السينما فى المملكة العربية السعودية
خطوة الى الخلف . خطوة الى الامام .
فصل من كتاب ( اضواء على السينما فى دول مجلس التعاون الخليجي )
السفارات الأجنبية في المملكة كانت أول من فتح أبوابها لمشاهدة الأفلام السينمائية لمحبي السينما من أبناء الشعب السعودي، ومن تلك السفارات النيجيرية والإيطالية.
وكان من ضمن دور السينما البدائية في مدينة جدة سينما (باب شريف)، وسينما (أبو صفية) في حي الهنداوية. وقد بينت إحصائية تقديرية وجود ما يزيد على (50) دار عرض منتشرة في المدن السعودبة فترة الستينيات، وكان لمدينة جدة 25 دار عرض سينمائي في أحياء متعددة في العمارية والصحيفة (7 دور عرض) فيما توزعت بقية دور العرض على أحياء الكندرة والبغدادية والرويس والثعالبة وكيلو 2 وغيرها من أحياء جدة القديمة.
وفي مدينة الطائف: اشتهرت (سينما عكاظ) التي كانت تتوسط الشارع الفرعي من شارع أبي بكر الصديق، و (سينما المنجب) في حي شهار، و (سينما المسبح) في حي البخارية، وكانت تعرض أفلاماً عربية وأجنبية بتذكرة لا تتجاوز قيمتها آنذاك ريالين.
وكان في مدينة الطائف أيضا دار سينما حقيقية ومتكاملة تابعة للنادي العسكري في المدينة ولكن لم يكتب لهذه الدار أن تعيش طويلاً، فقد تم حرقها بعد أن قدمت التسلية لأبناء المدينة مدة أربع سنوات. ولا يعلم أحد إلى اليوم ما السبب الحقيقي وراء حرقها بحسب ما قاله خالد ربيع أحد أهم مؤرخي وراصدي السينما في المملكة العربية السعودية.
وفي الرياض كانت الأندية الرياضية في العاصمة تحتضن دور سينما مخصصة للشباب، وكانت تعرض أفلاماً عربية وأجنبية فيما كان حي المربع الشهير يضم أكبر مجمع لتأجير ماكينات العروض السينمائية مع أحدث الأفلام، وكان الناس يستأجرون هذه الماكينات لمشاهدة الأفلام في منازلهم.
أما في المنطقة الشرقية فقد حرصت شركة أرامكو على تخصيص صالات عرض سينمائية لموظفيها الغربيين وذلك لتعرض لهم آخر إنتاجات هوليوود، وعملت على إنشاء أستوديو سينمائي في المنطقة لتنتج عددا من الأفلام السينمائية ذات 8 ملم
بطاقم هوليودي محترف وقد أنتجت في ذلك الوقت العديد من الأفلام التوعوية والوثائقية وبرعاية ملكية كريمه من الملك عبد العزيز وابنه الملك سعود.
وقد شهدت الستينيات والسبعينيات عموما عروض أفلام سينمائية في بعض النوادي الرياضية والصالات الخاصة في الرياض وجدة والظهران.
وكان نادي "الهلال الرياضي" يعرض فيلماً كل أسبوع. وعند الحديث عن بدايات العروض السينمائية في المملكة من المهم الإشارة إلى جهود عائلة جمجوم في هذا المجال ففي لقاء أجراه صالح العمودي في جريدة المدينة السعودية مع الشيخ عبدالعزيز جمجوم قال: (عائلة الجمجوم هي أول من أدخل السينما إلى المملكة منذ الستينيات في القرن الميلادي الماضي، وقد تعرضت العائلة في سبيل ذلك إلى صعوبات عديدة في هذا الوقت المبكر وصلت إلى حد التوقيف في السجن، كما وجدت معارضة شديدة أيضا من داخلها بسبب هذا النشاط لاسيما من الشيخ أحمد صلاح جمجوم.. وفي 1962م، دخلت المجال التجاري فأسست مع أخي فؤاد جمجوم دار سينما الجمجوم بحارة الجماجمة في البغدادية بهدف تثقيف المجتمع وخاصة الشباب من خلال ما يشاهدونه من أفلام عربية وأجنبية وليس الربح المالي فكنا نستورد الأفلام الهادفة ونقدمها للإذاعة والتليفزيون لمراقبتها أولا قبل عرضها. وكنت أقوم بالأعمال التفاوضية والمحاسبية الخاصة بنشاط (سينما الجمجوم) سواء مع منتجي وموزعي الأفلام أو بالنسبة لتحصيل إيرادات العرض اليومي.. وكنت حينها موظفاً في مصلحة الزكاة والدخل وأملك خبرة محاسبية جيدة. وتعتبر سينما الجمجوم أول دار سينما في المملكة ومن بعدها تم افتتاح أحواش أخرى للسينما، وقمنا بفتح فروع لنا في بعض أحياء جدة حيث كنا نستأجر الموقع للشخص ونقدم له الأفلام لعرضها تحت إشرافه ومتابعته ونأخذ حصتنا من الإيرادات , وتختلف أسعار التذاكر بين حوش وآخر فتذكرة سينما الجمجوم في البغدادية بمبلغ عشرة ريالات، بينما سعر تذكرة حوش في باب شريف أو البخارية ثلاثة ريالات وذلك حسب تفاوت مستوى المعيشة في كل حارة. وفي بعض الأحيان يأتي رجال الهيئة للوقوف على ما يتم عرضه في أحواش السينما في حالة قيام شخص ما بالوشاية أو تقديم بلاغ كيدي يفيد بوجود أفلام إباحية.. وعندما يجدون أن الأفلام المعروضة هي التي تم فحصها رقابياً ينتهي الأمر عند هذا الحد ونواصل العرض. والحقيقة أنني أستغرب ما تنشره وسائل الإعلام الحالية عندما تذكر أن سمو الأمير الوليد بن طلال هو أول من أدخل السينما إلى المملكة والحقيقة أننا نحن آل جمجوم أول من أدخل هذا النشاط قبل أكثر من أربعين عاماً. ويواصل الشيخ عبدالعزيز جمجوم: نحن من جانبنا كنا نؤمن بأن
في السينما جوانب إيجابية وأخرى سلبية وكنا نحاول توضيح وجهة نظرنا لأفراد الأسرة. وكنا نشعر من خلال نشاطنا في عروض السينما أننا نقوم بدور ترفيهي في المجتمع ونساهم في معالجة بعض الظواهر السلبية التي كانت تسيطر على بعض الشباب كإدمان المخدرات وغيرها.. بل كنا نحاول توسيع قاعدة الإفادة من الثقافة المكتسبة عبر الأفلام بأن خصصنا في دار العرض يوما للعائلات كل أسبوع داخل صالة مغلقة ومكيفة الهواء، وأقسم بالله العظيم أننا لم نشاهد أو نقف على أية مشكلة طوال تلك العروض العائلية فالجميع منضبط ويشاهد الأفلام بهدوء ويغادر الصالة دون مشاكل وكنا نخفض أسعار تذكرة الدخول في يوم العائلات ليصبح خمسة ريالات بدلا من عشرة وكانت العروض تبدأ في الساعة السابعة مساء ثم جعلناها بناء على طلب العائلات الساعة التاسعة ليلا).
لكن في حديثه يبدو أن الشيخ عبدالعزيز لم يتعرض لبعض جوانب المشهد السينمائي خلال فترة الخمسينيات والستينيات والسبعينيات فلم تكن تحظى جميع العروض وصالاتها بتأييد رسمي، ولم تقدم وزارة الإعلام الصفة الرسمية لتلك الصالات والعروض السينمائية، وكان رجال الحسبة يطاردون صالات العرض السينمائي ويعملون على إغلاقها واعتقال أصحابها؛ لذا كان القائمون على العرض السينمائي يكلفون أحد الصبية لمراقبة الطريق المؤدي إلى السينما لحماية قاعات العرض من مداهمات رجال الحسبة والتحذير قبيل قدومهم، كما كان القائمون على العروض يقومون بنصب أجهزتهم في منزل وإعلاء الشاشات في فناء منزل آخر استعدادا لمداهمات رجال الحسبة وعدم تمكينهم من مصادرة الأجهزة أو اكتشاف مواقعها حيث تمكنوا من إغلاقها تماما في أواخر القرن الهجري الماضي.
وعلى مستوى الإنتاج يمكن القول إن السينما السعودية بدأت أولى خطواتها في 1976 عندما تم إنجاز أول فيلم سعودي بعنوان (تطوير مدينة الرياض) من إخراج عبدالله المحيسن الذي أعقبه بـ "اغتيال مدينة" ٧٧٩١ والذي تناول فيه قصة اغتيال مدينة بيروت والدمار الذي لحقها جراء الحرب الأهلية.
وفي السنوات اللاحقة، تم إقفال دور العرض السينمائية في كل مدن المملكة، وأقفلت السفارات أبوابها وأصبحت فكرة تصوير فيلم في نظر العديد من المتدينين في المجتمع، "جريمة أخلاقية" لا يسامح عليها الإسلام.
وفي فترة الثمانينيات تم إنتاج بعض الأفلام لعبدالله المحيسن. وشهدت نهاية الثمانينيات إنتاج فيلم فيديو تليفزيوني يرى خالد ربيع أنه علامة بارزة في الإعلام السعودي، ألا وهو فيلم "حمود ومحيميد" الذي قام ببطولته كل من عبدالله السدحان وناصر القصبي وكان نقطة الانطلاق لهذين الشابين نحو النجومية.
وفي العام 2003 أخرجت السعودية هيفاء المنصورالفيلم القصير "من؟" الذي يعتبر إلى حد كبير بداية الموجة الشبابية للسينما في السعودية. تلك الموجة التي قدمت للسينما السعودية أكثر من 50 فيلما حتى العام 2007 كما يذكر خالد ربيع في كتابه الثاني (فيلموغرافيا السينما السعودية من 2003 حتى 2007).
وفي 2006 م أسس المخرج السينمائي ممدوح سالم أول مهرجان سينمائي في السعودية وذلك بمسمى (مهرجان جدة للعروض المرئية) والذي تغير مسماه إلى (مهرجان جدة للأفلام) وقدم من خلاله مجموعة من الأفلام السعودية والخليجية والعالمية.ذات فكر ثقافي ورؤية فنية راقية تتناسب مع العادات والتقاليد الإسلامية، ويقدم المهرجان بشكل سنوي، وقد سجل المهرجان تاريخيا كأبرز حدث ثقافي على الساحة العربية استنادا إلى المرصد الذي قدمه تقرير مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء المصري في رصده لأبرز الأحداث التي شهدها الإقليم العربي، حيث اعتبر التقرير أن إقامة أول مهرجان سينمائي بالمملكة تحت عنوان (مهرجان جدة الأول للعروض المرئية) من أبرز الأحداث الثقافية والاجتماعية للعام٦٠٠٢، ويُقام المهرجان بشكل سنوي في شهر يوليو حيث يُعنى المهرجان بالاحتفال والاحتفاء بالأعمال الإبداعية المتميزة على مستوى الأفلام السعودية والخليجية لتصبح مدينة جدة محطّة يتجه إليها المجتمع الخليجي , وذلك لتطوير وترسيخ الثقافة المحلية والخليجية، ومنح الفرص أمام المبدعين الشباب لعرض أفلامهم، وتطوير مشاريعهم المستقبلية.
وفي 2007م تم تقديم الدورة الثانية للمهرجان وقد شملت مسابقة لعروض الأفلام السعودية بعنوان (مسابقة الأفلام السعودية)، وفي عامه الثالث 2008 م تحولت المسابقة لمسماها الحقيقي (مهرجان جدة للأفلام) وقد بلغ عدد الأفلام المعروضة 70فيلما، مابين روائي قصير ووثائقي وتحريك من السعودية والخليج واليابان وبعض الدول الأوروبية، وشهد المهرجان حضورا جماهيريا كبيراً تفاعل مع العروض بشكل إيجابي، وذهبت جائزة أفضل فيلم روائي لـ »بقايا طعام« فيما ذهبت جائزة أفضل إخراج ومونتاج لماجد الربيعان عن فيلميه (توهان) و( حالة لمس).
ويعد فيلم موسى آل ثنيان (بقايا طعام) بعد حصوله على جميع جوائز المهرجانات التي شارك فيها أكثر فيلم سعودي نيلا للجوائز، كما أن فيلم عبدالله آل عياف »مطر« يعد أكثر فيلم سعودي شارك في مهرجانات سينمائية خارجية كبيرة مثل مهرجاني بيروت ودبي.
وفي 2009 م توقف المهرجان من قبل وزارة الداخلية السعودية قبل افتتاحه بيوم واحد وذلك نتيجة ضغوطات من علماء الدين الذين أوصوا مفتي السعودية بإصدار فتوى شرعية تقضي بتحريم السينما والمهرجانات السينمائية.
ويذكر لممدوح سالم من خلال شركته المهتمة بالإنتاج والتوزيع الصوتي والمرئي إنشاء مكتبة مرئية تحتضن ما يزيد على (100) فيلم سعودي وتضم المكتبة (60) فيلما روائيا، و(30) فيلما وثائقيا، و(12) فيلما كرتونيا، كما تحتضن المكتبة التي تعد الأولى من نوعها في السعودية إنتاج الأفلام السعودية على مدار عدة أعوام وركزت الشركة في احتضانها للمكتبة المرئية على الأفلام السعودية بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الأفلام الخليجية والأجنبية حيث أخذت الشركة على عاتقها هذا المشروع الثقافي الحضاري بعد أن أنهت مهرجان جدة الثالث للأفلام 2008 والذي حظي بنجاح كبير ومتابعة إعلامية محلية وعربية وعالمية بصفته أول مهرجان سينمائي في السعودية.
وتهدف المكتبة المرئية إلى حفظ وأرشفة الإنتاج السينمائي السعودي كمهمة وطنية ثقافية ومشروع حضاري من شأنه أن يسهم في توثيق البيئة السعودية والموروث المحلي، وحفظ الأرشيف السينمائي الوطني من خلال تصنيف وتبويب الأفلام كوثائق تسجيلية تلقي الضوء على حياة الإنسان السعودي بقيمه وتقاليده من منطلق حفظ التراث وسهولة تداوله والاستعانة به عند الحاجة. ومن المهم الإشارة إلى أن العام ٨٠٠٢، شهد طفرة سينمائية سعودية نظرا لحجم الأفلام المنتجة التي بلغت 27 فيلما.
إضافة إلى إقامة مسابقة (أفلام سعودية 2008) في الدمام، بتنظيم من جمعية الثقافة والفنون، ونادي الشرقية الأدبي، والمسابقة من الفعاليات السينمائية التي حظيت بدعم رسمي، وافتتحها وزير الثقافة والإعلام السابق إياد مدني، وعرض خلالها 34 فيلماً، من إنتاج مخرجين سعوديين. كما شهدت تكريم الدكتور حسن الغانم، كأول ممثل سعودي، ظهر في فيلم سينمائي من إنتاج شركة »أرامكو« 1950، وحمل عنوان »الذباب عدو الإنسان«.
وجاءت جوائز المسابقة كالتالي: النخلة الذهبية من نصيب موسى آل ثنيان عن فيلمه »بقايا طعام« والفضية لعبدالله آل عياف عن »مطر« والبرونزية لبدر الحمود عن »بلا غمد«، وبلغ عدد الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية أربعة وثلاثين فيلما. وانعقدت الدورة الأولى من المهرجان في الفترة من 20مايو إلى 24منه ٨٠٠٢، ومن بين تلك الأفلام التي أنتجت 2008 "الحصن" للمخرج فيصل العتيبي، وفيلم "الصمت" للمخرج توفيق الزايدي، وفيلم "أصيل" للمخرج فيصل الحربي، وفيلم "مجرد كلمة" للمخرج سمير عارف، وفيلم "مطر" للمخرج عبد الله العياف، والفيلم الكارتوني »مغامرات نمول« للمخرج محمد العبيد، إضافة لعشرات الأفلام القصيرة التي جذبت عددا كبيرا من المخرجين.
ومنذ فترة طويلة والشباب السعوديون المعنيون بصناعة الأفلام قد وجدوا في المهرجانات والمسابقات السينمائية التي تقام في دولة الإمارات العربية المتحدة فرصة مهمة لعرض أعمالهم والتواصل مع نظرائهم في الخليج العربي، والإفادة من مثل هذه التجمعات والفعاليات السينمائية. بداية مع مسابقة أفلام الإمارات التي تقام في أبوظبي وانتهاء بالمهرجان الأهم من نوعه وهو مهرجان الخليج السينمائي في دبي.
إلا أن مهرجان الخليج في دورته الثانية،، شهد المشاركة الأفضل للأفلام السعودية على مستوى الكم والكيف، حيث حققت السينما السعودية تفوقا ملحوظا حينما حصدت خمس جوائز متنوعة، حين فاز فيلم "الانتقام" لوليد عثمان بالجائزة الثانية في فرع الأفلام الروائية الطويلة. كما نال فيلم "شروق/غروب" لمحمد الظاهري الجائزة الثالثة في فرع الأفلام الروائية القصيرة. فضلا عن إشادة خاصة خاص من مهرجان الفيلم العربي في روتردام لجرأته في الكشف عن التابوهات في العالم العربي ثم الجائزة الفضية "الثانية" في مهرجان بيروت السينمائي وكما حصل في ديسمبر 2009 على تنويه خاص من مسابقة المهر العربي للأفلام القصيرة.
