Tuesday, November 18, 2008



يعرض الان على شاشات الكويت
امراء الحرب .. سيمفونية بصرية عن معارك قتلت ابطالها .


الحب والغيرة والصداقة وحب النفس وصراع السلطة والنفوذ هي الأفكار والمشاعر والموضوعات السائدة في ملحمة الحرب السينمائية ( أمراء الحرب ) من بطولة النجم الصيني جت لى ومن إخراج التايلندي بيتر تشان . وكما يبدو فان هذا الفيلم تنويعه مختلفة ثانية لاتقل في رصانتها البصرية وجمالها وروعتها عن فيلمي زانج يمو ( البطل ) و( لعنة الزهرة الذهبية ) والأفلام الثلاث تتناول بالتصوير والتسجيل بطولات حدثت أثناء فترات تاريخية متعاقبة في التاريخ الصيني القديم والحديث وكما يبدو فان الصين وتايلند لاتكتفى بإبهار العالم بما تحققه من غزو تجارى على كافة الأصعدة وإنما تحرص الصين من خلال مخرجيها وممثليها على غزو السينما العالمية من خلال أفلام تقدم كل ماهو جديد للعين الأميركية والأوروبية وكما يبدو فان التوليفات القديمة التي تقتصر على تقديم مغامرات البطال الكراتية والكونج فو قد تغيرت وتبدلت وأصبح مايقد ألان توليفات تتناول بعض القصص الملحمية التاريخية المغلفة بالصراعات الإنسانية المختلفة . ومع فيلم ( أمراء الحرب كان من الطبيعي ان يكون بيتر تشان ثانى مخرج يحقق هذا الرقم من شباك التذاكر بعد تشانغ يى مو وذلك بعد ان وصل معدل الاجمالى اليومي لشباك التذاكر الى 16 مليون يوان /2 مليون دولار امريكى في أول أسبوعين من العرض..

( امراء الحرب ) فيلم تاريخي درامي ملحمي تدور أحداثه في الفترة التاريخية التي تولت فيها أسرة تشينغ الحكم ،و كتب السيناريو الخاص به ثمان كتاب منهم كسو لان وشون تين نام وأوبري لام وجوجو هي .والفيلم بطولة جيت لي وواندي لو وتاكيشي كانسهيرو وكسو جينجلي وتدور الاحداث فى عهد اسرة تشينغ وكان لابد من مقدمة تاريخية لنتعرف فيها على نشاة هذة الاسرة.( لابد من مراجعة السفارة الصينية للتاكد من صحة نطق الاسماء
في١٨٦٠م وفي أواخر أسرة مينغ، نهضت قومية مان (المانتشو) في شمال الصين الشرقي، وأسست أسرة تشينغ (1644 - 1911م) في عام 1644، واتخذت بكين عاصمة لها. أشهر إمبراطور في أسرة تشينغ هو كانغ شي (فترة حكمه من 1661 – 1722م). وأتم توحيد تايوان وخاض المقاومة ضد عدوان روسيا القيصرية. كما عزز سيطرته على التبت ووضع مجموعة كاملة من القوانين واللوائح تقرر الحكومة المركزية بموجبها تعيين زعماء التبت المحليين بصورة نهائية.
وبينما كانت الصين تحت رحمة تمرد التيبينغ. تجمع الصدف ثلاثة رجال أحدهما قائد حربي، والثاني رئيس قرية وساعده الأيمن، فيتعاهدون على الاتحاد ونبذ الشكوك ويقسمون على قسم اخوة الدم ، لإنقاذ الصين من الحرب التي أتت عليها وأماتت شعبها جوعاً. الفيلم سمي فى البداية بـ"إخوة الدم"، ولكن العنوان تغير من قبل المخرج تجنباً للجدل. ورصد لهذه الملحمة ٤٠ مليون دولار أمريكي، ١٣ منها للنجم جيت لي.
فى الفيلم ( الفن ) يمكن الحديث عن سيمفونية بصرية قام بعزفها مجموعة من المصورين المحترفين استطاعوا ان يلعبوا ا بمهارة بالاضواء والظلال مع توظيف درامى للون ونجح المخرج فى استخلاص التعابير المختلفة لاحجام الصور خاصة اثناء المعارك حيث غلبت اللقطات ذات الاحجام العامة واجاد مصمم المعارك الى درجة كبيرة تحريك المجموعات واستخدم الاسلحة مع توظيف كامل لحركة الطبيعة ونجح المخرج ايضا فى ادارة الممثل ,
امراء الحرب لايقدم الحرب فى ظاهرها كمعارك فيها المهزوم والمنتصر وانما يقدم الحرب كفعل انسانى كل شى فيه عادل وفى الوقت ذاته كل شى فيه هو شر كبير , انها الحرب الممزوجة بالخوف والدم والانانية . انها الحرب التى تتغذى على كل شىء حتى هؤولاء الابطال الشجعان او الأبطال الجبناء الذين يصنعونها .

Friday, November 14, 2008



يعرض الان على شاشات الكويت

فيلم ( رحلة الى مركز الأرض ) خيال غير علمي والبطولة للمؤثرات الخاصة .
أبطال من طينة مختلفة وأداء تمثيلي بارد.
شخصية مقحمة على الأحداث وتشويق يحبس الأنفاس .

كتب عماد النويرى .


عنوان رواية كتبها جول فيرن، والقصة كما تعرض على النت تدور حول عالم جيولوجي يدعى ليون بروك وابن أخيه أكسل . كان العالم يطمح في النزول يوماً إلى مركز الأرض، لكن ابن أخيه لايوافقه الرأي. جلس العالم بروك يفكر كيف يحقق احلامه وعرض أفكاره أمام الجميع، لكن ابن أخيه اعترض على هذه الأفكار المخيفة، رغم أنه كان دائماً ما يسعى إلى أن ينال رضا عمه. ذات يوم يعثر أكسل بالصدفة، على كتاب فيه كل مستلزمات الرحلة، لكل من ينوي القيام برحلة إلى أعماق الأرض، . اخفى أكسل الكتاب عن عمه، كي لا يزيد من اقتناعه بالقيام بهذه الرحلة، لكن مع مرور الأيام، ازداد تمسك العالم بالقيام بالرحلة، وكان ان ترفق أكسل بحال عمه، وقرر الاستسلام، وأرشد عمه إلى الكتاب. بعد أن انتهى أكسل وعمه من التحضير للرحلة، قرر العالم الكبير أن تكون نقطة الانطلاق من فوهة بركان خامد في آيسلندا. كانت الرحلة من بلدهما إلى موقع البركان صعبة وشاقة، لكن عندما وصلا إلى المكان المطلوبـ توقفا قليلاً للاستراحة، وأقاما خيمة عند فوهة البركان. وبعد قليل من الراحة، نزلا من فوهة البركان إلى اسفله على مسافة 1500 متر، وعند الوصول، وجدا نفسيهما أمام ثلاثة طرق. كان أمراً محيراً، أي طريق يسلكان؟ الأول.. أم الثاني .. أم الثالث؟ وللأسف.. اختارا الطريق الخطأ. وواجهتهما فيه مصاعب وأخطار كثيرة، مع قلة المياه والطعام والمحن الصعبة، ورغم كل ذلك، كانت روح التعاون تهون الصعاب أمامهما في سبيل الوصول إلى مركز الأرض. وأكملا الطريق. قرر أكسل أن يسير أمام الفريق، وفجأة.. التفت وراءه لكنه لم يجد أحداً، أخذ ينادي على عمه، لكنه لم يسمع سوى صدى صوته، مضى أكسل في طريقه، وفجأة.. يتعثر، ويسقط، وانكسر المصباح الذي كان يحمله ويضيء له الطريق، لكنه قرر السير معتمداً على حواسه التي سترشده إلى الطريق الصحيح، هكذا اعتقد، لكنه يسقط ثانيةً.. هذه المرة في بئر مظلمة.. وفقد وعيه. عندما استيقظ، سمع صوت عمه، وسمع صوت أمواج، ورأى ضوءاً شديداً، وخرج من البئر وهو ينادي عمه، والتقيا. أثناء سيرهما، وصلا إلى حيث بركان كان على وشك الانفجار، وعثرا على قارب صغير. ومن شدة الحرارة، فقد أكسل وعيه مرة أخرى، وسارع عمه إلى إيقاظه. انفجر البركان، وهما يتابعان سيرهما حتى وصلا إلى مدينة لا يعرفان اسمها.وعندما خرجا من البركان، استراحا على جبل، وأثناء ذلك، وجدا أحد الأطفال يمر أمامهما، عرفا منه أنهما في إيطاليا. عثر عليهما أهل البلدة التي وصلا إليها، واستضافوهما، وقدموا لهما ملابس جديدة، واحتفلوا بهما. وأخيراً عادا إلى بلدهما، وهناك وجدا استقبالاً واحتفالات، وأخذا يقصان على الناس ماجرى .
طريق الصدفة
عن الرواية تم عمل معالجة سينمائية عام 1959 , وهذا العام انطلقت معالجة جديدة تعرض الان على شاشات الكويت وتحمل العنوان ذاته الذى تحمله الرواية مع بعض التغيرات اولها اضافة شخصية ابنة عالم الجيولوجيا التى تسكن بالقرب من المكان الذى سيتم النزول فيه الى مركز الارض ومن خلال المعالجة سنشعر انها شخصية مقحمة على الاحداث اضافة الى ذلك فان بطل الرواية الصغير شون ياتى الى عمه فى الفيلم بطريق الصدفة ومعه اغراض ابوه المتوفى ويكتشف عمه المعلومات التى تركها ابوة ايضا بطريق الصدفة .

طينة مختلفة

الفيلم السيناريو تعامل مع رسم الشخصيات بخفة شديد فلم نر اى شخصية مقنعة فى الفيلم ولم تكن هناك دوافع قوية لفعل الشخصيات وحركتها واذا وضعنا فى اعتبارنا كون الفيلم من افلام الخيال العلمي والمغامرات , فان ذلك لايبرر المغالطات العلمية التى وقع فيها السيناريو عن طبيعة مركز الأرض , مما يعنى ان فكرة الفيلم وبنائها تندرج تحت مسمى الخرافات العلمية وليس الخيال العلمى باعتبار ان افلام الخيال العلمى عادة تنطلق من فرضية علمية قابلة لان تتحقق فى الواقع . كما يبدو فان السيناريو لم يقصد ابدا ان يهتم باى حقائق علمية وانما انصب اهتمامه على مغامرات الابطال تحت الارض وصراعهم مع الازهار المتوحشة والحيوانات المنقرضة والاسماك المرعبة , اضافة الى العديد من الاخطار التى تقابلهم فى الطريق , مثل الانهيارات المفاجئة للصخور النارية والصخور الثلجية والصخور الممغنطة , هذا غير السقوط المدوى الى القاع والصعود المدوى الى القمة دون ان تهتز شعرة واحدة فى رؤوس الابطال . ودون ان نرى اى علامة من علامات الاجهاد على اى شخصية من الشخصيات وحتما ستشعر ان هذة الشخصيات من طينة مختلفة وربما تفوقت على الابطال الاسطوريين مثل السوبرمانات والرجال الوطاويط .
استديوهات افتراضية
في الفيلم الفن لايجب ان يبحث المرء عن محطات تميز يمكن التوقف عندها بالنسبة للاداء التمثيلى الذى جاء باردا في اغلب المشاهد لكن يمكن بالطبع التوقف عند المؤثرات الخاصة البصرية والتي هي البطل الحقيقي في هذا الفيلم وبسهولة سنتعرف على مجهودان مهندسي الصورة الجدد الذين باستطاعتهم ومن خلال عملهم على الكمبيوتر تقديم اى واقع افتراضي نرغب في التعرف عليه . وكان من الواضح في الفيلم ان 80 بالمائة ( ان لم يكن اكثر ) من أحداث الفيلم قد تم تصويرها داخل الاستديوهات الافتراضية المبرمجة على أقراص مدمجة . في الفيلم الفن يتوارى الفن وتبرز براعة مصمم الجرافيك ومهندسي الصورة والصوت .
فيلم ( رحلة الى مركز الارض ) هو فيلم مبهر للأطفال لكنه يفتقد للمصداقية الفنية لكنه في الوقت ذاته فيلم يحبس الأنفاس ولايفتقد للتشويق
.

Saturday, November 08, 2008


يعرض على شاشات الكويت


لاتخبر أحدا .. وجريمة من نوع مختلف

روأيات استكشافية وطبيعة بكر ومخرج متفهم .
رحلة خلوية ولقطات درامية وخيبة أمل
.
كتب عماد النويرى

هارلن كوبن روائي أميركي يعتبر واحدا من أهم مؤلفي روايات الجريمة خاصة تلك التي تدور في الريف الاميركى . وتحتفي رواياته في اغلبها بالمكان الذى تدور فيه الأحداث ليس كمجرد جدران في خلفية المشهد وإنما كجزء مهم في حياة الشخصية وتاريخها يحتويها ويؤثر فيها . ولطالما دارت حوادث أعماله في القرى الصغيرة على ضفاف الأنهار أو على مشارف الغابات في أجواء يسودها الحب والكراهية ويغلفها السكون والأحزان


لغة شعرية
وغير اللغة الشعرية التي يكتب بها كوبن ومن خلال أعماله تسيطر عليه دوافع مختلطة ورائها أسرار لايتم الكشف عنها بسهولة , وعادة ما نجد الأشرار في رواياته كانوا، بشكل أو بآخر،ضحايا ذات مرة. هؤلاء الأشرار كانوا أطفالا مسالمين ذات يوم، قبل أن تدمرهم القسوة لذا فلا باس ان نظرنا إليهم أحيانا بعين العطف . إن الحزن الذي يلف ابطال كوبن ( وعلى حد قوله في مقابلة أجرتها معه صحيفة الاندبندنت ) نابع من ( الشعور بخيبة الأمل، من أدراك شخصيات الروايات أنه ينبغي لهم أن ينظروا إلى أنفسهم، ، بشكل جديد مختلف. ) . ويعنى ذلك كله ان روايات كوبن كلها رحلات استكشافية، بالنسبة للمؤلف كما هي بالنسبة لشخوصه .
( لاتخبر أحدا ) الذي يعرض الان على شاشات الكويت هو احد الاختيارات المهمة لشركة السينما الكويتية لهذا الموسم , وهو فيلم دراما وجريمة فرنسي من إخراج جوليما كانيت وبطولة فرانسوا كلوزيت وماري جوس كروز. مبني على رواية للكاتب الاميركى هارلن كوبن وتدور احداث الفيلم لتصور جريمة قتل لزوجة طبيب أطفال شاب حينما كان فى رحلة خلوية مع زوجته في بحيرة خارج أسوار باريس. في الذكرى الثامنة لوفاة الزوجة تصل الزوج رسائل إليكترونية ومقاطع مصورة مجهولة تشير إلى أن زوجته ربما لاتزال على قيد الحياة! يعاد فتح باب التحقيق فى الجريمة خاصة بعد اكتشاف جثتين فى مكان وقوع الجريمة القديم . وفى جو من الاثارة والغموض والتشويق وبالتدريج نكتشف أن الزوجة لم تمت بالفعل , وان العقل المدبر لكل ماحدث هو والد الزوجة , وان هذا الوالد متورط في عدة جرائم لصالح شخصية نافذة . .

روح الرواية
في الفيلم السيناريو هناك اهتمام كبير برسم الشخوص خاصة شخصية البطل الطبيب التي يجسدها فرانسوا كلوزيت . ولا يقتصر الاهتمام برسم الشخصيات على الشخصية الرئيسية إنما يتم أيضا الاهتمام بالشخصيات الثانوية مثل صديق الطبيب ومفتش التحقيق والمحامية وهنا نجد احد الاختلافات مابين أفلام الجريمة الاميريكية وتلك التي تصنع في أوروبا . في الفيلم الاميركى من النادر التوقف عند الشخصيات لمعرفة جذورها وتاريخها . وإنما يتم الاهتمام أكثر بحركة الكاميرا وإيقاع المونتاج . وغير الاهتمام برسم الشخصيات نجح السيناريو في التعامل مع الحبكة ببراعة من حيث التدرج في اكتشاف غموض الجريمة حتى الوصول إلى الذروة . ولم ينس السيناريو ان يتوقف كلما لزم الأمر ليقدم لنا الطبيعة البكر المتمثلة في أشجار الريف الكثيفة والطرق الوعرة والسماء التي يغلب عليها اللون البني والأحمر كتعبير وترجمة للحالة النفسية للشخصيات . وكما في روايات جوزيف كونراد ( قلب الظلام ) وباتريك زوسكند ( العطر ) وكورماك مكارثى ( لامكان للمسنين ) فان الطبيعة لها روحها التي تسرى في أعماق الشخصيات لتشكل أحيانا دوافعها وترسم تناقضاتها . في ( لاتخبر أحدا ) نجح السيناريو أيضا في توصيل الرسالة إلى حدي كبير فالبطلة التي نكتشف إنها قاتلة إنما كانت تدافع عن نفسها ضد الاعتداء الذي وقع عليها بشكل مفاجىْ من ابن صاحب العمل وابن صاحب العمل كان يعتدي على الأطفال لأنه فاقد للحب وتربى بطريقة خاطئة , ووالد البطلة الذي قام بتهريب ابنته كان متورطا في العديد من الجرائم كان يفعل كل ذلك ليس بسبب رغبة دفينة للانتقام اوبسبب طبيعة شريرة بالتوارث وإنما بسبب الرغبة في حماية ابنته وبسبب القسوة التي مورست عليه من صاحب العمل . السيناريو والى حد كبير كان أمينا إذن لروح الرواية ورسالة الكاتب التي تؤكد مرة أخرى ان الكثير من البشر جلادون وضحايا في الوقت ذاته .
حركة موضوع
وعلى مستوى اللغة السينمائية نجح المخرج في تقديم لقطات بانورامية ذكية للمكان وابتعد إلى حد كبير عن لقطات الكلوز اب المجانية التي تغرق فيها أفلام الجريمة الأميركية . ومع اختيار ( فلاتر خاصة ) استطاعت عدسة الكاميرا أن تشكل لنا لقطات درامية معبرة تجمع الشخصيات بالمكان ( وهنا نشير الى مشاهد لقاء الطبيب بزوجته في بداية الفيلم ومشهد النهاية ) . ومع مونتير متفهم لايقاع الأحداث وطبيعة الرواية نجح المخرج في الانتقال من لقطة الى لقطة ومن مشهد الى مشهد دون الوقع في عملية استعراض فارغة ويحسب للمخرج هنا إدارته ( المونتاجية ) الناجحة لمطاردة الشرطة للطبيب في الطريق السريع عندما حاول الهروب من مكان عمله بعد معرفته انه متهم بالقتل ) . وكما يبدو فان المخرج كان متفهما بشكل كبير لفلسفة الرواية التي لاتركز على حركة الشخصيات الخارجية قدر تركيزها على حركة الموضوع ككل . وغير كل هذا فهناك إشارة ضرورية إلى مجموعة الممثلين المشاركين الذين استطاعوا بنجاح تقديم عمل جماعي لاينقصة الإجادة والتميز .

فيلم ( لاتخبر أحدا ) من إنتاج عام 2006 وقد حصل على ثمان جوائز عالمية لعل أهمها جائزة السيزار الفرنسية كما رشح أيضا إلى عشرة جوائز من جمعيات وهيئات سينمائية محترمة . وهو فيلم يستحق المشاهدة .





Wednesday, October 08, 2008



فضائيات



تحدىسعاد وارهاب الدراما ونجاح ابوجعفر المنصور




ستانسلافسكى الذي وضع قواعد التمثيل في العصر الحديث , أكد على ضرورة ان يرتبط التمثيل بقيمة أخلاقية وان يكون النص الذي يتم تجسيده على تماس مع الواقع الاجتماعي والسياسي . وكلما اقترب الممثل من اختيار النص االانسانى كلما نجح في تجسيد الشخصيات القريبة من الواقع , والمعبرة عن قطاعات كبيرة من البشر , فانه يصعد درجة في سلم النجومية .
و غنى عن القول ان نجومية الفنان يحيى الفخرانى تأتى وتتأكد كل يوم من جدية اختياراته للأدوار آلتي يقوم بأدائها ومن الارتباط الدائم بالموضوع الإنساني .ومن محاولته الدائمة لتطويرنفسه وتطوير أدواته الفنية بالعلم والمعرفة .
تحية الىنجم كبير قادر دائما على إمتاعنا بفنه الراقي .

---------------------------------------------------------------------------------

ماهو الإرهاب ؟ ومن هو الارهابى ؟ وماهى أسباب الإرهاب ؟ أسئلة حاولت بعض الأعمال التلفزوينة والسينمائية البحث عن إجابات لها , ورغم الاجتهادات فان اغلب الإجابات لم تكن شافية فبعض الأعمال اكتفى بالتصوير السطحي لرجل الدين وهو يطلق لحيته ويرتدى الجلباب القصير ثم يفجر القنابل في مكان ما ومن ثم يلوذ بالفرار . وبعض الأعمال أرجعت الإرهاب آلي البنية العقلية والفكرية للمواطن العربي باعتبار آن الفكر الديني يربى في كل بيت عربي إرهابي صغير . وبعض الأعمال الثالثة خاضت في هذا الموضوع بغرض الإثارة وتقديم موضوع يشغل الناس ويقيم الدنيا ولإيقادها .
فرانسيس فوكوياما المفكر السياسي الشهير صاحب فكرة ( نهاية التاريخ ) يرى ان الموضوع معقد للغاية , وحتى نضع أيدينا على السبب فالمسؤولية تقع جزئيا على عاتق المجتمعات الإسلامية التي سمحت للأيدلوجيات المتطرفة بالخروج عن السيطرة ,وهناك مسؤولية أخرى تتحملها المجتمعات الأوروبية التي فشلت في امتصاص المسلمين باعتبارهم شركاء حقيقيين في المجتمعات الغربية .
يرى فوكوياما أيضا انه لوحدث تقدم في حياة الأفراد , وتعاظمت الفرص أمام المواطنين فان الأيدلوجيات المتشددة لن تجدا لها مكانا . والآمر الأخير كما يرى فوكوياما آن هناك مشكلة عالمية تتمثل في وجود شبكة دولية من المنظمات آلتي تروج لللارهاب وتسمح له بالازدهار ولذلك لايوجد سبب واحد يتحمل المسؤولية .
تقوم نظرية ( نهاية التاريخ ) على الاعتقاد بان الديمقراطية الحقيقية هى الشرعية الأساسية المؤتمنة آلتي تنال ثقة المواطن وكثير من أزمات الشرق الأوسط تعود في الأصل آلي قصور في تطبيق الديمقراطية السليمة . ومن دون تغيير على مستوى الأفكار فلن تحدث المصالحة بين الإسلام والديمقراطية
المطلوب من الدراما العربية آن تواصل بحثها وتصويرها لموضوع الإرهاب . لكن مانتمناة ان يتم طرح هذا الموضوع في المستقيل دون استسهال ودون إغفال للأسباب الكثيرة والمقنعة آلتي تحدث عنها فوكوياما وغيرة من المفكرين والباحثين الذين يشغلهم هذا الموضوع في بقاع الأرض المختلفة .

--------------------------------------------------------------------------------


مهما قدم من ادوار ومهما حقق من نجاحات يبقى الممثل في حالة تحدى دائمة لكسر الشخصية السينمائية والشخصية التلفزيونية التي تعلق بها وتعلقت به على مر السنين . ويحدث ذلك كنوع من التغيير حتى لايمل الجمهور وكنوع من إثبات الذات والقدرة على التنوع وتقديم كل الشخصيات مهما كانت صعوبتها . ونذكر هنا الراحل احمد ذكى عندما نجح في تقديم شخصية الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وأصر في مابعد على تحدى نفسه وتقديم شخصية الرئيس الراحل أنور السادات .
وعلى سيل الإشارة وليس الحصر نور الشريف فعل ذلك في فيلم ( الصرخة ) عندما قدم شخصية الأبكم , ونبيلة عبيد فعلت ذلك عندما قدمت شخصية المعاقة عقليا في ( ديك البرابر ) , ويحيى الفخرانى فعل ذلك في ( مبروك وبلبل ) وحنان ترك فعلت ذلك في مسلسل ( سارة ) وحتى النجوم العالميين يحاولون دائما الخوض في هذا التحدي ونذكر هنا راسل كرو في ( العقل الجميل ) وداستن هوفمان في ( رجل المطر ) وجيمى فوكس في ( راى ) ثم أخيرا سعاد عبداللة في ( فضة قلبها ابيض ) .
يرى السير بيتر هول الذي يعد واحدا من أهم وأشهر مخرجي المسرح البريطاني ان الممثل الهوليودي يتميز بشخصية تمثيلية خاصة كأنه يبرع في أداء أدوار معينة ,أما في بريطانيا فالممثل يطمس أي تمايز في شخصيته فكلينت أيستود ,وجاك يكلسون , وأمثالهما, عادة يمثلون الأدوار التى اشتهروا بها نفسها , في حين أن الممثلين البريطانيين مثل دانيال داى لويس وبوب هوسكينز هم كالحرباء, يستطيعون تقمص مجموعة من الشخصيات في الأدوار التي يلعبونها, وداى لويس الذي حاز على الأوسكار في فيلم (قدمي اليسرى ,(استطاع بسهولة أن يتحول من دور الكسيح كريستي مور إلى دور شاب قوي في فيلم )آخر الموهيكان, ( أو أن يعمر ويصبح متحجرا عاطفيا كما فعل في فيلم)زمن البراءة( .
دافيد سوشيه الذي انتزع الإعجاب في دور البروفيسور الأميركي العنيف في فيلم )أوليانا (يقول إنه ما من أحد يكره نظام النجومية الذي يحتاج إلى أبطال يعشقهم , ولكن هذه ليست طريقة طبيعية لأي ممثل لكي يتقدم في عمله.
في مسلسلها الاخير ( فضة قلبها ابيض ) دخلت سعاد عبداللة منطقة شائكة ,واختارت شخصية صعبة ونجحت فى التحدى .


----------------------------------------------------------------------

كما تذكر صفحات التاريخ , يعد أبو جعفر المنصور المؤسس الحقيقي للدولة العباسية. نهض إلى الخلافة بعد أن صقلته التجارب وأنضجته المحن، وخَبِر الناس وعاشرهم ووقف على دواخلهم وخلائقهم، وما إن أمسك بزمام الأمور حتى نجح في التغلب على مواجهة صعاب وعقبات توهن عزائم الرجال وتضعف ثبات الأبطال، وتبعث اليأس والقنوط في النفوس. وكانت مصلحة الدولة شغله الشاغل، فأحكمت خطوه وأحسنت تدبيره، وفجرت في نفسه طاقات هائلة من التحدي، فأقام دولته باليقظة الدائمة والمثابرة الدائبة والسياسة الحكيمة.
ومن الأعمال الجليلة التي تُذكر للمنصور كما جاءت في الكتب التي تعرضت لسيرته مثل ( تاريخ بغداد ) و( دولة بنى عباس ) عنايته بنشر العلوم المختلفة، ورعايته للعلماء من المسلمين وغيرهم، وقيامه بإنشاء "بيت الحكمة" في قصر الخلافة ببغداد، وإشرافه عليه بنفسه، ليكون مركزا للترجمة إلى اللغة العربية. وقد أرسل أبو جعفر إلى إمبراطور الروم يطلب منه بعض كتب اليونان فبعث إليه بكتب في الطب والهندسة والحساب والفلك، فقام نفر من المترجمين بنقلها إلى العربية.
كان الخليفة أبو جعفر المنصور رجل عمل وجد، لم يتخذ من منصبه وسيلة للعيشة المرفهة والانغماس في اللهو والاستمتاع بمباهج السلطة والنفوذ، يستغرق وقته النظر في شئون الدولة، ويستأثر بمعظم وقته أعباء الحكم.
نحن إذن أمام سيرة مرئية غنية وعامرة بكل المواقف والأعمال التي تستحق أن تترجم مرئيا لكي يقترب منها المشاهد والمحب للدراما التاريخية وأتصور أن مسلسل ( ابوجعفر المنصور ) عن نص وسيناريو للكاتب محمد البطوش واخراج شوقى الماجرى , كان واحدا من الأعمال المميزة على الشاشة الفضائية لما توفر له من عناصر كثيرة للنجاح من ناحية الانتاج ومن الناحية الفنية .

