Sunday, July 29, 2007

مشاهدات - عبدة مواسم








!!( عبدة مواسم ) بين ( الفاهيتا ) و( الصلصة الطليانى )



ماذا يمكن ان يضيف ( عبدة مواسم ) الى ما أنتجته السينما المصرية خلال العشر سنوات الماضية من أفلام متواضعة ذات توليفات شعبية تحرص على تقديم الكوميديان النجم محاطا بمجموعة من السنيدة وممثلة نصف موهوبة من نجوم الصف الثاني آو الثالث . من المؤكد ان عبدة هذا سيواصل رحلة التفاهة والعبط على طريق إغراق السوق السينمائي ببضاعة مضروبة لزوم مواسم الأعياد او المواسم الصيفية ولزوم جمهور ( المولات ) الذى اصبح اغلبه يتعامل مع السينما كما يتعامل مع مطاعم الوجبات السريعة وكما يتعامل مع محلات السندوتشات التى أصبحت تقدم له ( الطليانى ) و( الفانتوم ) و( الفخفخينا ) و( اللذيذة ) . هكذا تخيلت وانا في طريقي لمشاهدة عبدة مواسم اننى بصدد مشاهدة فيلم ( فاهيتا ) محشو بكميات لاتطاق من المايونيز والصلصة الطليانى الحارة . وقلت لنفسي ان الفيلم لن يختلف بآي حال من الأحوال عن ( حاحا وتفاحة ) آو ( على الطرب بالتلاتة ) او ( قصة الحي الشعبي ) ويعنى ذلك انه من المتوقع ان ترى ( مازلت أقول لنفسي ) مطربا من الدرجة الرابعة او الخامسة سيحاول ان يكون نجما مشهورا لكنه سيكتشف إثناء صعوده لسلم المجد ان حبيبته أخته في الرضاعة او ربما ستجد راقصة من الدرجة الخامسة او السادسة تصعد سلم الشهرة وفى رحلةالاهتزازتحت أضواء الشهرة ستكتشف حتما ان حبيبها يخونها مع صديقتها الوحيدة . وبجانب النجم الأوحد لابد وحتما ان تجد ( غرزة ) لزوم قول النكات السخيفة وهى بديل للملهى الشيك الذى كان يهرع اليه البطل ليتجرع فيه كوؤس الفراق والهجر على إيقاع طبول تقرع لراقصة لولبية مثل (لهطة ) القشطة . ومن المفترض وطبقا للسيناريوهات القديمة فان نصف زبائن الملهى كانوا يقعون في غرام الراقصة التى سرعان مايكتشف البطل المكلوم انها تعمل فى شبكة جاسوسية .
وغير ( غرزة ) الحشيش توقع ياولدى ( مازلت أخاطب نفسي ) ان تشاهد في الفيلم أغنية او أغنيتين من أغاني السينما كليب التى أصبحت منتشرة في الأفلام بشكل لافت . وقلت لنفسي للمرة الأخيرة ( اضاقت بك الدنيا ياولدى لتشاهد فيلما اسمه ( عبدة مواسم ) ؟!!
في كل الأحوال ف ( عبدة مواسم ) افضل من من متابعةالاخبار وإحصاء عدد القتلى والجثث المجهولة الهوية .
وصدقت بعض التوقعات وخاب البعض الآخر .
في ( عبدة مواسم ) ستجد كل عناصر الفيلم الشعبي سابقة الذكر . النجم الأوحد ( محمد لطفى ) والراقصة ( مها احمد ) والمطرب ( شندو ) والحبيبة ( علا غانم ) وستجد أيضا ( الغرزة ) و أغنية ( السينما كليب ) لكن مع اعادة صياغة للتوليفة بطريقة مختلفة عما تم تقديمه من قبل .
الفيلم يقدم لحياة شاب من أسرة متوسطة يتعامل مع حياته القاسية بثقافة ( الفهلوة) ليكسب عيشه وإلي جانب عمله في عدة مهن فهو يهوي الملاكمة ويلاكم ليكسب بعض الما ل اذا دعت الضرورة ، ولكن حياة هذا الشاب تتغير بظهور ( سلمي) التي تقوم بدورها علا غانم، ونعرف ان سلمى تقوم بعمل دراسات عن كيفية صناعة البطل كموضوع بحث لنيل درجة الدكتوراة . ويتم اختيار عبدة كنموذج لهذا البطل وتحاول سلمى ان تؤكد ان الموهبة يمكنها أن تصنع بطلاً إذا ما تم إدارة صاحبها بشكل علمي ومدروس.
وفي رحلتها للتعرف على بطلها تذهب سلمى الى عبدة وتلتقي بأسرته ويلتحق البطل بالبرنامج التدريبي بعد أن تمنحه سلمى خمسة آلاف جنيه مقابل وقته والتي يستخدمها عبدة في مساعدة صديقه علي الفنان التشكيلي الذي يعاني الفقر والإحباط فيقوم بتصميم فوانيس رمضان يتنقل عبدة وصديقة على ومعهم خميس بين العديد من المهن وتستمر رحلة عبدة مع التدريب و الملاكمة في الوقت ذاته حتي يصل إلي بطولة الجمهورية ويحصل في نهاية الفيلم علي البطولة الأفريقية رافعاً علم مصر عالياً.
للوهلة الأولى ربما تعود بجذور القصة الى فيلم ( النمر الأسود ) الذى لعب الراحل احمد زكى بطولته مع وفاء سالم وهو عن قصة كفاح ملاكم في الغربة . وربما تعود ذاكرتك لاى فيلم ( روكى ) الشهير لتشابة بعض أحداثه مع أحداث ( عبد مواسم ) وقد ترى ان هناك صلة بين توليفة ( عدة مواسم وتلك الخاصة بفيلم ( كابوريا ) الذى لعب بطولته احمد زكى أيضا وشارك فيه محمد لطفى لكن من المهم القول ان ( عبدة مواسم ) له توليفته الخاصة التى تختلف عن كل ماسبق من أفلام .
الفيلم ( السيناريو ) يحرص على تقديم بطل مرتبط بواقعه الاجتماعي ويملك شجاعة تحدى هذا الواقع بك إحباطا ته ويحاول ان يجدد الأمل عند أصدقائه مثل خميس وعلى وهو بطل له ملامح واقعية يستطيع ان يتعرف على أخطائه ولا يستسلم للمشاكل التى تقابله . واستطاع كاتب السيناريو ان يقدم رسومات جيدة لبقية شخصيات الفيلم مثل ( رونى ) صديقة سلمىوالتى جسدتها ميرنا المهندس و ( على ) صديق عبدة والذى جسده ياسر فرج وكانت علاقة الصداقة بينهما مقنعة . وكان يمكن استثمار بعض الشخصيات بطريقة افضل مثل شخصية الخال وشخصية طعمية وكانت هناك بعض المشاهد الدخيلة التى يمكن الاستغناء عنها دون المساس بالفيلم مثل مشهد ا( اكلة السمك ) في بيت عبده وكانت هناك بعض الاطالات الأخرى في بعض المشاهد كان يمكن اختصارها فقد أدت الى بطْ إيقاع الفيلم .
فى الفيلم ( الفن ) لا نستطيع ان نتوقف عند محطات تميز كثيرة وكانت اغلب اللقطات متوسطة وثابتة وكانت الكاميرا خجولة وهى تتحرك لتصور عبدة على حلبة الملاكمة , وفى بعض المشاهد خاصة مشاهد الفيلم الأولى حدث مايسمى ب( الجامب كت ) حيث كانت اللقطة تنتهى قبل ايقا عها المتوقع , لكن يمكن القول ان محمد لطفى كان هو احد الاكتشافات المهمة فى هذا الفيلم واستطاع ان يجسد شخصية عبدة بسهولة وان يظهر كممثل يحترم نفسه ويحرص على تقديم أدوار جادة تعتمد على أدوات الممثل الداخلية اكثر من تقديم اسكتشات كوميدية تعتمد على كوميديا الألفاظ وكوميديا الحركة . وفى حدود الشخصيات المرسومة قدم بقية الممثلين أدوارهم باجتهاد حقيقيي . ويعود للمخرج الفضل في إدارة الممثلين بطريقة منظبطة رغم رغبة بعضهم في تقديم وصلات ارتجال لاتمت للشخصية بصلة .
فيلم ( عبدة مواسم ) فيلم مختلف عن التوليفات التى تعرفنا على بعضها خلال الفترة الأخيرة , ويمكن ان تقضى معه ساعتان من التسلية دون ان تشعر بأنه قد تم الضحك عليك , أو تم خدش حيائك بطريقة مستفزة وغير محترمة .


عماد النويرى

Tuesday, July 24, 2007

جوائز المهر


جوائز المُهر للإبداع السينمائي العربي
مهرجان دبي السينمائي الدولي، الدورة الرابعة (9 - 16 ديسمبر 2007


تمّ إطلاق "جوائز المُهر للإبداع السينمائي العربي" خلال مهرجان دبي السينمائي الدولي 2006. وتُمثِّل هذه المسابقة منبراً مثالياً لصانعي السينما العرب، والإماراتيين لعرض أعمالهم على مستوى دولي، ونيل التقدير المستحق للمتميز منها، وذلك ضمن سعي المهرجان إلى المساهمة في تطوير ودعم صناعة السينما العربية. وتبلغ القيمة الإجمالية للمسابقة حوالي (300) ألف دولار أمريكي.

تُعنى مسابقة "المُهر" بالأفلام الروائية الطويلة، والقصيرة، والأفلام التسجيلية. على هذه الأفلام تحقيق الشروط أدناه للدخول في المسابقة الرسمية للمهرجان:

. أن يكون تاريخ إنتاج الفيلم بعد 1 سبتمبر/أيلول 2006.
. أن يتم تقديم الفيلم في موعد أقصاه 31 أغسطس/آب 2007.
. ألاّ يكون الفيلم قد عرض في دولة الإمارات العربية المتحدة قبل 17 ديسمبر/كانون الأوّل 2007، باستثناء "مسابقة أفلام من الإمارات"، 2007.
. ألاّ يكون الفيلم قد سبق عرضه على أية قناة تلفزيونية، أو عبر شبكات الإنترنت لجمهور عام.
. أن يكون مخرج الفيلم عربي الجنسية (يحمل جواز سفر عربي)، أو عربي الأصل، وفي ذات الوقت أن يتناول الفيلم موضوعاً تدور حبكته حول العالم العربي، أو التأريخ، أو الثقافة العربية.
. في حال عدم اختيار الفيلم للدخول في المسابقة، فلإدارة المهرجان الحق في اختيار الفيلم للعرض "خارج المسابقة الرسمية" ضمن قسم "ليالٍ عربية"، أو "إماراتيون واعدون".
. يجب أن لا تقل مدّة الفيلم التسجيلي عن (25) دقيقة.
. على كل الأفلام غير الناطقة باللغة الإنجليزية أن تكون مترجمة إلى اللغة الإنجليزية، وذلك لاستعراضها من قِبل لجنة الاختيار. إن قرص الـ DVD هو الوسيط الوحيد المقبول للاشتراك في المسابقة، ولن تَقبل إدارة المهرجان أي نوع من الأشرطة لأغراض المعاينة.
. يُمكن تقديم نسخة عمل أوّلية من الفيلم، وعند تعبئة استمارة الاشتراك، يُرجى ذكر إن كانت النسخة المقدَّمة هي النهائية، أم الأوّلية، غير أنه يجب ذكر اسم أو عنوان الفيلم النهائي.
، يجب تعبئة استمارة الاشتراك باللغتين العربية والإنجليزية، وإرسالها إلى إدارة المهرجان، مصحوبة بالفيلم وذلك إلى العنوان التالي:

مهرجان دبي السينمائي الدولي
مدينة دبي للإعلام
مبنى السي إن إن، جناح 327
دبي، دولة الإمارات العربية المتحدة
عناية: منسق مسابقة المهرجان
هاتف: 3378 391 4 971+ (بدّالة) أو 6710 367 4 971+ (مباشر)
فاكس: 2892 367 4 971+
بريد إلكتروني: DIFFCompetition@dubaimediacity.ae

للإطلاع على التفاصيل الكاملة لقواعد ولوائح، واستمارة الاشتراك، يرجى زيارة الرابط التالي:
http://dubaifilmfest.com/ar/2007/05/14/muhr-awards-ar.html

Sunday, July 22, 2007

مشاهدات - اخر ملوك اسكتلندا









اخر ملوك اسكتلندا
العنوان المخادع ومخاطر اللعب مع الطاغية


- طريقة وحشية وعلاقة حميمة ووجهة نظر غربية
- تشويق بوليسى على طريقة افلام الاكشن


“آخر ملوك اسكتلندا” هو عنوان خادع لفيلم لايمت بصلة الى ملوك اسكتلندا , وانما هو لقب أطلقه “عيدي أمين”، على نفسه, وعيدى هذا هو ذلك الدكتاتور الغريب الأطوار الذى حكم أوغندا بمساعدة البريطانيين فى الفترة من 1970 وحتى 1979 ، و انتهى حكمه بانقلاب عسكري ليقضي سنواته الأخيرة في عزلة حتى قضى نحبه في عام 2003.
الفيلم الذى تعرضه شاشات الكويت ( بعد عمليات القطع والتشويه ) لا يقتصر على الحقائق التاريخية وحدها،فهو لايقدم وثيقة تسجيلية او سردا تاريخيا عن وقائع معروفة وانما يقدم رؤية تمزج بين الواقع والخيال ، إذ يعتمد على رواية كتبها الصحافي الإنجليزي جيلز فودن ونشرت في عام 1998 وحصلت على العديد من الجوائز الأدبية، وفيها نرى الأحداث من خلال شخصية خيالية، لشاب اسكتلندي مغامر، يذهب إلى قلب القارة السوداء ليجد نفسه قريبا من عيدي أمين، فكأن الرواية والفيلم الذي كتبه بيتر مورجان وجيريمي بروك، وأخرجه كيفين ماكدونالد يريدان منا كمتفرجين أن نرى الحكاية من خلال وجهة نظر غربي أبيض، وهو الأمر الذي يفرض علينا قدرا من التحفظ في الحكم على موضوعية هذه الرؤية.
تبدأ الأحداث في عام 1971 في اسكتلندا، حيث نرى الشاب نيكولاس جاريجان (جيمس ماكفوي) الطبيب المتخرج حديثا وفكر في الاستقلال عن عائلته والبحث عن مستقبل مختلف، إنه يدير نموذجا لكرة أرضية ويغمض عينيه ويضع يده على الكرة فإذا بها تقع على أوغندا، وها هو يشد الرحال إليها حيث يستقل حافلة تأخذه إلى قرية صغيرة نائية، ليعمل مساعدا للطبيب ميريت (آدام كوتز) لكنه في عنفوان الشباب يخوض مغامرة عاطفية مع سارة (جيليان أندرسن) زوجة الطبيب. و مصادفات الرواية والفيلم تجعله يصل إلى أوغندا في اليوم نفسه الذي اعتلى فيه عيدي أمين كرسي السلطة على اثر انقلاب عسكري، كما أن المصادفات تجعل عيدي أمين يصاب إصابة طفيفة في حادث سيارة بالقرب من القرية، وعندما يستدعون نيكولاس لعلاج الحاكم تكون تلك هي البداية لعلاقة حميمة بين الرئيس والطبيب .
الممثل الأمريكي فوريست ويتكر يجسد شخصية عيدي أمين و يمسك ويتكر بذلك الخيط الرفيع الذي يفصل بين وجهين للدكتاتور الاوغندى ، الأول طفل طيب لطيف المعشر عذب اللسان خفيف الظل، بينما الآخر لشخص يقف على حافة جنون العظمة والشك في الآخرين. هذا التناقض هو الذي يجعل الاقتراب من تلك الشخصية مغامرة محفوفة بالمخاطر لكنها تغري أيضا بالدخول إليها، لذلك لم يملك نيكولاس الطبيب الصغير أن يرفض عرض عيدي أمين بأن يكون طبيبه الشخصي، وهكذا ينتقل نيكولاس من القرية الفقيرة إلى العاصمة المبهرة كمبالا.
في النصف الأول من الفيلم نرى العاصمة ذات الطابع الإنجليزي العتيق ونشاهد نيكولاس وهو يستمتع من خلال موقعه الجديد بالمباهج التي أتاحها له اقترابه من الحاكم، يسكن في شقة فاخرة، ويسهر في النوادي الليلية، ويطوف في المدينة بسيارته الفارهة، فهو لا يرى من إفريقيا إلا ذلك المنجم المتخم بالملذات. لن يعبأ نيكولاس في البداية بمخاطر اللعب مع الطاغية، ولن يلتفت إلى تحذير رجل المخابرات البريطانية الغامض ستون (سايمون ماكبيرني) الذي كان أحد أعضاء فريق العمليات السرية وراء وصول عيدي أمين ذاته إلى السلطة، ولعله كان الفريق نفسه الذي أطاح به عنها بعد سنوات قليلة، بل أن ستون يجعل من نيكولاس من دون أن يشعر هذا الأخير أداته ليراقب الطاغية، وهكذا ينتهي الحال بنيكولاس وقد أوهم نفسه بأنه الناصح الأمين لعيدي أمين، وشريكه في نقل الحضارة إلى أوغندا.وقد يكون العكس صحيحا فقد مارس عيدى امين على الطبيب الصغير كل فنون الايهام والاقناع . وقع نيكولاس اذن باختياره في سحر الطاغية، وربما كان يستغل لعب دور المفتون بقرارات عيدي أمين، الذي صارحه عدة مرات بإعجابه باسكتلندا والاسكتلنديين حتى انه أطلق أسماء اسكتلندية على بعض أبنائه، كما كان يرتدي أحيانا الزي القومي للاسكتلنديين , وخلع على نفسه من بين الألقاب العديدة التي أطلقها لقب “آخر ملوك اسكتلندا”، لكن شيئا فشيئاً تتفتح عينا نيكولاس على الحقيقة، حين يكتشف اختفاء بعض معارضي الطاغية على نحو غامض. كما أنه يصحبه ذات يوم في جولة يتعرض فيها لكمين لكن نيكولاس يفلح في الإفلات بعيدي أمين، ليدرك الطريقة الوحشية التي يتخلص بها الحاكم من خصومه. هذه الوحشية تزداد ضراوة عندما يأمر عيدي أمين بطرد عشرات الآلاف من ذوي الأصول الآسيوية (معظمهم من الهنود) برغم أن الاقتصاد الأوغندي يقوم على أكتافهم
على طريقة افلام الاكشن والاثارة يضيف السيناريو التشويق البوليسي للحدوتة ويقيم نيكولاس علاقة عاطفية مع كاي (كيري واشنطن) إحدى زوجات عيدي أمين، وهو الأمر الذي يضعه دائما على حافة الخطر، وعندما يتيقن نيكولاس من أنه وصل في علاقته بالطاغية إلى طريق مسدود يقرر أن يغادر البلاد، ويلجأ إلى رجل المخابرات ستون الذي يساومه من خلال صفقة ينبغي فيها على نيكولاس أن يغتال عيدي أمين. عند تلك النقطة يفقد الفيلم بعضا من الزخم السياسى الذى بدا به ، ويتحول إلى تشويق مفتعل .
الفيلم السيناريو يقدم وجهة نظر اوروبية لفترة حكم عيدى امين من خلال رواية الطبيب نيكولاس وهى رواية تفتقد المنطق فى بعض الاحيان وتفتقد الموضوعية فى البعض الاخر । فالصدفة هى التى اوصلت نيكولاس الى اوغندا والصدفة هى التى جمعت عيدى امين بالطبيب لاول مرة والصدفة هى التى جعلت الطبيب قادرارا على الفرار والهرب من اوغندا فى نهاية الفيلم . والسيناريو والفيلم لم يوضحا لنا ماهى الاسباب التى جعلت بريطانيا تساعد عيدى امين على الوصول للحكم وهى تعرف – هذا مفترض قبل اختيارة – انه غريب الاطوار ومزاجى وديكتاتور – السيناريو لم يقدم لنا شخصية نيكولاس بطريقة مقنعة فهو منذ وصوله يغوى خيانة اصدقائة فهو يقيم علاقة مع سارة زوجة الطبيب ثم مع زوجة عيدى امين وهو يشارك منذ البداية فى الاعمال اللااخلاقية لعيدى امين وعندما يصل فى النهاية الى اتخاذ موقف ضد الديكتاتور فان موقفه يفتقد الى وجود رفض حقيقيى لما يحدث على يد الديكتاتور فى اوغندا وانما موقف نيكولاس يعتمد فى جزء كبير منه على توتره وفشلة فى معالجة موضوع خيانته لعيدى امين . ويتعامل السيناريو مع الشخصيات والافكار من وجهة نظر اوروبية فخيانة نيكولاس لعيدى امين هو شىْ عادى يجب المرور عليه بسرعة اما انتقام عيدى امين عندما يعلم بالخيانة فانه تصرف همجى وبربرى وغير حضارى . كما اغفل السيناريو ايضا تقديم صورة بانورامية للحياة فى اوغندا ابان فترة حكم عيدى امين وسيطر عيدى امين الفرد والديكتاتور على اغلب احداث الفيلم ولم نقترب كثيرا من حسناته او سيئاته .
الفيلم ( الفن ) استطاع الى حد كبير ان يقربنا من أجواء الأحداث في السبعينات من القرن الماضي ونجح فورست ويتكر فى تجسيد شخصية عيدى امين , واستطاع ان ينتقل ببراعة بين الاوجة المختلفة للشخصية , كما نجح المخرج فى إدارة بقية الممثلين ليقدموا عرضا تمثيليا لايخلو من التفرد والابهار . وساهمت الموسيقى التصويرية فى التعبير عن الأحداث فى تلك المشاهد التى تنوعت ألوانها مابين الحزن والفرح .
( اخر ملوك اسكتلندا ) , من الصعب اعتبارة فيلما تاريخيا , كما انه لايمثل وثيقة محايدة يمكن الرجوع اليها للتعرف على الاحداث وانما يمكن اعتباره مجرد وجهة نظر قد نرفضها او نتفق معها لكن من المؤكد انها تحمل قدرا من التسلية .

Saturday, July 21, 2007

مشاهدات - طرب فاشن




في ( طرب فاشن ) النيات الطيبة لاتصنع افلاما طيبة
فوضى في التمثيل وغياب للرؤية وهجوم غير مبرر




ميساء مغربى
النيات الطيبة لتقديم أفكار عظيمة من خلال الأعمال الفنية لاتعد ولاتحصى ولايوجد كاتب يدرك المسؤولية الملقاة على عقله وقلبه الا وهو يحلم ليل نهار بان يكون العالم افضل . ولا يوجد مخرج يحترم رسالة الفن الا وهو يتحدث عن تقديم أعمال مرتبطة بمشاكل المجتمع . ولاتوجد ممثلة تحترم نفسها وتحترم جمهورها الا ووجدتها تصرح ليل نهار عن رفضها لبس البكينى وتقديم الأغراء من اجل الأغراء . والجميع بلا استثناء يؤكدون من خلال التصريحات الصحفية النارية الملتهبة انهم يرفضون الفن التافة وانهم أصحاب رسالة وانهم ضد السوقية والابتذال . لكن هذا مايظهر على السطح وواقع الحال يقول ان مايقدم من أعمال يدل في اغلب الأحوال على مايقدم من أقوال . وهذا ماشعرت به وانا أشاهد فيلم ( طرب فاشن ) وهى مشاهدة متأخرة فرضها منع الفيلم في الكويت وحصولى عليه أخيرا على قرص دى فى دى .

