Sunday, April 26, 2009



فضائيات



فاروق وناصر و ( عولمة) المشاهدة


كتب عماد النويرى

كنت ومازلت من المعجبين بمسلسل ( الملك فاروق ) , وكنت من الذين أشاروا إلى أهمية المسلسل على مستوى الشكل وعلى مستوى الموضوع مع بدايات عرضه , وإذا كان المسلسل قد نجح في تقديم صورة مختلفة من الدراميان التاريخية العربية تتميز بلغة بصرية مبهرة و معبرة لم تتعودها عين المشاهد العربي . فان أهم ما قدمه المسلسل هو حالة النقاش والجدل التي أثارها على مستوى البرامج الفضائية العربية مابين مؤيد ومعارض . مابين مؤيد للمسلسل على انه يظهر الصورة الحقيقية للملك فاروق ومعارض للعمل ككل باعتباره مجرد مؤامرة درامية مقصودة للدفاع عن ملك فاسد والدعوة للملكية باعتبارها هي أفضل أشكال الحكم في الوقت الحالي . وحتى وقتنا هذا مازالت الفضائيات عامرة بالمحللين الدراميين ( الاستراتيجيين) الذين ماانفكوا يهاجمون أو يدافعون عن العمل . وفى زحمة النقاش الصحي و الصراخ العصبي نود ان نقول ان هناك عشرات الأعمال التي تناولت حتى الان بعض أشرار التاريخ مثل نابليون وهتلر وموسولينى .ولم تهدف أبدا لهدم عصور أو تحسين صورة عصور أخرى . مسلسل ( الملك فاروق ) وبعده مسلسل ( جمال عبد الناصر ) يجب ان يكونا البداية وليس النهاية . البداية لتصوير تاريخنا القديم والمعاصر بعيدا عن تجارة رجال السياسة أو ابتزاز كتاب التاريخ . الدراما التاريخية هي مجرد قراءة فنية وجدانية لاحداث التاريخ . التاريخ يحدد لنا متى وأين ولد المغنى . والدراما تقول لنا كيف كان للغناء سحره , وكيف كان للمغنى ان يطرب في ذاك الزمن . الدراما لاتقدم قراءة واحدة عما حدث , وإنما تجتهد . وفى تصويرها لاتنجح أبدا في قول كل الحقيقة .

---------------------------------------------------------------------
دراسة قام بها الدكتور احمد حجازى أستاذ الاقتصاد بجامعة الزقازيق أكد فيها ان العالم العربي انفق 16 مليار دولار في السنوات العشر الأخيرة على استثمارات الفيديو كليب بالقنوات الفضائية . وهو رقم ضخم يزيد على ميزانيات العديد من الدول .
الدراسة أكدت ان هناك قنوات تحقق أرباحا من خلال بث الأغاني للمطربين الشباب مقابل مبالغ تصل الى حوالى الف وخمسائة دولارا لاذاعة الأغنية 3 مرات يوميا . كما تحقق مكاسب من خلال رسائل ال( اس ام اس ) واعلانات إدخال الأغاني على المحمول , والمكاسب تصل أحيانا الى مليون دولار شهريا .
حتى هذه اللحظة فانه يوجد أكثر من 20 محطة فضائية غنائية عربية والإعداد قابلة للزيادة بشكل متسارع , وهناك إقبال غير عادى من الشباب خاصة من سن 12 إلى 25 سنة على متابعة هذه القنوات . وغير خاف على احد ان هذه القنوات تسيطر وتتحكم بشكل مباشر في تحقيق الشهرة والنجاح لاى مطرب حتى لوكان لايتمتع بصوت جيد . مايهم هو وجود مساحات من الرقص المثير والاستعراض العاري .
أصابع الشك البعض يوجهها إلى أياد خفية تدميرية تدبر مؤامرة على أبنائنا وبناتنا لإقناعهم ان الحياة لونها ( وهبى ) وان روبى وسابا وساندرا ونجلا هن النماذج التي يجب ان يحتذى بها . وان الفتاة لن تكون جذابة اومثيرة الا إذا قلدت ( رولا ) و( بولا ) و( لولا) , وطبعا هناك العديد من المقالات والكتب والندوات والمؤتمرات التي ناقشت وتناقش تأثير مثل هذه الفضائيات على أجيال الشباب .
والبعض الذي لايشك يرى ان هذا النوع من الأغاني موجود منذ السبعينات وكان يعرض من خلال برامج الغناء والموسيقى ,وكان الفيس بريسلى والبيتلز والبونى ام يقدمون الكثير من الكلمات الخارجة , والمشاهد المثيرة من خلال أغانيهم . وكل مايحدث الان هو تعريب لهذه الأغاني من حيث الشكل والمضمون , وإذا اغلقت المحطات الغنائية أبوابها فمن المؤكد ان المشاهد سيتحول إلى مئات القنوات الأجنبية التي تقدم مثل هذه الكليبان الساخنة .والمشاهد اصلا لم يعد بحاجة إلى ( سخونة ) كليبات هذه المحطات لان ( السخونة ) أصبحت متاحة بسهولة على مئات المحطات التى يسهل استقطاب بثها في اى لحظة . وان مايحدث هو نوع من عولمة المشاهدة , وعلى المشاهد ان يكون واعيا إلى حد حسن الاختيار. وان هذه المحطات ليست هي المسؤؤلة عن فساد احد وليست قادرة على إفساد احد طالما ان المشاهد محصن ويملك المناعة ضد كل أشكال الإغراء والفساد .
ووجهة نظر ثالثة تقول انه في كل العصور دائما مايكون هناك فن جيد وفن غير جيد للاستهلاك اليومي وفى عصر عبد الوهاب وام كلثوم كانت هناك العشرات من الأغاني الهابطة , وفى عصر عبد الحليم حافظ انتشرت أغاني احمد عدوية انتشار النار في الهشيم , وفى النهاية لايبقى إلا الصحيح ويتوارى القبيح ويبقى الجميل .
وارى ان العملية كلها تجارة , وكل هذه المليارات التي تدور في ( بيزنس ) هذه الفضائيات لم تفد المشاهد والمستمع بأي شىْ سوى تضييع وقته دون اى احترم لذوقه أو ثقافته أو معتقداته , وخلال بثها الذى يتجاوز الان عقد من الزمان لم تقدم هذه الفضائيات مايستحق السماع الا في ما ندر . والمشكلة الحقيقية ان هذه المحطات لاتخضع لاى منظومة أدبية أو أخلاقية أو ذوقية في اختيار وعرض ماتقدمه , ويبدو ذلك واضحا من كلمات الاغانى والتي تصل في بعض الأحيان إلى درجة الإباحية , وقد تتشابه كلماتها مع كلمات اغانى البورنو .
لكن سيكون من باب محاربة طواحين الهواء لوطالب احد بإغلاق هذه الفضائيات , وسيكون من العبث ان ننادى بضرورة ان يلتزم أصحاب هذه الفضائيات باى ميثاق من اى نوع لأنهم لايدعون أنهم من المصلحين الاجتماعيين
وإنما هذه الفضائيات بالنسبة لهم مجرد مشاريع تجارية مطلوب منها ان تحقق الأرباح . وستكون هذه المحطات جاهزة دائما للتوالد مع زيادة رقعة الحرية فيها , هذه الحرية التي تعنى ان مانراة الان من اثارة وعرى سيكون قريبا من عصر التحجب .



----------------------------------------------------------------------



( أريد حلا ) من الأفلام المميزة التي تحرص بعض الفضائيات العربية على بثه بين الحين والأخر , قصة الكاتبة الصحافية والناقدة السينمائية حسن شاة حوار سعد الدين وهبة وسيناريو وإخراج سعيد مرزوق
بطولة : فاتن حمامة، رشدي أباظة، أمينة رزق، ليلى طاهر، كمال ياسين، احمد توفيق، محمد السبع، رجاء حسين وعلي الشريف.
(أريد حلا') كان السبب في تغيير بعض أحكام قانون الأحوال الشخصية لناحية كيفية طلب الزوج لزوجته في بيت الطاعةِ
استمد الفيلم أهميته من القضية التي يتناولها، وحساسيتها والحكم الشرعي فيها، وهي قضية تتفرع إلى عدة خيوط تنسج كلها المشاكل المتعلقة بالحياة الأسرية،ويشير الفيلم غالى الخلافات التي تنشا بين الأزواج . والأسباب الى تؤدى الى تفكك الأسر، فى الفيلم أيضا إشارة إلى عمليات الطلاق والتقاضي وأحوال المحاكم التي تنظر في هذه القضايا لكل طبقات المجتمع . لكن لان القانون يمكن تعطيله أحيانا , ولايتم تطويره بما يتلاءم وتغيرات العصر , فان النتيجة ِتصب في مصلحة الرجل على حساب المرأة، حتى وان كانت بريئة ومظلومة ومهضومة الحقوق،
من خلال إجراءات التقاضي في المحكمة يستعرض الفيلم بجاذبية شديدة وواقعية مبهرة، نماذج للعديد من المآسي والمهازل الأسرية، لعل أهمها حصول احد الأزواج على وثيقة تفيد بوفاة زوجته، التي تنتظر دورها في الوصول إلى القاضي للحكم في قضية النفقة المرفوعة منها ضد زوجها الذي طلقها وتزوج بأخرى، فإذا بالقاضي يحكم لصالح الزوج بناء على الوثيقة المزورة التي احضرها الزوج وتفيد بوفاة مطلقته
فيلم 'أريد حلا' من أهم الأفلام التي تناولت هذه القضية الشائكة التي تسبب خراب البيوت وتفتت الأسر وتشرد الأولاد وتصيب المجتمع بالخلل . ِ
في هذا الفيلم يطل سعيد مرزوق،كواحد من أهم المخرجين في جيله، والذي يتميز عنهم بكونه شاعرا ورساما ونحاتا، إضافة إلى موهبته في كتابة سيناريوهات أفلامه، سواء اكانت موضوعات هذه الأفلام من بنات أفكاره أم لكتاب سينمائيين آخرين، أو لأدباء معروفينِ
الفيلم عند سعيد مرزوق عالم متكامل، يبلوره ويمسك بكل خيوطه وهو مثل يوسف شاهين في الانتماء المتبادل بين ذاته والفيلم، لذلك نرى عبارة 'فيلم للمخرج سعيد مرزوق' على كل أفلامه، اي انه في النهاية، هو الفيلمِ
ومثل هذه العبارة لا تجوز إلا لمن يكتب الفيلم ويبلور أفكاره في السيناريو وأخيرا الإخراج، على عكس عبارة (إخراج فلان) فالمخرج هنا هو منفذ رؤى وأفكار غيره، بينما يعد سعيد مرزوق على إن تكون أفكاره ورؤاه في السيناريو والحوار سابقة لصفته كمخرج، حتى وان لم تكن الفكرة أو الموضوع من عنده .
من بين أكثر من مائة فيلم خلال رحلتها الفنيةوالتى بدأت عام 1940 مع فيلم ( يوم سعيد ) يعتبر ( أريد حلا ) من أهم الأفلام التي قامت فاتن حمامة ببطولتها خلال فترة السبعينات وفى الفيلم تلعب فاتن حمامة دور المترجمة الصحافية التي تقوم بالدفاع عن حقوق المرأة , وتحاول إن توصل رسالة مهمة عن القهر الذي تتعرض له المرأة العربية أحيانا بسبب غرور زوج متسلط .
في الفيلم ( الفن ) يمكن التوقف عند الكثير من محطات التميز من ناحية التصوير الخارجي والإبداع التمثيلي للكثير من الممثلين المشاركين فيه مثل رشدي أباظة وعلى الشريف ورجاء حسين.
غير قيمته الفنية فان أهمية الفيلم تعود إلى انه من الأفلام القليلة التي قدمتها السينما العربية في مجال مناقشة بعض قضايا المرأة وتم ذلك بجرأة وشجاعة مع عرض للحقائق بطريقة أرغمت الكثيرين على إعادة النظر في الأحكام الجائرة التي تنفذها بعض المجتمعات بحق المرأة .

Wednesday, March 25, 2009



الإستعدادات للدورة الثانية لمهرجان الخليج السينمائي في الفترة من9 إلى 15 إبريل 2009

تغطية للناقد هشام لاشين عن مدونته سينما لاشين

تم إختياردولة الإمارات العربية المتحدة كضيف شرف المهرجان وهو ماعلق عليه مسعود أمرالله آل علي، مدير مهرجان الخليج السينمائي قائلا: "إننا نشعر بالفخر أن يتم اختيار دولة الإمارات العربية المتحدة كضيف شرف دورة العام 2009 للمهرجان، وهي شهادة تدل على مستوى النمو والتوسع الكبير الذي شهدته صناعة السينما الإماراتية من خلال الفعاليات المهمة التي تشارك بها كمهرجان الخليج السينمائي ومهرجان دبي السينمائي الدولي". وكانت قد شاركت أربعة أفلام من أفضل الأفلام التي عرضت في الدورة الأولى لمهرجان الخليجي السينمائي مطلع العام الحالي في مهرجان بحر السينما العربية" في مدينة مسينا الايطالية والذي أطلق فعالياته يوم 27 يوليو2008 واستمر لمدة أسبوع..والأفلام الأربعة المشاركة هي "بيلوه" و"الواقعية أفضل" من سلطنة عُمان، "بنت مريم" من دولة الإمارات العربية المتحدة، وفيلم "عشاء" من مملكة البحرين. وقد حاز الفيلم الاماراتي "بنت مريم" على جائزة أفضل فيلم. وبعتبر مهرجان الخليج السينمائي حدثا سنويا تنظمه هيئة دبي للثقافة والفنون، ويعدّ أوّل مبادرة من نوعها في منطقة الخليج العربي، حيث يمثل قاعدة لتقديم وعرض الأعمال السينمائية من جميع أنحاء المنطقة، مؤكداً على دور دبي في رعاية ودعم المواهب السينمائيةويُخصِّص المهرجان مسابقتين ضمن خطته لتشجيع الإبداع والتميز بين السينمائيين والمبدعين من المنطقة أولها: مسابقة الأفلام، وهي مفتوحة لكل المحترفين في فئات الأفلام الطويلة، الأفلام القصيرة، والأفلام التسجيلية كما يقدم مهرجان الخليج السينمائي كذلك مسابقة للطلبة في فئات الأفلام القصيرة والتسجيلية.المسابقة الثانية في السيناريو وهي المخصصة للأفلام الإماراتية القصيرة ..كما يُعنَى المهرجان أيضا بتقديم الفن السينمائي من جميع أنحاء العالم، وذلك ضمن سعيه إلى تحقيق أهدافه الرئيسية لتطوير وترسيخ الثقافة السينمائية في الخليج، ومنح الفرص أمام المبدعين الخليجين لعرض أفلامهم، وبناء مشاريعهم المستقبلية. وتقوم إدارة المهرجان بمنح جوائز للمسابقة الرسمية، ومسابقة الطلبة، بالإضافة إلى جائزة باسم لجنة التحكيم في كل من المسابقتين كما تمنح شهادة خاصة من مهرجان الخليج السينمائي إضافة إلى الجائزة المالية إلى مخرج كل فيلم من الأفلام الفائزة. .وكانت إدارة المهرجان قد قامت بمد الموعد النهائي للاشتراك حتى 16 فبراير الماضي لاتاحة المجال أمام أكبر عدد من المواهب السينمائية حيث سيكرس المهرجان جهوده لعرض أفضل إنتاجات صناعة السينما الخليجية من الإمارات والسعودية والكويت والبحرين وعُمان والعراق واليمن، إضافة إلى عرض نخبة من الأعمال الدولية المختار,,وقد علق مسعود أمرالله آل علي، مدير المهرجان علي ذلك قائلا :" يقدّم المهرجان للسينمائيين في منطقة الخليج فرصة رعاية وتكريم ودعم المواهب السينمائية الشابّة، وتشجيع وتحفيز الإنتاج السينمائي في المنطقة. وبالفعل، شهدنا خلال الفترة الماضية تحسناً كبيراً في جودة الأعمال السينمائية الخليجية، الأمر الذي أثبتته المشاركات في الدورة الأولى للمهرجان العام الماضي، ونتطلع لاستضافة المزيد من الأعمال المتميزة للمشاركة في الدورة الثانية لمهرجان الخليج السينمائي، ونشعر بسعادة كبيرة لدخول مبادرتنا عامها الثاني وللمشاركة في مسابقة المهرجان. وتبلغ قيمة الجائزة الأولى في مسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة 50 ألف درهم، والجائزة الثانية 35 ألف درهم. كما تبلغ قيمة الجائزة الأولى في الأفلام التسجيلية 25 ألف درهم، والجائزة الثانية 20 ألف درهم، والثالثة 15 ألف درهم. فيما ستذهب جائزة لجنة التحكيم الخاصة إلى واحد من الأفلام الروائية أو التسجيلية، وتبلغ قيمتها 20 ألف درهم. أما بالنسبة للأفلام القصيرة، فتبلغ قيمة الجائزة الأولى 25 ألف درهم، والجائزة الثانية 20 ألف درهم، والجائزة الثالثة 15 ألف درهم، وجائزة أفضل سيناريو 15 ألف درهم، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة 20 ألف درهم. ويمكن للطلبة من دول الخليج تقديم الأفلام التسجيلية والقصيرة في مسابقة مخصصة للطلبة وتبلغ قيمتها جوائزها الأولى والثانية والثالثة 20 ألف درهم، 15 ألف درهم، و10 آلاف درهم على التوالي، إضافة إلى جائزة لجنة التحكيم الخاصة للفيلم التسجيلي أو القصير بقيمة 15 ألف درهم. كما يسعى مهرجان الخليج السينمائي إلى تعزيز صناعة السينما في دولة الإمارات العربية المتحدة عبر مسابقة السيناريو للأفلام الإماراتية القصيرة، على أن يكون كاتب السيناريو من أبناء دولة الإمارات، ويجب أن تذهب قيمة الجائزة لدعم إنتاج الفيلم. ويمنح مهرجان الخليج للسيناريوهات الفائزة جوائز نقدية تصل قيمتها إلى 120 ألف درهم على أن يتم إنتاج الأعمال الفائزة وتقديمها للمشاركة في الدورة الثالثة من مهرجان الخليج السينمائي قبل 1 فبراير 2010. وكانت الدورة الافتتاحية لمهرجان الخليج السينمائي قد شهدت عرض 146 فيلماً من 25 دولة، وقدّمت فرصة غنية للاطلاع على ما تشهده الساحة السينمائية في المنطقة من نمو كبير. كما تضمّن المهرجان في دورته الأولى مسابقة للأفلام السينمائية الخليجية، إضافة إلى جوائز السيناريو للأفلام الإماراتية القصيرة. كما شهدت الدورة الأولى من المهرجان مشاركة جماهيرية واسعة، شملت نخبة من أبرز نجوم السينما في الخليج، منهم سعد الفرج ومحمد المنصور وزهرة عرفات من الكويت، وعبد الله عبد الملك وشيماء سبت وفاطمة عبد الرحيم وهيفاء حسين وأنور أحمد من البحرين، إضافة إلى عبد العزيز جاسم من قطر، وصالح زعل من سلطنة عُمان. كما شارك من فناني الإمارات كلا من علي العبدول، الدكتور حبيب غلوم، مريم سلطان، سميرة أحمد، بلال عبد الله، موزة المزروعي وجابر نغموش.

كلام الصورة

من مهرجان الخليج - الدورة الاولى

Wednesday, March 11, 2009






في ذكرى وفاته
حديث متجدد مع احمد زكى .



بعد أيام تمر ذكرى وفاة واحد من أهم الممثلين الذين مروا مرور الكبار على صفحات تاريخ السينما العربية المعاصر . رحل احمد زكى وستبقى أفلامه تذكرنا بفنان وهب حياته للشخصيات التي جسدها فأحياها ومات من اجلها ليبقى.
هنا حوار أجريته معه عندما حضر إلى الكويت لعرض فيلم ( أيام السادات ) . في الحوار يتحدث احمد زكى عن حياته وكيفية اختياره لأدواره كما يرد على الاتهامات التي حاصرته عندما جسد شخصية الرئيس الراحل السادات . . نشر الحوار في حينها على صفحات جريدة القبس, وخلال الزيارة أقام نادي الكويت للسينما ندوة كبيرة للنجم الراحل , وتبقى الكلمات والصور
.




انا وجه جديد ومن حقي ان أسابق النجوم الجدد
معجب بعبد الحسين عبد الرضا وسعاد عبد الله
لم أندم على دور أديته
شيوخ السياسة سقطوا في المحظور
مع احترامي للذين هاجموه
دافعي كان ان نفي السادات حقه
معجب بعبد الحسين عبد الرضا وسعاد عبد الله
لم أندم على دور أديته
لا يجب ان نكون جاحدين
لما فعل هذا الرجل الخطير
نحتاج إلى خطة عربية من اجل ان نتواصل فنيا
استطيع الرد على خان لكنني أفضل مواجهة علنية
ما يحدث لا يحتاج إلى صرخة وإنما وقفة شجاعة

