Friday, March 14, 2008






فى ( الشبح ) توليفة ( اكشنية ) وقصة حب ملفقة
- نجاحات جماهيرية وذاكرة مفقودة ومحطات تميز



موضوع البطل الذى يفقد ذاكرته فى ظروف غامضة , او حتى فى ظروف عادية وواضحة, من الموضوعات التى احتلت ومازالت تحتل مساحات لاباس من الدراما السينمائية , وايضا الدراما التلفزيونية , ولعل اشهر المعالجات لهذا الموضوع هى سلسلة افلام ( هوية بورن ) الشهيرة والمكونة من ثلاثة أفلام ظهر الجزء الاول منها عام 2002 , وفقدان البطل لذاكرته هو المحور الرئيسي الذي نُسجت منه خيوط الحبكة . ومن الأفلام التي تناولت أيضا موضوع فقدان الذاكرة . وكثيراً ما طرحت هوليوود أفلاماً تتعرض شخصياتها لحالات ذهنية عصيبة كالأرق وانفصام الشخصية ومرض التوحد، وغالباً ما تلقى تلك النوعيات من الأفلام نجاحات جماهيرية ونقدية وتنال الجوائز السينمائية. وفى مايخص الدراما العربية فهناك عشرات الأفلام التى يضرب فيها البطل على ام رأسه وسرعان مايفقد الذاكرة بشكل مؤقت وسرعان مايسترجعها في نهاية الفيلم بعد ان ينجح في التغلب على العصابة التى استغلت ضياع ذاكرته لتوريطه في أشياء غير قانونية أو ربما يسترجعها قبل دقائق من توقيع أوراق تنازله عن ثروته لأخيه الجشع الذي يحيك المؤامرات ضده منذ بداية الفيلم . ومن الأعمال الدرامية التلفزيونية الشهيرة التى شاهدناها خلال السنوات المنصرمة مسلسل ( الرجل الأخر ) من بطولة النجم نور الشريف وميرفت امين

فى فيلم ( الشبح ) الذى يعرض الان على شاشات الكويت نحن بصدد بطل اخر فاقد لذاكرته ويسعى لمعرفة حقيقة نفسه فتصادفه العديد من المشاكل حيث يتم إتهامه في قضية قتل ، ويطارد من قبل رجال من قبل رجال الشرطة وايضا من قبل رجال اشرار نعرف فى مابعد انهم ارداد تغيير هويته لكى ينتحل شخصية لشاب اخر متهم فى جريمة قتل .ويحاول فاقد الذاكرة او ( الشبح ) البحث عن القاتل الحقيقي بمساعدة صديق يتعرف عليه صدفة عندما كان يبحث عن مكان ينام فيه . وفي طريق بحثه عن الجاني يكتشف العديد من الأشخاص الذين يساندون هذا الجاني , ونكتشف نحن ايضا وبمرور الوقت تفاصيل الجريمة, بل الجرائم التى كان يخطط لها هذا الجانى ، وبموازة بحثه عن ذاكرته المفقودة تنمو وتترعرع قصة حب بينه وفتاة يلتقيها بمحض الصدفة عندما يذهب للتعرف على احد المشاركين والمتسببين فى ضياع هويته . نحن اذن بصدد توليفة مشوقة ومثيرة عامرة بالمطاردات والمشاهد ( الاكشنية ) اضافة الى حكاية الحب الرومانسية .

الفيلم ( السيناريو ) الذى كتبه وائل عبداللة يقدم حبكة درامية مثيرة وجذابه وقادرة على اشاعة جو من الترقب والتشويق والانتظار مع كل مشهد جديد ومع تطور الاحداث ستكتشف ان هناك العديد من التفاصيل التى تتراكم من هنا وهناك لتكشف فى النهاية جريمة المليونير الذى يريد انقاذ حياة ابنه المتهم فى جريمة قتل بشراء حياة شخص اخر ثم نكتشف من ناحية اخرى حياة البطل الذى فقد ذاكرته ثم يحاول ويسعى بكل الطرق لاكتشاف براءته . واذا كان الفيلم السيناريو قد نجح فى تقديم العديد من المبررات لحركة الشخصيات وافعالها , فان هذة المبررات اصابها الوهن وفقدت بريقها عندما بالغ السيناريو فى التنقيب عن الماضى الاجرامى للبطل , ولم يكن من المهم لنا ان نكتشف اننا نتعامل مع بطل شقى له سوابق فى السرقة والاجرام بشكل عام , لكن كما يبدو فان وائل عبداللة استهوته احيانا سيرة بعض ابطال افلام الاكشن الاميركى الذين يعيسون فى الارض فسادا , ويرتكبون كل الجرائم المخلة بالشرف ثم يطلبون منا ان نتعامل معهم برفق وحنية . وغير زيادة جرعة البحث عن تاريخ البطل الاجرامى فان السيناريو تغاضى عن معاقبة البطل عن جرائمه السابقة بل شجعه ليرتكب جريمة اخرى وهى الحصول على ملايين غير شرعية من مليونير فاسد ارتكب كل الموبقات لانقاذ ابنه القاتل وتهريبه بعيدا عن العدالة . غير ذلك فان قصة الحب بين البطل والفتاة التى قابلها بمحض الصدفة لم تكن مقنعة الى حد كبير وظهرت كانها قصة ملفقة تم رسمها خصيصا من اجل هذا البطل بالتحديد فى هذا الفيلم بالتحديد . طبعا فى الواقع والحياة تحذث مثل هذة القصص وتلعب الصدفة دورا كبيرا فى اقدار البش ومصائرهم . لكن الصدفة ان لم يتم نسجها كخيط اساسى فى ثوب الدراما فانها تاتى بطريقة مفتعلة ويمكن الاستغناء عنها دون المساس ببناء الفيلم .

وفى الفيلم الفن يمكن التوقف عند العديد من محطات التميز . التى قادنا لها المخرج عمرو عرفة بداية من ادراة الممثل فى مشاهد الاكشن الخطرة مرورا بتوجيةالمصور الى اختيار زوايا تصوير مناسبة كما يمكن الاشارة الى الموسيقى التصويرية المعبرة والتى قدمها خالد حماد . وبالنسبة لاداء الممثل فان احمد عز يبذل جهودا كبيرة ليحتل مكانة يستحقها كنجم مجتهد يبحث عن الادوار التى تقدمه كممثل . وقد اثبت جدارته فى ( الشبح ) فى الكثير من مشاهد الحركة . ولعب صلاح عبداللة واحدا من اهم ادواره فى الفترة الاخيرة مقدما شخصية الشرير المتسبب فى كل مصائب الفيلم . ومحمود عبد المغنى جسد الشخصية فى حدود ماهو مرسوم . كذلك فعلت زينة . وهناك اشارة الى الممثل الصاعد بقوة الى مصاف النجوم الكبار باسم السمرة الذى اجاد بحق فى دوره الصغير وكان مشهد المواجهه بينه وبين البطل من اجمل المشاهد فى الفيلم وقد نجح المخرج من خلال هذا المشهد فى تقديم صورة معبرة وعامرة بالتشكيل والتعبير .
يمكن القول اذن ان ( الشبح ) وان تاخر عرضة يعتبر واحدا من الافلام المسلية والتى تقدم مخرجا يثبت مع مرور الافلام ان له اسلوب خاص وقادر على تملك ادواته السينمائية بطريقة مميزة وملفتة .
عماد النويرى


2 comments:

Anonymous said...

Hello. This post is likeable, and your blog is very interesting, congratulations :-). I will add in my blogroll =). If possible gives a last there on my blog, it is about the Câmera Digital, I hope you enjoy. The address is http://camera-fotografica-digital.blogspot.com. A hug.

Barrak said...

منذ فترة وانا اتابع الناقد الاستاذ عماد النويري


لاننا للاسف نفتقد للناقد المتمكن من ادواته النقديه


اشكرك على تواجدك معنا في عالم المدونات