Thursday, August 23, 2007



لمياء طارق








" كيوت " بعد رمضان

يستعد المنتج والكاتب حمد بدر لتصوير فيلمه الجديد ( كيوت ) بعد شهر رمضان المبارك، وهو تجربة جديدة له بعد نجاح فيلمه الأول 'شباب كول' الذي لعب بطولته مجموعة من العناصر الشابة وكان منهم عمر اليعقوب وفاطمة عبدالرحيم ومشعل القملاس، الى جانب جمال الردهان وسعاد علي وليلى السلمان.ويشهد فيلم 'كيوت' مشاركة أسماء جديدة يعتبرها المؤلف مفاجأة خاصة مع غياب بعض الأسماء التي اعتاد بدر التعاون معها في أعماله الفنية.ومن الاسماء الجديدة عبد المحسن النمر ولمياء طارق وميساء المغربى , ويشاركهم البطولة جمال الردهان وعمر اليعقوب.

Sunday, August 12, 2007








السينما فى الكويت

عن البدايات واسئلة لابد منها


في واقع الأمر أنه لا يوجد إنتاج سينمائي بالمعنى المتعارف عليه فى الكويت . هناك غياب لوجود قطاع عام مختص بالإنتاج السينمائي كما هو موجود في سورية مثلا , ًولاتوجد شركات إنتاج مختصة بإنتاج افلام كويتية ضمن خطة واضحة وتراكمية ,رغم وجود تراخيص كثيرة للإنتاج السينمائي ضمن تراخيص شركات الإنتاج الفني. كما لا يوجد أي نوع من الدعم الحكومي المنتظم لانتاج الأفلام سواء الروائية او القصيرة كما يحدث مثلاً في تونس والمغرب . واذا كان تاريخ السينما قد تجاوز المائة عام فإنه وخلال أكثر من قرن من الزمان لم ينتج فى الكويت حتى الان سوى سبعة افلام روائية طويلة ثلاثة منهم مصورة بتقنية الفيديو من مجموع أكثر من سبعة الاف فيلم روائى عربى ( لاتوجد احصائيات دقيقة بهذا الخصوص ) تم إنتاجها خلال تلك الفترة. في واقع الأمر لا يوجد انتاج سينمائي كويتى بمقاييس الصناعة ويمواصفات السوق , حتى نتحدث عنه , انما يوجد واقع سينمائي متمثل في العديد من المحاولات الفردية والرسمية للتعرف على فن السينما منذ ظهوره , ثم محاولة عرضه كتسلية محببة لمشاهد شغوف , ثم تكريسه كعنصر هام من عناصر الثقافة , ثم محاولة ادخاله كمنتج روائي وتسجيلي مطلوب للمشاركة في مشروع التنمية.او ربما فى مشروع التسلية .
في الثلاثينات من القرن الأخير في الألفية الثانية وعندما بدأ الكويتيون في السفر والترحال الى عدد من الدول العربية للدراسة والتجارة ,هناك استطاعوا مشاهدة الأفلام في دور السينما سواء أجنبية مستوردة أو أفلاماً عربية منتجة في تلك الدول , وفي عام 1939 قام ألن فلييرز الرحالة الاسترالى الاصل بتصوير فيلم تسجيلي عن الغوص وصيد اللؤلؤ وبعض ملامح البيئة الاجتماعية في الكويت , وتلاه محمد قبازرد بالفيلم التسجيلي ( الكويت بين الأمس واليوم ) .
وفي عام 1946 تم تصوير فيلم تسجيلي عن بدء ضخ النفط من ميناء الأحمدي , وفي عام 1950 قامت دائرة المعارف بتأسيس قسم السينما والتصوير وتمكنت من انتاج 60 فيلماً وثائقياً تعليمياً عن التعليم والصحة وغيرهما من أمور تتعلق بالحياة في الكويت .
وفي عام 1954 تأسست شركة السينما الكويتية التي أخذت على عاتقها إنشاء دور العرض واستيراد الأفلام .
وفي عام 1964 تم افتتاح قسم السينما بتلفزيون الكويت ثم مراقبة السينما عام 1981
وفي عام 1964 قدم محمد السنعوسي فيلم (العاصفة) وفى عام 1965 قدم خالد الصديق فيلم (الصقر) ثم مجموعة من الأفلام التسجيلية الأخرى توجت بفيلمه الروائي الأول (بس يابحر) الذي حقق نجاحات عربية ودولية عديدة ثم فيلم (عرس الزين) ثم (شاهين) والفيلم الأخير انتاج مشترك بين الكويت والهند وايطاليا , وغير السنعوسي والصديق يمكن الإشارة الى العديد من الأسماء التي ساهمت في تشكيل الواقع السينمائي في الكويت مثل هاشم محمد, وبدر المضف وعبد الرحمن المسلم وعبد الله المحيلان وعبد الوهاب السلطان ونجم عبد الكريم ونادرة السلطان وعامر الزهير, ويمكن الإشارة أيضاً الى محاولات توفيق الامير وحبيب حسين وابراهيم قبازدوعبد المحسن الخلفان وعبد العزيز الحداد وعبد المحسن حيات وماهر حجي وطلال الشويش وخالد النصراللة ووليد العوضى وعبداللة المخيال وزيادالحسينى وجاسم يعقوب وعبداللة بوشهرى ومحمد دحام الشمرى وسامى الشريدة وعبداللة السلمان وابراهيم المانع ومحمد مطلق العتيبى وعبد الكريم الصالح , كما يمكن الاشارة ايضا الى بعض محاولات الهواة فى انجاز وتحقيق بعض الافلام الروائية والتسجيليةةاوافلام التحريك القصيرة مثل افلام هيثم بودى و فيصل الدويسان وداود شعيل ونواف بوعركى ومشارى العروج ومقداد الكوت ومنصور حسين المنصور وبدر العوضىوعبد العزيز العتيقى وغيرهم . وهنا نسثنى من هذا العرض افلام الهواة القصيرة التى صورت بمقاس 8 ملم ومشروعات التخرج للسينمائيين الكويتيين لانها لم تعرض كلها على الجمهور من خلال شاشات السينما او التلفزيون .

هذة مقدمة تاريخية سريعة وموجزة عن واقع السينما فى الكويت سنعود لاحقا لنلقى الضوء على بعض تفاصيلها , لكن قبل ذلك كان لى ان اجد اجابات لبعض الاسئلة التى شغلتنى وربما تشغل اخرين خاصة هؤلاء المهتمين برصد واقع السينما فى الكويت .
اول هذة الاسئلة هو متى بدات السينما فى الكويت ؟ هل يمكن اعتبار محاولات ام سعود زوجة الكولونيل البريطانى هى البداية ؟ ام ان البداية هى فيلم ( ابناء السندباد ) الذى انجزه الاسترالى الان فلييرز الذى تقابل مع على بن ناصر النجدى فى عدن وصور فيلما عن الساحل الشرقى لافريقيا وصور بعض معالم الكويت بعد ذلك فى فيلم لم يره احد قبل عام 1967 ؟ واذا كان فيلم ( بس يابحر ) يؤرخ لميلاد السينما الروائية فى الكويت ؟ ماذا عن اول فيلم روائى قصير هل هو فيلم ( العاصفة ) لمحمد ناصر السنعوسى عام 1964 ؟ ام هو فيلم ( عليا وعصام ) الذى اخرجه خالد الصديق فى العام ذاته ؟ وماذا عن اول عرض سينمائى رسمى فى الكويت ؟ هل هو ( اغلى من عينية ) العرض الاول الذى قدمته شركة السينما الكويتية فى سينما الشرقية ؟ ام ان البداية كانت مع عروض الصالات الخاصة التى كانت تملكها شركة نفط الكويت لعرض الافلام الروائية الطويلة الاجنبية واحيانا العربية للعاملين بالشركة .؟ وقبلها صالات البيوت وصالة نادى المعلمين فى الصالحية
وكيف يمكن اعتبار اكثر من نصف الانتاج السينمائى الروائى ضمن الانتاج السينمائى الكويتى وقد تم انتاجة بتقنية الفيديو ؟ وكذلك الامر بالنسبة لاكثر من 90 بالمائة من الانتاج التسجيلى ؟ ! كيف يمكن اطلاق لفظة سينمائى على خالد الصديق مثلا الذى صور كل افلامه بكاميرات 16 ملم و35 ملم ثم اطلاق اللفظة ذاتها ( سينمائى ) بعد ذلك على مخرج مثل عبداللة المخيال الذى صور كل اعماله بتقنية الفيديو ؟ ! وكيف يمكن المساواة بين عامر الزهير الذى حرص على تصوير فيلمه التلفزيونى ( القرار ) بتقنية السينما وعبداللة السلمان الذى قدم ( منتصف الليل ) السينمائى بتقنية الفيديو ؟ ثم قام بنقل الفيلم على شريط سينمائى ؟ !

يبدا تاريخ السينما فى اى بلد مع العرض السينمائى الاول سواء كانت الافلام المعروضة من الانتاج الاجنبى او المحلى , فمع وجود دور العرض السينمائى تبدأ ظاهرة السينما فى التشكل بوجود جمهور يذهب الى السينما . ويبدأ تاريخ الافلام بتصوير اول فيلم سواء كان من الانتاج الاجنبى او الانتاج المحلى . اذ تبدأ مع هذا الفيلم التاريخ المصور بكاميرا السينما لهذا البلد او ذاك سواء كان من الافلام التمثيلية ام التسجيلية ويبدأ الانتاج السينمائى المحلى مع انتاج اول فيلم بواسطة شركة او مؤسسة محلية ايا كانت جنسية المخرج او غيره من العاملين فى الفيلم , ومن المهم ملاحظة اننا عندما نتحدث عن اول فيلم يعرض او اول فيلم ينتج لانقصد الافلام الطويلة كما هو شائع , وانما الفيلم المصور بكاميرا السينما ايا كانت مدة عرضه وايا كان الجنس الفنى الذى ينتمى اليه . . وبناء عليه يمكن اعتبار فيلم ( ابناء السندباد ) الذى صورة الاسترالى الن فلييرز عام , 1939هو بداية تاريخ الافلام فى الكويت رغم تاخير عرضه حيث يذكر سيف مرزوق الشملان ( فى اخر شهر يناير عام1967 زار الان الكويت بعد غيبة طويلة عنها وقدم نسخة من الفيلم المذكور هدية الى وزارة الاعلام مع مجموعة كبيرة من الصور ) . واذا اعتبرنا ان عروض شركة نفط الكويت كانت خاصة ولم تكن لجمهور عام يذهب الى دار عرض سينمائى انشئت خصيصا لعرض الافلام لجمهور يدفع ثمن مشاهدته . واذا كان من الصعب رصد العروض المتفرقة التى كانت تقام فى منازل الشيوخ والاثرياء فى فترة الثلاثينات والاربعينات واعتبار احداها هو بداية العرض السينمائى فى الكويت نظرا لعدم توافر الشروط اللازمة للعرض التجارى, ففى هذة الحالة فان العرض السينمائى الاول الذى قدم فى الكويت كان عام 1954 عندما تم افتتاح اول دار عرض سينمائى وهى سينما الشرقية وكان اول فيلم عرض فى هذة الدار هو فيلم ( اغلى من عينية ) من بطولة سميرة احمد واخراج فطين عبد الوهاب . واذا كان فيلم ( عليا وعصام ) كان عبارة عن فيلم تم تصويرة فى نصف يوم كما يذكر خالد الصديق فى شهادته ( لانه كان ضمن برنامج اسمه صور شعرية )فان الفيلم لايدخل فى خانة الافلام الروائية الدرامية القصيرة نظرا لدخولة فى دائرة البرامج التلفزيونية اى انه لم ينتج خصيصا ضمن تصور الاعمال الروائية الدرامية القصيرة . وبالتالى فان ( العاصفة ) لمحمد ناصر السنعوسى هو الفيلم الروائى الدرامى القصير الاول فى تاريخ السينما فى الكويت

واى تحليل للتطورات الراهنة في مجال تكنولوجيا الاتصال يوضح ان العالم يمر بمرحلة مختلفة تتسم بسمةأساسية وهي المزج بين أكثر من تكنولوجيا اتصالية لتحقيق الهدف النهائي، وهو توصيل الرسالة الاتصاليةالى الجمهور المستهدفِ وكان للتطورات التكنولوجية التي قدمها العلم لوسائل الاتصال المختلفة، خاصة السينما أثرها في جعل وسائل مثل الفيديو والتلفزيون تكنيكا، أكثر تميزا وتطورا وابهارا عما كان من قبل , وكان لزاما على السينما ان تطور نفسهاوان تغير جلدها وان تواجه هذه الحروب مسلحة بأسلحة خصومها نفسها، وبدأت السينما في توظيف استخدام تلك التطورات التكنولوجية التي اخترعت أساسا لخدمة وتطوير وسائل الاتصال الأخرى، وقد أدى ذلك بالضرورة ان يكون للسينما جماليات مستجدة , كما غير ذلك في شكل العلاقة بين المرسل والمستقبلِ واستعارت السينما من دون تردد تقنيات الإضاءة في التلفزيون مثل شبكات الإضاءة التي تتحرك وتداربالكمبيوتر , ودفعت صناع الفيلم الخام الى التفكير في اختراع وصنع أفلام خام أكثر حساسية وذات سرعةعالية حتى يمكنها ان تصور سينمائيا على ضوء شمعة تقليدا لما تم تطويره في كاميرا التلفزيونِ وفي مجال الرسوم المتحركة دخل الكمبيو-غرافيك بقوة وتربع على مكانه وأصبح من العسير الاستغناء عنه نتيجة لما يوفره من ابعاد ثلاثية ونتيجة لما يتيحه من تقديم اختيارات هائلة من الألوان والخطوط، وتحريك وتشكيل الكتل والأحجامِ.وتقف صناعة السينما عالميا الآن على بدايات مرحلة جديدة من التطور التقني قد تقفز بها خلال سنوات قليلة الى مجموعة من المتغيرات الثورية تعيد صياغة وجهها الذي عرفت به منذ بداية ظهورها، ويمكن القول ان التكنولوجيا تتجه الآن الى فرض شروط جديدة على القائمين على صناعة الفيلم السينمائي لتجعل المشاهد يشارك المخرج وطاقم الفيلم في تحديد الكيفية التي تعرض بها الأحداث على الشاشةِويمكن القول ـ للمرة الثانية ـ ان المحرك الأساسي وراء المرحلة الجديدة من عمر السينما هو ما يعرف باسم الثورة الرقمية التي نشأت في الأساس في أحضان تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والاختلاف الذى يحدث الان ومنذ فترة وجيزة فى طريقة استقبال وتسجيل صور السينما على وسائط اخرى غير النظرية الفوتغرافية والوسيط الجديد الالكترونى معروف منذ مولد الراديو والتلفزيون, ولكن زاد الاهتمام به سينمائيا عنهدما اثبت انه وسط صالح وبجودة فى اعطاء صور متحركة ومن المؤكد ان الوسيط الجديد له مزايا وله عيوب لكن مع مرور الوقت ربما نتفق ان كلا من النظرية الفوتغرافية والسينما بالوسائل الالكترونية الرقمية ( الديجتال ) هدفها اعطاء صور متحركة ملونة تحمل صفات واقع اللحظة . وانه مع مرور الوقت ان لم يكن قد حدث هذا بالفعل فى العديد من التجارب التى تمت فى اميركا واوربا فان التصوير بكاميرات الديجتال فائقة الجودة سيفتح طريقا مختلفا امام كل المخرجين , وبالتالى سيكون من الصعب الحديث عن سينمائين يصورون بكاميرات سينمائية وسينمائين اخرين يصورون بكاميرات الديجتال سيكون المقياس هو الرؤية السينمائية الموجودة خلف الكاميرا وليست الكاميرا كوسيط متغير وكاداة يمكن تطويرها للوصول الىافضل صور ملونة يمكن الحصول عليها لتحقيق الرؤى الفنية . وهنا نتوقف لنقول ان اى مخرج يصور بتقنية كاميرات الديجتال فى واقع الامر يستطيع ان نطلق عليه لفظة سينمائى بلا تردد ودون خجل , والذى يحدد ذلك هو الرؤية وليست الكاميرا .

Friday, August 10, 2007




سهرات سينمائية
ِ

انتهى المخرج حبيب حسين من مونتاج ثلاث سهرات سينمائية من إنتاج تلفزيون الكويت – القناة الأولى عن سينما الشباب وتتضمن السهرات لقاءات مع عدد من المخرجين الجدد الذين شاركوا بأفلامهم في تظاهرة أفلام الهواة التى اقامها نادى الكويت للسينما بالتعاون مع شركة السينما الكويتية مؤخرا في الكويت , وشارك فيها اكثر من 25 فيلما لاكثر من عشرين مخرجا كويتيا من الهواة .و يشارك حبيب حسين في الاخراج المخرج محمد بولند والسهرات من إعداد عماد النويرى . جدير بالذكر ان المخرج حبيب حسين حصل على الجائزة الذهبية في مهرجان النيل الدولي لأفلام البيئة الذي أقيم في القاهرة عن فيلمه ( المحميات الملاذ الأخير ).

Sunday, August 05, 2007

مشاهدات - الاطفال الصغار





الاطفال الصغار بين طفولة الكبار والسيد كركر


كان من المفترض ان اكتب عن ( كركر ) فيلم محمد سعد الجديد الذى بدا عرضه منذ أيام قليلة ووجدت ان الكتابة عن هذا الفيلم من الممكن ان تتأجل ربما للأسبوع المقبل فقد كان على قائمة العرض فيلم ( أطفال صغار ) الذى ترشحت عنه كيت وينسلت لجائزة الأوسكار كأفضل ممثلة هذا العام , كما رشح الممثل جاكى ايريل هارلى عن الفيلم ذاته لجائزة افضل ممثل في دور مساعد . وغير هذا فقد رشح الفيلم أيضا لجائزة الجولدن جلوب كأفضل فيلم وافضل ممثلة وافضل سيناريو هذا غير درزينة من الترشيحات والجوائز من مختلف الجمعيات السينمائية في أميركا وأوروبا . وكان عندى بعض القلق ان يسحب الفيلم من الأسواق قبل ان اشاهدة . اذن فلينتظر ( كركر ) قليلا . وماذا عساة ان يقدم لنا هذا ( الكركر ) صاحب الموهبة العظيمة الذى يضيع موهبته فى محايلة الناس لانتزاع ضحكاتهم بالغصب عن طريق اطلاق العنان لتجاوز كل الخطوط الحمراء لما يجب ان تكون عليه اخلاق الفن , بعد ان استهلك ترقيص مؤخرته وفنجله عينية وفتحهما ربما لبتلع فيهما الشمس والقمر !! عموما لايجب الحكم على الافلام قبل مشاهدتها وليسمح لنا السيد ( كركر ) بالابتعاد عنه قليلا هذا الاسبوع اوربما الابتعاد عنه لفترة قد تطول !! .
في فيلم ( أطفال صغار ) سنتعرف الى سارة وهي ربة منزل وزوجة وأم تعيش حياتهالخدمة زوجها وطفلتها الصغيرة الجميلة , لكنها في أعماقهاتحس بالتعاسة من دورها هذا فهي كآمرة ذكية وخريجة جامعة كان مـن الممكن أنتحظى بوظيفة باهرة لكنها ضحّت بكل شىْ منأجل بيتها وتربية ابنتها . مع انشغال الزوج واكتشافها انه متورط في علاقات عاطفية مشبوهة على النت فان العلاقة بينها وبينه اصبح يغلفها الاهمال والشك وعدم الثقة . تشعر سارة بالفراغ في داخلها إلى أن تلتقي ببراد في حديقة الحى . نعرف ان براد يمر بأزمةمشابهة فهو عاطل عن العمل وينتظر موعدا آخر لامتحان المحاماة بعد ان فشل مرتين في الحصول على اجازة العمل بالمحاماة ولهزوجة ناجحة تعمل في إنتاج الأفلام الوثائقيةوالعلاقة بينهما أيضا قد بدأت في الدخول الى نفق البرودة والتجمد .
نحن اذن أمام رجل وامرأة مهيئين تماما للدخول في علاقة دافئة بكل أبعادها في محاولة للبحث عن الحب المفقود أو ربما البحث عن الذات الضائعة . ولكن ومثل ما هو الحال مع معظمحالات الخيانة الزوجية نادرا ما ينتهي الأمربأطراف العلاقة الى نهايات سعيدة .. تكتشف سارة فى اللحظة الاخيرة ان ابنتها الصغيرة التى كانت على وشك ان تتركها هى اغلى شىْ فى الوجود وتحضنها وتدفن راسها فى حجرها وكانها تعتذر عما بدر منها وكانها هى الطفلة الصغيرة وليس ابنتها . ويكتشف براد وهو فى طريقة الى سارة بعد ان قرر الهرب مع سارة , انه مازال فى حاجة الى طفولته حيث ينسى موعدة مع سارة وينشغل بالتزحلق بالخشبة مع مجموعة من صغار الحى فهو مازال طفل صغير .
على مستوى اخر يتشابك خيط آخر في نسيج قصة الحب بين سارة وبراد حيث نعرف ان هناك مجرما ( رونى ) تم اطلاق سراحه مع تقييد حريته حتى لايتعرض لللاطفال الصغار بعد ان سجلت ضده حادثة لمحاولة إغواء طفل لاغتصابه . ويتعقب مجرم الأطفال شرطي سابق متورط في حادثة قتل صبى في المدينة ذاتها .
في نهاية الفيلم تموت ام رونى ويذهب الى الحديقة التى يلعب فيها الأطفال ويحاول الانتحار .
في الفيلم القصة والسيناريو نحن بصدد شخصيات مرسومة بدقة وهى شخصيات يظهر عليها الاستقرار والهدوء من الخارج لكن هى غارقة حتى اذنيها في الشك والخوف وتبحث عن مخرج لهروبها الى الأمام وربما الى هروبها الى الخلف . فسارة وبراد هما ضحية الإهمال الزوجي , ورونى ضحية لاهمال المجتمع وفى النهاية نكتشف ان الكبار مازالوا أطفالا صغار لم يكبروا بعد . وان الأطفال ليسوا هم فقط الذين يخطئون . لكن يؤخذ على السيناريو إدخال صوت الرواى على الأحداث وكان حاضرا في بعض المشاهد ليقدم الشخصيات واختفى في مشاهد ثانية ولم تكن لهذا الصوت أهمية درامية كبرى .
في الفيلم ( الفن ) يمكن التوقف عند محطات تميز كثيرة أولها الأداء التمثيلي وادارة الممثل فقد نجحت كيت وينسلت في تجسيد شخصية سارة الى حد كبير وكانت مالكة لكل أدواتها التمثيلية الداخلية والخارجية واستطاع جاكى ايريل هارلى ان يجسد شخصية رونى ببراعة منقطعة النظير ونجح أيضا باترك ويلسون في تجسيد شخصية براد ولعبت جنيفر كونلى افضل أدوارها . ويمكن أيضا التوقف عند التصوير حيث برع المصور في تقديم لقطات قريبة معبرة وحاول قدر الإمكان ان يختار زوايا مناسبة لطبيعة المواقف والأحداث .

عماد النويرى

Wednesday, August 01, 2007

رحيل

من فيلم فانى والكسندر


بيرجمان وانتونيونى وسينما الانسان


عن عمر يناهز ال 94 عاما توفي المخرج الإيطالي الشهير مايكل انجلو انطونيوني في منزله بروما , وكان المخرج السويدي العالمي انجمار بيرغمان قد توفي في اليوم ذاته. ويعني ذلك ان الأوساط السينمائية العالمية وكل المهتمين بالفن السابع فقدوا خلال الايام القليلة الماضية اثنين من اشهر وأهم مخرجي السينما في العالم. ولا يذكر تاريخ السينما المعاصرة الا بذكر الأفلام والنجاحات التي قدماها لفن السينما على مدى اكثر من ستين عاما.اقتحم بيرغمان عالم السينما عام 1955 بفيلم 'ابتسامات صيف' وهي كوميديا اجتماعية تدور أحداثها في مطلع القرن فى السويد ومع فيلم 'الختم السابع' حصل بيرغمان على شهرة عالمية وتتابعت أفلام بيرغمان وقدم إلى السينما مجموعة من الأعمال ستبقى الى سنوات طويلة من أهم الأعمال التي قدمت لسينما الالفية الثانية على الاطلاق. ومنها 'الفروالة البرية' و'صرخات وهمسات' و'مشاهد من الحياة الزوجية' و'سوناتا الخريف' و'فاني والكسندر' ولم تقتصر اعمال بيرغمان على السينما، انما قدم العديد من الأعمال ككاتب مسرحي ومخرج يمكن وضعه في مصاف بروك وبريشت وغروتفسكي لكن كانت لبيرغمان وجهه نظره الخاصة في اللعبة المسرحية التي تجسد في روحها لعبة الحياة بكل عذاباتها.واذا كان عام 1955 قد شهد اول نجاح دولي لبيرغمان من خلال فيلمه 'نسمات ليلة صيفية' فإن انطونيوني حقق نجاحا كبيرا عام 1966 عندما قدم فيلمه الشهير 'بلو أب' او 'انفجار' حيث يلقي أنطونيوني في هذا الفيلم، نظرة ثاقبة على الخيط الرفيع الفاصل بين الواقع والخيال، في قصة مصور يعتقد أنه شاهد جريمة ترتكب. ويزخر هذا الفيلم بالتحولات السيكولوجية، والمعاني المتداخلة والصور الرمزية المعقدة. يستخدم المخرج أنطونيوني، صورا نابضة بالحيوية كوسيلة لتصوير المراحل العاطفية لقصة الفيلم، بأسلوب واضح ومقنع وحساس، مستخدما تلك الصور كروابط تستغني عن الكلمات. وقد هذا الفيلم 'بجائزة الرابطة القومية للنقاد الأميركيين لأفضل فيلم وأفضل مخرج'، كما رشح مخرجه وكاتبه، لاثنتين من جوائز الأوسكار.الإطلاقويعتبر المخرج الإيطالي مايكل أنجلو أنطونيوني، من عمالقة الإخراج في السينما العالمية، بل إن العبقري تاركوفسكي اعتبره أعظم مخرج في تاريخ السينما على الإطلاق.في رسالة مفتوحة إلى أنطونيوني تحمل عنوان 'حكمة الفنان'، يوجه المفكر الفرنسي رولان بارت تحيه لهذا الفنان الكبير، ضمنها الناقد برهان شاوي كتابه 'سحر السينما'.. 'عزيزي أنتونيوني.. يفرق نيتشه في حديثه عن الأنماط البشرية بين شخصين هما: الواعظ والفنان، وفيما يخص شخصية الواعظ فلدينا اليوم من الوعاظ أكثر مما ينبغي، لكن الفنان يثير الدهشة والإعجاب، إذ إن نظرته نقدية لكنه لا يشكو أو يتهم أحدا، لأنه لا يبحث عن الانتقام، ولأنك فنان فإن أعمالك تقف في المقابل من الزمن مفتوحة الآفاق'.'هكذا هي أفلامك، خاصة فيما بعد الحرب الباردة مباشرة، خطوة بعد خطوة ضاعفت الاهتمام بالعالم المحيط بك واهتممت بنفسك أيضا، فكل فيلم من أفلامك هو على الصعيد الشخصي تجربة تاريخية بالنسبة إليك، أي الخروج من مشكلة قديمة والدخول في محاولة صياغة سؤال جديد، وهذا يعني بالنسبة إلي أنك ومنذ أكثر من ثلاثين عاما كنت تعيش مع هذه 'المشاعر الجميلة' ولم تستخدمها كانعكاس فني أو كتوجيه أيديولوجي وإنما كجوهر، كمغناطيس يجذبك من عمل فني إلى آخر باعتبار أن المضمون والشكل يمتلكان الأهمية التاريخية نفسها لديك'.هكذا كانت افلام انطونيوني وهكذا كانت افلام بيرغمان ايضا تجارب انسانية لها تاريخ او ربما تجارب تاريخية تحتفي دائما بالانسان.برحيل بيرجمان وانتونيونى رحل اثنان من عمالقة الاخراج في العالم , لكن , دائما نقول ترحل الاجساد وتبقى الاعمال , والصور شواهد اثبات لحيوات كانت مليئة بالمعاناة والعذاب لكنها كانت دائما تنتصر لانسانية الانسان .


عماد النويرى