حاوره: عماد النويري
في امتحان القبول لدخول المعهد العالي للفنون المسرحية سأله الممتحن عن السبب الذي يجعله يفضل دراسة التمثيل على أي دراسة أخرى، ولم تسعفه بديهته بإجابة مقنعةِ لذا فانه قال بصراحته (ما اعرفش)، واعتقد
بعد ان غادر لجنة الامتحان انه لن ينجح بسبب هذه الإجابة لكن الممتحن اخبره بعد ذلك بأنه لو ذكر أية إجابة أخرى لرسب , وان صدقه في الإجابة كان سبب قبوله .
تخرج احمد زكي عام 1968، وكان أول ظهور له مع فرقة الفنانين المتحدين في مسرحية 'هالو شلبي' وأول فيلم 'شفيقة ومتولي' وأدت المشاكل التي واجهت الفيلم إلى تعطيله عدة سنوات عطلت بدورها انطلاقتهِ وكان مسلسل 'الأيام' التلفزيوني نقطة الانطلاق الحقيقية في حياته الفنيةِ.
استطاع احمد زكي ان يكون شخصية فنية متفردة ومتميزة بين أقرانه من الممثلين بالجهد والصبر والكفاح حتى أصبح علامة بارزة في السينما المصرية بعد ان قلب كل المقاييس التقليدية لفتى الشاشة الأول رأسا على عقبِ واثبت تباعا ان النجومية تعتمد أساسا على كل ما هو مبدع وثري وحقيقيِِ لا على مظهر النجم أو جماله اواناقتهِ .
لم تكن الدراسة الأكاديمية وحدها وراء وصول احمد زكي لهذه المكانة الفنية الرفيعة، وإنما في البدء كانت الموهبة والرغبة في إثبات الذات والحرص على الاستمرار والتجديد: ('كل الشخصيات التي أؤديها أحاول ان ابذل جهدا في تحليلها مثل أي طبيب نفساني، هناك حالات تتطلب في علاجها جهدا كبيرا وهناك شخصيات بطبيعتها انبساطية ولحظية فلا تحتاج إلا لمجهود بسيط'ِ)
شخصيات وجهد كبير
كيف يتعامل احمد زكي مع شخصياته؟
- 'أضع للشخصية دراسة متكاملة منذ طفولتها، تفاعلها مع المحيطين بها، أحلامها آمالها وطموحاتها هذه الشخصية كيف تكونت؟ حتى يسهل علي تجسيدها' لكن هل يمثل ذلك بدعة؟ يجيب احمد زكي: 'ليست بدعة، اوتصعيدا للأمور، بل على العكس لان هذا يوفر لنا جهدا كبيرا داخل الاستديو أثناء التنفيذ أحول الشخصية من لحم ودم أمامي حتى اذا فوجئت بمشهد جديد أؤديه ببساطة لان الشخصية تتنفس ونحيا معي منذ البداية'ِ
سأعطيك مثلاِِ - يواصل احمد زكي- 'في حلقة من حلقات 'هو وهي' شخصية المدرس المتزمت كان من الممكن ان يكرهه الناسِ لولا مشهد في نهاية الحلقة يبتسم فيه فيشعر الناس بان قسوته مع البنات كانت ظاهرية ولكن جوهره انسان طيب!!'ِ
ومع 'زوجة رجل مهم'، جلست ابحث ووجدت ان شخصية الضابط ليست شخصية شريرة، هو مجرد شخص أحب السلطة وشعر بأنه توحد معها وصور له خياله المريض انه أصبح المسئول الأول أو الأوحد عن أمن البلدِِ شعر منذ طفولته انه عاشق للمنصب والسلطة وكانت مأساته عندما اخذ صلاحيات بدون توازن داخلي، وكان من الطبيعي ان يقتل حماه في نهاية الفيلم لأنه شعر انه يفقد آخر ما لديه كي يتسلط عليه!ِ
تشابه وادوار غريبة
قبل 'زوجة رجل مهم' قدم احمد زكي مجموعة مهمة من الأفلام كان منها: 'البريء' و'الحب فوق هضبةالاهرام' و'طائر على الطريق' و'موعد على العشاء' و'العوامة 7' و'شفيقة ومتولي' وبعد 'زوجة رجل مهم'قدم أيضا مجموعة مهمة من الأفلام كان منها 'الهروب' و'الراعي والنساء' و'ضد الحكومة' و'ناصر 56'و'أرض الخوف' وأخيرا 'أيام السادات'ِ هو يقول : ( أنا أقدم أدوارا شديدة الألم، شديدة السخرية، شديدة الشجنِ أدوارا غريبة جدا فكيف تتشابه؟ ولوا أنها متشابهة، هل كنت أرى العذاب وأعاني كل هذه المعاناة لأجل التعبير عنهاِ
يا عزيزي، هذه رؤية غير صحيحة، أنا لا أقدم أدوارا متشابهةِ

لكنِِ ماهو الصحيح؟ هو يقول :
أنا اختار أدواري من وسط حشد ضخم من الأعمال لإحساسي أنها تلمس نبضا ووترا حساسا داخل الآخرينِ ألم تضحك في 'الراعي والنساء'؟ أنا أقدم الإنسان، هدفي هموم الإنسان في كل حالاته وأنماطه يريد البعض ان يروني كوميدياِ لماذا لا، لكني لا اقدم الكوميديا الفاقعة إنما استطيع ان اقدم مشهدا أو اثنين في كل فيلم من أفلامي مشاهد كوميدية يعني تنبع من الاحداث وليست مفتعلةِ
أجيال وخبرة
منذ ظهوره ومع مرور الأيام والأفلام ظهرت مجموعة من المخرجين قدمت لأحمد زكي عصارة فنها وقدم لهااحمد زكي عصارة موهبته وخبرتهِِ . هو يقول ( كل من عملت معه أحببته، وكل دور جسدته وقعت في غرامه وتحمست له بقوةِ وأنا أرى في جيلي الاخراجي نفسي، وهم يرون في أنفسهم وانا فنيا ابن كل هؤلاء المخرجين الذين عملت معهمِ انا خرجت من باطنهم، من أحلامهم، من طموحاتهم، انا كنت الجسر القوي والمتين بين ما في عقولهم وبين الجماهيرِ )
جدل وتاريخ

الذين عرفوه عن قرب عرفوا معه معنى الجنون الفني، فهو لا يقبل ان ينزل احد غيره الترعة ولا يبالي بالبلهارسيا في فيلم 'البريء'ِ وفي فيلم 'الهروب' وضع الجميع ايديهم على قلوبهم أثناء التصوير عندما استلقى فوق سطح قطارمسرع وفي 'موعد على العشاء' دخل ثلاجة المشرحةِِ وفي الأفلام السابقة كان يجسد شخصيات عاديةِ
كيف تعاملت مع شخصيتين تاريخيتين ما زالتا تثيران الجدلِ وهما عبدالناصر والسادات؟ يجيب احمد زكى :
الصعوبة في تجسيد شخصية عبدالناصر لم تكن حجم الأنف أو كيفية تجسيد اكتاف عريضة او نبرة صوت معينة، كانت الصعوبة في استحضار التركيبة النفسية التي كانت بمثابة خلفية لزعيم كان يقطر كرامة كل لحظة،
وكان يتجاهل كل من حوله بعزة نفس شديدة، وكان مهموما بقضايا كبيرة، والأمر أصبح اشد صعوبة في حالة السادات لأنني جسدت أكثر من مرحلة في تاريخ حياتهِ
لماذا السادات؟
الناصريون استنكروا تجسيده لشخصية 'السادات بعد ان رفعوه على الأعناق عقب تجسيده لشخصية الزعيم الخالد في فيلمه 'ناصر 56' و'الساداتيون' شككوا في نواياه ولم يصدقوا انه قادر على الاقتراب من سيرة حياة رئيسهم المؤمن بمثل السحر الذي تجلى عبر ادائه لشخصية سلفه عبدالناصرِ فكان رهانهم على أنها مغامرة غير محسوبة وغير مضمونة العواقب، وبين المستنكرين والمشككين حقق احمد زكي الفيلم الحلم 'أيام السادات'، ومنذ انتهاء الفيلم واحمد زكي يبذل الجهود تلو الجهود لتوضيح موقفه وتجزأت أسئلتي لتغطية
الموضوع:
أولا: لماذا السادات؟
اجاب: 'كان زعيما يحمل بداخله هموم شعب ودولة بأكملها، وما قصدت من اختياري للشخصية هو تقديم انسان حقيقي بما له وما عليهِ فمن ذا الذي ينكر على السادات عبقريته في اتخاذ قرار العبور، وأي جاحد ينفي
دهاءه وهو يضع خطة الخداع الاستراتيجي للتعمية على قرار الحرب؟ِِ وبالطبع هناك إشارة لا بد منها إلى
مسيرة السلام التي خاضها بشجاعة'ِ
ثانيا: السادات كانت له أخطاؤه أيضا في إي محاولة للتقييم الموضوعيِِ وكما يبدو فإنك قمت بعملية
تجميل للسادات؟
لم يكن ذلك هدفنا على الإطلاق، في كل ما حدث، وكان دافعي الحقيقي هو ان نوفي الرجل حقه وبالتحديد
دوره في حرب أكتوبر، ثم جرأته في اتخاذ مبادرة السلام سواء استخدمها كشماعة للخروج من مشاكل معينة
كانت تطارده او كان يعنيها بالفعل كمنهج لحل قضية الصراع العربي ـ الإسرائيلي ولا يخفى على احد انه
كان 'براغماتيا' وكان يرى ان مصلحة بلده فوق كل اعتبارِِ هي وجهة نظر على أية حال، بعيدا عن قدرتنا ـ
العربية ـ على تخوين الآخرينِ انني اترك الأمر في النهاية لوعي المتلقي ونضجه الفكري بحيث يستخلص
بنفسه الحقيقةِ
وجهات نظر
ثالثا: كما يبدو فإنك مجهد وتبذل مجهودا خرافيا للرد على الذين يهاجمونك لانك جسدت شخصية الساداتِ
ترى ما هي الدوافع وراء تلك الحملة؟ وفي واقع الأمر فأنت لست ملزما بالردِِ؟
أجاب: مع احترامي لوجهات نظر المؤيدين وكذلك المناهضين فإن الموضوع يتعلق بأداء شيوخ السياسة فقد تبين لي أنهم سقطوا في المحظور وبدت كتاباتهم كما لو كانت نوعا من تصفية الحسابات سواء ضد عصر يعنيه او شخص محددِ المسألة وكما تبدو لي ان أحكام هؤلاء وهؤلاء فقدت موضوعيتها وحيادتيهاِ وبدت مندفعة
كثيرا الأمر الذي يجعلني اهتف بأعلى صوتي رحمة بنا يا أهل السياسةِ والمسألة وكما يبدو خرجت من دائرة النقد الموضوعي الى دائرة قذف التهم الجاهزة من اصحاب آراء تتبع مذاهب معينةِ فيلم 'غاندي' اختلفت
عليه الآراء واختلفت حول أحداثه وجهات النظر، ومن حق اي تيار أو اي مدرسة أو إي ايديولوجية ان تضع فيلمها لتوضح وجهة نظرهاِ انا خطوت الخطوة الأولى في تسجيل رحلة زعيم عربي كان له دور مؤثر وعلى الآخرين ان يتقدموا لينجزوا ويحققوا ما لم افعلهِِ ان كل تفصيله في حياة السادات تحتاج الى عشرة افلام، وانا أرى إذا كنت قصرت في توضيح شيء ما في حياة السادات، فان الوقت والزمن يسمحان بعمل وانجاز أفلام أخرى عن حياته، وعموما انا أرى ان الافلام التاريخية مهمة، ليس فقط لانها تعد وثائق يمكن الرجوع اليها في المستقبل، ولكن لأنها بطبيعتها تحرك رجل الشارع العادي كما تحرك أيضا المثقفين
واصحاب وجهات النظرِِ والحركة في حد ذاتها مطلوبة في حياتنا الفنية والثقافيةِ اعرف انني لست ملزما بالرد على الذين يهاجمون 'أيام السادات' فقد انجزت الفيلم، وانا في نهاية الأمر لست ناصريا ولست
ساداتيا ولكنني كأنسان ضد الجحود وضد اي جاحد ينكر على اي انسان ما قدمه من أفعال طيبة، ولا يجب ان نكون جاحدين لما فعل هذا الرجل الخطير الداهية أنور السادات، الذي استطاع خداع العالم كله عندما نجح
في تنفيذ خطة العبور عام 73، وحقق انتصارات حقيقية في تاريخ الأمة العربية، المملوء تاريخها بالهزائمِ ,
علاقتي مع خان
مخرج 'أيام السادات' محمد خان قام بإخراج مجموعة من أفضل افلامك نذكر منها، 'موعد على العشاء' و'احلام هند وكاميليا' و'زوجة رجل مهم'، ويحدث دائما خلافات بين المخرج والممثلِِ لماذا تصاعد الخلاف
بينكما في 'أيام السادات'، للدرجة التي اتهمك فيها خان بأنك اعتديت عليه، وربما وصل الخلاف أحيانا إلى حد اهانتك له، ما هي نقاط الاتفاق والاختلاف عموما بينك ومحمد خان؟ بالفعل محمد خان عملت معه مجموعة من أهم أفلامي وكان من نتاج التعاون بيننا تقديم علامات تذكر في تاريخي كما انها من اهم أفلام السينما المصرية خلال العقدين الأخيرين، واذا كان قد اتهمني باتهامات معينة فأنا استطيع الرد الان، ثم هو يستطيع الرد على الرد بعد فترة، وانا افضل في هذه الحالة ان تحدث
بيننا مواجهة علنية على هيئة مناظرة يقول ما عنده واقول انا ما عنديِ
سباق النجوم

قيل في ما قيل انك تجد تجسيد حياة الزعماء والرؤساء للتنفيس عن رغباتك المكنونة في حب الزعامة، وقيل ايضا ان اتجاهك لتجسيد الشخصيات 'الزعامية' التاريخية يمثل نوعا من الابتعاد عن سباق النجوم الجدد، مثل هنيدي والسقا وعلاء ولي الدين هذا السباق، الذي يدوس في طريقه كل النجوم الكبار وانت واحد منهم،
ما رأيك وكيف تعلق على ما يقال؟
لا الاسم ولا البطولة ولا اي شيء يعنيني سوى الموضوع وشخصيتي في الفيلم، وفي كل اختياراتي لم افكر مرة: من سأحب ومن سيحبني، ولم افكر في حجم البطولة او حجم الدورِ الفنان الذي بداخلي هو الذي يقوم
بالاختيارِ وعدا ذلك فكلها اشياء زائلة ولا يبقى في النهاية سوى الصدق في الادوار التي أقدمها وكلما كان الفنان صادقا، أحس بت الناس حتى لو كان دوره لايتعدى دقيقة واحدة، تلك هي مشكلتي مع الحياة ومع
الافلام، وذلك هو سبب مرضي الدائم اما بخصوص سباق النجوم الجدد فاكتب على لساني: انني وجه جديد،
واستطيع دائما ان ادخل سباق الوجوه الجديدة عندما قدمت 'شفيقة ومتولي' وبعدها 'العوامة 70' كنت وجها جديدا في تلك الفترة وقالوا انني قلبت موازين البطولة وغيرت في مقاييس النجمِ وعندما قدمت 'عيون لا تنام' و'المدمن' و'الراقصة والطبال' كنت ايضا وجها جديدا في اطار طبيعة الشخصيات التي قدمتها في ذلك الزمانِ وعندما قدمت 'الحب فوق هضبة الهرم' و'البريء' اجمع النقاد على انني في حالة تجددِ وعندما قدمت كابوريا' و'الامبراطور' قالوا ذلك ايضا ومع 'ناصر 56' و'السادات'ِِ من اتصف بالنزاهة النقدية قال
انني دخلت مساحة شائكة وملغمة من الشخصيات ليضعني ذلك على عتبة مرحلة جديدة تستطيع القول انني جديد
في جديد ومن حقي دائما ان ادخل اية سباقات في مجال النجوم الجددِ
خطوط تماس
في معظم افلامك هناك دائما خطوط تماس مع الواقع السياسي والاجتماعي وفي فيلم 'السادات' كما كان في 'ناصر 56' من قبل هناك تعاملات مع التاريخ السياسي لمصر خلال فترة اربعة عقودِ في ظل الاوضاع الحالية
وما يحدث في فلسطين، ومع تردي الواقع العربي على كافة الاصعدةِ اين يقف الفنان الجريء احمد زكيِ من قضايا امته؟
- بداية انا راض كل الرضا على ما قدمته حتى الان خلال رحلتي الفنية وحتى الآن لم اندم على دور قدمته أو شخصية قمت بتجسيدها ومن خلال اختيارتي استطيع ان أؤكد انني ساهمت بشكل أو بآخر في القاء الضوء على ما يمر به بلدي من ازمات ومشكلاتِ , لكن بشكل عام لا بد ان اعترف ان حدود الفنان ليست بذلك الاتساع ليحمل على عاتقه كل اخطاء السياسيين وكل هموم الامةِ
.

