Friday, August 31, 2007












البونديون العرب

سواء كأن العالم في مزاج رومانتيكى ناعم يجعله يقبل إقبالا خرافيا على فيلم مثل (قصة حب ( ليبكي فيه على الفتى أوليفر الذي فقد حبيبته.. أو كان هذا العالم نفسه في لحظة قلق وملل وبحث عن الجديد تجعله يقبل على فيلم كرتوني طفولي مثل (الملك الاسد ((علاء الدين ). فإنه من الملاحظ أن جيمس بوند يترك هذه الموجات تأتي وتذهب, واثقا أنه سيحقق اعلى الإيرادات في النهاية.
الجميع يوافقون على أن أفلام بوند غير مهمة على الإطلاق, وقد يرى البعض أن بوند مجرد شخصية سينمائية إنكليزية أميركية وجدت بطريق الصدفة , وتم تحسينها وتلميعها وعندما نضجت ولجاذبيتها الشديدة, فقد اصبح لها الكثير من المعجبين في كل أنحاء العالم, ومن حق هؤلاء المعجبين أن يلتقوا بها بين فترة واخرى.
وقد يرى البعض أن جيمس بوند شخصية لم توجد بطريق الصدفة, ,وانما وجدت وتوجد لتكريس صورة البطل الإنكليزي الأميركي الذي لا يقهر. وبوند مثل الكاو بوي والسوبرمان والباتمان ما هي إلا نماذج تكرس للهيمنة الأميركية الأوروبية, على العوالم الناميةاو الناهضة اوالصاعدة اوالمتخلفة من خلال السينما.
واتصور أننا في بعض الأحيان نبالغ في الحكم على الأشياء
وأرى أن هوليوود ليست مسؤولة عن تغيير العالم إلى الأفضل ولا عن تغيير العالم إلى الأسوأ. هي تصنع الأفلام وترغب أن تنجح ولذلك توفر للنجاح كل العوامل التي تساعد عليه. ولم يحدث في يوم من الأيام أن ) ضربت ( هوليوود احداً على يديه كي يشاهد أفلامها.
قد تتفق أو تختلف في معرفة مدى تأثير وسائل الأعلام ومنها السينما على عقلية المتلقي خاصة ونحن من المستوردين الرئيسيين للمادة الاعلامية الثقافية , لكن ما هو المانع أن نأخذ من بوند جانب التسلية وجانب المهارة التقنية في صناعة الخيال وباستطاعة من يشاء متى يشاء أن يطرح الجوانب الأخرى التي لا تعجبه.ثم من العبث أن نطالب الاخرين بإبداع ما نرغب , ولماذا لا نقوم نحن بصنع بونديين عرب وسوبرمانات طيبة لا تهدف إلى السيطرة على العالم?!.
السينما صناعة وتجارة وفن هكذا وجدت, واتصور بل أزعم أنني من المؤمنين أنها ستبقى كذلك , وكما أن هناك أفلاما تحتاج إلى مخرجين لهم رؤى واساليب ويريدون أن يطرحوا فكرة ما, فإن هناك تلك الأفلام التي صنعت كي تسلي وتوجد من أجل التسلية فقط وعليك أن تهدر وقتك بالطريقة التي تراها مناسبة .

No comments: