السينما فى الكويت
عن البدايات واسئلة لابد منها
في واقع الأمر أنه لا يوجد إنتاج سينمائي بالمعنى المتعارف عليه فى الكويت . هناك غياب لوجود قطاع عام مختص بالإنتاج السينمائي كما هو موجود في سورية مثلا , ًولاتوجد شركات إنتاج مختصة بإنتاج افلام كويتية ضمن خطة واضحة وتراكمية ,رغم وجود تراخيص كثيرة للإنتاج السينمائي ضمن تراخيص شركات الإنتاج الفني. كما لا يوجد أي نوع من الدعم الحكومي المنتظم لانتاج الأفلام سواء الروائية او القصيرة كما يحدث مثلاً في تونس والمغرب . واذا كان تاريخ السينما قد تجاوز المائة عام فإنه وخلال أكثر من قرن من الزمان لم ينتج فى الكويت حتى الان سوى سبعة افلام روائية طويلة ثلاثة منهم مصورة بتقنية الفيديو من مجموع أكثر من سبعة الاف فيلم روائى عربى ( لاتوجد احصائيات دقيقة بهذا الخصوص ) تم إنتاجها خلال تلك الفترة. في واقع الأمر لا يوجد انتاج سينمائي كويتى بمقاييس الصناعة ويمواصفات السوق , حتى نتحدث عنه , انما يوجد واقع سينمائي متمثل في العديد من المحاولات الفردية والرسمية للتعرف على فن السينما منذ ظهوره , ثم محاولة عرضه كتسلية محببة لمشاهد شغوف , ثم تكريسه كعنصر هام من عناصر الثقافة , ثم محاولة ادخاله كمنتج روائي وتسجيلي مطلوب للمشاركة في مشروع التنمية.او ربما فى مشروع التسلية .
في الثلاثينات من القرن الأخير في الألفية الثانية وعندما بدأ الكويتيون في السفر والترحال الى عدد من الدول العربية للدراسة والتجارة ,هناك استطاعوا مشاهدة الأفلام في دور السينما سواء أجنبية مستوردة أو أفلاماً عربية منتجة في تلك الدول , وفي عام 1939 قام ألن فلييرز الرحالة الاسترالى الاصل بتصوير فيلم تسجيلي عن الغوص وصيد اللؤلؤ وبعض ملامح البيئة الاجتماعية في الكويت , وتلاه محمد قبازرد بالفيلم التسجيلي ( الكويت بين الأمس واليوم ) .
وفي عام 1946 تم تصوير فيلم تسجيلي عن بدء ضخ النفط من ميناء الأحمدي , وفي عام 1950 قامت دائرة المعارف بتأسيس قسم السينما والتصوير وتمكنت من انتاج 60 فيلماً وثائقياً تعليمياً عن التعليم والصحة وغيرهما من أمور تتعلق بالحياة في الكويت .
وفي عام 1954 تأسست شركة السينما الكويتية التي أخذت على عاتقها إنشاء دور العرض واستيراد الأفلام .
وفي عام 1964 تم افتتاح قسم السينما بتلفزيون الكويت ثم مراقبة السينما عام 1981
وفي عام 1964 قدم محمد السنعوسي فيلم (العاصفة) وفى عام 1965 قدم خالد الصديق فيلم (الصقر) ثم مجموعة من الأفلام التسجيلية الأخرى توجت بفيلمه الروائي الأول (بس يابحر) الذي حقق نجاحات عربية ودولية عديدة ثم فيلم (عرس الزين) ثم (شاهين) والفيلم الأخير انتاج مشترك بين الكويت والهند وايطاليا , وغير السنعوسي والصديق يمكن الإشارة الى العديد من الأسماء التي ساهمت في تشكيل الواقع السينمائي في الكويت مثل هاشم محمد, وبدر المضف وعبد الرحمن المسلم وعبد الله المحيلان وعبد الوهاب السلطان ونجم عبد الكريم ونادرة السلطان وعامر الزهير, ويمكن الإشارة أيضاً الى محاولات توفيق الامير وحبيب حسين وابراهيم قبازدوعبد المحسن الخلفان وعبد العزيز الحداد وعبد المحسن حيات وماهر حجي وطلال الشويش وخالد النصراللة ووليد العوضى وعبداللة المخيال وزيادالحسينى وجاسم يعقوب وعبداللة بوشهرى ومحمد دحام الشمرى وسامى الشريدة وعبداللة السلمان وابراهيم المانع ومحمد مطلق العتيبى وعبد الكريم الصالح , كما يمكن الاشارة ايضا الى بعض محاولات الهواة فى انجاز وتحقيق بعض الافلام الروائية والتسجيليةةاوافلام التحريك القصيرة مثل افلام هيثم بودى و فيصل الدويسان وداود شعيل ونواف بوعركى ومشارى العروج ومقداد الكوت ومنصور حسين المنصور وبدر العوضىوعبد العزيز العتيقى وغيرهم . وهنا نسثنى من هذا العرض افلام الهواة القصيرة التى صورت بمقاس 8 ملم ومشروعات التخرج للسينمائيين الكويتيين لانها لم تعرض كلها على الجمهور من خلال شاشات السينما او التلفزيون .
هذة مقدمة تاريخية سريعة وموجزة عن واقع السينما فى الكويت سنعود لاحقا لنلقى الضوء على بعض تفاصيلها , لكن قبل ذلك كان لى ان اجد اجابات لبعض الاسئلة التى شغلتنى وربما تشغل اخرين خاصة هؤلاء المهتمين برصد واقع السينما فى الكويت .
اول هذة الاسئلة هو متى بدات السينما فى الكويت ؟ هل يمكن اعتبار محاولات ام سعود زوجة الكولونيل البريطانى هى البداية ؟ ام ان البداية هى فيلم ( ابناء السندباد ) الذى انجزه الاسترالى الان فلييرز الذى تقابل مع على بن ناصر النجدى فى عدن وصور فيلما عن الساحل الشرقى لافريقيا وصور بعض معالم الكويت بعد ذلك فى فيلم لم يره احد قبل عام 1967 ؟ واذا كان فيلم ( بس يابحر ) يؤرخ لميلاد السينما الروائية فى الكويت ؟ ماذا عن اول فيلم روائى قصير هل هو فيلم ( العاصفة ) لمحمد ناصر السنعوسى عام 1964 ؟ ام هو فيلم ( عليا وعصام ) الذى اخرجه خالد الصديق فى العام ذاته ؟ وماذا عن اول عرض سينمائى رسمى فى الكويت ؟ هل هو ( اغلى من عينية ) العرض الاول الذى قدمته شركة السينما الكويتية فى سينما الشرقية ؟ ام ان البداية كانت مع عروض الصالات الخاصة التى كانت تملكها شركة نفط الكويت لعرض الافلام الروائية الطويلة الاجنبية واحيانا العربية للعاملين بالشركة .؟ وقبلها صالات البيوت وصالة نادى المعلمين فى الصالحية
وكيف يمكن اعتبار اكثر من نصف الانتاج السينمائى الروائى ضمن الانتاج السينمائى الكويتى وقد تم انتاجة بتقنية الفيديو ؟ وكذلك الامر بالنسبة لاكثر من 90 بالمائة من الانتاج التسجيلى ؟ ! كيف يمكن اطلاق لفظة سينمائى على خالد الصديق مثلا الذى صور كل افلامه بكاميرات 16 ملم و35 ملم ثم اطلاق اللفظة ذاتها ( سينمائى ) بعد ذلك على مخرج مثل عبداللة المخيال الذى صور كل اعماله بتقنية الفيديو ؟ ! وكيف يمكن المساواة بين عامر الزهير الذى حرص على تصوير فيلمه التلفزيونى ( القرار ) بتقنية السينما وعبداللة السلمان الذى قدم ( منتصف الليل ) السينمائى بتقنية الفيديو ؟ ثم قام بنقل الفيلم على شريط سينمائى ؟ !
يبدا تاريخ السينما فى اى بلد مع العرض السينمائى الاول سواء كانت الافلام المعروضة من الانتاج الاجنبى او المحلى , فمع وجود دور العرض السينمائى تبدأ ظاهرة السينما فى التشكل بوجود جمهور يذهب الى السينما . ويبدأ تاريخ الافلام بتصوير اول فيلم سواء كان من الانتاج الاجنبى او الانتاج المحلى . اذ تبدأ مع هذا الفيلم التاريخ المصور بكاميرا السينما لهذا البلد او ذاك سواء كان من الافلام التمثيلية ام التسجيلية ويبدأ الانتاج السينمائى المحلى مع انتاج اول فيلم بواسطة شركة او مؤسسة محلية ايا كانت جنسية المخرج او غيره من العاملين فى الفيلم , ومن المهم ملاحظة اننا عندما نتحدث عن اول فيلم يعرض او اول فيلم ينتج لانقصد الافلام الطويلة كما هو شائع , وانما الفيلم المصور بكاميرا السينما ايا كانت مدة عرضه وايا كان الجنس الفنى الذى ينتمى اليه . . وبناء عليه يمكن اعتبار فيلم ( ابناء السندباد ) الذى صورة الاسترالى الن فلييرز عام , 1939هو بداية تاريخ الافلام فى الكويت رغم تاخير عرضه حيث يذكر سيف مرزوق الشملان ( فى اخر شهر يناير عام1967 زار الان الكويت بعد غيبة طويلة عنها وقدم نسخة من الفيلم المذكور هدية الى وزارة الاعلام مع مجموعة كبيرة من الصور ) . واذا اعتبرنا ان عروض شركة نفط الكويت كانت خاصة ولم تكن لجمهور عام يذهب الى دار عرض سينمائى انشئت خصيصا لعرض الافلام لجمهور يدفع ثمن مشاهدته . واذا كان من الصعب رصد العروض المتفرقة التى كانت تقام فى منازل الشيوخ والاثرياء فى فترة الثلاثينات والاربعينات واعتبار احداها هو بداية العرض السينمائى فى الكويت نظرا لعدم توافر الشروط اللازمة للعرض التجارى, ففى هذة الحالة فان العرض السينمائى الاول الذى قدم فى الكويت كان عام 1954 عندما تم افتتاح اول دار عرض سينمائى وهى سينما الشرقية وكان اول فيلم عرض فى هذة الدار هو فيلم ( اغلى من عينية ) من بطولة سميرة احمد واخراج فطين عبد الوهاب . واذا كان فيلم ( عليا وعصام ) كان عبارة عن فيلم تم تصويرة فى نصف يوم كما يذكر خالد الصديق فى شهادته ( لانه كان ضمن برنامج اسمه صور شعرية )فان الفيلم لايدخل فى خانة الافلام الروائية الدرامية القصيرة نظرا لدخولة فى دائرة البرامج التلفزيونية اى انه لم ينتج خصيصا ضمن تصور الاعمال الروائية الدرامية القصيرة . وبالتالى فان ( العاصفة ) لمحمد ناصر السنعوسى هو الفيلم الروائى الدرامى القصير الاول فى تاريخ السينما فى الكويت
واى تحليل للتطورات الراهنة في مجال تكنولوجيا الاتصال يوضح ان العالم يمر بمرحلة مختلفة تتسم بسمةأساسية وهي المزج بين أكثر من تكنولوجيا اتصالية لتحقيق الهدف النهائي، وهو توصيل الرسالة الاتصاليةالى الجمهور المستهدفِ وكان للتطورات التكنولوجية التي قدمها العلم لوسائل الاتصال المختلفة، خاصة السينما أثرها في جعل وسائل مثل الفيديو والتلفزيون تكنيكا، أكثر تميزا وتطورا وابهارا عما كان من قبل , وكان لزاما على السينما ان تطور نفسهاوان تغير جلدها وان تواجه هذه الحروب مسلحة بأسلحة خصومها نفسها، وبدأت السينما في توظيف استخدام تلك التطورات التكنولوجية التي اخترعت أساسا لخدمة وتطوير وسائل الاتصال الأخرى، وقد أدى ذلك بالضرورة ان يكون للسينما جماليات مستجدة , كما غير ذلك في شكل العلاقة بين المرسل والمستقبلِ واستعارت السينما من دون تردد تقنيات الإضاءة في التلفزيون مثل شبكات الإضاءة التي تتحرك وتداربالكمبيوتر , ودفعت صناع الفيلم الخام الى التفكير في اختراع وصنع أفلام خام أكثر حساسية وذات سرعةعالية حتى يمكنها ان تصور سينمائيا على ضوء شمعة تقليدا لما تم تطويره في كاميرا التلفزيونِ وفي مجال الرسوم المتحركة دخل الكمبيو-غرافيك بقوة وتربع على مكانه وأصبح من العسير الاستغناء عنه نتيجة لما يوفره من ابعاد ثلاثية ونتيجة لما يتيحه من تقديم اختيارات هائلة من الألوان والخطوط، وتحريك وتشكيل الكتل والأحجامِ.