Monday, February 23, 2009



قراءة في حصاد جوائز الأوسكار 81


مليونير بويل يودع التشرد ووينسلت تستبدل الشامبو بالجوائز
بن لم يتوقع الفوز وتراجى بن هنسون هى الافضل
الدوقة تستحق الجائزة وانجيلينا جولى كانت حاضرة.


كتب عماد النويرى



مليونير المخرج البريطاني داني بويل يبدو انه سيودع حياة التشرد إلى الأبد بعد فوزه الساحق في ( مسابقة من سيربح المليون ) في الفيلم وبعد فوزه الأكثر ( سحقا ) للمرة الثانية بثمان جوائز اوسكارية ( من أصل عشرة ترشيحات ) منه أفضل فيلم وأفضل إخراج وأفضل تصوير وأفضل مونتاج وافضل موسيقى وافضل مؤثرات صوتية وافضل سيناريو مقتبس عن عمل ادبى وأفضل مكساج . ويذكر أيضا انه قد حصد أربع جوائز في مسابقة الجو لدن حلوب، حيث حصل على جوائز أفضل تصوير وإخراج لمخرجه داني بويل، والسيناريو لمؤلفه: سيمون بيوفوي والتمثيل ل ديف باتيل، اضافة الى جائزة التاليف الموسيقى . .
سيناريو الفيلم صاغه "سيمون بيوفوي" ، وقد اقتبسه عن رواية "سؤال وجواب" الذائعة الصيت للروائي والدبلوماسي الهندي "فيكاس سوارب" والتي كانت الأكثر مبيعا في العديد من الدول وترجمت إلى 36 لغة، ، وقد اعتمد المخرج على آلية الاسترجاع «الفلاش باك» بوصفها الآلية التي تربط زمنياً بين حياة جمال مالك المراهق الهندي الفقير الذي تربى ونشا في حواري بومباي ليصبح فجأة محط أنظار الملايين فى الهند عندما نجح في الوصول إلى المرحلة النهائية في مسابقة برنامج ( من سيربح المليون ) وفى لحظات الانتظار للإجابة عن كل سؤال يعود البطل الصغير لتذكر حادثة معينة حدثت خلال حياته وتتراكم الأسئلة ومعها تتراكم الذكريات المؤلمة التي تجسد مراحل الحياة التي مر بها جمال منذ الطفولة المبكرة وحتى جلوسه أمام مذيع البرنامج وتدريجيا نتعرف على الكثير من طبيعة المجتمع الهندي والكثير من الصور التي تشكل إطلالة مهمة على واقع ماساوى مشحون بالظلم والقسوة
. المليونير المتشرد يمكن اعتباره واحد ا من الأفلام التي تصور العشوائيات الفقيرة في الهند من خلال معالجة مرئية متميزة , وارى انه لايفعل ذلك بغرض التشويه أو الانتقام , فقد شاهدنا من قبل الفيلم الهندى ( سلام بومباى ) للمخرجة ميرا نير وكان مفعما بتصوير كل ماهو قبيح فى الهند . ميزة ( المليونير المتشرد ) انه يحاول الانتصار للفقراء والمعدمين الذين لايفقدوا الأمل مهما كانت قسوة الحياة وكان تحفظنا عندما كتبنا عن الفيلم ان الحل لمشاكل هؤلاء الفقراء لا تاتى دائما عن طريق المسابقات. ويذكر ان ( المليونير المتشرد ) تنافس ( القارى ) و( فروست نيكسون ) و( وحالة بينجامين بوتون الغريبة ) ,و(هارفى ميلك ) . وقد سلمت الجائزة الى منتج الفيلم كريستشن كولسون الذى تحدث عن الرحلة الرائعة للفيلم الذى صور بميزانية 15 مليون دولار وحصد حتى الان ايرادات عالمية تصل الى 160 مليون دولار .
. .. وكنت اعرف ان كل ممثلة عظيمة عليها الانتظار قليلا حتى تحقق دور عمرها, كما فعلت ميريل ستريب مثلا في فيلم ( جسور مقاطعة ماديسون ) , أو كما فعلت جين فوندا في ( العودة للوطن ) وقبلهما ديانا كيتون فى ( الحمر ) .أو جودي فوستر في ( صمت الحملان ) وجاءت الفرصة أكثر من مرة لكيت وينسلت من خلال أفلام حققت شهرة متواضعة وربما شهرة كبيرة أحيانا مثل ( العطلة ) و( الحس والمعقولية ) و( هاملت ) و( الدخان المقدس ) و كان من الواضح أن وينسلت تنضج مع كل فيلم جديد رغم أن أدائها التمثيلي لم يختلف إلا قليلا من فيلم إلى أخر . وعندما تم ترشيحها عن فيلمها الأخير ( القارئ ْ ) للحصول على جائزة الأوسكار قلت لنفسي أخيرا قد جاء دور العمر ( روز ) فاتنة تايتنك الجميلة . لكن ذهبت ظنوني وتوقعاتي أدراج الرياح . هذا رغم علمي بل تاكدى أنها في طريقها للحصول على جائزة الأوسكار خلال الأيام القليلة المقبلة . ( هكذا كتبت عندما قدمت قراءتي لفيلم ( القارئ ) منذ أيام على صفحات القبس وهكذا صدقت توقعاتي ولا يعنى ذلك التقليل من جهد كيت وينسلت كممثلة قديرة كما شاهدناها في ( الطريق الثوري ) ولا يقلل ذلك أيضا من جهد انجيلاينا جولي في ( استبدال ) وميريل ستريب في ( الشك ) . في الحفل الذي أقيمت فعالياته أمس الأول قالت وينسلت أنها تمرنت على كلمة الشكر الخاصة بالأوسكار أمام مرآة الحمام وهى في سن الثامنة حاملة علبة الشاميو عوضا عن الجائزة ) وقد تحقق ماتمرنت عليه . .
شون بن (48 عاما) تفوق على ريتشارد جينكنز في (الزائر) وفرانك لانغيلا في "فروست/نيكسون" وميكي رورك "(المصارع) وبراد بيت (الحالة الغريبة لبنجامين بوتن ) وقال لدى تسلمه الجائزة "اشكركم يا عشاق مثليي الجنس المؤيدين للشيوعية. لم أكن أتوقع هذا الفوز".
وأضاف "اعتقد ان الوقت قد حان لأولئك الذين صوتوا لمنع زواج مثليي الجنس (في كاليفورنيا) أن يفكروا بالعار الكبير إذا ما استمروا في التصرف على هذا النحو. يجب ان نمنح الجميع حقوقا متساوية". وأوضح "أنني فخور لأنني أعيش في بلد ينتخب رجلا أنيقا رئيسا وبلد ينتج فنانين شجعان . هل يستحق بن الجائزة نقول نعم ولا . نعم نقولها لان شون بن من الممثلين الأميركيين العباقرة الذين أكدوا موهبتهم خلال العقد الأخير ونذكر له حصولة على جائزة الاوسكار كافضل ممثل منذ خمس سنوات عن ( النهر الغامض ) للمخرج كلينت ايستوود . ونقول لا لان هناك شبهة أخلاقية اجتماعية سياسية مدنية في حصوله على الجائزة لتأكيد وجهات نظر أقليات تطالب بحقوقها مثل جمعيات الدفاع عن مثلى الجنس المنتشرة فى أميركا وأوروبا . طبعا موضوع ماتطرحه هذه الجمعيات يستحق المناقشة , ولا يقلل ذلك من الإشارة إلى جهد بعض من تنافسوا معه على الجائزة مثل براد بت في ( الحالة الغريبة لبنجامين بوتن ) وميكى رورك في ( ميلك ) .
وعن دورها في فيلم ( فبكى كريستينا برشلونة ) حصدت بينلوب كروز جائزة أفضل ممثلة مساعدة بعد منافسة مع ايمى ادامز وفيولا ديفيز ( الشك ) وتارجاجى بن هنسون ( الحالة الغريبة لبنجامين بوتون ) وماريسا تومى ( المصارع ) وكنت أفضل ان تذهب الجائزة إلى تراجى بن هنسون فقد أبدعت في ( الحالة الغريبة لبنجامين بوتون ) كما منح الممثل الاسترالي الراحل هيث ليدجرحصد جائزة أفضل ممثل مساعد عن دورة في فيلم ( باتمان – فارس الظلام ) الذي حقق ثانى اكبر الايرادات في تاريخ السينما في أميركا الشمالية .وكان الممثل الاسترالى اليدجر قد توفى العام الماضى عن عمر ناهز 28 عاما بعد اخذ جرعة زائدة من خليط من ستة ادوية من المسكنات والمهدئات ويعتبر ليدجر هو ثان شخص يفوز بجائزة الاوسكار بعد وفاته .
ولايقلل ذلك ايضا من موهبة واجادة مايكل شانون فى ف( الطريق الثورى ) .
وعندما شاهدنا ( حالة بينجامين بوتون الغريبة ) كتبنا اننا أمام تحفة سينمائية توفرت لها العديد من عناصر على صعيد المؤثرات الخاصة البصرية والصوتية بعد ان نجح المخرج ديفيد فينشر تكريس خبرته التي تعرفنا عليها من قبل في أفلامه مثل ( اللعبة ) و(غرفة الرعب ) و( نادي القتال ) و( سبعة ) و( زودياك ) في ان يقنعنا الى حد كبير بما فعله بديزى وبينجامين في مراحل العمر المختلفة ويمكن القول ان هذا الفيلم يمثل خطوة متقدمة في عالم السينما الرقمية والتي قدمت تجارب ناجحة من قبل على يد مجموعة من رواد الإخراج من أمثال ستيفن سبيلبيرغ وبيتر جاكسون وروبيرت زيميكيس،. وبالرغم من تميز المؤثرات الخاصة فان إبداع فينشر يتجلى أيضا من خلال تركيزه على المكان والشخصيات، وزوايا التصوير والقدرة على توظيف الإضاءة واختيار موسيقى تصويره مؤثرة ومعبرة وقد نجح الفيلم فى ان يحصد جوائز أفضل إخراج فني وأفضل ماكياج وأفضل مؤثرات بصرية والفيلم يستحق عن جدارة هذه الجوائز .
وفى فيلم ( الدوقة ) استطاع المخرج بنجاح استعادة الأجواء الخاصة بالفترة الزمنية ونجح في تقديم سيمفونية بصرية تلعب فيها عناصر الفيلم المختلفة أدوارها بنجاح كبير . ملابس مناسبة تماما للعصر وإضاءة توحي بالمكان وبالفعل يستحق فيلم ( الدوقة ) جائزة أفضل تصميم أزياء . وان كنا لانقلل من الجهد المبذول في هذا المجال في أفلام مثل ( ( حالة بنجامين بروتون الغريبة ) و(استبدال ) و( الطريق الثوري ) .
في حفل ينقصه الكثير من بهجة والق الحفلات السابقة أعلنت أمس الأول جوائز الأوسكار 81 لتنتهي فعاليات أهم حدث سينمائي في العالم ينتظره عشاق ومحبي السينما في كل مكان . ومازلنا نعتبر ان جوائز الأوسكار رغم أهميتها لاتخلو أبدا من شبهة التحيز السياسي والثقافي .

Saturday, February 21, 2009



من افلام الاوسكار

فى ( الطريق الثورى ) زواج عصرى واحلام مجهضة


- اسقاط وتوتر ورغبة فى الترحال
نماذج وجذور فى اعمال فلوبير وابسن

كتب عماد النويرى
الحياة الزوجية بكل مافيها من سعادة وشقاء , وهيام وغرام وانتقام , وطموح وأمل ورتابة وملل , هي موضوع فيلم ( الطريق الثوري ) من بطولة كيت وينسلت وليوناردو دى كابريو ومن اخراج سام مينديز .. ووجود أسماء مثل وينسلت وكابريو ومينديز يعنى أننا بصدد فيلم مختلف خاصة ان قصة الفيلم مأخوذة عن رواية تحمل الاسم ذاته للكاتب الاميركى الراحل ريتشارد ياتس يعود تاريخها لعام 1961. وقد صنفت الرواية في فترة الستينات ضمن أهم مائة رواية صدرت بالغة الانجليزية . ومن أهم روايات الكاتب : (بكاء القلوب الصغيرة 1984)، (موكب عيد الفصح 1976) إضافة لمجموعته القصصية (أحد عشر نوعاً للوحدة 1962)... ويذكر ان كيت وينسلت قد فازت بجائزة الجو لدن حلوب كأفضل ممثلة عن دورها في هذا الفيلم كما ان مايكل شانون احد أبطال الفيلم مرشح لجائز ة الأوسكار لأفضل ممثل مساعد .

حالة روحية
الأحداث تدور في فترة الخمسينات حيث نتعرف على فرانك (
ليوناردو ديكا بريو)وهو متزوج من أبريل (كيت وينسلت)؛بعد تعارف قصير في أحدى الحفلات . تعمل أبريل كممثلة هاوية بينما يعمل فرانك كرجل مبيعات في شركة لتصنيع الأجهزة الكهربائية وينتقلان للعيش في بيت جميل يقع على شارع عريض يعرف بالطريق الثوري ربما كنوع من الإسقاط على الحالة الروحية والنفسية للزوجين . ابريل يمارس عمله بشكل روتنيى مثل الاف الموظفين الدائرين في حلقة البيروقراطية اللعينة وهو يرغب في التحرر والانطلاق لكنه بمرور الأيام يفقد الأمل في ذلك وفى الليلة التى يخون فيها زوجته ويعود إلى البيت يجد في انتظاره مفاجأة حيث تخبره زوجته أنها قررت السفر إلى باريس للعمل هناك في احدى المنظمات الحكومية الدولية براتب كبير . أخيرا تحقق حلم فرانك لكن تظهر العقبات في تحقيق الحلم فالزوجة تكتشف أنها حامل والزوج تأتيه ترقية من العيار الثقيل تغريه للبقاء . تتوتر العلاقة بين الزوجين وتندفع الزوجة ابريل وهى في حالة إحباط شديد لخيانة زوجها مع الجار القريب الذي طالما عبر عن إعجابه بها في الخفاء . من الطبيعي أن يتحطم الحلم وتنهار العلاقة الروحية بين فرانك وابريل وتقرر ابريل ان تجهض نفسها للتخلص من الجنين .. تهبط بعد زمن إلى غرفة الجلوس ؛ تقف أمام النافذة العريضة لتنظر إلى الطريق العريض؛ طريق الأحلام؛ الطريق الثوري؛ بعد برهة يبدأ الدم في التساقط منها؛ تلاحظه قليلا في صدمة ثم تطلب الإسعاف زفي المستشفى يهرع الجار –الذي خانت زوجها معه- ليجد فرانك منهارا في حالة يرثى لها؛ يقول له كلاما كثيرا عن زوجته التي وجدوا الجنين خارج بطنها؛ ونزفت كثيرا مما أدى إلى دخولها في غيبوبة؛ ويصارحه بأنها قد فعلت ذلك بنفسها يذهب الجار ليأتيه بكوب من القهوة؛ و يعود ليجد فرانك خارجا من غرفة العمليات باكيا ومذهولا؛ لقد رحلت أبريل

صمت وطموحات
يسكن المنزل زوجان جديدان تحكي لهما زوجة الجار قصة آل ويلر؛ وأن فرانك الآن يعمل الآن في شركة للحواسيب؛ لم يتزوج وكرس نفسه للأولاد؛ تضيف زوجة الجار القديم بأن آل ويلر كانا "غريبي الطباع" ؛ يتركهم الزوج وحين تتبعه زوجته؛ليطلب منها أن لا تأتي على ذكر آل ويلر مجددا وهو يتأمل منزلهما السابق؛ تبتسم الزوجة في سعادة؛ فهي تدرك منذ زمن إعجاب زوجها بالزوجة ويلر . في المسهد الختامي سنقترب من السيدة جيفينجز –وكيلة العقارات - وهي تتحدث لزوجها عن أن السكان الجدد هم أنسب من سكن المنزل؛ فهم أناس طبيعيون؛ زوجها العجوز الذي يستخدم سماعة أذن يذكرها برأيها السابق في أن آل ويلر كانوا هم الأنسب؛ وبمقدار حبها لهم؛ تصارحه بأنهم "كانوا غريبين" ولم يكونوا مناسبين أبدا ؛ كما أنهم أهملوا العناية بالمنزل مما حط من قيمته المادية وتبدأ في سرد مظاهر الإهمال؛ الدهان؛ المقابض النوافذ و .. ؛ يخفض الرجل العجوز من صوت السماعة شيئا فشيئا ؛ حتى يختفي صوت زوجته تماما وهي ما زالت مستمرة في الانتقاص من آل ويلر؛ وينتهي الفيلم في صمت؛ ربما يعترض على كلام زوجته وربما يقول ان الحياة الروتينية لا تتحمل التغيير وان طموحات سكان الطريق الثوري انتهت الى لاشىْ .

رغبة فى الهرب
الفيلم السيناريو يرسم شخصياته بدقه ففرانك يجسد صورة الرجل الاميركى في فترة الخمسينات والستينات الذي يحلم بتحقيق ذاته بعيدا عن التكرار والنمطية ويرغب في الترحال معتمدا على طبيعة مجتمع متجدد . والزوجة ابريل تجسد أيضا نموذجا للمرأة الأميركية المنطلقة التي تبحث عن تحقيق وجودها ولا يعنى ذلك أننا بصدد نماذج سوية طبيعية فنموذج الرجل والمرأة عموما في كتابات ريتشارد ياتس هي نماذج تشعر بالخواء الروحي ورغم قوتها الظاهرة فهي قابلة للكسر في اى لحظة ويمكن العودة إلى بعض جذور كتابات ياتس في أعمال جوستاف فلوبير مثل ( مدام بوفارى ) وأيضا بعض كتابات ( ابسن ) مثل ( بيت الدمية ) ويمكن الإشارة إلى الشخصيات الثانوية التي أجاد كاتب السيناريو رسمها لتلقى بحواراتها وأفكارها ضمن الحكاية ككل وهنا يمكن الإشارة إلى شخصية جون جيفينغز ؛ ابن وكيلة العقارات المختل؛فهو يبدو المدرك لمأساة الزوجين الخارجين عن طوع وأعراف مجتمعهما –؛ في زيارته الأولى يصارحهما بأنه يتفهم تماما رغبتهما بالهرب من كل هذا الهراء؛ يتقبل فرانك ذلك جيدا؛أما في الزيارة الثانية؛ التي يبلغان فيها آل جيفينغز بعدولهما عن الانتقال إلى باريس؛ يبدأ في الصراخ واتهام فرانك بأنه هو السبب؛ انه قد أوقع بأبريل لتحمل ومن ثم لتتوقف عن الحلم؛ ثم يواجهه بحقيقة أنه قد خسر زوجته إلى الأبد . ولأننا نتعامل مع دراما شخصيات صعبة كان من المهم وجود مثل هذه الشخصيات الثانوية لتساعد على فهم مواقف الشخصيات وتناقضاتها . ويمكن القول ان كاتب السيناريو نجح إلى حد كبير في توصيل الرسائل التي اراد كاتب الرواية توصيلها وهى رسائل تصور الحياة الأميركية التي تخفى تحت مظهرها البراق الكير من العذابات الإنسانية والكثير من الأحلام المتكسرة على صخرة واقع يحفل أحيانا بالكذب والنفاق والرياء .
اشارات
الفيلم ( الفن ) يقدم المخرج سام مينديز الذي يبدو إعجابه بمعالجة مظاهر الحياة الأميركية والخوض في أعماقها ويحسب له فيلمه ( الجمال الاميركى ) الذي حاز على العديد من الجوائز الاوسكارية ونجح في تقديم معالجة مرئية رائعة عن حياة أسرة أميركية أيضا تعانى من بعض الأمراض المزمنة للزواج العصري . في ( الطريق الثورى ) يركز مينديز على أداء الممثل باعتباره الحاضر دائما وينجح في استخلاص أقصى مايمكن من طاقه دى كابريو التمثيلية وينجح أيضا في إدارة زوجته كيت وينسلت لتقدم احد أدوارها المميزة . وإذا كان يحسب على الفيلم في بعض مشاهده بطْ الإيقاع فان ذلك كان مقصودا لضرورات درامية . وتغلب اللقطات المتوسطة والقريبة على الفيلم نظرا لأننا نتعامل مع شخصيات كثيرة الانفعال ومن المطلوب إبراز ملامحها لنسبر أغوارها الداخلية طوال الوقت . وهناك إشارة إلى مجموعة الممثلين الذين جسدوا الأدوار الثانوية خاصة مايكل شانون في دور جون جيفينغز وإشارة أيضا إلى القدرة على خلق أجواء الخمسينات من خلال مونتاج متوازن لايلهث لتقديم اللقطة أو تقديم المشهد ككل .