Tuesday, June 22, 2010





عواطف القادة
واخطاء التاريخ


الكتابة التاريخية تحتاج دائما آلي دراسة كل الجوانب المتعلقة بالموضوع من حيث شكل الحياة , والعادات والتقاليد , وطريقة التفكير , والثقافة , والألفاظ , والأزياء وغيرها . واذا كان التاريخ يتحدث عن وقائع ثابتة لامجال في تغييرها آو تحويرها فان الكتابة التاريخيةالدرامية تفتح المجال أمام خيال الكاتب لابتكار أحداث وشخصيات تثرى العمل الفنى .فنحن نعرف مثلا تاريخ الحملة الفرنسية على مصر , لكن لا نعرف كيف كان قائد الحملة يقضى وقته على مدى يوم كامل . ونعرف ان صلاح الدين الايوبى قام بتحرير بيت المقدس لكن لانعرف شيئا كثيرا عن حياته العاطفية , وكيف كان يقضى وقته مع زوجاته واصدقائه . والمشاهد بشكل عام يحتاج آلي التعرف على تاريخه من خلال الأعمال الفنية , وذلك افضل من قراءة كتاب , وهنا نتذكر ما تقوله الأبحاث بان الإنسان يتذكر 80 % مما يشاهد و30 % مما يسمع ,و10% فقط مما يقرا . كما ن المسلسلات التاريخية افضل كثيرا من بقية المسلسلات التى لاتقدم شيئا نافعا . ومسالة تناول نفس الفترة التاريخية في اكثر من مسلسل ليس عيبا , المهم آن يكون هناك اختلاف في الموضوع , والمهم أيضا الزاوية آلتي يتم تناول هذه الفترة من خلالها . والمحك الحقيقي هو وجود الدراما . والعبرة بما نقدمه وكيف نقدمه , لان المسلسل التاريخي يحتاج آلي مجهود كبير حتى يظهر بشكل جيد .
خلال الأعوام الماضية , والى حد كبير , فشلت المسلسلات التاريخية العربية في آن تحقق آية نجاحات على مستوى الموضوع , وعلى مستوى الشكل , فإضافة آلي الأخطاء التاريخية في ذكر الوقائع قدمت هذه المسلسلات في أشكال فنية رديئة يغيب فيها توظيف العناصر الفنية المختلفة . وكان من السهل آن نجد ملابس الممثلين في العصر العباسي تنتمي آلي العصر اليوناني , وملابس الخليفة في العصر الأموي تنتمى آلي احد القياصرة في العصر الروماني . هذا ناهيك عن غياب الأزمنة فلا نعرف إذا كانت الأحداث تجرى بالليل آم بالنهار ؟ ! في فصل الصيف آم في الشتاء ؟! . لكن لم يستمر الوضع على ماهو عليه وفجأة ظهرت على خارطة الفضائيات مجموعة مختلفة من المسلسلات التاريخية السورية استطاعت آن تخطف الأبصار , وان تقدم العديد من الصور الباهرة , آلتي يمكن من خلالها التوقف عند العديد من محطات التميز . ويقف وراء هذه المسلسلات ميزانيات
ضخمة وخبرات فنية مؤهلة ورغبه اكيده فى التميز
واذا كانت الدراما العربية بشكل عام قد بدات خطوات مهمة نحو تقديم مسلسلات تاريخية مختلفة , وذات مستوى متميز من الناحية الإبداعية , فان المشكلة آلتي يجب الانتباه لها آن بعض هذه المسلسلات سواء مسلسللات السيره الذاتيه اوتلك التى تتناول حياه البدو وابطالهم التاريخيين , تقوم بتشويه التاريخ بصورة لم يسبق لها مثيل في مجال صناعة الفنون المرئية في بلاد العرب . كما آن هذه المسلسلات تلعب دورا مهما في تعميق شقة الخلاف والكراهية بين العرب , والحالة أصلا لاتحتمل المزيد .

عماد النويرى


No comments: