Friday, March 14, 2008






فى ( الشبح ) توليفة ( اكشنية ) وقصة حب ملفقة
- نجاحات جماهيرية وذاكرة مفقودة ومحطات تميز



موضوع البطل الذى يفقد ذاكرته فى ظروف غامضة , او حتى فى ظروف عادية وواضحة, من الموضوعات التى احتلت ومازالت تحتل مساحات لاباس من الدراما السينمائية , وايضا الدراما التلفزيونية , ولعل اشهر المعالجات لهذا الموضوع هى سلسلة افلام ( هوية بورن ) الشهيرة والمكونة من ثلاثة أفلام ظهر الجزء الاول منها عام 2002 , وفقدان البطل لذاكرته هو المحور الرئيسي الذي نُسجت منه خيوط الحبكة . ومن الأفلام التي تناولت أيضا موضوع فقدان الذاكرة . وكثيراً ما طرحت هوليوود أفلاماً تتعرض شخصياتها لحالات ذهنية عصيبة كالأرق وانفصام الشخصية ومرض التوحد، وغالباً ما تلقى تلك النوعيات من الأفلام نجاحات جماهيرية ونقدية وتنال الجوائز السينمائية. وفى مايخص الدراما العربية فهناك عشرات الأفلام التى يضرب فيها البطل على ام رأسه وسرعان مايفقد الذاكرة بشكل مؤقت وسرعان مايسترجعها في نهاية الفيلم بعد ان ينجح في التغلب على العصابة التى استغلت ضياع ذاكرته لتوريطه في أشياء غير قانونية أو ربما يسترجعها قبل دقائق من توقيع أوراق تنازله عن ثروته لأخيه الجشع الذي يحيك المؤامرات ضده منذ بداية الفيلم . ومن الأعمال الدرامية التلفزيونية الشهيرة التى شاهدناها خلال السنوات المنصرمة مسلسل ( الرجل الأخر ) من بطولة النجم نور الشريف وميرفت امين

فى فيلم ( الشبح ) الذى يعرض الان على شاشات الكويت نحن بصدد بطل اخر فاقد لذاكرته ويسعى لمعرفة حقيقة نفسه فتصادفه العديد من المشاكل حيث يتم إتهامه في قضية قتل ، ويطارد من قبل رجال من قبل رجال الشرطة وايضا من قبل رجال اشرار نعرف فى مابعد انهم ارداد تغيير هويته لكى ينتحل شخصية لشاب اخر متهم فى جريمة قتل .ويحاول فاقد الذاكرة او ( الشبح ) البحث عن القاتل الحقيقي بمساعدة صديق يتعرف عليه صدفة عندما كان يبحث عن مكان ينام فيه . وفي طريق بحثه عن الجاني يكتشف العديد من الأشخاص الذين يساندون هذا الجاني , ونكتشف نحن ايضا وبمرور الوقت تفاصيل الجريمة, بل الجرائم التى كان يخطط لها هذا الجانى ، وبموازة بحثه عن ذاكرته المفقودة تنمو وتترعرع قصة حب بينه وفتاة يلتقيها بمحض الصدفة عندما يذهب للتعرف على احد المشاركين والمتسببين فى ضياع هويته . نحن اذن بصدد توليفة مشوقة ومثيرة عامرة بالمطاردات والمشاهد ( الاكشنية ) اضافة الى حكاية الحب الرومانسية .

الفيلم ( السيناريو ) الذى كتبه وائل عبداللة يقدم حبكة درامية مثيرة وجذابه وقادرة على اشاعة جو من الترقب والتشويق والانتظار مع كل مشهد جديد ومع تطور الاحداث ستكتشف ان هناك العديد من التفاصيل التى تتراكم من هنا وهناك لتكشف فى النهاية جريمة المليونير الذى يريد انقاذ حياة ابنه المتهم فى جريمة قتل بشراء حياة شخص اخر ثم نكتشف من ناحية اخرى حياة البطل الذى فقد ذاكرته ثم يحاول ويسعى بكل الطرق لاكتشاف براءته . واذا كان الفيلم السيناريو قد نجح فى تقديم العديد من المبررات لحركة الشخصيات وافعالها , فان هذة المبررات اصابها الوهن وفقدت بريقها عندما بالغ السيناريو فى التنقيب عن الماضى الاجرامى للبطل , ولم يكن من المهم لنا ان نكتشف اننا نتعامل مع بطل شقى له سوابق فى السرقة والاجرام بشكل عام , لكن كما يبدو فان وائل عبداللة استهوته احيانا سيرة بعض ابطال افلام الاكشن الاميركى الذين يعيسون فى الارض فسادا , ويرتكبون كل الجرائم المخلة بالشرف ثم يطلبون منا ان نتعامل معهم برفق وحنية . وغير زيادة جرعة البحث عن تاريخ البطل الاجرامى فان السيناريو تغاضى عن معاقبة البطل عن جرائمه السابقة بل شجعه ليرتكب جريمة اخرى وهى الحصول على ملايين غير شرعية من مليونير فاسد ارتكب كل الموبقات لانقاذ ابنه القاتل وتهريبه بعيدا عن العدالة . غير ذلك فان قصة الحب بين البطل والفتاة التى قابلها بمحض الصدفة لم تكن مقنعة الى حد كبير وظهرت كانها قصة ملفقة تم رسمها خصيصا من اجل هذا البطل بالتحديد فى هذا الفيلم بالتحديد . طبعا فى الواقع والحياة تحذث مثل هذة القصص وتلعب الصدفة دورا كبيرا فى اقدار البش ومصائرهم . لكن الصدفة ان لم يتم نسجها كخيط اساسى فى ثوب الدراما فانها تاتى بطريقة مفتعلة ويمكن الاستغناء عنها دون المساس ببناء الفيلم .

وفى الفيلم الفن يمكن التوقف عند العديد من محطات التميز . التى قادنا لها المخرج عمرو عرفة بداية من ادراة الممثل فى مشاهد الاكشن الخطرة مرورا بتوجيةالمصور الى اختيار زوايا تصوير مناسبة كما يمكن الاشارة الى الموسيقى التصويرية المعبرة والتى قدمها خالد حماد . وبالنسبة لاداء الممثل فان احمد عز يبذل جهودا كبيرة ليحتل مكانة يستحقها كنجم مجتهد يبحث عن الادوار التى تقدمه كممثل . وقد اثبت جدارته فى ( الشبح ) فى الكثير من مشاهد الحركة . ولعب صلاح عبداللة واحدا من اهم ادواره فى الفترة الاخيرة مقدما شخصية الشرير المتسبب فى كل مصائب الفيلم . ومحمود عبد المغنى جسد الشخصية فى حدود ماهو مرسوم . كذلك فعلت زينة . وهناك اشارة الى الممثل الصاعد بقوة الى مصاف النجوم الكبار باسم السمرة الذى اجاد بحق فى دوره الصغير وكان مشهد المواجهه بينه وبين البطل من اجمل المشاهد فى الفيلم وقد نجح المخرج من خلال هذا المشهد فى تقديم صورة معبرة وعامرة بالتشكيل والتعبير .
يمكن القول اذن ان ( الشبح ) وان تاخر عرضة يعتبر واحدا من الافلام المسلية والتى تقدم مخرجا يثبت مع مرور الافلام ان له اسلوب خاص وقادر على تملك ادواته السينمائية بطريقة مميزة وملفتة .
عماد النويرى


Friday, March 07, 2008

حسن حداد وتكريم من وزير الاعلام الكويتى

يوميات وخواطر حول الاسبوع السينمائى الخليجى فى الكويت

بقلم : حسن حداد

أن تعمل مجلة على تبني مشروع أسبوع أو مهرجان سينمائي.. فهذا دليل خلاق على أهمية السينما كفن شعبي وجماهيري.. لابد للتنبيه لأهمية وخطورته.. وهذا ما جعل مجلة العربي في احتفالاتها باليوبيل الذهبي على أن يكون ضمن فعالياتها تلك، اهتمام بالجانب السينمائي.. والسينما في الخليج بالذات تحتاج لاهتمام من هذا النوع والحجم..!!
ثم التفكير في التنظيم لمثل هذه الفعالية، لابد له أن يظهر من نادي سينمائي عريق॥ يحتفل هذا العام بعامه الثلاثون.. فنادي الكويت للسينما قد أصبح لديه الخبرة في تنظيم مثل هذه الأسابيع المتخصصة.. وكانت حقاً مناسبة هامة.. فهذا اللقاء السينمائي ضرورياً بالنسبة للمشتغلين بالصورة المتحركة في دول الخليج.. وذلك للاستفادة والإطلاع على تجارب بعضهم البعض.. وضرورياً كذلك بالنسبة للجمهور الذي حضر العروض السينمائية والندوات التي أعقبتها.. وكان عنصر مهم في نجاح هذه الفعاليات..!!

ثلاثون عاما بدون الكويت
آخر زيارة قمت بها للكويت كانت في العام 1979.. تصوروا.. وهذا يعني بأنني لن أشغل بالي بالتغيير الكبير الذي أحدثته السنون في هذا البلد الشقيق.. ولكني في نفس الوقت كنت أتساءل هل الإنسان في الكويت قد غيرته هذه السنون..؟!
عند وصولي في المطار.. كان مقرراً أن ألتقي بصديقي الشاعر سامي القريني.. لولا كرم المشرفون على الأسبوع السينمائي.. واللذين قابلونا باستقبال رسمي ومشرف، عبرنا إلى ممرات المطار نحو قاعة التشريفات الخاصة.. ومنها إلى سيارات خاصة نقلتنا إلى ماريوت الكويت.. صديقي سامي تركته بالمطار.. إلا أنني سررت كثيراً عندما وجدت الصديق الناقد عماد النويري مدير نادى السينما فى الكويت في استقبالنا في الفندق.. هذا الإنسان الفنان، الذي نجح في تذليل كافة الصعاب لنجاح هذا اللقاء الخليجي الجميل.. حيث الحديث بدأ بيننا ولم ينتهي بعد..!!
شخصياً॥ أعاني كثيراً عندما أقيم في مكان جديد.. وهذا ما كان يشغلني قبل سفري إلى الكويت.. كان علي التأقلم مع مكان جديد.. ولولا الصحبة الجميلة التي حظيت بها هناك وبالذات من سامي وعماد.. لما ترددت في العودة بأسرع وقت..!!

حكاية الرقابة مع الذوادي
حفل الافتتاح كان في مساء اليوم التالي.. هذا الحفل الذي تحول إلى تظاهرة فنية تضامنية مع فيلم الافتتاح (حكاية بحرينية) ومع صناعه.. حيث لم يتوانى مقص الرقيب الكويتي من حذف ما مجموعه الربع ساعة من الفيلم.. دون مبررات منطقية.. علاوة على أنها (الرقابة) قد اخترقت المحضور.. وهو أن أفلام المهرجانات والأسابيع السينمائية لا تتعرض لمقص الرقيب في أغلب دول العالم.. باعتبار أن جمهورها ينتمي إلى النخبة وليس جمهوراً عاماً!!
هذا التشويه الذي حصل لفيلم (حكاية بحرينية) قد بدا واضحاً على وجه مخرج الفيلم بسام الذوادي॥ وعلى نجمتي الفيلم مريم زيمان وفاطمة عبدالرحيم.. كان الذوادي منفعلاً وهو يعلق على ما حدث أثناء الندوة التعقيبية بعد عرض الفيلم.. إلا أن كلمات الثناء والاستحسان مما قدمه الفيلم.. وكلمات الاستنكار مما فعله الرقيب في الفيلم.. قد ساعدت الذوادي على التغلب على انفعاله، وجعلت من الندوة بمثابة التظاهرة التضامنية مع الفيلم وصناعة।

الندوة الرئيسية
بفندق ماريوت الكويت.. عقدت الندوة الرئيسية للأسبوع.. وكان عنوانها (السينما في الخليج: واقع وتحديات).. والورقة التي كلفت بإعدادها كانت ترتكز على السينما في البحرين.. ومن ثم مداخلة عن الثقافة السينمائية على الإنترنت..!! ما حصل هو غير ذلك.. أو لنقل بأنه في آخر لحظة تغير شكل الندوة ومضمونها من قبل منظمي الأسبوع.. وكان عليّ أن أُقدم فقط مداخلة عن تجربتي مع موقع "سينماتك".. إلا أنني لم أفهم سبب هذا التغيير المفاجأ.. لذا حاولت أن أقدم رصد سريع لتاريخ الصورة السينمائية والمشتغلين بها في البحرين.. حيث أنني تعديت الوقت المخصص لي.. وحاولت أن أضع صورة مبسطة ومختزلة للموضوع.
محاور الندوة كانت خمسة.. تناولت في مجملها أهم معوقات الإنتاج والتسويق السينمائي في دول الخليج:
1. سينما الهواة خطوة نحو المستقبل: تحدث فيه المخرج الكويتي حبيب حسين، الذي يرى ضرورة إنتاج أفلام هامة ومؤثرة لفرض صناعة السينما وترسيخها على أسس متينة وأهداف بناءة في المجتمع.
2. السينما في البحرين وثقافة الإنترنت: تحدث فيه السينمائي البحريني حسن حداد، والذي قدم من خلاله لمحة تاريخية عن بدء العروض السينمائية في البحرين والهموم والعراقيل التي تواجه هذا المرفق الفني.
3. واقع السينما في المملكة العربية السعودية: تحدث فيه المخرج السعودي عبدالله العياف، الذي تناول معوقات الإنتاج السينمائي في المملكة ومن أهمها عدم وجود دور عرض سينمائية.
4. المهرجانات السينمائية في الخليج ضرورة أم رفاهية؟: تحدث فيه السينمائي الإماراتي مسعود أمرالله مدير مهرجان دبي، حيث أكد على أهمية المهرجانات ودورها التثقيفي والإعلامي.. وضرورة استمرارها لخلق أجواء الاحتكاك والإطلاع على تجارب الآخرين.
5. السينما الخليجية في عيون الغرب.. نظرة من الخارج: الذي تحدث فيه د. خالد شوكت مدير مهرجان روتردام.. وذكر بأن الدول الغربية تعامل الأفلام الخليجية بعنصرية وتمارس عليها السلطوية، مقارنة بالأفلام الأخرى.. كما دعا إلى النهوض بالسينما كفن ومحاربة السينما الهابطة والمسفة.

