Wednesday, August 04, 2010





الانتاج المشترك .. وعلاقه مشبوهة


العولمة قادمة لا محالة , بل العولمه قد وصلت منذ سنوات مع الاحترام لكل الغافلين وتدخلت فى تفاصيل حياتنا , وتسيدت وتربعت فوق رؤسنا شئنا ام ابينا ।
العولمة اذا حدثت - وهي تحدث بالفعل - تعني مرحلة مختلفة من العلاقات بين البشر , تذوب فيها فوارق اللغة , وتسقط فيهاعلامات الحدود بين الدول, وبالطبع علامات الحدود بين الثقافات. العولمه ببساطه تعنى بصراحه ووضوح تحويلك فى اخر المطاف الى انسان رقمى ( ديجتال ) حتى يسهل تنقلك انت ودماغك وجيبك وهويتك , من بلد الى بلد , ومن اى جهاز ( لابتوب ) , الى اى جهاز ( اى باد) .
فى زمن العولمة, فإن الكلام عن علاقة الثقافة العربية بالغرب, يعني ببساطة دخول مناطق شائكة وخطيره। وحينما تكون هذه العلاقة تمويل انشطة ثقافية وفنية < يكون الكلام مثل الدخول إلى حقول الالغام। ووسط الحالة الثقافية التي يعيشها عرب ما قبل العولمة, هناك فريقان: فريق يعلن بصراحه ان الغرب امبريالي واستعماري,واستغلالى , وعدو لدود, والتعاون معه خيانة عظمى . وفريق آخر يعلن بصراحه اكبر , أنه لابد من اللجوء لهذا الغرب لأن لديه التقنيات , والادوات , والمؤسسات القادرة على إنتاج الثقافة الحرة. طبعا هناك فريق ثالث يطالب بالالتصاق بالهويه والعوده الى التراث , والارتباط به , مع المطالبة بقدر من الانفتاح على الغرب , للاستفادة من تجربته وتقدمه. مناسبة هذا الكلام هو أ أفلام الإنتاج المشترك بين فرنسا وبعض الدول العربية.ومنها بالطبع تلك التجارب التى تم انتاجها فى مصر بتمويل فرنسى اوبتمويل اوروبى . نذكر منها بعض افلام يسرى نصرالله مصل ( المدينه ) وقبلها بعض افلام الراحل يوسف شاهين ونذكر منها ( المهاجر ) وهناك طابور اخر من المخرجين , يقف على ابواب هذا الدعم الخارجى . والبعض يرى في تجربة الإنتاج المشترك , تجربة مشبوهة لأنها تقدم من خلال الأفلام موضوعات معينة يعشقها الغرب, ويكرس لها ويحث العديد من المثقفين في العالم الثالث على إنتاجها, باعتبار أن الغرب مصاب بحالة من الجنون تجاه ثقافة الاقليات, اضافة إلى هوس بالعناصر ( الاثنيه ) فى المجتمعات العربيه . وهنا نتذكر تلك الضجه التى شغلت الاوساط السينمائيه , عندما قدم فريد بوغدير التونسى فيلم ( عصفور السطح ) عام 1990 وقبلها قدم نورى بوزيد ( ريح السد ) 1986 . وعندما قدم الراحل يوسف شاهين ( اسكندريه كمان وكمان ) , وتمحورت الضجه وتمركزت حول وجود بعض صور التخلف العربى فى الافلام المشار اليها من خلال تصوير عادات الزواج , اضافه الى وجود شخصيه يهوديه فى احد الافلام . وتم اتهام المخرجين السابقين بالعماله والخيانه والخضوع الى شروط المنتج الاوروبى . البعض الآخر يرى ان تجربة الإنتاج المشترك هي فرصة عظيمة يقدمها الغرب إلى العرب للتعبير عن قضأياهم , ولتعريف المشاهد في أوروبا بمواهب سينمائية عربية , لا تجد لها مكانا في بلدانها تحت الشمس. والبعض الاخر يرى ان العلاقة مع الاصدقاء الاوروبيين) مشبوهة ) كما ان السينمائيين العرب , غالبا ما يكونون في موقع الاستجداء , كما ان العرب سيد من استهلك الثقافة الغربية على الشاشات وفي القراءات. والكتابات, وان هذا الاستهلاك غير متوازن لأنه استقبال بدون إرسال., وسواء كنا مع هذا البعض اوذاك البعض الاخر , فاننا لانستطيع ان نغفل اونهمل السؤال التالى : أليست الصور الموجودة في الافلام المشتركه من الواقع العربي؟ وإذا كانت هذه الأفلام تصور التخلف العربي , فهذا ليس عيبا طالما كانت هذه الصور موجودة وحقيقية . المهم أن نجد في هذة الأفلام إشارات أمل لتجاوز هذا الواقع, ومحاربة مافيه من أمراض وعيوب . والمهم الا تتناثر صورواقعنا فى النهايه تحت عجلات قطار العولمه المجنون الذى لايعرف الا لغة الارقام .
-------------------
عماد النويرى

No comments: