Friday, August 15, 2008



فى ( هانكوك ) جاذبية نجم وقماشة غير متجانسة .

- بطل خارق وجزء غامض وعلاقة تاريخية
- اعادة تاهيل وقوة مدمرة ومؤثرات خاصة


كتب عماد النويرى
تاريخ الاداب والفنون يعج بالأبطال الخارقين .ومنذ بداية تسجيل البطولات اليونانية القديمة فان أبطال الملاحم القديمة مثل أخيل واو ليس مازالوا حتى هذه اللحظة حاضرين بأشكال مختلفة ليمثلوا قوة دافعة للبشر لكي يحلموا أنهم , رغم كل المعاناة , قادرون على قهر المستحيل . وتاريخ السينما ومنذ نشأتها حافل بكل أنواع البطولة الخارقة سواء الطيبة والشريرة بداية من فرانكشتين مرورا بدراكولا وسوبرمان وباتمان هذا غير الرجل العنكبوت والرجل الذبابة والرجل النملة . وكما شركات الأطعمة التي تتحفنا كل ساعة بأنواع جديدة من ( الفراريج ) والبيتزا و ( السندويتشات ) حتى تستثير معدة الجائع ودفعه للشراء , فان شركات السينما الكبيرة يبدو انها تفعل ذلك وتستثير رغبتنا فى مشاهدة أبطال جدد لكسر الملل ولدفعنا أيضا لشراء التذاكر . لحم الفروج واحد وعجينة البيتزا واحدة لكن لاباس من التغيير( مرة مشوي ومرة مقلي ومرة بالصلصة ) حتى لو كان هذا التغيير سيتم من تقديم بطل ( زبالة ) يكره الناس وجودة الى ان يثبت انه جدير بالبطولة ويستحق محبة الناس , وهذا ماحدث مع ( هانكوك ) الذى اتوقع انه سيصنع منه العديد من الأجزاء خلال السنوات المقبلة .

بطل تعيس
( هانكوك ) يحكى قصة بطل خارق يسمى "جون هانكوك" ينام في الشارع وهو سكير ومكروه من الناس لأفعاله . هو لايتوانى عن إنقاذ من يطلب انقاذه , لكن في كل مرة يتسبب في مصيبة كبيرة لأنه لايملك ترشيد وتنظيم قوته الخارقة ولا يعرف حدود استعمالها . مما بسبب انتقاد الناس له . ثم يدخل هانكوك في علاقة مثيرة للشكوك مع زوجة "راي امبري" أخصائي العلاقات العامة الذي يحاول تحسين صورة هانكوك بعد ان ا ينقذه الأخير من موت محقق . ينصح راى البطل التعيس ان يسلم نفسه وان يقضى بعض الوقت في السجن على أمل إعادة تأهيله . ومع زيادة انتشار الجرائم يتم الافراج عن هانكوك ويقوم انقاذ الناس والمدينة من عملية سطو مسلح على احد البنوك , وتدريجيا يتم تحسين صورة بطلنا المغوار وتزداد شعبيته, ويبدأ الجزء الغامض في الفيلم والذى تدور أحداثه حول علاقة هانكوك التاريخية بزوجة راى وكيف أنهما كانا زوجين في مامضى من أيام وكيف ان قوتهما تزداد كلما ابتعدا ويحاول هذا الجزء توضيح أسباب وجود هانكوك على هذه الحالة وكيف انه تائه في الكون منذ مئات السنين وكيف انه سيحمل على عاتقه والى الأبد مصير تحدد له وقوة مدمرة عليه دائما ان يستخدمها لخدمة الآخرين .
جاذبية ومصادفة
الفيلم السيناريو ورغم جاذبية البطل اعتمد على المصادفة التى قادت هانكوك لمقابلة زوجة راى والتى كانت زوجته فى ماسبق ولم نتعرف على رغبة احد الأطراف في البحث عن شريكه ولولا دعوة راى لهانكوك في بيته لفقدنا نصف الفيلم . ولم نفهم حب هانكوك للشارع وهو قادر على ان يقيم الدنيا ويقعدها بقوته الجبارة . ولم نفهم طبيعة العلاقة بينه وبين زوجة راى وربما تدخل مقص الرقيب في حذف لقطات اومشاهد اثرت على فهمنا لطبيعة هذه العلاقة . فكما يبدو فان هانكوك حاول إقامة علاقة عاطفية مع الزوجة التي سرعان ماطردته خارج البيت وربما لم يحدث شى . وفى توضيح القصة التاريخية عن وجود سلالة هانكوك وأسباب تمتعه بهذه القوة الخارقة لم نفهم الكثير من هذه القصة وكان من المهم ان يقدم لنا السيناريو بعض ( الفلاشات الباكية ) لنتعرف على علاقة هانكوك بزوجته وحبيبته السابقة . وكان من المهم ان يتم حسم العلاقة بين راى وزوجته قبل انتهاء الفيلم خاصة بعد علمنا أنها تعرف من تكون والى اى عالم تنتمي .

مؤثرات خاصة
في الفيلم ( الفن ) يمكن التوقف عند محطة أساسية ومهمة في مثل هذه النوعية من الأفلام وهى محطة المؤثرات الخاصة . ولاشك ان احد أسباب نجاح هذا الفيلم على مستوى شباك التذاكر هو وجود مشاهد تم إجادة صنعها على مستوى الصوت والصورة . ويضاف الى ذلك الشعبية الكبيرة التى يتمتع بها ويل سميث كممثل ومغنى له صولات وجولات على مستوى الأفلام التى تخاطب شريحة الشباب مثل ( يوم الاستقلال ) و( باد بويز ) و( رجال في الأسود ) وغيرها . وهناك إشارة أيضا إلى تشارلز ثيرون التي أجادت تجسيد شخصية الزوجة .
في ( هانكوك ) من الممكن بالطبع ان تستمع بمتابعة بطلك المفضل ويل سميث وان تنبهر المؤثرات الخاصة لكن المشكلة ان الفيلم يعانى من علة أساسية تسبب فى الكثير من الأحيان غموض وارتباك المشاهد وهذه العلة تكمن في الخلطة التي أراد الفيلم ان يتحفنا بها والتى أفقدت الفيلم الكثير من هويته . تلك الخلطة التي جمعت الكوميديا بالا كشن . والاكشن بالرومانسية . والرومانسية بالخيال العلمي . طبعا الدراما السينمائية تتحمل كل هذه الأنواع في عمل واحد لكن من المهم نسج كل الخيوط في قماشه متجانسة الألوان . وهذا لم يحدث فى هذا الفيلم
كلام الصورة تشارلز ثيرون .

No comments: