Tuesday, February 19, 2008



يعرض ألان

في ( أشياء نفقدها في الحريق )رسالة إنسانية ودوافع غامضة

كتب عماد النويرى

هالي بيري المولودة في أيوا بالولايات المتحدة الأميركية عام 1966 واحدة من أشهر النجمات السمراوات في هوليود، وهي فنانة في جعبتها الكثير من الألقاب، فهي أول ممثلة سوداء تفوز بجائزة الأوسكار عام 2002، عن فيلم ( كرة الوحش ) وكانت أول أميركية من أصل أفريقي تمثل الولايات المتحدة في مسابقة ملكة جمال العالم.وقد انطلقت ببرى كصواريخ ناسا , وحصلت على الشهرة بعد قيامها ببطولة أمجموعة من الأفلام المميزة ، حتى أصبحت واحدة من أشهر ممثلات العالم، وتضم لائحة الجوائز الخاصة بها العديد الجوائز والترشيحات من مختلف الهيئات والمؤسسات والمهرجانات العالمية داخل وخارج الولايات المتحدة الأميركية ونذكر من تلك الجوائز حصولها على جائزة الدب الفضي كأحسن ممثلة عام 2001 عن ( كرة الوحش ) وجائزة أيمج كأفضل ممثلة مساعدة عن فيلم ( مت في يوم اخر ) ك وفى الوقت ذاته أصبحت ضيفة دائمة في قوائم أجمل نساء العالم،
اما بنشيو دى لا تورا فهو ممثل عبقري يستحق متابعة أفلامه فقد حصد جائزة الأوسكار عام 2002 كأفضل ممثل مساعد عن فيلمه ( ترافيك ) كما تضم لائحة جوائزه أيضا العديد من الجوائز والترشيحات . وكان قد فاز أيضا عن فيلم ( ترافيك ) على جائزة الدب الفضي لمهرجان برلين السينمائي لأفضل ممثل . وكان وجود اسمى بيرى وتورا كافيا لاتخاذ قرار لمشاهدة فيلم ( أشياء نفقدها في الحريق ) الذى يعرض الان على شاشات الكويت من اخراج الدنمركية سوزان بيير

ادمان وصداقة

تبدأ أحداث الفيلم بزوجين سعيدين هما أودري (هالي بيري) وبرايان (ديفيد داكوفني) لديهما طفلان صغيران. وفي إحدى الليالي، يُقتل برايان بطلق ناري أثناء مساعدته لسيدة تم الاعتداء عليها.فكما تقدمه المشاهد الأولى للفيلم فهو انسان مخلص وطيب وشهم يحب زوجته وااولاده وجيرانه وناجح في عمله ووفى لاصدقائه . خاصة صديقه جيرى . يظهر جيري (بينيشيو ديل توروا ) الفوضوي والمدمن على المخدرات ، بين المعزيين. وعلى الرغم من عدم حب الزوجة المكلومة أودري له , إلا أنها دعته للإقامة في مراب بيتها للتخلص من شعورها بالحزن . مع تصاعد الحدث يحاول جيرى ان يتخلص من الادمان على المخدرات من خلال الانتظام في عيادة متخصصةوفى الوقت ذاته يقيم علاقة صداقة مع الأبناء ويبدو وكأنه ينافس الام في السيطرة على الأبناء مما يدفع الام الى طردة من المنزل . ينتكس جيرى ويعود الى الادمان مرة ثانية وتشعر اودرى بالذنب وتبحث عنه وتعود به الى المنزل مرة ثانية وتحاول معالجته . وينتهى الفيلم وجيرى يودع زوجة صديقه فى طريقه الى المستشفى لاكمال العلاج . ربما ليعود ليكمل مهمته فى الوقوف الى جانب زوجه واولاد صديقه, وربما لن يعود لان اودرى قد تجاوزت محنتها ولم تعد فى حاجة اليه .

أسباب حقيقية

الفيلم ( السيناريو ) لم يقربنا كثيرا من حياة جيرى , ولم نتعرف على الأسباب الحقيقية التى دفعته للادمان وكان من المهم القاء الضوء على هذا الجانب ومنذ البداية تم رسم شخصية اودرى وهى في حالة من الخوف الدائم والانزعاج المستمر ولم نتعرف بطريقة واضحة على الدوافع التى جعلتها تطلب من جيرى البقاء بجانيها . فهى لم تكن تحب جيرى وكانت تعرف جيدا انه من المدمنين على المخدرات ولا اعرف ماهى الحكمة التى تدفع بامراة لتطلب من رجل ليساعدها وهو اصلا يحتاج الى كل المساعدات ليتجاوز محنته . صورت لنا المشاهد والحوارات ان اودرى كانت تتمنى موت جيرى بدلا من زوجها كما انها بمجرد شعورها بحب الاولاد له تطلب منه ان يغادر منزلها . كما يبدو فان الدوافع الى جعلت اودرى تطلب من جيرى المجىْ هى دوافع غامضة وقد تصل بك التفسيرات فى بعض الاحيان الى القول انها علاقة مغلفة بالكراهية والانتقام اكثر من ارتباطها بالحب والعطف . ولم اجد نفسي أبدا متعاطفا مع اودرى رغم محاولتها ان تساعد جيرى اكثر من مرة . وكان من الواضح ان هناك الكثير من الانتقالات المفاجئة فى المونتاج وربما اثرت هذه الانتقالات على تفهم مجريات الامور بشكل افضل .

اعماق الشخصيات

فى الفيلم ( الفن ) ظهرت هالى بيرى كاستاذة قديرة فى تجسيدها لدورها وفى مشاهد كثيرة كانت قادرة على استخدام ادواتها الداخلية بطريقة متفردة وربما ظلمها كثيرا التخبط فى رسم شخصية اودرى بطريقة مقنعة وواضحة . اما بينشيوا فقد جسد دوره باقتدار وموهبة وكان قدارا على تجسيد كل ملامح جيرى بطريقة متفهمة وعبقرية ويستحق بينشيوا اكثر من جائزة عن دوره فى هذا الفيلم . وغير الاداء التمثيلى يمكن الاشارة على الى توظيف حجم القطة الكبيرة والكبيرة جدا للدخول الى اعماق الشخصيات ولكن كانت هناك الكثير من اللقطات التى جاءت دون اضافة حقيقية الى مايجب تقديمه من تعبير ..
فيلم انسانى
فى ( اشياء نفقدها فى الحريق ) محاولة لتقديم رسالة انسانية راقية عن ضرورة مساعدة هؤولاء الذين يخرجون عن مسار الحياة بالوقوع فى دائرة السعادة الوهمية المميتة . وهناك محاولة لتجاوز الاحزان طالما ان الحريق لن يمنحنا الاشياء التى فقدناها ولن تعود . وهناك محاولة ثالثة لللاعلاء من شان الصداقة التى تجعلنا نتحمل قسوة الحياة .
انه فيلم انسانى ومع مشاهدته من المطلوب قدر من التركيز والتامل حتى لوكانت بعض دوافع الشخصيات غير واضحة .

No comments: