العلاقة بين الشخصيات . كانت العلاقة باردة بين الأب والابن وبين الجد والحفيد وبين الحفيد وأصدقائه . كان بعض الشخصيات يتحرك وكأنه في جزيرة منعزلة , ولم يكن من المحبب ان يوافق الجد على ان ينتحل شخصيه شريكه القديم وصديقة ولم يكن من المناسب ان يكذب الحفيد فقد اضعف ذلك أخلاقية ونبل فعل إنقاذ العائلة من الضائقة التي تمر بها . ولم نعرف ماهى الأسباب التي جعلت الراعي الرئيسي ان يواصل رعايته للمهرجان رغم معرفته بكذب المنظمين
وفى الفيلم الفن ومع المخرج احمد المهدي تعرفنا أحيانا على لقطات مميزة هنا وهناك لكن بعض هذه اللقطات لم توظف بالشكل المطلوب أحيانا فقد تم أكثر من مرة عمل كلوزات على وجه الحفيد ( كريم محمود عبد العزيز ) , ولم يكن هناك اى داع درامي لذلك , وكان من المهم اختيار اضاءة دافئة في بعض المشاهد التى تجمع العائلة بدلا من تلك الاضاءات الباردة التى سادت في اغلب لقطات الفيلم . ومن الصعب طبعا الحكم على الأداء التمثيلي لنجوم الغناء هيفاء وهبي ووائل كفوري وكارول سماحة ورويدا المحروقى واحمد الشريف , كل منهم حاول جاهدا فى تجربته الأولى ان يقدم أفضل ماعندة .وتركز وجودهم لتقديم اداء غنائي وجاء التمثيل في المرتبة الثانية لكن يمكن الإشارة إلى تألق لطفي لبيب في دور الجد . وكان من المهم الانتظار قليلا قبل الدفع بكريم محمود عبد العزيز لتجسيد شخصية الحفيد وتحمل مسؤولية فيلم مثل بحر النجوم .
مع ( بحر النجوم ) يمكنك ان تعيش لحظات سعيدة إذا كنت معجبا بواحد اوبواحدة من نجوم الغناء الفيلم . ويمكنك أيضا ان تستمتع بطعم قنينة البيبسي بعدما ستعرف ان هذه القنينة من انتاج الشركة التى انتجت الفيلم . لكن فى التقييم العام كان من الممكن ان يكون الفيلم اشد تماسكا ودفئا من الصورة التى ظهر عليها . وفى كل الأحوال هي بادرة نتمنى ان تستمر لصناعة أفلام استعراضية غنائية موسيقية نفتقد لها كثيرا .
لقطات باردة وشخصيات تتحرك فى جزيرة منعزلة
غنى النجوم وجاء التمثيل فى المرتبة الثانية
كتب عماد النويرى
اى متابع لتاريخ السينما فى بلاد العرب سيكتشف على الفور ان هناك تراجعا كبيرا فى مجال نتاج الأفلام الأفلام الغنائية الحافلة بالاستعراض والأفلام الموسيقية الحافلة بالغناء والأفلام الاستعراضية الحافلة بالموسيقى والغناء . وأسباب انحسار هذه النوعية من الأفلام كثيرة لعل أهمها ( وكان هذا في الماضي القريب) عدم وجود ميزانيات إنتاجية ضخمة لزوم التكلفة العالية وعدم وجود المنتج المغامر الذى يضحى بالكثير من الملايين من اجل مغامرة سينمائية ربما لاتكون محسوبة . ويمكن القول أيضا ان التقنية الفيلمية لم تساعد كثيرا في ما مضى على تقديم صورة مبهرة عامرة بعناصر التشكيل التعبيري والجمالي . وإضافة الى هذه الأسباب كان هناك سبب رئيسي اخر وهو ندرة وجود العناصر التمثيلية المدربة والقادرة على تقديم الاستعراض والقادرة أيضا على الحركة بمرونة . طبعا لم نكن ننتظر أبدا أسماء مثل جين كيلي وليزا مانيللى وكاثرين زيتا جونز . وإذا كانت فترة الأربعينات والخمسينات والستينات هي العصر الذهبي للسينما الغنائية بسبب وجود أصوات موهوبة وقادرة على تقيم هذه النوعية من الأفلام مثل ام كلثوم ومحمد عبد الوهاب وفايزة احمد وفريد الأطرش وعبد الحليم حافظ وغيرهم فان السينما العربية وخلال فترة الثمانينات والتسعينات لم تقدم الا مجموعة من الأفلام تعد على أصابع اليد الواحدة . وحتى هذه الأفلام لم ترق الى مستوى الأفلام القديمة ربما بسبب فقر بعضها الانتاجى مثل ( مولد يادنيا ) وغرق البعض الأخر في معالجات درامية فانتازية غير شعبية مثل ( يامهلبية يا ) و( سمع هس ) . وكنا ننتظر ( بحر النجوم ) ربما يعيد لنا الفيلم المفقود بعد طول وغياب
في ( بحر النجوم ) توجد قصة بسيطة كتبها ديكلان أوبريان عن مطعم اقترب موعد تسديد ديون تجديده للبنك . ولان الموارد قليلة يفكر الابن في إعادة تقديم مهرجان ( بحر النجوم ) الذي كان الجد واحدا من منظميه في ما مضى من أيام على أمل ان ينشط هذا المهرجان الأمور الراكدة وجلب بعض الموارد لتسديد الديون . ينجح الابن في انتحال صفة حفيد المنظم الرئيسي الذي كان يشارك الجد في تنظيم المهرجان , وينجح أيضا في جذب النجوم للمشاركة في المهرجان . لكن وبعد اكتشاف كذب الحفيد , يشترط الراعي الرئيسي وهو شركة مياه غازية معروفة ان يحضر شريك الجد حفل افتتاح المهرجان . يتم البحث عن هذا الشريك المختفي منذ عشرين عاما , ويتم العثور عليه ومن ثم يتم إقامة المهرجان .
الفيلم السيناريو كما يقدم قصة بسيطة يقدم شخصيات بسيطة تتحرك وتنفعل وتحزن وتشعر بالسعادة دون تعقيد . وهى تحلم أحلاما مشروعة , وتكون قادرة بالإصرار على تحقيق الحلم . وفى مثل هذه السيناريوهات يتم تقديم توليفة لاتركز على الشخصية وتحولاتها , ولا تركز على قصص الحب الساخنة , وإنما يتم التركيز على حضور النجم الغنائي أو النجم الاستعراضي أكثر من اى شي أخر . والمشكلة في سيناريو ( بحر النجوم ) انه أهمل بعض التفصيلات الإنسانية التي كانت باستطاعتها تعميق العلاقة بين الشخصيات . كانت العلاقة باردة بين الأب والابن وبين الجد والحفيد وبين الحفيد وأصدقائه . كان بعض الشخصيات يتحرك وكأنه في جزيرة منعزلة , ولم يكن من المحبب ان يوافق الجد على ان ينتحل شخصيه شريكه القديم وصديقة ولم يكن من المناسب ان يكذب الحفيد فقد اضعف ذلك أخلاقية ونبل فعل إنقاذ العائلة من الضائقة التي تمر بها . ولم نعرف ماهى الأسباب التي جعلت الراعي الرئيسي ان يواصل رعايته للمهرجان رغم معرفته بكذب المنظمين
وفى الفيلم الفن ومع المخرج احمد المهدي تعرفنا أحيانا على لقطات مميزة هنا وهناك لكن بعض هذه اللقطات لم توظف بالشكل المطلوب أحيانا فقد تم أكثر من مرة عمل كلوزات على وجه الحفيد ( كريم محمود عبد العزيز ) , ولم يكن هناك اى داع درامي لذلك , وكان من المهم اختيار اضاءة دافئة في بعض المشاهد التى تجمع العائلة بدلا من تلك الاضاءات الباردة التى سادت في اغلب لقطات الفيلم . ومن الصعب طبعا الحكم على الأداء التمثيلي لنجوم الغناء هيفاء وهبي ووائل كفوري وكارول سماحة ورويدا المحروقى واحمد الشريف , كل منهم حاول جاهدا فى تجربته الأولى ان يقدم أفضل ماعندة .وتركز وجودهم لتقديم اداء غنائي وجاء التمثيل في المرتبة الثانية لكن يمكن الإشارة إلى تألق لطفي لبيب في دور الجد . وكان من المهم الانتظار قليلا قبل الدفع بكريم محمود عبد العزيز لتجسيد شخصية الحفيد وتحمل مسؤولية فيلم مثل بحر النجوم .
مع ( بحر النجوم ) يمكنك ان تعيش لحظات سعيدة إذا كنت معجبا بواحد اوبواحدة من نجوم الغناء الفيلم . ويمكنك أيضا ان تستمتع بطعم قنينة البيبسي بعدما ستعرف ان هذه القنينة من انتاج الشركة التى انتجت الفيلم . لكن فى التقييم العام كان من الممكن ان يكون الفيلم اشد تماسكا ودفئا من الصورة التى ظهر عليها . وفى كل الأحوال هي بادرة نتمنى ان تستمر لصناعة أفلام استعراضية غنائية موسيقية نفتقد لها كثيرا .
No comments:
Post a Comment