المهم بأن الندوة كانت ثرية وهامة.. بما قدم من أطروحات ومداخلات ونقاش حاد حول هوية السينما في الخليج.. وكيفية النهوض بها من تجارب متعددة لأفلام طويلة وقصيرة، إلى تأكيد استمرارها وتواصلها وجماهيريتها.. وضرورة أن تكون لصيقة بالواقع الحياتي والمعيشي للمتفرج عندنا..!!
ومن أبرز المداخلات.. تلك التي قدمها الناقد فاروق عبدالعزيز، الذي كشف عن تفاصيل دقيقة لإمكانية إنتاج فيلم سينمائي بكلفة نصف مليون دولار.
كما تحدث د.سليمان العسكري رئيس تحرير مجلة العربي، عن التوجه للقطاع الخاص لحثه على الإنتاج والمشاركة في قيام سينما خليجية.

السعوديون قادمون
اللقاء مع الأفلام السعودية كان ممتعاً.. حيث الإطلاع على التجارب السينمائية القادمة من هناك.. القادمة من بلد ليس به دور سينما.. فكان السعودي عبدالله العياف حاضراً مع فيلمه (السينما 500كم) وفيلمين سعوديين آخرين (طفلة السماء ـ نساء بلا ظل).. ففيلم العياف كان مفاجأً في فكرته ويقدم بتلقائية جميلة رحلة شاب سعودي من الرياض إلى المنامة لمشاهدة فيلم سينمائي.. المسافة بين المدينتين هي 500 كلم.. صحيح بأن الفيلم شابه بعض الترهل، وكان يحتاج لبعض الإختصار في مشاهده.. فالكثير من الجزئيات قد أضرت بفكرة الفيلم.. ولكن بإعتباره الفيلم الأول لصاحبه، فقد سعى إلى قول أشياء كثيرة.. كانت حاضرة في ذهنه..!!
أما (نساء بلا ظل) فكان عبارة عن ريبورتاج سينمائي جريء.. وهي الحسنة الأبرز التي ساعدته في توصيل ما يسعى إليه.. هناك الكثير من المشاهد تحتاج إلى حذف.. وبعضها لا يضيف إلى الفكرة بل يضعفها.
فيلم (طفلة السماء).. يقدم موضوع جيد، إلا أن السيناريو لم يوفق في رسم الكثير من المشاهد.. بل وجاءت الشخصية الرئيسية (الطفلة) وهي تفتقد إلى العمق والمصداقية نتيجة المباشرة في الطرح والركون إلى التبسيط في السرد الدرامي.
ثلاثة أفلام تمثل رؤى إجتماعية تنتقد تلك الأوضاع الصعبة التي تنتشر في المجتمع السعودي.. وهي محاولة جيدة لقول شيء مسكوت عنه في السابق.
بعد العرض تحدث المخرج عبدالله العياف للجمهور، عن بعض الصعوبات التي واجهها أثناء التصوير.. الجميل في الأمر بأنه أعلن بأن التصوير في الأماكن العامة ليس ممنوعاً البته في السعودية.. بل العكس صحيح، حيث أن من يريد أن يمنع أي تصوير لابد له من أخذ تصريح من الجهات المختصة..!! كما أعلن بأن السينما السعودية قادمة.. من خلال المحافل العربية والدولية.. وأن أمر الصالات السينمائية هي مسألة وقت فقط.. فهناك صالات كبيرة مخصصة للعروض السينمائية منتشرة هنا وهناك في السعودية.. فقط تنتظر أمر بالتشغيل.
وضمن فعاليات الاسبوع॥ اقيم مؤتمر صحفي لمدير مهرجان الخليج مسعود امرالله تحدث فيه عن الدورة الاولى لمهرجان الخليج التي ستعقد في ابريل المقبل। ويعتبر مهرجان الخليج السينمائي حدثا ثقافيا، ويقام بصفة سنوية في امارة دبي، ويتضمن مسابقة للسيناريو والافلام الاماراتية القصيرة. ويعنى المهرجان بالاحتفال والاحتفاء بالاعمال الابداعية المتميزة على مستوى السينما الخليجية لتصبح محطة يتجة اليها مجتمع السينما العالمية لاكتشاف السينما الخليجية.. حيث يقدم في دورته الاولى مسابقة للافلام الروائية الطويلة والقصيرة والافلام التسجيلية بالاضافة الى مسابقة خاصة بالطلبة.

الكويت.. سينمائياً
كان حضور الكويت السينمائي بارز في هذا الأسبوع، وذلك من خلال أفلام (جمال عقل خالد ـ صابر على البحر ـ كويتنا ـ شرق ـ عندما يرحل الملاك).. وهي أفلام أشعرتنا بأن هناك جيل سينمائي جديد في الكويت.. يبحث ويجرب ويحاول أن يصنع صورة مخالفة لما هو متوقع.. في تجارب فيلمية تجريبية وصادمة في غالبيتها.. أفلام تتناول قضايا فلسفية وفكرية.. وتحاول التعبير عن حالات نفسية خاصة..!! فيلم (شرق) الوحيد الذي قدم السينما البسيطة.. ولكن بأسلوب إخراجي جميل ومشوق.. أو لنقل جماهيري..!
في اللقاء الذي تلى عروض الأفلام الكويتية॥ كان الحوار والنقاش قد تركز على الغموض الذي اتسمت به هذه الأفلام.. والقليل منهم من تفهم حرية المخرج في أن يقدم ما يراه وما يعبر عنه كإنسان وفنان.. وهو أمر مشروع ولا يمكن الركون على أن الفنان لابد له أن يقدم ما يفهمه المتلقى أو ما يعجبه.. هذا الأمر استغرق وقتاً طويلاً من النقاش.. ليس في هذا اللقاء فقط.. بل إنه إشكالية قديمة مازالت تسيطر على أغلب التجمعات الثقافية..!

الامارتيون مفاجاة الاسبوع
الإماراتيين.. كانوا مفاجأة الأسبوع بالنسبة للكويتيين بالذات، حيث الإطلاع على التجارب السينمائية الخليجية نادر.. فقد كان المخرجان سعيد سالمين وعبدالله حسن أحمد قد حضرا مع أفلام إماراتية بارزة (هبوب ـ الغبنة ـ عصافير الغيظ).. ومع أني قد شاهدت مجمل الأفلام المعروضة في هذا الأسبوع.. إلا أنني وجدت نفسي أكتشف الطموح والحماس في جميع هذه التجارب.. أكتشف من جديد بأن للسينما في دول الخليج عاشقون ومحبون لهذا الفن الإستثنائي..!!
شخصياً.. أزعم بأن المستوى الجيد الذي وصله الإماراتيون في مجال الفيلم القصير.. كان بالطبع نتيجة للإطلاع والمتابعة المستمرة التي توافرت في مسابقة أفلام من الإمارات.. حيث العروض والتظاهرات الجانبية من مختلف دول العالم..!!
الفيلم العماني (البوم) للمخرج خالد الزدجالي॥ عرض لوحده يوم الأربعاء في حضور جمهور جميل.. ناقش المخرج وتفاجأ بهذه الجهود الخلاقة لصنع السينما في عمان.. فوجود أول فيلم عماني طويل على الساحة يعد مكسباً بحد ذاته.. بعض النظر عن السلبيات التي عادة ما تصاحب العمل الأول..!!

ختاماً..!!
الختام كان أيضاً حافلاً بالعديد من المفاجأت.. أولها حضور وزير الإعلام الكويتي شخصياً لحفل الختام.. وتوزيع شهادات التقدير للمكرمين.. كما أن فيلم (قصيد سيمفوني) كان حقاً مسك الختام، فالفيلم يقدم لنا فناناً كبيراً في عالم الفن والموسيقى.. سليمان الديغان.. ابن الكويت وابن الفنان غنام الديغان..!! وقد كان الفيلم بمثابة رحلة في وجدان هذا الفنان، ومحاولة جادة في تقديم فن الموسيقى من خلال السينما.
أما اللقاء الخاص بالسينما في الخليج في تلفزيون الكويت.. فقد استضاف ستة من المشاركين في الأسبوع.. الناقد عماد النويري، المخرج خالد الزدجالي، المخرج وليد العوضي، المخرج عبدالله حسن أحمد، الناقد خالد شوكات، الناقد حسن حداد.
هذه الحلقة التلفزيونية الخاصة قدمتها المذيعة المتألقة والمثقفة ندين صيداني في ساعة تلفزيونية مشوقة.. حيث الشد والجذب في الحوار والبحث في قضاياً كثيرة تهم السينما في الخليج، لم يسعها الوقت للظهور للمتفرج.. ولكنها بالفعل حاضرة ومتجسدة على الساحة السينمائية..!

ختاماً.. لابد من التأكيد على استمرار إقامة هذه الفعاليات السينمائية.. باعتبارها المنفذ الوحيد للإطلاع على تجارب وأفلام خليجية

Tuesday, March 04, 2008



يعرض الان

فى ( لامكان للمسنين )حنين لزمن البراءة و عوالم حافلة بالرموز.

- حرص على نقل اجواء الرواية ومطاردة مشوقة ونهاية صادمة
- جماليات فى التشكيل وبارديم يتوهج فى شخصية شيغور


يمكن القول ان فوز فيلم ( لامكان للمسنين ) او ( ليس هذا وطنا للعجائز ) بأربعة جوائز اوسكارية هو الحدث الأهم في الأوساط السينمائية خلال العشرة أيام الماضية ولم يخيب الفيلم تلك التوقعات التي رشحته ليمضى في طريق ( الاسكرة ) منذ حصولة على بعض جوائز البافتا والجولدن جلوب وحتى
الجائزة الأخيرة وان لم يعجب ذلك البعض منذ البداية وحتى النهاية .
ماذا يعنى ان يطارد الشريف ( بيل ) القاتل ( شيغور) الذى يطارد بدوره ( موس ) الذى وجد بطريق الصدفة مليونين من الدولارات . وماهى كل هذه الضجة حول فيلم محكوم بالصدفة منذ بدايته وحتى نهايته . وماهى رسالة هذه الدراما السوداء التي تحتفي بالقتل المجاني في كل لحظة وتقدم المجرمين كإبطال تحبهم وتتعاطف معهم وتتمنى الا يغادروا الشاشة أبدا مثلما حدث مع البطل الشرير ( شيغور) الذى جسده الممثل الاسباني العبقري خافيير بارديم وحصل عن تجسيده للدور اوسكار أفضل ممثل مساعد . ثم ماهو وجه التميز لهذه القصة المفككة حيث ينفصل الزمان عن المكان وتنفصل الشخصيات عن الأمكنة ثم في النهاية تنتهي الأحداث دون ان توصل المقدمات الى النتائج . ثم ماهى المعاني السامية التي جعلت أكثر من 5000عضو في الأكاديمية الأميركية لعلوم وفنون السينما ترشح هذا الفيلم لكل هذه الجوائز الاوسكارية ( 8 جوائز ) وهناك عشرات الأفلام التي كانت تستحق ( الاسكرة ) بجدارة غير هذا الفيلم . هكذا كان الانطباع الأول مع القراءة الأولى للفيلم وكان لابد من قراءة ثانية .

لغة مختلفة
تقول القراءة الثانية ان ( لاوطن للمسنين) هو حنين جارف لزمن البراءة يكسر الأنماط ويمزج الأجناس ويصنع الدهشة ويقدم لغة مختلفة تحلق عاليا لتغرد خارج السرب . وتقول القراءة الثانية أيضا انه من المهم قبل الخوض في تحليل الفيلم التعرف على عوالم وهواجس كورماك مكارثى كاتب الرواية التى اخذ عنها سيناريو ( لاوطن للمسنين )ذلك باعتبار ان مخرجي الفيلم الإخوان كون صرحا أكثر من مرة إنهما كانا في غاية الحرص على نقل الرواية الى الفيلم كما هى .
الكاتب الأمريكي كورماك مكارثي، البالغ 76 عاماً يعتبر واحدا من أهم الروائيين الأمريكيين المعاصرين. وكان واحدا من المرشحين لجائزة نوبل في الأدب. نُشرت روايته الأخيرة "الشارع" لتعتبر واحدة من أهم الروايات التي صدرت في العقود الأخيرة.. يصف مكارثي في " الشارع" " كما يرى مؤيد الرواى فى مقالته ( نهاية عالم فى رواية كلاسكية معاصرة ) أمريكا كما لو أنها ( تعرضت إلى حرب نووية. كل شيء يغلفه السواد، الموت في كل مكان والحياة دُمّرت..إنها إذا " نهاية العالم . في الرواية أب وابنه الذي يبلغ العاشرة من العمر يهربان في أمريكا المحترقة. الأرض مجرد نتوءات وأخاديد مغضنة دمرت برمتها من جراء كارثة لحقت بها. الرماد يعتم السماء والأرض خربة بينما يمضي العالم حثيثاً إلى البرودة. هكذا يرسم مكارثي في روايته، بإيقاع متداخل، بلون معتم خال من الرجاء، عالماً يتداعى نحو الانتهاء. تصبح المدن والقرى والقصبات خراباً، تتحول إلى أشبه بالصحراء.لا أشجار هناك ولم تعد ثمة حقول أو حيوانات. ". السماء تمطر رماداً وهي معتمة فيما يجرجر أب وابنه جسميهما وهما على وشك الموت من الجوع والتعب والخوف على أوتوستراد خال من البشر. يهربان دوماً. وعلى طريقة الجوالين الذين يعيشون على هامش المجتمع يحملان بعض المتاع داخل عربة للتسوق ( الشارع ) وقبلها ( لاوطن للمسنين ) يمكن اعتبارهما من روايات المغامرات التى تتعكزعلى أحداث الكوارث والأقدار كالفيضانات وانهيار عمارات عالية على البشر ومحاولة إنقاذهم ثم تجادل على نحو مجاني في أسبابها وترى نتائجها واضحة، بينما تستكمل عقدتها بالانفراج بإنقاذ البطل، وكذلك ليست هي روايات اخلاقية تتحدث أو تنوه عن تخريب البيئة و المسؤولية التي تقع على البشر جميعاً.فى ( لامكان للمسنين ) وكما فى اغلب رواياته لايرتكز كورماك مكارثى – وكما يرى مؤيد -،على نمط تقليدي، لإضاءة شخصيات عديدة، ولا يريد أن يضفي على المكان تفصيلات وتداخلات تتفاعل مع الشخوص وتحدد لهم بانوراما المكان والزمان.. فى رواية ( الشارع )ابتعاد الى حد كبير عن المونولوج ، كما لو كان كل شيء قد بدأ للتو في المكان ذاته، وجدت شخوص الرواية قدرها في هذا المكان لتصارع في لحظات قاسية، وفي وحشتها، تصارع لأجل أن تبقى على قيد الحياة. يتجسد ذلك في إطلاق النار من قبل الأب على آكل لحم البشر عندما يقترب منه، وهي الطلقة ما قبل الأخيرة في مسدسه. آو عندما يعثران في حفرة يلوذان بها من الخوف والبرد على جثث مرمية يتعثران بها وهي ملقاة هناك...في أعماله السابقة كانت هناك شخصيات تتمثل بالدناءة وبالصراع المجرد عن الأخلاق. ولكنها على أية حال شخصيات محتشدة بالعواطف، دينامية في صراعها، تعرف ذاتها وتحاول بكل ما لها من مقدرة أن تجتاز العقبات وتعيش. وفي روايته الأخيرة" الشارع" بلغت تلك الشخصيات مداها الأقصى في الصراع من أجل البقاء، حتى وأن كانت لا تنتظر الرحمة والخلاص بمقتضى تعاليم الدين.ولكن هذه المرة يتلاعب في جوهر النزعة ويجسد الإنسان دون أفاق، تنغلق أمامه كافة المنافذ للخلاصالرواية الجديدة التي حازت على جائزة بوليتزر تجسد في الواقع كابوساً معتماً. ولكن مع انعدام الأمل ينبغي الحفاظ على إنسانيتنا، هكذا ربما أراد مكارثي في روايته، مع أن أحد أبطاله يقول ليس هناك من مخلص لنا .

وكما يبدو فانه لامخلص لنا ايضا فى روايته ( ليس هذا وطنا للعجائز ) .

قدر ومصادفة
عنوان الرواية، وتبعاً لها الفيلم، مأخوذ من القصيدة الشهيرة للشاعر الإيرلندي ويليم ييتس «الإبحار إلى بيزنطة» والتي يقول مطلعها «تلك ليست وطناً للمسنين» والتي تتناول الطبيعة البشرية من خلال وصف رحلة الانسان المجازية إلى الحياة الأبدية. وهكذا ومن خلال القراءة الثانية والتى لابد منها للاقتراب من الفيلم اكثر , فإننا بصدد حكاية لاتقتصر على تقديم الجريمة المشوقة المفعمة بالمطاردات المثيرة التى تحبث الأنفاس , وإنما من المفترض ان يأخذنا الفيلم الى ابعد من ذلك. فهو يحمل الكثير من المعاني الفلسفية والمفاهيم الخاصة. العميقة ويبدو في هذه الحالة أن الرواية بما تحمله من مفاهيم , متسقة ومتناغمة مع الأخوين كوين من حيث أن كلا الطرفين مغرم القدر والمصادفة، حيث تحدد مصادفة ما قدر الإنسان وتجره إلى نهاية بعيدة كل البعد عما تخيله.