كلام الصورة

من مسلسل ابوجعفر المنصور

Saturday, October 04, 2008



دعوة اوربتية

الدراما الرمضانية مالها وماعليها ) كان موضوع الحلقة الاخيرة من برنامج ( اوراق خليجية ) الذى يعده ويقدمه الاعلامى المتميز محمد القحطانى على قناة الصفوة ( اوربت ) وكان لى شرف المشاركة فى الحلقة مع الفنان الكويتى القدير سعد الفرج .
ثقافة المنع كانت المحطة الأولى التي توقفنا عندها بعد ان شهدت الأعوام القلية الماضية العديد من حوادث بعض المسلسلات مثل ( الطريق إلى كابول ) و( أسد الجزيرة ) و( فنجان الدم ) و( سعدون العواجى ) وغيرها وكان من المهم الاشارة الى ان ثقافة المنع يجب ان تواجهها ثقافة التحصين , لانه في عصر السموات المفتوحة , ومع التقدم التقني في وسائل الاتصال , ومع حرية تداول المعلومات الرقمية والصورية أصبح من الصعب إخفاء المعلومات والصور , ومن المهم تحصين المشاهد العربي وإعطائه الثقة ليكون قادرا على الاختيار بوعي . ونسيت ان أقول في المقابلة انه في القريب العاجل سيصبح من السهل ان يصنع اى شخص فضائيته الخاصة على الانترنت وهذا يمثل حقيقة لاخيال .
وضمن اللقاء تحدثنا عن منافسة الدراما الخليجية للدراما المصرية والدراما السورية وارى ان هذا الموضوع تصنعه مبالغات كثيرة, لبعض الذين تربوا في أحضان الاثارة الصحفية لان هناك خطوات كثيرة للدراما الخليجية يجب عليها ان تقطعها لتحقق قدرا مطلوبا من التميز على مستوى المضمون والشكل . ولا يقلل ذلك أبدا من وجود أعمال متميزة يمكن الاشارة إليها على أنها حققت الكثير من النجاح على مستوى المشاهدة, وعلى مستوى التقدير النقدي . .
وكانت هناك إطلالة على ظاهرة نجاح المسلسل التركي على الشاشات العربية وكان لنا ان نحاول تفسير الظاهرة بالقول ان المسلسل التركي قدم العديد من الأشياء التي يفتقدها المسلسل العربي منها مشهديه الجمال , وإنسانية الموضوع , ورقى العلاقات الإنسانية , وتقنية فنية متطورة تحتفي بتشكيل اللقطة .
تناول اللقاء أيضا قرارات النقيب اشرف زكى وتأثيرها على العلاقات الفنية العربية
شكرا للصديق العزيز محمد القحطانى على دعوته ( الاوربتية ) وكان اللقاء بحق ( غبقة ) حوارية صريحة من اجل واقع درامي رمضاني أفضل .

عماد النويرى
كلام الصورة
لميس بطلة المسلسل التركى سنوات الضياع