يعرض الان
فى ( رامبو الرابع ) فرقة مرتزقة ومهمة مشبوهة .
- قرية بائسة وفريق تبشيرى وصور دموية .
- مرتزقة وحكومة عسكرية و علامات استفهام
كتب عماد النويرى
مشاهدة فيلم ( رامبو الرابع ) لم تأت بطريق الصدفة , وانما كانت مقصودة مع سبق الاصراروالنية , والسبب الأول لذلك معرفة ماذا فعلت السنين برامبو الثالث ؟ والى اين المستقر هذة المرة ؟ والسبب الثانى هو معرفة ماذا فعل رامبوالاسطورة بسلفستر ستالونى . وكيف سيقدم الأخير الشخصية ( الرمبوية ) بعد كل تلك السنين الحافلة بالمغامرات والمطاردات والقصص الخيالية الفانتازية عن رامبو الذى لا يقهر والقادر دائما على هزيمة جيش عرمرم مدجج بكامل السلاح والعتاد ..
في الجزء الجديد الجديد مازال ستالونى هو ذلك الجندي الأميركي الذى حارب في فيتنام أصابته الحرب وأهوالها بحالة من الاكتئاب والعزلة وخير مكان للعزلة هذه المرة سيكون قريبا من بورما على شاطىْ النهر لمساعدة سكان هضبة "كارين" الذين يعدون العدة لقتال الحكومة المركزية . ومن المهم قبل الخوض في الجزء الرابع من الحكاية ( الرمبوية ) العودة قليلا الى الوراء في فلاش باك سريع للاقتراب اكثر من بدايات الحكاية ( السلفسترية ) .
فرصة وجائزة
الممثل الشهير (سيلفستر ستالونى ) أو للذين يعرفونه باسم (رامبو) أو ربما (روكي) ,ولد في نيويورك بتاريخ 6 يوليو عام 1946و احترف التمثيل لأول مرة عام 1970 عندمالعب دورا بارزا في فيلم (أحباب وغرباء آخرون) , ولم يحقق الفيلم النجاحات المنتظرة . ,ولكن بعد عشرة أفلام من بدايته أبتسم له الحظ أخيرا عام 1976 عندما قام بكتابة وبطولة فيلمه الشهير (روكي) الذى يتحدث عن ملاكم من الدرجة الثانية تتاح له الفرصة لمنازلة بطل العالم من الوزن الثقيل . الفيلم فاز بجائزة الأوسكار وترشح ستالونى عن أدائه بجائزة أفضل ممثل , كما فاز بأوسكار أفضل مخرج, قام ستالونى بعد ذلك بإخراج أربعة أجزاء أخرى للفيلم ولكنها كانت متفرقة وكان اخرها عام 90 . بعدها قدم ستالونى العديد من أفلام الأكشن مثل (كوبرا ) ,و ( اوسكار ( و (القتلة ) ولكنه لم يقدم فيلماً يجلب له الأضواء والشهرة كما فعل ( روكى ) . و في عام 1982 قدم ستالونى ) رامبو ) الأول حيث قام بأداء شخصية الجندي الأمريكي (جون رامبو) العائد من فيتنام , ويرينا الفيلم كيف تعذب رامبو في الحرب عندما فقد الأصدقاء وبعد الحرب عندما عاد الى الوطن واكتشف زيف كل ادعاء ونجح الفيلم و حقق 46 مليون دولار أمريكي كانت كفيلة على تشجيع ستالونى لانتاج جزءين اخرين عام 1985 ثم عام 1988 .
مناطق منكوبة
فى رامبو الرابع و بعدما تنقل الجندى المعقد فى اكثر مناطق العالم سخونه وصال وجال وعدى البحور واعتلى الهضاب والجبال , نجدة هذه المرة مثل الحمل الوديع يملك احد المراكب البائسة التى تجوب نهر بائس فى تايلند . وفجأة يصل فريق احد البعثات التبشيرية في طريقه الى احدى القرى البورمية المنكوبة بسيطرة العسكر - حيث جحيم الحرب وصراع دائر بين حكومة ديكتاتورية ومعارضة فقيرة ومسكينة . بالطبع يتم اللجوء الى رامبو باعتباره خبيرا فى مجاهل سالوين الذى سيركبه افراد البعثة فى طريقهم الى المنكوبين . بعد وصول الفريق الى اهل بورما الطيبين ستفتح ابواب جهنم على الفريق الأميركي التبشيرى المسكين الذى جاء كما يحاول الفيلم ان يظهر , فى مهمة طبية تعليمية انسانية , من قبل النظام الحاكم بسبب تجريمه لعمليات ( تنصير ) الفقراء. ولايقترب الفيلم من قريب اوبعيد من معاناة مسلمي بورما وما جرى لهم على مر عقود ومنذ انقلاب العسكر في بداية الستينيات , وربما قبلها أيضا بعقود على يد البوذيين من مجازر راح ضحيتها الآلاف هذا ناهيك عن الطرد والمضايقات التى ليس لها أول ولا اخر . طبعا جون رامبو ليس له اية صلة بالتاريخ ولا يعنيه شيئا من امر المسلمين فهو فى النهاية مجرد ( جون ) اخر !! . طبعا ستنقطع اخبار بعثة التبشير وسياتى من يبحث عنهم وهم فرقة من المرتزقة سيقودها رامبو مرة ثانية فى مجاهل النهر لانقاذ مايمكن انقاذه ( لاحظ هنا ان من يذهب لانقاذ افراد البعثة التبشرية هم افردا ماجورة من المرتزقة ) والغاية تبرر الوسيلة . .
رشاقة غزال
رامبو الرابع وكما يبدو مازال مغرما وعاشقا لما قدمه فى سالف العصر والاوان فهو محارب صنديد مفتول العضلات رغم تخطية الستين , يتنقل برشاقة غزال فى الادغال , ويستطيع ان يطلق النار على افراد جيش بأكمله , وفى النهاية لابد وان ينتصر وسيخرج من المعركة دون ان يصيبه خدش واحد , ودون ان تراق من جسده قطرة دم واحدة . فجأة سيترك رامبو عزلته وسيقرر الانضمام الى المرتزقة لانقاذ الفريق التبشيرى وبقية القصة من المؤكد انه يمكن التنؤ بها . قتل ودماء تتناثر بطول وعرض الشاشة ومشاهد من اكثر المشاهد السينمائية الدموية والعنيفة التى ظهرت فى الفترة الأخيرة . فى واقع الامر يمكن الإشارة الى الكثير من الأشياء والحوادث التى تبرز اتجاهات وفكر ستالونى ومغازلته الدائمة لما ترغب السياسة الأميركية في البوح به وارسالة الى المشاهد فى كل مكان , كما يمكن الاشارة الى دور ستالونى فى دعم الاتجاهات العنصرية للسينما الأميركية في الكثير مما قدمه وكل ذلك يمثل مدخلا سياسيا للفيلم سيضعنا أمام شبهات لاحد لها عن دور الفيلم فىالدعوة لتكريس العنصرية الدينية , كما سيضعنا امام علامات استفهام كثيرة بخصوص وجهة نظر الفيلم عما يحدث حقيقة فى ميانمار ( بورما سابقا ) ! .
جون رامبو الرابع لايقنعنا كثيرا ليس لانه يكذب علينا فى عرضه لما يحدث فى احدى المناطق الساخنة فى العالم . ولكن كان من الواضح ان رامبو وطوال الفيلم لم ينجح فى اقناعنا بانه يستحق ان نتعاطف معه رغم نبل المهمة التى يقوم بها ( وهى فى الواقع مهمة مشبوهة ) .
No comments:
Post a Comment