وتقف صناعة السينما عالميا الآن على بدايات مرحلة جديدة من التطور التقني قد تقفز بها خلال سنوات قليلة الى مجموعة من المتغيرات الثورية تعيد صياغة وجهها الذي عرفت به منذ بداية ظهورها، ويمكن القول ان التكنولوجيا تتجه الآن الى فرض شروط جديدة على القائمين على صناعة الفيلم السينمائي لتجعل المشاهد يشارك المخرج وطاقم الفيلم في تحديد الكيفية التي تعرض بها الأحداث على الشاشةِويمكن القول ـ للمرة الثانية ـ ان المحرك الأساسي وراء المرحلة الجديدة من عمر السينما هو ما يعرف باسم الثورة الرقمية التي نشأت في الأساس في أحضان تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والاختلاف الذى يحدث الان ومنذ فترة وجيزة فى طريقة استقبال وتسجيل صور السينما على وسائط اخرى غير النظرية الفوتغرافية والوسيط الجديد الالكترونى معروف منذ مولد الراديو والتلفزيون, ولكن زاد الاهتمام به سينمائيا عنهدما اثبت انه وسط صالح وبجودة فى اعطاء صور متحركة ومن المؤكد ان الوسيط الجديد له مزايا وله عيوب لكن مع مرور الوقت ربما نتفق ان كلا من النظرية الفوتغرافية والسينما بالوسائل الالكترونية الرقمية ( الديجتال ) هدفها اعطاء صور متحركة ملونة تحمل صفات واقع اللحظة . وانه مع مرور الوقت ان لم يكن قد حدث هذا بالفعل فى العديد من التجارب التى تمت فى اميركا واوربا فان التصوير بكاميرات الديجتال فائقة الجودة سيفتح طريقا مختلفا امام كل المخرجين , وبالتالى سيكون من الصعب الحديث عن سينمائين يصورون بكاميرات سينمائية وسينمائين اخرين يصورون بكاميرات الديجتال سيكون المقياس هو الرؤية السينمائية الموجودة خلف الكاميرا وليست الكاميرا كوسيط متغير وكاداة يمكن تطويرها للوصول الىافضل صور ملونة يمكن الحصول عليها لتحقيق الرؤى الفنية . وهنا نتوقف لنقول ان اى مخرج يصور بتقنية كاميرات الديجتال فى واقع الامر يستطيع ان نطلق عليه لفظة سينمائى بلا تردد ودون خجل , والذى يحدد ذلك هو الرؤية وليست الكاميرا .
هذة مقدمة تاريخية سريعة وموجزة عن واقع السينما فى الكويت سنعود لاحقا لنلقى الضوء على بعض تفاصيلها , لكن قبل ذلك كان لى ان اجد اجابات لبعض الاسئلة التى شغلتنى وربما تشغل اخرين خاصة هؤلاء المهتمين برصد واقع السينما فى الكويت .
اول هذة الاسئلة هو متى بدات السينما فى الكويت ؟ هل يمكن اعتبار محاولات ام سعود زوجة الكولونيل البريطانى هى البداية ؟ ام ان البداية هى فيلم ( ابناء السندباد ) الذى انجزه الاسترالى الان فلييرز الذى تقابل مع على بن ناصر النجدى فى عدن وصور فيلما عن الساحل الشرقى لافريقيا وصور بعض معالم الكويت بعد ذلك فى فيلم لم يره احد قبل عام 1967 ؟ واذا كان فيلم ( بس يابحر ) يؤرخ لميلاد السينما الروائية فى الكويت ؟ ماذا عن اول فيلم روائى قصير هل هو فيلم ( العاصفة ) لمحمد ناصر السنعوسى عام 1964 ؟ ام هو فيلم ( عليا وعصام ) الذى اخرجه خالد الصديق فى العام ذاته ؟ وماذا عن اول عرض سينمائى رسمى فى الكويت ؟ هل هو ( اغلى من عينية ) العرض الاول الذى قدمته شركة السينما الكويتية فى سينما الشرقية ؟ ام ان البداية كانت مع عروض الصالات الخاصة التى كانت تملكها شركة نفط الكويت لعرض الافلام الروائية الطويلة الاجنبية واحيانا العربية للعاملين بالشركة .؟ وقبلها صالات البيوت وصالة نادى المعلمين فى الصالحية
وكيف يمكن اعتبار اكثر من نصف الانتاج السينمائى الروائى ضمن الانتاج السينمائى الكويتى وقد تم انتاجة بتقنية الفيديو ؟ وكذلك الامر بالنسبة لاكثر من 90 بالمائة من الانتاج التسجيلى ؟ ! كيف يمكن اطلاق لفظة سينمائى على خالد الصديق مثلا الذى صور كل افلامه بكاميرات 16 ملم و35 ملم ثم اطلاق اللفظة ذاتها ( سينمائى ) بعد ذلك على مخرج مثل عبداللة المخيال الذى صور كل اعماله بتقنية الفيديو ؟ ! وكيف يمكن المساواة بين عامر الزهير الذى حرص على تصوير فيلمه التلفزيونى ( القرار ) بتقنية السينما وعبداللة السلمان الذى قدم ( منتصف الليل ) السينمائى بتقنية الفيديو ؟ ثم قام بنقل الفيلم على شريط سينمائى ؟ !
يبدا تاريخ السينما فى اى بلد مع العرض السينمائى الاول سواء كانت الافلام المعروضة من الانتاج الاجنبى او المحلى , فمع وجود دور العرض السينمائى تبدأ ظاهرة السينما فى التشكل بوجود جمهور يذهب الى السينما . ويبدأ تاريخ الافلام بتصوير اول فيلم سواء كان من الانتاج الاجنبى او الانتاج المحلى . اذ تبدأ مع هذا الفيلم التاريخ المصور بكاميرا السينما لهذا البلد او ذاك سواء كان من الافلام التمثيلية ام التسجيلية ويبدأ الانتاج السينمائى المحلى مع انتاج اول فيلم بواسطة شركة او مؤسسة محلية ايا كانت جنسية المخرج او غيره من العاملين فى الفيلم , ومن المهم ملاحظة اننا عندما نتحدث عن اول فيلم يعرض او اول فيلم ينتج لانقصد الافلام الطويلة كما هو شائع , وانما الفيلم المصور بكاميرا السينما ايا كانت مدة عرضه وايا كان الجنس الفنى الذى ينتمى اليه . . وبناء عليه يمكن اعتبار فيلم ( ابناء السندباد ) الذى صورة الاسترالى الن فلييرز عام , 1939هو بداية تاريخ الافلام فى الكويت رغم تاخير عرضه حيث يذكر سيف مرزوق الشملان ( فى اخر شهر يناير عام1967 زار الان الكويت بعد غيبة طويلة عنها وقدم نسخة من الفيلم المذكور هدية الى وزارة الاعلام مع مجموعة كبيرة من الصور ) . واذا اعتبرنا ان عروض شركة نفط الكويت كانت خاصة ولم تكن لجمهور عام يذهب الى دار عرض سينمائى انشئت خصيصا لعرض الافلام لجمهور يدفع ثمن مشاهدته . واذا كان من الصعب رصد العروض المتفرقة التى كانت تقام فى منازل الشيوخ والاثرياء فى فترة الثلاثينات والاربعينات واعتبار احداها هو بداية العرض السينمائى فى الكويت نظرا لعدم توافر الشروط اللازمة للعرض التجارى, ففى هذة الحالة فان العرض السينمائى الاول الذى قدم فى الكويت كان عام 1954 عندما تم افتتاح اول دار عرض سينمائى وهى سينما الشرقية وكان اول فيلم عرض فى هذة الدار هو فيلم ( اغلى من عينية ) من بطولة سميرة احمد واخراج فطين عبد الوهاب . واذا كان فيلم ( عليا وعصام ) كان عبارة عن فيلم تم تصويرة فى نصف يوم كما يذكر خالد الصديق فى شهادته ( لانه كان ضمن برنامج اسمه صور شعرية )فان الفيلم لايدخل فى خانة الافلام الروائية الدرامية القصيرة نظرا لدخولة فى دائرة البرامج التلفزيونية اى انه لم ينتج خصيصا ضمن تصور الاعمال الروائية الدرامية القصيرة . وبالتالى فان ( العاصفة ) لمحمد ناصر السنعوسى هو الفيلم الروائى الدرامى القصير الاول فى تاريخ السينما فى الكويت
واى تحليل للتطورات الراهنة في مجال تكنولوجيا الاتصال يوضح ان العالم يمر بمرحلة مختلفة تتسم بسمةأساسية وهي المزج بين أكثر من تكنولوجيا اتصالية لتحقيق الهدف النهائي، وهو توصيل الرسالة الاتصاليةالى الجمهور المستهدفِ وكان للتطورات التكنولوجية التي قدمها العلم لوسائل الاتصال المختلفة، خاصة السينما أثرها في جعل وسائل مثل الفيديو والتلفزيون تكنيكا، أكثر تميزا وتطورا وابهارا عما كان من قبل , وكان لزاما على السينما ان تطور نفسهاوان تغير جلدها وان تواجه هذه الحروب مسلحة بأسلحة خصومها نفسها، وبدأت السينما في توظيف استخدام تلك التطورات التكنولوجية التي اخترعت أساسا لخدمة وتطوير وسائل الاتصال الأخرى، وقد أدى ذلك بالضرورة ان يكون للسينما جماليات مستجدة , كما غير ذلك في شكل العلاقة بين المرسل والمستقبلِ واستعارت السينما من دون تردد تقنيات الإضاءة في التلفزيون مثل شبكات الإضاءة التي تتحرك وتداربالكمبيوتر , ودفعت صناع الفيلم الخام الى التفكير في اختراع وصنع أفلام خام أكثر حساسية وذات سرعةعالية حتى يمكنها ان تصور سينمائيا على ضوء شمعة تقليدا لما تم تطويره في كاميرا التلفزيونِ وفي مجال الرسوم المتحركة دخل الكمبيو-غرافيك بقوة وتربع على مكانه وأصبح من العسير الاستغناء عنه نتيجة لما يوفره من ابعاد ثلاثية ونتيجة لما يتيحه من تقديم اختيارات هائلة من الألوان والخطوط، وتحريك وتشكيل الكتل والأحجامِ.وتقف صناعة السينما عالميا الآن على بدايات مرحلة جديدة من التطور التقني قد تقفز بها خلال سنوات قليلة الى مجموعة من المتغيرات الثورية تعيد صياغة وجهها الذي عرفت به منذ بداية ظهورها، ويمكن القول ان التكنولوجيا تتجه الآن الى فرض شروط جديدة على القائمين على صناعة الفيلم السينمائي لتجعل المشاهد يشارك المخرج وطاقم الفيلم في تحديد الكيفية التي تعرض بها الأحداث على الشاشةِويمكن القول ـ للمرة الثانية ـ ان المحرك الأساسي وراء المرحلة الجديدة من عمر السينما هو ما يعرف باسم الثورة الرقمية التي نشأت في الأساس في أحضان تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والاختلاف الذى يحدث الان ومنذ فترة وجيزة فى طريقة استقبال وتسجيل صور السينما على وسائط اخرى غير النظرية الفوتغرافية والوسيط الجديد الالكترونى معروف منذ مولد الراديو والتلفزيون, ولكن زاد الاهتمام به سينمائيا عنهدما اثبت انه وسط صالح وبجودة فى اعطاء صور متحركة ومن المؤكد ان الوسيط الجديد له مزايا وله عيوب لكن مع مرور الوقت ربما نتفق ان كلا من النظرية الفوتغرافية والسينما بالوسائل الالكترونية الرقمية ( الديجتال ) هدفها اعطاء صور متحركة ملونة تحمل صفات واقع اللحظة . وانه مع مرور الوقت ان لم يكن قد حدث هذا بالفعل فى العديد من التجارب التى تمت فى اميركا واوربا فان التصوير بكاميرات الديجتال فائقة الجودة سيفتح طريقا مختلفا امام كل المخرجين , وبالتالى سيكون من الصعب الحديث عن سينمائين يصورون بكاميرات سينمائية وسينمائين اخرين يصورون بكاميرات الديجتال سيكون المقياس هو الرؤية السينمائية الموجودة خلف الكاميرا وليست الكاميرا كوسيط متغير وكاداة يمكن تطويرها للوصول الىافضل صور ملونة يمكن الحصول عليها لتحقيق الرؤى الفنية . وهنا نتوقف لنقول ان اى مخرج يصور بتقنية كاميرات الديجتال فى واقع الامر يستطيع ان نطلق عليه لفظة سينمائى بلا تردد ودون خجل , والذى يحدد ذلك هو الرؤية وليست الكاميرا .
1 comment:
الكويت حيث اقمت فترة الطفولة الي ان تخرجت وغادرت الكويت ، اتذكر هذا الفيلم منذ طفولتي. و هو حقاٍ من اجمل الافلام واكثرها ذكائاًٍ في حبكة القصة و التقنيات المتواضعة لعمل بقي مترسخاً في ذاكراتي طوال العمر.
كيف يمكن الحصول على هذا الفيلم ؟ وهل هو متوفر على الدي في دي ؟
Post a Comment