Friday, January 21, 2011





فى مؤتمره الصحفى فى الكويت
خالد ابو النجا : لست تقليديا وانتمى لمدرسة عمر الشريف


.
على هامش فعاليات مهرجان القرين الثقافي السابع عشر بالكويت اقام نادى الكويت للسينما مؤتمرا صحافيا للفنان خالد أبو النجا اداره مدير النادى عماد النويرى وحضرة نخبة من رجال الصحافة والاعلام فى الكويت . كماحضرة حسام نصار وكيل اول وزارة الثقافة المصرية .
لفت أبو النجا خلال هذا المؤتمر إلى أنه لم يكن متفائلا بتقبل المشاهد لشخصية شريف في فيلم «واحد صفر» الذي عرض للجمهور الكويتي ضمن فعاليات مهرجان القرين لكونها ليست مكتملة التفاصيل إنما كان لإحساسه الصادق في التمثيل أثر في إيصالها إلى الجمهور مؤكداً عشقه لهذا اللون من التمثيل الذي نفتقده كعرب ويتميز فيه الغرب، مدافعاً عن فكرة الفيلم التي اتهمها البعض بالسوداوية وإظهار حال مصر في صورة قاتمة بأنه يجب على الناس التعود على أن شخصيات الفيلم ما هي إلا نماذج لما هو موجود في المجتمع ولا يجب أن تعمم، نافياً ما ردده الناس حول مقاضاة هذا الفيلم، عاتباً على من يتهمه بالتقليدية في أدائه لكونه يحرص من عمل الى آخر على التنوع في اختياراته مبرراً ذلك بمشاركته في الفيلم الكوميدي «حبيبي نائما» التي فجرت طاقته الكوميدية على حد تصريحه.
وصرح أبو النجا أنه لم يجد نفسه في الدراما التلفزيونية ولم يستسغ هذا النوع من الفنون منذ الصغر، لذلك لم يسع لأن تكون لديه بصمة في الدراما موضحاً أنه يعتز بتجاربه الدرامية البسيطة كمسلسلي «البنات»، و«مجنون ليلى» الذي عرض رمضان قبل الماضي على شاشات التلفزيون، كما عبر عن مدى حزنه لعدم وصول السينما المصرية إلى العالمية عاتباً في سبيل ذلك على المشاكل الإدارية التي حالت دون وصول فيلم «واحد صفر» إلى الأوسكار لكونه كان مرشحا للمشاركة في هذه الجائزة الكبيرة، لكن العراقيل تصدت لهذه المشاركة، مشدداً على أهمية وجود قانون خاص بصناعة السينما.
ومن جانب آخر أشار أبو النجا إلى أنه لا يسعى وراء مشاركة النجوم مع احترامه لهم، لكنه يتمنى العمل المميز وأن تكون رسالته الفنية صادقة بصرف النظر عن المشاركين معه، واصفا نفسه بأنه صعب أن يصنف بين كل فناني مصر، لكنه الأقرب إلى مدرسة عمر الشريف في الأداء، عاتباً على الرقابة التي تعطي لنفسها حق التدخل بمشرط لتشويه العمل الفني، متمنياً أن تتفهم الرقابة أهمية وجود بعض المشاهد التي تكون جرأتها مبررة لخدمه الأحداث، كاشفاً عن أن اختيارات لجنة تحكيم مهرجان القاهرة السينمائي هذا العام لم تكن في محلها، شاكراً كل من أثنى على فيلم «ميكروفون» في المهرجان، مؤكداً في النهاية أن الفن ليس له وطن إنما وطنه الحقيقي هو الإنسان، موضحاً أنه ليس ضد التعاون مع فنانين إسرائيليين في عمل يخدم القضية الفلسطينية لكنه ضد ساستهم، متمنياً مد يد العون للممثلين الكويتيين الموهوبين في مجال السينما.

كلام الصورة
ابو النجا والنويرى



تكريم الهام شاهين فى الكويت وندوة عن السينما المصرية الجديدة


ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي السابع عشر وبحضور الامين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدر الرفاعي والسفير المصري لدى الكويت طاهر فرحات والفنانة الهام شاهين والفنان خالد ابوالنجا ونخبة من الاعلاميين والجماهير، شهد متحف الكويت الوطني بالكويت عرض الفيلم المصري «واحد صفر» اعقبته ندوة تحت عنوان «السينما المصرية الجديدة» شارك فيها كل من الهام شاهين وابوالنجا وعدلي والسيناريست مريم نعوم وادارها مدير نادي الكويت للسينما عماد النويري، ، وقبل بداية الندوة تم تكريم الفنانة الهام شاهين عن مجمل اعمالها, وقد عبرت الهام شاهين في كلمة مرتجلة عن سعادتها بهذا التكريم، مؤكدة انه تكريم للسينما المصرية والعربية الجيدة التي تحرك مشاعرنا وتغير من افكارنا ، وفي بداية الندوة اشار مديرها عماد النويري الى ان الفيلم «واحد صفر» له اربعة مداخل: السياسي والديني والفني والاجتماعي، ويتبنى قضايا مجتمعية في اطار سينمائي جديد منها قضية الزواج الثاني في المسيحية والهامشيين في مصر، مستعرضاً بعض الافلام السابقة التي سارت على النهج ذاته مثل «دماء على الاسفلت» و«حين ميسرة» و«هي فوضى»، مؤكداً ان السينما الرقمية سهلت الكثير من التقنيات وسمحت للشباب بتقديم اعمال مميزة.
وكانت مريم نعوم اول المتحدثين في الندوة حيث اشارت الى ان السينما الجديدة تقف خلفها شخصيات جادة يقدمون اعمالاً تعكس صورة المجتمع بعد ان سادت الافلام الكوميدية لفترة طويلة أما الناقد نادر عدلي فقد أشار الى ان السينما المصرية في السنوات العشر الاخيرة انتجت 331 فيلماً وهو يوازي كل ما انتجته الدول العربية مجتمعة مرتين طوال تاريخها الا ان هناك 250 فيلماً سيئة والفضائيات تعرضها ليلاً ونهاراً ويعتقد العرب ان هذه هي السينما في مصر، بينما هناك ما يقرب من 80 فيلماً أنتجها الشباب وتعرض في جميع انحاء العالم وتحصد الجوائز ولا يعرف العرب عنها شيئاً.
الفنان خالد أبوالنجا اعتبر ان الشباب الحالي هو مفتاح السينما الجديدة لو منحناه الامكانيات، متمنياً ان تنجح افلامهم جماهيرياً حتى تزيد هذه الافلام وتصبح تياراً ويجب علينا ان نسمع هؤلاء الشباب ونحترم رأيهم وفكرهم فهم القادرون على التغيير إذا اتيحت لهم الفرصة كاملة.
الفنانة الهام شاهين عبرت عن تفاؤلها الشديد، واشارت الى ان السينما الجديدة كسرت الكثير من المحاذير خاصة ثالوث السياسة والدين والجنس وان الرقابة اصبحت اكثر انفتاحاً وقالت شاهين: علينا ان نكون ايجابيين ونسعى للتغيير بدلاً من لعبة جلد الذات، ضاربة المثل بنفسها عندما لم تجد في السينما ما يناسبها من اعمال كوميدية فاقدمت على انتاج فيلم «خلطة فوزية» وطالبت كل النجوم بالمشاركة وانتاج اعمال لسينما هم يحبونها ويؤمنون بها.
وعقب انتهاء كلمات الضيوف تم فتح النقاش مع الحضور في مداخلات استعرضت وجهات نظر مختلفة ورد الضيوف على العديد من الاسئلة المطروحة.
--------------------------------------------------------------------------

كلام الصورة
نادى الكويت للسينما يكرم الهام شاهين
المشاركون فى الندوة

Wednesday, January 05, 2011


صندوق "سند" الظبياني لتمويل المخرجين العرب يعلن المواعيد النهائية لتقديم الطلبات لعام 2011

أعلن صندوق التمويل السينمائي"سند"التابع لمهرجان أبوظبي السينمائي التواريخ الفاصلة والمواعيدالنهائية لتقديم الطلبات من أجل الإستفادة من المنح هذا العام، إذ تغلق المرحلة الأولى من الدورة الحالية لتقديم الطلبات في 15 شباط/فبراير 2011، فيما تبدأ المرحلة الثانية في 16 شباط/فبراير وتنتهي في 1 تموز/يوليو 2011، آخر موعد لتقديم الطلبات.

ويقدم صندوق "سند" الذي انطلق في نيسان/أبريل من العام الفائت الدعم إلى المخرجين العرب لصنع مشاريعهم الطويلة الروائية أو الوثائقية، ويفتح الباب مرتين سنوياً لتقديم الطلبات للإستفادة من منحه التي يبلغ مجموعها 500,000 دولار أمريكي موزعة في فئتين: منحة مرحلة التطوير ومنحة مراحل الإنتاج النهائية.

وكان "سند" قد ساهم في العام 2010 في تمويل 27 مشروعاً سينمائياً، من بينها 11 عملاً بتوقيع مخرجين يخوضون تجاربهم الإخراجية الأولى. وتوزعت المنح على 20 فيلماً روائياً و7 أفلام وثائقية.

وفي معرض تعليقه على أهمية صندوق التمويل هذا، قال بيتر سكارليت المدير التنفيدي لمهرجان أبوظبي السينمائي: "نحن فخورون لأنّنا تمكنّا من خلال "سند" من مساعدة بعض أكثر المخرجين موهبة في المنطقة، سواء أمن المكرّسين أو الصّاعدين الجدد. ويبدو أن السينما العربية بدأت تعثر على صوتها وتكوّن شخصيتها الفريدة، كما يبيّن التحوّل الملحوظ الذي تشهده منذ بعض الوقت الذي شجّع صانعي الأفلام والمشاهدين على الإبتعاد من الصيغ القديمة واكتشاف اتجاهات جديدة. إنه تيار صاعد نحن في غاية الحماسة لأن نكون جزءاً منه ونتشاركه مع الجمهور في المهرجان".

وكان مهرجان أبوظبي السينمائي قد عرض في دورته الفائتة التي انعقدت بين 14 و23 تشرين الأول/أكتوبر 2010 خمسة مشاريع حصلت على تمويل من "سند" لمراحل الإنتاج النهائية هي: "شتّي يا دني" للبناني بهيج حجيج الذي فاز بلؤلؤة المهرجان السوداء لأفضل فيلم روائي من العالم العربي وكذلك جائزة أفضل مخرج من مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي 2010 في الجزائر؛ "طيب، خلص، يلا" للمخرجين رانية عطية ودانييل غارسيا الذي فاز بجائزة اللؤلؤة السوداء لأفضل فيلم روائي لمخرج جديد من العالم العربي؛ "كرنتينة" لعدي رشيد (العراق/ ألمانيا) الذي حصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة في وهران أيضاً؛ "ثوب الشمس" لسعيد سالمين (الإمارات/ سوريا). عُرض الفيلمان الأخيران ضمن مسابقة "آفاق جديدة" ضمن المهرجان. . أما المشروع الخامس فكان "في أحضان أمي" (العراق) لعطية ومحمد الدراجي الذي عُرض بصفته عملاً قيد الإنجاز.

استقبل المجتمع السينمائي الدولي "سند" بحفاوة ووجد فيه خطوة ضرورية لدعم صانعي الأفلام العرب. وهو ما برهنت عليه نوعية المشاريع المتقدمة بطلب التمويل وعددها الكبير اللذان تركا أعمق الأثر لدى لجنة الاختيار، إذ استقبلت الدورة الأولى 127 مشروعاً من 12 دولة، تقدّم العشرات منها في الأسابيع الأولى من فتح مجال التقديم.

ويُعد "سند" جزءاً لا يتجزأ من التزام مهرجان أبوظبي السينمائي تشجيع سينما المؤلف المستقلة والأصيلة في العالم العربي، متجاوزاً دوره كصندوق لتمويل الأفلام فقط إلى تقديم الدعم والمشورة إلى الحاصلين على المنح على مدار العام. في هذا الإطار، يأتي دور "ورشة سند" التي تعمل على نحو وثيق مع الحاصلين على المنح من خلال إقامة ورشات عمل وجلسات نقاشية وإتاحة الفرصة لهم للقاء خبراء سينمائيين، وللسينمائيين الشباب فرصة التدرب وتلقي المشورة خلال المهرجان على يد مستشارين محترفين.

وفي هذا الصدد، قالت ماري-بيير ماسيا المشرفة على الصندوق: "يمنح سند المستفيدين من دعمه ما هو أكثر بكثير من مجرد التمويل. فالمهرجان يوفر منبراً دولياً لعرض أعمالهم، في حين تساعد "ورشة سند" المواهب الجديدة على الإستفادة القصوى من إمكانياتهم من خلال إتاحة فرص التدريب والتواصل مع محترفين في عالم السينما. وإنه لشرف كبير أن نرى بعضاً من المشاريع التي دعمناها في مرحلة الإنتاج النهائية تحظى بالنجاح دولياً بعد عرضها في أبوظبي. ومع اكتمال ستة أفلام أخرى من تمويل "سند" في 2011، فإن الجمهور على موعد لاكتشاف الكثير من الأفلام الجديدة التي صنعها مخرجون عرب".

من الأفلام التي دعمها "سند" وستكون جاهزة للعرض في 2011 نذكر: "موت للبيع" (فوزي بن سعيدي، المغرب/ بلجيكا/ فرنسا)، "في أحضان أمي" (عطية ومحمد الدراجي، العراق/ المملكة المتحدة)، "في آخر أيام المدينة" (تامر السعيد، مصر/ المملكة المتحدة)، "محمد ينجو من الماء" (صفاء فتحي، مصر/ فرنسا)، "خويا" (كمال المهوتي، المغرب/ فرنسا) و"فوق اللوح" (ليلى كيلاني، المغرب/ فرنسا).

يسلط مدير المشاريع لدى المهرجان عيسى سيف راشد المزروعي مزيداً من الضوء على دور الصندوق بقوله: "يتوج سند مساعينا لرعاية وتطوير الأصوات السينمائية الجديدة القادمة من المنطقة. تتمثّل الرؤية الثقافية الجريئة لأبوظبي في سند والمهرجان اللذين يشجّعان الإستقلالية الفنيّة والخلاّقة التي تُعد عاملاً أساسياً لتقدم المشهد الثقافي المزدهر إقليمياً ومحلياً".

وكان المهرجان قبل إطلاقه صندوق "سند" قد قدم الدعم في عام 2009 إلى ثلاثة أفلام طويلة في مراحل الإنتاج النهائية هي: "إبن بابل" للمخرج العراقي محمد الدراجي و"شيوعيين كنا" للبناني ماهر أبي سمرا و"ميناء الذاكرة" للفلسطيني كمال الجعفري. بعد عرضه العالمي الأول في أبوظبي، فاز "إبن بابل" بالعديد من الجوائز في مهرجانات عالمية واختير ليمثل العراق رسمياً في ترشيحات الأوسكار في فئة أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية. وعاد الدراجي بعد أن حظي بالنجاح دولياً إلى أبوظبي ليتلقى جائزة مخرج الشرق الأوسط من مجلة "فاراييتي" في دورة المهرجان الفائتة. أما فيلم "شيوعيين كنا" (لبنان/ فرنسا/ الإمارات)، فقد فاز بجائزة المهرجان في فئة أفضل فيلم وثائقي من العالم العربي أو عنه في 2010، وعرض في مهرجان البندقية السينمائي في دورته السابعة والستين في قسم "آفاق". وكان متحف الفن الحديث في نيويورك قد عرض هذا الفيلم إلى جانب "ميناء الذاكرة" (فلسطين/ ألمانيا/ فرنسا/ الإمارات) في نوفمبر 2010 ضمن تظاهرة "خرائط الذات: التجريب في السينما العربية منذ الستينات حتى الآن"، التي هي عبارة عن برنامج خاص تشارك المهرجان فيها مع المتحف و "آرتي إيست".

لمعرفة المزيد عن "سند" والإطّلاع على القواعد والأنظمة الخاصة به، الرجاء زيارة موقع مهرجان أبوظبي السينمائي:
http://www.abudhabifilmfestival.ae/ar/sanad/about-sanad
كلام الصورة
من فيلم كرنتينة

ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافى بالكويت

تكريم الهام شاهين وعرض ( واحد صفر ) وندوة عن السينما الجديدة

يكرم المجلس الوطنى للثقافة والفنون والاداب , , الفنانة الهام شاهين , ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي , والذى يقام فى دولة الكويت فى الفترة من 5 الى 26 يناير , 2011وضمن الاحتفالية التى تقام لمناسبة اختيار مصر كضيف شرف المهرجان يعرض فيلم ( واحد صفر ) من بطولة الهام شاهين , خالد ابو النجا , نيللى كريم , زينة , احمد الفيشاوى انتصار ولطفى لبيب ,قصة وسينايو وحوار مريم نعوم ومن اخراج كاملة ابوذكرى .

الفيلم يستعرض خلال يوم واحد صورة سريعة لمصر اليوم , ويقدم نماذج يصعب التعاطف معها , كما يصعب ادانتها , ويحلل شرائح المجتمع المصري على اختلافها دون أي صراخ أو حوارات زاعقة مباشرة،. ويصل عدد الجوائز التى حصل عليها الفيلم فى عام واحد 40 جائزة , من مهرجانات دولية وإقليمية فى سابقة لم تحدث فى تاريخ السينما العربية .

ويعقب عرض الفيلم ( ندوة عن السينما المصرية الجديدة ) , تناقش بعض الظواهر والمتغيرات التى حدثت فى السينما المصرية , بعد ان قدمت قدرا كافيا من الافلام الجيدة التى تستحق التقدير , ولها من السمات الخاصة مايميزها عما سبق , ويجعل منها مايمكن ان نطلق عليه السينما الشابة , او الموجة الجديدة فى السينما المصرية . ويشارك فى الندوة الناقد السينمائي نادر عدلي , وكاتبة السيناريو مريم نعوم , والفنان خالد ابو النجا . ويدير الندوة الناقد السينمائى ومدير نادى الكويت للسينما عماد النويرى .


Friday, December 31, 2010



ضمن فعاليات ديوانية الأفلام في نادي الكويت للسينما
العنزي يحلل "عذابات آنا" للمخرج السويدي إنغمار بيرغمان


ضمن فعاليات ديوانية الأفلام، عرض نادي الكويت للسينما الفيلم السويدي الشهير عذابات آنا، ضمن خماسية سينمائية يعرض خلالها خمسة من أفلام المخرج والمؤلف والمنتج العالمي انجمار بيرغمان (1918-2007) وهي بالإضافة إلى عذابات آنا: الختم السابع، بيرسونا، العار، و أخيراً التوت بري.
الفيلم من تأليف بيرغمان أيضاً، ومن بطولة ماكس فون سيدو وليف أولمان وبيبي اندرسون وجوزيفسون إيرلاند، وهو من انتاج عام 1969ومدته 100 دقيقة.
قدم للفيلم مدير نادي السينما.الزميل الناقد السينمائى عماد النويرى .
وعقب على الفيلم رئيس قسم النقد في المعهد العالي للفنون المسرحية الدكتور علي العنزي، الذي طرح في البداية تساؤلات عن سبب التئام شمل عشاق الفن السابع حول بيرغمان مجيباً بالقول، "إن أسباب لا حصر لها تدعونا لتدارس بيرغمان أبرزها أن كبار المخرجين على رأسهم كوبولا، كوبريك، سكورسيزي وودي آلان وغيرهم، عشقوا أفلامه بسبب جمال صورها ومهاراته السينمائية وروعة مؤلفاته، واعتبروه عبقرية لا يمكن الاقتراب منها وكأنه شيء مقدس". وقال "رغم أن بيرغمان اعتبر أن اتجاهات العنف الهوليوودية في السينما العالمية هي اتجاهات شكلية تستدرج المشاهد الى قرار غبي وغير واع، إلا أن ثلاثة من أفلامه حصدت الأوسكار"، وبلغت أعماله 44 فيلماً ونحو 100 مسرحية وعشرات الأعمال التلفزيونية التي قدمها برؤية جاوزت قواعد العمل الفني، وانكب على كتابتها بنفسه كأعمال ادبية أشبعها فلسفة وفكرا وتأمل واندهاش".
وأشار العنزي إلى أن فيلم عذابات آنا الذي عرضه نادي السينما، يعد واحداً من أجمل أفلام بيرغمان وهو جزء من ثلاثية تتضمن Hour of the Wolf و Shame، وتدور أحداثه حول البطل أندرياس (ماكس فون سيدو) الذي يعيش في عزلة في الجزيرة، بعد أن تخلت عنه زوجته في وقت ما سابق، وجمعته في منزله الجديد علاقة صداقة جديدة بعائلة تسكن على مقربة من كوخه الجديد، وتتكون أسرة جاره من الزوج أليس (جوزيفسون إيرلاند)، وهو مهندس معماري ناجح يحب الرسم؛ والزوجة إيفا (بيبي أندرسون)، وصديقتهم الفضلى آنا (ليف أولمان )، التي تتعافى من حادث سيارة راح ضحيته زوجها وطفلها.
أقام البطل أندرياس في بداية الفيلم علاقة عابرة مع زوجة جاره إيفا، وهي امراءة جميلة يتضح أنها تخفي تعاسة وحزنأ في قرارة ذاتها الملتاعة. إنها تحب زوجها ولكنها ترى أنه يهملها و "أن لا لزوم من قبله، لها في حياته ".
ويمضي العنزي موضحاً أن بيرغمان قدم عقب هذه النزوة، حكاية حب جديدة يخوضها أندرياس بجدية أكثر مع الجريحة آنا التي ستشاركه الحياة في كوخه، وتعيش ظروفاً اجتماعية مشابهة لظروفه؛ فهو مطلق وهي أرملة.
يتضح من سياق الفيلم السويدي المترجم للإنجليزية، أن أنا إمرأة شهوانية تتحدث كثيراً عن ضرورة السعي لتحقيق الكمال الروحاني، وتدعي أن "الكمال" كان متوفراً في زواجها المفقود، لكن شفافيتها الدينية هذه يواكبها غموض أخلاقي، إذ أنها تمارس التضليل مع حبيبها الجديد أندرياس مدعية مثالية علاقتها بزوجها الأول رغم دراية أندرياس التامة عبر رسالة أخذها من محفظتها، بضعف زواجها وحقيقته الواهنة والمتضعضعة، وأن زوجها المتوفى حاول بحسب الرسالة من دون جدوى تركها، بسبب مطالبها العاطفية غير المعقولة التي كان يحذرها منها زوجها، والتي كان "من شأنها أن تؤدي الى العنف العقلي والنفسي، والجسدي".
ورأى العنزي أن لدى بيرغمان نوع خاص به من التشويق المتصاعد من أحداث عادية، كما أنه يملك وسائل رائعة في إعداد وتقديم مشهد شخصياته، ليصبح، كمخرج هو الخالق الذي يبحث عن سرية خاصة في ذواتها تدفع المتفرج لتخمين معناها والوصول الى القلب منها؛ مشيراً إلى شخصية أندرياس التي تعد أكثر الشخصيات الرئيسية الأربع، ظهوراً في مشاهد الفيلم، إلا أنها أقل الشخصيات بوحاً، حيث أن ما يكشفه بيرغمان عن سيرتها (وهو عن طريق الفلاش باك) كان وجيزاً وهو أن البطل خرج من السجن مؤخراً بتهمة التزوير، وضرب شرطي، وانفصل عن زوجته التي كانت تتهمه بأنه "مصاب بسرطان الروح.. ولديك أورام في جميع أنحاءك"، ولم يتم تأكيد أو نفي ظروف البطل الضحية والجاني في الوقت عينه أو تأكيدها في سياق الفيلم، لينتهي الفيلم بحقيقة واحدة بعيدة كل البعد عن الحياة الخاصة للبطل، وهي حقيقة حملتها مجمل أفلام بيرغمان منذ فيلمه الأول "الختم السابع"، وتتمثل في نقاش فكري يحمل إشباع فلسفي دسم مع عشاق الفن السابع، يكون فيه لكل مشهد من المشاهد أكثر من فكرة وأكثر من رأي في تحليله، حول الأسئلة الوجودية التي يطرحها، عن وجود الإنسان على هذه الأرض، ما هي مهمته، وإذا كان هناك سبب أصلا لوجوده.
ومضى العنزي يقول أنه رغم إلحادية أسئلة بيرغمان وقسوتها الظاهرة، إلا أنها تحكي لنا عن أوروبا وتاريخها المخزي في النصف الأول من القرن الماضي، خاصة بعد الحرب العالمية الثانية وحصدها لملايين الأرواح البريئة، مبيناً أن بيرغمان كإنسان عاصر تلك الأحداث العظام وأخذ يطرح هذه الأسئلة بنفسه لعله يجد جواباً أو يظل في تيهه يبحث عن النور في الظلام المطبق، ولعل هذه الأحداث الكبرى هي التي أوحت له بفيلمه العظيم التجريدي «الختم السابع»، الذي أطلق شهرته للعنان، وهي الأحداث نفسها التي جعلت بيرغمان في نهاية عذابات آنا يصور البطلة آنا بعد أن تعمق يقينها الإيماني تطلب في نهاية الفيلم من أندرياس أن يترجل في العراء والخلاء من سيارتها، وسط بيئة شديدة الكآبة والوحدة، ظهر يوم ماطر، في منتصف أرض صحراوية طينية يظهر في كادرها شجرة متساقطة الأوراق تشبه شجرة صمويل بيكيت في مسرحيته العبثية في إنتظار جودو، حيث تتركه آنا وتنطلق بسيارتها مسرعة وكلها يقين، وكأنها تقود حملة تبشير أو بعثة مسيحية اندفعت واثقة الخطى نحو الوعظ، فيما ظل أندرياس أسير شكه يترنح في الخلاء كالثمل، تائه في فلك أسئلة غيبية وبشرية لا أجوبة لها في أعماق النفس البشرية.
وذكر العنزي إن عذابات آنا وهو الثاني بالألوان من أفلام بيرغمان، وقد كانت ألوانه كئيبة مصفرة في الغالب، ورمادية شتوية اسكندنافية في النهار، فيما سيطر البني العميق السواد والأخضر الداكن على بعض المشاهد، وبرزت لطخات من الدم الحمراء في كثير من المشاهد بصورة تدفع إلى الكآبة وعبثية الحياة التي شعر بها الشبان الأوروبيون بعد الحرب العالمية الثانية.
وقال العنزي إننا أمام شخصيات مشحونة بالقلق والغموض وقصص الحب غير المكتملة، لكن ذلك يجب أن لا يحول دون وعينا لتأطير بيرغمان للفيلم ضد عالم الحروب والعنف، برغم أن الحرب تم التعامل معها كمنمنمة في الفيلم وذلك عبر صورة تلفزيونية عابرة لمشهد من حرب فيتنام في واحد من أبرز المشاهد، مشيراُ إلى أن موقف بيرغمان من العنف كان حاضراً في الفيلم وتم عرضه أيضاً من خلال إحدى ثيمات الفيلم الفرعية، المتمثلة في سلسلة المجازر التي ارتكبتها شخصية مجهولة كانت تطوف الجزيرة بشكل عشوائي تشنق الكلاب، وتجز رقاب الخراف، وتشعل النيران بالخيول، بصورة حولت القرية إلى جحيم شيطاني.
وأشار العنزي إلى أن بيرغمان استخدم تقنية إخراجية جديدة في الفيلم يبدو أنها تحمل أهدافاً ترنو إلى تأمل أفكار الفيلم لا حكايته، عبر قطع الفيلم بحوارات طبيعية مع الأبطال الأربعة غير مرتبطة بالخيط العام للفيلم، كانت خلالها الانقطاعات كخطوات الى الوراء يطلب فيها المخرج من الشخصيات الأربعة الرئيسية تقديم تصورهم حول الدور الذي يلعبونه. وليس من المعروف بالضبط أسباب إقحام هذه اللقاءات في وسط الفيلم، ولكن المؤكد أنها جعلت الأحداث وسط بين الواقع وخيال. وقد ادعى بيرغمان في حوار صحافي قديم أن إضافة هذه المشاهد للفيلم لم تكن من منطلق توعوي أو حتى كنوع من أنواع القطع البريختي، بل كانت تعبيراً عن تقديره الشخصي لنجومه، ولا سيما ماكس فون سيدو وليف أولمان وبيبي اندرسون، الذين ساهموا كثيرا في العديد من أفلامه، ورغم كل ما سبق فإن النتيجة الدرامية البريختية لهذه الوقفات لا تخفى على مخرج بحجم بيرغمان.
وأردف العنزي أن تقدير بيرغمان للمثلين وروعتهم يتضح في منحه كل واحد منهم لحظات استثنائية من الحقيقة السينمائية، في مناجاة أنثروبولوجية ثرية ومليئة بالصور الدرامية ودواخل الشخصيات ومنعرجات النفس التي تعاني العزلة مرة والحرمان والصمت، وهذه سمة رئيسة من السمات المميزة لأعمال بيرغمان، التي يسجلها بكاميرا لا تتحرك، مسجلاً ولادة الشخصية من خلال تعبيرات الوجه والحوار. مشيراً إلى أن بيرغمان قدم في عذابات آنا نماذج لقدرته على صياغة الشعر عبر الكاميرا والحوار الفلسفي المدهش وتداخل السؤال الفلسفي بالأسئلة الروحانية لشخصياته التي هي انعكاس لشخصيته وشخصيات أخرى في الواقع كما يراه.
وقال العنزي إن فهم بيرغمان عصي، لكن سبر حياته الخاصة قد يساعد في ذلك؛ فشخصية بيرغمان مربكة ومتناقضة؛ فمثلاً تضاءل إيمانه تدريجياً رغم أنه عاش جواً دينياً بروتستانتيّا مليء بالتأويلات الدينية المسيحية على يد والده القس البرتستاتني، وفي بعض أعماله يبدو منتقداً للمتدينين كما بدى ذلك في فيلمه الختم السابع، بينما في فيلم آخر نجده يقدمهم على أنهم ملائكة كما في صرخات وهمسات. ومضى العنزي يقول إن بيرغمان يبدو تارة مهتم في اختيار أفضل أفلامه، وتارة أخرى يردد بأن أفلامه لا تستهويه وأنه لا يرغب بمشاهدتها مرة أخرى، وأسرياً نجده يؤكد في كل مناسبة حبه اللانهائي لزوجته أنغريد بيرغمان، إلا مغامراته العاطفية تكررت مرارا. ورغم أنه لم يكن من المؤمنين، إلا أنه تمنى عندما كبر في العمر أن يصبح متدينا، وأن يجد الإجابات على أسئلته، وهو مالم يتمكن البطل أندرياس من تحقيقه في الكادر الأخير من عذابات آنا.

كلام الصورة
- من فيلم ( عذابات انا )
- د على العنزى رئيس قسم النقد فى المعهد العالى للفنون المسرحية .