جمال واثارة

فى الفيلم نيات طيبة كثيرة وأفكار جميلة وعظيمة وكما يبدو فان كاتب القصة اراد ان يقول أشياء كثيرة مع المرور على اكثر من مشكلة واكثر من قضية ومن هذه المشاكل والقضايا الغيرة الفنية , والمساواة بين الرجل والمرآة , وحقوق المراة المهضومة إضافة الى قضايا الرشوة الفنية والنفاق الاجتماعي والفن الهابط المتمثل بوصول العديد من أنصاف المواهب من فنانين وفنانات الى قمة السلم الفنى عن طريق الجمال والمال الاثارة وليس عن طريق الموهبة والكفاءة . وكل هذا يستحق بالفعل ان يناقش وان يتم القاء الضوء عليه لمحاولة ايجاد الحلول اذا كانت هناك حلول .

ثقافة المال

الفيلم وكما قالت الأخبار حينها يعتبر أول فيلم إماراتي يصوّر بالكامل في الإمارات وهو يعبّر عن استجابة المؤسسات الخاصة لتحرك الدولة نحو إنشاء بنية سينمائية ويضم الفيلم عدداً من الأغنيات والاستعراضات الفنية، وتدور الأحداث عن فنان مشهور وهو «صقر»، الذي يقع في غرام «سارة»، ويتزوجها، لكن «سارة» تحاول أن تثبت لنفسها أنها متساوية مع زوجها، وبأنها قادرة على تحقيق شهرة خاصة بها تعادل شهرة زوجها الواسعة إن لم تفقها. ومن هنا تبدأ «سارة»، وهي فتاة متمردة بطبعها بخوض غمار حرب التحدي مع زوجها، وتختار نفس المجال، ليكون مضمار التحدي، فتقرر أن تغنّي، وإن لم تكن تملك صوتاً مثل زوجها ليؤهلها لكي تصبح مطربة. فاليوم لم يعد الصوت مهماً، فقد استسهلت «سارة» هذا الدرب كغيرها من مغنيات هذا العصر، وبدأت العمل فيه متسلحة بمالها وقناع جمالها ومفاتنها.يحقق «صقر» نجاحه الفني بوعيه وثقافته الفنيه، بينما «سارة» التي تنشئ فرقة غنائية مع زميلاتها وبمساعدة شقيقيها تتخبّط في تجربتها الغنائية , وتفشل عدّة مرات، وتتعرّض أثناء ذلك لمواقف كوميدية، لكن إصرارها وعنادها يدفعانها للاستمرار والإصرار لأن تصبح مطربة , وأن تصنع المجد والشهرة لنفسها في هذا المجال من دون الاكتراث لصوتها طالما أن كثيرين من فناني وفنانات اليوم لا يملكون الصوت الجميل ولا الثقافة الفنية، وتستبدل «سارة» الثقافة الفنية بثقافة المال وثقافة الجمال .

طريقة ساخرة

طبعا وكما هو واضح فان النيات الطيبة كثيرة , وكل هذه القضايا تستحق النقاش لكن ماحدث في الفيلم يبدو انه جاء مخالفا للنيات والتصورات
فصورة عائلة سارة كانت مهزوزة وكان الاخان لسارة منفصلان في اغلب المشاهد عن أحداث الفيلم و صورة الأب تدل على انه رجل منافق وكاذب ولاتوحى الصورة المقدمة في بداية الفيلم عن الأب انه يخفى ذلك الجانب الفاسد من شخصيته . كذلك هناك مبالغة كبيرة في تصرفات سارة وعندما تنشى ء فرقة غنائية فهى لاتتعرف على اخويها وهذا مناف للمنطق وغير ذك فان الفيلم تعرض الى البدو بطريقة ساخرة وغليظة وليس فيها شىْ من احترام الاخر واحترام ثقافته مهما كانت بسيطة وساذجة . وغير ذلك فان كاتب القصة اراد ان يقحم العديد القضايا وان يضع كل شي في سلة واحدة , وكانت النتيجة هذا الخليط العجيب من االافكار والمشاهد .

الفيلم ( الفن ) يقدم المخرج محمد دحام الشمرى في ثانى تجربة سينمائية له وهو هنا لايبذل الجهد الكافي في تقديم رؤية فنية متماسكة وهو معذور الى حد كبير لان اى مخرج مهما اوتى من موهبة لايستطيع انقاذ نص ضعيف كتب فى عجالة ।وطالب الدوس كاتب القصة والسيناريو تعاون من قبل مع دحام فى اكثر من عمل لكن فى ( طرب فاشن ) يبدو ان كل شى تم فى بسرعة ولم تنضج الرءية بما فيه الكفاية । ونتيجة لعدم وحود تاريخ مقنع للشخصيات يوضح هويتهم الاجتماعية والنفسية والثقافية فان الكثير من الممثلين ظهروا وكانهم يمثلون فى فيلم اخر , اوبمعنى اصح كان كل ممثل يمثل بالطريقة التى تعجبة وكانت النتيجة هى عدم وجود تناسق وانسجام بين الشخصيات وبين الممثلين وبين الممثلين واحداث الفيلم من ناحية اخرى ।

جهود وتميز

طبعا هناك جهود مبذولة من مجموعة الممثلين ميساء المغربي و سعود ابو سلطان ومنى شداد و حسن البلام وعبد الناصر درويش ومحمد الصيرفي ويمكن القول ان الجميع حاول جاهدا لكى يؤدى ماهو مرسوم له , لكن كما يبدو فان الرسومات لم تكن واضحة بالقدر الكافي كى يبدع الممثلين ويقدموا افضل ماعندهم لكن يمكن الاشارة الى تميز محمد الصيرفى وعمر اليعقوب .
ونقول دائما ان النيات الطيبة لاتكفى لصناعة أفلام طيبة .

عماد النويرى

Wednesday, July 18, 2007

خبر سينمائى


يقيمه المجلس الوطنى للثقافة والفنون والاداب
بالتعاون مع نادى الكويت للسينما .
اسبوع لافلام شارلى شابلن

"إنه رجل ذو جوانب متعددة، فهو صعلوك ومهذب وشاعر وحالم ووحيد
في الحياة، ولكنه يأمل في أن يحب ويغامر، وهو يستطيع أن يوهمك بأنه عالم، أو دوق أو لاعب بولو. ومع ذلك لا يمتنع عن التقاط أعقاب السجائر أو خطف الحلوى من الأطفال...." بعد مرور أكثر من مائة عام على انطلاق فن السينما، لا يزال شارلي شابلن صاحب التأثير الأكبر في المشاهدة السينمائية. لم يستطع أحد أن يحتل موقعه كممثل ومخرج ومؤلف وموسيقي بارع، أخرج شارلي شابلن حوالي خمسة وثلاثين فيلمًا كانت غالبيتها من الأفلام الصامتة، قام بكتابتها وإخراجها ووضع الموسيقى لها ومثّل الدور الرئيسي بنفسه، ويذكر له دائما انه نجح في إيجاد لغة بسيطة للتواصل مع جمهور متعدد الاتجاهات والأذواق والثقافات . ،وخلال أفلامه لم ينس شابلن البسطاء، وبقي يقدم قصصهم وحكاياتهم عبر شخصية المتشرد الصعلوك التي تبناها بدءًا من أفلام : "االصبى مرورا ب "السيرك " و " أضواء المدينة و"الأزمنة الحديثة " وغيرها . بالتعاون مع المجلس الوطنى للثقافة والفنون والاداب يقيم نادى الكويت للسينما اسبوعا لافلام شارلى شابلن فى الفترة من 21 الى 25 يوليو يعرض خلالة خمسة افلام هى : ا( حمى الذهب ) و( ملك فى نيويورك ) و( العصور الحديثة ) و( السيرك ) و( اضواء المدينة ) ويقام الاسبوع فى صالة العروض بالمجلس الوطنى للثقافة والفنون والاداب وتبدا العروض فى الثامنة مساء .