شخصيات محورية
يبدأ الفيلم بلقطات تصور صحراء مهجورة ومقفرة في غرب تكساس، ثم نسمع صوت عمدة البلدة إد توم بيل (تومي لي جونز) وهو يخبرنا كيف أن المنطقة تغيرت وكيف أصبح العنف طاغياً. ثم نرى انطون شيغور الشخصية الرمز والتى لاتنتمى الى المكان وهو يقتل رجل الشرطة الذى قبض عليه منذ دقائق قليلة . تنتقل الكاميرا إلى مكان آخر لنتعرف على الشخصية المحورية الثالثة إلى جانب العمدة وشيغور، وهو لحام سابق يدعى لولين موس (جوش برولين) يصوب بندقيته نحو قطيع من الوعول وبعد إطلاقه الرصاص وتفرق الوعول يذهب لتتبع طريدته، وإذا به يفاجأ بعدد من الجثث . فيما يبدو انه منذ ساعات دارت معركة بين مجموعتين على صفقة مخدرات انتهت بموت أفرادها ولم يبق إلا شخص واحد ينازع الموت .. يتفقد موس المكان و يعثر على حقيبة بها مليونا دولار ويأخذها. وهنا تبدأ المطاردات. موس يهرب بالنقود واهماً أنه سيستطيع الفرار بها وتحقيق أحلامه ويحاول أن يخبئ زوجته (كيلي ماكدونالد) بعيداً عن أعين العصابة التي يعرف أنها ستحاول العثور عليه لأخذ النقود. ولكن ما لا يعرفه هو أنه أمام أناس لا يرحمون، وأنه أصبح وبسرعة شديدة معروفاً من قبل كل المعنيين بصفقة المخدرات. فهناك أولاً المجموعة المكسيكية التي تلاحقه للحصول على المال , وهناك شيغور ذلك القاتل الهارب الذي يتجول بسلاحه الغريب ليقتل به معظم من تقع عيناه عليه بينما يقرر مصير البعض بعملة معدنية يقذفها عالياً ويجعلهم يختارون أي وجه ستقع عليه فإذا صح اختيارهم تركههم يذهبون من دون قتلهم. وهناك أيضاً العمدة تومي لي جونز الذي يطارد الاثنين ويود أن يعثر على موس سليماً قبل أن يقتل على يد العصابات. وفي وسط هذه المطاردات هناك أيضاً شخص آخر لا نعرف اسمه (ستيفن روت) نراه في مكتب فاخر يطلب من شخص آخر يدعى كارسون ويليس (ودي هارلسون)، استرداد مبلغ المليوني دولار والقضاء على شيغور. ويبدو ويليس على معرفة تامة بشيغور وماضيه , في هذه الأثناء نرى الشخصية الأساسية في الفيلم وهي شخصية العمدة. يعيش حالة من اليأس وهو يشاهد هذه الجرائم تحدث حوله وهو لا حول له ولا قوة. إنه يعيش في أزمة روحية لا يجد لها حلاً. ويبقى شعوره بالحنين لزمن ولى إلى غير رجعة طاغياً على أجواء الفيلم كله. فى نهاية الفيلم الصادمة والمغايرة لنهاية مثل هذا النوع من الافلام ينجح شيغور فى تصفية موس , وكما يبدو ينجح ايضا فى ملاحقة زوجة موس وقتلها وينجح مرة ثالثة فى الهرب بعد حادثة سيارة كان من المفترض ان يروح ضحية لها .
معالجة ورموز
الفيلم ( السيناريو ) وكما اشرنا التزم الى حد كبير بروح رواية كورمان مكارثى والتصق كثيرا بالشخصيات وماترمز له , وحاول على قدر الامكان ان يقدم العالم المحبب لكورمان ذلك العالم المشبع بالجثث التى تزكم رائحتها العيون التى تشاهد . فى الفيلم يمارس شيغور القتل وكانه احد الهة الموت القدامى جاء ليحصد ارواح البشر بخفة وبمهنية عالية وهو يتعقب ضحيته بلا تعب . وموس يهرب من مكان الى اخر وهو يضحى بكل شىء من اجل المال , اما الشريف بيل فانه غارق حتى اذنيه فى تاملاته وحنينه الى الزمن الجميل . فى النهاية تاتينا الرواية وياتينا الفيلم كمرثية لزمن انتهى كان كل شىء فيه مغلفا بالهيبة والجلال والاخلاق حتى الجريمة . ومن ناحية اخرى يحاول الفيلم بصعوبة تقديم معالجة مرئية لسيناريو فكرى فلسفى محمل بالكثير ممن الرموز بطريقة واقعية وان شابها الغموض فى كثير من الاحيان .

جماليات وتعبير
فى الفيلم ( الفن ) والى حد كبير ينجح الاخوان كون فى اختيار مجموعة الممثلين وادارتهم واستخلاص افضل ماعندهم وعلى راس هؤولاء ياتى خافيير بارديم الذى جسد شخصية شيغور بمهارة فائقة واستطاع ان من خلال ادائه ان يخلق معادلا موضوعيا لشخصية واقعية فى الظاهر لكنها فى باطنها وجوهرها تجسد العديد من الافكار والرموز . ونجح ايضا تومى لى جونز فى تجسيد شخصية الشريف بيل وإضافة إلى ذلك هناك جماليات التشكيل فى اغلب اللقطات والتى ساعدت على امداد التعبير الصورى بالكثير من المعانى والدلالات وهنا نذكر المصور روجر ديكنز، وهو المصور الذي صاحب الاخوان كون وقدم معهما الكثير من الاعمال . وقد عززت جماليات التكوين فى الكثير من المشاهد الإحساس بعوالم كورماك الكابية الموحشة .
فى ( لاوطن للمسنين ) لاحكاية صالحة للتسلية , وانما مطاردة مشوقة بين الخير والشر ينتصر فى نهايتها شيغور الذى يمثل القدر الذى يعبث بكل شىْ . و اذا كان من الصعب فهم الحكاية من اولها الى اخرها فان المعانى تبقى احيانا فى بطن الافلام الاوسكارية وفى فيلمنا تكمن الكثير من المعانى .

عماد النويرى