مدير نادي السينما في حوار لـ «النهار»
عماد النويري: قدمنا أكثر من 20 مخرجاً كويتياً خلال ثلاث سنوات
اجرى الحوار شريف صالح ونشر الحوار يوم الاربعاء الموافق 9 فبراير 2011
الناقد السينمائي عماد النويري أحد الوجوه السينمائية المرموقة على مستوى الوطن العربي، شارك واشرف على عشرات المهرجانات والأنشطة السينمائية، وهو أحد المتابعين والمؤرخين للسينما الكويتية على مدى أكثر من عشرين عاماً، إضافة إلى عمله الحالي كمدير لنادي الكويت للسينما.
ويعلم كافة عشاق الفن السابع الجهود الدؤوب للنويري لمد الجسور بين الحركة السينمائية الكويتية. المحدودة نوعاً ما. بالسينما العربية هنا وهناك.كما كان الدينامو وراء الفاعليات السينمائية التي شهدها مهرجان القرين في دورته التي انتهت أخيراً، واستضافت النجمة إلهام شاهين والنجم خالد أبو النجا وشملت مجموعة من الندوات وعرض فيلمي «واحد صفر» و«ميكرفون».
أسئلة كثيرة تتعلق بنادي الكويت للسينما، وبالحركة السينمائية بوجه عام وإمكانية إقامة مهرجان سينمائي محلي أو دولي في القريب العاجل، نفتح من خلالها أفقاً للحوار التالي:
يصل عمر نادي الكويت للسينما الآن إلى أكثر من 35 عاماً، ما أهم الإنجازات التي قدمها؟
في 14 مايو عام 1977م بدأت أولى عروض نادي الكويت للسينما بغرفة تجارة وصناعة الكويت بالفيلم التسجيلي الكويتي «الفنون» من إخراج هاشم محمد ومدته 27 دقيقة. وخلال تلك السنوات يمكن رصد العديد من الإنجازات التي حققها النادي من خلال دعم سينما الشباب, وإقامة تظاهرات للهواة، مثل إقامة ورش سينمائية متخصصة حاضر فيها وأشرف عليها نخبة من الفنانين السينمائيين العرب, كان منهم سعيد شيمي ومحمد خان ونور الشريف. ويمكن التوقف عند العديد من الإنجازات منها على سبيل المثال وليس الحصر، إقامة ندوة «السينما العربية : إنجازات وتحديات» ضمن مهرجان القرين الثقافي الثاني، وهي أول ندوة سينمائية متخصصة في الخليج، و ناقشت عبر خمسة محاور إنجازات السينما العربية والتحديات التي تواجهها، وساعدت الندوة على تحقيق تواجد ثقافي وإعلامي كبير للنادي على المستوي المحلي والعربي، وعلى مدى السنوات الماضية ومن خلال التعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ووزارة الإعلام، ومجلة العربي، وشركة السينما الكويتية، قدم النادي العديد من التظاهرات السينمائية المهمة في الكويت كان منها أول أسبوع للسينما الخليجية في الكويت، أول تظاهرة لأفلام الهواة، ويصل إجمالي عدد الأسابيع السينمائية التي قدمها النادي إلى أكثر من 130 أسبوعاً لسينمات الدول المختلفة وهناك أكثر من 650 فيلماً تم عرضها في النادي من مختلف أنحاء العالم .
هناك اتهام بأن تلك الأنشطة تراجعت في العامين الماضيين مع وجود مجلس الإدارة الحالي؟
بالعكس خلال العامين الأخيرين برز نشاط النادي من خلال العديد من أنشطة متنوعة مابين ندوات ومحاضرات وتظاهرات للهواة وعروض ديوانية الأفلام, ومن هذه الأنشطة - إقامة أربع ندوات سينمائية في رعاية الأحداث وفي المكتب الثقافي المصري وفي ملتقى الثلاثاء، وفي الصالون الثقافي، وتم تكريم مؤسسي النادي وهذه المرة الأولى التي يتم فيها تكريم المؤسسين منذ نشأته.. كما تم توقيع اتفاقية تعاون بين النادي وجمعية نقاد السينما المصرين، وقبل كل ذلك تم عمل ورشتين أحداهما للإخراج السينمائي وأشرف عليها المخرج عامر الزهير والثانية في فن الكتابة الدرامية وأشرف عليها وحاضر فيها د. أسامة أبو طالب. كما تم تفعيل نشاط عروض الأفلام العالمية والمحلية من خلال ديوانية الأفلام حيث عرض فيلم «العاصفة» إخراج محمد السنعوسي، وعلى هامش عرض الفيلم تم استضافت السينمائي والإعلامي القدير بدر المضف في حوار مفتوح عن كتابه الأخير السينما في الكويت، وضمن نشاطات الديوانية تم أيضاً عرض فيلم «الصمت» للمخرج هاشم محمد ولقاء مفتوح معه حول بدايات السينما في الكويت. إضافة إلى مسابقة سينسكيب لأفلام الهواة بالتعاون مع شركة السينما والتي قدم من خلالها أكثر من عشرين فيلماً جديداً لمخرجين كويتيين من الهواة.
خلافات
مع تقديرنا لتلك الانجازات لكن طغت عليها المشاكل والخلافات بين أعضاء النادي ومجلس إدارته؟
إذا كنت تقصد الاستقالات التي حدثت، فهذا وارد في أي جمعية ثقافية نتيجة اختلاف وجهات النظر, وباعتبار أن هناك دوافع كثيرة وراء الانتماء للنادي وضمن هذه الاستقالات ثلاث استقالات للأعضاء عامر الزهير وعبد الرضا بن سالم وحسن عبدال فضلوا الابتعاد لانشغالاتهم الخاصة . وإذا كنت تقصد مشكلة التشكيك في شرعية انتخاب ثلاثة أعضاء جدد فقد حسمت وزارة الشؤون الاجتماعية هذا الأمر وأقرت بصحة الانتخاب.كما أود التوضيح أن النادي مازال على تواصل مع الأعضاء المستقيلين الفاعلين من خلال مجلس الإدارة الحالي. كما أثيرت مشكلة حول استديو الكروما وعدم احتياج النادي له، لكن من الناحية الفنية يحتاج الأعضاء إلى هذا الاستديو لتنمية مهاراتهم في التصوير وفى المونتاج وفى صناعة المؤثرات الخاصة بشكل عام، وهو ليس بالاستديو الاحترافي، وإنما استديو للهواة، وكل ما صرف عليه حتى الآن لا يساوي مصروفات حفلة عشاء من الممكن أن تقيمها أي جمعية نفع عام. ونحن في النادي حريصين على أن تعتمد تكلفة الاستديو على تبرعات الرعاة. وهنا لا ننسى وقفة الشيخ خالد العبد الله الصباح الرئيس الفخري للنادي من خلال تبرعه لأكثر من نشاط رئيسي للنادي. كما أثني على د. ليلى السبعان التي تبرعت أيضا بدعم مادي.
وقت متأخر
وما حكاية العمل حتى وقت متأخر في النادي؟
استمرار العمل في النادي لوقت متأخر لا يحدث إلا في حالات استثنائية، عندما يمتد الوقت برواد ديوانية الأفلام إذا طال توقيت الفيلم خاصة أن هناك حلقة نقاش تتم بعد عرض كل فيلم. وفى بعض الأحيان نلزم بإرادتنا للاستمرار في العمل دون ادارك للوقت وذلك لضرورات يجب عملها.
يؤخذ على مجلس الإدارة الحالي عدم وجود سينمائيين؟ كيف ترى هذا الأمر؟
السينما كفن مرآة بحجم هذا الكون, ولها اتصال دائم لا ينقطع بكل العلوم والفنون والآداب, لأنها الفن السابع الذي يجمع الرسم والنحت والتمثيل والموسيقى والرقص والشعر، وأي سينمائي يعرف هذه الحقيقة، ولا يضير مجلس الإدارة أبدا أن يكون العضو دارسا للتلفزيون أو مسرحيا أو تشكيليا أو حتى روائيا. نعم للأدباء رابطتهم وللتشكيليين جمعيتهم, لكن ماذا يفعل النادي إذا كان أعيته جهود الاتصال بالسينمائيين لينضموا إلى مجالس إداراته على مر السنوات الماضية، ولا نجد سوى الاعتذار؟ ماذا يفعل النادي إذا كان أغلب هؤلاء السينمائيين مشغولين بأعمالهم الخاصة ولا يجدون الوقت الكافي للمشاركة في إدارة النادي . ثم هي قضية كبيرة تستحق النقاش والجدل لتحديد من هو السينمائي وغير السينمائي. وعموما يكفى النادي فخرا أن كل السينمائيين في الكويت بلا استثناء خرجوا من تحت عباءته، وكان للنادى شرف تقديمهم بداية من المرحوم عبد الرحمن المسلم، مرورا بوليد العوضي وزياد الحسيني وغيرهم. وكان للنادى شرف تكريم العديد من السينمائيين مثل عامر الزهير وحبيب حسين وعبد الله بوشهري.
دور
ماذا عن دور النادي في دفع عجلة الإنتاج السينمائي في الكويت؟
النادي من خلال نشاطاته المختلفة ومن خلال الندوات التي أقامها حرص دائماً علي المطالبة بدعم الإنتاج السينمائي، ومنذ إنشائه وحتى الآن قدم النادي كل الدعم الممكن لكل التجارب السينمائية الجديدة، وتضم القائمة أسماء العديد من المخرجين من الجيل القديم، ومن جيل الشباب الذين لا يزال النادي يحتضنهم. ويعول عليهم بتغيير واقع السينما في الكويت الذي بدأ ينتعش بدخول هذه العناصر الشابة للمجال السينمائي واستمرار الجيل القديم الذي يعزز مسيرتهم.
ما هي أهم أنشطة النادي خلال الفترة المقبلة؟
النادي يملك الكثير من الطموحات، وضمن هذه الطموحات إقامة مهرجان محلى للأفلام التسجيلية والقصيرة، وإقامة العديد من الورشات النوعية المتخصصة الفريدة من نوعها وفي جعبة النادي الكثير من المفاجآت التي ستعلن تباعا. كما يسر النادي أن يحتفي بأشقائنا السينمائيين من الجيل الحالي فى السعودية من خلال تنظيم اول تظاهرة للفيلم السعودي في الكويت.
كيف ترى كثرة المهرجانات السينمائية في الخليج؟
المهرجانات السينمائية بشكل عام هي احتفالات وتجمعات سينمائية مطلوبة لنقل وتبادل الخبرة، والتعرف علي إبداعات الآخرين، لكن من المهم أن تبعد هذه المهرجانات عن الإفراط في الأشكال الاحتفالية، والاهتمام بالنجومية علي حساب السينما، وتأخر الصناعة السينمائية في منطقة الخليج أمر طبيعي نتيجة انشغال دول الخليج بعد الاستقلال بإقامة البنية التحتية، ولم تكن السينما من الأولويات، لكن من المؤكد أن المستقبل السينمائي في منطقة الخليج يحمل الكثير من التجارب المهمة والفعاليات السينمائية المختلفة، ويجب أن نشير هنا إلى النشاطات السينمائية المتنامية في البحرين والإمارات العربية ومسقط والمملكة العربية السعودية. طبعا لا توجد صناعة سينمائية خليجية بالمفهوم العلمي، إنما توجد محاولات فردية وتطلعات طموحة لتكريس وترسيخ السينما كفن وكاحتياج اجتماعي وثقافي يساهم في نهضة الإنسان الخليجي.
No comments:
Post a Comment