Wednesday, July 04, 2007

مشاهدات



داى هارد الرابع بين الاكشنة
والمنطق المفقود






اذا كنت قد شاهدت فيلم ( 16 ضربة ) ربما شعرت أن الممثل النجم بروس ويليس قد أصبح ممثلا ( مخضرما) , بعد أن قدم العديد من أفلام الحركة والمغامرات , ويأتي على رأسها ( داى هارد ) . ووجه (الخضرمة) قدمه ويليس من خلال أدائه المميز والمبهر والمختلف لشخصية المحقق والشرطي جاك موسلي. في عشرات الأفلام لعب ويليس الشخصية ذاتها لكن في (16 ضربة ) يقدم تنويعة مختلفة يقدمها فقط الممثلون الكبار بعد سنوات طويلة من الخبرة. وقلت ايام عرض ( 16 ضربة ) ان ويليس وكما يبدو وبعد هذا الدور سيكون قادرا على الانتقال بسلاسة من مرحلة فنية جسد فيها البطل (العضلات) إلى مرحلة البطل (الإنسان) القادر على أن يخرج لنا ألوان الاكشنة بكل أطيافها. لكن يبدو ان الأفلام أحيانا تأتى بما لا تشتهية الأقلام . ففى فيلم ( داى ) هارد الجزء الرابع الذى يعرض الان على شاشات الكويت تعود ريما ومعها ويليس الى عادتها القديمة .
بروس ويليس أحد أبطال هوليود، ذو المنكبين العريضين (سابقا) والعينين الغائرتين (لاحقا)، ، ،. ولد في قاعدة عسكرية أمريكية في ألمانيا الغربية في 19 مارس عام 1952، ونشأ وترعرع في نيوجرسي، ونال إعجاب أصدقائه وزملائه في المدرسة قبل أن يكسب ود الجمهور وإعجابه. كان يعاني من التمتمه والتلعثم في الكلام فترة مراهقته ثم اختفت حينما بدأ التمثيل. خاض تجربة مريرة في المحاكم ودور القضاء الأمريكية لاشتراكه في اعتداءات عرقية ومكث رهن الاعتقال إلى أن استأجر أبوه محاميا استطاع بعد جهد كبير إخراجه من السجن. عزف الموسيقى مع فرقة محلية تدعى (الإوزة الحرة) وانضم بعدها إلى كلية مونت كلير وقام ببعض الاختراعات البسيطة وممارسة التمثيل في أعمالها المسرحية. ترك بروس الدراسة ليقوم بأدوار مسرحية صغيرة في المدينة، وإعلانات تجارية بسيطة، وخاض أول تجربة سينمائية في فيلم (أحمق في الحب) من إنتاج برودواي.
انتقل بعد ذلك إلى نيويورك وتم اختياره من قبل 3000 شخص ليشارك بالتمثيل في مسرحية هزلية رومانسية بدور مخبر خاص واثق من نفسه مغرور يدعى ديفيد أديسن واستمر في أداء الأدوار الثانوية فترة أوائل الثمانينات إلى أن ظهر نجمه مع كيم باسينجر في (مهزلة ادواردر الأول) وبعد سنوات وبالتحديد فى عام 1988 شارك في الجزء الأول للفيلم الشهير الذي اكتسح شباك التذاكر الأمريكي ( داى هارد ) حيث بداْ في تجسيد دور شرطي نيويورك الذي يواجه تحديات صعبة وقاهرة قد تؤدى الى الموت . وفى الجزء الأول واجه ويليس مجموعة من الإرهابيين الدوليين وكان له ان ينتصر عليهم بعد سلسة من الأحداث ( الاكشنية ) المثيرة . كان الفيلم مشحونا ولاهثا وحابسا للأنفاس, وقاد الفيلم ويليس إلى قمة هوليود ورفع نسبة جمهوره إلى الضعف. كان المتوقع أن يظهر بروس بعدها في فيلم بالمستوى نفسه إن لم يكن أقوى ولكنه حطم كل التوقعات عندما مثل دور طبيب بيطرى مريض نفسيا، يتحتم عليه عليه رعاية ابنة أخته اليتيمة. قام بروس بعد ذلك بمشاركة جيدة بصوته فقط في فيلم ( انظر من يتكلم) عام 1989 وبعد نجاحه أكمل الجزء الثاني منه وعام 19990أكمل الجزء الثاني من ( داى هارد ) و جرب بروس كتابة النصوص للأفلام وبالفعل أثبت جدارته في (هدسون هاوك) وأخذ بالانحدار بعدها بتمثيله لادوار ضعيفة غير لائقة بمستواه كنجم صاعد مثل 0لون الليل ) 1994 و( اربع غرف ) فى العام ذاته إلى أن مثل دورا رفع من قدره أمام جمهوره في ( 12 قردا ) عام 1995 وفي مطلع عام 1999 اشتهر ويليس كممثل حركة من الطراز الأول في الإنتاج السينمائي الضخم (فطور الأبطال). بعدها قدم ويليس فيلمه الخيالي (الحاسة السادسة) والذي حاز على العديد من الجوائز وأعاد الثقة في تمثيله، ويمكن المرور أيضا على مجموعة من الأفلام المهمة التي قدمها ويليس خلال فترة التسعينات منها (تسع ياردات) و(الحصار) و(ارماجدون) و(العنصر الخامس). ثم (16 ضربة ).وحتى الجزء الرابع من ( داى هارد ) .
وهكذا كان الآمر بالنسبة ل ( داى هارد ) الجزء الرابع .
فى ( داى هارد ) الجزء الرابع ربما يتشابة والى حدكبير الخط الرئيسي للأحداث مع ذلك الخط الموجود في ( 16 ضربة ) , ففى الفيلم الأخير يطلب من الشرطي جاك موسلى أن يقوم بنقل مجرم صغير، إيدي بنكر (موس ديف) إلى المحكمة باعتباره الشاهد الأساسي في قضية ضد بعض أفراد الشرطة الفاسدين، و يحاول شريك جاك السابق فرانك (ديفيد موريس) التأكد من عدم وصول إيدي إلى المحكمة والإدلاء بشهادته.و في الطريق يفاجأ جاك بأن هناك أشخاصاَ غرباء يلاحقون إيدي للقضاء عليه ويتضح أن الصديق ديفيد مورس هو الذي يحرض تلك المجموعة باعتباره متورطا في أكثر الجرائم التي سيشهد عليها إيدي لو وصل إلى المحكمة.
تبدأ مطاردات بين جاك وإيدي من ناحية ورجال ديفيد من ناحية أخرى. في النهاية ينقذ جاك إيدي ويستطيع تهريبه خارج الولاية ويذهب بنفسه إلى المحكمة ليدلي بشهادته بدلا من إيدي.) يصحب الشرطى ماكلين مات فوستر وهو مجرم صغير متورط فى الدخول على مواقع هامة وحساسة تمس الآمن القومي الأميركي وكان على ماكلين ان ينقل هذا المجرم الصغير من مكان الى مكان اخر للتحقيق معه لكن يفاجا ماكلين ان هذا المجرم الصغير مطلوب هو ايضا ميتا من قبل اناس غرباء . مع تطور الأحداث سنعرف ان هؤولاء الغرباء هم افراد عصابة الكترونية يتزعمها مجرم خطير يطمح لحرق الأخضر واليابس والاستيلاء على مليارات الدولة الطائلة . فى وسط الحبكة القصصية يتم اقحام حكاية ابنة ماكلين التى تقع فى يد العصابة ويتم تهديد ماكلين بقتلها اذ لم يتنحى عن تهديداته بقتل زعيم العصابة .
في ( داى هارد ) 4 كما يبدو فان الحكاية شاهدناها في عشرات الأفلام الاكشنية من قبل لكن الجديد في الفيلم هو تخصيص مساحة اكبر من المطارادت المثيرة والمبهرة على مستوى الصوت والصورة ويمكن القول ان البطل في هذا الفيلم هو ( الاكشنة ) .
كان من الواضح ان هاجس المخرج هو تنفيذ كل مايمكن تخيله من مشا هد لايمكن تخيلها ! . يعنى ذلك ان المخرج حاول ان يتجاوز الكثير من المشاهد التقليدية لافلام الاكشن والى حد كبير حقق نجاحات تحسب له .
اذا كنت من محبي بروس ويليس وأفلام ( داى هارد ) من المؤكد انك ستقضى وقتا ممتعا مع بطلك المفضل الذى من المفترض ان يتوقف قليلا ليفكر فى فيلمه المقبل بعيدا عن الشرطي ماكلين .
واذا كنت من محبى أفلام ألا كشن فان ( داى هارد ) الرابع فيلم ( اكشنى ) حتى النخاع ولن تجد ( اكشنة ) اكثر مما يحدث في هذا الفيلم لكن عليك ان تنسى اى منطق فى تفسير الأحداث واى منطق في تنفيذ مطاردات الفيلم البعيدة تماما عن اى منطق .

عماد النويرى




1 comment:

hanan said...

16 blocks
16
جادة سكنية
في نيويورك

هي المسافة التي كان على ويليس قطعها لايصال الشاهد للمحكمة

اما داي هارد الاخير فهو بالتأكيد ليس الافضل من بين الاجزاء و لكنه مليء بالاكشن كما قلت لمن يعشق هذا النوع من الافلام

كما ان شخصية الشرير كانت ضعيفة و لا تقارن بالشخصيات الشريرة التي تعاقبت على الاجزاء السابقة خاصة الجزء الاول