Sunday, August 05, 2007

مشاهدات - الاطفال الصغار





الاطفال الصغار بين طفولة الكبار والسيد كركر


كان من المفترض ان اكتب عن ( كركر ) فيلم محمد سعد الجديد الذى بدا عرضه منذ أيام قليلة ووجدت ان الكتابة عن هذا الفيلم من الممكن ان تتأجل ربما للأسبوع المقبل فقد كان على قائمة العرض فيلم ( أطفال صغار ) الذى ترشحت عنه كيت وينسلت لجائزة الأوسكار كأفضل ممثلة هذا العام , كما رشح الممثل جاكى ايريل هارلى عن الفيلم ذاته لجائزة افضل ممثل في دور مساعد . وغير هذا فقد رشح الفيلم أيضا لجائزة الجولدن جلوب كأفضل فيلم وافضل ممثلة وافضل سيناريو هذا غير درزينة من الترشيحات والجوائز من مختلف الجمعيات السينمائية في أميركا وأوروبا . وكان عندى بعض القلق ان يسحب الفيلم من الأسواق قبل ان اشاهدة . اذن فلينتظر ( كركر ) قليلا . وماذا عساة ان يقدم لنا هذا ( الكركر ) صاحب الموهبة العظيمة الذى يضيع موهبته فى محايلة الناس لانتزاع ضحكاتهم بالغصب عن طريق اطلاق العنان لتجاوز كل الخطوط الحمراء لما يجب ان تكون عليه اخلاق الفن , بعد ان استهلك ترقيص مؤخرته وفنجله عينية وفتحهما ربما لبتلع فيهما الشمس والقمر !! عموما لايجب الحكم على الافلام قبل مشاهدتها وليسمح لنا السيد ( كركر ) بالابتعاد عنه قليلا هذا الاسبوع اوربما الابتعاد عنه لفترة قد تطول !! .
في فيلم ( أطفال صغار ) سنتعرف الى سارة وهي ربة منزل وزوجة وأم تعيش حياتهالخدمة زوجها وطفلتها الصغيرة الجميلة , لكنها في أعماقهاتحس بالتعاسة من دورها هذا فهي كآمرة ذكية وخريجة جامعة كان مـن الممكن أنتحظى بوظيفة باهرة لكنها ضحّت بكل شىْ منأجل بيتها وتربية ابنتها . مع انشغال الزوج واكتشافها انه متورط في علاقات عاطفية مشبوهة على النت فان العلاقة بينها وبينه اصبح يغلفها الاهمال والشك وعدم الثقة . تشعر سارة بالفراغ في داخلها إلى أن تلتقي ببراد في حديقة الحى . نعرف ان براد يمر بأزمةمشابهة فهو عاطل عن العمل وينتظر موعدا آخر لامتحان المحاماة بعد ان فشل مرتين في الحصول على اجازة العمل بالمحاماة ولهزوجة ناجحة تعمل في إنتاج الأفلام الوثائقيةوالعلاقة بينهما أيضا قد بدأت في الدخول الى نفق البرودة والتجمد .
نحن اذن أمام رجل وامرأة مهيئين تماما للدخول في علاقة دافئة بكل أبعادها في محاولة للبحث عن الحب المفقود أو ربما البحث عن الذات الضائعة . ولكن ومثل ما هو الحال مع معظمحالات الخيانة الزوجية نادرا ما ينتهي الأمربأطراف العلاقة الى نهايات سعيدة .. تكتشف سارة فى اللحظة الاخيرة ان ابنتها الصغيرة التى كانت على وشك ان تتركها هى اغلى شىْ فى الوجود وتحضنها وتدفن راسها فى حجرها وكانها تعتذر عما بدر منها وكانها هى الطفلة الصغيرة وليس ابنتها . ويكتشف براد وهو فى طريقة الى سارة بعد ان قرر الهرب مع سارة , انه مازال فى حاجة الى طفولته حيث ينسى موعدة مع سارة وينشغل بالتزحلق بالخشبة مع مجموعة من صغار الحى فهو مازال طفل صغير .
على مستوى اخر يتشابك خيط آخر في نسيج قصة الحب بين سارة وبراد حيث نعرف ان هناك مجرما ( رونى ) تم اطلاق سراحه مع تقييد حريته حتى لايتعرض لللاطفال الصغار بعد ان سجلت ضده حادثة لمحاولة إغواء طفل لاغتصابه . ويتعقب مجرم الأطفال شرطي سابق متورط في حادثة قتل صبى في المدينة ذاتها .
في نهاية الفيلم تموت ام رونى ويذهب الى الحديقة التى يلعب فيها الأطفال ويحاول الانتحار .
في الفيلم القصة والسيناريو نحن بصدد شخصيات مرسومة بدقة وهى شخصيات يظهر عليها الاستقرار والهدوء من الخارج لكن هى غارقة حتى اذنيها في الشك والخوف وتبحث عن مخرج لهروبها الى الأمام وربما الى هروبها الى الخلف . فسارة وبراد هما ضحية الإهمال الزوجي , ورونى ضحية لاهمال المجتمع وفى النهاية نكتشف ان الكبار مازالوا أطفالا صغار لم يكبروا بعد . وان الأطفال ليسوا هم فقط الذين يخطئون . لكن يؤخذ على السيناريو إدخال صوت الرواى على الأحداث وكان حاضرا في بعض المشاهد ليقدم الشخصيات واختفى في مشاهد ثانية ولم تكن لهذا الصوت أهمية درامية كبرى .
في الفيلم ( الفن ) يمكن التوقف عند محطات تميز كثيرة أولها الأداء التمثيلي وادارة الممثل فقد نجحت كيت وينسلت في تجسيد شخصية سارة الى حد كبير وكانت مالكة لكل أدواتها التمثيلية الداخلية والخارجية واستطاع جاكى ايريل هارلى ان يجسد شخصية رونى ببراعة منقطعة النظير ونجح أيضا باترك ويلسون في تجسيد شخصية براد ولعبت جنيفر كونلى افضل أدوارها . ويمكن أيضا التوقف عند التصوير حيث برع المصور في تقديم لقطات قريبة معبرة وحاول قدر الإمكان ان يختار زوايا مناسبة لطبيعة المواقف والأحداث .

عماد النويرى

No comments: