السينما فى الإمارات العربية المتحدة
مشاريع مختارة .. وفرص تمويل
تعد دولة الإمارات العربية المتحدة أكبر سوق سينمائية بين دول مجلس التعاون الخليجي حيث فاق إجمالي إيرادات شباك التذاكر 74 مليون دولار العام 2008، في حين وصلت أعداد المتفرجين إلى 8 مليون مشاهدتقريبا في العام ذاته। كما تعد دولة الإمارات في طليعة دول مجلس التعاون الخليجي من حيث عدد الصالات السينمائية التي وصلت العام 2009 إلى 191 صالة عرض.
وقد بدأت أول تجربة سينمائية في الإمارات على يد المخرج الإماراتي علي العبدول بفيلم "عابر سبيل"1989 الذي فتح الطريق أمام صناعة السينما. وكان هو الفيلم الروائي الأول الذي حاز شهرة البداية، وظل حتى اليوم يشار إليه على أنه بداية تاريخ السينما الإماراتية و"علي العبدول" هو صانع أول فيلم سينمائي في ذاكرة الإمارات..
وأوّل مسابقة أفلام سينمائية بدأت في 10 أبريل 2001، بتنظيم من المجمع الثقافي في أبو ظبى بعنوان "أفلام من الإمارات"لمدّة ثلاثة أيام، وعرض خلال هذه المسابقة (58) فيلماً إماراتياً من مختلف الأطوال الزمنية وتعد كلها باكورة الأعمال السينمائية في الإمارات منذ نشأتها، إضافة إلى (19) فيلماً من أعمال المحترفين والتلفزيونات المحلية والهوّاة، و(39) فيلماً هي مشاريع طلابية من مختلف الجامعات والكليات الجامعية في الإمارات.
وقد بدأت مسابقة أفلام من الإمارات كمسابقة أفلام قصيرة وكانت المشاركة في البداية وقفاً على مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة. وفي العام 2008 أصبحت المسابقة جزءًا من مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي. وقد تم في 2009 فتح أبواب المشاركة أمام جميع مقيمي دول مجلس التعاون الخليجي بهدف تعزيز روح المنافسة واستقطاب المزيد من المشاركات وضمن أهداف المسابقة:.
تشجيع إنتاج الأفلام المحلية، مع التركيز بشكل خاص على الأفلام القصيرة والروائية والوثائقية من صنع الإماراتيين..
وتوفر المسابقة للمبدعين الإماراتيين من طلبة المدارس الثانوية والجامعات منبراً
مثالياً لعرض مواهبهم والتنافس على الفوز بجوائز قيمة.
كما تقام على هامش المسابقة سلسلة من المحاضرات والندوات بهدف طرح قضايا ذات أهمية في المجال السينمائي للمناقشة المتعمقة وتبادل الآراء..
وتتنافس أفلام من دولة الإمارات وبقية دول مجلس التعاون الخليجي في فئتين رئيستين: العامة والطلاب..
أما الجوائز، فتمنح للفائزين في مسابقات مختلفة بما فيها مسابقة أفلام من الإمارات ومسابقة دول مجلس التعاون الخليجي، ومسابقة الإمارات العربية المتحدة، ودول مجلس التعاون الخليجي، ومنحة الإمارات السينمائية..
وتشمل فئات الجوائز المتنوعة أفضل فيلم روائي قصير، وأفضل فيلم وثائقي قصير، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة بالأفلام الروائية / الوثائقية القصيرة، وأفضل كاتب سيناريو خليجي، وأفضل مصور سينمائي خليجي، وأفضل فني مونتاج خليجي، وأفضل فني مؤثرات مرئية، وأفضل ممثل خليجي، وأفضل مؤلف موسيقى فيلم خليجي، وأفضل فيلم روائي في دول مجلس التعاون الخليجي، وأفضل فيلم وثائقي طويل بدول مجلس التعاون الخليجي. وتضم لجنة التحكيم للأفلام المنافسة أربعة أعضاء مؤهلين في مجال الإعلام المرئي والأدب فيما تضم لجنة تحكيم منحة الإمارات السينمائية في عضويتها أعضاء مؤهلين في كتابة السيناريو وصناعة الأفلام..
ويحق لمواطني ومقيمي دول مجلس التعاون الخليجي المشاركة في مسابقة "مجلس التعاون الخليجي السينمائية" (الأفلام الروائية والقصيرة).
وانطلق مهرجان دبي السينمائي الدولي في ديسمبر 2004 تحت شعار "ملتقى الثقافات والإبداعات".
ويعقد مهرجان دبي السينمائي الدولي بدعم من رئيسه الفخري سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، وهو حدث ثقافي غير ربحي تنظّمه سلطة المنطقة الحرة للتكنولوجيا والإعلام في دبي.
ولم يتوقف دور المهرجان عبر دوراته السابقة على عرض الإبداعات السينمائية من جميع أنحاء العالم حسب، بل أصبح قاعدة قوية لدعم وتشجيع المواهب المحلية، حيث شهد في 2006 إطلاق جوائز المهر للإبداع السينمائي العربي، التي تهدف إلى تكريم السينمائيين العرب على الصعيدين الإقليمي والدولي. وفي 2008، تم توسيع نطاق المسابقة لتشمل مسابقة المهر العربي، ومسابقة المهر الآسيوي الإفريقي.
ومن المبادرات التي شهدها المهرجان 2006 إطلاق "مكتب السينمائيين"، الذي تأسس بهدف تقديم الدعم والمساعدة لجميع الأعضاء المسجلين. كما شهدت النسخة الرابعة من المهرجان 2007 إطلاق "ملتقى دبي السينمائي"، وهو بمثابة سوق للإنتاج السينمائي يهدف إلى تعزيز نمو صناعة السينما في العالم العربي. وفي 2008، تم إطلاق "سوق دبي السينمائي"، وهو أول سوق من نوعه في المنطقة، يوفر منصة حديثة لتجارة المواد السمعية والبصرية، وذلك من خلال بوابة السوق الرقمية (سنيتيك).
وفي 2010، تم تخصيص مساحة خاصة من المهرجان للسينما الإماراتية، وذلك بإطلاق مسابقة المهر الإماراتي لتكريم المخرجين الإماراتيين في فئات الأفلام الروائية الطويلة والوثائقية والقصيرة.
وقد حظي شعار المهرجان "ملتقى الثقافات والإبداعات" بالاهتمام لما يعبّر عنه من التشجيع على فهم الآخرين، والاحترام المتبادل بين مختلف الشعوب والدول والديانات والأعراق.
وقد أصبح مهرجان دبي السينمائي الدولي منذ تأسيسه وجهة مهمة لصنّاع السينما في المنطقة وحول العالم، ليتحوّل إلى قاعدة لتسهيل التعاون المشترك بينهم وبجانب مهرجان دبي السينمائي تأسس مهرجان (أبوظبي) السينمائي (مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي سابقاً) 2007 بهدف المساعدة على إيجاد ثقافة _سينمائية حيوية في أرجاء المنطقة. ويلتزم هذا الحدث الذي تقدمه هيئة (أبوظبي) للثقافة والتراث في أكتوبر من كل العام تحت رعاية كريمة من معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، بتنسيق برامج استثنائية تجذب المجتمع المحلي وتسهم في تثقيفه كما تلهم صناع الأفلام وتغذي نمو صناعة السينما في المنطقة.
وإذ يلتزم المهرجان بإتاحة الفرصة لصناع الأفلام العرب للمشاركة بأعمالهم في المسابقات بشكل متكافئ مع أهم المخرجين في السينما العالمية، فإنه يقدم بذلك إلى الجماهير المتنوعة والمتحمسة لهذا الفن في (أبوظبي) وسيلة للتواصل مع ثقافاتهم وثقافات الآخرين. كما أن التركيز الفعال على الأصوات الجديدة الجريئة من السينما العربية يتصل في الوقت نفسه بدور (أبوظبي) المحوري كعاصمة ثقافية ناشئة في المنطقة، ويميز المهرجان بكونه المكان الذي يكتشف فيه العالم صناعة السينما العربية الحديثة ويجس نبضها. وأنشئ صندوق ( سند) خاص بمهرجان (أبوظبي) السينمائي لتمويل المشاريع السينمائية في مرحلة تطوير السيناريو ومراحل الإنتاج النهائية. ويوفر "سند" لصانعي الأفلام في العالم العربي دعماً داخلياً يعينهم على تطوير أفلامهم الروائية والوثائقية الطويلة أو استكمالها. ويبحث القائمون علىه "سند" عن مشاريع جريئة ومميّزة لمخرجين صاعدين ومكرسين على حد سواء، بهدف تشجيع الحوار بين الثقافات والتجديد الفني والعمل في الوقت عينه على بناء شبكات تواصل متينة بين أهل الصناعة السينمائية في المنطقة.
كما، يقدّم "سند" الدعم والترويج على مدار العام للمشاريع المختارة لمساعدة صانعي الأفلام على الاتّصال بشركاء محتملين والإفادة من فرص التمويل والتواصل مع الجمهور.
ويعرض مهرجان (أبوظبي) السينمائي الذي ينعقد في أكتوبر من كل العام عدداً كبيراً من المشاريع التي حصلت على دعم من صندوق "سند". ويمكن اختيار الأفلام الحاصلة على الدعم للمشاركة في إحدى مسابقات المهرجان الأساسية (الروائية أو الوثائقية أو "آفاق جديدة") أو في أقسام المهرجان الأخرى غير التنافسية. ومن المهم الإشارة إلى لجنة (أبوظبي) للأفلام كمبادرة أطلقتها هيئة (أبوظبي) للثقافة والتراث في يناير 2009 هدفها المساعدة على تطوير صناعة السينما والتلفزيون في (أبوظبي) ورعاية المواهب الجديدة والمساهمة في الترويج للثقافة العربية عبر السينما. واستناداً إلى تلك الأهداف، أطلقت اللجنة سلسلة من المبادرات في 2009 شملت برنامجاً متنوعاً من الفرص التدريبية ومنح الإنتاج ، ودورة 2009 من مؤتمر "ذي سيركل". الذي يهدف كبادرة تنموية، إلى خلق فرص جديدة للصناعة السينمائية في الشرق الأوسط، من خلال دعوة كبار المنتجين والممولين ومديري الشركات وصانعي الأفلام من شتى أنحاء العالم. ويتيح المؤتمر لأعلام الصناعة السينمائية تبادل المعارف والخبرات عبر أنشطة متنوعة مثل اللقاءات الحوارية والمحاضرات الاختصاصية ومأدبات التعاون ومسابقة منحة (شاشة).
وترعى لجنة (أبوظبي) للأفلام أيضاً برنامج "محاضرات اختصاصية" الذي يستمر على مدار العام بهدف فتح المجال أمام المخرجين في أبوظبي للتعلم والتواصل مع بعض أبرز أصحاب المواهب والمبدعين في صناعة السينما والتلفزيون في العالم. وستواصل اللجنة في العام 2011 دعمها لصانعي الأفلام في دولة الإمارات والمنطقة من خلال برامج تدريبية عديدة مثل صندوق تمويل الأفلام القصيرة، (أفلام قصيرة)، وسلسلة الوثائقيات (أصوات جديدة) والدورة الرابعة من منحة (شاشة) البالغة قيمتها 100 ألف دولار أميركي، تمنح لتطوير الأفلام الطويلة. أما على الصعيد الدولي، فتواصل لجنة أبوظبي للأفلام سعيها الدؤوب إلى إعلاء اسم أبوظبي منصة للإنتاج السينمائي من خلال مكتبة المواقع السينمائية على موقعها الإلكتروني وكذلك من خلال حضورها في المهرجانات والأسواق السينمائية حول العالم..
ويمكن الاشارة إلى ( إيميج نيشن أبوظبي )، و هي إحدى الشركات الفرعية المملوكة بالكامل لشركة أبوظبي للإعلام، وتعمل على تطوير وإنتاج وتمويل أفلام طويلة ومحتوى رقمي للأسواق العربية والعالمية. تأسست الشركة في سبتمبر 2008.
وتعمل من قاعدة عملياتها في عاصمة الإمارات العربية المتحدة على عقد شراكات مع أبرز المنتجين العالميين لتطوير وإنتاج محتوى مناسب للتوزيع على مستوى العالم، وذلك إلى جانب تقديمها الدعم للمخرجين في الشرق الأوسط وللإنتاج السينمائي العربي.
وعزم إيميج نيشن أبوظبي على إنجاز ثمانية أفلام سنوياً سيضمن لها موقعاً ريادياً على خارطة إنتاج الأفلام الطويلة في العالم ، ويرسخ مكانة أبوظبي كمركز رئيسي لإبداع المحتوى الإعلامي.
وتهدف twofour54، التي يمثل اسمها الإحداثيات الجغرافية لإمارة أبوظبي، إلى تطوير المحتوى الإعلامي والترفيهي العربي والإرتقاء به إلى مستوى العالمية بأيدي العرب ولأجل العرب. كما تهدف مهامها إلى ترسيخ مكانة أبوظبي كمركز إقليمي متميز لابتكار محتوى مميز من خلال توفير ديناميكية عمل مميزة وبيئة محفزة للإبداع في كافة الميادين الإعلامية والترفيهية من التلفزيون إلى الراديو والسينما والنشر والإعلام الرقمي والهاتف المتحرك والموسيقى والألعاب الإلكترونية والرسوم المتحركة
وخلال الاعوام القليلة الماضية شارك العديد من الأفلام الامارتية في مختلف المهرجانات العربية والعالمية، ومن تلك المهرجانات التي شهدت مشاركات فيلمية اماراتية :
* مهرجان أصيلة السينمائي في المغرب
* مهرجان الخليج السينمائي
* مهرجان معهد العالم العربي بباريس
* مهرجان (إيكو) السينمائي الدولي في اليونا
* مهرجان الدولي للشعوب المسلمة في روسيا
* مهرجان أبوظبي السينمائي الدولي للأفلام الطويلة
* مهرجان برلين السينمائي الدولي
وبذكر السينما في دولة الإمارات العربية من المهم الاشارة إلى بعض المجموعات السينمائية التي تشكلت على يد مجموعة من هواة ومحبى الفن السابع ومن هذه المجموعات
مجموعة صقر الصحراء
مجموعة فنية، سينمائية، مستقلة، غير رسمية تكونت سنة 2000، تعنى بالفنون عموماً وبالفن السابع (السينما) بشكل خاص، العمل فيها بشكل انفرادي و مقرها إمارة دبي. ومن أعضائها هاني الشيباني وياسر القرقاوي (عضو مؤسس) وخالد الرايحي (عضو مؤسس) ويوسف إبراهيم ، وعمر إبراهيم، وعبدالحليم قائد، ومن أعمال هذه المجموعة (خوف - حلم - يوم عادي - فضول - الملعون - شوف واستمع لتحس - البطل - ساعة - الخرافة بين الحقيقة والخيال).
مجموعة البعد الرابع
بدأ تأسيسها 2004، حيث اختصاصها في مجال صناعة الأفلام السينمائية، وتساهم في دعم الوجوه الجديدة في مجال السينما من مخرجين ومصورين وممثلين وكتاب.
وكان أول ظهور لهذه المجموعة عبر مسابقة أفلام من الإمارات في دورتها الرابعة 2004، ومن أعضائها صالح محمد المرزوقي وجمعة السهلي، وسالم غالب الريامي، ومحمد المهيري، وحمد سيف الريامي. ومن الأفلام التي قدمتها هذه المجموعة ( تونا - خلاص - ألوان الروح - المشاغب - رنين - ليلة القبض على النباطة - إنها زجاجة فارغة - أسرار الأسرار - الطبول الإماراتية في الأحياء الفرنسية).
مجموعة الرؤية
تضم إلى جانب مؤسسها المخرج والممثل سعيد سالمين المري كلاً من حسن الكثيري وسعيد عوض المري، عبدالله حسن أحمد، طلال محمود، عوض سعيد السعيدي، سالم رشيد الزعابي، ومحمد رشيد الزعابي. والمجموعة تسعي إلى النهوض بالسينما الإماراتية والوصول إلى العالمية خلال المشاركة في المهرجانات السينمائية المحلية والدولية.
والمري هو أحد الشباب الإماراتيين الذين حققوا نجاحات مميزة خلال عشر السنوات الماضية.. خلال مشاركاته في المسابقات والمهرجانات المحلية والدولية.
ويعتبر (بقايا تراب) أول عمل رسمي له ثم (هبوب) و(عرج الطين) و(جدران) و(مسافر) و(عرس الدم) و(الغبنة) و (الضنا)
وهناك أيضا مجموعة ( فراديس ) التي أسسها المري وشارك في تأسيسها عبدالله حسن أحمد ومحمد حسن أحمد
ويبقى فيلم " مرايا الصمت " إنتاج 2006 للمخرج نواف الجناحي من اكثر الأفلام الإماراتية القصيرة التي عرضت في المهرجانات حول العالم والذي تجاوز 22 مهرجانا، و يتناول الفيلم مواجهة بين مدينة حديثة وشاب بائس ووحيد، وتمضي بنا تلك المواجهة حيث الأسمنت كحالة اغتراب داخلية تتعمق حين لا لون يتهادى بنا في الصورة سوى الأبيض والأسود.
ومن المهم الإشارة إلى فيلم (ظل البحر) الذي بدأ تصويره قبل فترة في إمارة رأس الخيمة في دولة الإمارات تحت إدارة المخرج نواف الجناحي، وتدور قصته حول نمط العيش في تلك الإمارة التي مازالت متمسكة بعادات وتقاليد الزمن الماضي، وسط تحديات للظروف الاجتماعية المتغيرة باستمرار، والمقرونة بما نشهده من ثورة في عالم التكنولوجيا. إنه الصراع الأشد بين تمسّك الإنسان بالبقاء في أرضه حفاظاً على ما بناه الأجداد وكيفية التوجه نحو المستقبل ومواكبة العصر.
وإلى جانب القضايا الأسرية التي يطرحها الفيلم ملقياً الضوء على كيفية تربية الأهل لأبنائهم وسط المتغيرات، ثمة خط رومانسي بريء يجمع فتاة بشاب من أبناء الجيران إلا أن هذا الحب يبقى سجين بواطن كل منهما.
وقد وقعت شركتا "إيمج نيشن أبوظبي" و"أمبير إنترناشيونال" اتفاقية حصرية توزع أمبير بموجبها أفلام إيمج المنتجة محليا على دور العرض السينمائي، بجانب توزيعها على أقراص مدمجة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ويبدأ تنفيذ الاتفاقية من خلال توزيع فيلمي "ظل البحر" للمخرج الإماراتي نواف الجناحي وفيلم "جن" للمخرج توبي هوبر،...
ويذكر أن الدورة الرابعة من مهرجان الخليج السينمائي التي أقيمت 2011 قد شهدت عرض باقة مميزة من الأفلام الإماراتية، في خطوة تؤكد الدور الناجح والمهم الذي يلعبه كل من (مهرجان ابوظبى السينمائي) و(مهرجان الخليج السينمائي) و( مهرجان دبي السينمائي الدولي)، في تطوير ودعم المواهب السينمائية الإماراتية الواعدة.
وقد شاركت الإمارات في دورة مهرجان الخليج 2011، من خلال 44 فيلماً، حيث تنافس على جوائز المهرجان 21 فيلماً في مسابقة الخليج، و13 فيلماً ضمن مسابقة الطلبة، في حين تم عرض 9 أفلام أخرى خارج إطار المسابقة الرسمية ضمن برنامجي (تقاطعات) و(أضواء). ومن الأفلام المشاركة (السيفة) للمخرج الإماراتي محمد غانم المري، وهو فيلم قصير يتناول المشكلات التي تواجه العديد من المواطنين بعيون صياد مواطن طاعن في السن.
وشارك الإماراتي محمد فكري المؤلف الموسيقي، ومخرج أفلام الرسوم المتحركة ثنائية الأبعاد بفيلم (الجمل المجنون) وهو فيلم حركة ومغامرات تمّ إنجازه بأسلوب الرسوم المتحرّكة. ويحكي قصّة عمر ووالده وعمّه الذين يهاجمهم جمل مجنون خلال قيامهم برحلة إلى الصحراء. وشارك خالد العبدالله بفيلم (1100 مساء) وهو فيلم تشويق ورعب تدور قصّته حول شخص تقدم لوظيفة حيث عليه العمل ليلاً والخروج من مكتبه الساعة 1100 مساء، لكن الخطر يداهمه حين يكمن له قاتل في الظلام .
ويحكي الفيلم القصير (خُضِعْ) للمخرج سعيد سالم الماس رحلة شاب في ربيع عمره، يبدأ في رحلة نفسية معقدة تؤدي به إلى معرفة وفهم نفسه وإدراك معنى الحياة، ويدرك البطل في نهاية المطاف أنه هو نفسه الشخص المسؤول عن محنه وسوء طالع
وشارك في منافسات المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة فيلم (آخر ديسمبر) لحمد الحمادى.
وتضمنت باقة الأفلام المشاركة في مسابقة الأفلام القصيرة فيلم (تلفوني) للمخرج حسن كياني، والذي يدور حول فتى يبلغ 9 سنوات من العمر يكتشف سراً من خلال الصور الأولى التي يلتقطها على جهازه الجديد من طراز (آي فون). وفيلم (غافة عوشة) من إخراج هناء الزرعوني وطارق غطاس، والذي يتناول قصة الفتاة الصغيرة (عوشة) التي تضحي بحياتها لكي تجلب الماء لأختها المحتضرة في صحراء دولة الإمارات العربية المتحدة، بينما يسرد فيلم (موت بطيء) للمخرج جمال سالم قصة تدور أحداثها حول حفار قبور شجاع يضطر لمغادرة عمله بعد 30 العاماً من الخدمة، ولكنه يصر على البقاء والعيش في دولة الإمارات التي يشعر بأنها
بلده الحقيقي،. وشارك المخرج صالح كرامة، من خلال فيلم (قفاز)، كما شارك المخرج أحمد النقبي من خلال فيلمه (خيارات)، الذي يتحدث عن رجل يعود من عمله، ويشتبه بأن زوجته تقيم علاقة غرامية. بينما يذكرنا المخرج علي الجابري بأهمية الدور الذي يلعبه التقويم في حياتنا من خلال فيلمه القصير (روزنامة).
ومن المهم الإشارة أيضا إلى نايلة الخاجة التي قامت بإنتاج وإخراج ثلاثة أفلام هي: (آنفيلينج دبي) في (2004)، (آرابانا) في 2006، و(ونس) في (2009). وحازت نايلة العديد من الألقاب منها "المرأة الإماراتية لهذا العام" في (2005)، و"أفضل مخرج إماراتي" في مهرجان دبي السينمائي الدولي في (2007) و"أصغر سيدة أعمال" العام (2005) من خلال حفل توزيع جوائز قمة سيدات الأعمال والقيادات العالمية. حيث علقت نايلة قائلة: "أنا محظوظة بالعمل مع فريق متحمس، حيث نسعى جاهدين معاً لإنتاج أفضل الأفلام على مستوى دول الشرق الأوسط وتسويقها على مستوى العالم". بالإضافة إلى ذلك، فقد كانت نايلة عضواً في لجنة التحكيم الخاصة ببرنامج "الفيلم الرئيسي"، الذي ترأسه عباس كياروستامي، في مهرجان الشرق الأوسط السينمائي (أبوظبي) العام 2009
وبالإجمال تعد نايلة رائدة في عالم الإنتاج والإخراج السينمائي الإماراتي الأنثوي، وهي الإماراتية الأولى التي قامت بإنشاء شركة إنتاج متكاملة خاصة بها.
وقد شهدت "دبي" العرض العالمي الأول للفيلم البريطاني الإماراتي The Caller ضمن فعاليات مهرجان الخليج السينمائي الرابع ضمن قسم (أضواء) والفيلم من إنتاج شركة (الكوف) وهي الشركة التي أسستها الإماراتية أمينة دسمال في شراكة مع السينمائي المعروف روبن فوكس 2005. وتدور أحداث فيلم The Caller حول سيدة مطلقة تدعى ماري تعيش بمفردها في وحدة شديدة، لكن هذه الوحدة يتم قطعها بشيء مزعج للغاية، عن طريق اتصالات هاتفية من سيدة غامضة تتصل بها بشكل مكثف وتدعي أنها آتية من الماضي. في البداية تظن ماري أن هذه دعابة سمجة وقاسية، لذا تبدأ في تجاهل هذه الاتصالات. لكن المتصلة الغامضة لا تحب من يتجاهلها، لذا تحاول الانتقام بضراوة ووحشية وأكثر الطرق إفزاعاً وغرابة.والفيلم من إخراج ماثيو بارخيل.
وعن واقع السينما في الإمارات يرى المخرج الإماراتي الشاب وليد الشحى :(أننا نعاني كثيرا من ضعف التمويل، لأن السينمائيين لدينا، وبنسبة غالبة، تجدهم يصرفون من جيوبهم أحيانا على مشروعات أفلامهم. وبرغم ذلك فهم لا يأبهون، والمهم بالنسبة لهم تحقيق هذا الإنجاز وبلوغ الهدف.
وهناك قضية أساسية هي ضعف توفر أطر وهيئات التعليم والتدريب التخصصي في مجال السينما، فحتى الآن لم يلتفت في الإمارات إلى ضرورة إيجاد معاهد وأكاديميات تخرج كوادر وطنية متخصصة في السينما. معظم كوادرنا من أصحاب الخبرات في المسرح، وهذا لا يعني أنني انتقص من تميز إبداع هؤلاء، بالعكس فهم أثبتوا جدارة نوعية، ولكن المسرح شيء والسينما شيء آخر، ولكل منهما مجال تخصصه وأدواته ومناهجه العلمية. ولذا فإننا بحاجة ماسة إلى توفر ممثلين سينمائيين متخصصين. إن السينما عالم خاص متكامل ولا بد لمن يشتغل بها أن يكون معدا ومدربا في أكاديمية متقنة ودقيقة، ما يعني ضرورة إيجاد المعاهد والكليات المعنية بتدريس مجال العمل السينمائي في الإمارات. وأخيرا هناك قضية إحجام الاستثمار في السينما من قبل القطاع الخاص.
فنحن لا نجد أي اندفاع من قبل رجال الأعمال للاستثمار في السينما. ومازالوا متخوفين ولا يؤمنون بقدرة هذا القطاع على النجاح التام، ربما هم معذورون إلى حد ما، ولكن هذا لا يعني الامتناع التام وإيقاف أية أوجه مبادرات. لا بد من أن يؤمن رجال الأعمال لدينا بأن هذا القطاع حقق إنجازات كبيرة، ويجب أن نراهن على
الاستثمار فيه، لا مفر من العمل على توفير قاعدة إمداد ودعم مادي ومعنوي للمبدعين السينمائيين الشباب، غاية جعل ازدهار هذا القطاع الفكري، حقيقة وواقعا ملموسين، وذلك بالتعاضد بين مختلف شرائح المجتمع).
وعن مستقبل السينما في الإمارات يرى الشحى أننا قطعنا أشواطا مهمة كسينمائيين في الإمارات، إذ أصبحت تلمس بشفافية تقدم وارتقاء الذائقة والثقافة الفنية السينمائية لدى الناس في مجتمعنا. وبات الجميع يتابع جديد الأفلام الإماراتية، مترقبا ومحللا ومفككا لمضمونها بمتعة حقة، فأخذ كل فرد يبحث في منحى ما تطرحه من قضايا ورؤى. وأبرز برهان على ذلك الجماهيرية الكبيرة حاليا للفيلم الإماراتي، محليا وخليجيا وعربيا.
وعلينا أن نعرف أن السينما الإماراتية، برغم كونها فتية، حققت إنجازات مهمة، فها هم سينمائيو الإمارات ينالون الجوائز في أرفع مهرجانات السينما بأوروبا وأميركا وآسيا والعالم العربي) وكثير من الجهات والمهرجانات المتخصصة بالسينما في العالم أخذت تحرص على مشاركة تجارب سينمائية إماراتية فيها. وهذا بفضل نوعية هذا النتاج وشفافية وقوة تصويره لقضايا المجتمع بصيغة مميزة.
ويتابع الشحي لننظر إلى ازدياد عدد المهرجانات لدينا، هناك أربعة مهرجانات سينمائية أو أكثر في بلد هو في طور البدايات في هذا المجال. إنه إنجاز نوعي. ولكن للإنصاف أريد الإشارة إلى أن هذا لا يعني أنها مسيرة تامة متكاملة تخلو من أية شوائب أو عقبات، إلا أنها، مع ذلك، تجاوزت أية حواجز، فتموضعت في مواقع مهمة في مشهد النتاج السينمائي العالمي.
أنا لا أغالي إذا قلت إننا وضعنا رجلنا على الطريق الصحيح في اتجاه الحضور القوي ضمن مجال صناعة السينما عالميا، ولكن المشوار طويل ولابد من الانتظار والخطو بتمهل وبنهج علمي، لنكلل بالنجاح ما أنجزناه حتى الآن ).
أما المخرجة نائلة الخاجة فإنها ترى: (كصناع للأفلام، نحن لا نعرف بالضبط أين الخطوط الحمراء في عملنا، تماماً مثل العاملين في الإعلام، وعلينا أن نحاول ونستكشف من خلال طرح القضايا الاجتماعية التي تمس مجتمعنا وحياتنا، وهو ما أفعله في أفلامي".
وتتابع: (قد يكون الأمر بالنسبة لنا كإماراتيين ننتمي لهذا المجتمع أكثر سهولة، خصوصاً في ظل الدعم الذي تقدمه الجهات الحكومية لنا ولأعمالنا".
وتؤكد الخاجة على أهمية المهرجانات السينمائية المحلية قائلة "أصبح لدينا مهرجانات سينمائية في (أبوظبي) ودبي، يعرضان أفلاماً تتسم بالجرأة ودون رقابة
على ما تطرحه من أفكار وقضايا اجتماعية، كانت من المستحيل أن تعرض منذ سنوات، وهذا في حد ذاته يُشكل حافزاً لنا، وبشكل العام يمكنني أن أقول إننا كسينما محلية بخير وشهدت تطورا كبيرا خلال السنوات الـ10 الأخيرة)
مصادر :
- كتاب ( حوارات مع صناع الافلام فى الخليج ) للكاتب عماد عبد المحسن من اصدار هيئة ابوظبى للثقافة والتراث – مهرجان الشرق الاوسط السينمائى 2007 .
- ورقة بحث عن ( الواقع السينمائى فى دول الخليج العربى ) لبسام الزوادى قدمت فى مهرجان القرين الثقافى الثانى – الكويت 1995 .
- بحث حول ( السينما فى الخليج العربى ) من اعداد عبد الرحمن محسن المقدم ل - مهرجان الشرق الاوسط السينمائى – 2008 .
- كتاب ( تحت الضوء 2010 – مستجدات سوق السينما العالمية ) – مهرجان دبى السينمائى
- كتاب ( تاريخ السينما فى البحرين ) بقلم الدكتور منصور محمد سرحان – من اصدار مؤسسة اليام للنشر .2005
- مجلة ( سنى عمان ) من اصدار الجمعية العمانية للسينما 2006
- كتاب ( السينما العربية وافاق المستقبل ) بقلم جان الكسان - من اصدار المؤسسة العامة للسينما 2006 .
- كتاب ( السينما فى الكويت ) للناقد السينمائى عماد النويرى من اصدار هيئة ابوظبى للثقافة والتراث - مهرجان الشرق الاوسط السينمائى 2007.
- ورقة بحث عن اشكاليات الانتاج السينمائى فى الخليج مقدمة الى مهرجان السينما العربية فى البحرين الدورة الاولى عام 2000 من اعداد عماد النويرى .
- كتيب المركزالاعلامى لمهرجان الخليج .( الدورات الاربع)
- موقع سينماتيك للناقد السينمائى البحرينى حسن حداد
- من ورقة عمل مقدمة من المخرج السعودي عبدالله المحيسن إلى المنتدى الإعلامي السنوي الأول تحت عنوان "الاعلام السعودى .. سمات الواقع واتجاهات المستقبل"المنعقد في جامعـة الملك سعود الجمعيـة السعـودية للإعـلام الاتصـال في محرم 1424 هـ الموافق مارس 2003 م.