Wednesday, August 01, 2007

رحيل

من فيلم فانى والكسندر


بيرجمان وانتونيونى وسينما الانسان


عن عمر يناهز ال 94 عاما توفي المخرج الإيطالي الشهير مايكل انجلو انطونيوني في منزله بروما , وكان المخرج السويدي العالمي انجمار بيرغمان قد توفي في اليوم ذاته. ويعني ذلك ان الأوساط السينمائية العالمية وكل المهتمين بالفن السابع فقدوا خلال الايام القليلة الماضية اثنين من اشهر وأهم مخرجي السينما في العالم. ولا يذكر تاريخ السينما المعاصرة الا بذكر الأفلام والنجاحات التي قدماها لفن السينما على مدى اكثر من ستين عاما.اقتحم بيرغمان عالم السينما عام 1955 بفيلم 'ابتسامات صيف' وهي كوميديا اجتماعية تدور أحداثها في مطلع القرن فى السويد ومع فيلم 'الختم السابع' حصل بيرغمان على شهرة عالمية وتتابعت أفلام بيرغمان وقدم إلى السينما مجموعة من الأعمال ستبقى الى سنوات طويلة من أهم الأعمال التي قدمت لسينما الالفية الثانية على الاطلاق. ومنها 'الفروالة البرية' و'صرخات وهمسات' و'مشاهد من الحياة الزوجية' و'سوناتا الخريف' و'فاني والكسندر' ولم تقتصر اعمال بيرغمان على السينما، انما قدم العديد من الأعمال ككاتب مسرحي ومخرج يمكن وضعه في مصاف بروك وبريشت وغروتفسكي لكن كانت لبيرغمان وجهه نظره الخاصة في اللعبة المسرحية التي تجسد في روحها لعبة الحياة بكل عذاباتها.واذا كان عام 1955 قد شهد اول نجاح دولي لبيرغمان من خلال فيلمه 'نسمات ليلة صيفية' فإن انطونيوني حقق نجاحا كبيرا عام 1966 عندما قدم فيلمه الشهير 'بلو أب' او 'انفجار' حيث يلقي أنطونيوني في هذا الفيلم، نظرة ثاقبة على الخيط الرفيع الفاصل بين الواقع والخيال، في قصة مصور يعتقد أنه شاهد جريمة ترتكب. ويزخر هذا الفيلم بالتحولات السيكولوجية، والمعاني المتداخلة والصور الرمزية المعقدة. يستخدم المخرج أنطونيوني، صورا نابضة بالحيوية كوسيلة لتصوير المراحل العاطفية لقصة الفيلم، بأسلوب واضح ومقنع وحساس، مستخدما تلك الصور كروابط تستغني عن الكلمات. وقد هذا الفيلم 'بجائزة الرابطة القومية للنقاد الأميركيين لأفضل فيلم وأفضل مخرج'، كما رشح مخرجه وكاتبه، لاثنتين من جوائز الأوسكار.الإطلاقويعتبر المخرج الإيطالي مايكل أنجلو أنطونيوني، من عمالقة الإخراج في السينما العالمية، بل إن العبقري تاركوفسكي اعتبره أعظم مخرج في تاريخ السينما على الإطلاق.في رسالة مفتوحة إلى أنطونيوني تحمل عنوان 'حكمة الفنان'، يوجه المفكر الفرنسي رولان بارت تحيه لهذا الفنان الكبير، ضمنها الناقد برهان شاوي كتابه 'سحر السينما'.. 'عزيزي أنتونيوني.. يفرق نيتشه في حديثه عن الأنماط البشرية بين شخصين هما: الواعظ والفنان، وفيما يخص شخصية الواعظ فلدينا اليوم من الوعاظ أكثر مما ينبغي، لكن الفنان يثير الدهشة والإعجاب، إذ إن نظرته نقدية لكنه لا يشكو أو يتهم أحدا، لأنه لا يبحث عن الانتقام، ولأنك فنان فإن أعمالك تقف في المقابل من الزمن مفتوحة الآفاق'.'هكذا هي أفلامك، خاصة فيما بعد الحرب الباردة مباشرة، خطوة بعد خطوة ضاعفت الاهتمام بالعالم المحيط بك واهتممت بنفسك أيضا، فكل فيلم من أفلامك هو على الصعيد الشخصي تجربة تاريخية بالنسبة إليك، أي الخروج من مشكلة قديمة والدخول في محاولة صياغة سؤال جديد، وهذا يعني بالنسبة إلي أنك ومنذ أكثر من ثلاثين عاما كنت تعيش مع هذه 'المشاعر الجميلة' ولم تستخدمها كانعكاس فني أو كتوجيه أيديولوجي وإنما كجوهر، كمغناطيس يجذبك من عمل فني إلى آخر باعتبار أن المضمون والشكل يمتلكان الأهمية التاريخية نفسها لديك'.هكذا كانت افلام انطونيوني وهكذا كانت افلام بيرغمان ايضا تجارب انسانية لها تاريخ او ربما تجارب تاريخية تحتفي دائما بالانسان.برحيل بيرجمان وانتونيونى رحل اثنان من عمالقة الاخراج في العالم , لكن , دائما نقول ترحل الاجساد وتبقى الاعمال , والصور شواهد اثبات لحيوات كانت مليئة بالمعاناة والعذاب لكنها كانت دائما تنتصر لانسانية الانسان .


عماد النويرى

1 comment:

hanan said...

Both of them were talented enough and lucky enough at the same time to leave such a legacy
God bless their souls