ونال فيلم »الحصن« لفيصل العتيبي الجائزة الثالثة في فرع الأفلام الوثائقية. كما فاز في قسم أفلام الطلبة فيلم "بدري " لأنجي مكي بالجائزة الثالثة، وحاز فيلم الرسوم "بي جي" لمحمد التميمي جائزة لجنة التحكيم الخاصة عن فرع الطلبة.
فضلا عن حصول مجموعة تلاشي السينمائية على شهادة تقدير من لجنة التحكيم في المهرجان لدورها في إنشاء سينما مستقلة.
وقد شاركت السعودية في هذه الدورة من مهرجان الخليج بعشرين فيلما، كثاني أعلى مشاركة في المهرجان، من بينها فيلمان روائيان طويلان، هما (القرية المنسية) و(صباح الليل).
وفي شهر مايو أيضا، استحدثت جمعية الثقافة والفنون بالأحساء، من خلال اللجنة المسرحية في الجمعية مسابقة سينمائية تحت مسمى (مهرجان الأفلام القصيرة للهواة) وانتزع الجائزة الأولى فيه، والتي كانت تحت اسم (العرض المتكامل) فيلم (بقايا طعام).
ولم تكن كثرة المهرجانات السينمائية هي السمة الوحيدة للعام 2008، بل شملت أيضا إنتاج أربعة أفلام سعودية طويلة، (وادي الأرواح) و(القرية المنسية) المرعبين، و(صباح الليل) و(مناحي) الكوميديين، والأخيران تم عرضهما تجارياً في أكثر من مناسبة.
وكانت روتانا للصوتيات والمرئيات، بالتعاون مع شركتي "رواد ميديا" و"الكوثر"، أطلقت عروضها السينمائية في جدة والطائف، لفيلم "مناحي" العام 2009، بحفل افتتاح رسمي ثاني أيام عيد الأضحى (9 من ديسمبر)، على مسرح مركز الملك عبدالعزيز الثقافي في أبرق الرغامة - جدة، في سابقة هي الأولى من نوعها في السعودية، إذ إن الفيلم عُرض لتسعة أيام متتالية , بواقع ثمانية عروض يومية، كحد أقصى، موزعة بين جدة والطائف. ويأتي هذا الحدث بعد غياب للسينما في السعودية دام أكثر من 35 عاماً. هذا إضافة إلى عرضه في بعض دول الخليج، وفي القاهرة والإسكندرية كسابقة أيضاً تتمثل في عرض فيلم خليجي في مصر.
وتجاوز عدد الجمهور الذي حضر العروض في جدة والطائف25 ألف مشاهد، بلغ عدد النساء منهم نحو 9 آلاف مشاهدة. وبرغم الزحام الشديد وتراوح أعمار معظم المشاهدين بين الـ 18 والـ 28 عاماً، فإن أيام العروض الـ 10 لم تسجل أية حالة غير حضارية.
ويذكر أن الأمير الوليد قدم لضيوفه التهنئة على النجاح الكبير الذي حظي به الفيلم، وعبر عن فخره بالمساهمة في كتابة "تاريخ السينما السعودي"، وتحديداً بعد عرض الفيلم في السعودية في سابقة هي الأولى من نوعها، بعد غياب للسينما في المملكة دام أكثر من 35 عاماً. وقال الأمير الوليد: "سندعم السينما السعودية على كل المستويات، وسنوفر العناصر اللازمة لنجاحها واستمراريتها، في حدود الضوابط الشرعية والقانونية المتبعة في المملكة، وفي ظل الشريعة الإسلامية السمحة". وأضاف الأمير الوليد: "إن إطلاق عروض سينمائية رسمية في المملكة العربية السعودية، هو امتداد لخطواتنا في تبني إنتاج الأفلام المحلية ورعاية مهرجان جدة السينمائي.
وشدد الأمير الوليد على: (ضرورة الإفادة من الكوادر السعودية وتدريبها، حتى نعتمد عليها في المستقبل القريب لإنتاج فيلم سعودي مائة في المائة).
ولم يجد المصورون والمخرجون السينمائيون السعوديون صعوبة في توقف نشاطهم لتصوير وإنتاج أفلام سينمائية عالية الجودة وباحترافية عالية، في ظل عدم تواجد دور عرض بالسعودية، فتواجد الشبكات الاجتماعية والثورة التقنية الحديثة في تقنيات عرض الوسائط المتعددة على الإنترنت، وبجودة عالية وبتكلفة أقل، جعلت الغالبية تفضل إنتاج مثل هذه الأفلام، وعرضها عليها، فضلا عن ارتفاع سقف الحرية فيما يطرح.
وتنوعت المجالات التي تعرضها الأفلام السعودية القصيرة على القنوات الشخصية لأصحابها على الـ(يوتيوب) والـ(فيميو)، من أفلام وثائقية تلخص حياة البعض ومواقفهم، وأفلام سينمائية لها أبعاد اجتماعية، وكذلك كوميدية، وأفلام ذات طابع خاص، كالمختصة بمطالب معينة، كالتي كان لها الصدى الأوسع في المجتمع السعودي على الإنترنت.
وتصنف الأفلام السعودية للعام 2009 م على النحو التالي:
عدد الأفلام الروائية الطويلة (3) وهي: فيلم (الانتقام) للمخرج الشاب وليد عثمان، وفيلم (عيون بلا نوم) لقناة المجد الفضائية، وفيلم (شجون) للمخرج أحمد الحسن، فيما بلغ عدد الأفلام الروائية القصيرة (45) فيلما، و(7) أفلام وثائقية، وبلغ عدد أفلام التحريك فيلمين، فيما بلغ عدد الأفلام الإعلانية التوعوية (5) أفلام.
المهرجانات والمناسبات السينمائية الدولية لسنة 2009:
شارك (46) فيلما سعوديا في (19) مهرجانا ومحفلا دوليا وعالميا منها (9) مهرجانات ومحافل عالميه في حين تمت المشاركة في (10) مهرجانات عربية، وكانت الأفلام المشاركة مع تنوع في الإنتاج منها (28) فيلما من إنتاج 2009 م في حين أن (18) فيلما من إنتاج سنوات سابقة.
وقد شاركت مجموعة من الأفلام السعودية فى العديد من المهرجانات السينمائية خلال 2009 هذه المشاركات في:
مهرجان الساقية السادس للأفلام الروائية القصيرة، الأيام الثقافية السعودية (اليمن)، مهرجان الأفلام الآسيوية الثاني بجدة، مهرجان الخليج السينمائي، مهرجان الدار البيضاء للفيلم القصير والوثائقي، مهرجان كان السينمائي، مهرجان الأفلام العربي بروتردام، مهرجان العالم للأفلام القصيرة بتورنتو (كندا)، مهرجان أحمد أباد السينمائي الدولي بالهند، مهرجان المنبر الذهبي السينمائي بروسيا، مهرجان بيروت السينمائي، مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي، مهرجان سيدات صناعة الأفلام بلوس أنجلوس (أمريكا)، مهرجان آمال السينمائي ببرشلونة (أسبانيا)، برنامج الأفلام السعودية بمكتبه الإسكندرية، مهرجان الأردن للأفلام القصيرة، مهرجان دبي السينمائي، أسبوع الفيلم الإسلامي بكوالالمبور (ماليزيا)، مهرجان القدس السينمائي الدولي.
وقد نال السينمائيون السعوديون العديد من الجوائز العام 2009 على النحو التالي:
- فاز فيلم (الانتقام) لوليد عثمان بالجائزة الثانية في فرع الأفلام الروائية الطويلة بمهرجان الخليج السينمائي الثاني.
- حقق فيلم (شروق وغروب) لمحمد الظاهري الجائزة الثالثة في فرع الأفلام الروائية القصيرة بمهرجان الخليج السينمائي الثاني.
- نال فيلم (الحصن) لفيصل العتيبي الجائزة الثالثة في فرع الأفلام الوثائقية بمهرجان الخليج السينمائي الثاني.
- فاز فيلم (بدري) لأنجي مكي بالجائزة الثالثة في قسم أفلام الطلبة بمهرجان الخليج السينمائي الثاني.
- فاز فيلم الرسوم المتحركة (بي جي) لمحمد التميمي بجائزة لجنة التحكيم الخاصة عن فرع الطلبة بمهرجان الخليج السينمائي الثاني.
- نالت (مجموعة تلاشي السينمائية) شهادة تقدير من لجنة التحكيم بمهرجان الخليج السينمائي الثاني لدورها في إنشاء سينما مستقلة.
- حصول فيلم (شروق وغروب) على تنويه خاص في مهرجان الأفلام العربية بروتردام (هولندا) لشجاعة الفيلم في الكشف عن التابوهات في العالم العربي.
- فوز الفيلم الوثائقي (الحقيقة) للمخرج أسامة الخريجي بجائزة أفضل فيلم في خدمة الإسلام في مهرجان المنبر الذهبي لسينما الدول المسلمة (روسيا).
- حقق فيلم (شروق وغروب) لمحمد الظاهري الجائزة الفضية لأفضل فيلم قصير بمهرجان بيروت السينمائي الدولي.
- منح المجلس الثقافي البريطاني المخرج السينمائي ممدوح سالم جائزة أفضل قيادي سعودي للعام 2009 م إثر دورة القيادي في دعم الثقافة السعودية محليا ودوليا.
- منح مهرجان الشرق الأوسط السينمائي (أبو ظبي) جائزة الشاشة للمخرجة السعودية هيفاء المنصور وذلك لتمويل سيناريو الفيلم الروائي الطويل (وجده).
- نال فيلم (شروق وغروب) للمخرج محمد الظاهري جائزة فيريسكي (الاتحاد الدولي للنقاد السينمائيين) لأفضل فيلم قصير في قسم المهر العربي بمهرجان دبي السينمائي وذلك لبساطة ومتانة شكل الفيلم وشجاعته في ملامسة المشاكل الخفية التي يواجهها طفل في المجتمع، بالإضافة لحصوله على تنويه خاص من مسابقة المهر العربي للأفلام القصيرة.
- نال فيلم (ظلال الصمت) للمخرج عبد الله المحيسن جائزة الزيتونة الذهبية للجنة التحكيم بمهرجان القدس السينمائي.
المخرج السعودي عبدالله آل عياف الفائز بالمركز الأول لأفضل فيلم قصير (عايش) في مهرجان (أبو ظبي السينمائي 2010)وعن تقييمه للتجارب الفيلمية السعودية التي تعرض على الأنترنت، يقول : ( لا أعتقد أن الأمر مربوط بدور عرض سينمائية، فغالب المحتوى الموجود من تلك التجارب التي توضع على الإنترنت ليس سينمائيا أصلا، ولم يصنع ليناسب صالات سينما، بل هو تجارب إبداعية وإسكتشات بعضها مميز جدا، لكنها لا تصلح لأن تشاهد في قاعات خاصة يدفع الجمهور المال لمشاهدتها، بل صنعت لأجل المشاهدة السريعة للتعبير عن فكرة خاطفة أو مشهد ظريف أو رؤية ما، كما أن وجود صالات سينما في معظم دول العالم، لم يقلل من ظهور هذه النوعية من الأعمال في تلك الدول، أي أن الأمر ليس مرتبطا مباشرة بغياب الدور..)
وجدير بالذكر أن عبدالله آل عياف مهندس، وكاتب، ومخرج سينمائي سعودي. أخرج أربعة أفلام حتى الآن هي التسجيلي (السينما 500 كم) 2006 وهو الحائز على النخلة الذهبية لأفضل فيلم تسجيلي بمسابقة أفلام السعودية 2008، ويتناول قضية منع صالات السينما في المملكة العربية السعودية، وفيلم روائي قصير مدته 19 دقيقة بعنوان (إطار) وحصل فيه على جائزة لجنة التحكيم الخاصة لمسابقة أفلام من الإمارات العام 2007، و فيلم (مطر) ومدته 23دقيقة الحائز على النخلة الفضية بمسابقة أفلام السعودية. وأخيرا فيلم (عايش ) العام 2010. وهذه الأفلام عرضت في العديد من المهرجانات والتظاهرات السينمائية في الإمارات ومصر وفرنسا ولبنان وهولندا والولايات المتحدة الأمريكية والهند وإيران.
لكن عبدالمجيد الكناني الممثل والسنياريست له رأي آخرغير رأي العياف فهو يرى الأفلام السعودية القصيرة، لم تتعد مرحلة التجارب، لكنها ارتقت للاحترافية، وأصبحت رقما صعبا في المهرجانات السينمائية الخليجية والعربية، كون الفيلم القصير صناعة وفنا قائما بذاته، تكمن فيه المتعة في تكثيف الفكرة عبر وقت قصير.
ومع ذكر الواقع السينمائى فى المملكة العربية السعودية لابد من الإشارة إلى مجموعة (تلاشي) السينمائية كإحدى أهم المجموعات السينمائية الملفتة للنظر في السعودية والخليج، حينما تقدمت للمسابقة في مهرجان الخليج في دورته الثانية بسبعةأفلام، خمسة منها ضمن المسابقة الرسمية وهو مايشكل نصف الأفلام السعودية المشاركة رسميا في المهرجان.
إلا أن الأمر لم يكن يتعلق بحجم المشاركة بقدر حجم الأثر الذي خلفته هذه الأفلام والتي وصفها البعض بالجريئة في تناول القضايا والأفكار، والتجديد في طريقة طرحها ولاقت استحسان الكثير والإشادة ممن حضروا المهرجان مع ما أثارت الجدل وانتقاد الآخرين في نفس الوقت، كما يصفها فنان معروف هو السعودي عبد المحسن النمر بأنه شاهد (وقاحة في الجرأة) بحسب لقائه مع مجلة (سيدتي) ، أو ما يعبر عنها المخرج والمنتج السعودي صالح الفوزان بكونها أفلام مصادمة لا تعبر عن رؤية سينمائية بحسب لقائه في برنامج (نقطة تحول) .
لكنها في النهاية كانت عاملا مهما لإعادة الاعتبار إلى قيمة الفيلم السعودي وما يمكن أن يصنعه ويثيره وربما النجاح الكبير الذي حققه أحد أفلام المجموعة وهو (شروق/ غروب) يؤكد هذا الأمر.
وبالنسبة لواقع السينما في المملكة العربية السعودية لايرغب الكاتب السعودي رجا ساير المطيري أن يكون متشائما.. فهو يرى: (أننا مثل الطفل الصغير الذي لم ينطق بكلمته الأولى ومع ذلك يرغب في مناطحة الفلاسفة، وهذا مستحيل، ويلزمنا لكي نتجاوز مرحلة الطفولة السينمائية، أن نطّلع على مجمل السينما العالمية، وأن نتشرب تاريخ الفنون بكل أنواعها، ثم نوفر البيئة الصالحة لممارسة الصناعة السينمائية، من شركات إنتاجية داعمة، وصالات سينما، وجمهور يحرّك دورة المال. وكل هذه العوامل غير متاحة الآن ولن نتمكن من توفيرها وتأسيسها في المجتمع إلا بعد سنوات طويلة.. طويلة.
السينما الغربية لم تتفوق فجأة بل كانت ثمرة تراكمات عقود من الممارسة الفنية والعلمية والصناعية في الرسم والأدب والمسرح والموسيقى وفي العلوم الطبيعية. ولن نتمكن من اللحاق بهم إلا بعد أن نعيش نفس المراحل ونتشربها بهدوء دون قفز عليها. أي أننا بحاجة إلى عدة عقود كي نمتلك الوعي المناسب لصناعة فيلم يمكن أن يهضمه العقل العالمي.
وما دامت الأفلام السعودية تنتج حتى الآن بجهود فردية، وما دامت وزارة الثقافة والإعلام غائبة عن دعم الشباب المهتمين بالسينما، ولا تبتعثُ أحداً لدراستها بشكل أكاديمي، وما دمنا لا نمتلك صالة سينما واحدة.. فإن فكرة(سينما سعودية) ستبقى مستحيلة التحقيق. هذه الاستحالة يحولها الكاتب محمد صادق دياب إلى أمل كبير شعر به عند عرض فيلم (مناحي) وتحت عنوان (إشراقة السينما السعودية) يكتب: (لم أصدق حالي وأنا أصطحب بعض أقاربي إلى مركز الملك عبد العزيز الثقافي بجدة لمشاهدة الفيلم السينمائي السعودي (مناحي)، بعد أن ظللت أحلم بمثل هذه الخطوة سنوات طويلة، فالسينما كفن جميل بقيت غائبة عن حياتنا الثقافية عبر مجموعة من الذرائع تمكنت من إبقاء هذه النافذة الثقافية مغلقة.. كانت قاعة العرض تعج بأكثر من ألف مشاهد، وضعف هذا العدد ظل ينتظر دوره في الخارج، وفايز المالكي (مناحي) نجم الفيلم وسط إعجاب الجمهور يحتفل بنجاحه.
هؤلاء الناس الذين جاءوا من مختلف أنحاء المدينة، ومن مدن مجاورة على مدى عشرة أيام ليشهدوا الولادات الأولى للسينما السعودية عبروا بحضورهم الكثيف عن التوق لهذا الفن العظيم.. ولو رأى الذين يتحفظون على إقامة دور سينمائية في بلادنا فرحة الناس، وعفويتهم، وتلقائيتهم، وهم يتابعون أحداث الفيلم لأدركوا كيف يمكن أن نفيد من السينما هذه الأداة السحرية لإيصال الكثير من المفاهيم الثقافية والقيم الاجتماعية إلى الأجيال الشابة، فالسينما أداة من الأدوات يمكن تكييفها لخدمة مختلف غاياتنا) .
لكن ماذا تحتاج السينما في السعودية لكي تنهض؟! يجيب الكاتب خالد ربيع : ( باختصار شديد تحتاج إلى قرارات رسمية تشجع القطاع الخاص لخوض الإنتاج السينمائي بشكل احترافي، وإلى جهة رسمية داعمة في عدة نواح مثل إنشاء معاهد وأكاديميات تدرب وتعلم الشباب فنون السينما، وقبل ذلك تحتاج إلى إنشاء دور عرض مخصصة للسينما ومنح تصريحات للمستثمرين الراغبين في افتتاح دور للسينما. أيضاً تحتاج إلى إطلاق جوائز تهتم بمكونات السينما: كتابة السيناريو والإخراج، والإنتاج، والممثلين.. إلى آخره. للأسف التجارب الحالية تمثل بدايات متعثرة في نواح وجيدة في نواح أخرى، لاسيما وأنها تجارب مبتدئين وهواة تنقصهم الخبرة العملية والدراسة الأكاديمية وكل ما لديهم أنهم شاهدوا أفلاما وافتتنوا بهذا الفن الذي يعد الأهم في حياتنا المعاصرة، ولكن دائماً أقول : كثَّر الله خيرهم، وبالفعل هؤلاء الشباب ما قصروا (وعلى قد ألحفتهم مدوا أرجلهم بمجهوداتهم الذاتية)
أما المخرجة هيفاء المنصور فتقول: (تطالعنا الصحف بين الحين والآخر بخبر عن عرض لفيلم سعودي قصير في أحد الأندية الأدبية والانتقادات لهذا الفيلم أو ذاك تتلخص بأن الفيلم ركيك الصنع من حيث صياغة المفاهيم أو سذاجة الطرح واللغة السينمائية المستخدمة مفككة. في الحقيقة لا أدري إن كان علينا أن نلوم المخرجين والعاملين في تلك الأفلام أو أن نلوم الموقف الثقافي السعودي بشكل عام عندما نتحدث عن السينما. فهؤلاء المخرجون الشباب يدفعهم حبهم للدراما لإنتاج أفلام قصيرة كونها قليلة التكلفة وسهلة الصنع , ولكنهم عاجزون عن فك ألغاز التراكيب السينمائية ليصنعوا فيلما ذا قيمة حقة. وذلك عائد بالدرجة الأولى لغياب المعاهد الأكاديمية والمناخ الثقافي المشجع للفنون والافتقار للفكر الحر الناقد للحياة وتجاربها ومعانيها ودلالاتها الاجتماعية. وهؤلاء الشباب هم أبناء تلك البيئة القاحلة سينمائيا وبالتالي لن يتمكنوا بسهولة من صنع أفلام متفوقة فلا شيء يأتي من فراغ. فهل نلومهم؟! وتواصل هيفاء المنصور: (رغم الاحتفاء الجميل الذي يلف عرض تلك الأفلام من قبل المثقفين وقادة الرأي على المستوى المحلي، إلا أنه ليست هناك خطة واضحة لدعم السينما وتمكينها لكي تكون منبراً لتمثيلنا ثقافيا وحضاريا على المستوى الدولي. فنظل بانتظار ذلك المخرج الفذ الذي يستطيع قهر تصحرنا السينمائي بفيلم ناضج دون أن ندرك أن السينما تحتاج إلى رعاية وإلى بنية تحتية كي يصبح حلمنا بوجود مخرجين مؤهلين واقعا ملموسا.
لذلك ستظل السينما السعودية حلما يراود الكثيرين ولكنها لن تتمكن من المنافسة دون تكوين وعي وثقافة سينمائية ناضجة لدى الشباب المهتمين بها. ولكي نكون واقعيين وعادلين علينا أن نترفق بهؤلاء السينمائيين فهم يحاولون صنع أفلام من خلال بيئتهم ومن خلال ما مكنهم مجتمعهم من معرفة عن السينما).
وهيفاء المنصور كمخرجة سينمائية سعودية ومذيعة لها أفلام تسلط الضوء على الداخل السعودي. ولدت العام 1974 في المنطقة الشرقية، والدها الشاعر السعودي المعروف عبدالرحمن المنصور. درست الأدب الإنجليزي المقارن في الجامعة الأمريكية بالقاهرة وتخرجت 1997 لتلتحق بالعمل الوظيفي وقد كانت السينما دائما شغفاً كبيراً بالنسبة لها.. وقامت بإخراج عدة أفلام منها: من ؟ - الرحيل المر – نساء بلا ظل ) وفازت بجوائز عدة منها الخنجر الذهبي لأفضل فيلم وثائقي في مهرجان مسقط السينمائي، وتعتبر تلك الجائزة أول ذهبية في تاريخ السينما السعودية كما شاركت في العديد من المهرجانات والمؤتمرات المحلية والدولية المتعلقة بالسينما.
وغير رؤية المخرجة هيفاء المنصور عن الواقع السينمائى السعودى يرى المنتج والكاتب السعودى صالح فوزان أن المتداخلين بالنسبة لموضوع السينما السعودية ينقسمون إلى ثلاثة أقسام: الحالمون بالسينما ومميزاتها، والمعترضون عليها، وطرف ثالث متأمل متلهف لوجود سينما سعودية لكنه معترض على بعض مضامينها. وهو من سأسميه كما قال إميل حبيبي "المتشائل" وهذا الطرف المتشائل إما بحسن نية أو لا، يحاسب التجارب والولادات المتعثرة والمتعسرة للسينما والدراما السعودية، ويقارنها مع السينما والدراما العالمية، مع بعض الأفلام والدراما المتميزة من محيطنا!.
ويتابع - كسينمائي- أؤكد أنه يمكن إيجاد النموذج السينمائي الذي يجعل السينما السعودية والدراما السعودية حقيقة وغير متجنية أو مضادة لأطروحات المتفائلين والرافضين والمتشائلين والمتسائلين.
ولهذا لن تنجو السينما السعودية من هذه الثنائية التضادية، إلا بالواقعية التي تجبرها على أن تكون مرآة صادقةً لمجتمعها، وهنا سيكون المشكك بقيم أو قيام سينما سعودية مستقبلية هو مشكك بنفسه وبمجتمعه. أما أنا فكلي ثقة أنه يمكننا أن نؤسس لسينما سعودية نابعة من قيمنا وعاداتنا وتراثنا. سينما سعودية تكون ثنائيتها وتضادها داخل إطار التضاد الإيجابي).
1 comment:
رد حقوقى على مهزلة الامير عبد العزيز بن عياف بن مقرن ووزير الاعلام السعودى والتوجه الحكومى من خلف الجميع بصالات دور العرض السينمائيه وسط البطاله والتهديدات الثوريه جراء الازمه العالميه وتلاعب الدول بالمنطقه-
حيث ذكرت المصدر عن امين السر
المقرر الاممى السامى والثائر الحقوقى الدولى الكبير والمستقل السيد-
وليد الطلاسى
رمز صراع وحوار الحضارات والاديان والثقافات والاقليات العالمى
محامى ضحايا سبتمبر9-11
الرياض
-
انه كان هناك بالامس تسريبا قطريا بخصوص اسقاط الدوله والنظام بمجرد مكالمه سريه من قطر ومن خلف قطر وهو الاهم لدينا بالصراع والتوجه الكبير الاممى وكانها تريد قطر تقول ايضا انها قد تنهى ايران بكبسة زر وما ذاك الا بسبب مهازل النظام السعودى وشيخوخته الطاغوتيه-
لنجد السيد وزير الاعلام السعودى وامين مدينة الرياض عبد العزيز عياف يخرجون لنا كالعاده وكما هو داب النظام السعودى منذ تم التعرف على تلك الاسره بالحكم والطغيان والاستبداد-
اتت الخطط الخمسيه اليوم بصالات لعرض السينما مع تحكم وزارة الاعلام بالمحتوى السينمائى ومراقبته وطبعا لاشك فجهاز هيئة الامر بالمعروف والنهى عن المنكر له كل الحق بالمراقبه الارفع من وزارة الاعلام والخوجه وامين مدينة الرياض وباقى شلل الانس الذى لابد ان ينتهى حتما وهو منتهى لاشك-
حيث ان النظام السعودى والامراء لازالو وسط الاضطراب العالمى والذى بدايته بالمنطقه يلعبون نفس ادوار الطغيان والنهب المنظم والتلاعب باسم الخطط الخمسيه
لنجد فى نفس جريدة الوطن مسؤولا حكوميا هو الغفيص يقول حرفيا ان مجرد توظيف الشباب لاجل التوظيف فقط امر لاينفع اطلاقا
اذن
اين خطط الحكومه الخمسيه هنا
ماذا تفعل الحكومه وامراء الاونطه هنا اصحاب السلطات المطلقه الوراثيه الكاذبه
ان لم تقم الحكومه بتشغيل الشباب العاطل حيث الفتيات لاشك هن اكبر نسب العاطلين فلا تعمل المراه الا فى مجالات محدوده نظرا لما حرمه الاسلام وحاكمية الله العظيمه من تحريم الاختلاط لغير ضروره ملحه الخ الخ
فالمراه لاتعمل بكل طاقتها اذن بارض الحرمين والشباب عاطل لاعسكريه ولاوظائف مدنيه لاحكوميه ولا الزام قانونى بالقطاع الخاص
ونجد وزير الاعلام السعودى الخوجه يخرج علينا بالاستعداد التام لمراقبة محتوى السينما من الحكومه
على ابوها حكومه لابو من اوجدها حتى
جنون وطغيان ال سعود اوصل البلاد ان ندافع عنها امام قريه اسمها قطر خلفها القوى الدوليه لنرى تلك المهازل والاونطه السعوديه من النظام السعودى وتلاعب اطفاله وشيوخه حكوميين وزراء وغيرهم بتلك الرقابه
اهلا بالرقابه ياوزير الاعلام
وعفوا
نعم عفوا
الشعب لايريد تلك المهازل الحكوميه ولا الرقابه فبعد ان اصبح الانترنت بديلا تقريبا عن الفضائيات والراديو اتت الحكومه السعوديه بافكار عبد الله بن عبد العزيز واطفاله من ال سعود بمشروع دور عرض السينما لتعمل كمراقبه للمحتويات بالافلام
قال الالاف يروحو لدبى لاجل دور السينما قال
ها
الله ابو هاللحى لابو من وردها حتى ناقصين فراعنة احنا واذناب
--
واختتمت المصدر الرد الخاص على الحكومه وامين مدينة الرياض ووزير الاعلام السعودى الخوجه من الثائر الاممى الكبير السيد
وليد الطلاسى
بقولها وان غدا لناظره قريب
وتلاعب الطغاة قد انتهى للابد-
انتهى
حقوق الانسان-دولى-مستقله
امانة المنظمه بدول مجلس التعاون الخليج العربى-الاقليميه
صراع وحوار الحضارات والاديان والثقافات والاقليات العالمى
امانة السر2221يعتمد النشر
تم سيدى876مكتب4
الرياض
حرر بتاريخه
رد خاص من الثائر الاممى الكبير والمقرر السامى لحقوق الانسان السيد-
وليد الطلاسى
على الحكومه السعوديه ووزير الاعلام بخصوص دور عرض السينما متاخرين عن العالم اجمع وسط الاضطراب الدولى والثورى بالمنطقه-768ن
Post a Comment